الرسمي
2007-06-11, 01:17 PM
صبر امراءه
في قرية من قرى الجنوب العراقي الحالمه والتي ترقد على ضفة دجله الشرقيه تحدها شرقا صحراء متراميه الاطراف وغربا نهر دجله الخالدوتخترقها السواقي والجداول طولا وعرضا، فتراها قد جمعت عادات الصحراء و القريه .
نشأت قصة حب جارف بين شابين من قبيلتين مختلفتين وكان اقتران جسداهما بعد اقتران روحيهما اشبه بضرب من الخيال لولا تسامح اهل الفتاة0وكان زواجا تناقلت اخباره اهل القريه لفتره طويله لما لعائلة الزوجين من فضل كبير على اهل القريه. بالاضافة الى البحبوحه التي تعيشها الاسرتين استمر الزواج لمدة عامين توج بطفل وجنين يسبح في رحم امه.
كان الاب في سلك الشرطه برتبة متوسطه ويواظب على دراسته المسائيه في اخرمراحلها الثانويه ويحدو به امل الدخول لكلية الشرطه خصوصا وانه ينال تشجيع مرئوسيه واهله لدماثة خلقه وطيب سريرته.
في احد الليالي شعر بوعكة افقدته القدره على الحركه نقل الى المشفى ليخبره الطبيب المختص بخطورة حالته ووجوب الذهاب الى العاصمه لتلقي العلاج هناك بشكل افظل
سافر حسب مشورة الطبيب ليرقد شهرين كاملين في احدى مشافي العاصمه يصارع الداء العظال الذي سرعان ما صرعه في فجر يوم تزامن مع قدوم الطفلةالثانيه لتضاف الى الاسره المنكوبه ام ترلمت في ريعان الشباب وطفلين يتامى لم يرى اباهما الا في الصورالمعلقه على الجدار. وهكذا هي الحياة ولاده هنا وموت هناك
استمرت عجلة الزمن بالدوران وتوالت السنون والام الشابه ترفض الزواج مرة ثانيه رغم تكرار طلبات الزواج منها وكان الرفض خوفا من اذى ربما يطال طفليها ووفاء لذكرى قرينها الذي فارقها بالجسد فقط بينما بقيت روحيهما في حالة من التوحد .
وكانت كل يوم تقارن ابنها باليوم السابق كيف اصبح هل كبر ؟، هل ازداد طولا ؟، هل بداشعر ذقنه بالنمو؟ ، ومن شدة خوفها عليه كانت ترقبه عن قرب وهو يلهو مع اقرانه في مرابع القريه وطرقاتها 0
اصبح الولد في الثامنه عشره من العمر واخته تصغره بسنه واحده .وقد دأستدعي لاداء الخدمه الالزاميه كجندي يدافع عن وطنه خصوصا ان العراق كان في حالة حرب مع الجاره ايران.
وكانت الام تعد الثواني في غياب ابنها حتى انها لا تتناول من الطعام الا مايسد رمقها
وكان هنالك تقارب متبادل بين الشاب واحدى قريباته وكانت الام تتوددوما لتلك الفتات طمعا بالضفربها كزوجة لوحيدها وهي تتخيل كيف ستداعب احفادها وربما اختارت اسماء معينه لهم دون ان تعلم ما خبىء لها القدر من امر لن يكن في الحسبان
في احدى الليالي تلقت رسالة من ابنها الجندي يطلبها للحضور في المستشفى لتردي حالته الصحيه
وكان وقع الخبر كالصاعقه على الام والاخت المسكينتين لم تكن قادرة على النوم تلك الليله وربما كانت اطول ليالي عمرها 0 ومع خيوط الصباح الاولى حزمت حقائبها لتسافر الى المشفى الذي كان وحيدها يرقد فيه والذي هو ذات المشفى الذي فارق اباه الحياة فيه منذ عقدين من الزمان
لم تكاد ترى وحيدها حتى نقل الى العنايه الفائقه ليودع الدنيا تاركا ام ثكلى واخت ادمنت الحزن ولبس السواد .
استلمت الام جثة وحيدها لم تدع احدا غيرها يغسله ويكفنه فقامت هي بكل الطقوس دون ان تذرف دمعه واحده0
وضع الفقيد في حفرته الازليه وقبل ان يورارى الثرى تمددت الام الى جانبه وهمست باذنه :0 { بني ابلغ سلامي الى اباك واخبره اني مازلت على العهد الذي قطعته له}
ثم قامت بقامة منكسره وقفت برهه من الزمن تشاهد الثرى يواري جسد وحيدها الغض ثم اتجهت باتجاه القبله ورفعت بصرها للسماء قائلة :{لاحول ولا قوة الاباله العلي العظيم حسبي الله ونعم الوكيل اللهم تغمده بفسيح جنانك انت المولى وانت القدير}
لتعود وحيده الى البيت تلفها الهموم من كل حدب وصوب تجتر الحزن والالم مكابرة على هول مصابها محتسبة صابره على قضاء الله عز وجل0
يا من قرءات هذه الاسطر انظر الى جلد تللك المرءاه وصبرها التي لم يبقى لها امل تحيا من اجله كيف وهبها الله الصبر والقدره على التحمل ونعم باله تبارك وتعالى
http://www.up4vip.com/up/uploads/aa2b5f2998.jpg (http://www.up4vip.com/up)
في قرية من قرى الجنوب العراقي الحالمه والتي ترقد على ضفة دجله الشرقيه تحدها شرقا صحراء متراميه الاطراف وغربا نهر دجله الخالدوتخترقها السواقي والجداول طولا وعرضا، فتراها قد جمعت عادات الصحراء و القريه .
نشأت قصة حب جارف بين شابين من قبيلتين مختلفتين وكان اقتران جسداهما بعد اقتران روحيهما اشبه بضرب من الخيال لولا تسامح اهل الفتاة0وكان زواجا تناقلت اخباره اهل القريه لفتره طويله لما لعائلة الزوجين من فضل كبير على اهل القريه. بالاضافة الى البحبوحه التي تعيشها الاسرتين استمر الزواج لمدة عامين توج بطفل وجنين يسبح في رحم امه.
كان الاب في سلك الشرطه برتبة متوسطه ويواظب على دراسته المسائيه في اخرمراحلها الثانويه ويحدو به امل الدخول لكلية الشرطه خصوصا وانه ينال تشجيع مرئوسيه واهله لدماثة خلقه وطيب سريرته.
في احد الليالي شعر بوعكة افقدته القدره على الحركه نقل الى المشفى ليخبره الطبيب المختص بخطورة حالته ووجوب الذهاب الى العاصمه لتلقي العلاج هناك بشكل افظل
سافر حسب مشورة الطبيب ليرقد شهرين كاملين في احدى مشافي العاصمه يصارع الداء العظال الذي سرعان ما صرعه في فجر يوم تزامن مع قدوم الطفلةالثانيه لتضاف الى الاسره المنكوبه ام ترلمت في ريعان الشباب وطفلين يتامى لم يرى اباهما الا في الصورالمعلقه على الجدار. وهكذا هي الحياة ولاده هنا وموت هناك
استمرت عجلة الزمن بالدوران وتوالت السنون والام الشابه ترفض الزواج مرة ثانيه رغم تكرار طلبات الزواج منها وكان الرفض خوفا من اذى ربما يطال طفليها ووفاء لذكرى قرينها الذي فارقها بالجسد فقط بينما بقيت روحيهما في حالة من التوحد .
وكانت كل يوم تقارن ابنها باليوم السابق كيف اصبح هل كبر ؟، هل ازداد طولا ؟، هل بداشعر ذقنه بالنمو؟ ، ومن شدة خوفها عليه كانت ترقبه عن قرب وهو يلهو مع اقرانه في مرابع القريه وطرقاتها 0
اصبح الولد في الثامنه عشره من العمر واخته تصغره بسنه واحده .وقد دأستدعي لاداء الخدمه الالزاميه كجندي يدافع عن وطنه خصوصا ان العراق كان في حالة حرب مع الجاره ايران.
وكانت الام تعد الثواني في غياب ابنها حتى انها لا تتناول من الطعام الا مايسد رمقها
وكان هنالك تقارب متبادل بين الشاب واحدى قريباته وكانت الام تتوددوما لتلك الفتات طمعا بالضفربها كزوجة لوحيدها وهي تتخيل كيف ستداعب احفادها وربما اختارت اسماء معينه لهم دون ان تعلم ما خبىء لها القدر من امر لن يكن في الحسبان
في احدى الليالي تلقت رسالة من ابنها الجندي يطلبها للحضور في المستشفى لتردي حالته الصحيه
وكان وقع الخبر كالصاعقه على الام والاخت المسكينتين لم تكن قادرة على النوم تلك الليله وربما كانت اطول ليالي عمرها 0 ومع خيوط الصباح الاولى حزمت حقائبها لتسافر الى المشفى الذي كان وحيدها يرقد فيه والذي هو ذات المشفى الذي فارق اباه الحياة فيه منذ عقدين من الزمان
لم تكاد ترى وحيدها حتى نقل الى العنايه الفائقه ليودع الدنيا تاركا ام ثكلى واخت ادمنت الحزن ولبس السواد .
استلمت الام جثة وحيدها لم تدع احدا غيرها يغسله ويكفنه فقامت هي بكل الطقوس دون ان تذرف دمعه واحده0
وضع الفقيد في حفرته الازليه وقبل ان يورارى الثرى تمددت الام الى جانبه وهمست باذنه :0 { بني ابلغ سلامي الى اباك واخبره اني مازلت على العهد الذي قطعته له}
ثم قامت بقامة منكسره وقفت برهه من الزمن تشاهد الثرى يواري جسد وحيدها الغض ثم اتجهت باتجاه القبله ورفعت بصرها للسماء قائلة :{لاحول ولا قوة الاباله العلي العظيم حسبي الله ونعم الوكيل اللهم تغمده بفسيح جنانك انت المولى وانت القدير}
لتعود وحيده الى البيت تلفها الهموم من كل حدب وصوب تجتر الحزن والالم مكابرة على هول مصابها محتسبة صابره على قضاء الله عز وجل0
يا من قرءات هذه الاسطر انظر الى جلد تللك المرءاه وصبرها التي لم يبقى لها امل تحيا من اجله كيف وهبها الله الصبر والقدره على التحمل ونعم باله تبارك وتعالى
http://www.up4vip.com/up/uploads/aa2b5f2998.jpg (http://www.up4vip.com/up)