ابوريان الشهراني
2012-04-21, 08:02 PM
ذهبت إلى سوق المواشي في الصباح الباكر من يوم الخميس للتسوق وشراء ذبيحة بعد تفكير طويل ، وحساب دقيق لميزانية الأسرة ..
وبعد أن أوقفت سيارتي في ركن قصي بعيدا عن الزحام الشديد أخذت أتجول بين تلك الأغنام المختلفة الأشكال والألوان والأحجام ، لكي آخذ فكرة عن أنواعها وأسعارها ، وكأنني مفتش مكلف من السلطان للوقوف على أحوال السوق لمنع الغش والتجاوز في الأثمان !!
وبعد أن كادت الأغنام تتشابه عليَّ وقفت كثيرا عند تيس جبلي أبيض .. سمين له ثغاء .. متناسق الجسم .. ناعم الملمس .. متوسط الحجم .. يبدو شارد الذهن .. شامخ الأنف .. وكأنه غزال شارد ..
وبعد أن تأملته طويلا ، وتفحصته بدقة ، وعرفت سنه ، وأصله وفصله ومسقط رأسه .. قررت امتلاكه بعد قناعة تامة .. وبعد معركة مساومة شرسة مع صاحبه اشتريت ذلك التيس بمبلغ 750 ريالا عدا ونقدا ..
ومِن ثم اصطحبته إلى أحد المطاعم القريبة من سوق الغنم لذبحه وسلخه ، فتركته أمانة بين أيدي الجزارين ، وذهبت للتسوق ريثما ينهون مهمتهم ، وما هي إلا لحظات يسيرة حتى عدت إلى المطعم لأجد التيس في كيس أحمر جثة هامدة ، فدفعت للجزار أجرة اغتياله ، ثم أخذته إلى المنزل وأنا في قمة الفرح والسعادة بهذا التيس الأصيل الذي صار في حوزتي بعد جهد جهيد !!
وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا وصلت إلى البيت ، فصحت في القوم صيحة الفاتح المنتصر ليشهدوا هذا الإنجاز العظيم ، ولكن هيهات هيهات فلا حياة لمن تنادي فجميع أفراد الأسرة يغطون في سبات عميق ..
عندها طلبت من الشغالة أن تطبخ لي قليلا من كبدة التيس اللذيذة لأفطر بها بعد معاناة شديدة من الحر والزحام والصداع والضجيج والجوع .. ولكن يا للهول ويا للمصيبة .. لقد عادت إلي قائلة : ( كبدة ما فيه ) .. لم أصدق ماسمعته ، ولم أستوعب هذه الصدمة ، فقمت إلى المطبخ فورا لأتأكد من صحة هذا الخبرالمفجع بنفسي ، فأخذت أتفقد لحم التيس بكل دقة ، فلم أعثر على الكبد ، ولا الكرش ،ولا الكلى ، ولم أجد للتيس قلبا ، بل الأدهى من ذلك أنه يوجد نقص كبير في اللحم بشكل عام .. !!
فعلمت أن الجزارين استغلوا غيابي فاغتالوا التيس ، وسرقوا من لحمه ما غلي ثمنه وخف وزنه بل أكثر من ذلك ..!!
فغضبت وحزنت وتألمت ألما شديدا لخسارتي وبساطتي وثقتي العمياء في أولئك النفر الذين لا أمانة ولا خلاق لهم !!
وبعد يومين زارني أحد الأصدقاء الذي كان يقضي إجازته الصيفية في ربوع تلك المنطقة الخضراء ، وأخذ يحدثني عن جولاته ورحلاته الممتعة في المنطقة ، ولم يفته الحديث عن الأكلات الشعبية التي يتناولها في مختلف المطاعم بما فيها اللحم المقلقل والكبدة الطازجة التي يحرص على تناولها في المطعم الذي سطا على كبدة تيسي وما جاورها ، فقلت في نفسي من الطبيعي أن تكون طازجة ولذيذة ، كيف لا وهي كبدة ذلك التيس البلدي الذي اخترته بعناية شديدة !!!!
والمقصد أيها الأخوة من عرض هذه القصة الحقيقية أخذ العبرة والحذر الشديد من أصحاب تلك المطاعم والمنادي المنتشرة في القرى والمدن الذين قد لا يكتفون بسرقة بعض أعضاء الذبيحة ؛ بل قد يبدلونها بأخرى هزيلة أو مريضة مما يشكل خطورة على صحة من يأكل منها .!!
مما راق لي فنقلته لكم
وبعد أن أوقفت سيارتي في ركن قصي بعيدا عن الزحام الشديد أخذت أتجول بين تلك الأغنام المختلفة الأشكال والألوان والأحجام ، لكي آخذ فكرة عن أنواعها وأسعارها ، وكأنني مفتش مكلف من السلطان للوقوف على أحوال السوق لمنع الغش والتجاوز في الأثمان !!
وبعد أن كادت الأغنام تتشابه عليَّ وقفت كثيرا عند تيس جبلي أبيض .. سمين له ثغاء .. متناسق الجسم .. ناعم الملمس .. متوسط الحجم .. يبدو شارد الذهن .. شامخ الأنف .. وكأنه غزال شارد ..
وبعد أن تأملته طويلا ، وتفحصته بدقة ، وعرفت سنه ، وأصله وفصله ومسقط رأسه .. قررت امتلاكه بعد قناعة تامة .. وبعد معركة مساومة شرسة مع صاحبه اشتريت ذلك التيس بمبلغ 750 ريالا عدا ونقدا ..
ومِن ثم اصطحبته إلى أحد المطاعم القريبة من سوق الغنم لذبحه وسلخه ، فتركته أمانة بين أيدي الجزارين ، وذهبت للتسوق ريثما ينهون مهمتهم ، وما هي إلا لحظات يسيرة حتى عدت إلى المطعم لأجد التيس في كيس أحمر جثة هامدة ، فدفعت للجزار أجرة اغتياله ، ثم أخذته إلى المنزل وأنا في قمة الفرح والسعادة بهذا التيس الأصيل الذي صار في حوزتي بعد جهد جهيد !!
وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا وصلت إلى البيت ، فصحت في القوم صيحة الفاتح المنتصر ليشهدوا هذا الإنجاز العظيم ، ولكن هيهات هيهات فلا حياة لمن تنادي فجميع أفراد الأسرة يغطون في سبات عميق ..
عندها طلبت من الشغالة أن تطبخ لي قليلا من كبدة التيس اللذيذة لأفطر بها بعد معاناة شديدة من الحر والزحام والصداع والضجيج والجوع .. ولكن يا للهول ويا للمصيبة .. لقد عادت إلي قائلة : ( كبدة ما فيه ) .. لم أصدق ماسمعته ، ولم أستوعب هذه الصدمة ، فقمت إلى المطبخ فورا لأتأكد من صحة هذا الخبرالمفجع بنفسي ، فأخذت أتفقد لحم التيس بكل دقة ، فلم أعثر على الكبد ، ولا الكرش ،ولا الكلى ، ولم أجد للتيس قلبا ، بل الأدهى من ذلك أنه يوجد نقص كبير في اللحم بشكل عام .. !!
فعلمت أن الجزارين استغلوا غيابي فاغتالوا التيس ، وسرقوا من لحمه ما غلي ثمنه وخف وزنه بل أكثر من ذلك ..!!
فغضبت وحزنت وتألمت ألما شديدا لخسارتي وبساطتي وثقتي العمياء في أولئك النفر الذين لا أمانة ولا خلاق لهم !!
وبعد يومين زارني أحد الأصدقاء الذي كان يقضي إجازته الصيفية في ربوع تلك المنطقة الخضراء ، وأخذ يحدثني عن جولاته ورحلاته الممتعة في المنطقة ، ولم يفته الحديث عن الأكلات الشعبية التي يتناولها في مختلف المطاعم بما فيها اللحم المقلقل والكبدة الطازجة التي يحرص على تناولها في المطعم الذي سطا على كبدة تيسي وما جاورها ، فقلت في نفسي من الطبيعي أن تكون طازجة ولذيذة ، كيف لا وهي كبدة ذلك التيس البلدي الذي اخترته بعناية شديدة !!!!
والمقصد أيها الأخوة من عرض هذه القصة الحقيقية أخذ العبرة والحذر الشديد من أصحاب تلك المطاعم والمنادي المنتشرة في القرى والمدن الذين قد لا يكتفون بسرقة بعض أعضاء الذبيحة ؛ بل قد يبدلونها بأخرى هزيلة أو مريضة مما يشكل خطورة على صحة من يأكل منها .!!
مما راق لي فنقلته لكم