باحث أثار
2007-08-15, 01:50 AM
http://www.drbalmahbah.com/images/album/barrrrb1.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... وبعد
لقد قمت بزيارة إلى منطقة سدير للبحث عن الاثار وخاصة في عودة سدير
ولقد وجدت الكثير من الاثار في هذه المنطقه وقمت في البحث عن معلوماتها وهذه اعرضها امامكم
جغرافيتها
تقع عودة سدير في منطقة جبلية، فالجبال تحيط بها من الناحية الشمالية، والجنوبية والبلدة تشغل مساحات واسعة من ضفتي الوادي وإن كانت الضفة الجنوبية تحتضن معظم النخيل والبساتين المعمورة الآن، وتعتمد البلدة على السيول الجارية في وادي سدير المعروف عند أهل البلدة بالباطن، فإذا سال هذا الوادي امتلأت الآبار بالماء وارتوت النخيل في جميع انحاء البلدة، وهناك أودية صغيرة تروي البلدة بسيولها، لكنها لا تكون عامة وهذه الأودية هي:
1- وادي الجوفاء ويسقي أعلى البلدة.
2- وادي الشعبة ويسقي أسفل البلدة.
3- وادي الداخلة ويسقي أسفل البلدة.
الطرق
والطرق المسلوكة من وإلى البلدة طرق سهلة تسير في بطن الوادي وطرق جبلية، فالطرق السهلة هي الصاعدة إلى قرى وادي سدير حيث تتجه غرباً مسندة الوادي، والطرق المنحدرة مع الوادي حيث تسير شرقاً متجهة إلى الرياض.
أما الطرق الجبلية فتتجه جنوباً حيث تربط البلدة بمنطقة الوشم والمحمل، والطرق هنا مسالك جبلية معروفة بأسمائها ومنها: درب الزمل، درب الرجيلة، درب داحس، درب مخارق، درب مصيليت، درب الشريف.
وهذه الطرق وعرة وربما هلك سالكها عندما ينحرف عن الدرب يميناً أو شمالاً كما حصل لرجل اسمه داحس، وكما جرى بجيش زيد الشريف، وأما الطرق الجبلية المتجهة شمالاً فهي أقل وعورة، وهذه الطرق تربط البلدة بالقرى المجاورة مثل الخطامة وعشيرة سدير وتمير كما تربط البلدة بالدهناء والصمان.
مصادر الحياة
والحياة في عودة سدير قديماً قائمة على الزراعة والرعي، فالزراعة تعتمد على مياه الآبار والآبار بعيدة الغور، فالماء يبعد عن سطح الأرض ما بين ستين وخمسين متراً، وطبقات الأرض التي تخترقها البئر هي:
طبقة طينية في حدود خمسة أمتار ثم طبقة البطحاء التي قد تصل إلى ثلاثين متراً ثم طبقة جبلية تمسك الماء.
ومناطق الرعي هي الرياض حيث التربة الطينية، والبرق (جمع برقاء) حيث تختلط الرمال بالحجارة في سفوح الجبال، والمناطق الجبلية، والمراعي متوافرة حول البلدة والمياه موجودة في المناطق الجبلية، وهذا هو السبب في أن الغزال ما زالت ترى في المناطق الجبلية الجنوبية.
أما الأرانب البرية فهي متوافرة حول البلدة، وتعتبر الزراعة والرعي من مصادر الحياة الأساسية التي يعتمد عليها الناس في البلدة وتقاس المستويات الاجتماعية هناك أي الغني والفقر تبعاً للمساحات الزراعية والماشية من الإبل والغنم، أما الصيد فلا يشكل إلا نسبة قليلة أو ضعيفة جداً من مصادر الحياة أي أنه لا يمثل مصدر دخل ثابت للفرد يمكن أن يعتمد عليه في حياته.
العمران
العودة بلدة قديمة والعمران فيها مربوط بأطوار مختلفة يصعب وصفها، وإن أقدم الآثار والمراحل العمرانية المشاهدة هي (الحوامي) أو قصر غيلان، أما بيوت البلدة فلا يتجاوز أقدمها ثمانين ومائة عام.
أسوار البلدة القديمة
الأسوار مبنية من الطين على الرغم من ارتفاعها، وهي مكونة من جدران متلاصقة تصل إلى العشرة في بعض الأسوار، والبناء بالطين الخالص أي بدون لبن تشتمل على بروج خادعة، فإذا نظرت إلى السور من خارجه فإنك ترى البرج بارزاً في السور.. وإذا نظرت إليه من الداخل وجدته كتلة من الطين، أما البروج الحقيقية فهي في وسط الحامي ولا يلاحظها المار لا من خارج السور ولا من داخله، مع أن من بداخلها يرصد حركة المار بكل دقة ويستطيع إطلاق النار عليه، وتتكوَّن تلك البروج من خمسة طوابق.
أما أسوار النخيل والبساتين فإنها تبنى بالطين بدون لبن، فيؤتى بالزنبيل المملوء بالطين ويطرح فوق الجدار وبعد أن تجففه الشمس يطرح عليه الطين من جديد وهكذا حتى يكمل البناء.
صفة بناء البيوت
تؤسس البيوت بالحجارة بحيث ترتفع مقدار ذراعين وبعد ذلك تبنى الجدران بالطين واللبن وبعض أجزاء البيت تبنى بالحجارة والجص والسقف يتكون من خشب الأثل والجريد والطين أو يتكون من خشب الأثل والحجارة الرقيقة ومرافق البيت هي:
1- مجلس القهوة: ويشتمل على (الوجار) وهو مشب النار وبيوت صغيرة بجانبه تحفظ فيها أدوات القهوة، ورأس الوجار وهو مكان يتسع لشخص واحد، وفي العادة يجلس فيه كبير القوم، ويفرش مجلس القهوة بالحصر وفوقها (الزوالي) السجاد وسقف مجلس القهوة يكون مرتفعاً.
2- المصباح: وهو ساحة واسعة مسقوفة.
3- الحجرات الأرضية: وهي إما لحفظ المؤن أو حفظ الأعشاب وتخصيص واحدة من الحجر الأرضية لحفظ التمر، حيث تشتمل على (الجصة) وهي بناء صغير يُبنى بالجص والحجارة ويُملأ بالتمر و(الرميلة) وهي حجرة صغيرة غير مسقوفة تملأ بالتمر المعد للبيع أو ما شابهه و(المنقولة) وهي إناء كبير يصنع من الفخار ويوضع فيه أجود التمر، ثم يسكب عليه الدبس الذي يخرج من (الجصة) وتمر المنقولة مخصص للضيوف.
أما الطابق الثاني من المنزل فيشتمل على:
1- مصباح الطاية: وهو ساحة مفتوحة للهواء من ناحية الشمال، وهو مخصص لجلوس النساء.
2- غرف النوم: وتشتمل الغرفة على صناديق حفظ الملابس وتلك الصناديق من خشب الساج.
3- غرفة حفظ الحبوب: وهي مقسمة إلى أحواض ومطلية بالجص، فيوضع في كل حوض نوع من الحبوب.
4- الطاية، وجمعها طوايا: وهي السطوح فإذا كانت فوق الطابق الثاني فهي الطاية العليا، وإن كانت فوق الطابق الأول فهي الطاية السفلى.
ومن مرافق البيت، المطبخ وهو إما في البناء الأرضي أو في الطابق الثاني.. ومن مرافق البيت الحمامات وتكون في البناء الأرضي وفي الطابق الثاني.
بناء المساجد
أما المساجد فلا يختلف بناؤها عن البيوت كثيراً لأن مادة البناء واحدة وإذا وجد اختلاف فهو في استعمال الزوايا الموصلة بين العمد حيث يوصل العمود بالعمود الآخر عن طريق حجرين مستطيلين يشكلان زاوية، يظهر الاختلاف في ارتفاع السقف وكثرة النوافذ وسعتها، ويشتمل المسجد على خلوة محفورة في الأرض لا تؤثر فيها برودة الجو أو حرارته، فهي باردة في الصيف دافئة في الشتاء وتبنى المنائر على شكل دائري.
* حلقات أعدها - محمد بن عبد العزيز الفيصل (جريدة الجزيرة)
المراجع :
* كتاب عودة سدير - تأليف الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل
http://www.almas2007.com/up/uploads/c19d5efde2.jpg (http://www.almas2007.com/up/)
عودة سدير وتاريخ موغل في القدم
جماز اسمها القديم.. وبقايا غيلان أبرز الآثار
على عنق هضبة نجد عقد مرصع باللآلئ والدرر التي تحكي لنا عن ماضي مجيد خلده التاريخ في حقائبه الزمنية المملوءة بالكنوز الأثرية.. عودة سدير أحد هذه الدرر المعلقة على عنق هضبة نجد، فهذه البلدة عاصرت القرون تتلوها القرون ومرت عليها الأحداث التاريخية الكبيرة.. غيلان.. جماز.. القرناء.. مسافر.. أحياء تراثية بعضها لم يبق منه إلا الأطلال والبعض الآخر ما زال يصارع الزمن آملاً في أن تعود له الحياة من جديد وفي هذه المحطة الأولى سيكون حديثنا عن تاريخ العودة القديم.
تاريخ عودة سدير
يعود تاريخ عودة سدير إلى ماضٍ بعيد من الأزمان الغابرة، فقد كانت تعرف قديماً بجماز، وهي مدينة قديمة وأقول مدينة لأن المساحة التي تشغلها المباني والأطلال والآبار على ضفتي وادي سدير مساحة واسعة تمتد من الغرب إلى الشرق بطول عشرين كيلاً أعلاها وادي الجوفاء وأسفلها قارة الركايا.
ونعود إلى التاريخ لعله ينبئنا عن أول بناء في هذه البلدة فلا نجد من يوقفنا على نشأتها إلا أنها مدينة جاهلية تشهد بذلك آثارها، فالمدينة القديمة تشتمل الأحياء التالية:
1- العودة الحالية.
2- مدينة غيلان.
3- جماز.
4- القرناء.
5- مسافر.
وترتيب هذه الأحياء يبدأ من الغرب إلى الشرق، وأعتقد أن القرناء هي أقدم الأحياء حيث تشتمل على آثار مطمورة تحت الأرض.
وقد عثرت الشركة المنفذة بطريق الرياض سدير القصيم على مقبرة تحت الأرض بعمق ستة أمتار.
وعلى رأي الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل أن هذا الحي تأثر كثيراً بسبب هزيمة مسيلمة في موقعة اليمامة، فقد ذكر ياقوت الحموي ما يؤيد هذا الرأي حيث قال: (والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية وقيل هو لبني العنبر بن عمر بن تميم نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها وكانوا قتلوا مع مسيلمة).
وبعد القرناء في القدم جماز، وهو الآن أطلال وأبنية متهدمة، وأحجار متناثرة، وعلى مسافة ألف متر من جماز من الناحية الغربية تقع مدينة غيلان ومدينة غيلان الآن ما تزال أبنيتها شامخة وهي تشتمل على قصر كبير يبلغ طوله مائة متر تقريباً وعرضه سبعون متراً ويتبعه ملحقات خارج القصر.
وموقع القصر ينبئ عن اختيار دقيق فهو قد بني على سفح جبل قد برز في الوادي وكون تلاَّ معترضاً في وادي سدير بحيث يشرف هذا القصر على الرائح والغادي في الوادي ويشرف أيضاً على السفوح الجنوبية والشمالية للجبال المطلة على الوادي ويشتمل هذا القصر على بئر محفورة في الصخر ويقال إنها تحتفظ بكنوز صاحب القصر, وجدران القصر الجنوبية والشرقية ما تزال سليمة إلا أنه قد تهدم أجزاء كثيرة منها والباقي منها يبلغ ارتفاعه خمس عشرة ذراعاً وسمك الجدار ذراعان أو ثلاث وهو مبني من الطين والحجارة وإذا سألت الآن عن صاحب هذا القصر فإن الجواب سيكون سريعاً أي أن صاحب القصر غيلان ولكن من هو غيلان؟
من هو غيلان؟
يقال إن القصر لغيلان بن عقبة بن مسعود الملكاني العدوي، وما يؤيد ذلك أن لغدة الأصفهاني حديث عن وادي الفقي في آخر القرن الثالث ويذكر من سكانه حمان، وعكل وضبة وعدي وتميم.
والهمداني عندما يتحدث عن جماز في آخر القرن الثالث وأول القرن الرابع ذكر أنها ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة.
وما يؤيد ذلك أيضاً هو أن القبائل المذكورة في العصر الجاهلي والإسلامي منها بادية وحاضرة وربما كان للبادية بساتين تقيم فيها في الصيف وتذهب في الشتاء إلى مرابعها في حزوى واللهابة وغيرهما من متربعاتها في الدهناء والصمان.
ومن تلك القبائل التي تسير على هذا النهج قبائل حمان وضبة وبالعنبر، فبني عون بن مالك يسكنون الفقي ومنزلهم في جلاجل ولهم بادية في الدهناء والصمان، وسند آخر يؤيد ذلك وهو كون الشاعر ذي الرمة يقرأ ويكتب فقد ورد عن الأغاني ما يثبت قراءة وكتابة ذي الرمة وهو: (قال عيسى بن عمر قال لي ذو الرمة ارفع هذا الحرف، فقلت له أتكتب؟ فقال: بيده على فيه اكتم علي فإنه عندنا عيب).
وقد يضعف هذا الرأي عندما نستقرئ شعر ذي الرمة متتبعين المواضع التي ذكرها في شعره، حيث نجد أنه ذكر حزوى تسع عشرة مرة، والدخل مرتين ورماح مرتين، والدهناء سبع مرات، والدومرة واحدة والصمان خمس مرات والشماليل مرة، وفتاخ مرتين ومعقلة خمس مرات.
وهذه المواضع هي مرابع الشاعر فحزوى مقره الدائم وهي نقا الدهناء وهذا النقا يطل على الصمان. فالمواضع التي ذكرها قريبة من حزوى فرماح في جنوبها ومعقلة والشماليل وفتاخ في شمالها. وأما الدهناء فهي رمال واسعة منها حزوى والصمان تجاور الدهناء وتشمل فتاخ ومعقلة والشماليل.
أما منطقة جماز فإننا لا نجد لها ذكراً يؤيد افتراضنا المتقدم، وقد ذكر الشاعر العتك في قوله:
فليت ثنايا العتك قبل احتمالها *** شواهق يبلغن السحاب صعاب
يضعف الرأي السابق ما يتناقله أهل عودة سدير من الأساطير والقصص عن جماز وغيلان.
ولو كان الشاعر مقيماً في جماز لذكرها أو ذكر ما حولها، كما ذكر حزوى في مواضع كثيرة من شعره ومما
http://www.almas2007.com/up/uploads/ab90aba31f.jpg (http://www.almas2007.com/up/)
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... وبعد
لقد قمت بزيارة إلى منطقة سدير للبحث عن الاثار وخاصة في عودة سدير
ولقد وجدت الكثير من الاثار في هذه المنطقه وقمت في البحث عن معلوماتها وهذه اعرضها امامكم
جغرافيتها
تقع عودة سدير في منطقة جبلية، فالجبال تحيط بها من الناحية الشمالية، والجنوبية والبلدة تشغل مساحات واسعة من ضفتي الوادي وإن كانت الضفة الجنوبية تحتضن معظم النخيل والبساتين المعمورة الآن، وتعتمد البلدة على السيول الجارية في وادي سدير المعروف عند أهل البلدة بالباطن، فإذا سال هذا الوادي امتلأت الآبار بالماء وارتوت النخيل في جميع انحاء البلدة، وهناك أودية صغيرة تروي البلدة بسيولها، لكنها لا تكون عامة وهذه الأودية هي:
1- وادي الجوفاء ويسقي أعلى البلدة.
2- وادي الشعبة ويسقي أسفل البلدة.
3- وادي الداخلة ويسقي أسفل البلدة.
الطرق
والطرق المسلوكة من وإلى البلدة طرق سهلة تسير في بطن الوادي وطرق جبلية، فالطرق السهلة هي الصاعدة إلى قرى وادي سدير حيث تتجه غرباً مسندة الوادي، والطرق المنحدرة مع الوادي حيث تسير شرقاً متجهة إلى الرياض.
أما الطرق الجبلية فتتجه جنوباً حيث تربط البلدة بمنطقة الوشم والمحمل، والطرق هنا مسالك جبلية معروفة بأسمائها ومنها: درب الزمل، درب الرجيلة، درب داحس، درب مخارق، درب مصيليت، درب الشريف.
وهذه الطرق وعرة وربما هلك سالكها عندما ينحرف عن الدرب يميناً أو شمالاً كما حصل لرجل اسمه داحس، وكما جرى بجيش زيد الشريف، وأما الطرق الجبلية المتجهة شمالاً فهي أقل وعورة، وهذه الطرق تربط البلدة بالقرى المجاورة مثل الخطامة وعشيرة سدير وتمير كما تربط البلدة بالدهناء والصمان.
مصادر الحياة
والحياة في عودة سدير قديماً قائمة على الزراعة والرعي، فالزراعة تعتمد على مياه الآبار والآبار بعيدة الغور، فالماء يبعد عن سطح الأرض ما بين ستين وخمسين متراً، وطبقات الأرض التي تخترقها البئر هي:
طبقة طينية في حدود خمسة أمتار ثم طبقة البطحاء التي قد تصل إلى ثلاثين متراً ثم طبقة جبلية تمسك الماء.
ومناطق الرعي هي الرياض حيث التربة الطينية، والبرق (جمع برقاء) حيث تختلط الرمال بالحجارة في سفوح الجبال، والمناطق الجبلية، والمراعي متوافرة حول البلدة والمياه موجودة في المناطق الجبلية، وهذا هو السبب في أن الغزال ما زالت ترى في المناطق الجبلية الجنوبية.
أما الأرانب البرية فهي متوافرة حول البلدة، وتعتبر الزراعة والرعي من مصادر الحياة الأساسية التي يعتمد عليها الناس في البلدة وتقاس المستويات الاجتماعية هناك أي الغني والفقر تبعاً للمساحات الزراعية والماشية من الإبل والغنم، أما الصيد فلا يشكل إلا نسبة قليلة أو ضعيفة جداً من مصادر الحياة أي أنه لا يمثل مصدر دخل ثابت للفرد يمكن أن يعتمد عليه في حياته.
العمران
العودة بلدة قديمة والعمران فيها مربوط بأطوار مختلفة يصعب وصفها، وإن أقدم الآثار والمراحل العمرانية المشاهدة هي (الحوامي) أو قصر غيلان، أما بيوت البلدة فلا يتجاوز أقدمها ثمانين ومائة عام.
أسوار البلدة القديمة
الأسوار مبنية من الطين على الرغم من ارتفاعها، وهي مكونة من جدران متلاصقة تصل إلى العشرة في بعض الأسوار، والبناء بالطين الخالص أي بدون لبن تشتمل على بروج خادعة، فإذا نظرت إلى السور من خارجه فإنك ترى البرج بارزاً في السور.. وإذا نظرت إليه من الداخل وجدته كتلة من الطين، أما البروج الحقيقية فهي في وسط الحامي ولا يلاحظها المار لا من خارج السور ولا من داخله، مع أن من بداخلها يرصد حركة المار بكل دقة ويستطيع إطلاق النار عليه، وتتكوَّن تلك البروج من خمسة طوابق.
أما أسوار النخيل والبساتين فإنها تبنى بالطين بدون لبن، فيؤتى بالزنبيل المملوء بالطين ويطرح فوق الجدار وبعد أن تجففه الشمس يطرح عليه الطين من جديد وهكذا حتى يكمل البناء.
صفة بناء البيوت
تؤسس البيوت بالحجارة بحيث ترتفع مقدار ذراعين وبعد ذلك تبنى الجدران بالطين واللبن وبعض أجزاء البيت تبنى بالحجارة والجص والسقف يتكون من خشب الأثل والجريد والطين أو يتكون من خشب الأثل والحجارة الرقيقة ومرافق البيت هي:
1- مجلس القهوة: ويشتمل على (الوجار) وهو مشب النار وبيوت صغيرة بجانبه تحفظ فيها أدوات القهوة، ورأس الوجار وهو مكان يتسع لشخص واحد، وفي العادة يجلس فيه كبير القوم، ويفرش مجلس القهوة بالحصر وفوقها (الزوالي) السجاد وسقف مجلس القهوة يكون مرتفعاً.
2- المصباح: وهو ساحة واسعة مسقوفة.
3- الحجرات الأرضية: وهي إما لحفظ المؤن أو حفظ الأعشاب وتخصيص واحدة من الحجر الأرضية لحفظ التمر، حيث تشتمل على (الجصة) وهي بناء صغير يُبنى بالجص والحجارة ويُملأ بالتمر و(الرميلة) وهي حجرة صغيرة غير مسقوفة تملأ بالتمر المعد للبيع أو ما شابهه و(المنقولة) وهي إناء كبير يصنع من الفخار ويوضع فيه أجود التمر، ثم يسكب عليه الدبس الذي يخرج من (الجصة) وتمر المنقولة مخصص للضيوف.
أما الطابق الثاني من المنزل فيشتمل على:
1- مصباح الطاية: وهو ساحة مفتوحة للهواء من ناحية الشمال، وهو مخصص لجلوس النساء.
2- غرف النوم: وتشتمل الغرفة على صناديق حفظ الملابس وتلك الصناديق من خشب الساج.
3- غرفة حفظ الحبوب: وهي مقسمة إلى أحواض ومطلية بالجص، فيوضع في كل حوض نوع من الحبوب.
4- الطاية، وجمعها طوايا: وهي السطوح فإذا كانت فوق الطابق الثاني فهي الطاية العليا، وإن كانت فوق الطابق الأول فهي الطاية السفلى.
ومن مرافق البيت، المطبخ وهو إما في البناء الأرضي أو في الطابق الثاني.. ومن مرافق البيت الحمامات وتكون في البناء الأرضي وفي الطابق الثاني.
بناء المساجد
أما المساجد فلا يختلف بناؤها عن البيوت كثيراً لأن مادة البناء واحدة وإذا وجد اختلاف فهو في استعمال الزوايا الموصلة بين العمد حيث يوصل العمود بالعمود الآخر عن طريق حجرين مستطيلين يشكلان زاوية، يظهر الاختلاف في ارتفاع السقف وكثرة النوافذ وسعتها، ويشتمل المسجد على خلوة محفورة في الأرض لا تؤثر فيها برودة الجو أو حرارته، فهي باردة في الصيف دافئة في الشتاء وتبنى المنائر على شكل دائري.
* حلقات أعدها - محمد بن عبد العزيز الفيصل (جريدة الجزيرة)
المراجع :
* كتاب عودة سدير - تأليف الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل
http://www.almas2007.com/up/uploads/c19d5efde2.jpg (http://www.almas2007.com/up/)
عودة سدير وتاريخ موغل في القدم
جماز اسمها القديم.. وبقايا غيلان أبرز الآثار
على عنق هضبة نجد عقد مرصع باللآلئ والدرر التي تحكي لنا عن ماضي مجيد خلده التاريخ في حقائبه الزمنية المملوءة بالكنوز الأثرية.. عودة سدير أحد هذه الدرر المعلقة على عنق هضبة نجد، فهذه البلدة عاصرت القرون تتلوها القرون ومرت عليها الأحداث التاريخية الكبيرة.. غيلان.. جماز.. القرناء.. مسافر.. أحياء تراثية بعضها لم يبق منه إلا الأطلال والبعض الآخر ما زال يصارع الزمن آملاً في أن تعود له الحياة من جديد وفي هذه المحطة الأولى سيكون حديثنا عن تاريخ العودة القديم.
تاريخ عودة سدير
يعود تاريخ عودة سدير إلى ماضٍ بعيد من الأزمان الغابرة، فقد كانت تعرف قديماً بجماز، وهي مدينة قديمة وأقول مدينة لأن المساحة التي تشغلها المباني والأطلال والآبار على ضفتي وادي سدير مساحة واسعة تمتد من الغرب إلى الشرق بطول عشرين كيلاً أعلاها وادي الجوفاء وأسفلها قارة الركايا.
ونعود إلى التاريخ لعله ينبئنا عن أول بناء في هذه البلدة فلا نجد من يوقفنا على نشأتها إلا أنها مدينة جاهلية تشهد بذلك آثارها، فالمدينة القديمة تشتمل الأحياء التالية:
1- العودة الحالية.
2- مدينة غيلان.
3- جماز.
4- القرناء.
5- مسافر.
وترتيب هذه الأحياء يبدأ من الغرب إلى الشرق، وأعتقد أن القرناء هي أقدم الأحياء حيث تشتمل على آثار مطمورة تحت الأرض.
وقد عثرت الشركة المنفذة بطريق الرياض سدير القصيم على مقبرة تحت الأرض بعمق ستة أمتار.
وعلى رأي الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل أن هذا الحي تأثر كثيراً بسبب هزيمة مسيلمة في موقعة اليمامة، فقد ذكر ياقوت الحموي ما يؤيد هذا الرأي حيث قال: (والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية وقيل هو لبني العنبر بن عمر بن تميم نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها وكانوا قتلوا مع مسيلمة).
وبعد القرناء في القدم جماز، وهو الآن أطلال وأبنية متهدمة، وأحجار متناثرة، وعلى مسافة ألف متر من جماز من الناحية الغربية تقع مدينة غيلان ومدينة غيلان الآن ما تزال أبنيتها شامخة وهي تشتمل على قصر كبير يبلغ طوله مائة متر تقريباً وعرضه سبعون متراً ويتبعه ملحقات خارج القصر.
وموقع القصر ينبئ عن اختيار دقيق فهو قد بني على سفح جبل قد برز في الوادي وكون تلاَّ معترضاً في وادي سدير بحيث يشرف هذا القصر على الرائح والغادي في الوادي ويشرف أيضاً على السفوح الجنوبية والشمالية للجبال المطلة على الوادي ويشتمل هذا القصر على بئر محفورة في الصخر ويقال إنها تحتفظ بكنوز صاحب القصر, وجدران القصر الجنوبية والشرقية ما تزال سليمة إلا أنه قد تهدم أجزاء كثيرة منها والباقي منها يبلغ ارتفاعه خمس عشرة ذراعاً وسمك الجدار ذراعان أو ثلاث وهو مبني من الطين والحجارة وإذا سألت الآن عن صاحب هذا القصر فإن الجواب سيكون سريعاً أي أن صاحب القصر غيلان ولكن من هو غيلان؟
من هو غيلان؟
يقال إن القصر لغيلان بن عقبة بن مسعود الملكاني العدوي، وما يؤيد ذلك أن لغدة الأصفهاني حديث عن وادي الفقي في آخر القرن الثالث ويذكر من سكانه حمان، وعكل وضبة وعدي وتميم.
والهمداني عندما يتحدث عن جماز في آخر القرن الثالث وأول القرن الرابع ذكر أنها ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة.
وما يؤيد ذلك أيضاً هو أن القبائل المذكورة في العصر الجاهلي والإسلامي منها بادية وحاضرة وربما كان للبادية بساتين تقيم فيها في الصيف وتذهب في الشتاء إلى مرابعها في حزوى واللهابة وغيرهما من متربعاتها في الدهناء والصمان.
ومن تلك القبائل التي تسير على هذا النهج قبائل حمان وضبة وبالعنبر، فبني عون بن مالك يسكنون الفقي ومنزلهم في جلاجل ولهم بادية في الدهناء والصمان، وسند آخر يؤيد ذلك وهو كون الشاعر ذي الرمة يقرأ ويكتب فقد ورد عن الأغاني ما يثبت قراءة وكتابة ذي الرمة وهو: (قال عيسى بن عمر قال لي ذو الرمة ارفع هذا الحرف، فقلت له أتكتب؟ فقال: بيده على فيه اكتم علي فإنه عندنا عيب).
وقد يضعف هذا الرأي عندما نستقرئ شعر ذي الرمة متتبعين المواضع التي ذكرها في شعره، حيث نجد أنه ذكر حزوى تسع عشرة مرة، والدخل مرتين ورماح مرتين، والدهناء سبع مرات، والدومرة واحدة والصمان خمس مرات والشماليل مرة، وفتاخ مرتين ومعقلة خمس مرات.
وهذه المواضع هي مرابع الشاعر فحزوى مقره الدائم وهي نقا الدهناء وهذا النقا يطل على الصمان. فالمواضع التي ذكرها قريبة من حزوى فرماح في جنوبها ومعقلة والشماليل وفتاخ في شمالها. وأما الدهناء فهي رمال واسعة منها حزوى والصمان تجاور الدهناء وتشمل فتاخ ومعقلة والشماليل.
أما منطقة جماز فإننا لا نجد لها ذكراً يؤيد افتراضنا المتقدم، وقد ذكر الشاعر العتك في قوله:
فليت ثنايا العتك قبل احتمالها *** شواهق يبلغن السحاب صعاب
يضعف الرأي السابق ما يتناقله أهل عودة سدير من الأساطير والقصص عن جماز وغيلان.
ولو كان الشاعر مقيماً في جماز لذكرها أو ذكر ما حولها، كما ذكر حزوى في مواضع كثيرة من شعره ومما
http://www.almas2007.com/up/uploads/ab90aba31f.jpg (http://www.almas2007.com/up/)
يتبع