شبكة البراري - متابعة الطقس من 22/ 10 - 1 / 11 / 1431 هـ الموافق 1- 9/ 10/ 2010 م

منقول

حددت مواعيد بدء وانتهاء الخريف
الأرصاد: أمطار العام الماضي في جدة ظاهرة جوية يتدارسها الخبراء
https://www.sabq.org/sabq/misc/get?op...256&height=176

عبد الله البرقاوي – سبق - متابعة: أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن ما لديها من توقعات حول برودة الأجواء أو معدل هطول الأمطار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، تم تضمينه في تقرير الملامح المناخية لفصل الخريف، جاء هذا التأكيد في ظل ما يتم تداوله خلال هذين اليومين من توقعات أعلنها المرصد الروسي، وهو أحد المراكز العالمية في تحليل الطقس، وتوقع أن تسود المملكة في الأشهر الثلاثة المقبلة أجواء قارسة البرودة على غير المعتاد، في معظم المناطق، وأمطار فوق المعدل العام على وسط البلاد.

المتحدث الرسمي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني علق قائلاً: إن جميع المعلومات عن توقعات الرئاسة للطقس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حملها التقرير الذي نشر على موقع الرئاسة الرسمي.

وكان التقرير الذي نشر على موقع الرئاسة، كشف معلومات عن الأمطار التي شهدتها جدة العام الماضي، ويتخوف الكثيرون من تكرارها لما خلفته من ضحايا وخسائر في الأرواح والممتلكات، وأشير في التقرير إلى أن الأمطار الغزيرة التي تأثرت بها جدة العام الماضي، بلغت نسبتها لمدة ساعتين فقط 70 ملم، وذلك حسب قياس مرصد الرئاسة في مطار الملك عبد العزيز، فيما سجل مرصد جامعة الملك عبد العزيز 90 ملم. وقالت الرئاسة: إن هذه الكميات تعد غزيرة بالنسبة إلى هذه الفترة الزمنية، مؤكدة أن مثل هذه الظواهر الجوية تحت الدراسة والبحث من قبل خبراء الرئاسة.

كما أسار التقرير الذي نشر على موقع الرئاسة إلى أن فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي بدأ هذا العام في الـ 14 من شوال، الذي وافق الـ 23 من سبتمبر، ويستمر حتى 15 محرم 1432هـ، الموافق 21 ديسمبر. وأشار التقرير أيضاً إلى أن بداية دخول فصل الخريف، تتعامد الشمس على خط الاستواء وتبدأ معدلات قيم الضغط بالنسبة لمستوى سطح البحر في الارتفاع، وبالتالي يبدأ منخفض الهند الموسمي في الانحسار، وتبدأ درجات الحرارة في الاعتدال النسبي خلال بداية الفترة، خاصة مناطق شمال المملكة (انخفاض من 3 إلى 7 درجات) ويكون الانخفاض ملموساً أواخر الفترة على بقية المناطق, حيث يلاحظ تفاوت درجات الحرارة بين يوم وآخر ومن منطقة إلى أخرى، وذلك بسبب تداخل تأثيرات الكتل الهوائية، ومن ضمنها تأثير منخفض السودان على درجات الحرارة مع تغير اتجاه الرياح على المناطق التي يغطيها. حيث تسجل معظم مناطق المملكة درجات حرارة، العظمى ما بين (33 إلى 40) درجة مئوية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، قد تسجل أعلى من ذلك في بعض الحالات.

وبمراجعة التقارير المناخية لدى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجد أن أعلى درجة حرارة عظمى سجلت خلال فصل الخريف كانت في حفر الباطن (48 درجة) يوم 16 نوفمبر عام 1991م, ومكة المكرمة (47 درجة) أكتوبر 1998م، وينبع (47 درجة) مئوية أكتوبر 2004م, كما سجلت مناطق شمال المملكة أقل درجة حرارة على محافظة طريف (-6 درجة) يوم 28 نوفمبرعام 1992م, وتبوك (-6 درجة) يوم 27 نوفمبر 1977م, وخميس مشيط (-3) درجة يوم27 أكتوبر1977م، كأدنى درجات حرارة صغرى. كما يتكون الصقيع خلال هذا الفصل، وكانت أقصى موجة صقيع سجلت علي المناطق الشمالية في نوفمبر 1992م.

وأشار التقرير إلى أنه من الملاحظ أيضاً أن مع امتدادات محورالمنخفض الحراري (البحر الأحمر) وتفاعله مع المنخفضات الحركية العابرة والمصحوبة بالجبهات الهوائية الدافئة في مقدمتها والباردة في مؤخرتها والقادمة من شرق البحر المتوسط التي تصاحبها كتل هوائية باردة متعمقة في طبقات الجو العليا (أخدود هوائي بارد) كما تظهرالرياح النفاثة الشبه مدارية (suptropicaljet) ينتج من ذلك تأثرمعظم مناطق المملكة بالأتربة المثارة أو بالعواصف الترابية، في حين تتأثرمناطق غرب المملكة برياح جنوبية تسمى (الأزيب أو الأزايب) وهي رياح حارة ورطبة ومغبرة تبلغ سرعتها ما يقارب (50 كم/س) كما يصحب ذلك أحياناً هطول أمطار بداية من مناطق شمال غرب المملكة, ولعلنا نتذكر بصورة خاصة الأمطار الغزيزة الجارفة التي هطلت على تبوك, والوجة وحائل عام 1984م، حيث سجلت حائل أعلى كمية هطول (214ملم) في شهر نوفمبر 1984م، والوجه (137 ملم) عام 1996م، وتعرف هذه الأمطار في المناطق الشمالية بأمطار (الوسم) حيث يقال: إن أمطار هذه الفترة قليلة ولكن تكون غزيرة إذا أمطرت، وقد تكرر في الأعوام الماضية هطول الأمطار الرعدية الغزيرة على حفر الباطن (147 ملم) نوفمبر عام 2000م والقيصومة (100 ملم) أكتوبر 1997م، وفي رفحا (63 ملم) ومن الملاحظ أن نهاية فصل الخريف في المناطق الشمالية الذي يوافق شهر ديسمبر بداية (مربعانية الشتاء) التي يشتد فيها البرد والرياح وتكثر الغيوم ويتكون الصقيع والضباب.

ومن الملاحظ أيضاً أن مناطق غرب المملكة تتأثر في فصل الخريف بما يسمى (حزام منطقة عدم الاستقرار RSCZ) وتحصل هذه الحالة في محيط المياه الدافئة لسواحل البحر الأحمر نتيجة تلاقي الرياح الجنوبية الدافئة والرطبة والمصاحبة للمنخفض الحراري مع الرياح الشمالية الغربية الجافة والباردة نسبياً والمصاحبة للمرتفعات الجوية التي تأتي بعد عبور الجبهات، ويشتد نشاط هذه الحالة مع وجود أخدود هوائي بارد في طبقات الجو العليا أو مع ما يسمى (شكل الأوميجا) وفي هذه الحالة تظهر بوضوح الرياح النفاثة، ولذلك تأخذ هذه الظاهرة طابع الاستمرارية والعنف، ولا يزال عالقاً في الأذهان العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق غرب المملكة من الوجه إلى القنفذة في منطقة مكة المكرمة، واستمرت عشرة أيام متواصلة، حيث كان مجموع الهطول على جدة (258 ملم), الطائف (243 ملم) وفي مكة المكرمة (155 ملم). رافق ذلك نشاط في الرياح السطحية وصلت سرعتها ما يقارب (90 كم/س) نتيجة الرياح الهابطة من الخلايا الرعدية.

وذكّر التقرير بأمطار جدة العام الماضي، حيث قالت الرئاسة: "لا يفوتنا أن نذكر بالأمطار الغزيرة التي تأثرت بها هذه المناطق العام الماضي في نوفمبر 2009، حيث بلغت نسبة الأمطار في جدة لمدة ساعتين 70 ملم، وذلك حسب قياس مرصد الرئاسة في مطار الملك عبد العزيز، وقد سجل مرصد جامعة الملك عبد العزيز 90 ملم، وهذه الكميات تعد غزيرة بالنسبة لهذه الفترة الزمنية، وعلى كلٍّ، مثل هذه الظواهر الجوية تحت الدراسة والبحث من قبل خبراء الرئاسة".

كما تساعد بعض الوضعيات عند امتداد مرتفع آسيا (سيبيريا) والمصحوب بكتل هوائية باردة نسبياً قادمة من شمال شرق وشرق المملكة نحو مناطق وسط المملكة، ومع توفر الرطوبة إلى تشكل السحب المنخفضة والضباب الذي يمتد تأثيره من ساعات الليل المتأخر حتى الساعة العاشرة صباحاً، ولعل الشيء بالشيء يذكر، فإن الضباب يتكون على مناطق شمال المملكة غالباً بعد هطول الأمطار، كما يتكون علي مرتفعات عسير والباحة والطائف