تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أرجوك...لا تدفعني!


نصار
2011-05-04, 04:07 AM
"أرجوك، لا تدفعني، أستطيع أن أتحرك بمفردي".

جملة ترتطم بأي شخص يحاول أن يدفع الكرسي المتحرك للشاب منار منير الصغير (23 عامًا).
لا يقبل منار أي نظرة شفقة، وأي مساعدة، فهو قادر على فعل كل شيء وحده، كل شيء.


عندما تذهب إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، التي سيتخرج منها الصيف المقبل، ستجده في كل مكان،
في مختبرات الكمبيوتر، وفي الصالة الرياضية، وفي عمادة شؤون الطلاب،
سيُخامِرك شعور عندما تشاهده في كل تلك الأماكن في أوقات متقاربة، إنه يركب طائرة تحمله على متنها من مكان إلى آخر،
لكن في الحقيقة إنه لا يركب سوى طموحه الذي يجعله يطير!


وأكثر ما يلفتك في منار سعادته التي تكسو وجهه، وابتسامته التي لا تخلو منها ملامحه الوادعة،
فهو في فرح لا ينقطع، تُعبِّر عنه أطرافه، وعيناه، وقمصانه الأنيقة ذات الأكمام القصيرة، وتفوقه الدراسي.


من يشاهد منار على الكرسي سيعتقد أنه ولد عليه من فرط انسجامهما وتآلفهما معاً.
لكن الواقع خلاف ذلك تمامًا، فمنار لم يجلس على الكرسي إلا قبل 6 سنوات فقط،
وتحديدًا في 20 يوليو عام 2002م عندما أجرى عملية جراحية في عموده الفقري في مستشفى (برنسيس جريس) بلندن.
فقبل إجرائه العملية لم يكن يعاني سوى من انحناءة طفيفة في كتفه الأيمن وبعد العملية أصبح يعاني من مشكلة في حبله الشوكي،
قبل العملية كان يمشي على قدميه، وبعد العملية صار يمشي بيديه على كرسي متحرك.


استقبل منار نبأ شلله بإيمان واحتساب كبيرَين ساهم في صمود والديه وعدم انهيارهما.
رباطة الجأش التي تحلَّى بها انعكست على معنويات أسرته.


يقول منار: "كان أمامي خياران، أن أنكفئ وأموت، أو أمضي وأعيش".
اختار أن يعيش!
مضى في علاج طبيعي شاق، فبدأ يتحسن بصورة تدريجية، لكن لا فرار من الكرسي.


بعد أن قضى 3 أشهر في بريطانيا امتلأت فيها معدته بالأدوية والمسكنات، عاد إلى المملكة جائعًا،
تواقًا لرؤية شقيقاته الثلاث ندى (18 عامًا)، وزينب (13 عامًا)، وعلياء (11 عامًا).
سعادته بلقائهن أنسته كل الأيام الصعبة التي تجرَّعها في لندن وفتحت شهيته للدراسة والنجاح.

بعد أقل من عام من عودته من بريطانيا استأنف دراسة الثانوية العامة في مدرسته التي غادرها: مدرسة تاروت الثانوية.
لم يكن الأمر سهلاً أن يعود لمدرسته، فمدرسته شأنها شأن السواد الأعظم من مدارسنا، لم تألف الكراسي المتحركة،
مما دفع والده إلى التَّكفل بتمهيد وتعبيد ممرات المدرسة وأزقتها من جيبه الخاص لتستطيع أن تستقبل ابنه منار وكرسيه!


عاد منار إلى مقاعد الدراسة وكله إصرار أن يتفوق وألا يخذل أبويه.
كان يذاكر وهو يحمل حلمهما في رأسه، حلمهما بدخول جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومتابعة دراسته العليا.


كان يتحامل على آلامه في سبيل حلمهما، كان يُدرِك أنه فقد قدميه، لكن لم يفقد عقله وطموحه.

وبالفعل، نجح منار بتفوق في الثانوية العامة أذهل القاصي والداني،
ودخل الجامعة التي يبتغيها، والتخصص الذي يُنشِده. وضرب مثالاً ولا أروع في الصبر والتغلب على الإحباط، واليأس.

سيتخرج منار من الجامعة بعد شهور قليلة، وسيتابع دراسته العليا،
ليثبت أن الإعاقة ليست في الأجساد بل في العقول.

تذكَّروا اسم منار جيداً، فهذا الفتى لن يتوقف عن حصد الإعجاب، وخطف الألباب بجسارته وشجاعته وذكائه.

تحية لوالديه اللذين لم يدفعا كرسيه، لكن دفعا أحلامه وطموحاته،
ولم يخبئانه كما يفعل نحو 720 ألف أب في المملكة يخجلونمن ظهور أبنائهم المعاقين .

عبدالرحمن التميمي
2011-05-04, 08:01 AM
فعلا الإعاقة هي إعاقه العقل وليست إعاقة الجسد
...قصّة فيها من الدروس
شكرا لك

بقآيآ .. حرف
2011-05-04, 08:47 AM
تذكَّروا اسم منار جيداً، فهذا الفتى لن يتوقف عن حصد الإعجاب، وخطف الألباب بجسارته وشجاعته وذكائه.
بارك الله فيك

ابو طلال الفيفي
2011-05-04, 01:57 PM
طرح جميل وقيم وقصة مفيده ومهمه
والاعاقة الجسدية ليست اعاقة
بل هي دافع للنجاح والتحدي ..
الله يعطيك العافيه اخي الفاضل نصار
وننتظر جديدك ..

نصار
2011-05-04, 02:52 PM
اشكر من رد وشارك بالموضوع اله يعطيكم ألف عافية

محمد آلحربي
2011-05-04, 03:01 PM
الله يعطيك العافيه

برق العارض
2011-05-04, 10:29 PM
يكفي انه راضي بالقدر , الله يوفقه ويحقق طموحه , بارك الله فيك على القصه , شكرا لك

http://www.balla7mr.com/vb/images/uploads/2701_204364b7fcc698e15d.gif (http://www.balla7mr.com/vb/images/uploads/2701_204364b7fcc698e15d.gif)

ام محمد
2011-05-05, 10:40 AM
هنيئاً لمنار بأهله وهنيئاً له بطموحه وتحديه لنفسه

وأعرف أسرة لديهم طفل معاق والله لم أراه إلا لمره واحده عندما قمت بزيارة منزلية لهم والطفل الأن ربما أصبح مراهق وأعتقد عمره يتجاوز الـ 13 سنة

ولكنهم لم يسمحوا له بالخروج من المنزل أو تلقي أي علم أو مخالطة الناس حتى أقرب الناس إليهم وكأنهم يخجلون منه

هؤلاء هم المعاقين وليس أبنائهم المعاقين

طرح رائع ومليئ بالأمل والتحدي

أخي الفاضل نصار

بارك الله فيك ونفع بما طرحت

أبن الفياض
2011-05-05, 12:56 PM
همم عاليه جداً

بارك الله فيك يا نصار والله يعطيك العافية

Al-KHUSHAIBY
2011-05-05, 01:22 PM
قصه جميله يعطيك العافيه

شيهانه
2011-05-05, 03:34 PM
ماشاءالله تبارك فعلآ الاعاقه المعنويه هي اشد أنواع الاعاقات اللتي تكبل الانسان وتمنعه من مواصلة حياته وتحقيق أمنياته ,,

وقفه جميله وهادفه فليوفق الله اخي منار وجميع المسلمين لخير مايحبه الله ويرضاه ,,,

كل الود ,,,,,


أختك بقايا قلب ...

أحمد الحربي
2011-05-05, 11:28 PM
همي رضاء ربي

ليكن وجودك في الحياة طموح و همم عالية تقربك لله تعالى مهما تصيبك من أمور أو إعاقات لا قدر الله لا تتوقف بل سر و بركة الله تعالى ترعاك

يعطيك العافية أخوي نصار