أحمد الحربي
2012-01-20, 09:25 PM
ومن آثار العقيدة الإسلامية بالنسبة للفرد: السعادة الحقيقية، إنها السعادة التي لا تقدر بثمن، ولا تشترى بذهب ولا فضة، ولا يمتلكها ملك ولا سلطان، ولا يمنعها حابس ولا شرطي، بل الكل يبحث عنها؛ الغني قبل الفقير، والكبير قبل الصغير، والحاكم قبل المحكوم، والعالم قبل الجاهل..
ولا يدركها غير صاحب العقيدة الحقة، التي يراها الناس في عينه وإن كان فقيراً معدماً، ويلحظها الناس في لفظه وإن كان مريضاً متعباً.
إنها السعادة التي يعبر عنها الشافعي بقوله:
علي ثياب لو يباع جميعها بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو يقاس ببعضها نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وعبر عنها السلف بقولهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها. قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
وقال آخر: والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
وقال أبو الحسين الوراق: حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، والعيش الهني الحياة مع الله تعالى لا غير.
ولهذا كان الفوت عند العارفين بالله أشد عليهم من الموت، لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، فكم بين الانقطاعين؟!
وقال آخر: من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
وقال يحيى بن معاذ: من سر بخدمة الله؛ سرت الأشياء كلها بخدمته. ومن قرت عينه بالله؛ قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
وإنما يحصل صاحب العقيدة هذه السعادة لعدة أمور منها:
أ ـ اعتقاده أن الدنيا دار فرار لا دار قرار:
فهي قنطرة تعبر لا تعمر، ووسيلة لا غاية، ولحقارتها لم تزن عند الله جناح بعوضة، "ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة؛ ما سقى كافراً منها شربة ماء" (رواه ابن ماجه والترمذي).
ولهذا أخبر النبي أن "من كانت الدُّنيا همه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقرَه بين عينيه، ولم يأته من الدُّنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيَّتَه، جمعَ الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ" (رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير). وأن "من أحبَّ دُنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحبَّ آخرتَه، أضرَّ بدُنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى" (رواه أحمد).
ولهذا رأينا صهيبا رضي الله عنه يضحي بماله كله حين خير بينه وبين لقاء النبي صلى الله عليه وسلم فاختار الله ورسوله، يقول صهيب: فلما رآني قال: "يا أبا يحيى ربح البيع" ثلاثا. فقلتُ: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام.(رواه الحاكم والطبراني في الكبير).
ب ـ يقينه أن اختيار الله له هو أفضل اختيار:
فصاحب العقيدة الإسلامية يوقن أن اختيار الله له هو أفضل اختيار؛ فإن كان فقيراً سعد بفقره، وإن كان غنياً سعد بغناه، وإن كان مريضا رضي بمرضه، وإن كان معافى حمد ربه، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل:" إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر وإن بسط عليه أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير".
وعن ثوبان، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: " إنَّ من أمتي مَنْ لو جاء أحدُكم يسأله ديناراً لم يُعطِه، ولو سأله دِرهماً لم يُعطِهِ، ولو سأله فِلساً لم يُعطه، ولو سأل الله الجنَّة لأعطاه إيَّاها ذو طِمرين لا يُؤبَهُ له، لو أقسم على الله لأبرَّه".
م/ن للفائدة
الدال على الخير كفاعله
ولا يدركها غير صاحب العقيدة الحقة، التي يراها الناس في عينه وإن كان فقيراً معدماً، ويلحظها الناس في لفظه وإن كان مريضاً متعباً.
إنها السعادة التي يعبر عنها الشافعي بقوله:
علي ثياب لو يباع جميعها بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو يقاس ببعضها نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وعبر عنها السلف بقولهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها. قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
وقال آخر: والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
وقال أبو الحسين الوراق: حياة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، والعيش الهني الحياة مع الله تعالى لا غير.
ولهذا كان الفوت عند العارفين بالله أشد عليهم من الموت، لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، فكم بين الانقطاعين؟!
وقال آخر: من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
وقال يحيى بن معاذ: من سر بخدمة الله؛ سرت الأشياء كلها بخدمته. ومن قرت عينه بالله؛ قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
وإنما يحصل صاحب العقيدة هذه السعادة لعدة أمور منها:
أ ـ اعتقاده أن الدنيا دار فرار لا دار قرار:
فهي قنطرة تعبر لا تعمر، ووسيلة لا غاية، ولحقارتها لم تزن عند الله جناح بعوضة، "ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة؛ ما سقى كافراً منها شربة ماء" (رواه ابن ماجه والترمذي).
ولهذا أخبر النبي أن "من كانت الدُّنيا همه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقرَه بين عينيه، ولم يأته من الدُّنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيَّتَه، جمعَ الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ" (رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير). وأن "من أحبَّ دُنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحبَّ آخرتَه، أضرَّ بدُنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى" (رواه أحمد).
ولهذا رأينا صهيبا رضي الله عنه يضحي بماله كله حين خير بينه وبين لقاء النبي صلى الله عليه وسلم فاختار الله ورسوله، يقول صهيب: فلما رآني قال: "يا أبا يحيى ربح البيع" ثلاثا. فقلتُ: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام.(رواه الحاكم والطبراني في الكبير).
ب ـ يقينه أن اختيار الله له هو أفضل اختيار:
فصاحب العقيدة الإسلامية يوقن أن اختيار الله له هو أفضل اختيار؛ فإن كان فقيراً سعد بفقره، وإن كان غنياً سعد بغناه، وإن كان مريضا رضي بمرضه، وإن كان معافى حمد ربه، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل:" إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر وإن بسط عليه أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير".
وعن ثوبان، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: " إنَّ من أمتي مَنْ لو جاء أحدُكم يسأله ديناراً لم يُعطِه، ولو سأله دِرهماً لم يُعطِهِ، ولو سأله فِلساً لم يُعطه، ولو سأل الله الجنَّة لأعطاه إيَّاها ذو طِمرين لا يُؤبَهُ له، لو أقسم على الله لأبرَّه".
م/ن للفائدة
الدال على الخير كفاعله