المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العصر الحجري في كوريا ..........


باحث أثار
2007-05-10, 12:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
اقدم لكم هذا الموضوع الذي سوف يتسائل الكثير عنه خصوصا انه يتكلم عن
دولة اسيوية وهي ( كوريا )

العصر الحجري في كوريا

هناك اتجاه عام يشير إلي أن الإنسان الحجري الأول بدأ في استيطان شبه الجزيرة الكورية منذ حوالي 40000 إلي 50000 عاما، والى الآن لم يتضح ما إذا كان الكوريون الحاليون ينحدرون من هذا الإنسان الحجري الأول أم لا. وفيما يتعلق بأسلوب معيشة الإنسان الأول، فقد سكن بعضهم الكهوف في حين بنى البعض الآخر على الأراضي المسطحة.وقد اتباتوا على الفاكهة والجذور الصالحة للأكل وصيد السمك والحيوانات.

أما إنسان أواخر العصر الحجري فقد ظهر في كوريا في حوالي عام 4000 قبل الميلاد، وترجع اثارهم المنشرة في شتى ارجاء شبه الجزيرة الكورية الى 3000 عام قبل الميلاد. ويتخذ شكل اليقين أن إنسان أواخر العصر الحجري هو الذي ينحدر منه الكوريون الحاليون. وقد قطن إنسان أواخر العصر الحجري بالقرب من الشواطئ والأنهار قبل أن يتوسع في سكني باقي الاراضي. وكان صيد البحر مصدر غذائهم الأول، حيث كانوا يستخدمون الشباك وخيوط الصيد في صيد الأسماك والمحار. وكان صيد الحيوانات مصدر آخر للحصول على الغذاء. ومن بين أثار هذا الإنسان الحجري وجد بعض السهام وما يلزمها من قطع اخرى. وبعد ذلك بدأ إنسان أواخر العصر الحجري في ممارسة الأنشطة الزراعية وكانت أداواتهم هي الجاروف والمنجل الحجري وحجر الراحي.

وقد بدأت زراعة الأرز منذ العصر البرونزي واستمرت حتى عام 400 قبل الميلاد. كما عاش إنسان هذا العصر في أكواخ ، واستخدم الأكواخ الحجرية كمقابر. وبما أن الزراعة كانت أحد الأنشطة الرئيسية، تكونت القرى ونمت واصبح لحكامها ارتباط وثيق بالطبقة الحاكمة العليا. واصبح من الضروري وضع القوانين لحكم البلاد. في مملكة " ان كو تشوسون"(من 2333 إلى 194 قبل الميلاد) كان القانون يتكون من 8 مواد، لا يزال 3 منها معروفة الى الآن.

وتلك المواد الثلاثة أولها: قتل من يقتل في الحال. ثانيها: من يصب اخر عليه تعويضه ببعض المحاصيل. وثاليها: من يسرق ممتلكات الغير يصبح عبدا للمسروق.

ولم يطرأ على المنازل الكورية التقليدية أي تغير منذ حقبة الممالك الثلاث أي منذ اواخر عهد مملكة تشوسون (1392-1910).

ولكوريا نظام فريد في التدفئة يدعى " اوندول " وهو يمر تحت أرضية المباني، وقد استخدم أول الأمر في الجزء الشمالي. فكانت الحرارة والأدخنة تمر في قنوات اسفل الأرضيات. أما في الجزء الجنوبي الأكثر دفئا، كان هذا النظام يستخدم تحت مع الارضيات الخشبية. وكانت المواد الرئيسية المستخدمة في البناء هي الخشب والطين. ومن الجدير بالذكر أن مقر الرئاسة الكورية يطلق عليه " تشونغ واه داي " او البيت الازرق وذلك بعد استخدام القرميد الازرق في تغطية سطحه.

وكانت البيوت التقليدية تبنى بدون استخدام حيث كان يتم تجميعها عن طريق الأوتاد الخشبية. وكانت منازل الطبقة العليا تتكون من عدة بنايات، إحداها لاقامة النساء والاطفال، والثاني لاقامة ضيوف العائلة والرجال، واخر لاقامة الخدم وكل البنية يحيط بها سور. ويوجد خلف المنزل لنصب التذكاري للجدود. وفي بعض الاحيان كان يبنى أمام المنزل وخارج السور حوض لزهور اللوتس.

وكانت طبيعة المنازل في الشمال البارد تختلف عنها في الجنوب الدافئ. وكانت المنازل التقليدية البسيطة مستطيلة الشكل وتتكون من مطبخ وحجرة على احد الجانبين وقد تطورت المنازل الى منازل على شكل حرف (L) في الجنوب وعلى شكل (U) في الشمال أو بشكل مربع في المناطق المتوسطة من الجزء الشمالي.

ومنذ أواخر الستينات بدأ شكل المنازل الكورية في التغير الى البناء على الطريقة الغريبة او الابنية المعددة الطوابق وبدأ هذا النظام في الانتشار بسرعة في كل ارجاء البلاد منذ السبعينات.

وبدأ الكوريون في نسج الملابس باستعمال الجذور الخشبية وخيوط النباتات كما كانوا يربون دوة القز من اجل انتاج الحرير. وخلال فترة الثلاث ممالك كان الرجال يرتدون " التشوجوري " وهو جاكيت و" الباجي " وهو السروال و" توروماجي " أو المعطف الخارجي، كما كانوا يرتدون قبعة وحزام وحذاء. أما النساء فكانت ترتدي " التشوكوري" وهو جاكيت قصير ولها تشريطان طويلان يربطان ليكونان عقدة امامية تدعى " الووتكوروم "، وهناك أيضا التنورة التي ترتفع الى ما فوق الوسط وتسمى " التشي ما "، كذلك كانت النساء ترتدي جوارب قطنية وحذتء على شكل مركب، وفي مجمله يدعى الزي الكوري " الهانبوك ". وقد توارثته الاجيال عبر مئات السنين مع وجود بعض التغييرات الطفيفة تتمثل في تغيير اطوال التشوكوري والتشي ما.

وبدأت الازياء الغربية في الانتشار في كوريا خلال الحرب الكورية (1950-1953)، وفي فترة الستينات والسبعينات تناقص تدريجيا استخدام الهانبوك. وقد حشد محبى الهانبوك جهودهم من أجل تصميم اشكال اكثر سهولة في ارتدائها من الهانبوك.

ويرتدي الهانبوك في المناسبات الخاصة كبداية السنة القمرية والتشوسوك او عيد الحصاد، واعياد الاسرة مثل الموبيل الستينى للفرد او هوان - كاب.

من بين عناصر الحياة الاساسية وهي المنازل والملابس والطعام، كان تعير العادات الغذائية من أكثر التغييرات التي اصابت حياة الكوريين. وان كان لا يزال الارز هو الوجبة الاساسية للكوريين، وان كانت الاجيال الصغيرة بدأت تميل الى الاطعمة الغربية.

ويقدم بجانب الازر العديد من الاطباق منها خضروات الموسم والحساء واللحم. ولا تكتمل الوجبة الكورية بدون " الكيمتشي " وهو خليط من الخضروات المملحة مثل الكرنب الاسيوي والفجل والبصل الاخضر والخيار. وبعض أنواع الكيمتش تصنع حارة باضافة مسحوق الفلفل الاحمر او تنقع في سائل حار. ويستعمل الثوم من اجل اصافة نكهة مميزة للكيمتشي.

في نهاية شهر نوفمبر او بداية ديسمبر، تهتم الاسرة الكورية بصنع الكيمجامغ او اعداد الكيمتشي من اجل استخدامه طوال فترة الشتاء. وخلال العقود القليلة الماضية كان الكيمتشي يصنع بكميات كافية لفصل الشتاء ويوضع في اواني ويخزن في القبو(البدروم) من اجل الحفاظ على نكهته.

ومع انتشار الابنية الامتعددة الطوابق، بدأ صناع الاجهزة الكهربائية في تصنيع ثلاجات خاصة لحفظ الكيمتشي. كما بزعت صناعت الكيمتشي مع تزايد عدد الاسر التي تشتريه بدلا من صنعه بالمنزل.

وبالاضافة إلى الكميتشي هناك التوينجانغ (أو معجولن الحبوب الكورية) وما لها من تأثير مضاد للسرطان والذي استحوذ على اهتمام علماء التغذية مؤخرا. وكان الكوريون يصنعون هذا المعجون في المنزل عن طريق على الحبوب الصفراء ثم تجفيفها في الظل ونقعها في ماء مملح ثم يخمر في ضوء الشمس. ولم تعد العديد من الاسر تصنع هذا المعجون بالمنزل واتجهت الى شرائه معدا من الاسواق.

أما بالنسبة إلى الاطباق التي تدخل فيها اللحوم فناك البلغوعي(المصنوع من اللحم البقري) والكلبي(المصنوع من اللحم البقري او لحم الخمزير) وهما من اكثر الاطباق المفضلة للكوريين والاجانب على حد سواء.

الحياة العائلية http://www.arab2korea.net/images/button/bullet02.gifفي كوريا القديمة كانت الاسرة تمتد لتشكل ثلاث أو أربعة أجيال يعشون في نفس المنزل. وبسبب ارتفاع معدل وفيات الأطفال في ذلك الوقت كانت الاسر تميل الى زيادة الانجاب.

ولكن مع دخول الدولة في عصر التصنيع والمدنية منذ بداية الستينات والسبعينات، بدأت خطة نشطة لتحديد النسل. وانخفض متوسط عدد الأطفال في كل أسرة الى طفلين او اقل في الثمانينات.

وطبقا للتقاليد الكنفوشيوسية، كان الابن الاكبر يتولى زمام الامور في العائلة بعد وفاة الاب، مما ادى الى تفضيل الذكور على الاناث في كوريا القديمة. وللتغلب على هذه المشكلة قامت الحكومة باعادة صياغةالقوانين المتعلقة بالاسرة بما يضمن المساواة بين الذكور والاناث في الارث.

وقد زاد التصنيع من صعوبة الحياة وجعلها اكثر تعقيدا، مما دعا الاجيال الجديدة الى الانفصال وتكوين اسر تعيش بعيدا عن الاسرة الممتدة. وحاليا معظم الاسر في كوريا تتخذ شكل الاسرة النواة الصغيرة.

الاحتفالات http://www.arab2korea.net/images/button/bullet02.gifفي كوريا قديما كان هناك العديد من الاعياد ذات الطابع الديني. وكانت في فترة حكم الممالك المتحدة بداية الاحتفال الرسمي باعياد الشكر والحصاد. ومنها عيد " يونجو بيو " او اسحضار الأرواح بقرع الطبول، "تونجماينغ " عيد مؤسس كوكوريو، و " مونشون تونغ - بي " او رقصة الجنة. وغالبا تكون الاعياد في شهر التاسع من اشهر السنة القمرية، وبعد انتهاء اعياد الحصاد يأتي عيد يونجوبيو. في الشهر ثاني عشر من اشهر النسة القمرية.

وقد ظل احتفال الحصاد واعياد الشكر كما هي بدون تغيير خلال فترة حكم الممالك التالية وقد زادت عليها الاحتفالات الخاصة بكل مملكة. ونظرا لطبيعة الحياة المزدحمة بالاحداث حاليا، فقدت كوريا العديد من احتفالاتها التقليدية.

وان كان هناك بعض الاعياد التي لا يزال يحتفل بها مثل، اليوم الاول من السنة القمرية والذي يدعى " سول " والذي يكون في الفترة ما بين اواخر شهري يناير وفبراير، وفيه يجتمع كل افراد الاسرة معا.

وفيه يرتدي الكوريون الزي التقليدي الهانبوك او ابهى ثيابهم ويقوموا بمراسم إحياء ذكرى الراحلين. وبعد هذه المراسم يقوم اعضاء الاسرة الاصغر سنا بالانحناء الى من يكبرهم سنا.

ومن الاعياد الاخرى " ديبوروم " الذي يوافق اكتمال اول قمر من السنة عيد سول، وخلال هذا العيد يصلي الفلاحون والصيادون من اجل محصول وفير وطالع سعيد للاسرة وطرد الحظ السئ وذلك من حلال اعداد اطباق خاصة من الخضروات الموسمية.

وهناك ايضا " دانوو " او اليوم الخامس من أيام السنة القمرية، وهو عطلة للفلاحين من اجل الاستمتاع مع ذويهم بشتى اشكال المرح والتسلية، بينما تقوم السيدات بغسل شهورهن بماء ناتج عن غلى زهور السوسن لطرد الحظ السئ. وكان دانوو واحدا من الاعياد الكبرى قديما ولكنه الآن يحتفل به في عدد قليل من المقاطعات.

وهناك ايضا " تشوسوك " وهو اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من اشهر السنة القمرية وهو من اقدم الاعياد التي لا تزال كوريا الحديثة تحتفل بها.

وتكتظ الطرق السريعة بالسيارات وتغلق المتاجر أبواتها لثلاثة ايام. ويجتمع شمل الأسرة ويحيون ذكرى الراحلين ويزورون المقابر. وفي فترة عيد تشوسوك تنفذ كل الاماكن على الطائرات والقطارات.

ويوم ميلاد بوذا هو اليوم الثامن من الشهر الرابع من أشهر السنة القمرية، كذلك عيد ميلاد السيد المسيح يستمتع به كل طوائف الكوريين بغض النظر عن ديانتهم. وفي احتفالات ميلاد بوذا يقوم اتباع بوذا باقامة طقوس خاصة في المعابد ويقومون باعداد مواكب كبيرة وتزيين الشوارع بالفوانيس الملونة.

وهناك العديد من المناسبات العائلية المهمة بالنسبة للكوريين والتي تقام فيها الاحتفالات ومنها " بيكئيل " او اليوم الميئوي لميلاد الطفل. و" دول " العيد الاول لميلاد الطفل، " هوان-كاب " العيد الستيني للشخص وهو بمثابة اتمام الشخص لدائرة الفلك الشرقي. وكانت هذه الاعياد هامة جدا في الماضي حيث ان متوسط الاعمار كان منخفضا نسبيا ومعدل الوفيات كان مرتفعا.

وكان يتجمع في هذه المناسبات كل الاقارب في الماضي، ولكن حاليا يحضر هذه الأعياد أقرب الاقرباء فقط. وفيما يتعلق بالعيد الستيني أصبحت اشكال الاحتفال به مختلفة فغالبا ما يحتفل له من خلال السفر في جولة خارج كوريا بدلا من الاحتفال به في المنزل.


هذا الموضوع منقول للأمانة

صدى البراري
2007-05-10, 03:21 PM
أيام في كوريا الشمالية ... بلاد التناقضات تصل اليها «عبر الزمان» لترى سلاحاً نووياً الى جانب عربات تجرها الثيران

تعتبر زيارة كوريا الشمالية، او بحسب اسمها الرسمي «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية»، بحق، رحلة في الزمان نحو الماضي قرابة نصف قرن على الأقل. وليس في العالم اليوم بلد يشبه هذه البلاد، ولا شعب يعيش كما يعيش شعبها، فهي من حيث الطبيعة لوحة فنية خارقة الجمال، زاهية الألوان، خلابة المناظر. والدخول إليها يؤكد انها مجرد لوحة، فباستثناء طبيعتها فإن كل شيء فيها يعمل على طريقة التحكم من بعد
http://www.alhayat.com/special/features/05-2007/Item-20070506-62515320-c0a8-10ed-01b2-
تمثال كيم ايل سونغ ومن خلفه المتحف الوطني

وهي بلاد التناقضات بامتياز، ففي الوقت الذي تقارع فيه الولايات المتحدة الأميركية بالسلاح النووي لا تزال تفتقر مثلاً شبكة هاتف خليوي او شبكة بريد إلكتروني (انترنيت)، عدا عن الأجهزة الرسمية والحزبية. وفي الوقت الذي تعتبر فيه دولة ملحدة وليس فيها اي نوع من دور العبادة فإن طقوس العبادة المطلقة تمارس تجاه زعيمها الراحل كيم ايل سونغ ونجله الحاكم الحالي كيم جونغ ايل.

وقد تكون الجغرافيا هي العامل الحاسم الذي تعمل عليه سلطات هذه البلاد لمواصلة احكام قبضة فولاذية على شعبها، فكوريا الشمالية تقع على خط التماس بين اربع دول كبرى هي الصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة التي لا تزال تنشر قواتها العسكرية في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. واللعب على التناقضات بين هذه الدول العظمى يجعل من الشطر الشمالي لكوريا منطقة شديدة الحساسية، فلا الولايات المتحدة تستطيع ان تكرر تجربة الحرب الكورية (بين العامين 1950 و 1953) ولا الصين في وارد التضحية بنفوذها فيها لأنها تشكل خاصرتها الرخوة. من هنا كان تشكيل لجنة سداسية تضم، إضافة إلى الصين والولايات المتحدة الأميركية، روسيا واليابان والكوريتين الشمالية والجنوبية، لمعالجة ملف امتلاك الشطر الشمالي أسلحة نووية.

وللسلاح النووي في كوريا الشمالية قصة لا بد ان تروى.

كوريا الشمالية، هي بلد يعتمد بصورة اساسية على زراعة الرز والذرة والقمح بكميات بالكاد تكفي 25 مليون نسمة يشكلون عدد السكان. وإنتاج القوت اليومي للناس يعتمد بصورة اساسية على أحوال الطقس. وعندما شهدت كوريا الشمالية حالة جفاف وانحباس للمطر في العقد الماضي أدت المجاعة الى وفاة اكثر من مليون نسمة من دون ان تتحرك هيئات الإغاثة الدولية لمد يد العون، إلا من بعض المساعدات التي قدمتها كل من الصين وروسيا وهي تشكل فتاتاً لا يغني عن جوع، فكان ان توجهت السلطات إلى العمل على اتجاهين، الأول هو الأسلحة الصاروخية والثاني هو منطق «البلطجة» النووية. في الاتجاه الأول بدأت كوريا الشمالية تواجه مصاعب في تصريف الإنتاج بسبب الضغط الأميركي المتواصل على هذه السوق والمراقبة الدقيقة لحركة الموانئ الكورية، أما في الاتجاه الثاني فإن السلطات الكورية الشمالية عرفت جيداً ان موقعها الجغرافي من الحساسية بمكان يجعلها في موقع التفاوض القوي بين الدول العظمى، وبنجاحها في إنتاج القنبلة الذرية فرضت على هذه الدول تسوية تقضي بتقديم بضعة بلايين من الدولارات من اجل تفكيك برنامجها النووي.

هكذا اخذ الملف النووي الكوري في تشرين الأول (اكتوبر) من العام الماضي يحتل حيزاً كبيراً في الإعلام العالمي، من دون ان يكون لأي من المؤسسات الإعلامية في العالم القدرة على الدخول الى تلك البلاد التي تعتبر آخر معاقل الستالينية في العالم، فمجرد دخول تلك البلاد يعد امراً مثيراً لشهية اي صحافي.

وكان من الطبيعي لنا التواصل مع من يتيسر من قدامى الأصدقاء اليساريين الذين تربطهم علاقة جيدة بحزب العمال الاشتراكي الحاكم في كوريا الشمالية للمساعدة في الحصول على تأشيرة دخول، وفي البال معرفة مسبقة بأن طبيعة هذا البلد غير مضيافة في تعاملها مع الصحافيين ولا متساهلة معهم.


http://www.alhayat.com/special/features/05-2007/Item-20070506-62515320-c0a8-10ed-01b2-ede83a1780a2/aroud_15.jpg_440_-1.jpg
من العروض الاحتفالية في الذكرى 95 لميلاد كيم ايل سونغ

لا سفارة لكوريا الشمالية في بيروت، لذلك كان لا بد من التوجه الى دمشق ولقاء القائم بالأعمال الكوري الشمالي الذي قدم نفسه باسم «كيم ابو عبدو». بعد التعارف وتقديم طلب الذهاب الى بلاده رسمياً بصورة شفهية كان واضحاً جداً من الإجابة أنه سينقل الطلب إلى بلاده ويعطي الرد في مهلة أيام. امتدت المهلة أكثر من أسبوعين ليأتي الجواب بأن لا رغبة لدى بلاده باستقبال صحافيين في تلك المرحلة، وان الأمر قد يتطلب بضعة اشهر. الى ان كان شهر آذار (مارس) الماضي عندما جاءت الموافقة على التأشيرة مع توضيح لا يقبل اللبس انه سيكون هناك «تضييق شديد» على عملنا، وان خط السير الذي يجب ان نعتمده هو عبر العاصمة الصينية بكين. وسبق ختم التأشيرة على جواز السفر استيضاح عن المعدات التي ستكون في حوزتنا. وقبل مغادرة السفارة أوضح لنا «ابو عبدو» ان الطيران الكوري الشمالي غير مدرج ضمن أنظمة الطيران العالمية على أجهزة الكومبيوتر وبالتالي علينا الاتصال به وإبلاغه موعد وصولنا الى بكين ليؤمن لنا حجزاً على الطيران الكوري الى العاصمة الكورية الشمالية بيونغيانغ.

بعد أيام قليلة، واثر حصولنا على تأشيرة دخول الى الصين وشراء تذكرة السفر أجرينا اتصالاً اخيراً بـ «ابو عبدو» لإبلاغه بموعد وصولنا بكين، فأفادنا ايضاً انه يمنع علينا اخذ هواتف خليوية وانه يسمح فقط بإدخال آلات التصوير المخصصة للهواة.

من بكين استقللنا طائرة روسية الصنع قديمة من طراز ايليوشين 62 في رحلة دامت ساعة ونصف الساعة الى العاصمة بيونغيانغ. مع وصولنا الى تلك المدينة استقبلتنا في ارض المطار بضع طائرات قديمة ومبنى من ثلاث طبقـات رفعت فوقه صورة الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم ايل سونغ. وفي ارض المطار كان جنود الحراسة يتـحـركـون بـأناقة عسكرية لافتة واحترام كبير في تعاملهم مع الركاب، وكان لافتاً وجود مرافقين كوريين على ارض المطار بانتظار الركاب الأجانب على الطائرة لذا لم تأخذ معاملات ختم الجوازات الكثـيـر من الوقـت كـذلك تفتيش الحقائب، وقبل مغادرة منطقـة الجمارك تمّ جمع أجهزة الهواتف الخليوية من كل الأجانب (لا يحمل الكوريون هواتف خليوية) وأعطي كل صاحب جهاز ورقة لإبرازها عند المغادرة لاستعادة هاتفه. وقبل التوجه الى الحافلة كان التنبيه الأول علينا انه يمنع التصوير من الحافلات تحت طائلة المسؤولية.

تحركت الحافلة تشق طريقها بين مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية على طرق شبه خالية الا من بعض المشاة او راكبي الدراجات الهوائية او الحناطير التي تجرها الثيران، يتحركون على شوارع ترابية بين بيوت خشبية على الطراز الصيني او بين ابنية حكومية ومصانع، فيما كان لافتاً ان الفلاحين في هذه الحقول كان يحرثون الأرض بمحاريث تجرها الثيران ايضاً.

كان الجو غائماً والطبيعة في المراحل الأولى للبس ثوب الربيع، لذا كان الكثير من أشجارها لا يزال عارياً مع براعم خضراء صغيرة على الغصون، فيما كانت الأعشاش المهجورة للعصافير تبدو جلية في أعالي الشجر، وأنواع أخرى من العصافير الوافدة تبدو وهي في المراحل الأولى من بنائها اعشاشاً جديدة. لم يكن الطقس بارداً على رغم بعض رذاذ المطر الذي غسل الحشائش في الحقول فزاد من خضرتها، وجعل عبير الطين الممزوج بروائح بعض انواع الزهور البرية يقتحم شقوق النوافذ في الحافلة الى انوفنا مستحضراً رائحة الريف.

بعد مسيرة قاربت نصف الساعة أطلت علينا مدينة بيونغيانغ بأبنية ترك الزمان على الكثير منها بصمات قاسية من الرطوبة وانقشاع الدهان عن الجدران، كما أطلت نصب وتماثيل ضخمة تحكي قصة بلاد عاشت حروباً قاسية تخللها الكثير من الانكسارات والانتصارات.

كان فريقنا الإعلامي عبارة عن شخصين، المصور وأنا، لكن مرافقي فريقنا الكوريين كانوا أربعة، ثلاثة رجال وامرأة، اثنان منهم يخاطباننا فيما الاثنان الآخران هما عبارة عن سائق وشخص آخر لم تحدد لنا وظيفته ولا هو يتكلم لغة أجنبية.

اقتادتنا الحافلة الصغيرة الى فندق يقع فوق جزيرة في نهر يتلوى في بيونغيانغ بهدوء الأفعى، وليس فوق هذه الجزيرة مبان أخرى سوى مبنى حكومي قيل لنا انه مسرح، لكن، طوال إقامتنا في الأيام الستة لزيارتنا لم نر اي حركة فيه.

اما الفندق فهو مبنى ضخم يضم اكثر من أربعين طبقة، كل شيء فيه يدل على عدم الاستخدام فترات طويلة، وكل الموظفين يتحركون وعلى صدورهم أزرار تحمل صورة الزعيم الراحل كيم ايل سونغ. لا يمكن ان يجرى الاتصال بين الغرف الا عبر المقسم المركزي في الفندق، اما الاتصال الى خارج البلاد فيتم في إحدى زوايا البهو الأرضي فيما هناك ستارة تكشف اكثر مما تخفي الأشخاص المكلفين التنصت على المكالمات. وفوق طاولة الاستقبال رفعت لوحة إلكترونية تشير الى ان اسعار الغرف باليورو، وهي اسعار خيالية لا تتناسب مع شكل الفندق والخدمات التي يقدمها، فايجار الغرفة العادية 250 يورو وفنجان القهوة السوداء سعره سبعة يورو، اما قنينة المياه المعدنية الصغيرة فيبلغ سعرها ثلاثة يورو، فيما يبلغ سعر وجبة الطعام، على، فقرها 15 يورو. هكذا فإن التعاطي المالي مع الأجنبي في هذه البلاد هو كالتعاطي مع البقرة الحلوب

http://www.alhayat.com/special/features/05-2007/Item-20070506-62515320-c0a8-10ed-01b2-
سد البحر الغربي قرب مدينة نام فو

بعد استراحة قصيرة، اعلمنا مرافقنا الكوري «هان» ان سبب الموافقة على زيارتنا بلاده هو الاحتفالات التي تشهدها لمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لولادة الزعيم كيم ايل سونغ الذي توفي عام 1994، وان اول النشاطات التي يجب ان نقوم بتغطيتها هو مهرجان استعراضي ضخم يشارك فيه اكثر من مئة ألف استعراضي في ملعب كبير لكرة القدم في بيونغيانغ، والطريف في الأمر انه كان علينا ان ندفع خمسين يورو بدل إيجار لقطعة قماش زرقاء كتب عليها حرف «ب» باللغتين الكورية والإنكليزية للتعريف عن أنفسنا بأننا صحافيون، كما علينا ان ندفع 300 يورو ثمن كل تذكرة للدخول الى هذا الاستعراض. لم يكن الاجتماع مع أحد كبار المسؤولين في اليوم الأول لوصولنا ذا فائدة في تغيير اي من البرامج المعدة لنا سلفاً، وأبلغنا بوضوح انه علينا الالتزام بالبرنامج كما هو، وان موضوع الملف النووي غير قابل للكلام فيه بأي صورة من الصور.

برنامج الزيارة كان ككل شيء في هذه البلاد، معد مسبقاً تماماً كوجبات الطعام في المطاعم، فليس في اي من المطاعم التي دخلناها لائحة طعام، وإنما على الزبون ان يتناول ما يقدم له كماً ونوعاً بلا تعديل، وان حصل وطالب (كما حصل معنا اكثر من مرة) بأي تعديل في الكم على الأقل (لا إمكانية للتعديل في النوع) فإن الأمر يتطلب نقاشاً مطولاً بين المسؤولين عن المطعم وأحياناً يتطلب الأمر اتصالاً بجهة عليا.


الديبلوماسيون الأجانب: الاعتصام على شجرة أو الانتحار!

حياة الديبلوماسيين الأجانب مأساة فعلية في كوريا الشمالية، فكل أعضاء السلك الديبلوماسي يعيشون في مجمع واحد مقسم الى فيلات مستقلة تحت حراسة ومراقبة شديدتين. يمنع عليهم زيارة اي منطقة خارج بيونغيانغ من دون تصريح، ويمنع على اي كوري زيارة هذا المجمع من دون تصريح. ولأن دوام المترجمين الذين يعملون مع أعضاء السلك الديبلوماسي ينتهي عند الساعة الخامسة مساء، يصبح المنفس الوحيد لهؤلاء هو تبادل الزيارات.

ينحصر الحضور العربي في السلك الديبلوماسي بأربع سفارات تمثل سورية وليبيا ومصر وفلسطين، ومن المقرر ان تقفل السفارة الليبية أبوابها في نهاية الشهر الجاري. ولا يكاد يتجاوز الحضور الديبلوماسي العربي في هذه السفارات السفير وزوجته اما العاملون فهم عادة من الكوريين الذين يتقاضون مرتباتهم من حكومتهم فيما تتقاضى حكومتهم أجورهم من السفارة المعنية.

ويبلغ المرتب الذي تتقاضاه كوريا عن كل موظف في سفارة ما بين السبعين والمئة يورو فيما يبلغ المرتب الذي يصل الى هذا الموظف من حكومته ما يقارب اليورو ونصف اليورو شهرياً.

يسمح للديبلوماسيين فقط بتركيب صحون استقبال لمحطات التلفزة الفضائية وبامتلاك هواتف خليوية تعمل عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك في مقابل رسم مالي «خيالي» يبلغ المئات من اليورو شهرياً.

وتشكل الصين المصدر الرئيسي لتزود الديبلوماسيين بالغذاء، اذ يقوم الديبلوماسي، بحسب أوضاعه المادية، بزيارة الى احدى القرى الصينية في شمال كوريا يتسوق خلالها بكل شيء من المأكل والمشرب وبأسعار رخيصة جداً اذا قورنت بالأسعار في كوريا الشمالية وبنوعية لا يمكن مقارنتها بالنوعية السيئة في كوريا الشمالية.

هذه الأوضاع توقع الكثير من الديبلوماسيين في حالات اكتئاب وتجعلهم يرتكبون أفعالاً تفوق الخيال. فمنذ مدة وجيزة قام أحد الديبلوماسيين بخلع ملابسه وأبقى على شورت رياضي وتسلق شجرة في حديقة السفارة ونادى على الموظفين قائلاً لهم ان يبلغوا بلاده انه لن ينزل عن الشجرة الا بعد ان يتلقى قراراً بنقله من كوريا.

وكان ان صدر القرار بعد يومين من بقائه على الشجرة.

وهناك ديبلوماسي آخر آثر الانتحار بشنق نفسه في حديقة منزله

هذه اضافات جمعتها من موقع واخر للمشاركة وانزال الفائدة

عبدالهادي المفرج التميمي
2007-05-10, 05:18 PM
موضوع مهم اخي باحث اثار جدا

والله ما توقعت هذا من الكوريين

وشكرا اخوووووووي صدى البراري على هذي الاضااااااااافة

مشكوووووووووووووووووور




سلام

سلوم
2007-08-09, 08:37 AM
تسلم اخي باحث اثار على هذي المعلومات القيمة والمفيدة

اتمنى ان نرى لك موضوعات مصاحبه كما عهدناك

بوخليل
2007-08-11, 07:39 AM
كل هذا عند الكوريين

والله انهم شعب قديم جدا

ولد الديرة
2007-08-14, 09:51 PM
شكرا لك على هذي المعلومات

ربي يعافيك

المــهـاجــر 2008
2007-08-14, 10:21 PM
مشكور أخوي باحث آثار و أخوي صدى البراري

معلومات رائعه عن كوريا

@الذيب@
2007-08-21, 10:18 PM
جزيت خير وزوجت بكرا
.
.
.
.
.
جزيت خير وزوجت بكرا

منصور المناع
2007-11-21, 05:54 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

حتى كوريا وصلتها يالذيب

ومشكور أخوي صدى البراري على الإضافه

ماشاء الله عليكم

ابو بندر
2007-11-22, 05:42 AM
الله يسلمك ويعطيك الصحة وطولة العمر
انت تثري القسم بالجديد والمفيد
بارك الله فيك

أبو فهد 2008
2007-11-22, 02:26 PM
الله يعطيك العافية ما شاء وش هذا الإبداع تسلم يمينك

تحياتي

rhaal
2007-11-25, 09:11 PM
تسلم أخوي باحث أثار ما شاء الله عليك

وتشكر أخوي صدى البراري على الإضافه الرائعه

كل هذا عند الكوريين والله عجبه

بن خميس
2007-12-14, 06:17 AM
موضوعات خاصة وتاخذ طابع مميز
انها بصمة اخي باحث آثار
فشكرا له من الاعماق على هذا المجهود

ذهول العاصفة
2007-12-22, 03:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخي الكريم
باحث اثار
الله يعطيك العافية بارك الله فيكـــ وجزاكـــ الله كل خير
في انتظار جديدكـــ الممتع لامحاله
لك مني خالص
الاحترام والتقدير
!!!اخـــــــــوكـــــــــــ ذهـــــــــــول العاصفة ــــــــ!!!