أبا محمد
2012-12-02, 05:27 PM
تعرف أحداً في "الخطوط"؟!!
سعيد آل جندب
*
لا أحد يمل في السعودية من طرح السؤال التسولي التاريخي "تعرف أحداً في الخطوط؟".. هذا السؤال الذي تجذر في عمق العقل الباطن لدى المسافر حتى لو كان الحجز مؤكداً؛ فالخوف من طيران المقعد لحبيب أو غالٍ لمشرف المحطة أو أحد مسؤولي خدمة إصدار بطاقات الصعود خوف مشروع*!!
الاثنين قبل الماضي بثت هيئة الطيران المدني خبراً عن تقدم 14 شركة طيران للسباق على تقديم خدماتها للمسافر داخل*السعودية،*والفوز برخصة النقل الجوي الداخلي المثير للشهية وسط تواضع خدمة الناقل الوطني الوحيد، وفقده القدرة على تلبية حاجة السوق المحلية الملحَّة للسفر فيما بين مدن*السعودية*القارة.
لكن كيف يمكن للشركة المتطلعة لسوق الفضاء السعودي أن تنجح، وبخاصة أن أصحابها بدؤوا في عزف سيمفونيات الحزن على وضع سقف للأسعار دون أن يعرضوا مبرراً رقمياً واضحاً لتكلفة الراكب ومعدل الربح الموضوع؟*ومما يثير التساؤل أن قيمة السفر لوجهة خارجية عبر طيران "ناس" و"نسما" و"النيل" لدبي أو القاهرة مثلاً تعادل*في أغلب المواسم قيمة الرحلة من جدة للدمام أو من أبها لتبوك؛ حيث دخلت على طيران ناس ووجدت قيمة الرحلة من جدة للكويت بقيمة 349 ريالاً بعد خصم ضريبة المطار المقدَّرة بخمسين ريالاً، في مقابل قيمة تبدأ من 779 ريالاً وتصل إلى 1720 ريالاً على الخطوط السعودية للوجهة نفسها، بحسب أسبقية الحجز! والغريب أن رحلة داخلية من أبها للدمام تبلغ على السعودية 390 ريالاً، وهي قيمة تقل بستين ريالاً عن قيمة السفر للقاهرة من الطائف على متن نسما للطيران!
إذاً، يبدو أن ربحية أي شركة طيران ستدخل السوق ستكون كبيرة في حال تمكنت من علاج خلل الخطوط السعودية من خلال تفاوت الأسعار ومحدودية العروض للوجهات المحلية. وأساس النجاح يرتكز على وضع عروض واضحة وفعلية للأسعار التنافسية محلياً عكس ما تفعله شركة ناس من فرضها ضريبة تتراوح بين 100و150 ريالاً، مهما كان العرض والوجهة.
جلست وحدي، وتخيلت أنني أحد المستثمرين الراغبين في دخول السوق، ووضعت أمامي هدف الربحية والسيطرة على السوق وكسب ولاء عملاء دون ضرائب أو رسوم مخفية، ومن خلال معايشتي رسمت خطة لمركز العمليات بمطار أبها الإقليمي بحكم أنه استحوذ على ما يقارب 9% من عمليات شركة الطيران الوطنية خلال عام 2010م؛ ما يوازي مليوناً و375 ألف مسافر، بحسب تقرير رسمي لإدارة المبيعات والإركاب الجنوبي. وفي العام الماضي، وخلال الفترة من 22 يونيو*2011م*إلى 31 سبتمبر 2011م،*نقلت السعودية على متنها 32.123 مسافراً من مطار أبها الإقليمي إلى ميناء القاهرة الجوي مباشرة؛ ما يشير إلى تنافسية الخط بمعدل لن يقل عن 100 ألف راكب لهذه الوجهة الدولية سنوياً.
قررت أن أسمي الشركة الوليدة "فلاي أبها"، والبداية بأربع طائرات، ثلاث منها للمحطات الداخلية، وتشمل الرياض والدمام وجدة، والرابعة للمحطات الخارجية، وبخاصة القاهرة ودبي. وبالطبع دون أي شركة استشارية أو مشورة مختصين يمكن شغل مقاعد الرحلات كافة صيفاً وشتاء للعاصمة الرياض والدمام وجدة بقيمة موحدة، لن تتجاوز 200 ريال، وفي أي وقت، دون ضرائب. وأثق بأن الصراع سيحتدم بين المسافرين، ولن تغطي 3 رحلات يومية لكل وجهة محلية حجم المسافرين، ومثلها أسبوعياً للخطوط الخارجية.
المسألة ليست معقدة أو بالسوء الذي يحاول بعض المستثمرين بثه على وسائل الإعلام؛ فالمردود كبير، والعائد مرتفع قياساً بأسعار الرحلات؛ ففي إحدى رحلاتي لدبي رغبت بالعودة إلى جدة فخيَّرني موظف شركة دناتا بين الخطوط السعودية بقيمة 1335 درهماً و650 درهماً على الطيران الصيني، وبغباء لا أُحسد عليه اخترت الأولى؛ الأمر الذي ندمت عليه؛ فالخدمة واحدة، ولا ميزة تُذكر.
أعود لشركتي الفكرة "فلاي أبها"، وأجد أن دور إمارة المنطقة والغرفة التجارية مهمٌ لتوفير الدعم الحكومي والمالي وتحقيق أعلى معدلات الضمان لأي قرض مفترض لاستئجار الطائرات أو دعم الخدمات اللوجستية؛ فالقوة الحكومية والسيولة المالية مهمتان للنجاح، وخير مثال يحتذى طيران العربية.
سعيد آل جندب
*
لا أحد يمل في السعودية من طرح السؤال التسولي التاريخي "تعرف أحداً في الخطوط؟".. هذا السؤال الذي تجذر في عمق العقل الباطن لدى المسافر حتى لو كان الحجز مؤكداً؛ فالخوف من طيران المقعد لحبيب أو غالٍ لمشرف المحطة أو أحد مسؤولي خدمة إصدار بطاقات الصعود خوف مشروع*!!
الاثنين قبل الماضي بثت هيئة الطيران المدني خبراً عن تقدم 14 شركة طيران للسباق على تقديم خدماتها للمسافر داخل*السعودية،*والفوز برخصة النقل الجوي الداخلي المثير للشهية وسط تواضع خدمة الناقل الوطني الوحيد، وفقده القدرة على تلبية حاجة السوق المحلية الملحَّة للسفر فيما بين مدن*السعودية*القارة.
لكن كيف يمكن للشركة المتطلعة لسوق الفضاء السعودي أن تنجح، وبخاصة أن أصحابها بدؤوا في عزف سيمفونيات الحزن على وضع سقف للأسعار دون أن يعرضوا مبرراً رقمياً واضحاً لتكلفة الراكب ومعدل الربح الموضوع؟*ومما يثير التساؤل أن قيمة السفر لوجهة خارجية عبر طيران "ناس" و"نسما" و"النيل" لدبي أو القاهرة مثلاً تعادل*في أغلب المواسم قيمة الرحلة من جدة للدمام أو من أبها لتبوك؛ حيث دخلت على طيران ناس ووجدت قيمة الرحلة من جدة للكويت بقيمة 349 ريالاً بعد خصم ضريبة المطار المقدَّرة بخمسين ريالاً، في مقابل قيمة تبدأ من 779 ريالاً وتصل إلى 1720 ريالاً على الخطوط السعودية للوجهة نفسها، بحسب أسبقية الحجز! والغريب أن رحلة داخلية من أبها للدمام تبلغ على السعودية 390 ريالاً، وهي قيمة تقل بستين ريالاً عن قيمة السفر للقاهرة من الطائف على متن نسما للطيران!
إذاً، يبدو أن ربحية أي شركة طيران ستدخل السوق ستكون كبيرة في حال تمكنت من علاج خلل الخطوط السعودية من خلال تفاوت الأسعار ومحدودية العروض للوجهات المحلية. وأساس النجاح يرتكز على وضع عروض واضحة وفعلية للأسعار التنافسية محلياً عكس ما تفعله شركة ناس من فرضها ضريبة تتراوح بين 100و150 ريالاً، مهما كان العرض والوجهة.
جلست وحدي، وتخيلت أنني أحد المستثمرين الراغبين في دخول السوق، ووضعت أمامي هدف الربحية والسيطرة على السوق وكسب ولاء عملاء دون ضرائب أو رسوم مخفية، ومن خلال معايشتي رسمت خطة لمركز العمليات بمطار أبها الإقليمي بحكم أنه استحوذ على ما يقارب 9% من عمليات شركة الطيران الوطنية خلال عام 2010م؛ ما يوازي مليوناً و375 ألف مسافر، بحسب تقرير رسمي لإدارة المبيعات والإركاب الجنوبي. وفي العام الماضي، وخلال الفترة من 22 يونيو*2011م*إلى 31 سبتمبر 2011م،*نقلت السعودية على متنها 32.123 مسافراً من مطار أبها الإقليمي إلى ميناء القاهرة الجوي مباشرة؛ ما يشير إلى تنافسية الخط بمعدل لن يقل عن 100 ألف راكب لهذه الوجهة الدولية سنوياً.
قررت أن أسمي الشركة الوليدة "فلاي أبها"، والبداية بأربع طائرات، ثلاث منها للمحطات الداخلية، وتشمل الرياض والدمام وجدة، والرابعة للمحطات الخارجية، وبخاصة القاهرة ودبي. وبالطبع دون أي شركة استشارية أو مشورة مختصين يمكن شغل مقاعد الرحلات كافة صيفاً وشتاء للعاصمة الرياض والدمام وجدة بقيمة موحدة، لن تتجاوز 200 ريال، وفي أي وقت، دون ضرائب. وأثق بأن الصراع سيحتدم بين المسافرين، ولن تغطي 3 رحلات يومية لكل وجهة محلية حجم المسافرين، ومثلها أسبوعياً للخطوط الخارجية.
المسألة ليست معقدة أو بالسوء الذي يحاول بعض المستثمرين بثه على وسائل الإعلام؛ فالمردود كبير، والعائد مرتفع قياساً بأسعار الرحلات؛ ففي إحدى رحلاتي لدبي رغبت بالعودة إلى جدة فخيَّرني موظف شركة دناتا بين الخطوط السعودية بقيمة 1335 درهماً و650 درهماً على الطيران الصيني، وبغباء لا أُحسد عليه اخترت الأولى؛ الأمر الذي ندمت عليه؛ فالخدمة واحدة، ولا ميزة تُذكر.
أعود لشركتي الفكرة "فلاي أبها"، وأجد أن دور إمارة المنطقة والغرفة التجارية مهمٌ لتوفير الدعم الحكومي والمالي وتحقيق أعلى معدلات الضمان لأي قرض مفترض لاستئجار الطائرات أو دعم الخدمات اللوجستية؛ فالقوة الحكومية والسيولة المالية مهمتان للنجاح، وخير مثال يحتذى طيران العربية.