منصور المناع
2007-11-25, 02:17 PM
خطورة بيئية تخلفها مشروعات الدواجن وتشوَّه التقدم التقني لصناعتها
http://www.alriyadh.com/2007/11/25/img/261629.jpg
كتب - رياض الخميس:
تواجه مشاريع الدواجن اتهامات بالآهمال في الوقت الذي تعاني المنطقة الوسطى فيه من المملكة من آثار انفلونزا الطيور وتدميرها لتلك الصناعة الاستراتيجية.
فالتلوث البيئية مصطلح قديم جديد لطالما تردد سماعه ومطالعته في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ونال اهتمام شتى المستويات بدأ بالمستوى الفردي والدولي منتهياً بالمستوى الأممي. من أجل ذلك عقدت مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية بغية التحكم في مصادره وتجنب آثاره السلبية على البيئة والإنسان، هذا ما استهل به حديثه الدكتور عبدالله الثنيان خبير الأمن الغذائي العربي.
وإن ما نشهده من تلوث بيئي في شتى أوجه الحياة جاء مواكباً للتطور الصناعي والزراعي والحياتي الذي سعى الإنسان من ورائه لتلبية المزيد من احتياجاته اليومية ورغباته. لذا فإن ما يجنيه إنسان هذا العصر من آثار سلبية للتلوث البيئي هو من فعل ما صنعته يداه في الماضي والحاضر، ويؤكد المختصون أن آثار العديد منها قد يمتد إلى أجيال قادمة ما لم يحسن ايجاد الحلول السريعة لذلك.
ويضيف الدكتور الثنيان أن التطور التكنولوجي الحديث هو حق طبيعي غير أنه من حق المستفيد منه على صانعي هذه التكنولوجيا تحاشي ما قد يصاحبه من آثار سلبية على المدى القصير والبعيد. وفي مجال الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني أمكن تحقيق معدلات إنتاجية متنامية في شتى أنواع الغذاء تتواكب مع الزيادة المطردة في تعداد سكان الكرة الأرضية.. فإلى جانب التحسين في الصفات الوراثية كان لاتباع الإنتاج المكثف في صناعة الدواجن وتربية المجترات الفضل الكبير في مقابلة الاحتياجات المتزايدة للسكان من هذه المنتجات. فما كان يتم إنتاجه في آلاف الأفدنة أصبح من السهل إنتاجه في العشرات فقط وخلال فترات زمنية قصيرة ومتعاقبة. وكنتيجة طبيعية لهذا الأسلوب الإنتاجي تنتج كميات كبيرة من المخلفات تتناسب مع حجم هذا الإنتاج وكثيراً ما تفوق حجم هذه المخلفات عن معدل وسرعة الاستفادة منها ضمن حيز إنتاجها.
وفي مجال صناعة الدواجن بالمملكة العربية السعودية التي أخذت الإنتاج المكثف نبراساً لها فقد زاد إنتاج بيض المائدة من (2392) مليون بيضة عام 1995م إلى حوالي (3082) مليونا في عام 2005م، كما زاد إنتاج فروج اللحم خلال تلك الفترة من (390) ألف طن إلى حوالي (521) ألف طن. وانعكس ذلك على زيادة نصيب الفرد من لحوم الدواجن خلال نفس الفترة من (34.5) كيلوجرام/ فرد إلى حوالي (42.8) كيلوجرام/ فرد وما يقال على منتجات الدواجن يمكن أن يقال أيضاً على إنتاج المجترات من لحوم وألبان.
ومن الطبيعي أن ينتج عن عمليات التربية والإنتاج عدد من المخلفات تتراوح في أشكالها ما بين الغازية والسائلة والصلبة، فعلى سبيل المثال ينتج عن إنتاج كل دستة من بيض المائدة حوالي (3) كيلوجرامات زرق، كما ينتج عن كل كيلو لحم فروج حوالي (3.5) كيلوجرامات زرق، وينتج عن ذبح وتجهيز فروج اللحم حوالي ثلثه في صورة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، كما أن عملية ذبح وتجهيز كل فروج لحم تستهلك حوالي 15لترا من الماء.
ويبدو ضخامة حجم هذه المخلفات في ظل ما يتوقع من إنتاج سنوي في عام 2015م يقدر بحوالي (748) مليون فروج لحم وحوالي (3381) مليون بيضة مائدة.
وتبدو خطورة هذه المخلفات في ظل ما تحتويه من مواد عضوية ومعدنية وكيماوية مثل النتروجين والدهون والفسفور وغيرها. ليس هذا فحسب، بل إن عددا من هذه المواد يتصف بالطبيعة التراكمية في التربة والمياه السطحية والجوفية وانتقالها إلى المحاصيل النباتية التي تنتج في مثل هذه التربة أو تروى بهذه المياه الملوثة، ومما يزيد من خطورة الأمر أنه وكما سبق ذكره أن تربية الدواجن تتم بصورة مكثفة وبأعداد تبلغ عدة ملايين ضمن مساحة محددة جداً وأن عملية الإنتاج تستمر ضمن نفس الموقع سنوات وسنوات تمتد لما يزيد عن عشرين عاماً، ولذا فلا بد من إعادة تلك المشروعات لحساباتها.
المصدر : جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/11/25/article296583.html
http://www.alriyadh.com/2007/11/25/img/261629.jpg
كتب - رياض الخميس:
تواجه مشاريع الدواجن اتهامات بالآهمال في الوقت الذي تعاني المنطقة الوسطى فيه من المملكة من آثار انفلونزا الطيور وتدميرها لتلك الصناعة الاستراتيجية.
فالتلوث البيئية مصطلح قديم جديد لطالما تردد سماعه ومطالعته في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ونال اهتمام شتى المستويات بدأ بالمستوى الفردي والدولي منتهياً بالمستوى الأممي. من أجل ذلك عقدت مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية بغية التحكم في مصادره وتجنب آثاره السلبية على البيئة والإنسان، هذا ما استهل به حديثه الدكتور عبدالله الثنيان خبير الأمن الغذائي العربي.
وإن ما نشهده من تلوث بيئي في شتى أوجه الحياة جاء مواكباً للتطور الصناعي والزراعي والحياتي الذي سعى الإنسان من ورائه لتلبية المزيد من احتياجاته اليومية ورغباته. لذا فإن ما يجنيه إنسان هذا العصر من آثار سلبية للتلوث البيئي هو من فعل ما صنعته يداه في الماضي والحاضر، ويؤكد المختصون أن آثار العديد منها قد يمتد إلى أجيال قادمة ما لم يحسن ايجاد الحلول السريعة لذلك.
ويضيف الدكتور الثنيان أن التطور التكنولوجي الحديث هو حق طبيعي غير أنه من حق المستفيد منه على صانعي هذه التكنولوجيا تحاشي ما قد يصاحبه من آثار سلبية على المدى القصير والبعيد. وفي مجال الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني أمكن تحقيق معدلات إنتاجية متنامية في شتى أنواع الغذاء تتواكب مع الزيادة المطردة في تعداد سكان الكرة الأرضية.. فإلى جانب التحسين في الصفات الوراثية كان لاتباع الإنتاج المكثف في صناعة الدواجن وتربية المجترات الفضل الكبير في مقابلة الاحتياجات المتزايدة للسكان من هذه المنتجات. فما كان يتم إنتاجه في آلاف الأفدنة أصبح من السهل إنتاجه في العشرات فقط وخلال فترات زمنية قصيرة ومتعاقبة. وكنتيجة طبيعية لهذا الأسلوب الإنتاجي تنتج كميات كبيرة من المخلفات تتناسب مع حجم هذا الإنتاج وكثيراً ما تفوق حجم هذه المخلفات عن معدل وسرعة الاستفادة منها ضمن حيز إنتاجها.
وفي مجال صناعة الدواجن بالمملكة العربية السعودية التي أخذت الإنتاج المكثف نبراساً لها فقد زاد إنتاج بيض المائدة من (2392) مليون بيضة عام 1995م إلى حوالي (3082) مليونا في عام 2005م، كما زاد إنتاج فروج اللحم خلال تلك الفترة من (390) ألف طن إلى حوالي (521) ألف طن. وانعكس ذلك على زيادة نصيب الفرد من لحوم الدواجن خلال نفس الفترة من (34.5) كيلوجرام/ فرد إلى حوالي (42.8) كيلوجرام/ فرد وما يقال على منتجات الدواجن يمكن أن يقال أيضاً على إنتاج المجترات من لحوم وألبان.
ومن الطبيعي أن ينتج عن عمليات التربية والإنتاج عدد من المخلفات تتراوح في أشكالها ما بين الغازية والسائلة والصلبة، فعلى سبيل المثال ينتج عن إنتاج كل دستة من بيض المائدة حوالي (3) كيلوجرامات زرق، كما ينتج عن كل كيلو لحم فروج حوالي (3.5) كيلوجرامات زرق، وينتج عن ذبح وتجهيز فروج اللحم حوالي ثلثه في صورة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، كما أن عملية ذبح وتجهيز كل فروج لحم تستهلك حوالي 15لترا من الماء.
ويبدو ضخامة حجم هذه المخلفات في ظل ما يتوقع من إنتاج سنوي في عام 2015م يقدر بحوالي (748) مليون فروج لحم وحوالي (3381) مليون بيضة مائدة.
وتبدو خطورة هذه المخلفات في ظل ما تحتويه من مواد عضوية ومعدنية وكيماوية مثل النتروجين والدهون والفسفور وغيرها. ليس هذا فحسب، بل إن عددا من هذه المواد يتصف بالطبيعة التراكمية في التربة والمياه السطحية والجوفية وانتقالها إلى المحاصيل النباتية التي تنتج في مثل هذه التربة أو تروى بهذه المياه الملوثة، ومما يزيد من خطورة الأمر أنه وكما سبق ذكره أن تربية الدواجن تتم بصورة مكثفة وبأعداد تبلغ عدة ملايين ضمن مساحة محددة جداً وأن عملية الإنتاج تستمر ضمن نفس الموقع سنوات وسنوات تمتد لما يزيد عن عشرين عاماً، ولذا فلا بد من إعادة تلك المشروعات لحساباتها.
المصدر : جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/11/25/article296583.html