كمال البدور
2013-02-18, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من روائع الشاعر ابو العلاء المعري -- عليه رحمة الله
--------------------------------
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل= عفاف وإقدام وحزم ونائلُ
أقل صدودي أنني لك مبغض = وأيسر هجري أنني عنك راحلُ
إذا هبت النكباء بيني وبينكم = فأهون شيء ما تقول العواذلُ
تعد ذنوبي عند قـومي كثيرة = ولا ذنب لي إلا العلى والفضائلُ
ولمَّا رأيتُ الجَهلَ في الناسِ فاشياً = تَجاهَلتُ، حتى ظُنَّ أنِّي جاهِلُ
فَوا عَجَباً ! كم يَدَّعي الفضلَ ناقِصٌ = ووا أسفاً ! كم يُظْهِرُ النقصَ فاضلُ
وكيفَ تنامُ الطيرُ فــــــــــي وُكَناتِها = وقد نُصِبَتْ للفرقدينِ الحبائِلُ
يَنافسُ يومي في أمسي، تشـرُّفاً = وتحسدُ أسحاري عليَّ الأصائِلُ
وطالَ اِعترافي بالزمانِ وصرفِهِ = فَلَستُ أُبالي مَنْ تَغُولُ الغَوائلُ
فلو بانَ عَضْدي ما تأسفَ منكبي = ولو ماتَ زَندي ما بَكَتْهُ الأنامِلُ
إذا وصَـــفَ الطائي، بالبُخلِ، مادِرٌ = وعَيَّرَ قُساً، بالفهاهةِ، باقِلُ
وقال السُّهى للشمس أنتِ خفيَّةٌ = وقال الدُجى : يا صُبحُ لونُكَ حائلُ
وطاولتِ الأرضُ السماءَ، سفاهَةً = وفاخرتِ الشُهُبَ الحصى والجنادِلُ
فيا موتُ زُرْ ! إن الحياةَ ذميمةٌ = ويا نفسُ جِدِّي ! إن دَهرَكِ هازِلُ
توقَّى البُدُورُ النَقْصَ وهي أِهِلَّةٌ = ويُدرِكُها النُقصانُ وهي كَوَامِلُ
من روائع الشاعر ابو العلاء المعري -- عليه رحمة الله
--------------------------------
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل= عفاف وإقدام وحزم ونائلُ
أقل صدودي أنني لك مبغض = وأيسر هجري أنني عنك راحلُ
إذا هبت النكباء بيني وبينكم = فأهون شيء ما تقول العواذلُ
تعد ذنوبي عند قـومي كثيرة = ولا ذنب لي إلا العلى والفضائلُ
ولمَّا رأيتُ الجَهلَ في الناسِ فاشياً = تَجاهَلتُ، حتى ظُنَّ أنِّي جاهِلُ
فَوا عَجَباً ! كم يَدَّعي الفضلَ ناقِصٌ = ووا أسفاً ! كم يُظْهِرُ النقصَ فاضلُ
وكيفَ تنامُ الطيرُ فــــــــــي وُكَناتِها = وقد نُصِبَتْ للفرقدينِ الحبائِلُ
يَنافسُ يومي في أمسي، تشـرُّفاً = وتحسدُ أسحاري عليَّ الأصائِلُ
وطالَ اِعترافي بالزمانِ وصرفِهِ = فَلَستُ أُبالي مَنْ تَغُولُ الغَوائلُ
فلو بانَ عَضْدي ما تأسفَ منكبي = ولو ماتَ زَندي ما بَكَتْهُ الأنامِلُ
إذا وصَـــفَ الطائي، بالبُخلِ، مادِرٌ = وعَيَّرَ قُساً، بالفهاهةِ، باقِلُ
وقال السُّهى للشمس أنتِ خفيَّةٌ = وقال الدُجى : يا صُبحُ لونُكَ حائلُ
وطاولتِ الأرضُ السماءَ، سفاهَةً = وفاخرتِ الشُهُبَ الحصى والجنادِلُ
فيا موتُ زُرْ ! إن الحياةَ ذميمةٌ = ويا نفسُ جِدِّي ! إن دَهرَكِ هازِلُ
توقَّى البُدُورُ النَقْصَ وهي أِهِلَّةٌ = ويُدرِكُها النُقصانُ وهي كَوَامِلُ