غيمة جده
2012-02-05, 07:25 PM
فجر النبوة
فجر النبوّة صور الجلال وزهوة الأمجاد
سكبت نمير الوحي في إنشادي
صور من الأمس البعيد حوافل
بالذكريات روائح و غوادي
خطرت تعيد مشاهد الماضي إلى
الـ يوم الجديد إلى الغد المتهادي
حملت من الميلاد أروع آيه
غمرت متاه الكون بالإرشاد
زمر من الذكرى تروح و تغتدي
و تشقّ أبعادا إلى أبعاد
و تزفّ وحي المولد الزاهي كما
زفّ النسيم شذا الربيع الشادي
***
يا فجر ميلاد النبوّة هذه
ذكراك فجرا دائم الميلاد
و تهلّل الكون البهيج كأنّه
حفل من الأعراس و الأعياد
و أفاقت الوثنيّة الحيرى على
فجر الهدى و على الرسول الهادي
فمواكب البشرى هناك و ها هنا
تنبي الوجود بأكرم الأولاد
و المجد ينتظر الوليد كأنّه
و المجد و العليا على ميعاد
و ترعرع الطفل الرسول فهبّ
في دنيا الفساد يبيد كلّ فساد
و سرى كما تسري الكواكب ساخرا
بالشوك بالعقبات و الأنجاد
بالغدر يسعى خلفه و أمامه
بالهول بالإبراق بالإرعاد
فدعى قريشا للهدى و سيوفها
تهفو إلى دمه من الأغماد
فمضى يشقّ طريقه و يطير في
أفق العلا و الموت بالمرصاد
و يدوس أخطار العداوة ماضيا
في السير لا واه و لا متمادي
لا يركب الأخطار إلاّ مثلها
خطر يعادي في العلا و يعادي
نادى الرسول إلى السعادة و الهنا
فصغت إليه حواضر و بوادي
و تصاممت فئة الضلالة و اعتدت
فأتى إليها كالأتيّ العادي
واهتاجت الهيجا فأصبحت العدا
خبرا من الماضي و طيف رقاد
لا تسكب الأوغاد إلاّ وثبة
ناريّة غضبى على الأوغاد
و من القتال دناءة وحشيّة
حمقى و منه عقيدة و مباديء
***
خاض الرّسول إلى العلا هول الدجا
و لظى الهجير اللّافح الوقّاد
واقتاد قافلة الفتوح إلى الفدى
و المكرمات دليلها و الحادي
و هفا إلى شرف الجهاد و حوله
قوم تفور صبابة استشهاد
قوم إذا صرخ العراك توثّبوا
نحو الوغى في أهبة استعداد
و تماسكوا جنبا وارتموا
كالموج في الإغراء و الإزباد
و تدافعوا مثل السيول تصبها
قمم الجبال إلى بطون الوادي
و إذا تساجلت السيوف رأيتهم
خرسا و ألسنة السيوف تنادي
و هم الألى الشمّ الذين تفتّحت
لجيوشهم أبواب كلّ بلاد
الناشرون النور و التوحيد في
دنيا الضلال و عالم الإلحاد
الطائرون على السيوف إلى العلا
و الهابطون على القنا الميّاد
***
بعث الرسول من التفرّق وحدة
و من العدا القاسي أرقّ وداد
فتعاقدت قوم الحروب على
الصّفا و توحّدت في غاية و مراد
و تحرّكت فيها الأخوة مثلما
تتحرّك الأرواح في الأجساد
و محا ختام المرسلين عن الورى
صلف الطّغاة و شرعة الأنكاد
فهناك تيجان تخرّ و هاهنا بين
السكون مصارع استبداد
و هناك آلهة تئنّ و تنطوي
في خزيها و تلوذ بالعبّاد
و المرسل الأسمى يوزع جهده
في الحقّ بين هداية و جهاد
حتّى بنى للحقّ أرفع ملّة
ترعى حقوق الجمع و الأفراد
و شريعة يمضي بها جيل
إلى جيل و آزال إلى آباد
***
يا خير من شرع الحقوق و خير
من آوى اليتيم بأشفق الإسعاد
يا من أتى بالسلم و الحسنى
و من حقن الدّما في العالم الجلّاد
أهدي إليك و منك فكرة شاعر
درس الرجال فهام بالأمجاد
عبدالله البردوني
فجر النبوّة صور الجلال وزهوة الأمجاد
سكبت نمير الوحي في إنشادي
صور من الأمس البعيد حوافل
بالذكريات روائح و غوادي
خطرت تعيد مشاهد الماضي إلى
الـ يوم الجديد إلى الغد المتهادي
حملت من الميلاد أروع آيه
غمرت متاه الكون بالإرشاد
زمر من الذكرى تروح و تغتدي
و تشقّ أبعادا إلى أبعاد
و تزفّ وحي المولد الزاهي كما
زفّ النسيم شذا الربيع الشادي
***
يا فجر ميلاد النبوّة هذه
ذكراك فجرا دائم الميلاد
و تهلّل الكون البهيج كأنّه
حفل من الأعراس و الأعياد
و أفاقت الوثنيّة الحيرى على
فجر الهدى و على الرسول الهادي
فمواكب البشرى هناك و ها هنا
تنبي الوجود بأكرم الأولاد
و المجد ينتظر الوليد كأنّه
و المجد و العليا على ميعاد
و ترعرع الطفل الرسول فهبّ
في دنيا الفساد يبيد كلّ فساد
و سرى كما تسري الكواكب ساخرا
بالشوك بالعقبات و الأنجاد
بالغدر يسعى خلفه و أمامه
بالهول بالإبراق بالإرعاد
فدعى قريشا للهدى و سيوفها
تهفو إلى دمه من الأغماد
فمضى يشقّ طريقه و يطير في
أفق العلا و الموت بالمرصاد
و يدوس أخطار العداوة ماضيا
في السير لا واه و لا متمادي
لا يركب الأخطار إلاّ مثلها
خطر يعادي في العلا و يعادي
نادى الرسول إلى السعادة و الهنا
فصغت إليه حواضر و بوادي
و تصاممت فئة الضلالة و اعتدت
فأتى إليها كالأتيّ العادي
واهتاجت الهيجا فأصبحت العدا
خبرا من الماضي و طيف رقاد
لا تسكب الأوغاد إلاّ وثبة
ناريّة غضبى على الأوغاد
و من القتال دناءة وحشيّة
حمقى و منه عقيدة و مباديء
***
خاض الرّسول إلى العلا هول الدجا
و لظى الهجير اللّافح الوقّاد
واقتاد قافلة الفتوح إلى الفدى
و المكرمات دليلها و الحادي
و هفا إلى شرف الجهاد و حوله
قوم تفور صبابة استشهاد
قوم إذا صرخ العراك توثّبوا
نحو الوغى في أهبة استعداد
و تماسكوا جنبا وارتموا
كالموج في الإغراء و الإزباد
و تدافعوا مثل السيول تصبها
قمم الجبال إلى بطون الوادي
و إذا تساجلت السيوف رأيتهم
خرسا و ألسنة السيوف تنادي
و هم الألى الشمّ الذين تفتّحت
لجيوشهم أبواب كلّ بلاد
الناشرون النور و التوحيد في
دنيا الضلال و عالم الإلحاد
الطائرون على السيوف إلى العلا
و الهابطون على القنا الميّاد
***
بعث الرسول من التفرّق وحدة
و من العدا القاسي أرقّ وداد
فتعاقدت قوم الحروب على
الصّفا و توحّدت في غاية و مراد
و تحرّكت فيها الأخوة مثلما
تتحرّك الأرواح في الأجساد
و محا ختام المرسلين عن الورى
صلف الطّغاة و شرعة الأنكاد
فهناك تيجان تخرّ و هاهنا بين
السكون مصارع استبداد
و هناك آلهة تئنّ و تنطوي
في خزيها و تلوذ بالعبّاد
و المرسل الأسمى يوزع جهده
في الحقّ بين هداية و جهاد
حتّى بنى للحقّ أرفع ملّة
ترعى حقوق الجمع و الأفراد
و شريعة يمضي بها جيل
إلى جيل و آزال إلى آباد
***
يا خير من شرع الحقوق و خير
من آوى اليتيم بأشفق الإسعاد
يا من أتى بالسلم و الحسنى
و من حقن الدّما في العالم الجلّاد
أهدي إليك و منك فكرة شاعر
درس الرجال فهام بالأمجاد
عبدالله البردوني