شبكة البراري - حالة الثلث الاخير من ديسمبر متابعة وتحليل

نفى استخدام تقنية «تفريق السحب» .. مركز أبحاث التغير المناخي:

توقعات بأمطار على جدة .. الأقوى منذ 3 سنوات

هيفاء الزهراني من جدة
توقع الدكتور منصور بن عطية المزروعي مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي ورئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبد العزيز، أن تشهد محافظة جدة، حالات تغير في الطقس والمناخ، إضافة إلى هطول أمطار تعد الأقوى منذ ثلاث سنوات. ولم تشهد المحافظة مثل هذه الحالة منذ كارثتي جدة الأولى والثانية عامي 2009 و2011، حيث تليتهما حالة من الجفاف.

وطالب المزروعي أهالي جدة بأخذ الحيطة والحذر من الأجواء المناخية خلال هذا الأسبوع، إذ ستشهد المحافظة أمطارا متوسطة إلى غزيرة، مشيرا إلى أن مركز التميز يحوي العديد من الأجهزة المتقدمة الخاصة بالطقس والمناخ، التي تعمل على تزويد الجهات المعنية بتوقعات الطقس قبل نحو يومين من الحدث خاصة في حالات الأمطار.

ونفى أن تكون هناك أي محاولات لتفريق السحب في جدة، وقال: لا يوجد ما يسمى بـ "تفريق السحب" في علم الأرصاد أساسا، لكنْ هناك حالتان: إما تحسين هطول الأمطار أو تضعيفها، ويستخدم فيهما بعض المواد الكيميائية التي تساعد على زيادة هطول الأمطار أو تقليلها وفي أوقات محددة، وتتراوح نسبة النجاح في هذه العمليات من 15 إلى 20 في المائة، ولم يثبت حتى الآن استخدام هذه التقنية في جدة. متوقعا حالة من عدم الاستقرار في مناخ السعودية هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن عنفوانها من السبت إلى الثلاثاء ويصاحب هذه الحالة هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة وتكون رعدية أحيانا وهذه الحالة تعتبر مميزة للسواحل الشمالية الغربية والغربية.

امطار جدة أغرقت بعض شوارع المحافظة.
وأرجع المزروعي هذه الحالة نتيجة تكون أخدود هوائي بارد متعمق بطبقات الجو العليا فوق منطقة شرق البحر المتوسط ومنطقة شمال غرب السعودية، ويكون هذا الأخدود مصحوبا بمنخفض جوي سطحي على منطقة شرق البحر المتوسط، وأيضا يصاحبه تمدد سطحي لمنخفض السودان يصل حتى شمال المملكة، إضافة إلى نشاط للرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار خاصة على المناطق المفتوحة، ونشاط للرياح الجنوبية الدافئة الرطبة المعروفة برياح الأزيب على مستوى السطح، وأيضا في الطبقة القريبة من سطح الأرض.

وتوقع أن تضرب حالة عدم الاستقرار شمال وغرب المملكة وشمال شرق وشمال المنطقة الوسطى وأجزاء من المناطق الجنوبية الغربية، لافتا إلى أن السبت والأحد سيشهدان بدء التأثير على المناطق الشمالية الغربية للمملكة، ومنها منطقة تبوك والجوف والسواحل الشمالية الغربية والوجه وأملج.

وأوضح أن يومي الأحد والإثنين سيكون التأثير فيهما بشكل أكبر على مناطق وسط القطاع الغربي، حيث تتأثر منطقتا مكة والمدينة ومحافظاتهما الساحلية ومنها جدة، كما أن المنطقة التي بين رابغ وجدة ستكون ذات فاعلية عالية من الأمطار ونقاط التقاء تشمل أيضا شمالا من رابغ إلى ينبع وجنوبا من جدة إلى الليث، أما الثلاثاء فسيكون تأثير الحالة بشكل أكبر على سواحل جنوب منطقة مكة وأيضا الباحة وأجزاء من شمال شرق المملكة. يشار إلى أن مركز التميز لأبحاث التغير المناخي تم إنشاؤه في نهاية 2009 بتكلفة تجاوزت 14 مليون ريال، بهدف دراسة التغيرات المناخية وانعكاساتها المحتملة على السعودية وابتكار الحلول بما يلبي حاجة المجتمع وصانعي القرار، وتقييم إسقاطات نماذج التغير المناخي المختلفة، واستخدام أساليب التنبؤ المناخي قصير وطويل المدى، وإجراء أبحاث التغير المناخي للقرن الحادي والعشرين باستخدام النماذج المناخية العالمية والإقليمية الحديثة، وتقييم تأثيرات التغيرات المناخية المستقبلية على المملكة، وتقييم الظواهر المناخية الحادة الناتجة من التغيرات المناخية المستقبلية، وإنشاء وتطوير البحوث المتعلقة بمصادر المياه وإدارتها المرتبطة بالتغيرات المناخية، وتقديم الاستشارات للجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة، وتقديم المعلومات الخاصة بالتغيرات المناخية للجمهور والجهات العلمية عن طريق شبكة الإنترنت، والمساهمة في تطوير البحث العلمي الدولي في مجال التغير المناخي، ويقوم المركز على عدد من الاستراتيجيات من أهمها بناء قاعدة بيانات مناخية، وتشغيل وتطوير نماذج التغير المناخي الإقليمية والعالمية ودراسة التغير المناخي المستقبلي وانعكاساته على البيئة ومصادر المياه والزراعة، وإصدار التوقعات المناخية الفصلية والسنوية والعقدية، وتقديم الاستشارات العلمية في مجال التغيرات المناخية.