ابو فراس
2011-08-08, 05:31 PM
روعــ الدنيا ـــة :: العريفي يكشف سِرَّ رفض الفارسي الرد على مكالمته ويتساءل عن منعه من التليفزيون السعودي
قال إن "العُوْدة" الأقرب إليه وخالد عبدالرحمن "لديه خطوط حمراء" ونفى تشجيعه "الاتحاد"
العريفي يكشف سِرَّ رفض الفارسي الرد على مكالمته ويتساءل عن منعه من التليفزيون السعودي
عدسة : عبدالله النحيط
- مُصِرٌّ على اتهامي لـ"بعض" الصحفيين بـ"الخونة" وللصحيفة المشهورة بـ"الكذب" .
- مَنْ يتهم كبار العلماء ويقدح فيهم ويحاول النَّيْل منهم.. ماذا أقول فيهم؟
- ذهبتُ إلى الجنوب والتقيتُ جنودنا البواسل تقرباً لله بزيارتهم ومن أحسبهم يجاهدون في سبيل الله .
- هناك صحفيون لهم علاقات مع دول وهناك مَنْ يحضرون حفلات لسفراء بعينهم .
- التقيتُ وزير الشؤون الإسلامية في لقاء عادي ولم يتم أي استدعاء لي أو نقاش عن الخطبة .
- لا أشترى صُحُفاً مُطْلقاً ولا أقرأ الجرائد إلا إذا ركبتُ الطائرة.. وأتابع كُتّاب المقالات من خلال مكتبي .
- الداعية حُرٌّ في أن يتقاضى أجراً عن برامجه في القنوات ويصرفه في الدعوة أو في مساعدة الناس .
- لا أتقاضى ريالاً واحداً عن محاضراتي.. حتى تذاكر السفر والسكن الخاصة بي أتكفَّلُ بها .
- 95% من الأخبار التي تُنشر عني لا أعلم عنها شيئاً.. ولم أطلب من أحد أن يصوِّرني .
حوار - عبدالعزيز العصيمي – سبق: أصرَّ الشيخ الدكتور محمد العريفي على اتهامه "بعض" الصحفيين بـ"الخونة"، وعلى قوله إن "بعضهم" لا يساوي "بصاق" سماحة المفتي العام للسعودية. وقال: إذا كان هؤلاء يتكلمون في حق كبار العلماء فماذا أقول فيهم؟!
ونفى "بالفم المليان" - على حسب تعبيره - أن يكون استُدعي من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية، وأشار إلى عدم استغلال "منبر الجمعة" في التطاول على الصحفيين، وقال "التقيتُ معالي الشيخ صالح آل الشيخ في لقاء عادي، ولم يتم أي استدعاء لي أو نقاش عن الخطبة". وأكد العريفي في حوار مع "سبق" أنه كلف ثلاثة محامين بمتابعة مَنْ أساء إليه قضائياً، وأنهم فعلا بدؤوا عملهم.
ونفى "العريفي" أن يكون مُحبًّا للظهور. مؤكداً أنه لم يطلب من أحد أن يصوِّره أو يضع صورته على غلاف مجلة.
وكشف العريفي عن "سر" رفض وزير الإعلام الأسبق فؤاد الفارسي الرد على مكالمته. مشيراً إلى أنه لا يعرف أسباب منعه 7 سنوات من الظهور في التليفزيون السعودي. وأكد العريفي أنه ذهب إلى الجنود على الحدود الجنوبية أثناء حرب المتسللين الحوثيين "تقرباً إلى الله"، و"يعتز بذلك"، فيما رفض الكشف عن سبب رفضه الظهور مع الإعلامي تركي الدخيل في إضاءات. مؤكداً في الوقت نفسه أن من حق الداعية الحصول على مقابل نظير برامجه التليفزيونية؛ لأن "الفضائيات تكسب".
وقال العريفي إن أحب الدعاة وأقربهم إليه الشيخ سلمان العودة، وإنه على اتصال دائم بالشيخ عائض القرني.
وفيما يأتي نص الحوار:
*هل ما زلت على رأيك حول الصحفيين الذين وصفتَهم بالخونة؟ أم أنك تسرعتَ في هذا القول وندمت، خاصة أنه صدر منك من فوق منبر الجمعة ردٌّ على الحملة الشرسة من أقلام "بعض" الصحفيين؟
- الله سبحانه وتعالى يقول {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس}، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول "مَنْ سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"، وقد أخذ الله تعالى الميثاق على كل من أوتي العلم أن يبين للناس الحق، وأن ينهاهم عن الباطل، ويحذرهم من المكائد التي تحيط بهم، و"منبر الجمعة" منبر لأجل تذكير الناس ووعظهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصعد "منبر الجمعة" ويحذِّر من الأخطاء الواقعة؛ فعندما أرسل ابن اللتبية -رضي الله عنه- ليجمع الصدقات، وجاء وقد أُهديت إليه بعض الهدايا فأخذها لنفسه؛ فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر وحذَّر من هذه الظاهرة، وإن كان قصد بها شخصاً يعرفه الصحابة فقال "ما بال قوم نستعملهم على عمل فيأتي أحدهم ويقول هذا لكم وهذا أهدي إلي".
ومن ثَمَّ فـ"منبر الجمعة" الخطيب مطالَبٌ من فوقه أن يأمر الناس بالخير ويوجه للأخطاء ويحذر من المكائد التي تحيط بهم، ولو أنه فتحت لنا مجالات في الصحافة كما فُتحت لغيرنا ممن ينشرون أفكارهم، سواء كانت ليبرالية أو علمانية أو ما شابه ذلك، لما اضطررنا لاستعمال الوسائل المتاحة لنا كمنبر الجمعة ووسائل الإعلام المختلفة أو من خلال الإنترنت، لكن عندما صارت كثير من الصحف تحصر مقالاتها التي تنشرها على مجموعة من الكُتّاب الذين يتبنون فكراً معيناً اضطررنا إلى أن نُحذّر الناس عبر الوسائل المتاحة بين أيدينا، ومن قال إن منبر الجمعة خاص فقط بوعظ الناس وتذكيرهم بالجنة والنار فهو لا يعرف سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن منبر الجمعة أوسع من ذلك، وما يتحدث به الخطيب أكبر من ذلك بكثير.
أما ما يتعلق بخطبتي عن الصحافة والصحفيين فالقرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - كانت مدروسة بعناية، وعلى واقعٍ نَظَرَ إليه خادم الحرمين، ونظر إليه الإخوة من مستشارين وغيرهم، ولم تصدر هذه القرارات جزافاً؛ فعندما يُصدر الملك - يحفظه الله - قراراً بمنع الكلام عن أهل العلم في الصحافة ألا يدل ذلك على أمر واقع رآه خادم الحرمين فصدر القرار بناء على ذلك؟ وفي الخطبة أنا أثنيت على القرارات الملكية، ثم تكلمت عن الصحفيين الذين يتكلمون في أهل العلم، ويطعنون في مبادئ الإسلام، وينتقصون من مسائل الدين، ويتكلمون في الدين بما لا يليق.. هؤلاء هم مَنْ قصدتهم، فقلت هؤلاء "خونة"؛ فمن يتآمر على الدين ويُسقط الدعاة والمشايخ من أعين الناس هو بلا شك متآمر، والذين غضبوا هم على قول أهلنا المصريين "اللي على راسه بطحة يتحسس عليها"، أما من يكتبون في الإصلاح والخير فهؤلاء لم يغضبوا، وقد تبيّن لي "من خلال ما يصلني في مكتبي" أن عدداً كبيراً من الصحفيين الفضلاء، الذين يتحدثون فيما ينفع الناس، فهموا حديثي.
* هل يليق بداعية أن يصف بعض الصحفيين بأنهم لا يساوون بصاق سماحة المفتي؟
- إذا كان الشخص يتكلم في عالِم، وهو أقل من أن يتكلم فيه، لا أرى بأساً أن يوصف بهذا الوصف ما دام الوصف مثلما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول "تربت يداك"، "قاتلك الله"، ونحو ذلك من ألفاظ تجري على لسان العرب دون قصد باطنها.
الصحفيون والمظاهرات
* ألا ترى أنك قسوت على بعض الصحفيين السعوديين ورؤساء التحرير عندما قُلْتَ إن موقفهم كان متخاذلاً في موضوع المظاهرات؟
- هؤلاء يستحقون القسوة في هذا الموضوع، وما زلت مُصِرًّا على رأيي، والمقالات التي ردت عليّ كلها كانت تتجنب الرد على الإحصائية التي ذكرتها، ونصف هذه المقالات التي كُتبت حول أصحابها المسألة إلى "مسألة شخصية" وليس نقاشاً موضوعياً فتكلموا في مظهري وشكلي وفي نيتي ونحو ذلك، وأنا ما زلتُ مُصِرًّا على هذه الإحصائية التي ذكرتها؛ عندما تنشر جريدة "عكاظ" 297 مقالاً ولا يتناول موضوع المظاهرات سوى 5 فقط منها أليس ذلك عيباً؟ وجريدة "الرياض" 270 مقالاً ولا يتكلم عن المظاهرات سوى 5 فهذا عيب أيضاً! وأتحدى هؤلاء الصحفيين بأن يأتوا برد على هذه الإحصائيات، إنْ كان لديهم رد.
*من أين أتيت بالإحصائيات والأرقام؟
-الإحصائيات من الأخ مفرح الجابري، هو من ذكرها في الإنترنت، وتأكدت منها بنفسي، وهو كاتب يكتب في موقع "لجينيات" ومواقع أخرى، ومتابَعٌ لما يُكتَب في الصحافة السعودية.
*هل يصحُّ أن تستند إلى كاتب يكتب في مواقع إلكترونية وقد تكون كتاباته غير موثقة؟
- أنا أعرف "الجابري" شخصياً، وجرى بيننا اتصالات حول الإحصاءات، وتأكدت من هذه المعلومات بنفسي، وقمت بعمل بعض الإحصاءات بنفسي، وتأكدت من صحة حديثه.
*هدَّدت بمقاضاة كل من تهجَّم عليك وقُلْتَ إنك ستطاردهم قضائياً فماذا فعلتَ في هذا الإجراء؟ ومن الذي يدعمك مالياً؟
-قمتُ بتوكيل ثلاثة محامين، وهم بدؤوا في إجراءات رفع الشكاوى لعدد من الجهات؛ ليستطيعوا تغطية الشكاوى كافة. وبالنسبة للدعم المادي والمعنوي فأنا – ولله الحمد - أدعم نفسي بنفسي، وبيني وبين المحامين اتفاق يحدد مسؤوليات كل طرف، وقابلتُ كبار المسؤولين في عدد من الجهات، وكانوا فرحين بالخطبة، ووافقوني تماماً على ما ذكرته، وأن "بعض" الصحفيين لهم "مصالح أخرى" بعيداً عن سياسة الوطن الدينية، ولولا الحرج لذكرت الأسماء الآن. وقد قال بعضهم إنه سمع الخطبة بعد يومين على الإنترنت.
لا أعرف مناصبهم..
*هل مَنْ ذكرتهم صحفيون وكُتَّاب أم رؤساء تحرير؟
- صدقاً، لا أعرف مناصبهم، ولا أكتمك - وأنا صادق - أنني منذ عشر سنوات، منذ بدء عمل "النت"، أصبحت لا أشترى صُحُفاً مُطْلقاً، ولا أقرأ الجرائد إلا إذا ركبت الطائرة، لكني أعرف كُتّاب المقالات بما يُنشر من خلال المكتب عندي؛ فهم يرفعون لي ما يُكتب في الصحافة، لكني لا أعرف مناصب هؤلاء ولا أحتاج إلى معرفتها.
*هل هناك أدلة واضحة لديك أن من تقصدهم مدعومون من جهات مختلفة؟
-هذا أمر مشتهر؛ فهناك صحفيون لهم علاقات مع بلدان، وهناك من يحضرون حفلات لسفراء بعينهم؛ فلماذا لا تدعو هذه السفارات غير هؤلاء من الصحفيين؟ لماذا لا يدعون الصحفيين العقلاء؟!!
* ولكن هناك بعض المشايخ لم يتحدثوا عن المظاهرات؛ فلماذا لم تتناولهم في خطبتك؟ وإذا كنت مؤمناً بما قُلْتَ ألا ترى أن مثل هذه المجموعات من الصحفيين يجب أن تُكتب عنهم دراسات موثقة بحقائق وإحصاءات بدلاً من كلمات عابرة في خطبة أو مقالة؟
-ليس أنا فقط من تصدى للرد على هؤلاء الصحفيين، بل هذه الإحصاءات أشار إليها فضيلة الشيخ سعد البريك، وفضيلة الشيخ ناصر العمر، وكلام الشيخ ناصر صُوِّر وبُثَّ في النت، وموجود على موقعه، وربما لو كان في خطبة جمعة لذكرها في خطبته، وذكرها غيره من الخطباء غير المعروفين، ولكني لا أعلم لماذا يقصد الصحفيون محمد العريفي بخاصة؟!!
* في موقعتك مع الشيخ السيستاني ووصفك له بصفات سلبية وجدتَ الدعم والمساندة من الكثير من العلماء والأئمة والخطباء، ولكن في حديثك عن الصحفيين واتهامك لهم بالخيانة تخلى عنك الكثير منهم، لماذا؟
- كانت قضية مع "بعض" الصحفيين، هذا ما قلته.
* كلفتَ محامياً لمقاضاة صحيفة يومية شهيرة؛ لأنها أوردت خبراً في صدر صفحتها الأولى أن وزارة الشؤون الإسلامية نبَّهتك بعدم استغلال المنبر في الحرب ضد الآخرين، وأنت أكدت عدم صحة الخبر، ماذا حدث حول القضية؟!
-ما أوردته الصحيفة كذب، وأقولها بـ"الفم المليان". وقد التقيتُ معالي الشيخ صالح آل الشيخ في لقاء عادي، ولم يتم أي استدعاء لي أو نقاش عن الخطبة، بل إنني أذكر عندما كذَّبتُ خبر الصحفية ردت الصحيفة بالقول إن المصدر طلب عدم ذكر اسمه!! فلماذا رفض نشر اسمه إن كان صادقاً.
* متى تعترف بأنك أخطأت؟ وهل لديك الشجاعة بأن تعترف بخطئك في حق من وصفتهم بالخيانة؟
- الذين يكتبون ضد الإسلام، وينتقصون وينالون من الأخيار والعلماء، لا يستحقون وصفاً غير الذي وصفتُهُم به، أما الصحفيون الذين يكتبون عن البطالة وغلاء المهور وقضايا المجتمع وهمومهم..، وهي هموم الوطن والمواطن، فلم أتعرض لهم بشيء، بل لي منهم أصدقاء.
* هناك مَنْ يتهمون بعض الدعاة بالمتاجرة بالدعوة، سواء على المحيط المجتمعي أو الفضائي؟ وأنت متهم بالتربح من الفضائيات وبأنك حققت ثراءً فاحشاً؟
- بالنسبة للقنوات الفضائية فإنها تُحقِّق مكاسب من البرامج والإعلانات، بل إنني كان لي برنامج في إحداها لمدة ساعة، وكان هناك فاصل واحد، وفي الأسبوع الثاني صار فاصلَيْن، والأسبوع الثالث صارت أربعة فواصل، وكلها إعلانات، وهذا يدل على كثرة الطلبات على الإعلان في البرنامج؛ فالقناة تربح من البرامج، والمشايخ الذين يقدمون برامج في الفضائيات يستعينون بلجان إعداد، وأنا لدي مَرْكَزا إعداد في كل من اليمن ومصر، يضمان موظفين، بينهم دكاترة، ويتقاضون رواتب ومكافآت، ولا أحد يعمل مجاناً، وهناك من يعمل مرة أو مرتين احتساباً، ولكن لا يمكن أن يستمر محتسباً.. فما دامت القناة تربح من ورائك فمن حقك أن تأخذ حقوقك وتدفع حقوق من يعملون معك بالكامل. وهناك بعض القنوات متواضعة المصادر؛ لذا أكثر الدعاة يعطونها البرامج بالمجان، حتى قيمة إرسال المادة لهم لا نأخذ منهم شيئاً عليها.
* هناك من يقول إن الداعية أصبح ينافس لاعب كرة القدم المحترف في الأجر.. ما رأيك؟
- لا أرى مانعاً طالما أن القنوات تكسب من وراء الداعية؛ فهو حُرٌّ في أن يتقاضى أجراً ويصرفه في الدعوة أو في مساعدة الناس، هو مال حلال اكتسبه، أما بالنسبة لمحاضرات المساجد والدعوة فلا أرى جواز أن يأخذ عليها الداعية مالاً، حتى تذاكر السفر والسكن الخاصة بي أنا أتكفل بها، بل إنني عندما أسافر لإلقاء محاضرة لا أحاول حتى مواعدتهم على وليمة؛ حتى لا أكلفهم ذبائح.
* تحرص على الظهور أمام الكاميرات وأنت آخر "شياكة"، هل ترى ذلك قصوراً في المنطق، أم ضرورة مفقودة من الدعاة؟
-لا أتكلف في الظهور؛ أخرج بثوب مكوي، و"غترة" مكوية، و"بشت" مكوي فقط؛ لو كنت أحرص على نقش معين في الثوب، أو وجود أقلام ماركات أو "بشوت" غالية؛ فيمكن أن يُقال هذا الحديث. الله سبحانه يخلق ما يشاء.
*الشيخ العريفي صار نجم غلاف مجلات..!
- لم أقل لمجلة أبداً "ضعوا صورتي على الغلاف أو في أي مكان"، وأؤكد أن 95% من الأخبار التي تُنشر عني لا أعلم عنها شيئاً.
* البعض يقول إن الشيخ العريفي من أكثر الدعاة حباً للإعلام والظهور في كل مَحْفل، ويستغل الأحداث جيداً؛ ليكون أمام الكاميرات، ودللوا على ذلك بظهورك أثناء ردع السعودية الحوثيين بقوة في الإعلام.. ما ردك؟
- بالنسبة للحرب ضد الحوثيين فقد ذهبتُ إلى الجنوب والتقيتُ جنودنا البواسل تقرباً لله بزيارتهم ومَنْ أحسبهم يجاهدون في سبيل الله، والشباب كانوا يصوِّرون بجوالاتهم والجنود كذلك، والجيش كذلك لديه لجان إعلامية متخصصة لحث الجنود على الثبات، وذهبتُ بناء على دعوة رسمية من قائد الجيش، وأرسلوا لي خطاباً بدعوتي للجامعة، وذهبتُ، وحتى تذاكري لم آخذها من الجيش، بل إنني حرصت على ألا أخرج للإعلام بلباس عسكري، وأنا لا أستطيع منع الإعلام من تغطية حدث أو مناسبة. أما بالنسبة لزياراتي المرضي فأنا لا أطلب من الصحفيين أن يصوروني أبداً، حتى بعض القنوات اتصل العاملون بها وحاولوا تصويري، لكني رفضت، فبدؤوا يُدخلون "واسطات" حتى وافقتُ على التصوير.
*ما شعورك وأنت تذهب للجنوب بلباس عسكري؟
- أشعر بأنني أتعبد لله، وأن رجليك تغبران في سبيل الله، وعندما تسمع صوتك حول هذه الجبال، وعندما ترى هؤلاء الرجال وهم ليسوا مُلتحين ويسألونك الدعوة لهم بالشهادة، بل عندما ذهبتُ للقيادة ظُهْراً وألقيت محاضرة، طلب مني شخص أن أتوسط له - وهو فني - ليذهب من القيادة للخطوط الأمامية.. عندما ترى هذه النماذج تعتريك مشاعر كثيرة.
* يُقال إن الدعاة في السعودية دائماً لا يتفقون، وليس لهم رأي واحد، أو تجمُّع يجمعهم؛ فكل منهم في سبيله، هل أنت مع أم ضد هذا القول؟
-عندما أجتمع مع الدعاة العاملين في الساحة لا أرى بيننا خلافاً، أما الخلاف المحتمل في الفتوى بين العلماء فهو في وجهات نظر، أما قضايا الأمة فالدعاة متفقون عليها.
* هاجر عددٌ من الدعاة للخارج، وخصوصاً لدولة قطر، هل هي فكرة محمودة أم "بدعة"؟ ومن واقع تجربتك الشخصية كيف تراها؟
- كان لدي برنامج كل يوم سبت في قطر، وكانت الطائرة تقلع مبكرة، وبرنامجي الساعة العاشرة مساء؛ فوجد الشباب لدي وقتاً؛ فطلبوا أن أُلقي محاضرة لهم في هذا الوقت، وكنتُ لا أذهب للفندق، بل من الطائرة للمحاضرة، ومنها للبرنامج. أما الدعاة فلا أعرف سبباً لذهابهم إلى قطر، وكل ما أعرفه أن الشخص يجلس في المكان الذي يحس فيه بالاستقرار، وينفع فيه الناس.
*هل صحيح أنه عُرض عليك الجنسية القطرية؟
-أبداً، غير صحيح، بل إنني لم ألتقِ مسؤولاً كبيراً قطرياً أبداً، لا أمير البلاد ولا نائبه.
* انتشر مقطع لك يمثل "نكتة" عن حادث ظن صاحبه أنه انتقل للآخرة ورأى الحور العين، وبُثّ هذا المقطع في قنوات شيعية وتنصيرية، وأخيراً قناة "العربية"، لماذا تم الاحتفاء بهذا بالمقطع؟
قال إن "العُوْدة" الأقرب إليه وخالد عبدالرحمن "لديه خطوط حمراء" ونفى تشجيعه "الاتحاد"
العريفي يكشف سِرَّ رفض الفارسي الرد على مكالمته ويتساءل عن منعه من التليفزيون السعودي
عدسة : عبدالله النحيط
- مُصِرٌّ على اتهامي لـ"بعض" الصحفيين بـ"الخونة" وللصحيفة المشهورة بـ"الكذب" .
- مَنْ يتهم كبار العلماء ويقدح فيهم ويحاول النَّيْل منهم.. ماذا أقول فيهم؟
- ذهبتُ إلى الجنوب والتقيتُ جنودنا البواسل تقرباً لله بزيارتهم ومن أحسبهم يجاهدون في سبيل الله .
- هناك صحفيون لهم علاقات مع دول وهناك مَنْ يحضرون حفلات لسفراء بعينهم .
- التقيتُ وزير الشؤون الإسلامية في لقاء عادي ولم يتم أي استدعاء لي أو نقاش عن الخطبة .
- لا أشترى صُحُفاً مُطْلقاً ولا أقرأ الجرائد إلا إذا ركبتُ الطائرة.. وأتابع كُتّاب المقالات من خلال مكتبي .
- الداعية حُرٌّ في أن يتقاضى أجراً عن برامجه في القنوات ويصرفه في الدعوة أو في مساعدة الناس .
- لا أتقاضى ريالاً واحداً عن محاضراتي.. حتى تذاكر السفر والسكن الخاصة بي أتكفَّلُ بها .
- 95% من الأخبار التي تُنشر عني لا أعلم عنها شيئاً.. ولم أطلب من أحد أن يصوِّرني .
حوار - عبدالعزيز العصيمي – سبق: أصرَّ الشيخ الدكتور محمد العريفي على اتهامه "بعض" الصحفيين بـ"الخونة"، وعلى قوله إن "بعضهم" لا يساوي "بصاق" سماحة المفتي العام للسعودية. وقال: إذا كان هؤلاء يتكلمون في حق كبار العلماء فماذا أقول فيهم؟!
ونفى "بالفم المليان" - على حسب تعبيره - أن يكون استُدعي من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية، وأشار إلى عدم استغلال "منبر الجمعة" في التطاول على الصحفيين، وقال "التقيتُ معالي الشيخ صالح آل الشيخ في لقاء عادي، ولم يتم أي استدعاء لي أو نقاش عن الخطبة". وأكد العريفي في حوار مع "سبق" أنه كلف ثلاثة محامين بمتابعة مَنْ أساء إليه قضائياً، وأنهم فعلا بدؤوا عملهم.
ونفى "العريفي" أن يكون مُحبًّا للظهور. مؤكداً أنه لم يطلب من أحد أن يصوِّره أو يضع صورته على غلاف مجلة.
وكشف العريفي عن "سر" رفض وزير الإعلام الأسبق فؤاد الفارسي الرد على مكالمته. مشيراً إلى أنه لا يعرف أسباب منعه 7 سنوات من الظهور في التليفزيون السعودي. وأكد العريفي أنه ذهب إلى الجنود على الحدود الجنوبية أثناء حرب المتسللين الحوثيين "تقرباً إلى الله"، و"يعتز بذلك"، فيما رفض الكشف عن سبب رفضه الظهور مع الإعلامي تركي الدخيل في إضاءات. مؤكداً في الوقت نفسه أن من حق الداعية الحصول على مقابل نظير برامجه التليفزيونية؛ لأن "الفضائيات تكسب".
وقال العريفي إن أحب الدعاة وأقربهم إليه الشيخ سلمان العودة، وإنه على اتصال دائم بالشيخ عائض القرني.
وفيما يأتي نص الحوار:
*هل ما زلت على رأيك حول الصحفيين الذين وصفتَهم بالخونة؟ أم أنك تسرعتَ في هذا القول وندمت، خاصة أنه صدر منك من فوق منبر الجمعة ردٌّ على الحملة الشرسة من أقلام "بعض" الصحفيين؟
- الله سبحانه وتعالى يقول {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس}، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول "مَنْ سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"، وقد أخذ الله تعالى الميثاق على كل من أوتي العلم أن يبين للناس الحق، وأن ينهاهم عن الباطل، ويحذرهم من المكائد التي تحيط بهم، و"منبر الجمعة" منبر لأجل تذكير الناس ووعظهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصعد "منبر الجمعة" ويحذِّر من الأخطاء الواقعة؛ فعندما أرسل ابن اللتبية -رضي الله عنه- ليجمع الصدقات، وجاء وقد أُهديت إليه بعض الهدايا فأخذها لنفسه؛ فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر وحذَّر من هذه الظاهرة، وإن كان قصد بها شخصاً يعرفه الصحابة فقال "ما بال قوم نستعملهم على عمل فيأتي أحدهم ويقول هذا لكم وهذا أهدي إلي".
ومن ثَمَّ فـ"منبر الجمعة" الخطيب مطالَبٌ من فوقه أن يأمر الناس بالخير ويوجه للأخطاء ويحذر من المكائد التي تحيط بهم، ولو أنه فتحت لنا مجالات في الصحافة كما فُتحت لغيرنا ممن ينشرون أفكارهم، سواء كانت ليبرالية أو علمانية أو ما شابه ذلك، لما اضطررنا لاستعمال الوسائل المتاحة لنا كمنبر الجمعة ووسائل الإعلام المختلفة أو من خلال الإنترنت، لكن عندما صارت كثير من الصحف تحصر مقالاتها التي تنشرها على مجموعة من الكُتّاب الذين يتبنون فكراً معيناً اضطررنا إلى أن نُحذّر الناس عبر الوسائل المتاحة بين أيدينا، ومن قال إن منبر الجمعة خاص فقط بوعظ الناس وتذكيرهم بالجنة والنار فهو لا يعرف سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن منبر الجمعة أوسع من ذلك، وما يتحدث به الخطيب أكبر من ذلك بكثير.
أما ما يتعلق بخطبتي عن الصحافة والصحفيين فالقرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - كانت مدروسة بعناية، وعلى واقعٍ نَظَرَ إليه خادم الحرمين، ونظر إليه الإخوة من مستشارين وغيرهم، ولم تصدر هذه القرارات جزافاً؛ فعندما يُصدر الملك - يحفظه الله - قراراً بمنع الكلام عن أهل العلم في الصحافة ألا يدل ذلك على أمر واقع رآه خادم الحرمين فصدر القرار بناء على ذلك؟ وفي الخطبة أنا أثنيت على القرارات الملكية، ثم تكلمت عن الصحفيين الذين يتكلمون في أهل العلم، ويطعنون في مبادئ الإسلام، وينتقصون من مسائل الدين، ويتكلمون في الدين بما لا يليق.. هؤلاء هم مَنْ قصدتهم، فقلت هؤلاء "خونة"؛ فمن يتآمر على الدين ويُسقط الدعاة والمشايخ من أعين الناس هو بلا شك متآمر، والذين غضبوا هم على قول أهلنا المصريين "اللي على راسه بطحة يتحسس عليها"، أما من يكتبون في الإصلاح والخير فهؤلاء لم يغضبوا، وقد تبيّن لي "من خلال ما يصلني في مكتبي" أن عدداً كبيراً من الصحفيين الفضلاء، الذين يتحدثون فيما ينفع الناس، فهموا حديثي.
* هل يليق بداعية أن يصف بعض الصحفيين بأنهم لا يساوون بصاق سماحة المفتي؟
- إذا كان الشخص يتكلم في عالِم، وهو أقل من أن يتكلم فيه، لا أرى بأساً أن يوصف بهذا الوصف ما دام الوصف مثلما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول "تربت يداك"، "قاتلك الله"، ونحو ذلك من ألفاظ تجري على لسان العرب دون قصد باطنها.
الصحفيون والمظاهرات
* ألا ترى أنك قسوت على بعض الصحفيين السعوديين ورؤساء التحرير عندما قُلْتَ إن موقفهم كان متخاذلاً في موضوع المظاهرات؟
- هؤلاء يستحقون القسوة في هذا الموضوع، وما زلت مُصِرًّا على رأيي، والمقالات التي ردت عليّ كلها كانت تتجنب الرد على الإحصائية التي ذكرتها، ونصف هذه المقالات التي كُتبت حول أصحابها المسألة إلى "مسألة شخصية" وليس نقاشاً موضوعياً فتكلموا في مظهري وشكلي وفي نيتي ونحو ذلك، وأنا ما زلتُ مُصِرًّا على هذه الإحصائية التي ذكرتها؛ عندما تنشر جريدة "عكاظ" 297 مقالاً ولا يتناول موضوع المظاهرات سوى 5 فقط منها أليس ذلك عيباً؟ وجريدة "الرياض" 270 مقالاً ولا يتكلم عن المظاهرات سوى 5 فهذا عيب أيضاً! وأتحدى هؤلاء الصحفيين بأن يأتوا برد على هذه الإحصائيات، إنْ كان لديهم رد.
*من أين أتيت بالإحصائيات والأرقام؟
-الإحصائيات من الأخ مفرح الجابري، هو من ذكرها في الإنترنت، وتأكدت منها بنفسي، وهو كاتب يكتب في موقع "لجينيات" ومواقع أخرى، ومتابَعٌ لما يُكتَب في الصحافة السعودية.
*هل يصحُّ أن تستند إلى كاتب يكتب في مواقع إلكترونية وقد تكون كتاباته غير موثقة؟
- أنا أعرف "الجابري" شخصياً، وجرى بيننا اتصالات حول الإحصاءات، وتأكدت من هذه المعلومات بنفسي، وقمت بعمل بعض الإحصاءات بنفسي، وتأكدت من صحة حديثه.
*هدَّدت بمقاضاة كل من تهجَّم عليك وقُلْتَ إنك ستطاردهم قضائياً فماذا فعلتَ في هذا الإجراء؟ ومن الذي يدعمك مالياً؟
-قمتُ بتوكيل ثلاثة محامين، وهم بدؤوا في إجراءات رفع الشكاوى لعدد من الجهات؛ ليستطيعوا تغطية الشكاوى كافة. وبالنسبة للدعم المادي والمعنوي فأنا – ولله الحمد - أدعم نفسي بنفسي، وبيني وبين المحامين اتفاق يحدد مسؤوليات كل طرف، وقابلتُ كبار المسؤولين في عدد من الجهات، وكانوا فرحين بالخطبة، ووافقوني تماماً على ما ذكرته، وأن "بعض" الصحفيين لهم "مصالح أخرى" بعيداً عن سياسة الوطن الدينية، ولولا الحرج لذكرت الأسماء الآن. وقد قال بعضهم إنه سمع الخطبة بعد يومين على الإنترنت.
لا أعرف مناصبهم..
*هل مَنْ ذكرتهم صحفيون وكُتَّاب أم رؤساء تحرير؟
- صدقاً، لا أعرف مناصبهم، ولا أكتمك - وأنا صادق - أنني منذ عشر سنوات، منذ بدء عمل "النت"، أصبحت لا أشترى صُحُفاً مُطْلقاً، ولا أقرأ الجرائد إلا إذا ركبت الطائرة، لكني أعرف كُتّاب المقالات بما يُنشر من خلال المكتب عندي؛ فهم يرفعون لي ما يُكتب في الصحافة، لكني لا أعرف مناصب هؤلاء ولا أحتاج إلى معرفتها.
*هل هناك أدلة واضحة لديك أن من تقصدهم مدعومون من جهات مختلفة؟
-هذا أمر مشتهر؛ فهناك صحفيون لهم علاقات مع بلدان، وهناك من يحضرون حفلات لسفراء بعينهم؛ فلماذا لا تدعو هذه السفارات غير هؤلاء من الصحفيين؟ لماذا لا يدعون الصحفيين العقلاء؟!!
* ولكن هناك بعض المشايخ لم يتحدثوا عن المظاهرات؛ فلماذا لم تتناولهم في خطبتك؟ وإذا كنت مؤمناً بما قُلْتَ ألا ترى أن مثل هذه المجموعات من الصحفيين يجب أن تُكتب عنهم دراسات موثقة بحقائق وإحصاءات بدلاً من كلمات عابرة في خطبة أو مقالة؟
-ليس أنا فقط من تصدى للرد على هؤلاء الصحفيين، بل هذه الإحصاءات أشار إليها فضيلة الشيخ سعد البريك، وفضيلة الشيخ ناصر العمر، وكلام الشيخ ناصر صُوِّر وبُثَّ في النت، وموجود على موقعه، وربما لو كان في خطبة جمعة لذكرها في خطبته، وذكرها غيره من الخطباء غير المعروفين، ولكني لا أعلم لماذا يقصد الصحفيون محمد العريفي بخاصة؟!!
* في موقعتك مع الشيخ السيستاني ووصفك له بصفات سلبية وجدتَ الدعم والمساندة من الكثير من العلماء والأئمة والخطباء، ولكن في حديثك عن الصحفيين واتهامك لهم بالخيانة تخلى عنك الكثير منهم، لماذا؟
- كانت قضية مع "بعض" الصحفيين، هذا ما قلته.
* كلفتَ محامياً لمقاضاة صحيفة يومية شهيرة؛ لأنها أوردت خبراً في صدر صفحتها الأولى أن وزارة الشؤون الإسلامية نبَّهتك بعدم استغلال المنبر في الحرب ضد الآخرين، وأنت أكدت عدم صحة الخبر، ماذا حدث حول القضية؟!
-ما أوردته الصحيفة كذب، وأقولها بـ"الفم المليان". وقد التقيتُ معالي الشيخ صالح آل الشيخ في لقاء عادي، ولم يتم أي استدعاء لي أو نقاش عن الخطبة، بل إنني أذكر عندما كذَّبتُ خبر الصحفية ردت الصحيفة بالقول إن المصدر طلب عدم ذكر اسمه!! فلماذا رفض نشر اسمه إن كان صادقاً.
* متى تعترف بأنك أخطأت؟ وهل لديك الشجاعة بأن تعترف بخطئك في حق من وصفتهم بالخيانة؟
- الذين يكتبون ضد الإسلام، وينتقصون وينالون من الأخيار والعلماء، لا يستحقون وصفاً غير الذي وصفتُهُم به، أما الصحفيون الذين يكتبون عن البطالة وغلاء المهور وقضايا المجتمع وهمومهم..، وهي هموم الوطن والمواطن، فلم أتعرض لهم بشيء، بل لي منهم أصدقاء.
* هناك مَنْ يتهمون بعض الدعاة بالمتاجرة بالدعوة، سواء على المحيط المجتمعي أو الفضائي؟ وأنت متهم بالتربح من الفضائيات وبأنك حققت ثراءً فاحشاً؟
- بالنسبة للقنوات الفضائية فإنها تُحقِّق مكاسب من البرامج والإعلانات، بل إنني كان لي برنامج في إحداها لمدة ساعة، وكان هناك فاصل واحد، وفي الأسبوع الثاني صار فاصلَيْن، والأسبوع الثالث صارت أربعة فواصل، وكلها إعلانات، وهذا يدل على كثرة الطلبات على الإعلان في البرنامج؛ فالقناة تربح من البرامج، والمشايخ الذين يقدمون برامج في الفضائيات يستعينون بلجان إعداد، وأنا لدي مَرْكَزا إعداد في كل من اليمن ومصر، يضمان موظفين، بينهم دكاترة، ويتقاضون رواتب ومكافآت، ولا أحد يعمل مجاناً، وهناك من يعمل مرة أو مرتين احتساباً، ولكن لا يمكن أن يستمر محتسباً.. فما دامت القناة تربح من ورائك فمن حقك أن تأخذ حقوقك وتدفع حقوق من يعملون معك بالكامل. وهناك بعض القنوات متواضعة المصادر؛ لذا أكثر الدعاة يعطونها البرامج بالمجان، حتى قيمة إرسال المادة لهم لا نأخذ منهم شيئاً عليها.
* هناك من يقول إن الداعية أصبح ينافس لاعب كرة القدم المحترف في الأجر.. ما رأيك؟
- لا أرى مانعاً طالما أن القنوات تكسب من وراء الداعية؛ فهو حُرٌّ في أن يتقاضى أجراً ويصرفه في الدعوة أو في مساعدة الناس، هو مال حلال اكتسبه، أما بالنسبة لمحاضرات المساجد والدعوة فلا أرى جواز أن يأخذ عليها الداعية مالاً، حتى تذاكر السفر والسكن الخاصة بي أنا أتكفل بها، بل إنني عندما أسافر لإلقاء محاضرة لا أحاول حتى مواعدتهم على وليمة؛ حتى لا أكلفهم ذبائح.
* تحرص على الظهور أمام الكاميرات وأنت آخر "شياكة"، هل ترى ذلك قصوراً في المنطق، أم ضرورة مفقودة من الدعاة؟
-لا أتكلف في الظهور؛ أخرج بثوب مكوي، و"غترة" مكوية، و"بشت" مكوي فقط؛ لو كنت أحرص على نقش معين في الثوب، أو وجود أقلام ماركات أو "بشوت" غالية؛ فيمكن أن يُقال هذا الحديث. الله سبحانه يخلق ما يشاء.
*الشيخ العريفي صار نجم غلاف مجلات..!
- لم أقل لمجلة أبداً "ضعوا صورتي على الغلاف أو في أي مكان"، وأؤكد أن 95% من الأخبار التي تُنشر عني لا أعلم عنها شيئاً.
* البعض يقول إن الشيخ العريفي من أكثر الدعاة حباً للإعلام والظهور في كل مَحْفل، ويستغل الأحداث جيداً؛ ليكون أمام الكاميرات، ودللوا على ذلك بظهورك أثناء ردع السعودية الحوثيين بقوة في الإعلام.. ما ردك؟
- بالنسبة للحرب ضد الحوثيين فقد ذهبتُ إلى الجنوب والتقيتُ جنودنا البواسل تقرباً لله بزيارتهم ومَنْ أحسبهم يجاهدون في سبيل الله، والشباب كانوا يصوِّرون بجوالاتهم والجنود كذلك، والجيش كذلك لديه لجان إعلامية متخصصة لحث الجنود على الثبات، وذهبتُ بناء على دعوة رسمية من قائد الجيش، وأرسلوا لي خطاباً بدعوتي للجامعة، وذهبتُ، وحتى تذاكري لم آخذها من الجيش، بل إنني حرصت على ألا أخرج للإعلام بلباس عسكري، وأنا لا أستطيع منع الإعلام من تغطية حدث أو مناسبة. أما بالنسبة لزياراتي المرضي فأنا لا أطلب من الصحفيين أن يصوروني أبداً، حتى بعض القنوات اتصل العاملون بها وحاولوا تصويري، لكني رفضت، فبدؤوا يُدخلون "واسطات" حتى وافقتُ على التصوير.
*ما شعورك وأنت تذهب للجنوب بلباس عسكري؟
- أشعر بأنني أتعبد لله، وأن رجليك تغبران في سبيل الله، وعندما تسمع صوتك حول هذه الجبال، وعندما ترى هؤلاء الرجال وهم ليسوا مُلتحين ويسألونك الدعوة لهم بالشهادة، بل عندما ذهبتُ للقيادة ظُهْراً وألقيت محاضرة، طلب مني شخص أن أتوسط له - وهو فني - ليذهب من القيادة للخطوط الأمامية.. عندما ترى هذه النماذج تعتريك مشاعر كثيرة.
* يُقال إن الدعاة في السعودية دائماً لا يتفقون، وليس لهم رأي واحد، أو تجمُّع يجمعهم؛ فكل منهم في سبيله، هل أنت مع أم ضد هذا القول؟
-عندما أجتمع مع الدعاة العاملين في الساحة لا أرى بيننا خلافاً، أما الخلاف المحتمل في الفتوى بين العلماء فهو في وجهات نظر، أما قضايا الأمة فالدعاة متفقون عليها.
* هاجر عددٌ من الدعاة للخارج، وخصوصاً لدولة قطر، هل هي فكرة محمودة أم "بدعة"؟ ومن واقع تجربتك الشخصية كيف تراها؟
- كان لدي برنامج كل يوم سبت في قطر، وكانت الطائرة تقلع مبكرة، وبرنامجي الساعة العاشرة مساء؛ فوجد الشباب لدي وقتاً؛ فطلبوا أن أُلقي محاضرة لهم في هذا الوقت، وكنتُ لا أذهب للفندق، بل من الطائرة للمحاضرة، ومنها للبرنامج. أما الدعاة فلا أعرف سبباً لذهابهم إلى قطر، وكل ما أعرفه أن الشخص يجلس في المكان الذي يحس فيه بالاستقرار، وينفع فيه الناس.
*هل صحيح أنه عُرض عليك الجنسية القطرية؟
-أبداً، غير صحيح، بل إنني لم ألتقِ مسؤولاً كبيراً قطرياً أبداً، لا أمير البلاد ولا نائبه.
* انتشر مقطع لك يمثل "نكتة" عن حادث ظن صاحبه أنه انتقل للآخرة ورأى الحور العين، وبُثّ هذا المقطع في قنوات شيعية وتنصيرية، وأخيراً قناة "العربية"، لماذا تم الاحتفاء بهذا بالمقطع؟