أحمد الحربي
2012-12-18, 10:09 AM
وهى بشرى الرزق من السماء وهى تلك البشرى التى بسرها خاطب الله تعالى أحبابه من أهل الإيمان كاشفا لهم الستر عن تلك البشارة العظيمة من بشريات الرحمن وهو أول ما ينشغل به بنو الإنسان فى هذه الأكوان ألا وهى من أين تأتيهم الأرزاق؟فبشرهم الله ورفع عنهم الهموم وقال لهم إياكم أن تكونوا فى الرزق الدنيوي كالأعداء فكل نظرهم طيني وإلى عالم الأرض دنى فقال لأحبابه{وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}
أى اطلبوا الرزق من السماء كيف ذلك ؟أى اطلبوه بالسمو إلى الله والتقرب إلى الله واتباع شرع الله ومنهج حبيبه ومصطفاه من السعى الحلال فيمنحكم الله رضاه ويسخر لكم كل شئ فى هذه الحياة ألم تسمعوا قول الله{وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ}فيطلبون الأرزاق من الأبواب التى أباحها الخلاق فيكون فيها للعقول والأبدان الوفاق والإتفاق لأنها جاءت من أبواب إرتضاها المنعم الرزاق فإن عاكستهم الدنيا بصروفها وأنستهم الشدائد بشرى الله لهم بضمان أرزاقها وأبطأ عليهم فتح هذه الأبواب بالحلال حذرهم من فتحها بالمعاصى ذو الجلال فإن غفل الناس وضلوا وطلبوا الأرزاق بالمعاصى وزلُّوا وعن بشرى الله إلتفتوا أو كلُّوا تكالبت عليهم الهموم وتقاذفتهم الأنكاد والغموم ولم يصلوا لمرادهم ولم يزدادوا إلا شقاءاً وعناءاً بل وتقلبوا بما كسبوه فى نار البعد عن الله وصرفها فى الملاهى والمفاسد
لأنهم جلبوها بإغضاب الله بالمعاصى وركوب كل دانى وقاصى وقد خاطب الله أهل الإيمان فى موضع آخر بعد أن بشرهم بضمان الرزق والأمان أن البشرى فى كتاب الله موجودة بين أيدينا والشفاء متحقق بإذن الله مما نكابد ونعانى فقال تعالى فى محكم الكتاب{ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}فالأمر مقسوم ومقدور ولم يبق علينا إلا السعى ليظهره الله إلى النور قال الفقيه أبو محمد بن الناظر: سمعت هاتفاً يقول لى فى نومى:
نحن قسمنا الأرزاق بين الورى فأدِّب النفس ولا تعترض
وسلِّم الأمر لأحكامنا فكل عبد رزقه قد فرض
وقال الإمام الشافعى فى قصيدة له بعنوان : توكلت على الله:
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي وَأَيْقَنْتُ أنَّ اللَّهَ لاَ شَكَّ رَازِقي
وَمَا يَكُ مِنْ رِزْقِي فَلَيْسَ يَفوتُني وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سَيأْتي بِهِ اللَّهُ العظيم بِفَضْلِهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِني اللسَانُ بِنَاطِقِ
فَفي أي شيءٍ تَذْهَبُ النَفْسُ حَسْرَةً وَقَدْ قَسَّمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِق
وقال ابو تمام الشاعر:
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه وتُقْبِلُ بالآمالِ فيهِ وتُدْبِرُ
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ
ولا حَوْلُ مَحْتال ولا وَجْهُ مَذْهَبٍ ولا قَدَرٌ يُزجيه إِلاَّ المُقَدرُ
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً عنِ العَدْلِ بينَ النَّاسٍ فيما يُقَدرُ
ثم تأتى البشرى التى فيها حلول لكثير من مشكلاتنا كيف ذلك؟أليس كلنا مشغولٌ بالرزق وهمِّ الرزق؟من شغله همُّ الرزق لنفسه أو لولده أو بنته وكلَّت الحيل وضاقت السبل فأين هو من بشرى الإستغفار مفتاح الخيرات والإدرار وسرِّ منابع الإنهار وهطول الأمطار لزوم الاستغفار لقول الواحد الغفار {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}وقول الحبيب المختار فى سر الإستغفار الذى يفتح الأبواب بالليل وبالنهار{مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرجاً وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ورَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}[1]والأمر واضح للعيان ولا يحتاج للإكثار من الكلام و لا لتنويع البيان فليس بعد كلام الله الملك الحنان المنان وبيان المصطفى قول ولا بيان ولكننا نورد بعضاً من أقوال السادة الأئمة الأعلام من قول منظوم له مقام:
خليليَّ إنّي للشريعة حافظٌ ولكنْ لـها سرٌّ على عينه غطا
فَمَنْ لزم الاستغفار واستعمل الذي قد ألزمه الرحمن لم يمشِ في عمى
وسخَّر لـه كلَّ الوجودِ خلافة وفجَّر له الخيرات لا أين ولا متى
وقال الآخر مشيراً إلى بشرى الايات الكريمة وبركات الإستغفار العظيمة:
إذا أحدنا لم يكسب معاشاً لنفسه شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاً وأوشكت صلات ذوي القربى لـه أن تنكرا
فاستغفروا ربكم كما أمر ربنا يرسل السماء وجناتٍ وأنهرا
وأموال وأولاد فى نوح ذكرها ووعد الحبيب من الخير أبحرا
ومن الضيق مخرجا ومن الهم مفرجا ومن الرزاق أبوابٌ عزَّت فلا تحصرا
فكيف ترضى بالدون وقد جعلة فى الإستغفار مخرجاً لمن كان معسرا
وقال الشاعر المعروف جميل صدقي الزهاوي أكرمه الله:
قلت يا قَوم اِستَغفروا اللَه تنجوا إنه كانَ راحماً غفارا
إنه يرسل السماء عليكم مثلما تَبتَغونها مدرارا
إنه اللَه يجعل الأرض جنات وَيُجري من تحتها الأنهارا
إِنَّه اللَه وحده خلق الناس من الأرض تحتهم أَطوارا
إذا أردنا أن يرفع الله عنا عذاب الغلاء وعذاب الأمراض والوباء علينا بالإكثار من الاســتغفار والمداومة على ذلك ليل نهـار هيا بلا أعذار ولا انتظار
[1] رواه إبن عباس فى سنن أبى داوود ، وحلية الأولياء
منقول من (كتاب بشائر الفضل الإلهي) (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C8%D4%C7%C6%D1%20%C7%E1%DD%D 6%E1%20%C7%E1%C5%E1%E5%EC&id=66&cat=7) لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
منذ 57 دقيقة
مصطفى الشاذلي
أى اطلبوا الرزق من السماء كيف ذلك ؟أى اطلبوه بالسمو إلى الله والتقرب إلى الله واتباع شرع الله ومنهج حبيبه ومصطفاه من السعى الحلال فيمنحكم الله رضاه ويسخر لكم كل شئ فى هذه الحياة ألم تسمعوا قول الله{وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ}فيطلبون الأرزاق من الأبواب التى أباحها الخلاق فيكون فيها للعقول والأبدان الوفاق والإتفاق لأنها جاءت من أبواب إرتضاها المنعم الرزاق فإن عاكستهم الدنيا بصروفها وأنستهم الشدائد بشرى الله لهم بضمان أرزاقها وأبطأ عليهم فتح هذه الأبواب بالحلال حذرهم من فتحها بالمعاصى ذو الجلال فإن غفل الناس وضلوا وطلبوا الأرزاق بالمعاصى وزلُّوا وعن بشرى الله إلتفتوا أو كلُّوا تكالبت عليهم الهموم وتقاذفتهم الأنكاد والغموم ولم يصلوا لمرادهم ولم يزدادوا إلا شقاءاً وعناءاً بل وتقلبوا بما كسبوه فى نار البعد عن الله وصرفها فى الملاهى والمفاسد
لأنهم جلبوها بإغضاب الله بالمعاصى وركوب كل دانى وقاصى وقد خاطب الله أهل الإيمان فى موضع آخر بعد أن بشرهم بضمان الرزق والأمان أن البشرى فى كتاب الله موجودة بين أيدينا والشفاء متحقق بإذن الله مما نكابد ونعانى فقال تعالى فى محكم الكتاب{ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}فالأمر مقسوم ومقدور ولم يبق علينا إلا السعى ليظهره الله إلى النور قال الفقيه أبو محمد بن الناظر: سمعت هاتفاً يقول لى فى نومى:
نحن قسمنا الأرزاق بين الورى فأدِّب النفس ولا تعترض
وسلِّم الأمر لأحكامنا فكل عبد رزقه قد فرض
وقال الإمام الشافعى فى قصيدة له بعنوان : توكلت على الله:
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي وَأَيْقَنْتُ أنَّ اللَّهَ لاَ شَكَّ رَازِقي
وَمَا يَكُ مِنْ رِزْقِي فَلَيْسَ يَفوتُني وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سَيأْتي بِهِ اللَّهُ العظيم بِفَضْلِهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِني اللسَانُ بِنَاطِقِ
فَفي أي شيءٍ تَذْهَبُ النَفْسُ حَسْرَةً وَقَدْ قَسَّمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِق
وقال ابو تمام الشاعر:
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه وتُقْبِلُ بالآمالِ فيهِ وتُدْبِرُ
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ
ولا حَوْلُ مَحْتال ولا وَجْهُ مَذْهَبٍ ولا قَدَرٌ يُزجيه إِلاَّ المُقَدرُ
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً عنِ العَدْلِ بينَ النَّاسٍ فيما يُقَدرُ
ثم تأتى البشرى التى فيها حلول لكثير من مشكلاتنا كيف ذلك؟أليس كلنا مشغولٌ بالرزق وهمِّ الرزق؟من شغله همُّ الرزق لنفسه أو لولده أو بنته وكلَّت الحيل وضاقت السبل فأين هو من بشرى الإستغفار مفتاح الخيرات والإدرار وسرِّ منابع الإنهار وهطول الأمطار لزوم الاستغفار لقول الواحد الغفار {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}وقول الحبيب المختار فى سر الإستغفار الذى يفتح الأبواب بالليل وبالنهار{مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرجاً وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ورَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}[1]والأمر واضح للعيان ولا يحتاج للإكثار من الكلام و لا لتنويع البيان فليس بعد كلام الله الملك الحنان المنان وبيان المصطفى قول ولا بيان ولكننا نورد بعضاً من أقوال السادة الأئمة الأعلام من قول منظوم له مقام:
خليليَّ إنّي للشريعة حافظٌ ولكنْ لـها سرٌّ على عينه غطا
فَمَنْ لزم الاستغفار واستعمل الذي قد ألزمه الرحمن لم يمشِ في عمى
وسخَّر لـه كلَّ الوجودِ خلافة وفجَّر له الخيرات لا أين ولا متى
وقال الآخر مشيراً إلى بشرى الايات الكريمة وبركات الإستغفار العظيمة:
إذا أحدنا لم يكسب معاشاً لنفسه شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاً وأوشكت صلات ذوي القربى لـه أن تنكرا
فاستغفروا ربكم كما أمر ربنا يرسل السماء وجناتٍ وأنهرا
وأموال وأولاد فى نوح ذكرها ووعد الحبيب من الخير أبحرا
ومن الضيق مخرجا ومن الهم مفرجا ومن الرزاق أبوابٌ عزَّت فلا تحصرا
فكيف ترضى بالدون وقد جعلة فى الإستغفار مخرجاً لمن كان معسرا
وقال الشاعر المعروف جميل صدقي الزهاوي أكرمه الله:
قلت يا قَوم اِستَغفروا اللَه تنجوا إنه كانَ راحماً غفارا
إنه يرسل السماء عليكم مثلما تَبتَغونها مدرارا
إنه اللَه يجعل الأرض جنات وَيُجري من تحتها الأنهارا
إِنَّه اللَه وحده خلق الناس من الأرض تحتهم أَطوارا
إذا أردنا أن يرفع الله عنا عذاب الغلاء وعذاب الأمراض والوباء علينا بالإكثار من الاســتغفار والمداومة على ذلك ليل نهـار هيا بلا أعذار ولا انتظار
[1] رواه إبن عباس فى سنن أبى داوود ، وحلية الأولياء
منقول من (كتاب بشائر الفضل الإلهي) (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C8%D4%C7%C6%D1%20%C7%E1%DD%D 6%E1%20%C7%E1%C5%E1%E5%EC&id=66&cat=7) لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
منذ 57 دقيقة
مصطفى الشاذلي