المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطائر المهاجر


سمو المشاعر
2013-02-13, 10:55 AM
ملكتْ قلبَهُ دهشةً كبيرةً !!
خانته بقايا الكلماتِ ،
بعدَ أن ماتَ الصوتُ في الأعماقِ
قبل أن ينطقَ بكلمةٍ ،

حينَ وجدَ أملَهُ ماهوَ إلا سراباً خاطتْهُ إبرةُ أحلامِه ،
وتبددتْ أشواقُه المتلهفةُ

ومضتْ لحظاتُ الصدمةِ ثقيلةً
كيف سيستعيدُ توازنَهُ ليحلّقَ من جديدٍ ؟

طائرٌ مهاجرٌ ودّعَ عالمَهُ القديمَ ؛

يبحثُ عن موطنٍ جديدٍ
يحتضنُ ما يحملُه قلبُه الصغيرُ ،

عقيدةً يضجُّ بها فؤادُه

وينضمُّ إلى سربٍ ،
ليتآزرَ بهم في رحلتِه الجديدةِ .

ألقى الطائرُ ناظرَيه إلى الترابِ
وذهبَ بخياله بعيداً ؛
يبحثُ عن مرسى لأحزانِه المتدفقةِ

فما رآهُ من حالِ القومِ بعدَ أن حطّ رحالَهُ في ديارِهم
يندى له الجبينُ ،
ومآلُهُ لا يُحمَدُ عقباه

خيّمَ صمتٌ حزينٌ عليهِ ؛ فقلبُهُ جريحٌ مما رآهُ
فقد أتى فاراً بدينِه ؛ يبحثُ عن مأوى يلوذُ بهِ .

لكن !! ..

اخترقَ تفكيرَهُ صوتَ صاحبِهِ
بعدما رأى هولَ الصدمةِ على محيّاه
مفسراً له ما جرى في ديارِ الإسلامِ .


فئةٌ كثيرةٌ منهم أضاعتْ فهمَ الدينِ ،
وغفلتْ عنهُ وحملتِ اسمَ الدينِ دونَ رسمِهِ ،

لهثتْ خلفَ سرابٍ خدعها به أعداؤها ،
رسموا لها السعادةَ في الثيابِ واللهوِ والطربِ ،
والعلمِ المجرّدِ من روحِ الإسلامِ ،

فحصدتْ أشواكاً ، في كل يوم تشعر بألمها ..
وفي كل يوم تشعرُ بوخزِها ، وتمزقُ جسدها

ولكن دونَ جَدوى ، فالأنفسُ والأرواحُ ما زالتْ غافيةً
فهي لا تدري إلى أينَ ستصلُ ، ولا تريدُ أن تدري!

أثقلتْها أغلالُ الأرضِ ، وأردتْها صريعةً ،
مُحيتْ عنها صورةُ الحقيقةِ بغبارِ النكسةِ ،
وصوّرتْ لها الحياةُ كما يريدُ أعداؤها _المتربصون بها_

ومُنعَ النورُ أن يصلَ إليها ،
وظلّ المخرّبون يحاولونَ ذبحَ روحِها .


لبثَ المهاجرُ صامتاً ؛
فقد كانَ ينظرُ إلى ما حولًه باستغرابٍ !.

فليستِ الحياةُ أن تعيشَ الأمةُ للحياةِ فقطْ ، دونَ النظرِ إلى عاقبةِ الأمورِ .
فليس العيشُ لأجلِ المالِ وجمعهِ ، ولا للهوِ والعبثِ بالمالِ

فلن تجنيَ منها إلا الشقاءَ ؛
لانها بحثتْ عنِ السعادةِ بالطريقةِ الخاطئةِ ،
فنسيًتْ مفتاحَها ، ففتحتْ بابَ البؤسِ عليها .

هكذا أحسَّ الطائرُ المهاجرُ
بالآهاتِ المنبعثةِ منَ الشارعِ المسلمِ
أحسها والألمُ يعتصرُ فؤادَه الكسيرَ مما رأى .

فمتى تُورِقُ الطرقاتُ ، وتشرقُ شمسُ الإسلامِ من جديدٍ ؟


عادَ بذكراهُ إلى ماقرأًهُ في كتبِ السيَرِ رغمَ حداثةِ إسلامِهِ ؛
ليستلهمَ منها القوةَ ،
فيبعثَ الأملَ في تغييرِ الواقعِ ،
ويستشعرَ عظمةَ الدينِ الذي اعتنقَهُ .

كأنّ الصدمةَ أيقظتْ فيه روحَ التفاؤلِ والأملَ
بعودةِ الأمةِ إلى سابقِ عهدِها
لأنه لا يصلحُها إلا ما أصلحَ أولها الذين حملوا عقيدتَهم
وطبقوها كما جاء بها نبيُّهم ، ففازوا وسادوا العالمَ بها .


فتعالتْ من جديدٍ خفقاتُ الأمنيةِ في قلبهِ رغمَ محنةِ القومِ ،
فمعالمُ الطريقِ بدأتْ تتّضحُ لديه أكثر

وراح يبحثُ عن حقيقةِ الإسلامِ الذي أعطى الصحابةَ الكرامَ كلَّ تلكَ القوةِ ،
وتلكَ العظمةِ والعزةِ .



( م)

سراب
2013-02-13, 02:50 PM
كم هو رائع هذا السرد
ليتنا نهاجر معه
شكرا لك استاذنا الغائب الحاضر
حمدا لله على سلامتك

رذاذ
2013-02-13, 03:40 PM
كلماتٌ جميله نُثرت هُنـا بكل تميــزٍ وإبداع

فسلمت أناملٌ نقلت لنا أجمــل الدُّرر ..


رذاذ

ابو طلال الفيفي
2013-02-14, 10:29 AM
موضوع قيم
بارك الله فيك اخي الكريم

عايد
2013-02-14, 11:06 AM
كلمات (ونثر) في غاية الروعه والجمــــال
ارجو منك ان تعود الى ....... عرينك
تقبل مني كل الود والتقدير استاذي القدير... مع كامل الاحترام

ابو سلطان العتيبي
2013-02-14, 12:03 PM
بارك الله فيك اخوي سمو المشاعر
ودي واحترامي

-

سمو المشاعر
2013-02-14, 02:28 PM
كم هو رائع هذا السرد
ليتنا نهاجر معه
شكرا لك استاذنا الغائب الحاضر
حمدا لله على سلامتك

اشكر اختنا الكريمة المتألقة دائماً على المرور العاطر

ونحن إن غبنا وإن جينا فليس القلب ينساكم

الله يسلمك من كل بأس اختي الفاضلة .

تقديري

سمو المشاعر
2013-02-14, 02:31 PM
كلماتٌ جميله نُثرت هُنـا بكل تميــزٍ وإبداع

فسلمت أناملٌ نقلت لنا أجمــل الدُّرر ..


رذاذ

مروركم هو الإبداع اسعدني هذا التواجد لاعدمناكم

خالص التقدير والاحترام.

سمو المشاعر
2013-02-14, 02:32 PM
موضوع قيم


بارك الله فيك اخي الكريم


ابوطلال تسلم اخي الكريم مرورك العاطر جزيت خيراً

سمو المشاعر
2013-02-14, 02:39 PM
كلمات (ونثر) في غاية الروعه والجمــــال
ارجو منك ان تعود الى ....... عرينك
تقبل مني كل الود والتقدير استاذي القدير... مع كامل الاحترام

اهلاً بأخي الكريم عايد وشكراً لإطراءك الجميل
وهذا مما عنك طال عمرك

خالص وارق فائق التقدير والامتنان

تحيتي

سمو المشاعر
2013-02-14, 02:41 PM
بارك الله فيك اخوي سمو المشاعر
ودي واحترامي

-

وبارك الله فيك اخي الكريم ابوسلطان لاهنت.

خالص التقدير وفائق الاحترام

مقطع العروق
2013-02-19, 09:12 AM
ما اجمل حضورك بمواضيع المميزة

وما اروع ذائقتك في اختيارها المواضيع الرائعة

وما اعجب ان افرح بغيابك لكي ترجع لنا باقافلة من المواضيع الجميلة

شكراً لك وشكراً لعطائك المتواصل

بانتظار ما تنثره لنا من نقل او من خط يداك شعراً كان أو نثرا

احترامي وتقديري لك اخي العزيز