تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسة تنمية الذات 000 الثقة بالنفس أول مطالب النجاح


aboanas
2007-08-09, 02:05 AM
سلسة تنمية الذات
(1)
الثقة بالنفس أول مطالب النجاح

===================================

مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
============================================

ما رأيت أروع للنفس من السباق نحو المعالي ! ولا شهدت لها حالاً أفضل ولا أحسن من بلوغ المجد في زمن التواني ! لقد جاء الله بنا لعمارة الأرض ، واستخلفنا فيها لذلك الهدف العظيم : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والمتأمّل في النفس الإنسانية يجد أن الله تعالى أودع فيها قدرات فوصلت ببعضنا إلى أن نصبت أقدامهم على سطح القمر في ضحى النهار وأعلنت حين وصلت هناك أنه ليس ثمة حدود في الكون تقصر عنها قدرات هذه النفس البشرية مهما كانت العوائق في سبيلها كبيرة أو قوية ، والناظر في تاريخ الإنسان يجد أن البداية واحدة لكل فرد منّا ، وليس على ذلك برهان أقوى من صراخنا جميعاً حين نلج إلى عالم الأرض الفسيح ، لكن الأمر الذي لا يحتاج إلى برهان هو أن النهاية مختلفة إلى حد بعيد في حياة بعضنا البعض . إن النجاح في الحياة همّ يؤرّق الناجحين وحدهم ، وشعور يتألق بهم في عالم الحياة فيجعل منهم آخرين على مساحات هذا الكون الفسيح ، وصدق الرافعي حين قال : إذا لم تزد على الدنيا كنت زائداً عليها ، وعبر هذه المساحة المتتابعة بإذن الله تعالى سنصل وإياك إلى ما نريد ، وأجزم إن شاء الله إن كنت على الخطو أن تهنأ بحياة حافلة بالنجاح وذلك ما نتمناه :

لن يتحقق النجاح في عالم الواحد منّا ما لم نؤمن إيماناً صادقاً ويقينياً أننا أهل لذلك النجاح ، إن العامل النفسي مهم للغاية في إقناع نفوسنا بتحقيق معالم نجاحها في الحياة ، ومالم نصل إلى أعماق نفوسنا فنثق بها ، ونهتف بتميزها ، ونكتب في قرارها أننا من الناجحين لن نحقق شيئاً في مثل هذا العالم الطموح ، وهذه بداية الطريق ومن لم يحسن البداية فلن تكون له نهاية ولذلك قيل : أضخم المعارك في حياة الإنسان تلك التي يقضيها الإنسان مع نفسه، وعندما تبدأ معركة المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر. لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عالم يتعلق بالشجر ، ويسجد للحجر ، ويؤلّه التمر واللبن ، فوقف على الصفا وأعلن الرحلة من هناك ، وواجه بمفرده جيوش الباطل ، وظل يناضل عن رسالته ، ويجهد في تحقيق أهدافه ، ولم يهتف به الموت حتى قلب موازين التاريخ ، وغيّر معالم القيم في حياة تلك المجتمعات التي خاض التجربة فيهم ، وأعاد أولئك الأفراد من تيه الطريق إلى غاية العبيد ، وفي ثنايا الطريق دميت عقبيه ، وكسرت رباعيته ، وثُلم وجهه ، ووضع سلى الجزور على ظهره ، وإنما تضعف الهمم حين لا تقوى على تجاوز الصعاب ، وظل كثير من الناجحين على نفس الطريق ، فتجاوزوا كل ما يمكن أن يحول بينهم وبين النجاح ، وليس أوضح على ذلك من ابن الأثير فقد كتب كتابه جامع الأصول وهو مقعد ، ودوّن ابن القيم كتابه زاد المعاد وهو في طريق السفر ، وهتفت بابن الجوزي حتى طالع عشرين ألف مجلد وهو لا زال في أيام الطلب ، واختار سف الكعك على مضغه لتفاوت ما بينهما ، وهكذا يظل النجاح حليف من أقنع نفسه بحياة الناجحين واللحاق بهم ، وشاهد التاريخ الحاضر كثير ، خاضه حتى من لم يعرف طريق الإسلام بعد ، ودوّنت سيرهم أروع التحديات ، ومن هؤلاء إبراهام لنولكن صارع الحياة صراعاً غريباً ، وناضل من أجل النجاح نضالاً عجيباً ، وركل كل معوقات الفشل بقدميه حتى وصل إلى ما يريد ، ناهيك عن أماني المؤمن ورغباته ، وعزه الحقيقي وجاهه : هذا الرجل أراد أن يشارك في صنع القرار على مستوى بلاده فشارك في بدايته في مجال الأعمال وأخفق وهو في الحادية والعشرين من عمره ، ولكنه لم يلبث أن عادة مرة أخرى فقدّم نفسه للانتخابات التشريعية وهو في الثانية والعشرين من عمره وأخفق مرة ثانية ، وعاد ثالثة مساهماً في مجال الأعمال وهو في الرابعة والعشرين من عمره ولم يكن التوفيق حليفه ، وتعرّض كما يتعرّض من يريد المجد إلى هزات قوية في حياته فأصيب بانهيار عصبي وهو في السابعة والعشرين من عمره ، ولم يلبث أن قام مرة أخرى محاولاً في طريق أكبر من سابقه مشاركاً في انتخابات الكونجرس وهو في الرابعة والثلاثين فلم يبرح عن محاولاته السابقة ، وقام من تلك الكبوة ليعيد نفسه مرة أخرى في نفس المحاولة وهو في السادسة والثلاثين من عمره فلم يتحقق له شيء ، وفي الخامسة والأربعين شارك في انتخابات مجلس الشيوخ وكانت كسابقتها ، وفي التاسعة والأربعين من عمره أعاد الكرة في انتخابات مجلس الشيوخ وخسر كذلك ، وأخيراً وبعد ثلاثين عاماً من التجربة ، والإخفاق تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وهو في الثانية والخمسين من عمره . وهكذا يظل النجاح أمنية مستعصية في بدايتها ، لكنها سرعان ما تلين لأصحاب الهمم وتذعن لهم من جديد . وخرج أديسون من مدرسته يعيّر بالفشل والغباء ، فأكب على التجربة بنفسه ، وظل يعاصر الحياة بمفرده ، وبعد 999 محاولة في موضوع الكهرباء أضاء الدنيا بأسرها ، وكتب يقول عن العبقرية إنها (1%) إلهام ، و ( 99% ) عرق جبين .

مسلم ياجبال لن تقهريني صارمي قاطع وعزمي حديد
لا أبالي ولو أقيمت بدربي وطريقي حواجز وسدود

يقول محمد أحمد الراشد : كن حمّالاً في السوق ، لكن قرّر مع أول خطوة لك فيه أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة فستصل بإذن الله ، المهم تصميمك . وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن زرع الأمل في النفس بقوله : وفي هذا المنعطف يجفل الراهب فيدعي عجزاً ، ويقول تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي ، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط ، فمن أين يأتي لي الإبداع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة ؟ فنقول : نعم نريد ونطلب ونتمنى ، ونظن ، ونجزم ، ولا وجه لا ستضعافك نفسك ، وقد أعطاك الله ذكاءً ونسباً ، فلم لا تتعلّم السهر وتطلب الفصاحة . اهـ ، ورحم الله إقبال حين قال : لقد هبّت علىّ نفحة من نسيم السحر في الصباح الباكر وناجتني وقالت لي : إن الذي عرف نفسه وعرف قيمته ومركزه لا يليق به إلا عروش المجد . وقال في موضع آخر وهو يناديك أنت من بين كل الناس : فيارجل البادية ! وياسيد الصحراء ! عُد إلى قوتك وعزتك ، وامتلك ناصية الأيام ، وخذ بعنان التاريخ ، وقد قافلة البشرية إلى الغاية العظمى .

وأخيراً أخي القارئ الكريم :
تنمية الذات مفهوم غائب عن أوساط الكثير منا ، وحين نحسن الحديث فيه أو الدندنة حوله يمكن لنا أن نجترّ كثيراً مما لم يزال لم يحلم بعد ، وهذه الأسطر نفثة في عالم ذواتنا الفسيح ، وفي النفس نفاث أخرى ستخرج تباعاً بإذن الله تعالى ، فقط لا يحسن بك أن تقرأ مقالتي القادمة دون أن تتروّح النجاح وأنت على مسافات بعيدة منه ، وحينئذ يمكن لك أن تتابع وتستفيد .

مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
[email protected]

=====================================

http://saaid.net/aldawah/239.htm

aboanas
2007-08-09, 02:06 AM
سلسة تنمية الذات
(2)
المعتقدات الإيجابية وأثرها في النجاح



مشعل بن عبد العزيز الفلاحي


النجاح أمنية تلهث في قلوب أصحابها ، وحادٍ يشدوا بالأرواح إلى أمنياتها ، النجاح كلمة ما أحببت مثلها شيء ، لا أجد كلمة في الدنيا تدير رقبتي إلى الخلف غيرها ، النجاح أمنية وشرف وزكاء على وجه الأرض ، وهو ، فرح ، وفوز، وانتصار في عرصات القيامة ، النجاح تاريخ بعيد لكنه غير مستحيل ، وأرض تبدو صلبه لكنها قابلة للحرث ، وحياة حافلة بالمخاطر لكنها مليئة بالعواقب الحميدة ...
والله لأركبن في سبيلها المخاطر مهما كانت ، والله لئن طال بي الزمن لأعتنقن ركابها ، وأخوض غمارها مهما كانت صعبة أو مخيفة ... كثيرون هم أولئك الذين ترنوا أعينهم لهذه الأمنية ، وكثيرون مع هذه المعاني يقعدون عنها مغلوبين مأسوفين ، كم هم الذين قعدوا على مقاعد الحياة الطويلة يتمنون هذه الفرصة لكنهم لم يجدوها ؟ فياصناع المجد في أي موقع من مواقع الحياة ..
ويا أصحاب الهمم العالية .. ويا أيها الذين تاقت أنفسهم لبلوغ المعالي .. ويا أيها الجادون في زمن التواني .. ويا كل باحث عن النجاح متطلع إليه أعذرني فقد هتفت بك في عالم يحتاج إلى تضحيات ، وحياة تهتف لها الأمم ،
يا أيها الحبيب : النجاح مفهوم ينطلق تحقيقه من حديث النفس أولاً ، ويظل يهيم بنفسك في عالم الأماني حتى يركب بها المستحيل في عالم الأرض ، إن حياة الناجحين لا يوجد في قاموسها شيء اسمه الفشل ، كلا ، وما رأيت في حياتي مشهداً أكثر حزناً من مشهد ذلك الإنسان المتشائم ، قم يا أيها القاعد واركل عراقيل الفشل بقدميك ، وامض قُدماً فالأرض فاسحة وسيعة وإنما تضيق على أصحاب الهمم الدنيئة ..
يا أيها القاعد أصحاب الإرادة لا يعترفون في قاموسهم بالدون ، وإنما يظلون يهتفون حتى يصلوا إلى سلّم المجد ! لله در ذلك القائل حين قال : إذا لم تعتقد أنك تصنع عالمك بنجاحاته وإخفاقاته فأنت واقع تحت رحمة الظروف .. نعم إذا لم تعش هذا الاعتقاد فأنت مجرد شيء لا أثر لك في واقعك .. فقال الآخر : دعني أخبرك أنه لو توفّر لدي ذلك الاعتقاد فسوف أرحل باحثاً عن ثقافة أخرى .. عن عالم آخر ..عن كوكب آخر .. إذاً لماذا تبقى هنا إن كنت مجرد نتيجة لقوى عشوائية ؟ وصدق لماذا تبقى هناك .. لقد ثبت في الواقع بما لا يدعو للنقاش : أنك إذا لم ترض إلا بالأفضل فسوف تحصل عليه ..تُرى ما هو الفرق بين من يملكون ومن لا يملكون ؟
ما الفرق بين من يستطيعون ومن لا يستطيعون ؟
لماذا يتغلّب كثيرون على المحن الهائلة ويحولون حياتهم إلى انتصارات رغم ظروفهم وأحوالهم ، وآخرون على الرغم من كل ما يملكون من مزايا هم ضحايا ظروف بسيطة وعادية ..
إن النجاح قبل أن يكون انتصار على النفس هو قناعة سكنت القلب فأشعلت فيه المصابيح .. يموت أناس وهم على أسرتهم في أجواء العافية والسكينة والطمأنينة ، ويموت آخرون وهم يكتبون تاريخ أمتهم بمداد من ذهب .. هل تريد أن تكون ناجحاً ؟ هل تريد أن تكون علماً بارزاً ؟ هل تريد أن تكتب تاريخك بخط يدك ؟ إذاً تعال ، هيا معي أعلّمك درساً لا تنساه : إذا اعتقدت بأنك ناجح ، وجزمت بأنك قادر على تخطي عراقيل المستحيل ، وجعلت ذلك معتقداً إيجابياً في حياتك ، وظللت تنافح عن مبدئك دعني أقول لك حين تكون كذلك لا تملك ظروف الزمان والمكان تغيير وجهتك مهما كانت ، ولا يملك بشر مهما أعطاه الله من قوة أن يدير رقبتك إلى طريق آخر ، ويسعدني حين أراك كذلك أن أبارك لك بدايتك في طريق النجاح ، ولا يضيرك بعد ذلك من يعترض سيرك فإنما هو هباء لا يملك مقاومة الرياح .
وفي طيات الأيام القادمة أخي الحبيب العدد الثالث من هذه السلسلة بعنوان : أهدافك تصنع نجاحك .

@الذيب@
2007-08-13, 01:33 AM
مشكور يالغالي على الموضوع الرائع

aboanas
2007-08-13, 11:10 AM
جزيت خيراااااااااااااااااا وبارك الله فيك اخي الكريم 0000000000000000000000

الربيع
2007-08-15, 08:56 AM
الله يزيدكم من علمه

مشكور أخوي

aboanas
2007-08-15, 09:56 AM
جزيت خيراااااااااااااااااا وبارك الله فيك اخي الكريم 0000000000000000000000