تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ياذيب انا بوصيك لا تاكل الذيب


معدي النقيان
2010-04-18, 05:42 PM
اخواني اخواتي الاعزاء
مساء الخير
اقدم لكم هذه القصة التراثيه والتي مصدرها من كتاب (ابطال من الصحراء )
للشاعر محمد بن احمد السديري ..
وكم اعجبتني عندما قرائتها وكم احزنتني وبكتني هذه القصه ...
القصــة طويله وتحتوي على كثير من القصائد الجميله والطويله
ولكنني اختصرتها ..بقدر المستطاع ..لكي لا تملوا ولا تكلوا قرائتها ..
تعالو معي نقرأ قصة شالح بن هدلان مع اخيه الفديع وابنه ذيب
ان شاء الله تحوز على رضاكم ..

هو الفارس شالح بن حطاب هدلان
نشاأ شالح بين افراد قبيلة الخنافره .عاش الى 1340هـ وكان له اخ يسمّى الفديع كان اصغر من اخيه شالح كثيرا..وكان شقيقا له وكان مثاليا بشجاعته واخلاقه .ويماثل اخاه شالحا في كل شيء الا انه كان مغامرا بفروسيته الى ابعد الحدود , وكان وفيا مع اخيه شالح وخادما امينا له , يرى ان تفانيه في اخيه الاكبر فضيله من الفضائل لا يعادلها شيء .وبعد ان كملت رجولته ,تحمل كل مشاق الحياة عن اخيه شالح وذات يوم مع بووغ الشمس , وأخوه شالح جالس حول ناره , يحتسي القهوه ..التفت الى الابل وهي في مباركها قرب البيت, رآها تعتب في عقلها ولم ير الفديع , فنادى شالح قائلا الابل تعتب بعقلها والفديع غائب عنها اين هو فقيل له ان زوجتك تنظف راسه , أي تغسله وترجله داخل البيت , فقام غاضبا ورى زوجته تغسل راس اخيه كعادتها فقال .الابل حائره في مباركها ,ولم تذهب للمرعى, وانت عند النساء تغتسل راسك , فأخذ من التراب ووضعه على راس اخيه , فقام الاخ البار خجلا من اخيه وأخذ يمسح التراب عن راسه وهو يردد كلمته العفو يا أخي .ثم طلب من زوجة اخيه ان تسرج جواده ,وتحضر سلاحه وذهب للابل مسرعا واخذ يطلق عقلها ...اما شالح فقد رجع الى قهوته....وعندما عاد الفديع بعد غروب الشمس , سلم على اخيه , وجلس عنده, لاحظ الفديع ان أخاه شالحا كثير التفكير, ومشدوه البال, فسألهقائلا: مابك هذه الليله , عسىأن لا تشكو من ألم ؟ اخبرني لان ما رايته من تفكيرك اساءني ؟ فقال: ياأخي ليس بي شيء إلا انني افكر في حالتك لأنني اتعبتك في هذه الدنيا, وانت وحدك الذي
يتحمل مشاق هذه الحياة, وكل أيامك وانت على صهوة جوادك وانا أعرف أن هذا شيء يضني , وكم أود أن أبنائي كبارا ليساعدوك , ويخدموك , ولكنك أنت الذي تتكفل بهذه العائله الكبيره فقال الفديع انا سعيد بأن أقوم بخدمتك , وكل ما أوده بهذه الحياة أن اكون وفيا معك , وأن احوز رضاءك وأن أخدمك كما يجب علي , وأن لا يحصل مني أي شيء يكون سببا في إزعاجك وقال هذه الابيات




يابو ذعار اكفيـك لونـي لحالـيواصبر على الدنيا وباقي تعبها



الى ان قال:::





قال هذه الابات لاخيه فتأثر شالح بها ,, وأجابه بهذه القصيده:::





الى ان قال:::





وكان شالح قد توقع بهذه القصيده مستقبل أخيه الفديع , لان الفديع كان مغامرا بقتاله , وكان أخوه شالح يخشى عليه دائما من مغامراته ,لأنه يراه هو كل شيء بالنسبه له , كان يفضله على نفسه , ويفاخر به عند القبائل وذات يوم كان شالح راحلا بظعينته, وكان أخوه الفديع أرمد العينين , وجواده تقاد مع الظعينه وهو في هودج معصوبة عيناه , فأغار على ظعينتهم كوكبة من الخيل,وتبين لهم أن هذه الخيل المغيرة هي خيل الحمدة زعماءقبيلة عتيبة , الشجعان المشهورين بالفروسية , والذين يضرب بشجاعتهم ,فأخذ شالح وحده يدافع عن الظعينه بكل بساله وكان الحرب بينه وبين المغيرين سجالا , فمره يهزمهم ,ويبعدهم عن الظعينة , ومرة يكثرون عليه , ويهزمونه .الى ان يصل الى ظعينته, ثم تتصاعد صيحات النساء,وزغاريدهن حافزات له على القوم , فيلقى القوم بقلب اقوى من الحديد , الى ان يبعدهم عن الظعينة , فطال القتال وهم على هذا المنوال, وقد لاحظت والدة شالح والفديع , أن شالحا أعياه الطراد , فنزلت من هودجها واسرجت جواد الفديع الاصفر وأحضرت سلاحه ، وقالت انزل وهب لمساعدة أخيك لأن القوم سيغلبونه ،فقال يا أماه أنا أذوب كمدا،واحترق حسرة من حين سمعت غارة الخيل ، ولكن كيف أرى حتى أساعد أخي ، فقالت أنا سأجعلك تبصر ، وكان متلهفا لأن يرى بعينه ، حتى يهب لمساعدة أخيه وعندما أنزلته أمه من الهودج ،أتت بماء وغسلت عينيه وأخذت تفتحهما بشدة ، ويقال أنه عندما انفصل كل جفن عن الآخر نزل الدم والصديد معا من عينيه , فوثب كأنه النمر, وركب جواده , وهو لا يبصر إلا قليلا وكانت خيل الاعداء آتيه بأخيه فاستقبلهم الفديع المغامر غير مبال فجندل أول فارس ورجعت الخيل هاربه فجندل الآخر , ثم جندل الثالث وعندما انغمس بين الخيل رشقوه بعداد كثير من الرماح دفاعا عن النفس فأصاب الفديع رمح اخترق راسه فخر قتيلا , نزل شالح عن جواده وقلب أخاه فإذا هو ميت وكانت نكبة موجعة لشالح وكانت لحظات ألم أحس وكأن خنجرا مزقت احشاءه دون أن يستطيع ايقاف المها الا بالدموع التي تسابقت متناثرة على وجنتيه ..
وبعد أن قبل أخاه القبلة الاخيرة .ونظر الى ساعديه اللذين طالما انطلقت منها الرماح لتصافح صدور الاعداء , ذائدة عنه , وعن محارمه, وامواله..ثم مسح التراب عن اخيه بكف مرتعشه وطبق جفنيه وأمر من حوله ان يكفنوه .فدفن الفديع على مقربة من هذه الهضبة ..
لقد رثى شالح أخاه بقطرات من دم قلبه في هذه الابيات ....





وكان لشالح ثلاثه من الصبيه اكبرهم ذعار واوسطهم ذيب واصغرهم عبد الله ..ولم يكن اخوا ذيب إلا فارسين معـدودين من افرس الرجال بين قبيلة قحطان .ولكن شهرة ذيب وشجاعته النادرة غطت على أخويه وعلى غيرهما .فعندما شب الصبي ذيب بن شالح وبلغ سن الرابعه عشره وكان هذا السن قد تدرب على ركوب الخيل ,والرمي وغيره .وكان ذيب يسأل اباه ورجال الحي من قبيلة الخنافره يســـألهم دائما ويقول: اين مصدر الخطر الذي تتوقعونه ومن أي يمكن للعدوان يفاجئنا منها؟ فيقولون له : هو من ناحية قبيلة عتيبه .فيقول ذيب سأحمي ابلي وابل قبيلة الخنافرة من أي كان من شدة محبة شالح لابنه كان يقبله كانه طفل صغير .ثم ينفجر باكيا , وقد لامه قومه مرارا قائلين كيف تقبل ذيبا بين الرجال وكأنه طفل ثم تبكي فيجيبهم : دعوني اقبل ذيبا وابكي عليه واودعه كل يوم , لانني اتخيل ان الدنيا ستحرمني من ذيب ثم قال قصيدته المشهوره .





وأن بر ذيب بوالده شالح لم يسبقه احد إليه ...كان ذيب لاينام ابدا وابوه لم ينم , وكان يجلب لابيه الحليب من الابل وعندما يأتي به إليه ويجده نائما يبقى واقفا وواضعا الإناء على يده وربما حام حول أبيه وذكر الله بصوت منخفض إلى أن يستيقظ أبوه ثم يقبل جبينه ويناوله الحليب ولايرضى أن احدا غيره يقدم أي شيء من الغذاء ..وذات يوم لم يصطد من الصيد شيئا .وقد اقبل ابوه يتقدم الظعينة .وبقي ذيب حائرا متحسرا بماذا يقابل أباه وأخيرا استقر رايه على ان ينحرمطيته (الاصيل) التي يعادل ثمنها خمسا من الابل ..وفعلا اخفاها بين الشجر لئلا يراها والده ونحرها وأخذ من طيب لحمها وطهاه بالإناء الذي عادة يقدم به لحم الصيد لوالده,وعندما وصل شالح واستقبله ابنه كعادته قدم له الاكل بعد ان صب له من القهوه , وعندما تصاعدت رائحة لحم البعير عرف شالح أن هذا ليس بلحم صيد فقال لابنه ماهذا ياذيب ؟ فقال ذيب (شبب يابـه ) أي إن هذا رزق من الله يابت فكرر أبوه السؤال وكررالابن الإجابه ,بأن هذا شبب ياابن هدلان ثم عرف الوالد النتيجه وقال لابنه ذبحتها ياذيب ؟ !فقال ذيب هي تفديك ياأعز والد وعوضها سيكون من حلال القوم وذات ليله كان هو ووالده ساهرين , وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الاشعار فأنشده هذه الابيات





الى ان قال:::





وبعد أن قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح اسرها الابن ذيب في نفسه , وعندما نام والده وأطمأن ذيب انه قد اخذ في النوم , ذهب خفية وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان وأمر عليهم أن يرافقوه , فشدوا مطاياهم وركبوا مع ذيب وبعد ثلاثة ايام قصدوا بئرا تسمى (ملية ) وعندما انحدروا إليها رأوا عليها وردا لعتيبه يستقون فأرادوا ذيب ورفاقه ان يرجعوالئلايروهم ..وكان من السقاة صياد اخذ بندقيته وتوجه الى الوادي الذي انحدر منه ذيب ورفاقه باحثا عن الصيد وعندما راى ذيبا وجماعته اختفى تحت شجرة واطلق عليهم عيارا ناريا فأرادالله ان يصيب ذيبا إصابه مميتة .بعد ما سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم فوجدوه جسما بلا حياة , وانهالوا عليه بالقبل , وودعوه بدموعهم الساخنة , ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي , وقفلوا راجعين إلى أهليهم .أما الصياد الذي اطلق النار فقد ظل مختبئا تحت الشجره .ما اكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب واخبروه بما حدث إنها كارثه كبرى ليست على شالح فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبلة الخنافرة وعلى قبيلة قحطان الكبرى : وقد قال شالح اشعارا كثيره بعد وفاة ابنه , وأول ما قال هذه القصيده:::






وبقي شالح حزيناً كظيماً يسهر أيامه ولياليه ,, ولا يفارق نار قهوته ..حتى توفّاه الله ..
رحم الله شالحاً وابنه ذيباً .لأنهما سجلا مفاخر قيّمه لكل من يقطن
نجد ...إننا نودعهما بالرحمة ودعوات الغفران ..