سراب
2012-08-02, 04:39 AM
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن حال النبي - صلى الله عليه وسلم-
في رمضان كحاله في غيره من الشهور ، فقد كان برنامجه -
صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر مليئاً بالطاعات والقربات ،
وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصها الله بها وميزها
عن سائر أيام العام ، والنبي - صلى الله عليه وسلم -
وإن كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه ،
إلا أنه أشد الأمة اجتهادا في عبادة ربه وقيامه بحقه .
وسنقف في هذه السطور مع شيء من هديه عليه الصلاة والسلام
في شهر رمضان المبارك حتى يكون دافعا للهمم ومحفزاً للعزائم
أن تقتدي بنبيها ، وتلتمس هديه .
فقد كان - صلى الله عليه وسلم- يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات ،
فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان ، وكان عليه الصلاة والسلام -
إذا لقيه جبريل- أجود بالخير من الريح المرسلة ،
وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان ،
يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن ،
والصلاة والذكر والاعتكاف .
وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ،
حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة ،
وينهى أصحابه عن الوصال ، فيقولون له : إنك تواصل ،
فيقول : ( إني لست كهيئتكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني )
أخرجاه في الصحيحين .
وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، وصح عنه أنه قال
: ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه ،
وكان من هديه تعجيل الفطر وتأخير السحور ، فأما الفطر فقد ثبت عنه من
قوله ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل أن يصلي المغرب ،
وكان يقول ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) كما في الصحيح ،
وكان يفطر على رطبات ، فإن لم يجد فتمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء ,
وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير ،
قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية .
وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة.
وكان - صلى الله عليه وسلم- يقبل أزواجه وهو صائم ،
ولا يمتنع من مباشرتهن من غير جماع ،
وربما جامع أهله بالليل فأدركه الفجر وهو جنب ،
فيغتسل ويصوم ذلك اليوم .
وكان - صلى الله عليه وسلم- لا يدع الجهاد في رمضان
بل إن المعارك الكبرى قادها - صلى الله عليه وسلم- في رمضان
ومنها بدر وفتح مكة حتى سمي رمضان شهر الجهاد .
وكان يصوم في سفره تارة ، ويفطر أخرى ، وربما خيَّر أصحابه بين الأمرين ،
وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله ،
وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
: كنا في سفر في يوم شديد الحر ،
وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و عبد الله بن رواحة ،
وخرج عام الفتح إلى مكة في شهر رمضان ، فصام حتى بلغ كُراع الغميم ،
فصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ،
ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال
: ( أولئك العصاة أولئك العصاة ) رواه مسلم .
وكان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان
حتى توفاه الله عز وجل ، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل ،
وليتفرغ لذكره ومناجاته ، وفي العام الذي قبض فيه
- صلى الله عليه وسلم - اعتكف عشرين يوما .
وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله
وشد مئزره مجتهدا ومثابرا على العبادة والذكر .
هذا هو هديه - صلى الله عليه وسلم - ،
وتلك هي طريقته وسنته ، فما أحوجنا - أخي الصائم -
إلى الاقتداء بنبينا والتأسي به في عبادته وتقربه ،
والعبد وإن لم يبلغ مبلغه ، فليقارب وليسدد ،
وليعلم أن النجاة في اتباعه والسير على طريقه .
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن حال النبي - صلى الله عليه وسلم-
في رمضان كحاله في غيره من الشهور ، فقد كان برنامجه -
صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر مليئاً بالطاعات والقربات ،
وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصها الله بها وميزها
عن سائر أيام العام ، والنبي - صلى الله عليه وسلم -
وإن كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه ،
إلا أنه أشد الأمة اجتهادا في عبادة ربه وقيامه بحقه .
وسنقف في هذه السطور مع شيء من هديه عليه الصلاة والسلام
في شهر رمضان المبارك حتى يكون دافعا للهمم ومحفزاً للعزائم
أن تقتدي بنبيها ، وتلتمس هديه .
فقد كان - صلى الله عليه وسلم- يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات ،
فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان ، وكان عليه الصلاة والسلام -
إذا لقيه جبريل- أجود بالخير من الريح المرسلة ،
وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان ،
يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن ،
والصلاة والذكر والاعتكاف .
وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ،
حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة ،
وينهى أصحابه عن الوصال ، فيقولون له : إنك تواصل ،
فيقول : ( إني لست كهيئتكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني )
أخرجاه في الصحيحين .
وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، وصح عنه أنه قال
: ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه ،
وكان من هديه تعجيل الفطر وتأخير السحور ، فأما الفطر فقد ثبت عنه من
قوله ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل أن يصلي المغرب ،
وكان يقول ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) كما في الصحيح ،
وكان يفطر على رطبات ، فإن لم يجد فتمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء ,
وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير ،
قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية .
وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة.
وكان - صلى الله عليه وسلم- يقبل أزواجه وهو صائم ،
ولا يمتنع من مباشرتهن من غير جماع ،
وربما جامع أهله بالليل فأدركه الفجر وهو جنب ،
فيغتسل ويصوم ذلك اليوم .
وكان - صلى الله عليه وسلم- لا يدع الجهاد في رمضان
بل إن المعارك الكبرى قادها - صلى الله عليه وسلم- في رمضان
ومنها بدر وفتح مكة حتى سمي رمضان شهر الجهاد .
وكان يصوم في سفره تارة ، ويفطر أخرى ، وربما خيَّر أصحابه بين الأمرين ،
وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله ،
وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
: كنا في سفر في يوم شديد الحر ،
وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و عبد الله بن رواحة ،
وخرج عام الفتح إلى مكة في شهر رمضان ، فصام حتى بلغ كُراع الغميم ،
فصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ،
ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال
: ( أولئك العصاة أولئك العصاة ) رواه مسلم .
وكان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان
حتى توفاه الله عز وجل ، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل ،
وليتفرغ لذكره ومناجاته ، وفي العام الذي قبض فيه
- صلى الله عليه وسلم - اعتكف عشرين يوما .
وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله
وشد مئزره مجتهدا ومثابرا على العبادة والذكر .
هذا هو هديه - صلى الله عليه وسلم - ،
وتلك هي طريقته وسنته ، فما أحوجنا - أخي الصائم -
إلى الاقتداء بنبينا والتأسي به في عبادته وتقربه ،
والعبد وإن لم يبلغ مبلغه ، فليقارب وليسدد ،
وليعلم أن النجاة في اتباعه والسير على طريقه .
منقول