المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيئه ومافاهيمها


عايد
2013-10-20, 05:44 PM
البيئة ومفاهيمها

البيئة ومفاهيمها أول من استخدم المصطلح الفرنسي: الوسط المحيط هو العالم الطبيعي الفرنسي Etiènne saint. Hiliaire في عام 1835 ليؤكد اعتماد الكائنات الحية على بيئتها الفيزيوغرافية (الجغرافية الطبيعية) أي أن البيئة تقرر مصير الكائنات التي تسكن فيها. وذهب Auguste comte إلى أبعد من ذلك فقال: إن فكرة الحياة تستلزم دائماً الارتباط الضروري بين عنصرين لا غنى عنهما: وجود كائن حي ملائم، وبيئة مناسبة له. ذلك أن ظاهرة الحياة تبرز حتماً إلى الوجود من خلال التأثير المتبادل بين هذين العنصرين.
وقد ظهرت ثلاثة آراء بشأن الارتباط بين البيئة، وما اشتملت عليه، وقد أُطلق على الرأي الأول: اسم التأثير المتبادل. وعلى الثاني: الحتمية البيئية والثالث: الحتمية الحضارية.
أصحاب الرأي الأول يعتقدون أن هناك تأثيراً متبادلاً بين البيئة ومكوناتها، فالكائن الحي لا يتأثر هو فقط بكل ما يحيط به من الأشياء، والحرارة والطاقة وغير ذلك، بل إن البيئة تتأثر هي الأخرى بالكائن الحي عن طريق التغذية الخارجية التي يسري تيارها إلى البيئة.
وبعبارة أخرى يحدث نوع من التناضح بين البيئة والكائن الحي، بمعنى أن البيئة تصوغ الكائنات الحية التي تسكن فيها، والكائنات الحية تؤثر في البيئة المحيطة بها.
يقول Callot: الذي كتب بإسهاب عن العلاقة بين المجتمع الإنساني وبيئاته المختلفة: إن البيئة هي دائماً، الإطار الذي تقوم فيه العلاقات بين الكائنات، علاقة الموقع، وعلاقة العمل، وعلاقة الموطن الخاص، وعلاقة التفاعل.
والملاحظ أن المجتمعات البشرية التي يكون مستوى نموِّها المادي ضعيفاً وتفتقر إلى القدرة على استخدام الأدوات الفنية تخضع بشدة لأحكام العوامل الخارجية مثل: درجة الحرارة، والرياح، وضوء الشمس، والارتفاع، والعمق، والموقع الجغرافي ولكن عندما أقام الأمريكيون معسكر «أمريكا الصغيرة» في القطب الجنوبي، وجهزوا فيه مناخاً ملائماً، واستخدموا أجهزة خاصة للتغلب على قسوة البيئة الطبيعية، استطاعوا أن يتصدوا للحتمية الجغرافية، باستخدام التكنولوجيا المتطورة. وهذه الفكرة هي بالطبع عكس فكرة الحتمية البيئية وهي شبيهة بفكرة «التصدي للتحدي» التي قال بها المؤرخ الإنكليزي «توينبي».
الخلاصة: إن الرأي القائل بتبادل التأثير بين الكائن الحي والبيئة، هو أن النباتات والحيوانات والناس الذين يعيشون معاً في نظام بيئي لا يقفون موقفاً سلبياً من المؤثرات الطبيعية، بل يعملون بنشاط وإيجابية على مواجهة هذه التأثيرات بابتداعٍ طرق بيولوجية وثقافية وعلى ذلك: فالكائن الحي هو ولِيْد الظروف البيئية ومؤثر فيها في الوقت نفسه.
وهناك حالات خاصة لا تخضع لهذه القاعدة، بل تتوارد عليها العوامل المتغيرة والعوامل الثابتة.
أما أصحاب الرأي الثاني: وهو الحتمية البيئية: فإن رأيهم يؤكد على تأثير البيئة المادية في الكائنات الحية والجماعات والثقافات التي تشتمل البيئة عليها.
وقد ذهب كثير من الفلاسفة والجغرافيين، والمؤرخين، والبيولوجيين، إلى أن البيئة المادية قوة ذات تأثير حتمي على الكائنات الحية وعقلياتها، ونشاطاتها، وذلك على امتداد تاريخ الفكر العربي مع العلم بأن الرأي القائل، بالحتمية البيئية ليس مقصوراً على الغرب، إذ سبق أن ظهر في الثقافتين الهندية والصينية. ويبالغ Montesqieue في هذا الرأي في كتابة «روح القوانين»، كما أن عالماً بلجيكياً اسمه Eliseé reclus يقول «الجغرافيا هي التاريخ من حيث المكان، والتاريخ هو الجغرافيا من حيث الزمان».
أما عالم الاجتماع البلجيكي Emile wax weiller فإنه يعتقد: «أن كل كائن حي يعتمد من خلال أعضائه وعناصره ووظائفه على العناصر البيئية، والمناخ، والطعام، والتربة، والمكان والضوء، وغير ذلك من العوامل المختلفة التي تشكل البيئة حيث يتواجد» وفي رأيه أن هذا الاعتماد الوثيق الذي أشار إليه يقتضي تدفقاً ذو اتجاه واحد من البيئة إلى مكوناتها أي أن هناك حركة مركزية جاذبة من البيئة إلى الكائنات الحية والمجتمعات البشرية. ولا يزال هناك مؤيدون للحتمية البيئية، وهم وإن كانوا أقل جموداً من أسلافهم ولكنهم يجزمون بهذا الرأي.
أما الرأي الثالث: الحتمية الحضارية: فمؤداه أن التأثير المركزي لمكونات البيئة هو الذي يقرر مصير البيئة إذ تتشكل البيئة وترقى بما للكائنات الحية والمجتمعات الإنسانية من تأثير دائم في المكان الذي تعيش فيه، ومتى أخلَّ نشاط الحضارات الإنسانية بتوازن البيئة، دخلت عليها عمليات التشويه، ومن هنا فإن توالي الملوثات على البيئة، والاستخدامات التي تفرض عليها اليوم دون اكتراث بعالم الطبيعة، سينعكس أثره الضار على الذين يعرضون البيئة لهذه الاستخدامات.
ولهذا الرأي الثقافي البيئي جذور تمتد إلى عدة قرون مضت وإن كانت جدوراً قليلة، مثال ذلك: أن بتوكيديدس الإغريقي أورد بضع أفكار تلقي ضوءاً على هذا الموضوع، بيد أن Merder هو الذي بسط هذا الرأي بوضوح عندما قال: كما أن البيئة مكونة من قوى ومؤثرات تسهم فيها النباتات والحيوانات، ويعززها كل كائن له نفس يتردد بكل ما يعتريه من تغيرات متبادلة كذلك الإنسان وضع في الأرض ليكون سيد البيئة، يغير بفنّه ويده، ولقد غير الإنسان البيئة بطرق مختلفة، منذ أن سخر الفولاذ لأمره، ومنذ أن أخضع الدواب، بل آخاها الإنسان لإرادته، وسخرها مع النبات لتحقيق أغراضه، لقد كانت أوروبا في وقت ما غابة شديدة الرطوبة، وكذلك كانت أقاليم أخرى تجود فيها الزراعة ولكنها الآن أصبحت معرضة لأشعة الشمس كما أن السكان أنفسهم قد تغيروا بتغير البيئة، ولولا فن الإنسان وسياسته لما كانت مصر، سوى أرض يغمرها طمي النيل، ولكن الإنسان أنقذها من غوائل الفيضان، وكَيَّفَ الناس أنفسهم مع ظروف البيئة التي أبدعوها، ولذلك يمكن أن نعتبر أفراد الجنس البشري زمرة من العمالقة ذوي الجرأة، هبطوا تدريجياً من الجبال لكي يسخروا الأرض لأمرهم، ويغزوا البيئة بأسلحتهم الضعيفة.
ومنذ العصر الحجري الجيولوجي أبرزت الحياة التي نشطت في الخلايا والأجسام العضوية بيئة معقدة هي عبارة عن شبكة خفية دقيقة ساعدت على اتساع دائرة المحيط الحيوي زماناً ومكاناً، وأدَّت باستمرار إلى ترقية منتجاته، وزيادة قدراته وإمكانياته. ولم تكد تمضي عشر سنوات بعد ذلك حتى قال العالم الألماني «غولد شتاين» إن البيئة المحيطة بالكائن العضوي لم تبلغ ذروة كمالها، بل إنها تتغير باستمرار بتغير الكائن الحي وعمله، ويمكن القول بأن البيئة اشتقت من عالم الكائن الحي.
والآن قبل أن نأتي على تعريف البيئة نقول كما يقول عالم برازيلي بشأن عدم الدقة في استعمال كلمة «بيئة»: «إن البيئة لا تقتصر على مجموعة الأمور المادية التي تكون المناظر الطبيعية الريفية، والتي تتفاعل دائماً بعضها مع بعض، بل هي أكبر من هذا بكثير: إنها تشمل أيضاً الأوضاع الاقتصادية، والآراء، والعادات السائدة بين الشعوب في جميع أنحاء العالم».
ولذلك فإن البيئة لا تقتصر بوجه عام على العوامل الطبيعية أو المادية، بل تتعدى ذلك إلى العوامل الإقتصادية والثقافية أيضاً. وهذا المفهوم أوسع دائرة، وأقرب إلى الحقيقة من القول: بأن البيئة هي مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية وبيئتها الطبيعية. كما هي الحال بالنسبة لتعريف التبيؤ.
ومن الممكن النظر إلى البيئة من وجوهٍ شتى، كأن تتخذ على سبيل المثال:
1 - كسلاح نفسي، تتذرع به البلاد المتقدمة في تثبيط همة البلاد المتخلفة عن السير في طريق التصنيع بحجة أن المصانع تلوث البيئة.
2 - كأداة للتنبؤ بحدوث كارثة عالمية في غضون السنوات المقبلة.
3 - كوسيلة لتشجيع اتجاه جديد نحو الطبيعة، كوضع دستور لأخلاقيات البيئة.
4 - كوسيلة لوضع مشروعات جديدة بغية إعادة التنظيم السياسي على نطاق عالمي عن طريق وضع خطط مثالية للإصلاح الاجتماعي والسياسي في المستقبل.
وقد عُدِّلَتْ تعريفات البيئة كثيراً، فقد عرف العالم آلان بومبار البيئة في كتابة (La dernière exploration) بأنها تتناول دراسة التوازن بين الأنواع الحيوانية والنباتية والمعدنية مشيراً إلى وجود تناقضات في علم البيئة إلا أنها ليست أساسية يمكن التوصل إلى الاتفاق عليها بعد مرور زمن طويل.
وقد عرفت البيئة أيضاً بأنها: «عبارة عن العلاقة الأساسية القائمة في العالم الطبيعي والبيوفيزيائي، بينه وبين العالم الاجتماعي السياسي الذي هو من صنع الإنسان.
في حين أن التعريف الذي نتج عن مؤتمر تيبليسي 1977 هو: بأن البيئة هي مجموعة النظم الطبيعية، والاجتماعية، التي يعيش فيها الإنسان والكائنات الأخرى والتي يستمدون منها زادهم.
وهذا التعريف هو مفهوم يشمل الموارد، والمنتجات الطبيعية والمصطنعة التي تتيح إشباع حاجات الإنسان، ويوضح أن الطبيعة المركبة للبيئة يتداخل في تكوينها أربعة نظم هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، الكرة الحية، وهي مجموعة من العناصر الطبيعية تكون في حالة تغير مستمر حتى بدون أي تدخل للإنسان.
لكن النشاط البشري يؤثر تأثيراً كبيراً على طبيعة هذا التغير ومعدله، كما يوضح البيئة الاجتماعية للجماعات البشرية، والبنى الأساسية المادية التي أقامها الإنسان، وعلاقات الإنتاج والنظم المؤسسية التي وضعها، والخدمات المتنوعة في نطاق تأمين الغذاء والكساء والمسكن والصحة، وذلك من خلال الوجه الثقافي والتكنولوجي والعلمي الذي أفاد منه الإنسان في تكوين خبرته، وتقرير سلوكه.
بحيث سعى الإنسان من خلال ذلك مدفوعاً بالتعطش إلى التقدم للوصول إلى مزيد من التفتح بواسطة طريقين هما: الثراء الفكري الثقافي، والثراء الروحي من جهة، والرفاه والبحبوحة المادية واستغلال الموارد بدون عقلانية من جهة أخرى.
ونتيجة للمغالاة في هذين الأمرين، ظهرت المشكلات البيئية في المجتمع المعاصر.

(3)

عبدالله ماجد العفاس
2013-10-20, 09:24 PM
معلومات قيمه عن البيئه وتأثرها بالانسان والتاثير فيه
وماحب الموطن الذي ولد فيه الانسان الا نوع من التواصل مع البيئه وعطائها الدائم
نعم التلوث مرض يصيب البيئه من تصرفات الانسان ولابد من الانتباه الى ذلك وتخليص البيئه من مرض التلوث السرطاني .. . . اضف الى ذلك حب الانسان للاستهلاك والتملك وعدم اهتمامه بكينونة المخلوقات والعمل على مساعدتها في النمو والحياه .
تقبل تقديري واعجابي .

الوااا(بالله)اااثق
2013-10-20, 11:04 PM
بارك الله فيك

أخي الحبيب
عايد

على الموضوع
بيض الله وجهك كفيت ووفيت ولملمت كل جوانب الموضوع

الله لا يحرمك الأجر والثواب

ابو طلال الفيفي
2013-10-21, 05:06 PM
معلومات قيمه
بارك الله فيك اخي الكريم

صالح الفريح
2013-10-21, 09:25 PM
بارك الله فيك
وفي هذه المعلومات الرائعه والمفيدة
لك شكري على مجهوداتك معنا هنا
لا حرمنا منك دوم
اطيب تحية

حنين الشوق
2013-10-21, 09:32 PM
مشكور على الموضوع المفيد

ممتاز
2013-10-22, 12:58 PM
مشكوووووووور

بارك الله بك تسلم يالغالي

عايد
2013-11-02, 02:49 PM
اخي واستاذي قلب ذيب
اشكر لك حضورك واشكر لك اضافتك على الموضوع وهي اضافة رائعه فلك جزيل الشكر
تقبل وودي واحترامي لشخصك الكريم

عايد
2013-11-02, 02:52 PM
اخي الكريم الاستاذ محمد بن غيث (الواثق بالله)
كل الشكر والعرفان على مرورك ومتابعتك الكريمه .. لاعدمناك
تقبل مني كل الود والاحترام لك

عايد
2013-11-02, 02:56 PM
مراقب المنتديات الاستاذ والاخ الكريم ابو طلال
كل التحيا والشكر لك على مرورك ومتابعتك الكريمه .. لاخلا ولاعدم
تقبل مني كل الود والاحترام لشخصك الكريم

عايد
2013-11-02, 02:59 PM
مراقبنا القديرالاستاذ والاخ الخزز
العفو .... فلك كل التقدير استاذي على مرورك ومتابعتك الكريمه لاعدمناك
تقبل مني كل الود والاحترام لشخصك الكريم

عايد
2013-11-02, 03:01 PM
مشرفتنا القدير الاستاذه والاخت الكريمه حنين
كل الشكر لكِ على هذا المرور الكريم
تقبلي ودي واحترامي

عايد
2013-11-02, 03:03 PM
الاخ الكريم المتميز ممتاز
كل الشكر لك على مرورك ومتابعتك الكريمه .. لاعدمناك
تقبل ودي واحترامي لشخصك الكريم

كمال البدور
2013-11-02, 08:35 PM
مشكور على الموضوع الجميل والمفيد
تحياتي لك اخي الحبيب عايد

عايد
2013-11-06, 09:47 PM
مراقبنا القدير الاستاذ والاخ الكريم ابو سالم
العفو ... وكل الشكر على مرورك ومتابعتك الكريمه ,, لاعدمناك
تقبل مني كل الود والاحترام