تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها .................خطبة


سيل الشعيب
2010-12-10, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم اهدني وسددني


أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومقالة الزور

http://aljebaan.com/upload/uploads/images/aljebaan-d484491bb5.jpg (http://aljebaan.com/upload/uploads/images/aljebaan-d484491bb5.jpg)
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران:102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخَيْرَ الهدي هدي محمد r، وشرَ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
عباد الله: أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومقالة الزور هذا عنوان خطبتنا لهذا اليوم.
أيها المصلون: إن الله U لما خلق الأرض اصطفى منها ما يشاء، ومن اصطفائه أنه اصطفى مكة البلد الحرام ثم حرمها، وكذا اصطفى المدينة النبوية ثم حرمها، وكذا اصطفى المسجد الأقصى وجعله مباركاً، ومبعث الأنبياء.
ولقد اصطفى من الملائكة رسلاً، ثم اصطفى من البشر ما يشاء، فاصطفى رُسُلَهُ وأنبياءَه - عليهم السلام -، ثم اصطفى من الأنبياء والرسل ألوا العزم من الرسل وهم - على الراجح - خمسة: نوحٌ، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد - عليهم الصلاة السلام -، ثم اصطفى الخليلين إبراهيم ومحمد، ثم اصطفى محمداً r على جميع الخلق فهو خير البشر على الإطلاق.
فندما اصطفى الأراضي الثلاث جعل - سبحانه - مكة مولدَهُ r، والمدينةَ مسكنَهُ ومُدَّفَنَه، والأقصى معراجه ومصعده، ومصلاه ومُتَقَدَّمَهُ بالأنبياء - عليهم السلام - ؛ فبارك في الأراضي التي اصطفى، ثم اصطفاه لأن يكون في المصطفى مصطفى r.
ثم اصطفى لهذا النبي r خير أصحاب، وأفضل رعيل:] هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ [[الأنفال:62].
ومن لطف الله بنبيه r وإكرامه له أن اختار له خير الأزواج، وأطهر النساء على الإطلاق، وجعلهن أمهات المؤمنين:] وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ [[الأحزاب:6].
وبعد هذا الاصطفاء والاجتباء والتكريم - عباد الله - هل يصح في الأذهان أن يختار الله لصحبة المصطفى من هو أقل ديانة، وأقبح سريرة؟!! كلا والله، وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
أو هل يصح في الأذهان أن يختار الله لنبيه الكريم زوجات غيرَ محسنات، وللغيب غيرَ حافظات؟!!
إن من يفهم هذا الفهم أو يعتقد هذا الأمر فإنه قد نزع ربقة الإسلام من عنقه، وعارض بعقله القاصر قول القرآن الكريم فكان من أهل الكفر والفجور.
عباد الله: لقد نبتت نبتة خبيثة، وقام على سوقها قومٌ هم أهلُ سفه وسوء، ادعوا زوراً بأنهم شيعة لآل بيت رسول الله r وهم أهل رفض وزيغ، قاتلهم الله أنَّا يؤفكون، هؤلاء القوم قوم أهانهم الله فطبع على قلوبهم، وأصم آذانهم عن الحق، وأعمى أبصارهم عن الصواب:] لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [[الأعراف:179].
هؤلاء القوم جعلوا أصحابَ رسول الله r، وزوجاتِه الكرام غرضاً لسهامِهِمُ الخبيثة، وهدفاً لألسنتهم النتنة، فأخذوا يلعنون الصحابة ويسبونهم، ويكيلون لهم الشتائم والسباب، وكأنهم y هم من هدم الدين وقيض بنيانه، وما علم هؤلاء السفلة أنهم هم من هدم صرح الإسلام وقيض أركانه، والتأريخ يشهد بذلك.
عباد الله: إن شأنالنفاق والمنافقين لا يزال ينخر في جسد أمة الإسلام، وها هم ورثة النفاق في عصرناالحالي يجاهرون بقذف أمنا عائشة - رضي الله عنها - بل الأدهى والأمر! أنهم أقاموا احتفالاً ومؤتمراً في يومذكرى موت أُمِنَا عائشة - رضي الله عنها - فرحاً بموتها وإعلاناً لشتمها، وقذفها بالكذب والزور شلَّ الله ألسنتهم .
عباد الله: إن من عقيدتنا أهلَ السنة والجماعة محبة زوجات وأصحاب رسول الله r كلِّهم، والذب عن أعرضهم، والسكوت عما شجر بينهم، فهم بشر غير معصومين، يحصل منهم ما يحصل من البشر، لكن قد زكاهم القرآن والسنة، وأجمعت الأمة على فضلهم، وعلو منزلتهم، وسبقهم إلى الخير.
أيها المسلمون: إن من يسبهم ويلعنهم، هو وربي ملعون... ملعون، كيف الله يزكيهم في محكم التنزيل ثم يأتي من يسبهم ويلعنهم، إن هؤلاء الرهق لا تطمئن نُفُوْسُهم إلا بسب أحبِّ أصحاب رسول الله r إليه، فهم يلعنون أبا بكر وعمر، ويسميانهما الجبتُ والطاغوتُ زوراً.
بل إنهم يوغلون في الحقد والسب فيقولون عن عمر t - كما ذكر ذلك الرافضي النتن نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية(1/63) - قال:( إن به - أي بعمر t - داء في دبره لا يشفيه إلا ماء الرجال) فعليه لعنة الله.
ومن آخر خبثهم ومكرهم أن يخرج رجل أخرق، رجس نجس، شيطان رجيم، يسب أمَّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - ويجعل يوم موتها عيداً، ويتهمُها في عرضها الشريف، وهي الطاهرة المطهرة، الحصان الرزان، النقية العفيفة، المبرأة من فوق سبع سموات.
عباد الله: إن عقيدتنا معاشرَ أهلِ السنةِ والجماعة، براءةُ أُمِّنَا الصديقة بنت الصديق مما رميت به، وكفر من رماها بالإفك والبهتان، بعد مابرأها الرحمن، فالواجب عباد الله، اعتقاد كفر كل من رماها بذلك، وبغض كل ملة ملعونة تُدين بالطعن في أم المؤمنين - رضي الله عنها -، أو في أحد من الصحابة الكرام، ولو تسمى أصحابها بالإسلام، ولذا كان السلف يلعنون هذه الفرقة الخبيثة على المنابر، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم يبعثون، وطهر الله الأرض منهم، ورد الله كيدهم فينحورهم، وحفظ المسلمين من شرورهم، إنه سميع قريب.
عبادالله: إن الله - تعالى - قد برأ أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من فوق سبعسماوات مما رماها به أهل الإفك والبهتان، فقال U في سورة النور:]إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَاتَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَااكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌعَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُبِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُواعَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَعِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْوَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِعَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَبِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَعِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُلَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ[ [11- 18].
ولقد أجمع أهل السنة والجماعة على كفر من رمى أمالمؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالإفك بعد نزول براءتها من فوق سبع سماوات، لما فيه من تكذيبٍ لله Y، وإيذاءٍ لرسول الله r، إذ ]الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَوَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ[[النور:26].
قال الحافظ ابن كثير عند تفسير هذه الآية:( وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذيذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن) تفسير ابن كثير(3/369).
وقال القاضي أبو يعلى - رحمه الله تعالى -:( من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرحغير واحد من الأئمة بهذا الحكم) الصارم المسلول(1/568).
أيها المصدقون: إن هذا يزيدنا يقيناً على أن حال الصادقين من أولياء الله المؤمنين أن يبتلوا في دينهم، وأعراضهم، ويُنال من شرفهم، فهذه مريم بنت عمران قد اتهمت في عرضها فكانت برأتها على لسان نبي، ] قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً [[مريم:27]، فكان الجواب:] فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً [[مريم:29-30].
وهذا نبي الله يوسف u اتهم في عرضه فكانت برأته على لسان صبي في المهد، وأما أمنا عائشة - رضي الله عنها - فقد اتهمت في عرضها فكانت براءتها من فوق سبع سموات، برأها الله بقرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فهو في المحاريب يقرأ، وفي الصدور يحفظ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:]إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[[النور:23].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي لغفور رحيم.




الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله: لقد كانت عائشة - رضي الله عنها - عند النبي r بمنزلة عظيمة، فما تزوج بكراً غيرها، وكانت أحب نسائه إليه، فعن عَمْرَو بن الْعَاصِ t قَالَ: قُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ يا رسول الله؟ قَالَ:« عَائِشَةُ »؛ قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:« أَبُوهَا »؛ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:« عُمَرُ » أخرجه البخاري(3462) ومسلم(2384).
وإن من شدة حبه لها r أنه كان يقول:« لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي، وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلاَّ عَائِشَةَ » أخرجه البخاري(2442) من حديث عائشة رضي الله عنها.
عباد الله: لما كان النبي r في مرضه الذي مات فيه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غدًا؟ أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة فلما كان يومها سكن. أي: لم يقل أينأنا غدا؟ أخرجه البخاري(1323)، ومسلم(2443).
وقد استأذن r أزواجه أن يمرض في بيت عائشة، ولقد ودع الدنيا r وهو بين سحرها ونحرها رضي الله عنها ولعن شانئها.
معاشر المؤمنين: أمنا عائشة منحت ذكاء وزكاء وحفظا ثاقباً، قال r:« كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» أخرجه البخاري(3230)، ومسلم(2431)من حديث أبي موسى t.
يقول عروة بن الزبير t:( ما رأيت أحداً أعلملفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها) أخرجه الطبراني في الكبير(23/183).
ولقد تجاوز عدد الأحاديث التي روتها - رضي الله عنها - الفين ومئة حديث.
ويقول ابن كثير:(لم يكن في الأمممثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها) البداية والنهاية(3/129).
وقال الإمام الذهبي عنها:(أفقه نساء الأمة على الإطلاق، ولا أعلم في أمة محمد بل ولا في النساء مطلقًا امرأة أعلممنها).
كانت - رضوان الله عليها - مرجعاً لكبار الصحابة، وكانت تفتي في عهد عمر وعثمان إلى أن ماتت - رضي الله عنها - وقد عاشت بعد النبي rقرابة أربعين سنة فرضي الله عنها وأبتر شانئها.
ألا وصلوا- عباد الله - على خير البرية أجمعين، ورسولِ رب العالمين، إذ أمركم بذلك ربكم الكريم بقوله:] إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[[الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم علىنبينا محمد، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى آله وصحابته الطيبينالطاهرين، وارض اللهم عن أتباعهم، وعمن ترضى عليهم وأحبهم وذب عنهم يا رب العالمين، والعن اللهم من سبهم أو لعنهم أو طعن فيهم، اللهم عليك بمنطعن في أم المؤمنين.
اللهم أخرس لسانه، وعطل أركانه، وأرنا فيه عجائب قدرتك يا رب العالمين، اللهم اجعله عبرة للمعتبرين، وعظة للمتعظين، يا قوي يامتين.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأماجد الأخيار، المهاجرين منهم والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر العشـرة المبـشرين بالجنة، والصحابة أجمعين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إمامًا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفرَ والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا تشمت بنا أعداءً ولا حاقدين، واجعلنا من أوليائك الصادقين.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم يا رب العالمين أحفظنَا وبلادنَا وبلادَ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم جنبنا الزلازل والمحن، والآفات والنقم.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم ثبت أقدامهم، ووحد صفوفهم، وسدد رميهم، وأحفظ قادتهم، وكن لهم مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون،فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


وكتبها الفقير


إلى عفو سيده ومولاه

ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان
www.aljebaan.com (http://www.aljebaan.com/)

رابط الخطبة :
http://www.aljebaan.com/play-164.html (http://www.aljebaan.com/play-164.html)
منقول