شبكة البراري - المتابعة اليومية من ( 7 - 10/ 6 / 1434هـ ) الموافق ( 17

توضيح خفيف

1 - بالنسبة لمصدر المرتفع العلوي أو هذه التيارات الحارة المجهضة ، فهي بشكل ادق ناتجة عن الحركة الدورانية للغلاف الجوي ، فتواجد هذه الكتلة الحارة هي في الحقيقة هبوطها واجهاضها من المناطق الاستوائية .
بشكل ملخص عندما يسخن الهواء في النطاق الاستوائي الحار ترتفع درجات الحرارة وتتشكل حركة عمودية للهواء ويصعد ويبرد ويؤدي الى تكثيف سحب ركامية ضخمة ، تتحرك هذه التيارات الى الشمال والجنوب من الكرة الارضية وتهبط وتتكدس وتسخن في العروض الشبه الاستوائية لتشكل خلية تسمى في علم الطقس "هادلي" هذه التيارات قد تهبط من الطبقات العليا في الغلاف الجوي بفترة زمنية طويلة قد تمتد الى ثلاث اسابيع مشكلة عدة مرتفعات جوية منها المرتفع الاوزوي الذي يسيطر بشكل ملموس على منطقتنا .
فنرى في الخرائط الجوية وخاصة 500 مللي بار ، أنظمة ضغط مرتفعة تغطي كل العروض شبه الاستوائية .
لكن وكما نعلم ان هناك كتل باردة بنفس الوقت تدفع ناحية العروض المتدنية ، تقوم هذه الكتل الباردة ومنها المنخفض العلوي المذكور بدفع هذه الكتل الحارة شمالا مما يشكل موجات روسبي ."او خلية فيريل" التبادل الحراري بين الشمال والجنوب ، فالكتل الباردة تحل محل الحارة وتزيح الحارة الى الشمال ، وتقوم الكتل الحارة بازاحة الهواء البارد الى الجنوب ضمن نطاق توازني في مناخ الكرة الارضية.

الذي يحدث بشكل بسيط في فصل الصيف ان هذه الخلايا الجوية ومنها هادلي وفيريل ترحل شمالا متبعة حركة الشمس الظاهرية فيغطي المرتفع الجوي البحر المتوسط ويتجه شمالا"وهو الاوزوري في المنطقة" ويمنع الكتل الباردة من الوصول الى البحر الابيض المتوسط ويحدث العكس في فصل الشتاء مع تحرك المرتفع الاوزوي جنوبا الذي يدفع الى المنطقة كتل هوائية باردة وكتل حارة من افريقيا تسمح لحالة "باروكلينيكية" وتشكل منخفضات جوية ديناميكية.

الذي حدث في هذه الحالة من الشرح السابق هو اندفاع منخفض علوي في عروض متدنية بالنسبة لهذا الوقت فقام بدفع مرتفع جوي في الطبقات العليا الى الجزيرة العربية ، ساهم بدفع كتلة شديدة الحرارة في الطبقات العليا من صحاري الجزيرة العربية.
اما بالنسبة للمرتفع فهو فقط محصور في الطبقات العليا من الجو ولا يوجد منه امتداد سطحي بفعل التسخين الحراري الحاد في الجزيرة العربية وموقعها الجغرافي ما بين جبال ايران وتركيا الشاهقة والاحواض المائية المحيطة المساندة لتشكل هذا الامتداد الحراري السطحي ، نستيطع ان نقول انه امتداد لهذا المرتفع الجوي في الطبقات العليا من لجو .

بعد التعرف على هذه المقدمة المهمة لاجابة سؤالك وهي: هل يتعبر جزء من المرتفع الجوي ؟
في الحقيقة وكما اشرنا في المقدمة ان مركز المرتفع يتنوع على الوضع الجغرافي والدوران في خلية هادلي ، فاذا يتمركز المرتفع الاوزوري فوق شمال غرب افريقيا وصحاري الجزيرة العربية وايران وحتى جنوب الصين في الطبقات المتوسطة والعليا من الجو ، حيث يتمركز نظام ضغط منخفض ناتج عن التسخين الحراري والفرق بين الماء واليابس على السطح ، اذا هذه الكتل الحارة جزءا من المرتفع الاوزوري الذي يتمركز في عدة اماكن جغرافية وحتى يمتد على الطبقات الجوية ومواقع جغرافية وعلى حسب التغيرات الحرارية بين الماء واليابس.

https://upload.wikimedia.org/wikipedi...yCross-sec.jpg
توضيح دوران الهواء في خلية هادلي

ملاحظة.
-المرتفع الاوزوري يسمى كذلك بمرتفع برمودا .
-تستطيع قراءة هذا الموضوع بشكل مفصل في الموضوع المثبت في المنتدى "الحركة الدورانية للغلاف الجوي"

سؤالك الثاني:
في الحقيقة نشاط الرياح خلال هذه الايام يحتاج الى دراسة في شكل امتداد المنخفض الموسمي ودراسة تاثير اين وصلت الموجة الحارة.
قبل الدخول في السؤال فنشاط الرياح في فترات العصر حتى المغرب امر عادي وهي في الغالب تزداد سرعة بسبب الفوراق الحرارية بين مياه البحر الباردة نسبيا وحرارة اليابس الصحراوي الحار في بادية الشام فالذي حدث هو الحرارة المرتفعة على الجانب الصحراوي القريب من المنطقة اثر موجة الحر القوية واعتدال الاجواء في منطقة سواحل شرق المتوسط فهذا يؤدي انتقال هذه الرياح الاكثر برودة والاكثر كثافة نحو الرياح الساخنة جدا والاقل كثافة ، غير ذلك مساهمة من قيم انخفاض ضغط منخفض الهند الموسمي وتقدمه التدريجي نحو المنطقة .
غير هذا الامر فكانت تغطي منطقة شرق المتوسط كتلة هوائية باردة مندفعة الى المنطقة .

اذا تلخيصا لنشاط الرياح :
1-اختلاف الحرارة بين اليابس في الجانب الصحراوي ومياه البحر الباردة."وخاصة فترات العصر والمساء"
2-وجود اختلاف حاد في انحدار الضغط الجوي بسبب موقع امتداد المنخفض الموسمي حتى شرق الاردن .(لاحظ الخريطة وتزاحم خطوط الايزوبار)
3- منطقة شرق المتوسط كانت تتاثر بكتلة هوائية باردة لطيفة نسبيا مع تاثر المناطق الجزيرة العربية بكتلة شديدة الحرارة(كذلك لاحظ خريطة 500 مللي بار)

في الحقيقة حتى في يوم 16-يونيو اثار نشاط الرياح في صحاري العراق وسوريا بعض العواصف الرملية لكنها بقيت ضعيفة والسبب ان فوراق الضغط الجوي تقل كلما اتجهنا شرقا الى الخليج العربي بسبب امتداد المنخفض الموسمي الى الغرب فيقل نشاط الرياح، فكانت فوراق الضغط الجوي هي قمتها في بلاد الشام وحتى الفوارق الحرارية .
ونلاحظ عندما يمتد المرتفع الاوزوري سطحيا حتى شمال غرب السعودية تتقل فوارق الضغط هذه الى مناطق العراق والكويت وشرق السعودية فتخلق رياح شمالية الى شمالية غربية نشطة السرعة تتعدى الى 45 كم في الساعة تثير الرمال تسمى محليا برياح "البوارح" مما تحد مدى الرؤية الافقية ، يدعم نشاط هذه الرياح كذلك الوضع الطبوغرافي والتوزيع التضاريسي ما بين هضبة الجزيرة العربية الى الغرب والجبال الشاهقة الى الشرق .(فكانه نهر من جريان الهواء).