كمال البدور
2010-08-11, 12:02 PM
من زمان .. كانت أسماؤنا أحلى ... حين كانت النساء أكثر أنوثة ، ورائحة البامية تتسرب من
شبابيك البيوت ، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً
وأكثرها حداثة ، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء .
من زمان .. حين كانت أخبار الثامنة أخف دماً ، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب ، والطرقات أقل ازدحاماً ، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم .
لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة ، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد ، وأجرة الباص
قرشين ، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالبكالوريا.
عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل ، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة ، وحلو العرس يوزع في كؤوس زجاجية هشّة تسمى "مطبقيات" ، والجارة تمدّ يدها فجراً من خلف الباب بكوب شاي ساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار !
من زمان.. عندما كانت "قبة السيار" آخر الدنيا ، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات ،
ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية "الكيوي" ، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا !!
كانت "القضامة المالحة" توصف علاجاً للمغص ، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد ، والبوط الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين !
كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق ،
و"ألمانيا" بلد الأحلام ، وصورة المطربة "صباح" على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط .
حين تصحو على صوت "فيروز" وبرنامج "مرحباً يا صباح" وظهراً تسمع "كوثر النشاشيبي" ومساء تترقب "ابراهيم السمان" والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم !
كانت "مدينة الأهلي للألعاب السياحية" وجهة الأثرياء ، والسفر إلى دمشق تحتاج التحضير قبل يومين ، وجامعة دمشق بلا شقيقات !
حين أقلام البيك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات ، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد..أما الورد ذاته ،
فكان يباع فقط في المالكي ، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!!
من زمان .. كانت جوازات السفر تكتب بخط اليد ، والسفر الى الشام بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء !
كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "أبو ذان وأبو حجر" الحديدي ، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح ، والأغنام تدق بأجراسها أن بائع الحليب صارفي الحي ، والجارة الأرملة تجلس من أول النهارجنب الجدار مهمومة ويدها على خدّها !
كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد يجمع الناس مساء ، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء ، وكان "جورج مختار" أفضل حارس مرمى في كرة القدم !
كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام ، والأمهات يحممّن الأولاد في الطشط ، و"القرشلّة" يحملها الناس لزيارة المرضى !
كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين ، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم ، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع !!
من زمان .. حين كان مذاق الأيام أشهى ، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها ، وعندما "زهير النوباني" في دور "مقبول العقدي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"!
كانت لهجات الناس أحلى ، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة !
الموظفون ينامون قبل العاشرة ، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة ، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله !
الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين ، والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي .... ....
كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً ، لكنها كانت دائماً خضراء !
مما راق لي / ارجو ان يعجبكم
شبابيك البيوت ، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً
وأكثرها حداثة ، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء .
من زمان .. حين كانت أخبار الثامنة أخف دماً ، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب ، والطرقات أقل ازدحاماً ، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم .
لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة ، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد ، وأجرة الباص
قرشين ، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالبكالوريا.
عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل ، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة ، وحلو العرس يوزع في كؤوس زجاجية هشّة تسمى "مطبقيات" ، والجارة تمدّ يدها فجراً من خلف الباب بكوب شاي ساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار !
من زمان.. عندما كانت "قبة السيار" آخر الدنيا ، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات ،
ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية "الكيوي" ، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا !!
كانت "القضامة المالحة" توصف علاجاً للمغص ، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد ، والبوط الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين !
كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق ،
و"ألمانيا" بلد الأحلام ، وصورة المطربة "صباح" على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط .
حين تصحو على صوت "فيروز" وبرنامج "مرحباً يا صباح" وظهراً تسمع "كوثر النشاشيبي" ومساء تترقب "ابراهيم السمان" والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم !
كانت "مدينة الأهلي للألعاب السياحية" وجهة الأثرياء ، والسفر إلى دمشق تحتاج التحضير قبل يومين ، وجامعة دمشق بلا شقيقات !
حين أقلام البيك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات ، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد..أما الورد ذاته ،
فكان يباع فقط في المالكي ، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!!
من زمان .. كانت جوازات السفر تكتب بخط اليد ، والسفر الى الشام بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء !
كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "أبو ذان وأبو حجر" الحديدي ، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح ، والأغنام تدق بأجراسها أن بائع الحليب صارفي الحي ، والجارة الأرملة تجلس من أول النهارجنب الجدار مهمومة ويدها على خدّها !
كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد يجمع الناس مساء ، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء ، وكان "جورج مختار" أفضل حارس مرمى في كرة القدم !
كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام ، والأمهات يحممّن الأولاد في الطشط ، و"القرشلّة" يحملها الناس لزيارة المرضى !
كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين ، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم ، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع !!
من زمان .. حين كان مذاق الأيام أشهى ، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها ، وعندما "زهير النوباني" في دور "مقبول العقدي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"!
كانت لهجات الناس أحلى ، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة !
الموظفون ينامون قبل العاشرة ، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة ، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله !
الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين ، والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي .... ....
كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً ، لكنها كانت دائماً خضراء !
مما راق لي / ارجو ان يعجبكم