المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين حوار الثقافات وصدام الحضارات مقال أحمد بن عيد الحوت *


أبا محمد
2012-11-30, 10:57 PM
بين حوار الثقافات وصدام الحضارات
أحمد بن عيد الحوت
*



مركز الملك عبد الله العالمي للحوار، الذي تم افتتاحه بالنمسا مؤخراً، كان ضرورة تبيِّن حاجة المجتمعات على وجه هذه البسيطة إلى فَهم الآخر؛ فلا يبني حكمه عليه من خلال ما يسمعه عنه سلباً أو إيجاباً بل هي دعوة الإسلام إلى أصحاب الديانات الأخرى لأن يتحاوروا مع المسلمين؛ ليعرف كل منهم الآخر؛ لذا فإن معرفتنا واطلاعنا على ثقافات غيرنا من المجتمعات لا يعنيان بالضرورة اتباع ما عرفناه والتسليم بما تعلمناه؛ فهناك بون شاسع بين ما نعرفه وما نؤمن به؛ فمعرفة الخطأ هو أسلم طريق للوصول إلى الصواب، وأثبت للدوام عليه، وكثير من العداوات كان سببها جهل الناس ببعضهم؛ فكما يقول المثل "الناس أعداء لما يجهلون". * *
*
لذا فإن حوار المذاهب الإسلامية، وحوار الأديان السماوية، أسلم طريق لتخفيف التوتر وإمكانية التعايش، بعيداً عن إهلاك الحرث والنسل وتدمير البلاد والعباد؛ فقد كانت الصورة النمطية عن الرجل العربي لدى الغرب هي برميل نفط يجثم بالقرب منه جمل يمتطيه رجل يعبق البترول من ثنايا عباءاته، وجل اهتمامه جمع النساء الجميلات في ظل خيمته المكتنزة بالأرائك والوسائد وكؤوس النبيذ. وكانت صورة المسلم أياً كان هو عبارة عن رجل متجهم الوجه كث اللحية غليظ القلب معدوم الرحمة، قتل النفس البشرية عنده أهون عليه من حك أرنبة أنفه.. ثم تلاشت هذه الصورة البغيضة بعد أن توافد أبناؤنا وبناتنا إلى كبرى الجامعات بدول الغرب وأمريكا الشمالية؛ فحازوا أعلى الشهادات، وتفوقوا في شتى المجالات. وقد ساعد على تصحيح تلك الصورة البائسة عن العرب والإسلام الانفتاح على دول الغرب؛ فرأى الناس هناك مدى الافتراء الذي كانت تمارسه صناعة السينما في هوليوود الممولة من الصهيونية.
*
إن حوار الثقافات أسلم طريقة لمنع صدام الحضارات، وإن المؤمنين بحتمية حصول هذا الصدام هم الذين يرون عدم الحاجة إلى ذلك الحوار، كما أن وجود مراكز ومؤتمرات كهذا المركز المشرق بفيينا ومؤتمر مدريد ونحوهما سيكون له أكبر الأثر الجيد لصالح المسلمين خاصة، والإنسانية عامة إذا ما دُعي إليها المثقفون والإعلاميون وفقهاء الدعوة والاجتماع.
*
ولأن التنوع الثقافي والمعرفي بين الناس أمر طبيعي لاختلاف بيئاتهم ومتطلباتهم واحتياجاتهم فليس بالضرورة أن يؤدي هذا الاختلاف إلى عداء وخلاف، بل ينظر إليه على أنه من آيات الله الذي جعل في اختلاف ألواننا وألسنتنا آيات للعالمين كما قال سبحانه وتعالى (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين). ولا نقصد بالثقافات والمعارف هنا تنوع الأديان؛ ذلك أن الدين عند الله الإسلام، مع إيماننا بأن القران جاء مصدقاً لما بين يديه من الكتاب؛ حيث قال سبحانه (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) المائدة 48. ولا يمنع هذا الاختلاف الإحسان في التعامل والعدل في التحاكم والوفاء بالعقود والعهود واحترام إنسانيتهم؛ فهم أصحاب كتب، نؤمن بأنها منزلة من عند الله، كما قال تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) البقرة 136. ومثل هذا التوجيه الرباني نجده في سورة آل عمران الآية 84.
*
إن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار الثقافات والمذاهب أساس جوهري لمنع صدام الحضارات كما أسلفنا.

ابو طلال الفيفي
2012-12-01, 09:13 AM
مقال جميل وهو يتحدث عن اهم حوار في عالم البشرية
شكراً ياخادم الحرمين الشريفين .
شكراً للكاتب .
الله يعطيك العافيه اخي الكريم

أبا محمد
2012-12-01, 03:16 PM
شكرًا أباطلال
على مشاركتك ومرورك
بارك الله فيك

Al-KHUSHAIBY
2012-12-01, 09:22 PM
تسلم اخي الغالي على الموضوع الرائع لاهنت اخي الغالي
تقبل مروري اخوك راشد الحربي

سراب
2012-12-01, 10:40 PM
شكرا لك اخي ابو محمد
على نقل هذا الحوار الهادف
وشكرا لجهودك بالقسم

أبا محمد
2012-12-03, 10:35 PM
شكرًا أخي راشد
على مشاركتك ومرورك
بارك الله فيك

أبا محمد
2012-12-03, 10:36 PM
شكرًا مشرفتنا القديرة
على مشاركتك ومرورك
بارك الله فيك

مقطع العروق
2012-12-05, 10:54 AM
يعطيك العافية اخوي ابو محمد

مواضيع مميزة دائما

شكراً لجهودك وابداعاتك

تقبل مرووووري

أبو حنان الحفراوي 2000
2012-12-05, 12:47 PM
جززاااك الله خييييييير وبارك الله

أبا محمد
2012-12-05, 04:32 PM
شكرًا مشرفنا سعد
على مشاركتك ومرورك
بارك الله فيك

أبا محمد
2012-12-05, 04:32 PM
شكرًا أخي عمر
على مشاركتك ومرورك
بارك الله فيك

الشادن
2012-12-08, 04:42 AM
سلمت الايادي

الاصلاح الداخلي .. هو جوهر الموضوع كله
وهي القاعده الذهبيه

((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]

فيتقبلنا الطرف الاخر من اي العوالم كان ..!! لاصلاحنا في انفسنا وبالتالي"مجتمعاتنا" فهي بذلك نافذتنا على العالم

***********

ولا يمنع هذا الاختلاف الإحسان في التعامل والعدل في التحاكم والوفاء بالعقود والعهود واحترام إنسانيتهم؛

إن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار الثقافات والمذاهب أساس جوهري لمنع صدام الحضارات كما أسلفنا.


هذا الاصلاح الاولى فيه نحن !!

عايد
2012-12-08, 09:32 PM
اخي ابا محمد شكرا لك من الاعماق
على ما تطرحه من مواضيع مميزه وهادفه
تقبل مروري وودي واحترامي لك