أبا محمد
2012-10-19, 05:55 PM
أتى فقيراً وعاد مليونيراً!
قبل عشر سنوات تقريباً، وفيما كنتُ جالساً في أحد الأماكن العامة، كان يجلس بجانبي رجلٌ سعودي، تعبِّر تجاعيد وجهه عن خبرة طويلة في الحياة. التفت إليّ وألقى التحية، ودار بيننا حوار ودي دون مقدمات عن أوضاع الشباب الاقتصادية، ما زلت أذكر منه قوله: "يا ولدي، إن في بلادنا خيرات كثيرة، ولكن الذي يجنيها – مع الأسف - هو الوافد الأجنبي وليس شبابنا".
وبعد مضي كل هذه السنين على ذلك الحوار الخاطف رأيت وسمعت آلاف الوقائع والقصص، واطلعت على الدراسات الإحصائيات التي تشهد بصدق كلماته تلك. فعلاً، يفد العامل الأجنبي إلى بلادنا فقيراً نحيلاً، ويعود إلى بلاده غنياً سميناً، قد لا يعرفه أهله!
القاعدة العرفية التي تقول "أهل البلاد أولى بخيراتها" غير صائبة في الواقع العملي؛ فأهل البلاد عندما يتنافسون في السهر والنوم، ويضيعون أوقاتهم فيما لا نفع منه، ولا يقومون بأدنى جهدٍ لطلب الرزق، فهم لا يملكون الحق في تلك الخيرات التي سبقهم إليها أولئك الوافدون الأجانب! فلا نقلاً ولا عقلاً يقر مطالبة أحدنا بما حصل عليه الوافد الأجنبي من مال من جراء كده ونصبه بحجة "أهل البلاد أولى بخيراتها"! وهذا ينسحب على الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض السعوديين أصحاب العمل، المتمثلة في الحصول على مبلغٍ شهري من العامل الأجنبي أو عند كل تجديد للإقامة!
يشكو معظمنا من البطالة وضائقة العيش وقلة الحيلة، ويدعي انعدام فرص العمل، وهو يدخن الأرقيلة أو السيجارة في الاستراحة حتى وقت متأخر من الليل، ويصحو بعد رواح الطيور! ولو أنه بحث بشكلٍ جدي عن سبل الرزق لوجدها.
*لا شك أنه من حق المواطن على الدولة التأهيل والتوظيف، ولكن لا ينبغي أن يركن المقتدر إلى الكسل، ويراقب نسبة البطالة، وينتظر أن تأتيه فرص العمل.. بل لا بد أن يبحث عنها حتى يجدها، وسيجدها – بإذن الله – لأنه "لكل مجتهد نصيب"، ولو سادت هذه القاعدة وتشربها الشباب وأعملوها لتجاوزنا العقبات الاقتصادية والاجتماعية، كالبطالة وغلاء الأسعار والغش التجاري والعادات الاجتماعية السلبية وغيرها..
لا أغفل وجود شباب سعوديين عصاميين، حققوا ذواتهم، وانتقلوا من العسرة إلى الميسرة بفضل الله ثم بجهدهم! ولمثل هؤلاء نقف إكباراً وتقديراً.
نقطة نظام:
اشتريتُ كتاباً عنوانه "الطريق إلى الثراء" فازددت فقراً!
الكاتب نايف بن معلا
قبل عشر سنوات تقريباً، وفيما كنتُ جالساً في أحد الأماكن العامة، كان يجلس بجانبي رجلٌ سعودي، تعبِّر تجاعيد وجهه عن خبرة طويلة في الحياة. التفت إليّ وألقى التحية، ودار بيننا حوار ودي دون مقدمات عن أوضاع الشباب الاقتصادية، ما زلت أذكر منه قوله: "يا ولدي، إن في بلادنا خيرات كثيرة، ولكن الذي يجنيها – مع الأسف - هو الوافد الأجنبي وليس شبابنا".
وبعد مضي كل هذه السنين على ذلك الحوار الخاطف رأيت وسمعت آلاف الوقائع والقصص، واطلعت على الدراسات الإحصائيات التي تشهد بصدق كلماته تلك. فعلاً، يفد العامل الأجنبي إلى بلادنا فقيراً نحيلاً، ويعود إلى بلاده غنياً سميناً، قد لا يعرفه أهله!
القاعدة العرفية التي تقول "أهل البلاد أولى بخيراتها" غير صائبة في الواقع العملي؛ فأهل البلاد عندما يتنافسون في السهر والنوم، ويضيعون أوقاتهم فيما لا نفع منه، ولا يقومون بأدنى جهدٍ لطلب الرزق، فهم لا يملكون الحق في تلك الخيرات التي سبقهم إليها أولئك الوافدون الأجانب! فلا نقلاً ولا عقلاً يقر مطالبة أحدنا بما حصل عليه الوافد الأجنبي من مال من جراء كده ونصبه بحجة "أهل البلاد أولى بخيراتها"! وهذا ينسحب على الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض السعوديين أصحاب العمل، المتمثلة في الحصول على مبلغٍ شهري من العامل الأجنبي أو عند كل تجديد للإقامة!
يشكو معظمنا من البطالة وضائقة العيش وقلة الحيلة، ويدعي انعدام فرص العمل، وهو يدخن الأرقيلة أو السيجارة في الاستراحة حتى وقت متأخر من الليل، ويصحو بعد رواح الطيور! ولو أنه بحث بشكلٍ جدي عن سبل الرزق لوجدها.
*لا شك أنه من حق المواطن على الدولة التأهيل والتوظيف، ولكن لا ينبغي أن يركن المقتدر إلى الكسل، ويراقب نسبة البطالة، وينتظر أن تأتيه فرص العمل.. بل لا بد أن يبحث عنها حتى يجدها، وسيجدها – بإذن الله – لأنه "لكل مجتهد نصيب"، ولو سادت هذه القاعدة وتشربها الشباب وأعملوها لتجاوزنا العقبات الاقتصادية والاجتماعية، كالبطالة وغلاء الأسعار والغش التجاري والعادات الاجتماعية السلبية وغيرها..
لا أغفل وجود شباب سعوديين عصاميين، حققوا ذواتهم، وانتقلوا من العسرة إلى الميسرة بفضل الله ثم بجهدهم! ولمثل هؤلاء نقف إكباراً وتقديراً.
نقطة نظام:
اشتريتُ كتاباً عنوانه "الطريق إلى الثراء" فازددت فقراً!
الكاتب نايف بن معلا