الاذفر
2015-08-05, 04:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))
اللهم أسألك رضاك والجنة بغير حساب ولا سابق عذاب
} لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {
الأنبياء : 87
قال أنس ( رضى الله عنه ) : إن يونس النبي عليه الصلاة و السلام حين
بدا له أن يدعو بهذه الكلمات و هو في بطن الحوت ،
فقال اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ،
فأقبلت الدعوة تحن بالعرش ، قالت الملائكة :
يا رب هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة فقال الله تعالى :
أما تعرفون ذلك قالوا : يا رب و من هو ؟
قال ( عز و جل ) : هذا عبدي يونس
قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يُرفع له عمل متقبل ،
و دعوة مستجابة .. قالوا يا رب أو لا ترحم ما كان يصنع في الرخاء
فتنجيه في البلاء ، قال : بلى فأمر الحوت فطرحه بالعراء
مختصر تفسير ابن كثير (18/4_19)
} لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {
الأنبياء : 87
قال صلى الله عليه و سلم :
( أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك
أُعطى أجر شهيد ،و إن برأ برأ و قد غُفر له جميع ذنوبه )
أخرجه الحاكم ( 506/1 ) و صححه و وافقه الذهبي .
قال تعالى :
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ _ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {
الصافات 143، 144
أى لولا أنه كان كثير الصلاة و العبادة و التسبيح _
قبل أن يلتقمه الحوت _
لصار بطن الحوت له قبراً إلى يوم القيامة .
و هذا دليل على أن العمل الصالح الذي يفعله العبد في وقت الرخاء
ينفعه في وقت الشدة .
* قال القرطبي _ رحمه الله _ في قوله تعالى :
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ {
الآية :
و من هذا المعنى قوله صلى الله عليه و سلم :
( من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل )
رواه الضياء عن الزبير و صححه الألباني في صحيح الجامع
( 6018)
فيجتهد العبد ، و يحرص على خصلة من صالح عمله يخلص فيها بينه
و بين ربه و يدخرها ليوم فاقته و فقره و يخبؤها بجهده و يسترها عن
خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه ففي الصحيحين
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه قال :
( بينما ثلاثة نفر _ في رواية :ممن قبلكم _ يتماشون أخذهم المطر فآووا
إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة فانطبقت عليهم فقال
بعضهم لبعض : انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله
يفرجها عنكم .
_فقام كل واحد يسأل الله ( عز و جل ) بصالح عمله ليفرج عنهم تلك
الصخرة فكانت الإجابة قريبة و فرج الله عن هم تلك الصخرة و خرجوا سالمين .
*و قال السعدي : إن العبد إذا كانت له مقدمة صالحة مع ربه ،
و قد تعرف إلى ربه في حال الرخاء ، أن الله يشكر له ذلك و يعرفه في
حال الشدة بكشفها بالكلية أو تخفيفها ، و لهذا قال في قصة يونس
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ _ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {
الصافات 143، 144 .
و قال الضحاك بن قيس : اذكروا الله في الرخاء يذ كركم في الشدة ،
إن يونس عليه الصلاة و السلام كان يذكر الله تعالى ،
فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى :
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ _ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {
الصافات 143، 144 .
و إن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله ، فلما أدركه الغرق قال : آمنت ،
فقال الله تعالى
} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {
يونس : 91
و قال رجل لأبى الدرداء أوصني فقال : اذكر الله في السراء
يذكرك الله عز و جل في الضراء ، و عنه أنه قال
: ادع الله في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك .
و قد جاء في حديث مرفوع عن سعد بن اي وقاص رضى الله عنه :
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال في دعاء يونس المذكور
( دعوة ذي النون إذ دعا بها و هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ).
و الأية الكريمة شاهدة لهذا الحديث شهادة قوية كما ترى ،
لأنه لما ذكر أنه أنجى يونس شبه بذلك إنجاء المؤمنين و قوله :
( نُنجي المؤمنين ) صيغة عامة في كل مؤمن .
الشيخ محمود المصري / كتاب قصص الأنبياء
(( لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))
اللهم أسألك رضاك والجنة بغير حساب ولا سابق عذاب
} لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {
الأنبياء : 87
قال أنس ( رضى الله عنه ) : إن يونس النبي عليه الصلاة و السلام حين
بدا له أن يدعو بهذه الكلمات و هو في بطن الحوت ،
فقال اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ،
فأقبلت الدعوة تحن بالعرش ، قالت الملائكة :
يا رب هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة فقال الله تعالى :
أما تعرفون ذلك قالوا : يا رب و من هو ؟
قال ( عز و جل ) : هذا عبدي يونس
قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يُرفع له عمل متقبل ،
و دعوة مستجابة .. قالوا يا رب أو لا ترحم ما كان يصنع في الرخاء
فتنجيه في البلاء ، قال : بلى فأمر الحوت فطرحه بالعراء
مختصر تفسير ابن كثير (18/4_19)
} لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {
الأنبياء : 87
قال صلى الله عليه و سلم :
( أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك
أُعطى أجر شهيد ،و إن برأ برأ و قد غُفر له جميع ذنوبه )
أخرجه الحاكم ( 506/1 ) و صححه و وافقه الذهبي .
قال تعالى :
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ _ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {
الصافات 143، 144
أى لولا أنه كان كثير الصلاة و العبادة و التسبيح _
قبل أن يلتقمه الحوت _
لصار بطن الحوت له قبراً إلى يوم القيامة .
و هذا دليل على أن العمل الصالح الذي يفعله العبد في وقت الرخاء
ينفعه في وقت الشدة .
* قال القرطبي _ رحمه الله _ في قوله تعالى :
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ {
الآية :
و من هذا المعنى قوله صلى الله عليه و سلم :
( من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل )
رواه الضياء عن الزبير و صححه الألباني في صحيح الجامع
( 6018)
فيجتهد العبد ، و يحرص على خصلة من صالح عمله يخلص فيها بينه
و بين ربه و يدخرها ليوم فاقته و فقره و يخبؤها بجهده و يسترها عن
خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه ففي الصحيحين
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه قال :
( بينما ثلاثة نفر _ في رواية :ممن قبلكم _ يتماشون أخذهم المطر فآووا
إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة فانطبقت عليهم فقال
بعضهم لبعض : انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله
يفرجها عنكم .
_فقام كل واحد يسأل الله ( عز و جل ) بصالح عمله ليفرج عنهم تلك
الصخرة فكانت الإجابة قريبة و فرج الله عن هم تلك الصخرة و خرجوا سالمين .
*و قال السعدي : إن العبد إذا كانت له مقدمة صالحة مع ربه ،
و قد تعرف إلى ربه في حال الرخاء ، أن الله يشكر له ذلك و يعرفه في
حال الشدة بكشفها بالكلية أو تخفيفها ، و لهذا قال في قصة يونس
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ _ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {
الصافات 143، 144 .
و قال الضحاك بن قيس : اذكروا الله في الرخاء يذ كركم في الشدة ،
إن يونس عليه الصلاة و السلام كان يذكر الله تعالى ،
فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى :
} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ _ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {
الصافات 143، 144 .
و إن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله ، فلما أدركه الغرق قال : آمنت ،
فقال الله تعالى
} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {
يونس : 91
و قال رجل لأبى الدرداء أوصني فقال : اذكر الله في السراء
يذكرك الله عز و جل في الضراء ، و عنه أنه قال
: ادع الله في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك .
و قد جاء في حديث مرفوع عن سعد بن اي وقاص رضى الله عنه :
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال في دعاء يونس المذكور
( دعوة ذي النون إذ دعا بها و هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ).
و الأية الكريمة شاهدة لهذا الحديث شهادة قوية كما ترى ،
لأنه لما ذكر أنه أنجى يونس شبه بذلك إنجاء المؤمنين و قوله :
( نُنجي المؤمنين ) صيغة عامة في كل مؤمن .
الشيخ محمود المصري / كتاب قصص الأنبياء