عاشق البرووق
2014-07-26, 01:51 AM
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
معلومات عن مقلع طميه وقصتها
.....
عبدالله البرقاوي، محمد هنيدي - سبق - الطائف:*منذ قال امرؤ القيس في معلقته: "كأن طمية المجيمر غدوة... من السيل والغثاء فلكة مغزل"، ظلت "طمية" مضرب العشاق ؛ إذ تتوارث اﻷجيال إلى يومنا حكاية جبلين أحدهما أنثى تُدعى "طمية" موقعه في "حرة كشب"، واﻵخر ذكر يُدعى "قطن"، ويقع بين منطقتي القصيم والمدينة المنورة، وفي أحد الليالي المُمطرة رأت "طمية" على ضوء البرق "قطن" الذي يتميز بالبياض، وأعجبت به، وقرّرت الرحيل إليه، وخﻼل طيرانها – كما تقول اﻷسطورة - رآها جبل آخر يُلقَّب بـ"عكاش"، وكان يعشق "طمية"، فرماها برمحه، وأصابها لتسقط قبل وصولها إلى الجبل "قطن"، وتُحدث حفرةً واسعةً وعميقةً من النادر وجود مثيل لها في أي مكان آخر بالعالم، وذلك في الموضع الذي أصبح يُعرف بـ" مقلع طمية" أو "الوعبة".
"طمية" أضحى أحد المواقع الطبيعية النادرة على مستوى العالم، يقصده السواح من مشارق اﻷرض ومغاربها؛ لﻼطﻼع والتفكر في مسببات تكون هذا الموقع النادر، مجمعين على روعته، وحاجته لﻼهتمام.
ويلفت السكان إلى أن تلك الهضبة تقع بالقرب من "عقلة الصقور"، وبينما تختلف أحجار جبل طمية عن الجبال الواقعة بجواره في منطقة القصيم، فإنها تتشابه اﻷحجار واﻷعشاب المحيطة بموقع جبل "طمية" الحالي مع أحجار وأعشاب موقع الفوهة التي تركتها في "حرة كشب".*
محمد العتيبي، أحد سكان المنطقة، قال: تناقل الشعراء وكبار السن أبياتاً شعرية تصف ما دار من قصة عشق بين الجبلين، وتُؤكِّد إيمانهم بأسطورة "طمية"، حيث يقول أحد الشعراء:
الهوى قدامنا شدَّد طمية ... يوم ﻻح لها قطن والدار خالي
أما المواطن خالد الروقي، وهو يسكن قريبا من الموقع، فحكى عن جده، أن اﻷجداد يتذاكرونه دون إعطاء سبب حقيقي لتكونه، سوى ترديد أشعار العشق التي تحكي عن رحيل جبل طمية من المنطقة.
روعة الموقع
"تعرف فوهة الوعبة عند العامة بمقلع طمية أو الوعبة" كما يقول الدكتور عبدالعزيز بن لعبون، أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، مضيفاً "وسميّت بهذا اﻻسم نسبة إلى جبل الوعبة القريب منها, أما تسميتها بمقلع طمية فهو نسبة إلى جبل طمية الواقع في شمال غرب القصيم على قارعة الطريق السريع بين القصيم والمدينة المنورة، ويبعد هذا الجبل عن الفوهة بحوالي 350 كيلومترًا, وذلك ظنًا من العامة بأن ذلك الجبل قُلِع من هذا الموقع أو الفوهة, لذا فقد تسيّد هذا المقلع وذلك الجبل المواضيع الجدليّة بين الباحثين، واعتلى قصص اﻷساطير الشعبية بين سكان المنطقة".
"وتعد فوهة الوعبة (مقلع طمية) أعمق فوهة في المملكة، وثاني أوسع فوهة بعد فوهة هرمة في شرق المدينة المنورة، والتي يبلغ قطرها حوالي 7000 متر"-بحسب الدكتور لعبون-.
*وتقع فُوَّهة الوعبة في الطرف الغربي لحرة كشب، في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة الطائف، وعلى بعد ثﻼثة كيلومترات من مركز "حفر كشب"، وعلى مقربة من مركز "أم الدوم"، وهي في ديار عتيبة. ويتسم المكان بالرهبة، حيث إنه عبارة عن فُوَّهة شبه دائرية، يزيد قطرها عن 2000 متر، ويصل عمقُها إلى حوالي 200 متر عن مستوى سطح اﻷرض.
وفي الجهة الشمالية الشرقية من الموقع، وعلى عمق 50 متراً، تنمو أشجار النخيل واﻷراك وغيرها من اﻷشجار والنباتات والحشائش؛ لوفرة مياه الينابيع والتربة الخصبة. أما قاع الفوهة فهو عبارة عن أرض بيضاء مالحة تكوَّنت نتيجة تجمّع مياه اﻷمطار والينابيع المحتوية على اﻷمﻼح, وبتبخر المياه تتكون طبقات ملحية؛ مما يعطي القاع لونه اﻷبيض.
والمحيط الخارجي عبارة عن أرض جبلية وعرة في الجهتين الشمالية والجنوبية، تجري خﻼلها مجاري أودية في الجهة الشرقية، وتتوزع الحشائش على أرض منبسطة في الجهة الغربية.
وللعلماء رأي
الباحثون والخبراء الذين زاروا المنطقة، اختلفت آراؤهم، إذ يقول بعضهم إنها عبارة عن "كالديرا بركانية"، أي فوهة بركانية، نتج عنها منخفضات حوضية نتيجة ثوران بركاني انفجر من جوف اﻷرض إلى سطحها، وتكوَّنت الفُوَّهة نتيجة انهيار الطبقة غير الصلبة من التربة. بينما يرى بعض من اطلع على فُوَّهة الوعبة أنها نشأت نتيجة نيزك سقط في الموقع قبل آﻻف السنين، وهذا ليس بصحيح؛ كما يقول الدكتور لعبون، معلﻼ رأيه بأن "الدﻻئل العلمية والدراسات الجيولوجية ﻻ تعزز ذلك الرأي".
ذهب في الموقع
مختصون من أساتذة جامعة الطائف أجروا، قبل أكثر من عام، دراسات لكشف أسباب تكوّن الفوهة، ونفذوا مشروعا بحثيا شامﻼ على الموقع، واكتشفوا وجود معادن اقتصادية مهمة مثل: اﻷوليفين*)أحجار كريمة مثل الزبرجد)، والزيوليت. كما توقعوا وجود معدن الذهب بهذه الصخور.
وبحسب مدير جامعة الطائف، الدكتور عبداﻹله باناجه، فإن الدراسة هدفت إلى إلقاء الضوء على الموقع، وأنواع الصخور المحيطة، وجيولوجية المنطقة والتعرف على طبيعة الفوهة ونشأتها وتوضيح التفسير العلمي ﻷصل هذه الفوهة، وتقدير عمر طفوح البازلت المكونة للحفرة البركانية ورسم الخريطة الجيوكيميائية، ودراسة البيئة الجيولوجية القديمة للطفوح البركانية أثناء الطفح البركاني، والكشف عن المعادن والخامات اﻻقتصادية المتوقع وجودها في فوهة البركان، أو في المناطق القريبة، إضافة إلى اقتراح خطة إستراتيجية مستقبلية لتطوير المنطقة سياحياً وجيولوجياً وتاريخياً.
اكتظاظ الشاحنات
للذهاب إلى الموقع هناك عدة طرق ، منها كوبري أم الدوم الواقع على طريق الطائف- الرياض السريع، والذي يبعد عن الطائف بنحو 180 كيلومتراً، حيث يتفرَّع منه طريق إلى مركز أم الدوم شماﻻً، يصل طولُه إلى 40 كيلومتراً، ومنه طريق يمتد لعدة مراكز، حتى الوصول لمركز حفر كشب على بعد حوالي 60 كيلومتراً، فما أن يتم تجاوز حفر كشب بكيلومترات قليلة حتى يُفاجأ الزائر بالفُوَّهة التي تُمثِّل خسفاً أرضياً مفاجئاً؛ لذا عمدت الجهات المَعنِية إلى وضع حواجز ومطبات على الطريق المسفلت؛ لمنع سقوط السيارات داخل الفوهة.
وفي طريق آخر يربط الموقع مع منطقة المدينة المنورة تبعد محافظة مهد الذهب عن الفوهة بنحو 80 كيلومتراً، فيما اكتمل طريق جديد يربط الموقع بمناطق شمال الطائف وطريق المحاني- عشيرة، القريب من محافظة الطائف متمثﻼ في طريق فيضة المسلح.
المشترك في كل الطرقات المؤدية للموقع أنها مسار واحد، وتكتظ بها الشاحنات وسيارات سكان المنطقة؛ مما يشكل خطراً على السياح ، ويبرز الحاجة إلى إنشاء طرق ذات مسارين، كما تغيب عن المراكز المجاورة للموقع المراكز اﻹسعافية، إضافة إلى قلة الدوريات اﻷمنية.
زوار الخارج والداخل
الزائر سيلفته اهتمام السياح اﻷجانب، خاصة اﻷوربيين، بالموقع، وقد كانوا يزورونه قديماً عبر الطرق الصحراوية، وعن طريق اﻻستدﻻل بالخرائط قبل إنشاء الطرق المسفلتة، بحسب خالد الروقي أحد السكان القريبين من الموقع، كما كانوا يشيدون المخيمات بجوار الفوهة للتفرج عليها أو التنزه فيها أو بقربها.
ومؤخراً أُنشئت حول الموقع نحو 10 مظﻼت في الجهة الغربية والشمالية الغريبة، على أمل أن تنفذ هيئة السياحة وأمانة الطائف وبلدية المويه وشركة الطائف للسياحة واﻻستثمار دراسات ومشاريع استثمارية وخدمية بالموقع.
أهمله المعنيّون
وعلى الرغم من اهتمام الباحثين والزائرين من الداخل والخارج بالموقع ؛ إﻻ أن الجهات المعنية - بحسب عبدالله العضياني أحد السكان القريبين من الموقع- لم توله اﻻهتمام الكافي؛ حيث ﻻ تتوفر فيه شبكة للجوال، واللوحات اﻹرشادية على الطريق قليلة، كما ﻻ تتوافر عليه خدمات سكنية أو ترفيهية، أو حتى فرقة للهﻼل اﻷحمر. إضافة إلى أن الجهات المعنية لم تسلط الضوء على الموقع وأهميته، على الرغم من أنه من المواقع النادرة عالميا، والتي يجب استثماره لخدمة السياحة بالطائف وخدمة المنطقة.
وبسؤال مدير فرع هيئة السياحة بالطائف، طارق خان، عن موقع "مقلع طمية" على الخارطة السياحية، قال: "هناك مشروع تطويري للموقع تشرف عليه أمانة محافظة الطائف، بخﻼف مشروع استثماري تتوﻻه شركة الطائف لﻼستثمار والسياحة"، مؤكدا اهتمام الهيئة بالموقع.
وبين تأكيدات اﻷهالي بإهمال الجهات المعنية للموقع، وتأكيدات المسئولين باﻻهتمام به، تظل الحقيقة أن موقع "مقلع طمية" واحدًا من المواقع النادرة على مستوى العالم من حيث روعتها وجمالها وطاقاتها الممكن استغﻼلها سياحيًّا واقتصاديًّا. كما أنه يحتاج اهتماما أكبر يوازي مكانته الجغرافية والتاريخية واﻻقتصادية، وبما يبرز أهميته ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما كذلك على المستوى العالمي.
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/ysa4yhuh.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/esyje7ab.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/y2enene9.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/u5ujeryg.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/uqy4y6a8.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/jetenyny.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/7uda2ygu.jpg
معلومات عن مقلع طميه وقصتها
.....
عبدالله البرقاوي، محمد هنيدي - سبق - الطائف:*منذ قال امرؤ القيس في معلقته: "كأن طمية المجيمر غدوة... من السيل والغثاء فلكة مغزل"، ظلت "طمية" مضرب العشاق ؛ إذ تتوارث اﻷجيال إلى يومنا حكاية جبلين أحدهما أنثى تُدعى "طمية" موقعه في "حرة كشب"، واﻵخر ذكر يُدعى "قطن"، ويقع بين منطقتي القصيم والمدينة المنورة، وفي أحد الليالي المُمطرة رأت "طمية" على ضوء البرق "قطن" الذي يتميز بالبياض، وأعجبت به، وقرّرت الرحيل إليه، وخﻼل طيرانها – كما تقول اﻷسطورة - رآها جبل آخر يُلقَّب بـ"عكاش"، وكان يعشق "طمية"، فرماها برمحه، وأصابها لتسقط قبل وصولها إلى الجبل "قطن"، وتُحدث حفرةً واسعةً وعميقةً من النادر وجود مثيل لها في أي مكان آخر بالعالم، وذلك في الموضع الذي أصبح يُعرف بـ" مقلع طمية" أو "الوعبة".
"طمية" أضحى أحد المواقع الطبيعية النادرة على مستوى العالم، يقصده السواح من مشارق اﻷرض ومغاربها؛ لﻼطﻼع والتفكر في مسببات تكون هذا الموقع النادر، مجمعين على روعته، وحاجته لﻼهتمام.
ويلفت السكان إلى أن تلك الهضبة تقع بالقرب من "عقلة الصقور"، وبينما تختلف أحجار جبل طمية عن الجبال الواقعة بجواره في منطقة القصيم، فإنها تتشابه اﻷحجار واﻷعشاب المحيطة بموقع جبل "طمية" الحالي مع أحجار وأعشاب موقع الفوهة التي تركتها في "حرة كشب".*
محمد العتيبي، أحد سكان المنطقة، قال: تناقل الشعراء وكبار السن أبياتاً شعرية تصف ما دار من قصة عشق بين الجبلين، وتُؤكِّد إيمانهم بأسطورة "طمية"، حيث يقول أحد الشعراء:
الهوى قدامنا شدَّد طمية ... يوم ﻻح لها قطن والدار خالي
أما المواطن خالد الروقي، وهو يسكن قريبا من الموقع، فحكى عن جده، أن اﻷجداد يتذاكرونه دون إعطاء سبب حقيقي لتكونه، سوى ترديد أشعار العشق التي تحكي عن رحيل جبل طمية من المنطقة.
روعة الموقع
"تعرف فوهة الوعبة عند العامة بمقلع طمية أو الوعبة" كما يقول الدكتور عبدالعزيز بن لعبون، أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، مضيفاً "وسميّت بهذا اﻻسم نسبة إلى جبل الوعبة القريب منها, أما تسميتها بمقلع طمية فهو نسبة إلى جبل طمية الواقع في شمال غرب القصيم على قارعة الطريق السريع بين القصيم والمدينة المنورة، ويبعد هذا الجبل عن الفوهة بحوالي 350 كيلومترًا, وذلك ظنًا من العامة بأن ذلك الجبل قُلِع من هذا الموقع أو الفوهة, لذا فقد تسيّد هذا المقلع وذلك الجبل المواضيع الجدليّة بين الباحثين، واعتلى قصص اﻷساطير الشعبية بين سكان المنطقة".
"وتعد فوهة الوعبة (مقلع طمية) أعمق فوهة في المملكة، وثاني أوسع فوهة بعد فوهة هرمة في شرق المدينة المنورة، والتي يبلغ قطرها حوالي 7000 متر"-بحسب الدكتور لعبون-.
*وتقع فُوَّهة الوعبة في الطرف الغربي لحرة كشب، في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة الطائف، وعلى بعد ثﻼثة كيلومترات من مركز "حفر كشب"، وعلى مقربة من مركز "أم الدوم"، وهي في ديار عتيبة. ويتسم المكان بالرهبة، حيث إنه عبارة عن فُوَّهة شبه دائرية، يزيد قطرها عن 2000 متر، ويصل عمقُها إلى حوالي 200 متر عن مستوى سطح اﻷرض.
وفي الجهة الشمالية الشرقية من الموقع، وعلى عمق 50 متراً، تنمو أشجار النخيل واﻷراك وغيرها من اﻷشجار والنباتات والحشائش؛ لوفرة مياه الينابيع والتربة الخصبة. أما قاع الفوهة فهو عبارة عن أرض بيضاء مالحة تكوَّنت نتيجة تجمّع مياه اﻷمطار والينابيع المحتوية على اﻷمﻼح, وبتبخر المياه تتكون طبقات ملحية؛ مما يعطي القاع لونه اﻷبيض.
والمحيط الخارجي عبارة عن أرض جبلية وعرة في الجهتين الشمالية والجنوبية، تجري خﻼلها مجاري أودية في الجهة الشرقية، وتتوزع الحشائش على أرض منبسطة في الجهة الغربية.
وللعلماء رأي
الباحثون والخبراء الذين زاروا المنطقة، اختلفت آراؤهم، إذ يقول بعضهم إنها عبارة عن "كالديرا بركانية"، أي فوهة بركانية، نتج عنها منخفضات حوضية نتيجة ثوران بركاني انفجر من جوف اﻷرض إلى سطحها، وتكوَّنت الفُوَّهة نتيجة انهيار الطبقة غير الصلبة من التربة. بينما يرى بعض من اطلع على فُوَّهة الوعبة أنها نشأت نتيجة نيزك سقط في الموقع قبل آﻻف السنين، وهذا ليس بصحيح؛ كما يقول الدكتور لعبون، معلﻼ رأيه بأن "الدﻻئل العلمية والدراسات الجيولوجية ﻻ تعزز ذلك الرأي".
ذهب في الموقع
مختصون من أساتذة جامعة الطائف أجروا، قبل أكثر من عام، دراسات لكشف أسباب تكوّن الفوهة، ونفذوا مشروعا بحثيا شامﻼ على الموقع، واكتشفوا وجود معادن اقتصادية مهمة مثل: اﻷوليفين*)أحجار كريمة مثل الزبرجد)، والزيوليت. كما توقعوا وجود معدن الذهب بهذه الصخور.
وبحسب مدير جامعة الطائف، الدكتور عبداﻹله باناجه، فإن الدراسة هدفت إلى إلقاء الضوء على الموقع، وأنواع الصخور المحيطة، وجيولوجية المنطقة والتعرف على طبيعة الفوهة ونشأتها وتوضيح التفسير العلمي ﻷصل هذه الفوهة، وتقدير عمر طفوح البازلت المكونة للحفرة البركانية ورسم الخريطة الجيوكيميائية، ودراسة البيئة الجيولوجية القديمة للطفوح البركانية أثناء الطفح البركاني، والكشف عن المعادن والخامات اﻻقتصادية المتوقع وجودها في فوهة البركان، أو في المناطق القريبة، إضافة إلى اقتراح خطة إستراتيجية مستقبلية لتطوير المنطقة سياحياً وجيولوجياً وتاريخياً.
اكتظاظ الشاحنات
للذهاب إلى الموقع هناك عدة طرق ، منها كوبري أم الدوم الواقع على طريق الطائف- الرياض السريع، والذي يبعد عن الطائف بنحو 180 كيلومتراً، حيث يتفرَّع منه طريق إلى مركز أم الدوم شماﻻً، يصل طولُه إلى 40 كيلومتراً، ومنه طريق يمتد لعدة مراكز، حتى الوصول لمركز حفر كشب على بعد حوالي 60 كيلومتراً، فما أن يتم تجاوز حفر كشب بكيلومترات قليلة حتى يُفاجأ الزائر بالفُوَّهة التي تُمثِّل خسفاً أرضياً مفاجئاً؛ لذا عمدت الجهات المَعنِية إلى وضع حواجز ومطبات على الطريق المسفلت؛ لمنع سقوط السيارات داخل الفوهة.
وفي طريق آخر يربط الموقع مع منطقة المدينة المنورة تبعد محافظة مهد الذهب عن الفوهة بنحو 80 كيلومتراً، فيما اكتمل طريق جديد يربط الموقع بمناطق شمال الطائف وطريق المحاني- عشيرة، القريب من محافظة الطائف متمثﻼ في طريق فيضة المسلح.
المشترك في كل الطرقات المؤدية للموقع أنها مسار واحد، وتكتظ بها الشاحنات وسيارات سكان المنطقة؛ مما يشكل خطراً على السياح ، ويبرز الحاجة إلى إنشاء طرق ذات مسارين، كما تغيب عن المراكز المجاورة للموقع المراكز اﻹسعافية، إضافة إلى قلة الدوريات اﻷمنية.
زوار الخارج والداخل
الزائر سيلفته اهتمام السياح اﻷجانب، خاصة اﻷوربيين، بالموقع، وقد كانوا يزورونه قديماً عبر الطرق الصحراوية، وعن طريق اﻻستدﻻل بالخرائط قبل إنشاء الطرق المسفلتة، بحسب خالد الروقي أحد السكان القريبين من الموقع، كما كانوا يشيدون المخيمات بجوار الفوهة للتفرج عليها أو التنزه فيها أو بقربها.
ومؤخراً أُنشئت حول الموقع نحو 10 مظﻼت في الجهة الغربية والشمالية الغريبة، على أمل أن تنفذ هيئة السياحة وأمانة الطائف وبلدية المويه وشركة الطائف للسياحة واﻻستثمار دراسات ومشاريع استثمارية وخدمية بالموقع.
أهمله المعنيّون
وعلى الرغم من اهتمام الباحثين والزائرين من الداخل والخارج بالموقع ؛ إﻻ أن الجهات المعنية - بحسب عبدالله العضياني أحد السكان القريبين من الموقع- لم توله اﻻهتمام الكافي؛ حيث ﻻ تتوفر فيه شبكة للجوال، واللوحات اﻹرشادية على الطريق قليلة، كما ﻻ تتوافر عليه خدمات سكنية أو ترفيهية، أو حتى فرقة للهﻼل اﻷحمر. إضافة إلى أن الجهات المعنية لم تسلط الضوء على الموقع وأهميته، على الرغم من أنه من المواقع النادرة عالميا، والتي يجب استثماره لخدمة السياحة بالطائف وخدمة المنطقة.
وبسؤال مدير فرع هيئة السياحة بالطائف، طارق خان، عن موقع "مقلع طمية" على الخارطة السياحية، قال: "هناك مشروع تطويري للموقع تشرف عليه أمانة محافظة الطائف، بخﻼف مشروع استثماري تتوﻻه شركة الطائف لﻼستثمار والسياحة"، مؤكدا اهتمام الهيئة بالموقع.
وبين تأكيدات اﻷهالي بإهمال الجهات المعنية للموقع، وتأكيدات المسئولين باﻻهتمام به، تظل الحقيقة أن موقع "مقلع طمية" واحدًا من المواقع النادرة على مستوى العالم من حيث روعتها وجمالها وطاقاتها الممكن استغﻼلها سياحيًّا واقتصاديًّا. كما أنه يحتاج اهتماما أكبر يوازي مكانته الجغرافية والتاريخية واﻻقتصادية، وبما يبرز أهميته ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما كذلك على المستوى العالمي.
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/ysa4yhuh.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/esyje7ab.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/y2enene9.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/u5ujeryg.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/uqy4y6a8.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/jetenyny.jpg
http://img.tapatalk.com/d/14/07/26/7uda2ygu.jpg