أبا محمد
2012-10-15, 02:01 AM
الصوت الساخط!
الكاتب /فهد الفهيد
"ما شفنا خير منك!"، و"أنت أساس مشاكلنا"! و"المجتمع مريض"، و"مديري في العمل مو كفو؟!"، و"معاملتي معطلة" و"أبوي ما يفهمني".. وغيرها من عبارات، تعكس مدى علو الصوت الساخط في حياتنا؛ فدائماً ما يُبرَّر الإحباط والحزن الشكوى، والظلم المحرك الرئيسي للفضفضة؛ فتجد البعض منا لا يتحدث حتى يصيبه الضرر والقحط!
لذا ينبغي علينا تذكُّر أن "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى"، ونبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أمر معشر النساء بالصدقة؛ فإنهن أكثر أهل النار؛ فسألنه لِمَ يا رسول الله فقال: "تكثرن الشكوى وتكفرن العشير" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
لست معترضاً على التعبير السلبي لما نعانيه، بل كل ما أتمناه أن نتحدث عن نعم الله كما نتحدث عن ابتلاءاته؛ فأمر المؤمن كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له؛ فهو بين شكر وصبر، والله تعالى يقول (وأما بنعمة ربك فحدث)؛ فقمة الظلم أن يرتفع صوتك أمام المشكلة، ثم يصيبك الخرس عند حلها؟! وقمة الإحباط أن تصرخ بأعلى صوتك أمام مآسيك وعند شفائك تنسى ذاتك! فلا نسمع ما بداخلك إلا عندما تتألم، لا عندما تضحك وتتأمل!
المشاعر تتضاعف عند الشكر والتقدير، والمعنويات ترتفع عن الثناء والمدح، وتتعمق العلاقة بين المتحابين في عرض الجمال والذكريات السعيدة؛ فالأزواج الأذكياء يجتمعون في لحظات السعادة؛ لترتسم ابتسامة رائعة على محياهم، والمدير الناجح يتذكر نجاحات موظفيه لا إخفاقاتهم، والصديق الحميم يتجاوز أخطاء صديقه بلا عتاب، وهكذا يكون الجزء المضيء في حياتنا، أن تتذكر أنت الآن صحتك قبل أن تتألم في وقت مرضك.
همسة واقع..
لا تتخيل أن عتابك محفز لمن حولك، ولا انتقادك مصلحٌ لأحداث فريقك، ولا شكواك علاج لمشاكلك وآلامك، كل القضايا تتأرجح في مسطرة الحياة بين السعادة والحزن؛ فجرِّب أن تعيش بجمال اللحظة، بحجم حزنك على مصائبك وابتلاءاتك، فتالله لنعمة البصر لو وُزنت بأعمالنا لرجحت كفة نعمة البصر؛ فما بالك بنعم لا تُعَدّ ولا تُحصى، وهبنا الله إياها صباح مساء؟!
الكاتب /فهد الفهيد
"ما شفنا خير منك!"، و"أنت أساس مشاكلنا"! و"المجتمع مريض"، و"مديري في العمل مو كفو؟!"، و"معاملتي معطلة" و"أبوي ما يفهمني".. وغيرها من عبارات، تعكس مدى علو الصوت الساخط في حياتنا؛ فدائماً ما يُبرَّر الإحباط والحزن الشكوى، والظلم المحرك الرئيسي للفضفضة؛ فتجد البعض منا لا يتحدث حتى يصيبه الضرر والقحط!
لذا ينبغي علينا تذكُّر أن "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى"، ونبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أمر معشر النساء بالصدقة؛ فإنهن أكثر أهل النار؛ فسألنه لِمَ يا رسول الله فقال: "تكثرن الشكوى وتكفرن العشير" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
لست معترضاً على التعبير السلبي لما نعانيه، بل كل ما أتمناه أن نتحدث عن نعم الله كما نتحدث عن ابتلاءاته؛ فأمر المؤمن كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له؛ فهو بين شكر وصبر، والله تعالى يقول (وأما بنعمة ربك فحدث)؛ فقمة الظلم أن يرتفع صوتك أمام المشكلة، ثم يصيبك الخرس عند حلها؟! وقمة الإحباط أن تصرخ بأعلى صوتك أمام مآسيك وعند شفائك تنسى ذاتك! فلا نسمع ما بداخلك إلا عندما تتألم، لا عندما تضحك وتتأمل!
المشاعر تتضاعف عند الشكر والتقدير، والمعنويات ترتفع عن الثناء والمدح، وتتعمق العلاقة بين المتحابين في عرض الجمال والذكريات السعيدة؛ فالأزواج الأذكياء يجتمعون في لحظات السعادة؛ لترتسم ابتسامة رائعة على محياهم، والمدير الناجح يتذكر نجاحات موظفيه لا إخفاقاتهم، والصديق الحميم يتجاوز أخطاء صديقه بلا عتاب، وهكذا يكون الجزء المضيء في حياتنا، أن تتذكر أنت الآن صحتك قبل أن تتألم في وقت مرضك.
همسة واقع..
لا تتخيل أن عتابك محفز لمن حولك، ولا انتقادك مصلحٌ لأحداث فريقك، ولا شكواك علاج لمشاكلك وآلامك، كل القضايا تتأرجح في مسطرة الحياة بين السعادة والحزن؛ فجرِّب أن تعيش بجمال اللحظة، بحجم حزنك على مصائبك وابتلاءاتك، فتالله لنعمة البصر لو وُزنت بأعمالنا لرجحت كفة نعمة البصر؛ فما بالك بنعم لا تُعَدّ ولا تُحصى، وهبنا الله إياها صباح مساء؟!