خالد المقرن
2007-05-29, 08:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
قرأت هذا المقال بجريدة الرياض واحببت المشاركة به هنا:-
سفينة نوح والقائمة الحمراء
د.سهام العيسى
"المحميات هي سفينة نوح العصرية"
هذه المقولة لأحد علماء البيئة وهو يبين دور المحميات الأساسي في حماية الحياة والدور المنتظر منها مستقبلا ورغم تزايد هذه المحميات فان عدد الكائنات الحية المهددة بالانقراض يتزايد ولا يوجد إحصاء دقيق لها .
هو جزء طبيعي من دورة الحياة على كوكب الأرض ولكن Extinction الانقراض خطورته هذه المرة تكمن أنه يتم بيد الإنسان وأنه يتم بصورة أسرع من معدل الانقراض الطبيعي .
الانقراض بدأ مع بداية الحياة على كوكب الأرض منذ بلايين السنين من الحياة ويقدر علماء الحفريات أن هناك ما يقرب من خمسة انقراضات كبيرة حدثت منذ بداية الكون حيث يموت من ربع إلى نصف الكائنات الحية وتختفي سلالات وتظهر سلالات جديدة، وهي تعد مؤشرا "قويا" لبداية حقبة وانتهاء أخرى وأكبر انقراض هو الثالث حيث اختفى فيها من 80إلى 96% من كل الأنواع الموجودة..والانقراض الرابع حيث قضى على كثير من أنواع الزواحف والبرمائيات؛ مما أدى إلى ظهور عصر الديناصورات، أما أحدث انقراض وهو الخامس فقد حدث منذ 65مليون سنة.. حينما اختفت الديناصورات.. وظهر عصر الثدييات الذي نعيش فيه الآن.
@ وتعزى أسباب الانقراض في الماضي إلي التغيرات المناخية على كوكب الأرض وكذلك نتيجة إلي الأنشطة البركانية أو تفاعلات حدثت على سطح كوكب الأرض مما أدى إلى تصاعد غازات سامة مثل كبريتيد الهيدروجين، أما نظرية اصطدام الأرض بالكويكبات التي تقذف بلايين الأطنان من الأتربة أو بالنيازك التي تتساقط على كوكبنا فهي تمثل أهم النظريات التي يعلل بها اختفاء الديناصورات .
وإن كانت عمليات الانقراض لبعض الكائنات قد حدثت في الماضي بسبب التغيرات في الطبيعة وفي ظروف البيئة فان تدخل الانسان وأنشطته في العصر الحاضر هي العامل الأساسي لانقراض الكثير من الكائنات فكثير من المنظومات الحيوية اختفت بسبب النشاط الصناعي او الزراعي اما في البيئة المائية فاختفت الشعب المرجانية التي تم تدمير20% منها في العقدين الماضيين.
أن جميع أنوع النبات والحيوان على الأرض تعمل على تحقيق بيئة متكاملة لدعم الحياة ... بل إن فقدان النوع الواحد قد يؤدي إلى انقراض آخر وفقد تختفي سلسلة كاملة أو كائنات لها علاقة تكافلية مع بعضها، مثال ذلك العصفور الناقل لحبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة.. فإذا فُقد هذا العصفور فسيؤدي يومًا ما إلى فقد النبات.
و يعترف العلماء بأن دراسة الانقراض تواجه كثيرًا من التعقيدات، ويتفقون جميعًا على أن الانقراض يواجه معظم الكائنات الحية في جميع البيئات وعموما لا يوجد عدد محدد بالتمام وذلك لأنه حتى تلك الاعداد المعروفة يجب تحديد ومعرفة كافة الكائنات المرتبطة بها وكذلك يجب دراسة التغيرات العامة في البيئة على مستوى الأنواع و على مستوى التوازن البيئي .إن المناطق والجزر المعزولة تعد مناطق مهمة للتنوع الحيوي ولكن تدخل الانسان ادى الى كوارث ففي جزر الغالا باكوس التي وصلها الإنسان في القرن السادس عشر كارثيا حيث ان أنشطة الإنسان ووصول الكلاب و الخنازير والماعز ادى الى تغير التوازن البيئي فعلى سبيل المثال اختفت سلحفاة الفالايوس العملاقة وكذلك اختف العديد من الطيور والأسماك.
ومثال آخر لعبث الإنسان بالطبيعة هو جزر هاواي التي بقيت بيئة ثابتة لآلاف السنين ومنذ اكتشافها من 2000عام انقرضت المئات من الحيوانات والحشرات والنباتات ، واختفى الطائر آكل العسل المميز وسط مائة نوع أخرى من الطيور . بل إن 2000نوع من الطير اختفت في جزر المحيط الهادي جميعها منذ وجود الإنسان.
ومن الكوارث البيئية التي يصنعها الإنسان هو تحطيم بيئات الغابات الاستوائية، والتي تعتبر من أهم البيئات للحفاظ على تطور الحياة وتجددها وهى مأوى لأنواع لا حصر لها من النبات والحيوان والطير..
أعلن الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة أن 16ألف صنف حيواني ونباتي باتت الآن مهدَّدة بالانقراض من بينها الغزال السعودي النادر وسبعة أنواع أخرى من غزلان شبه الجزيرة العربية، والدب القطبي الأبيض، وفرس النهر ومن أهم الحيوانات المهددة أيضا" بالانقراض بسبب أفعال الإنسان هي الأفيال وبعض أنواع القرود بسبب تحطم بيئات معيشتها وصيدها لحدائق الحيوانات، والنمور التي ما زالت تعيش في آسيا، وحيوان الشيتا الذي يعيش الآن في بعض مناطق أفريقيا وآسيا والتمساح الأمريكي
بسبب تحطم بيئاتها وصيدها للرياضة، والنمور الثلجية البيضاء بسبب جلودها، وحيوان البندا الذي لا يوجد منة الآن إلا 1000حيوان حول العالم وعلى صعيد النباتات وأدرج أيضا "نبات" صبار هوديا "الذي تستخدمه شركات الأدوية في صنع أدوية الحمية الغذائية ، على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.. هذا التدمير بسبب تدخل الانسان وانحراف معيار التوازن البيئي أدى إلى اختفاء أو انقراض الكائنات الحية رغم وجود العديد من القوانين التي تحرم صيد أو اتلاف تلك البيئات ..
( القائمة الحمراء red list) لبلادنا ضمت 111كائنا "حيا" و رغم جهود الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية متميزا "الا أن دور المواطن ووعيه بالمحافظة على بيئته يعتبر دورا "مساندا" لها في الحفاظ على تراثنا الطبيعي.
يبقى السؤال الأخير ما الحل لتلافي هذه الهاوية ؟وهل تكفي المحميات للحفاظ على تلك الكائنات ؟
الحل طرح كمشروع بدعم كل من متحف التاريخ الطبيعي وجمعية علوم الحيوان في لندن وجامعة نوتنجهام وذلك بإنشاء سفينة نوح مجمدة بمعنى آخر إنشاء بنك لتخزين المواد الوراثية للحيوانات المهددة بالانقراض و تخزين حبوب اللقاح والبذور لبعض النباتات المهددة بالانقراض واستخدامها لاحقا ..ويقوم هذا البنك بالحفاظ على شفرات الحياة لهذه الكائنات.
وفق الله الجميع للخير.
قرأت هذا المقال بجريدة الرياض واحببت المشاركة به هنا:-
سفينة نوح والقائمة الحمراء
د.سهام العيسى
"المحميات هي سفينة نوح العصرية"
هذه المقولة لأحد علماء البيئة وهو يبين دور المحميات الأساسي في حماية الحياة والدور المنتظر منها مستقبلا ورغم تزايد هذه المحميات فان عدد الكائنات الحية المهددة بالانقراض يتزايد ولا يوجد إحصاء دقيق لها .
هو جزء طبيعي من دورة الحياة على كوكب الأرض ولكن Extinction الانقراض خطورته هذه المرة تكمن أنه يتم بيد الإنسان وأنه يتم بصورة أسرع من معدل الانقراض الطبيعي .
الانقراض بدأ مع بداية الحياة على كوكب الأرض منذ بلايين السنين من الحياة ويقدر علماء الحفريات أن هناك ما يقرب من خمسة انقراضات كبيرة حدثت منذ بداية الكون حيث يموت من ربع إلى نصف الكائنات الحية وتختفي سلالات وتظهر سلالات جديدة، وهي تعد مؤشرا "قويا" لبداية حقبة وانتهاء أخرى وأكبر انقراض هو الثالث حيث اختفى فيها من 80إلى 96% من كل الأنواع الموجودة..والانقراض الرابع حيث قضى على كثير من أنواع الزواحف والبرمائيات؛ مما أدى إلى ظهور عصر الديناصورات، أما أحدث انقراض وهو الخامس فقد حدث منذ 65مليون سنة.. حينما اختفت الديناصورات.. وظهر عصر الثدييات الذي نعيش فيه الآن.
@ وتعزى أسباب الانقراض في الماضي إلي التغيرات المناخية على كوكب الأرض وكذلك نتيجة إلي الأنشطة البركانية أو تفاعلات حدثت على سطح كوكب الأرض مما أدى إلى تصاعد غازات سامة مثل كبريتيد الهيدروجين، أما نظرية اصطدام الأرض بالكويكبات التي تقذف بلايين الأطنان من الأتربة أو بالنيازك التي تتساقط على كوكبنا فهي تمثل أهم النظريات التي يعلل بها اختفاء الديناصورات .
وإن كانت عمليات الانقراض لبعض الكائنات قد حدثت في الماضي بسبب التغيرات في الطبيعة وفي ظروف البيئة فان تدخل الانسان وأنشطته في العصر الحاضر هي العامل الأساسي لانقراض الكثير من الكائنات فكثير من المنظومات الحيوية اختفت بسبب النشاط الصناعي او الزراعي اما في البيئة المائية فاختفت الشعب المرجانية التي تم تدمير20% منها في العقدين الماضيين.
أن جميع أنوع النبات والحيوان على الأرض تعمل على تحقيق بيئة متكاملة لدعم الحياة ... بل إن فقدان النوع الواحد قد يؤدي إلى انقراض آخر وفقد تختفي سلسلة كاملة أو كائنات لها علاقة تكافلية مع بعضها، مثال ذلك العصفور الناقل لحبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة.. فإذا فُقد هذا العصفور فسيؤدي يومًا ما إلى فقد النبات.
و يعترف العلماء بأن دراسة الانقراض تواجه كثيرًا من التعقيدات، ويتفقون جميعًا على أن الانقراض يواجه معظم الكائنات الحية في جميع البيئات وعموما لا يوجد عدد محدد بالتمام وذلك لأنه حتى تلك الاعداد المعروفة يجب تحديد ومعرفة كافة الكائنات المرتبطة بها وكذلك يجب دراسة التغيرات العامة في البيئة على مستوى الأنواع و على مستوى التوازن البيئي .إن المناطق والجزر المعزولة تعد مناطق مهمة للتنوع الحيوي ولكن تدخل الانسان ادى الى كوارث ففي جزر الغالا باكوس التي وصلها الإنسان في القرن السادس عشر كارثيا حيث ان أنشطة الإنسان ووصول الكلاب و الخنازير والماعز ادى الى تغير التوازن البيئي فعلى سبيل المثال اختفت سلحفاة الفالايوس العملاقة وكذلك اختف العديد من الطيور والأسماك.
ومثال آخر لعبث الإنسان بالطبيعة هو جزر هاواي التي بقيت بيئة ثابتة لآلاف السنين ومنذ اكتشافها من 2000عام انقرضت المئات من الحيوانات والحشرات والنباتات ، واختفى الطائر آكل العسل المميز وسط مائة نوع أخرى من الطيور . بل إن 2000نوع من الطير اختفت في جزر المحيط الهادي جميعها منذ وجود الإنسان.
ومن الكوارث البيئية التي يصنعها الإنسان هو تحطيم بيئات الغابات الاستوائية، والتي تعتبر من أهم البيئات للحفاظ على تطور الحياة وتجددها وهى مأوى لأنواع لا حصر لها من النبات والحيوان والطير..
أعلن الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة أن 16ألف صنف حيواني ونباتي باتت الآن مهدَّدة بالانقراض من بينها الغزال السعودي النادر وسبعة أنواع أخرى من غزلان شبه الجزيرة العربية، والدب القطبي الأبيض، وفرس النهر ومن أهم الحيوانات المهددة أيضا" بالانقراض بسبب أفعال الإنسان هي الأفيال وبعض أنواع القرود بسبب تحطم بيئات معيشتها وصيدها لحدائق الحيوانات، والنمور التي ما زالت تعيش في آسيا، وحيوان الشيتا الذي يعيش الآن في بعض مناطق أفريقيا وآسيا والتمساح الأمريكي
بسبب تحطم بيئاتها وصيدها للرياضة، والنمور الثلجية البيضاء بسبب جلودها، وحيوان البندا الذي لا يوجد منة الآن إلا 1000حيوان حول العالم وعلى صعيد النباتات وأدرج أيضا "نبات" صبار هوديا "الذي تستخدمه شركات الأدوية في صنع أدوية الحمية الغذائية ، على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.. هذا التدمير بسبب تدخل الانسان وانحراف معيار التوازن البيئي أدى إلى اختفاء أو انقراض الكائنات الحية رغم وجود العديد من القوانين التي تحرم صيد أو اتلاف تلك البيئات ..
( القائمة الحمراء red list) لبلادنا ضمت 111كائنا "حيا" و رغم جهود الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية متميزا "الا أن دور المواطن ووعيه بالمحافظة على بيئته يعتبر دورا "مساندا" لها في الحفاظ على تراثنا الطبيعي.
يبقى السؤال الأخير ما الحل لتلافي هذه الهاوية ؟وهل تكفي المحميات للحفاظ على تلك الكائنات ؟
الحل طرح كمشروع بدعم كل من متحف التاريخ الطبيعي وجمعية علوم الحيوان في لندن وجامعة نوتنجهام وذلك بإنشاء سفينة نوح مجمدة بمعنى آخر إنشاء بنك لتخزين المواد الوراثية للحيوانات المهددة بالانقراض و تخزين حبوب اللقاح والبذور لبعض النباتات المهددة بالانقراض واستخدامها لاحقا ..ويقوم هذا البنك بالحفاظ على شفرات الحياة لهذه الكائنات.
وفق الله الجميع للخير.