المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجلس ذكر البرارى


فتى حرب
2010-02-02, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقداعجبتنى فكرة الاخ العزيز
احمد الحربى
وبعد الاتفاق معة حبيت ان اطرحها بثوبها الجديد
والفكرة عبارة عن
مجلس ذكر
نتدارس فية امور ديننا الحنيف ونذكر بعضنا البعض
وهو عبار عن حلقة اسبوعية فى موضوع ما
ولتعم الفائدة جميع الاعضاء المشاركين معنا
الطريقة
يقوم اخى احمد الحربى باختيار الموضوع اولا
(وموضوع هذا الاسبوع هو بر الولدين)
ثانيا
ايضا يقوم اخى احمد باختيار عضو للمشاركة
وتم اختيارى
(فتى حرب)
ثالثا
اقوم انا بختيار عضو اخر
وختيارى هو
(احمد الحربى)
رابعا
يتم من قبل اخى احمد اختيار عضو اخر
وهكذا
كل عضو يختار عضو بعدة
بارسال رسالة دعوة
للحضور فى مجلس الذكر
والمشاركة
واللة يجزى صاحب الفكرة
اخى احمد كل خير
وجعلها فى موازين حسناتة
اتمنى التثبيت للفائدة

فتى حرب
2010-02-03, 12:00 AM
أمرك الله تعالى ببر والديك

وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره

قال الله تعالى

وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

( الإسراء : 23 )

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265135789.jpg
وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265135789.jpg

فبر الوالدين طريقك إلى الجنة

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265135789.jpg
والوالد في هذا الحديث بمعنى الأب والأم والله أعلم


ولقد أتى أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله

قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم

الزم رجلها فثم الجنة

صححه الألباني

وجعل عقوقهما سبب لسخط الخالق سبحانه وتعالى


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين

حسنه الألباني


ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك أحد والديه أو كليهما وهما كبار السن ولم يبرهما ويحسن إليهما فيكونا سببا لدخوله الجنة

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_31265135789.jpg

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


العضو اللى بعدى اخى احمد الحربى
المكرفون معك

ابو حمد
2010-02-03, 01:04 AM
فكرة رائعه جداً وبالتوفيق ان شاء الله للجميع..
ابو حمد،،

أحمد الحربي
2010-02-03, 02:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله الصلاة السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم
ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والداي وأن أعمل صالحا ترضاه
الوالدين لهم فضل عظيم و بهم نستمد القوة الإيمانية و مقومات الحياة فالحمدالله خرجنا لهذه الحياة بسببهم و تعلمنا بسببهم و توظفنا بسببهم و كل شي يسير بالحياة لهم فيه فضل الحمدالله لما العقوق و التذمر من الوالدين وهم السبب بعد توفيق الله تعالى في سير حياتك العملية و العلمية و متابعتها و توجيهك فيما يهمك و بهم تحصل على رضاء الله تعالى و رضاء الوالدين من رضاء الله تعالى اللهم أغفر لوالدينا و أرحمهم و عافهم و أرزقهم و الحمدالله رب العالمين و صلى الله على نبينا محمد

فتى حرب
2010-02-03, 11:56 PM
اللةيعطيك العافية اخى العزيز احمد
على المداخلة
وياحبذا تختر عضو بعدك

أحمد الحربي
2010-02-04, 12:50 AM
الأخ القدير أبوخالد المشهور

فتى حرب
2010-02-05, 08:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا
حتى نعطى الموضوع حق:
أخي...

إن ظننت أنك عرفت محتوى الموضوع من عنوانه ...

آسف ... فقد أخطأت..

إن الموضوع أكبر وأهم من ذلك بكثير..

إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من النار إن كنت فيها ولا تعلم..

وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن تعلم..

لماذا؟؟!!

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265386573.jpg


ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟

أما سمعت هذا الحديث:

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.

وهذا الحديث ايضاً:

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265386573.jpg

الوالدان..وما أدراك ما الوالدان

الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..

الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..

فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..

ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد..

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265386573.jpg

وأنا أقف في حيرة أمامكم..

مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..

أما علمنا أهمية بر الوالدين..

أما قرأنا قوله تعالى:

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265387287.png

وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36

ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..

قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14

إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..

إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..

وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..

وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..

أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265387287.jpg

أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..

وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا ...

إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..

ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265387287.png

وقوله تعالى:

( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15

يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..

ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..

كما في هذا الحديث:

فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) متفق عليه.

ولكن للأسف ...

يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..

تكاد عقولنا لا تصدق..

وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..

إنها قصص واقعية للأسف..


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_31265387287.jpg

ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق:

يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.

أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_41265387287.jpg

ألهذه الدرجة..

من هؤلاء أهم من البشر؟؟..

نعم للأسف ...

المصيبة الأكبر أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم..

ولكن..

ما عرفوا وصاياه..


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_51265387287.jpg


الموضوع خطيييييييييييير..

اسمع هذا الحديث:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].

وقصة مؤلمة أخرى..

وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.

نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.

عقوق .. عقوق .. عقوق..

وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..

وكأنهم لن يحاسبوا..

أما سمع هؤلاء بقول العلماء:"" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""

إقرأ هذه القصة:

ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_61265387287.gif

وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..

ولكل مجتهد نصيب..

بروا آبائكم تبركم أبنائكم..

انظر هذه القصة:

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_71265387287.jpg


هنيئاً لهؤلاء على الأقل تفكروا في هذا الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه )) رواه مسلم .

إخواني ..

إن هذا الكلام ليس جديداً..

بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا..

قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً) [البقرة: 83].

ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..

لحظة ..

مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..

وكأن الموضوع يقرأ ويترك..

لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..

الموضوع أكبر من ذلك بكثير..

أنه من أهم مداخل الآخرة..

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_81265387287.gif

فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.

أسمعتم..

إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..

وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..

يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية في كل مكان..

يا من يرى الإنتهاكات اليومية للمسلمين..

يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..

يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..

يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا تستطيع..

هل سمعت هذا الحديث:

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].

هل سمعتم..

حاج ومعتمر ومجاهد..
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_91265387287.jpg

أليس حري بك أن تعلم أن بر الوالدين أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله ما لم يكن فرض عين..

أليس حري بك أن تبدأ في جهاد الشيطان وتبر والديك..

مهلاً..

ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].

بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟

يعني توقع منهما بعض التصرفات التي تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في الحقيقة .


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_101265387287.jpg

وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].

وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].

فكفاك تغييباً للحقائق عن ذهنك..

ولا تقول أن الأمر سهل بحيث أنك تبدأه متى تريد..

إن هذا التفكير من كيد الشيطان فاتركه..

وإن كان كذلك ............. فمتى تبدأ؟؟!!

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_111265387287.jpg


!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم من عندنا..

أو شيء يمكن فعله أو تركه..

كلا إخواني..

إنه واجب علينا..

نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..

ولا ننسى الأيام التي قضوها في التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..

ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_121265387287.jpg
أنسينا الحنان..

نعم حنان أمنا الذي لا يذبل حتى لو بلغنا من الكبر عتيا؟؟؟؟

ألم تعلم أن الحنان هو فطرة الأم ليس فقط في الإنسان وإنما في كل الحيوانات...

انظر هذا الملف:

(الأمومة فطرة ما أحلاها.. نصيحة .. حمل الملف):

http://www.traidnt.org/index.php?action=getfile&id=5783

أنسينا قلب الأم الذي إذا بررناه طول الدهر لم نعطيه شيئاً بسيطاً من حبه لنا..

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_131265387287.gif


أما عرفت قلب الأم..... أسمع هذه القصة:

امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته ...فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..

يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي ترحمه.

ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات...

وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء .

هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:

أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً........بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر

قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى........ولك الجواهر والدراهم والدرر

فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا........والقلب أخرجـه وعاد على الأثر

ولكنه من فـرط سرعته هوى........فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر

ناداه قلب الأم وهـو معفـر........ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر

هذا قلب الأم ......... ولكن أين البارين به؟

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_141265387287.gif

أخي..

من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي..

ولكن لا أعرف كيف ذلك..

فأنا لم أعتد عليه من قبل!!

أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف..

وإليك بعض صور البر التي أراها قد تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا للجنة..

خاطب والديك بأدب.

أطع والديك دائما في غير معصية مهما كان الطلب.

تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما، ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.

حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.

أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما، كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.

أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.

لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.

لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265387959.jpg

إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل رأسيهما وأيديهما.

ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.

لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان الأمر مهما.

لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت نومهما وراحتهما.

لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما في الطعام والشراب.

لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملاً لا يعجبك.

لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.

لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا تمد رجليك في حضرتهما.

لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.

لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.

أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.

احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.

إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا تزعجهما .

إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا للجانبين سراً.

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265387959.jpg

إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.

إذا اختلفت مع أبويك في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.

دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر، فاحذر دعائهما بالشر.

تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه) متفق عليه.

زر والديك في حياتهما وبعد موتهما، وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.

لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.

إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .

أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .

أظهر التودد لوالديك ... وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .

إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن لم يأذن لك فلا تتذمر ..

إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت .. وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .

أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً ... ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265387959.gif

وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائماً حتى استيقظت.

ولم ننسى المثال الكبير في البر:

كما في قصة سيدنا اسماعيل والكل يعرفها.

عندما قال ذلك الإبن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين }

عجباً لهذا البر...

والبر لا يقتصر أجره على ثواب الآخرة فقط...

بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا ايضاً..

كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).

وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا قبل الآخرة..

قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].

http://www.rooosana.ps/upme_uploads/[email protected]

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البغي، والعقوق".

ولا ننسى أن نذكر بعض الأشياء التي يجب أن نتوقف عنها لأنها تعتبر من العقوق:

أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.

أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.

أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.

فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل.

أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما.

أن يتجاهل فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما.


**************

ولا ننسى شيئاً هاماً وهو الدعاء لهما..

فكم له من أجر..

وكم يساعدك على البر..

http://www.rooosana.ps/upme_uploads/[email protected]


وفي ختام هذا الموضوع..

لي بعض النصائح لي ولكم..

أخي ............ إبكي!


نعم إبكي على ما فات من وقت أضعته دون بر لوالديك..

وإبك أكثر وأكثر إن خرجت من هذا الموضوع دون عزيمة حازمة على بر والديك من هذه اللحظة..

إني أدعوكم جميعاً إخوتي في الله ألا تخرجوا من هذا الموضوع إلا وقد عاهدتم الله أنه من كان بينه وبين والديه شنآن
أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا اللحظة أن تبذلوا وسعكم في بر والديكم.

أيها البارين .......... اثبتوا

أيها العاقين .......... توبوا

أيها الغافلين.......... باشروا


وهذا كتاب للإبن الجوزي رحمه الله عن بر الوالدين:
http://www.rooosana.ps/Down.php?d=hMO3 (http://www.rooosana.ps/Down.php?d=hMO3)

http://www.rooosana.ps/upme_uploads/[email protected]

واخترت لكم بعض الأناشيد الرااااااائعة في هذا الموضوع:

أنشودة هيلا هوب:أبو علي (طفولية رائعة جداً):
http://www.traidnt.org/index.php?action=getfile&id=5529

أنشودة بصحبتي للوالدين:ابراهيم السعيد:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/so7baty.rm

أنشودة أماه أماه:ابو حازم:رائعة جداً:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/02_Ommah.mp3

أنشودة فلا تطع زوجة :ياسر أبو عمار:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/zwjah4.rm

أنشودة يما أنا جيتك:مشاري العفاسي:
http://www.4eslam.info/sounds/save.php?PID=167

أنشودة حق الأم :ياسر أبو عمار:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/ome3.rm

أنشودة أماه: سمير البشيري:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/953-ommah.rm

أنشودة إيه أمي :سمير البشيري:
http://www.enshad.net/audio/Ya_Rafee...-_Ihee_Ommi.rm

http://www.rooosana.ps/upme_uploads/[email protected]


بر الوالدين: نبيل العوضي:
http://www.emanway.com/multimedia/dr...erAlwaldeen.rm (http://www.emanway.com/multimedia/droos/nabeel/berAlwaldeen.rm)

أمي: خالد الراشد:
http://m0hadrat6.islamcvoice.com/a1777.ram

بر الوالدين: عائض القرني:
http://www.emanway.com/multimedia/dr...erAlwaldeen.rm (http://www.emanway.com/multimedia/droos/alqarne/berAlwaldeen.rm)

حق الوالدين: محمد حسان:
http://www.emanway.com/multimedia/dr...HakWaledeen.rm (http://www.emanway.com/multimedia/droos/mhassan/HakWaledeen.rm)

بروا آبائكم : عائض القرني :
http://www.emanway.com/multimedia/dr...qarne-janna.rm (http://www.emanway.com/multimedia/droos/alqarne/qarne-janna.rm)

محاضرة فيديو:حدثني أبي:محمد العريفي:
http://ia311509.us.archive.org/1/items/7adatani/abi.wmv

محاضرة فيديو:حقوق الوالدين:راشد الهديب:
http://www.emanway.com/multimedia/vi.../father_big.rm

http://www.rooosana.ps/upme_uploads/[email protected]

اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك.

اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، اللهم أعلِ همتهم، وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الاشتغال بسفاسف الأمور، وأيقظهم من سباتهم ونومهم العميق وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب.

اللهم اجعلنا في طاعتك وطاعة والدينا في ما يرضيك واجعلنا من الابرار..


معقول!! .:icon28: . بعد كل هذا لا تستطيع برهما

سحب
2010-02-05, 08:21 PM
بارك الله فيكم وجعل ذلك في موازين اعمالكم
فكرة مثمرة واختيار موفق وكلام مؤثر
كم وددت ان ابي على قيد الحياة لأبره
اللهم اعني على بر امي
مرة اخرى بارك الله سعيكم

اليهيبي
2010-02-05, 08:48 PM
موووووضوع رائع

وجهد جبار

اللهم اغفرلي ولوالدي واحفظهم وادخلهم جناتك يارحم الراحمين


جزاك الله خير اخي فتى حرب

فعلا للتميز ر جال ياتون به


الف شكر

تحياتي

فتى حرب
2010-02-05, 11:51 PM
شكر من القلب على تواجدكم فى المجلس
ونتشرف بمشاركاتكم

مراسل/جدة
2010-02-06, 12:11 AM
::

الله يجزاك خير اخي أبو يزن

وبارك الله فيكـ

:32:

::

فتى حرب
2010-02-06, 09:57 PM
شكر من القلب على تواجدكم فى المجلس
وباب المشا ركة مفتوح للجميع
فمن لدية معرفة او قصة
عن(بر الوالدين)
فلا يبخل علينا
حتى يضل
مجلسنا
عامر
وهذا هدفنا
واللة الموفق
ابو يزن

أحمد الحربي
2010-02-06, 10:11 PM
فكرة رائعه جداً وبالتوفيق ان شاء الله للجميع..
ابو حمد،،

بارك الله فيكم وجعل ذلك في موازين اعمالكم
فكرة مثمرة واختيار موفق وكلام مؤثر
كم وددت ان ابي على قيد الحياة لأبره
اللهم اعني على بر امي
مرة اخرى بارك الله سعيكم

موووووضوع رائع

وجهد جبار

اللهم اغفرلي ولوالدي واحفظهم وادخلهم جناتك يارحم الراحمين


جزاك الله خير اخي فتى حرب

فعلا للتميز ر جال ياتون به


الف شكر

تحياتي


::


الله يجزاك خير اخي أبو يزن

وبارك الله فيكـ

:32:

::



جزاكم الله خير أخواني على المرور
طيب أضيفوا كلمات عن الوالدين
الهدف و الغاية من المجلس
المشاركة الفعلية و الإضافات فيما يطرح من نقاشات دينية حول المواضيع الدينية التي في غاية الأهمية القصوى
رحم الله والديك أخوي فتى حرب الله يعافيك يارب و يعافي ذريتك يارب على ما قدمت و تقدم

سحب
2010-02-07, 12:25 AM
بر الوالدين بعد موتهما
من فضل الله علينا ورحمته بنا فإن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، وإنما يستمر بالدعاء والاستغفار والتصدق لهما، وبصلة أقاربهما وأرحامهما، وبصدق التوبة والندم على ما مضى من تقصير، فإن فاتك برهما أوأحدهما أحياء فلا يفتك استدراك ما يمكن استدراكه وتحصيل ما يمكن تحصيله، قبل أن يُحال بينك وبين ما تشتهي، حين تأتيك المنون،

أحمد الحربي
2010-02-07, 10:28 PM
فضل صلة الرحم موضوع هذا الأسبوع إن شاء الله للمجلس ذكر البراري
تفضلوا تحدثوا

فتى حرب
2010-02-07, 11:01 PM
الحمد لله خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً, أحمده سبحانه واشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء خبراً ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
موفق اخى احمد على اختيارك
وسيكون الكلام فى صلة الرحم عن النقاط التالية:
1- معنى صلة الرحم.
2- حكم صلة الرحم.
3- ما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها.
4- مَن الأرحام الذين تجب صلتهم ؟.
5- كيفية الصلة.
6- فوائد صلة الرحم.
7- مظاهر عدم صلة الرحم.
8- أسباب عدم صلة الرحم.
9- الأمور المعينة على الصلة.

اليهيبي
2010-02-08, 12:36 AM
هذي بعض فوائد صلة الرحم

فوائد صله الرحم
1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديثالمتفق عليه عن أبي هريرة : ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)) رواه البخاري واللفظ له (5987) ومسلم(2554)

2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفقعليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )) رواه البخاري (1396) ومسلم (13) .

وعن عبدالله بن سلام قال قال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي 2485 وابن ماجة 3251 وصححه الألباني في الصحيحة ( 569) .

3- صلة الرحم امتثال لأمر الله قال تعالى : (( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)) ( الرعد 21) .

4- صلة الرحم تدل على الأيمان بالله واليوم الآخر: عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري (6138) .

5- صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله: فقد سألرجل من خثعم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم مه ؟ قال: ثم صلة الرحم، قال: ثم مه ؟ قال : الأمربالمعروف والنهي عن المنكر. قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله ؟قال : الإشراك بالله ، قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: ثم قطيعة الرحم، قال: قلت يا رسول الله ثم مه ؟ قال : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)) رواه أبوي على بإسناد جيد, كما ذكر ذلك المنذري في الترغيب والترهيب 3/336, وانظر جمع الزوائد 8/151.

6- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر أنه قال (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائموأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت)) مجمع الزوائد 8/154 وقال رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجاله رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة.

ولا يخفى عليك أخي القارئ الحديث الذي فيه قصة أبي سفيان مع هرقل وأن أبا سفيانأجاب هرقل حينما سأله ماذا يأمركم ؟ قال : قلت (أبو سفيان) قلت يقول : (( اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاةوالصدق والعفاف والصلة )) رواه البخاري 7 ومسلم 1773

7- الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة عن ابنعباس قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبهاتشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها)) رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين.

8- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري 5986, مسلم 2557.

وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق أن يبارك الله في عمر الإنسان ورزقه فيعمل في وقته ما لا يعمله غيره فيه.

وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق على حقيقتها فيزيد الله في عمره ويزيدفي رزقه ولا يشكل على هذا أن الأجل محدود والرزق مكتوب فكيف يزاد ؟ وذلك لأنالأجل والرزق على نوعين : أجل مطلق يعلمه الله وأجل مقيد, ورزق مطلق يعلمه ورزق مقيد, فالمطلق هو ما علمه الله أنه يؤجله إليه أو ما علمه الله أنه يرزقه فهذالا يتغير, والثاني يكون كتبه الله واعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب [مجموع فتاوى ابن تيمية 8/517,540].

9- صلة الرحم تعجل الثواب وقطيعتها تعجل العقاب, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيءأُطِيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم)) البيهقي في السنن الكبرى 10/62 وصححه الألباني في صحيح الجامع 2/950.

10- صلة الرحم تدفع ميتة السوء عن علي قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر, وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب 3/335, وانظره في مجمع الزوائد 8/152, 153.

11- صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, عن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيدهوبدرني فأخذ بيدي فقال : (( يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرةتصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمرهويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه )) الحاكم في المستدرك 4/161 وسكت عنه الذهبي وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/342.

12- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار عندأحمد ورجاله ثقات عن عائشة رضي الله عنها : (( صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)) رواه أحمد 6/159 , وانظر فتح الباري 10/415 , والترغيب والترهيب 3/337.

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّربالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم)) رواه الطبراني وإسناده حسن انظر جمع الزوائد 8/155.

13- صلة الرحم سبب لمحبة الأهل للواصل: روى الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)) وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/570.

14- أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة : في الحديث المتفق عليه عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنة قاطع)) رواه البخاري 5984 ومسلم 2556 قال سفيان بن عيينة أحد الرواة يعني قاطع رحم ( فتح الباري 10/415).

15- أن قاطع الرحم لا يقبل عمله : عن أبي هريرةقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)) رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/154 رجاله ثقات وصحح إسناده أحمد شاكر.

16- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم : رواه البخاري في الأدب المفرد قال الطيبي يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرونه عليه, ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس عن الناس بشؤم التقاطع.(فتح الباري

أحمد الحربي
2010-02-08, 03:48 PM
حق الأرحام
د. عقيل بن عبدالرحمن العقيل
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] ( النساء:1 وبالنظر في هذه الآية.. نجدها تتضمن أموراً كثيرة من الأمر بتقوى الله سبحانه وتعالى, وبيان مظاهر الامتنان بخلق الإنسان, وما تبع ذلك من تناسل وتكاثر رجالاً ونساء, وكل أمر من هذه الأمور بحاجة إلى بحث وتفصيل لا يتسع المقام لذكره, ولكن سأقتصر في حديثي هذا على ما ورد في آخر هذه الآية وهو قوله تعالى: ( واتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَساءَلُونَ بهِ والأَرحَامَ ).

معنى الأرحام

الأرحام: جمع الرحم. والرحم في اللغة: القرابة, والرحمة, والتعطف, والرأفة.
وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضاً, وأما الرحم في الاصطلاح فهو: اسم لكافة الأقارب من غير فرق بين المحرم وغيره. ذكر هذا الإمام القرطبي ــ رحمه الله ــ في تفسيره(1).
أما عن موقف الشرع من الرحم, وما أعد الله لمن وصل رحمه من الثواب الجزيل وما ورد من الوعيد الشديد لمن قطع رحمه. فنقول: إن الله سبحانه وتعالى قد حث المؤمنين على صلة الأرحام ورغبهم فيها, وبالنظر إلى الآية الآنفة الذكر وهي قوله تعالى: ( واتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَساءَلُونَ بهِ والأَرحَامَ ). نجد أن الله سبحانه وتعالى قد قرن فيها بين تقواه سبحانه وبين صلة الأرحام, قال الإمام القرطبي ــ رحمه الله ــ عند تفسير هذه الآية: " اتقوا الله أن تعصوه واتقوا الأرحام أن تقطعوها، والجمع بين تقوى الله والحث على صلة الرحم والتحذير من قطعها دليل على تأكيد الإسلام على صلة الأرحام، وإلا لما جعله الله قريناً للتقوى، فلما جمع معه تأكد الحث عليه والعناية به "(2).
وفي موضع آخر من القرآن جمع الله بين الإفساد في الأرض وقطيعة الرحم فقال تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) محمد:22, ولاشك أن لهذا الجمع مغزى ألا وهو تبكيت قطيعة الرحم والتحذير منها, فمجرد الجمع بين القطيعة والإفساد فيه تحذير ووعيد, ثم إنه سبحانه قد رتب في الآية التي تلي هذه الآية اللعن على من هذه حاله, وأخبر أنه سبحانه قد صم أذنيه عن سماع الحق, وأعمى بصره عن رؤية الطريق المستقيم طريق أوليائه الصالحين, فقال سبحانه: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) محمد:23 , ثم إنه سبحانه وتعالى قد توعد الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل من الأرحام وغيرها, فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) الرعد:25, ومن هذه الآية نستلهم وجوب صلة الأرحام وتحريم قطيعة الرحم, إذ أن الحق سبحانه قد توعد من يقطع ما أمر الله بوصله من رحم وغيره, قد توعده باللعن وهو الطرد من رحمة الله, كما توعده بأن له سوء الدار والمراد بذلك جهنم حمانا الله وإياكم منها.


الأحاديث في الحث على صلة الأرحام

وردت أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تحث على صلة الأرحام, وترغب فيها, وتبين ما اشتملت عليه من الأجر العميم والثواب الجزيل لمن وصل رحمه وحسنت نيته في ذلك ــ أي فعل ذلك محتسباً الأجر من الله ــ فمن ذلك ما رواه أبو هريرة ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"(3)
فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على صلة الأرحام وجعل ذلك علامة على قوة الإيمان بالله واليوم الآخر, وأن ترك ذلك مما يضعف الإيمان وينقصه, إذ قطيعة الرحم معصية والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كما هو مقرر لدى علماء الإسلام. ثم إنه? قد أخبر أن صلة الرحم سبب في بسط الرزق وطول العمر والبركة فيه فعن أنس ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقه ويُنسأَ له في أثره فليصل رحمه"(4). ومعنى ينسأ له في أثره: أي يؤخر له في أجله وعمره, فما أعظمها من خصلة, وما أجدر بالمسلمين من الأخذ بها.
وحيث إن مطامع المؤمن لا تقتصر على أمور الدنيا الفانية بل نظره وجل فكره ينصرف إلى الدار الآخرة وما أعد له الله فيها, لذا بين ? أن صلة الرحم مما يدخل الجنة ويباعد عن النار, فعن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ــ رضي الله عنه ــ أن رجلاً قال: يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم"(5) وهذا يدل على فضل صلة الرحم وسمو مكانته, حيث جمعه الرسول صلى الله عليه وسلم مع إخلاص العبادة لله والصلاة والزكاة فوق ما أخبر من أنه يدخل الجنة ويباعد فاعله عن النار.
وصلة الرحم لا تقتصر على وصل من وصلك, لأن هذا من باب المكافئة ورد الجميل, ولكن الواصل الحقيقي هو من يصل أرحامه الذين يقطعونه؛ مصداق هذا ما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص ــ رضي الله عنهما ــ أن النبي? قال: " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها "(6). وبذلك يزيد أجر المرء الواصل لأقاربه وذوي رحمه المحسن إليهم الصابر على ذلك إذا كانوا يسيئون إليه رغم إحسانه ويقطعونه رغم صلته, أما أقاربه القاطعون المسيئون لمن أحسن إليهم فعليهم وزر عظيم وذنب كبير, فعن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ أن رجلاً قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني, وأحسن إليهم ويسيئون إلي, وأحلم عليهم ويجهلون عليَّ. فقال: " لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك "(7).
وتسفهم المل: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق الرماد الحار من الألم.
ومن حرص الإسلام على صلة الرحم ومنعه القطيعة أنه لم يستثن أحداً من الأقارب فيرخص بقطيعته حتى القريب الكافر أمر الإسلام بصلته والإحسان إليه. فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنهما ــ قالت: " قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قدمت عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟. قال:" نعم صِلِي أمك "(8). قولها راغبة: أي طامعة عندي تسألني شيئاً.
وترغيباً في صلة الرحم فقد فرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصدقة على المسكين البعيد وبين الصدقة على المسكين ذي الرحم, وجعل الصدقة على ذي الرحم تفضل من الصدقة على غيره لأجل القرابة والرحم, فعن سليمان بن عامر ــ رضي الله عنه ــ عن النبي? قال: " الصدقة على المسكين صدقة, وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة "(9).


التحذير من قطيعة الرحم

وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطيعة الرحم, وبين أن وصلها سبب في وصل الإنسان لكل خير, وقطعها سبب لقطعه عنه, فعن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى, قال: فذلك لك", ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقروا إن شئتم: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) محمد:22ـ23 . وفي رواية للبخاري: " قال الله تعالى: " من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته " وعن عائشة رضي الله عنها ــ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرَّحِمُ معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله "(10).
وأشد من هذا وأعظم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توعد من قطع رحمه بالحرمان من الجنة, فعن أبي محمد جبير بن مطعم ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة قاطع" قال سفيان في روايته يعني: ( قاطع رحم )(11).
فما أجمل هذا الدين الذي يحث على الترابط والتكاتف والتواصل, ويحذر من التقاطع والتدابر. وحري بنا أن نحرص على هدي المصطفى ? وأن نعض على سنته بالنواجذ, ونحافظ على صلة الأرحام, ونحث إخواننا المسلمين على ذلك, ونحذر القطيعة ففيها ما ذكرنا من الوعيد الشديد. نسأل الله السلامة والعافية

نحال الجبال
2010-02-08, 05:09 PM
بارك الله يافتى حرب على الموضوع الجميل الذى يتحدث عن بر الوالدين والله يرزقنا جميعن برهم انه سميع الدعاء والله يجعله فى موازين جميع من اثرى الموضوع اخوكم ابو محمد الحربى

فتى حرب
2010-02-08, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً, أحمده سبحانه واشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء خبراً ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
لا يدخل الجنة قاطع رحم
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265653799.jpg

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265653799.jpg

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265653799.jpg

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_31265653799.jpg

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_41265653799.jpg

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265570410.gif

عقوبة تارك الرحم
1- قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } سورة محمد: 22-23 ، قال علي بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
2- قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين: قال الله تعالى { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } البقرة: 26-27 .
3- قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى: عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
4- لا يرفع له عمل ولا يقبله الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
5- قطعها قطع للوصل مع الله: عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله» رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه.
6- سبب في المنع من دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي.

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265570410.gif

أسباب قطيعة الرحم
1- الجهل: فالجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة يحمل عليها ويقود إليها كما أن الجهل بفضائل الصلة العاجلة والآجلة يقصر عنها ولا يبعث إليها.
2- ضعف التقوى: فإذا ضعفت التقوى ورق الدين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل ولم يطمع بأجر الصلة ولم يخش عاقبة القطيعة.
3- الكبر: فبعض الناس إذا نال منصباً رفيعاً أو حاز مكانة عالية أو كان تاجراً كبيراً تكبر على أقاربه وأنف من زيارتهم والتودد إليهم بحيث يرى أنه صاحب الحق وأنه أولى بأن يزار ويؤتى إليه.
4- العتاب الشديد: فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع أمطر عليه وابلا من اللوم والعتاب والتقريع على تقصيره في حقه، وإبطائه في المجيء إليه ومن هنا تحصل النفرة من المجيء خوفاً من لومه وتقريعه وشدة عتابه.
5- قلة الاهتمام بالزائرين: فمن الناس من إذا زاره أقاربه لم يبد لهم الاهتمام ولا يفرح بمقدمهم ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل مما يقلل رغبتهم في زيارته.
6- الشح والبخل: فمن الناس من إذا رزقه الله مالاً أو جاهاً تجده يتهرب من أقاربه خوفاً من الاستدانة منه أو يكثرون الطلبات عليه أو غير ذلك.
7- الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها فلا يجد هذا اللاهث وقتاً يصل به قرابته ويتودد إليهم.
8- نسيان الأقارب في الولائم والمناسبات: فربما نسي واحداً من أقاربه، وربما كان هذا المنسي ضعيف النفس أو ممن يغلب سوء الظن فيفسر هذا النسيان بأنه تجاهل له واحتقار لشخصه فيقوده ذلك الظن إلى الصرم والهجر.
9- كثيرة المزاح: فإن لكثرة المزاح آثار سيئة فلربما خرجت كلمة جارحة من شخص لا يراعي مشاعر الآخرين فأصابت مقتلاً من شخص شديد التأثر فأورثت لديه بغضاً لهذا القائل ويحصل هذا كثيراً بين الأقارب لكثرة اجتماعاتهم.
10- الطلاق بين الأقارب.
11- التقارب في المساكن: يسبب غالباً خصومات بسبب الزوجات أو بسبب الأولاد فتنتقل إلى الوالدين فتحلل القطيعة قال عمر: مروا ذوي القربات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا.
12- قلة تحمل الأقارب والصبر عليهم إذا حصلت هفوة أو زله.
13- الحسد.
14- تأخير قسمة الميراث.
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265570410.gif

موعظة للقاطعين
كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق على إبن خالته لأنه كان فقيرا، ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تكلم عنها ابن خالته مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبابكر قطع عليه النفقة وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في ذلك قرآنا كريما ليسطر لنا مثلا عظيما في التعامل الاجتماعي بين الناس فنزل قوله تعالى {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ِ} النور22، قال أبوبكر رضي الله عنه: بلى!! أي بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على ابن خالته رغم ماكان منه في حق أم المؤمنين رضي الله عنه.
فأنظر أخي الكريم إذا كنت قاطعا لرحمك ما السبب في ذلك، مهما كان السبب فعادة لا يرقى إلى مثل السبب الذي قطع بسببه أبوبكر النفقة على ابن خالته ورغم ذلك أنظر كيف كان الرد القرآني على ذلك.

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265570410.gif

أخي الكريم... أختي الكريمة: هيا استعذ بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوس النفس وصل رحمك وأبق على الود، واحفظ العهد، وأنثر المحبة والسعادة والسلام، فَصلْ من قطعك وأَعْط من حرمك وأعفُ عمن ظلمك.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا *** بالطوب يرمى فيعطي أطيب

أحمد الحربي
2010-02-08, 10:38 PM
عبد السلام العييري

جاء في صحيح مسلم ( ولا تحقرن من المعروف شيئاً )
فالخير مهما قل أو صغر فإنه محبوب لله وإذا تقبله الله فهو عند الله عظيم فلا تحتقر أي عمل فقد تدخل الجنة بعمل يسير أو تؤثر بالناس بعمل قليل ( فمن يعمل مثقال ذرة ) والأمثلة في الشرع كثيرة
الرجل الذي سقى كلبا فشكر الله عمله وغفر له وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبد رطبة أجر وفي رواية أن امرأة زانية من بني إسرائيل سقت كلبا فغفر الله لها والمرأة من البغايات المومسات
وفي مسلم رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين.
وفي الصحيحين " اتقوا النار ولو بشق تمرة " فدل على أن القليل له أثر
وأن الله ليربي صدقة أحدكم كما يربي أحدكم فلوه لذا جاء أنه سبق درهم 100 ألف درهم
فالعبرة بحسن العمل والإخلاص والإتقان وإن قل العمل مثل صلاة ركعتي الطواف وعدم الإطالة فيهما والاقتداء بالرسول أفضل من 10ركعات طويلة بعد الطواف وركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها وأفضل من ركعات كثيرة بل حتى إمساك الإنسان الشر عن الناس يعتبر صدقة منه على نفسه كما جاء في المتفق عليه " من دل على خير فله مثل أجر فاعله ومن سن سنة حسنة " بل جاء في الحديث " وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله "
والأذكار الشرعية منها كلمات يسيرة يبلغ بها الإنسان فضلاً كبيراً
مثل كلمتان خفيفتان، وسيد الاستغفار، وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر أحب إلى الله مما طلعت عليه الشمس .
ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة بأصحابه فلما قام من الركوع قال رجل ربنا ولك الحمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت بضعة ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً .
وبلال دخل الجنة لأنه كان إذا توضأ أي وقت صلى ركعتين
قال الله عزوجل " ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة "
فقدم النفقة الصغيرة لئلا تعظم ويعجب بها صاحبها
روى الإمام أحمد " خرج سليمان عليه السلام يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم "
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى ، وإن القليل بالقليل يكثر
ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فمن عمل الخير فلن يذهب سدى وهباء فلو لم يشكره الناس فالله يحفظ عليه أعماله ( وما كان الله ليضيع أيمانكم )
والله شكور ومن معاني اسمه العظيم أن يظهر الخير لعبده المسلم ويبشره بالقبول ويجازيه على عمله في الدنيا والآخرة بل حتى لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
فهذا حث على فعل الخير كل وقت وبأي وسيلة ، حتى الابتسامة فيها أجر وهي سبب دعوة
وذكر المؤرخون أن سيبويه رئي بالمنام بعدما مات فقيل ماذا فعل الله بك قال : غفر لي
لأنني لما كتبت اسم الله قلت هو أعرف المعارف لا يعرف
وزبيدة صاحبة الإحسان والعبادة زوجة الخليفة الصالح المجاهد هارون الرشيد لما ماتت قيل ماذا فعل الله بك قالت : غفر لي بركعتين كنت أركعهما في السحر
وذكر ابن كثير أن الشاعر الحسين بن هانئ لما مات رآه بعضهم في المنام وقال : غفر الله لي بأبيات قلتها في نبات النرجس

تفكر في نــــبات الأرض وانظر ،،،،،،،،، إلى أثار ما صنع الملـــــيك
عــــيون من لجــــين شاخصات ،،،،،،،، بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شــــاهدات ،،،،،،،،، بأن الله ليس لـــــــه شريك

وسبب جمع صحيح البخاري أن الإمام البخاري لما كان في شبابه جلس مع أحد شيوخه فقال الشيخ للتلاميذ : لو أن أحدا جمع الحديث الصحيح فتحركت هذه العبارة اليسيرة بقلب البخاري فأخرج لنا الخير الكثير

فلا تحقرن من المعروف شيئا

ملحوظة : الحمدالله كهذا المجلس الذي نقطف منه أفضل الثمار بمشيئة الله تعالى
جزاكم الله خير أخواني المشرفين عمل قليل من إعداد الفقير إلى ربه فتى حرب و فكرة مقدمة من أخوه الصغير أحمد الحربي و أجر عظيم من الله سبحانه و تعالى فأرجوكم للتثبيت و لنحلق في سماء الدين عاليا

اليهيبي
2010-02-08, 10:46 PM
من هم الأرحام (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)الذين (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)تجب صلتهم؟ (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)وما هي حدود (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)الصلة؟
السؤال الثاني:-
تقيم بعض الأسر لقاءات شهرية أو سنوية للرجال، هل الحضور فيها من صلة الرحم؟ السؤال الثالث:-
من المعلوم أن من ذوي الأرحام (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)الذين (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)تجب صلتهم بعض النساء اللاتي لسن من محارم الرجل، كبنت العم وبنت العمة وبنت الخال وبنت الخالة وغيرهم، فكيف تكون صلتهم؟ (http://www.qwled.com/vb/t126613.html)


الجواب الأول:-

قال -تعالى- وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ وهم القرابة من جهة الأب والأم، كالأبوين والأجداد والجدات وإن علوا، والأولاد ذكورا وأناثا وأولادهم وإن نزلوا، وأولاد الأب ذكورا وأناثا، وهم الأخوة والأخوات من الأب وأولادهم وإن نزلوا ذكورا وإناثا، وأولاد الأم وهم الأخوة والأخوات من الأم وأولادهم ذكورا وإناثا وإن نزلوا، وأولاد الجد وهم الأعمام والعمات وأولادهم وإن نزلوا، وأولاد جد الأب وهم أعمام الأب وإن علوا وأولادهم وإن نزلوا .
وكذا من يدلي بالأم كالأخوات والخالات وأولادهم ذكورا وإناثا، ولا شك أنهم يتفاوتون في الأحقية؛ فالكبير له حق القرابة وحق الطعن في السن، والصغير له حق التعليم والتأديب، وعليه حق لمن هو أكبر منه في الاحترام والتوقير.
وتحصل الصلة بالزيارة والاستزادة وإجابة الدعوة، وبالمؤانسة والمحادثة والمكالمة والمكاتبة والهدية والتقبل، وإظهار الفرح بالزيارة والاعتذار وقبول الأعذار عن التأخر والابتعاد، وتكون الصلة بحسب العادة، وتختلف باختلاف البلاد وكثرة الأعمال وتباعد المساكن ونحوها.


الجواب الثاني:-

نعم هذه اللقاءات والاجتماعات من صلة الرحم، فمن لا عذر له ولا يوجد ما يشغله فعليه حضور هذه الاجتماعات، متى كان القصد منها التعارف والتقارب والتواصل، وإظهار الحب والوداد، واشتملت على نصائح وعظات وعلوم نافعة، وعلى ذكر وشكر لله -تعالى- على نعمة الإسلام والأمن والخير والعيش الرغيد، وعلى البحث في المشاكل العائلية وتفقد أحوال الأقارب، وعلى كلام معتاد لا محذور فيه، وسلمت من غيبة ونميمة، ومن لهو وسهو، ومن آلات غناء أو طرب، ولم يكن فيهم من يظهر معصية كشرب دخان أو جراك أو مسكر أو نحوها؛ فمتى سلمت تلك الاجتماعات من مثل هذه المحرمات والمكروهات فلا أرى التأخر عنها.


الجواب الثالث:-

لا شك أن للقرابة من النساء المحارم حق الزيارة والسؤال عنهن، لا سيما مع كبر السن وقوة القرابة من الصغار، فلهن حق على القريب ولو أكبر منهن، فإن تيسر لهن الابتداء والإلزام فهو أولى لمن هو أكبر سنا، كالعم والخال والأب والأخ الكبير ونحوهم.
فأما القريبات من غير المحارم فحقهن يكون في المناسبات، بالسلام عليهن من وراء حجاب، سيما مع كبر السن وصدق الأخوّة وقدم الصحبة، ولا يلزم الزيارة الشهرية ولا الأسبوعية لمثل هؤلاء، ولا بأس بالمكالمات الهاتفية التي تشتمل على سلام وتحيات وتجديد عهد ونحو ذلك.

من فتاوى شيخنا ابن جبرين حفظة الله

أحمد الحربي
2010-02-08, 10:52 PM
وسائل صلة الرحم:


أ ـ اللقاءات والإجتماعات العامة:

1 ـ تحديد لقاءات العائلة بعد مشاورتهم؛ مثلاً كل أسبوعين، لمن هم في حي واحد، وكل شهر لمن هم في مدينة واحدة، ولقاء سنوي لمن هم متفرقين في المدن الأخرى.
2 ـ محاربة الإسراف وإزالة الكلفة عند أي إجتماع وذلك بأن تبدأ الدعوة وإظهار البساطة في الضيافة حتى تكون قدوة لهم، مع بيان أن أولى من ينبغي زوال الكلفة فيما بينهم هم الأرحام والأقارب، فإنه متى تكلف أحدهم بطعام فهذا بداية فشل الإجتماعات.
3 ـ بث روح التعارف فيما بينهم وإشعارهم بأهميته في تحقيق التواصل والتكافؤ بين الأرحام، والسؤال والتقصي عن أحوالهم العامة دون الدخول في خصوصياتهم أو ما يحرجهم.
4 ـ التذكير بأهمية صلة الرحم، وفضلها، في جميع اللقاءات، مع ضرب الأمثلة وسياق القصص من السلف وأهل الصلاح في حرصهم واهتمامهم بأرحامهم.
5 ـ توقير كبار العائلة، واحترامهم، وفتح المجال لهم للحديث والمشاركه للإستفادة من قصصهم وتجاربهم وخبراتهم في الحياة.
6 ـ إدخال القصص الطبية، والطرفة المباحة، والمزاح الخفيف في اللقاءات العائلية.
7 ـ تجهيز مسابقات سهلة وقصيرة، وطرحها خلال اللقاءات، مع جوائز فورية لأصحاب الإجابات الصحيحة، والحرص على مشاركة الأطفال والصبية والفتيات في ذلك.
8 ـ محاولة استخلاص موافقتهم ومشاركتهم في الأعمال الخيرية، ولو بمبالغ زهيدة بشكل مستمر - لإحتمال الفتور - وتكون بمثابة جسور الإتصال، مع تجنب الإحراج لأحد منهم أو الإلحاح عليهم، بل متى رأيت ملامح عدم الموافقة بادية على وجوهم فاسحب الموضوع تماماً.

أحمد الحربي
2010-02-08, 10:55 PM
تطبع و توزع كهذه
http://www.kalemat.org/gfx/sections/articles/311.jpg

فتى حرب
2010-02-08, 11:23 PM
كيفية الصلة:
تحت هذا العنوان فقرتان :
الأولى : متى تكون الصلة.
الثانية : بم تكون الصلة.


أما الأولى : متى تكون الصلة:
فأقول : يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

أقول ليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا.

ولكن كما قلت لك أيها الأخ رتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

وأما الثانية : بم تكون الصلة :
تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول
محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة
بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به
أبناء عمك.

وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي:
1- الزيارة : بأن تذهب إليهم في أماكنهم.
2- الاستضافة : بأن تستضيفهم عندك في مكانك.
3- تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك من ينقله إليهم , أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة.
4- إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )) رواه النسائي واللفظ له والترمذي وحسنه.
5- توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم.
6- إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم.
7- مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم, فمثلاً هذا تزوج أو رزق بمولود أو توظف أو غير ذلك تشاركه الفرحة بهدية أو مقابلة تظهر فيها الفرح والسرور بفرحة أو مكالمة تضمنها تبريكاتك وإظهار فرحك بما رزقوا, فإن مات لهم أحد أو أصيبوا بمصيبة تواسيهم وتحاول أن تخفف عنهم وتذكرهم بالصبر والأجر للصابرين, وتظهر لهم حزنك لما أصابهم.
8- عيادة مرضاهم.
9- إتباع جنائزهم.
10- إجابة دعوتهم, إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذر.
11- سلامة الصدر نحوهم فلا تحمل الحقد الدفين عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا.
12- إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم
13- الدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.
14- دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.

ابو حمد
2010-02-09, 02:13 PM
يثبت الموضوع لجودة المواضيع..
ابو حمد،،

أحمد الحربي
2010-02-09, 05:44 PM
أب يشوه وجه طفلته بعكاز
حاتم المسعودي، عبد الله الثابتي ــ مكة المكرمة


http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100209/images/m10_th3.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100209/Images/m10.jpg)

تحولت زيارة الطفلة روان (11 عاما) لمنزل والدها في مكة المكرمة في إجازة نهاية الأسبوع الماضي، إلى قضية عنف أسري تنظرها هيئة التحقيق والإدعاء العام في مكة المكرمة، بعد شكوى رفعتها والدتها إثر تعرض الطفلة لكدمات متفرقة على وجهها وجسدها.
وكانت والدة روان اعتادت على إرسال طفلتها إلى طليقها (والد روان) نهاية كل أسبوع منذ انفصالهما قبل سبعة أشهر، بيد أنها فوجئت بتأخر عودة الطفلة إليها وعدم ردها على اتصالاتها، ما دفعها للاتصال بطليقها الذي رفض السماح لها بمكالمة طفلتها.
وأوضحت والدة الطفلة قائلة : «خيرت زوجي بين إعادة روان، أو إبلاغ مركز الشرطة، لكنه رضخ لطلبي وأعادها إلي صبيحة الأحد الماضي، وهي في حالة يرثى لها».
واسترسلت «بعد سؤال طفلتي عن سبب الكدمات التي على جسدها، أخبرتني أن والدها فاجأها بالصراخ والضرب بعكاز كان يحمله أثناء نومها، بحجة إخفائها شريحة هاتف نقال عنه».
وتابعت والدة روان «عندما واجهت طليقي بالأمر أنكر فعلته، وأرجع الكدمات التي على جسد الطفلة إلى سقوطها من على جدار المنزل، ما دفعني إلى تحرير شكوى في قسم الشرطة، ومن ثم تحويلها إلى المستشفى الذي أكدت تقاريره تعرض روان إلى اعتداء جسدي».
وفي ذات السياق، أكد لـ «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان، أن مركز شرطة القرارة استلم الشكوى، وأحالها إلى دائرة الاعتداء على النفس في هيئة التحقيق و الادعاء العام لاستكمال التحقيقات.

من منبر مجلس ذكر البراري نناشد الأمة في السير في خطى نبينا عليه الصلاة و السلام لعدم الوقوع فيما ذكر آنفا من خبرية صادرة عبر صحيفة عكاظ و يا آسفي من خبرية

حملة عاجلة طارئة لوقف النزيف الأسري الدموي

الرفق
دخل أحد الأعراب الإسلام، وجاء ليصلى في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء -أو سجلاً (دلوًا) من ماء- فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين) [البخاري].
***
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، وقال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
[فصلت: 34].
رفق النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم.. أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويقبُّلهما، ويحملهما على كتفه.
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله؛ فينتقم لله -تعالى-. [متفق عليه]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا) [متفق عليه].
أنواع الرفق:
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [مسلم].
ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
الرفق بالناس: فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159]. وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف وقتاله كفر) [متفق عليه].
الرفق بالخدم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
الرفق بالحيوانات: نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه]. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
الرفق بالجمادات: المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.
فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم]

أحمد الحربي
2010-02-09, 07:23 PM
ما جلس قومٌ مجلسا يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.gif ما جلس قومٌ مجلسا يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده (http://javascript<b></b>:OpenHT('Tak/Hits24012995.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.gif أخرجه مسلم .

أحمد الحربي
2010-02-09, 07:30 PM
الحمدالله ديننا عظيم و جزيل الأجر و المثوبة للذين يرفعون هذا الدين عالي و تباين حقيقة هذا الدين و من تمسك به حق تمسك ما وقع في الحرام و الفتن المضلة

و مجلس ذكر البراري ما هو إلا لرقي و رفعة الدين الإسلام علو و همة

أحمد الحربي
2010-02-09, 07:36 PM
حملتنا الطارئة العاجلة عن ظاهرة تفشت في المجتمعات العربية الإسلامية و الخليجية العنف الأسري و كيف نوقف هذا الداء المميت عن جسد الأمة ؟ نوقفه بمشيئة الله تعالى عبر التدارس في مجلس الذكر عن الرفق

الرفق
دخل أحد الأعراب الإسلام، وجاء ليصلى في المسجد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء -أو سجلاً (دلوًا) من ماء- فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا مُعَسِّرين) [البخاري].
***
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، وقال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
[فصلت: 34].
رفق النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم.. أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويقبُّلهما، ويحملهما على كتفه.
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله؛ فينتقم لله -تعالى-. [متفق عليه]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا) [متفق عليه].
أنواع الرفق:
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [مسلم].
ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
الرفق بالناس: فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159]. وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف وقتاله كفر) [متفق عليه].
الرفق بالخدم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
الرفق بالحيوانات: نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوانذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه]. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
الرفق بالجمادات: المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.
فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم]

أحمد الحربي
2010-02-09, 07:52 PM
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].

الله يا أخوان شوفوا عظيم فضل الرفق
أين نحن من الرفق ؟
والصحف و القنوات تحدثنا عن العنف و نزيف الدماء أهااا لو علموا بهذا الحديث لكان خيرا

فتى حرب
2010-02-09, 09:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللة يجزيك خير اخى احمد على ما تقدم لنا من مواضيع هادفة وحساسة
وجعلة اللة فى موازين حسناتك ورحم اللة والديك.

وشكر خاص للمشرفين على التثبيت

اما بنسبة لموضوعنا عن الرفق
سوف ان شاء اللة اتكلم من زاوية اخرى وهى:

إشاعة ثقافة الرفق في البيوت


(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
(( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ))
ما زلنا نبحث عن وسائل متعددة لإصلاح الأسرة المسلمة هذه الأسرة التي هي مفتاح الهزائم ومفتاح الانتصارات .. فبقدر ما تكون قريبة من الإسلام فإنها تكون سعيدة منتجة وبقدر ما تكون بعيدة عن الإسلام تكون شقية متفرقة.
ذكرنا نقاطاً منها:
• تخفيف مثيرات الشهوة في البيوت " صيد الفوائد تربة الأبناء "
• اشاعة ثقافة المصارحة في البيوت . "
• اشاعة ثقافة الشورى في البيت "
يقول صلى الله عليه وسلم (( إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق )) إسناد جيد .

عندما ندخل إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ونرى طريقة معاملته مع زوجاته وأسرته نجد هناك ثقافة أساسية في حياته ومحوراً أساسياً في حياته وهي ثقافة الرفق .. فقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الرفق منها :
ما رواه الإمامان البخاري ومسلم (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )).
ما رواه الإمام مسلم (( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف )) .
ما رواه الإمام مسلم (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه .))
قال البخاري ( الرفق هو لين الجانب بالقول والفعل ) وهو ضد العنف .
ومن الملاحظ أيها الكرام أن أغلب أحاديث الرفق ترويها السيدة عائشة وفي هذا إشارة إلى إشاعة ثقافة الرفق بين أطراف الأسرة جميعاً وهم الزوج والزوجة والأولاد ..

إن هذا الرفق والأخذ بلين الجانب في الأسرة لا يخدش رجولة ولا يحط قيمة الرجل بل بالعكس إنه يرفع مكانة الرجل .
لكن كثيراً من الرجال يفهمون الرفق فهماً خاطئاً ويظنون أن الرفق في الحياة الزوجية عبارة عن ذل وانكسار وخضوع للمرأة ..
فتراه أكثر الناس حواراً ونقاشاً خارج البيت .
وتراه أكثر الناس ضحكاً وابتساماً خارج البيت .
وتراه أكثر الناس حركة خارج البيت .

إن من أهم صفات المجتمع المسلم هو أنه مجتمع يحل مشاكله عن طريق التفاهم وهذه صفة ملازمة للمجتمع المسلم فلا يمكن بحال من الأحوال أن تنفك عنه .
و يجب أن تكون ملازمة للأسرة المسلمة لأنها اللبنة الأولى فيه .
لكن كثيراً من الرجال يلجؤون إلى حل مشاكلهم الزوجية عن طريق العنف مع أن الإسلام أكد على الرفق ونهى عن ضرب الزوجات ومعاملتهن بقسوة وصرح أن شرار الأزواج هم الذين يضربون زوجاتهم ..كما ورد في الحديث الشريف
وكثير من الرجال يحاولون أن يسدوا ثغرة ضعفهم في البيت وطريقة إقناعهم عن طريق القوة العضلية .
لذلك كان هناك دراسة اجتماعية تؤكد على سيطرة النساء على الرجال بعد بلوغ الرجل سن / 65 / عاما
ولوحظ أن أغلب هؤلاء الرجال كانوا يستعملون عضلاتهم في إقناع زوجاتهم ..

إن الرجل الذي يستعمل عضلاته في منع زوجته من أمر معين هو إنسان ضعيف وعليه أن يعيد ترتيب حياته ويبحث جيداً في طريقة أخرى ليمنع زوجته من أمر معين ولقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ...)) .
فإنك إن أردت شيئاً من زوجتك أو أبنائك فإن الطريقة الإسلامية المثلى هي المعاملة برفق .
وقد دلت الدراسات أن الأسر التي تتعامل بالرفق هي أكثر تماسكاً بينما تزداد نسبة الطلاق من الرجال الذين يحاولون أن يحلوا مشاكلهم عن طريق عضلاتهم ..

إن إشاعة ثقافة الرفق أمر مهم في حياة كل مسلم لأن لها فوائد عديدة منها:

1. تستطيع أن تحصل على ما تريد من زوجتك وأولادك بالرفق.
2. يعلمك الصبر لأن الله أمر بالصبر على الزوجة والاصطبار عليها. " واصطبرعليها "
3. زيادة العلاقة بين أفراد الأسرة وزيادة الترابط الأسري فالكل يعلم أن القلوب حوله لها حنان خاص .
4. لا يخاف الأولاد من بعض التقصير أو الأخطاء فيصارحون الآباء بذلك لعلمه بالرفق والحنان ,
والله ولي التوفيق ..

أحمد الحربي
2010-02-09, 09:24 PM
الحمد لله الصلاة في صف تدل على عظم أمر هذا الدين في أن نكون في كل حين صف واحد لا نفترق و أن نكون في لين و سهل .

فتى حرب
2010-02-09, 10:31 PM
الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265740650.gif

وبه نستعين وصلّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أما بعد


أخي المسلم........أختي المسلمة........


http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_41265740650.jpg


من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحية من وكرهاورافق الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_41265742488.gif

الرفق صفة من أعظم الصفات، وكيف لا تكون كذلك وقد اتصف بل تسمى الله جل جلاله بها، وهي طريق موصل إلى الجنة، ودليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، تثمر محبة الله ومحبة الناس, وهي علامة على صلاح العبد وحسن استقامته ورفعة خلقه. تقتل في قلب صاحبها كل غل وحسد. وهي والله سعادة للعبد في الدارين وهي دليل واضح بيِّنٌ على فقه الرجل وأناته وحكمته وتعقله, إنها - عباد الله - صفة الرفق.
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_71265742488.gif

إن الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه..والرفق في الدعوة مطلوب من الداعية فإن الله تعالى امتدح خير خلقه وصفوت رسله ..
بقوله ‏{‏فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}‏ سورة آل عمران الآيه (159)فكم من داعية أضر بالمدعوين من حيث يريد الإحسان إليهم..ونفرهم من الدين في حين أراد تأليفهم..وأبعدهم عن الصالحين حين أراد تواصلهم وتقريبهم..
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_81265742488.jpg

وقد حث رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ على الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)فقال : " إن الله رفيق يحب الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)في الأمر كله "




والإنسان المسلم برفقه ولينه يصير بعيداً عن النار ، ويكون قريباً من أهل الجنة




فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " ألاأخبركم بمن يحرم على النار ، وبمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب هين سهل "


( رواه عبد الله بن مسعود )




فانظروا جزاء من يتعامل برفق فلماذا لا نغير من أنفسنا ؟




وإذا كان المسلم رفيقا فإن الله سبحانه وتعالى سوف يرفق به يوم القيامة




قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به "




فانظركل هذا الفضل العظيم ينتظرك وأنت غافل عنه فأسرع هيا وغير من نفسك وكن رفيقا حتي يرفق الله بك .

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265740650.gif

http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifما هو الرفق؟http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifالرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)في سائر الأمور،
فقال:
‏{‏خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ‏}‏‏.[الأعراف: 199]،وقال تعالى:‏{‏وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }‏ [فصلت: 34].

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265740650.gif

http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifفضل الرفق:http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال:
(إن الله رفيق يحب الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)في الأمر كله) [متفق عليه]،وقال الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة،قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم القيامة،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265740650.gif

http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifأنواع الرفقhttp://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gif


الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه،


قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه عابه)
[مسلم].
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_121265742488.gif

ومن أشكال الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:((الرفق بالناس))
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_91265742488.gif

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_111265742488.jpg

فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى:‏{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }‏ [آل عمران: 159].
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم،
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم،وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال:(سباب المسلم فسوف وقتاله كفر)[متفق عليه].
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_131265742488.gif

((الرفق بالخدم))

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_91265742488.gif

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه.يقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم:(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه (يجعله حرًّا) [مسلم].
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_131265742488.gif

((الرفق بالحيوانات))

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_91265742488.gif
نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح،وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس:نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت). [مسلم].ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].ومن الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذبيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب) فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه (السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه].وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت.
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_131265742488.gif

((الرفق بالجمادات))

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_91265742488.gif
المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265740650.gif

http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifنماذج من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلمhttp://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gif


وقد كان في حياته صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف والتي هي مواضع قدوة لكل داعية..
فانظر إليه عليه الصلاة والسلام وقد جاءه شاب يافع فقال له :يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!..
عجبا هذا الشاب يريد الائذن في هذه الفاحشة العظيمة ..والمصيبة الكبيرة..
يريد أن تستباح الأعراض..وتنتهك الحرمات..يريد أن يفعل ذلك الفعل المشين ..والإثم المبين..
بل وأن يؤذن له في ذلك من سيد الأولين والآخرين..
فصاح به الناس..فيقول عليه الصلاة والسلام دعوه..
فيقربه ويدنيه..ويفتح معه ذلك الحوار العظيم..
أترضاه لأمك..فيجيب الشاب:لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم!..
أترضاه لأختك؟!!..
فيقول الشاب :لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم!..
أترضاه لعمتك أترضاه لخالتك؟؟...وفي كل ذلك يجيب الشاب : لا ..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ..
فما كان الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء..
الله أكبر..
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265743096.jpg

فانظر أخي القارئ أختي القارئة إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين ...

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265740650.gif


http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifوهذه بعض الرسائل فى الرفقhttp://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gif



رسالة إلى كل داعي ناصح مرشد للخير

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif


أوجه هذه الرسالة إلى كل داعي وناصح للخير رفقاً بمن تنصحه قل له قولاً ليناً لا تكلمه بغلظة وقسوة لأن ذلك سيسبب بعده عنك وعدم الاهتمام بك فتأملوا خطاب الله عزوجل لسيدنا موسى واخوه هارون عليهما السلام
حيث قال الله تعالى : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى . فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى "
هذا هو أسلوب الخطاب إلى فرعون الظالم الطاغي فكيف بإخوانك المسلمين ؟

رسالة إلى كل إنسان مسئول :

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif

إلى كل إنسان مسئول كن رفيقاً بمن هم في تحت مسئوليتك لا تعاملهم بقسوة فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : "اللهم من ولي منأمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
فيجب عليك أن تساعدهم وتحاول أن تفعل كل ما بوسعك لسعادتهم
وإن أحسنت فسيحسن الله إليك وإن أسأت فسوف يجزيك الله على إساءتك
وسيكون الضرر في النهاية عليك أنت .


رسالة إلى الآباء والأمهات :

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif

رفقاً بأبنائكم لا تعاملوهم بغلظة حاولوا أن تقتربوا منهم وترفقوا بهم
لأن التربية بالرفق أكثر نفعا لهؤلاء الأبناء لأن ذلك سيكون سبباً في محبتهم للخير وكرههم للعنف والقسوة وسيحدد مصيرهم لأنهم سيأخذوا منكم ما تقومون به وسوف تحاسبون أنتم على كل هذا
وقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : "ما كان الرفق (http://qur2n.com/vb//showthread.php?t=17177)في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلاشانه"

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_31265740650.jpg

رسالة إلى كل ابن :

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif


ابني الحبيب ارفق بوالديك فهم أقرب الناس إليك لا تعاملهم بقسوة وإذا فكرت يوماً بأن تعاملهم بغلظة فتذكر فضلهم الكبير عليك فهما اللذان سهرا على تربيتك ، ولا تتأفف لهم أبداً ولكن كن رفيقا بهم وصديقاً لهم وحاول أن ترضيهم بأي شي فقد قال الله تعالى : ‏{‏وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا‏}‏ سورة الإسراء الآيه(23 :24)
إنها وصية من الله تعالى لك من كتابه فعليك بالبر والإحسان لهما وعاملهما بلطف ومحبة .


رسالة إلى الأزواج :

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif

ارفقوا بزوجاتكم وكونوا رحماء لهم فقد كان الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ أرفق الناس بعائشة رضي الله عنها والذي يدل على ذلك أنه حينما جرى بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام حتى دخل أبو بكر حكما بينهما .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم" :تكلمي أو أتكلم"
فقالت رضي الله عنها : تكلم أنت ولا تقل إلا حقا ..
فلطمهاأبو بكر رضي الله عنه حتى أدمى فاها وقال : أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها؟فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إنا لم ندعك لهذا , ولم نرد منك هذا "
( صحيح البخاري )
فانظروا رحمة رسول الله بزوجته فهيا اقتدوا به وافعلوا مثله


رسالة إلى الزوجات :

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif

ارفقوا بأزواجكن ولا تكلفوهم الكثير وامتثلوا لأمر أزواجكن وقدروا ظروفهم واجعلوا أمهات المؤمنين قدوة لكن
وحاولن أن تفعلن كل ما بوسعكن من أجل إسعادهم


رسالة إلى كل من أنعم الله عليه بالخدم

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11265740650.gif

عاملوا الخدم برفق ولين ولا تكلفوهم مالا يطيقونه وحاولوا أن تسعدوهم ولا تعاملوهم بجفاء ولكن عاملوهم كإخوة لكم
فقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ "ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم ".

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265740650.gif

http://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gifبعض الدروس عن الرفقhttp://up.arb-up.com/i/00016/wotfnyb02a4m.gif

http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamway .com/?iw_ s=Scholar&iw_a=series&series_id=1315 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1315)
الرفق للشيخ محمد إسماعيل المقدم (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1315)

http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamup. com/download. php?id=72480 (http://www.islamup.com/download.php?id=72480)محاضرة للشيخ محمد الصاوى (الرفق يا أمة الرفق) (http://www.islamup.com/download.php?id=72480)
http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamway .com/?iw_ s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27236 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27236)
الرفق في الدعوة إلى الله (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27236) (الشيخ ياشر برهامي )

http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamway .com/?iw_ s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48594 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48594)
دعوة إبراهيم لأبيه والرفق في الدعوه (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48594) من سلسلة: قصة إبراهيم عليه السلام (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2625)
الشيخ: أحمد حطيبة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=451)

http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamway .com/?iw_ s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33649 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33649)
.باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعايهم (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33649)
الشيخ: محمد صالح المنجد (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=44)

http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamway .com/?iw_ s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=450 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=450)
أهمية الرفق في حياة المسلم (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=450)
الشيخ: محمود المصرى

http://www.manhag.net/mam/images/download_trans.gif
http://www.islamway .com/?iw_ s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=45782 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=45782)
.الرفق يا شباب (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=45782)

أحمد الحربي
2010-02-09, 10:40 PM
تطبيق الرفق في الجهات التي لها علاقة كاملة في خدمة الناس و لا يتذمر من يعمل في جهة من جهات لها علاقات في مقابلة الناس وفي مقابلة الناس أجر عظيم إذا أتبع نهج نبينا محمد صلوات الله و سلامه عليه من طلاقة الوجه و البشاشة و البسمة و اللين و السهل و الحلم و اللطف ليكسب الأجر و المثوبة من الله عزوجل سبحانه و تعالى و له أجرين أجر دنيوي و أجر أخروي نسأل الله أن نكون من المتقين المخلصين

الشاهين
2010-02-09, 11:03 PM
ماشاء الله فكره ممتازه
ومن التعاون على البر والتقوى والتذكير بالخير.
جزاكم الله خير.

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:10 PM
كثرت في الآونة الأخيرة من يتضجر من زحام المراجعين على مكتبه و يعاملهم معاملة لا تليق لسمعة دين و لا سمعة الجهة التي يعمل فيها إلا ما رحم ربي فالواجب أن يعاملهم بالتي هي أحسن و بالمجادلة بالتي هي أحسن و الحلم و اللطف و الصبر و الرفق ليكسب الأجر و المثوبة من الله عزوجل و أجر المعاش الذي يستلمه ديننا دين رفق و سماحه و لين و سهوله و بساطه فلا بد أن نكون جنود للدين في تصحيح المفاهيم الخاطئة عند كثير من الناس إلا مارحم ربي

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:26 PM
من فضائل مجالس الذكر
عامر صالح علوي ناجي
دار الوطن



الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن للمجالس الخيرية ( مجالس الذكر )، فضائل عظيمة ذكرت في أحاديث صحيحة حرصت على جمع ما تيسّر منها مع سياق مصادرها لكي يسهل الرجوع إليها، والهدف من ذكر هذه الفضائل الواردة في مجالس الذكر هو الترغيب في الحضور إلى تلك المجالس المباركة والتي هي للرجال والنساء معاً، والدعوة إلى المشاركة والمساهمة فيها بدرس أو بغيره، من الأمور الطيبة كإهداء الأشرطة النافعة، والمطويات الجيدة، والكتيبات المفيدة، ونحو ذلك، أو على الأقل الحضور للاستماع للذكر لكي ينال السامع الأجر والفائدة، وفضائل مجالس الذكر كثيرة من ضمنها ما يلي:
1- نزول السكينة:
يقول الإمام النووي رحمه الله: ( قيل: المراد بالسكينة هنا الرحمة، وقيل الطمأنينة والوقار هو أحسن، [صحيح مسلم بشرح النووي 17189ٍ]، والله تعالى يقول: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الرعد:28].
2- غشيان الرحمة من الله تعالى على الحاضرين، أي: نزولها عليهم.
3- إحفاف الملائكة للجالسين فيها.
4- يذكرهم الله فيمن عنده، وهم أهل السماء الدنيا.
وقد ذكرت هذه الفضائل الأربعة في قوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده } [رواه مسلم(2699)]، وفي حديث آخر: { لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده } [أخرجه مسلم(2700)]، وهذا الحديث والذي قبله أحاديث عامة تشمل الاجتماع في المسجد وفي غيره [راجع صحيح مسلم بشرح النووي 17/189].
5- يباهي الله ـ جل وتعالى ـ بالحاضرين الملائكة:
عن أبي سعيد الخدري http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: خرج معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أقل حديثا مني وإن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif خرج على حلقة من أصحابه فقال: { ما أجلسكم؟ } قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا، قال: { آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ } قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: { أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة } [رواه مسلم(2701)]. يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث: ( قوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { إن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة }: معناه يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم، وأصل البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهي بماله أي يفخر ويتجمّل بهم على غيرهم ويظهر حسنهم )[ صحيح مسلم بشرح النووي(17190)].
6- مغفرة الذنوب وتبديل السيئات حسنات:
ففي الحديث الصحيح يذكر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفوهم بأجنحتهم الى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل ـ وهو أعلم منهم ـ: ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة، قال: فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها، فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال: فيقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد منها مخافة. قال: فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم } [رواه البخاري(6408)، ومسلم(2689) بلفظ غير هذا اللفظ المذكور]. وقال عليه الصلاة والسلام: { ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات } [والحديث في السلسلة الصحيحة(2210)]. وأما الذين يجلسون في مجلس لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فإن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول فيهم: { ما اجتمع قوم ـ ثم ـ تفرقوا عن غير ذكر الله، وصلاة على النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif إلا قاموا عن أنتن من جيفة } [أخرجه الطيالسي وغيره، وصححه الإمام الألباني في صحيح الجامع(5506)]. وفي رواية: { إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار } [أخرجه الإمام أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع(5508)، وقال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن مجلس القوم الذين لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي فيه: { وكان ذلك المجلس عليهم حسرة } [نفس التخريج السابق برقم(5508)]، وقال أيضاً: { إلا كان مجلسهم ترة ـ أي حسرة وندامة ـ عليهم يوم القيامة } [أخرجه الإمام أحمد، وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع(5510)]، وفي رواية: { إلا كان عليهم ترة } [أخرجه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع(5507)].

وفي الختام

أسأل الله جل وعلا أن ينفعني وجميع المسلمين والمسلمات بهذه الصفحات الضئيلة العدد والكلمات اليسيرة، وأن تكون خالصة لوجهه الكريم وحجة لنا لا علينا. كما أسأله سبحانه وتعالى أن يكتب الأجر ويجزل المثوبة لمن كتبها وقرأها وسمعها، ومن ساهم في إخراجها، ومن أشار وأعان على طباعتها ومن قام بنشرها وتوزيعها اللهم آمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

فتى حرب
2010-02-09, 11:27 PM
ركب سيارة صاحبه .. فكانت أول كلمة قالها : ياااه !! ما أقدم سيارتك !!
ولما دخل بيته .. رأى الأثاث فقال : أووووه .. ما غيرت أثاثك ؟!
ولما رأى أولاده ... قال : ما شاء الله .. حلوين ..
لكن لماذا ما تلبسهم ملابس أحسن من هذه !!
ولما عاد إلى البيت قدّمت له زوجته طعامه ..
وقد وقفت المسكينة في المطبخ ساعات ..
رأى أنواعه فقال : ياااا الله .. لماذا ما طبختي رزّ ؟
أوووه .. الملح قليل ! لم أكن أشتهي هذا النوع !!
دخل محلاً لبيع الفاكهة .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
فقال : عندك مانجو ؟
قال صاحب المحل العجوز : لا .. هذه في الصيف فقط ..
فقال : عندك بطيخ ؟ قال : لا ..
فتغير وجهه وقال : ما عندك شيء .. ليش فاتح المحل ! وخرج ..
ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..
نعم .. بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده .. ولا يكاد أن يعجبه شيء ..
فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً ..
ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً ..
ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..
فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده .. دائم الملاحظات ..
يدقق على الكبيرة والصغيرة ..
من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة ..
وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..
لأنه لا يقيم لمشاعر الناس اعتباراً..
يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء! -..
احرص على انتقاء كلماتك مع الآخرين.. كما تنتقي أطيب الثمر والورد..
ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة فيكرهك الناس..
هكذا كان .. وهكذا ينبغي أن نكون ..
وأنا بذلك لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء ..
ولكن لا تكن مدققاً في كل شيء .. خاصة في الأمور الدنيوية ..
تعود أن تمشّي الأمور ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا لاحظ خطئاً على أحد لم يواجهه به وإنما يقول :
ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ..
يعني : إياكِ أعني واسمعي يا جارة ..
كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث ..
ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح !!


...................
ارفق فى جميع الامر حتى فى الانتقادات
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265747167.gif

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:33 PM
نعم أخوي أبو يزن كلام سليم و الدين النصيحة و الساكت عن الحق شيطان أخرس

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:40 PM
كلمة الحق تقال و الخطأ يشار إليه للتصحيح و عدم السكوت عن الأخطاء و السكوت عن الأخطاء جريمة و محد معصوم من الخطأ و الدليل في قوله تعالى (( ربنا لاتؤاخدنا ان نسينا أو أخطأنا))

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:44 PM
شعار مجلس ذكر البراري وجادلهم بالتي هي أحسن

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:45 PM
ما زلنا بالرفق و الذي عنده إضافة عن الرفق يضيف

اليهيبي
2010-02-09, 11:52 PM
ولازااااال الابداااع مستمر

الشكر للاخوان

فتى حرب
واحمد الحربي



بعض أحوال النبي مع الأطفال وصغار السن

فقد كان النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- شديدَ الاهتمام بالأطفال؛ ولذلك فقد دعا إلى تأديبهم، وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم، وحث على رحمتهم والشفقة عليهم، فقال-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:(من لم يرحمْ صغيرَنا،ويعرف حَقَّ كبيرِنا، فليس منا). رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة رقم (4943).
ولقد كانَ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-على عظيم قدره، وعلو منزلته، هو الذي يبدأ بالسلام على الأطفال حباً لهم، ورِفقاً بهم، وتلطفاً معهم، ولإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم، وقد مدحهم وأثنى عليهم، كما فعل مع ابن عمر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبدالله بن عمر برقم (3530). وقد كان لا يكثر عتابهم ويعذرهم ويرفق بهم؛ كما فعل مع أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. وكان لا يأنف من الأكل معهم، ومع ذلك لو رأى منهم مخالفة للأدب، فكان ينصح لهم ويأمرهم بما يصلحهم، فقد نصح عمرو بن أبي سلمة بآداب الطعام بلين ورفق ورحمة، لما رأى منه مخالفة الأدب. أخرجه البخاري، كتاب الأطعمة، باب التسمية، رقم: (2309. وكان يوصيهم بالخير، ويعلمهم التوحيد والدين، فلم يكن رفقه وشفقته العظيمة عليهم بمانعة له من نصحهم وإرشادهم وإصلاحهم، فقد أوصى ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-. أخرجه الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب(59)رقم ( 2516). وكل هذا الاهتمام منه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بالأطفال جاء لعلمه بأنهم في أشد الحاجة إلى الرعاية والعطف والحنو أكثر من غيرهم، وذلك لتنمية ثقة الطفل بنفسه حتى ينشأ قوياً ثابت الشخصية، مَرِحَاً عَطُوفاً على غيره، عضواً فَعَّالاً في مجتمعِهِ. راجع" مبدأ الرفق في التعامل مع المتعلمين من منظور التربية الإسلامية"، صـ (123-124) لصالح بن سليمان المطلق.
وإليك -أخي الكريم- نماذج جلية، ومواقف شريفة، وأساليب حكيمة من تعامل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مع الأطفال، وكيف كان تواضعه، وحبه لهم، ورحمته بهم، وشفقته عليهم، والغرض من ذلك تحفيز القلوب، وحثها على التأسي بقدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله -عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم-،فمن تلك النماذج المشرقة ما يلي:

1.تبريكهم وتحنيكهم والدعاء لهم:
كان- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويحنكهم، ويدعو لهم، فعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويُحنكُهم، ويدعو لهم. أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم (11/155) رقم (6355). يقول ابن حجر-رحمه الله- في الفتح: ومن فوائد هذا الحديث: الرفق بالأطفال، والصبر على ما يحدث منهم، وعدم مؤاخذتهم، لعدم تكليفهم. فتح الباري (10/434). وعن أنس قال: ذهبتُ بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حين ولد، ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في عباءةٍ يهنأ بعيراً له فقال: (هل معك تمر؟) فقلت: نعم. فناولته تمرات، فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه، فجعل الصبي يتلمضه، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (حُبُّ الأنصار التمر) وسمَّاه عبد الله. رواه مسلم، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله(3/1689) رقم (2114). وعن أنس قال: غدوت إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بعبد الله بن أبي طلحة ليحنِّكه فوافيته في يده الميسم يسم إبل الصدقة. أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب وسم الإمام إبل الصدقة بيده (3/429) رقم (1502).

2.السلام عليهم:
عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: أتى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- على غِلْمانٍ يلعبون فسلَّم عليهم. رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب السلام على الصبيان، رقم(5202).
لقد كان -صلى الله عليه وسلم- بهذه الأسلوب يدخل السرور والفرح إلى نفوس هؤلاء الناشئة، ويعطيهم الدفعة المعنوية على التعوّد في محادثة الكبار والرّد والأخذ والعطاء معهم، وهذا من حكمته -عليه الصلاة والسلام-.


3.مسحه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-رؤوس الصغار:
عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يزور الأنصار، ويُسلِّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم. رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني انظر صحيح الجامع رقم (4947). وعن عبد الله بن جعفر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: مسح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بيده على رأسي، قال: أظنه قال ثلاثاً، فلما مسح قال: (اللهم اخلف جعفراً في ولده). أخرجه الحاكم في المستدرك، وسكت عنه، (1/372)، وقال الذهبي: صحيح. وعن مصعب بن عبد الله قال: عبد الله بن ثعلبة ولد قبل الهجرة بأربع سنين، وحمل إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فمسح وجهه، وبرك عليه عام الفتح، وتوفي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو ابن أربع عشرة. رواه الحاكم في المستدرك (3/279).
ومن هذه الأحاديث نعرف كيف كان النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يشعر هؤلاء الصغار بلذة الرحمة والحنان، والحب والعطف، وذلك بالمسح على رؤوسهم، والأمر الذي يشعر الطفل بوجوده، وحب الكبار له، واهتمامهم به. وعن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطارٍ. رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النَّبيّ ولين مسه والتبرك بمسحه (4/1814) رقم (2329).
وعن أنس قال: انتهى إلينا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار حتى رجعت إليه. رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (4335).

4.مداعبته وملاطفته للصغار:
عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: (يا زوينب، يا زوينب) مراراً. رواه الضياء المقدسي، وصححه الألباني في الصحيحة رقم (2141). وعن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-ليدلع لسانه للحسين بن علي فيرى الصبي حمرة لسانه، فيبهش إليه، أي يسرع إليه. رواه أبو الشيخ في كتاب "أخلاق النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وآدابه"، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم(70). وروى الطبراني عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فدعينا إلى الطعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أمام القوم ثم بسط يده فجعل -الغلام- يفر هاهنا وهناك، فيضاحكه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه وقبله، ثم قال: (حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط). رواه البخاري في الأدب، والترمذي وابن ماجه والحاكم، وحسنه الألباني، في صحيح الجامع، رقم (3146). راجع: منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرَّسُول (2/440-441).

5.وروى البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: سمعت أُذناي هاتان وبصرت عيناي هاتان، ورسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، أخذ بيديه جميعاً، بكفي الحسن والحسين، وقدميه على قدم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يقول: (ارْقه) قال: فرقى الغلام، حتى وضع قدميه على صدر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ثم قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:(افتح فاك)، ثم قبَّله، ثم قال: (اللهم إني أحبه فأحبه). اللفظ الأخير في البخاري، كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين (7/119) رقم (3749). وقد وقف بين يديه ذات مرة محمود بن الريبع، وهو ابن خمس سنين، فمجَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في وجهه مجة من ماء من دلو يمازحه بها، فكان ذلك من البركة أنه لما كبر لم يبق في ذهنه من ذكر رؤية النَّبيّ إلا تلك المجة، فعد بها من الصحابة والحديث أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب متى يصح سماع الصغير، رقم(75). ودخلت عليه ربيبته زينب بنت أم سلمة وهو في مغتسله، فنضح الماء في وجهها، فكان في ذلك من البركة في وجهها أنه لم يتغير، فكان ماء الشباب ثابتاً في وجهها ظاهراً في رونقها وهي عجوز كبيرة. راجع " المواهب الدينية بالمنح المحمدية" (2/354).وعن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أحسنُ الناسِ خُلقاً وكان لي أخ، يُقال له أبو عُمير -وهو فَطيم- كان إذا، جاءنا قال: (يا أبا عُمير ما فعل النُّغير؟!) النغير: طائر كان يلعب به. أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل (10/598) رقم (3947)، ومسلم كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح (3/1692) رقم (2150). قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- في الفتح: إن هذا الحديث فيه جواز الممازحة وتكرير المزاح، وأنها إباحة سنة لا رُخصة، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائز وتكرير زيارة الممزوح معه، وفيه ترك التكبر والترفع، ومنه التلطف بالصديق، صغيراً كان أو كبيراً، والسؤال عن حاله. فتح الباري (10/584). وفي هذا الحديث من الفوائد التربوية الشيء الكثير، فمنها:

1.على الرغم من حجم الدعوة التي يقوم بها الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ورغم كثرة المشاغل التي تواجهه والعبادات التي يقوم بها من عبادة وتربية وجهاد وتسيير أمور الدولة الإسلامية إلا أنه جعل له وقتاً لتربية أطفال المسلمين، وهذا الوقت المستقطع يعتبر بحد ذاته مكسباً تربوياً.
2.استخدام الرَّسُول-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أسلوب التكنية للطفل الصغير، فقال له: (( يا أبا عُمير! ))، وهذه التكنية تشعر إخوانه وأهله بأن ابنهم كأنه أصبح في مصاف الشباب، وتكنية الولد تكسر الميوعة في النداء.
3.تمتعت الجملة التي قالها -عليه الصلاة والسلام- بصفات تربوية عظيمة، وهي:
·الجملة كانت قصيرة من حيث عدد الكلمات؛ حيث كان عد الكلمات ست كلمات وعدد أحرفها اثني عشر، وتلك الكلمات مناسبة لسن الصغير.
·الجملة سهلة النطق، وخالية من الكلمات الحوشية الصعبة، فمن السهل أن ينطق الصغير بها؛ يا / أبا/ عُمير/ ما/ فعل/ النُّغير/.
·الجملة سهلة الاستيعاب، ومضمونها معروف؛ من الإمكان أن يستوعبها الطفل ويعرف مضمونها.
· الجملة سهلة الحفظ، لوجود السجع، والسجع محبب لنفس الطفل، ويستجيب له استجابة نفسية يعبر عنها بابتسامة وضحكة.
·فواصل الجملة مناسبة لنفس الطفل؛ نلاحظ في الجملة فواصلها مناسبة للوقت الزمني الذي يردده الطفل، فالجملة تبدأ: يا أبا عمير! هذا المقدار مناسب لنفس الطفل . ما فعل النغير، هذا المقدار مناسب لنفس الطفل. بداية الجملة: نداء-سكته-استراحة-استفهام أغلقت الجملة. يا أبا عمير ما فعل النغير؟!
4. نزل الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- للمستوى العقلي للطفل (أبا عمير) وهذا مما يدخل السرور في نفس الطفل وأهله، ويعتبر ذلك سلوكاً تربوياً، ودعوياً حيث تزداد محبة أهل الطفل لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وأيضاَ يثمر التفاعل بين الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- والطفل ولعلَّ من الأمراض النفسية التي تصيب الشباب لها أبعاد طفولية، نتيجة حرمانهم العطف من والديهم فيصابون بتلك الأمراض كالانطواء، التوحد، الغيرة، التبرير، وغيرها.
5.عندما يكبر (أبو عمير) ويعلم بأن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قد داعبه، فإن ذلك يدعو إلى ازدياد محبته لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ومنها تتهيأ نفسه لتلقي الجوانب التربوية والعبادية والجهادية من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وهذا ما وجدناه في وقتنا الحاضر عندما يقوم بتعليمنا مدرس فبلا شك سيترك أثراً في نفوسنا وخاصة عندما يكون دمث الأخلاق متديناً يحبُ التلاميذ ويقدرهم ويشجعهم على تلقي العلوم وعندما نراه بعد عدة سنوات فإننا نقدره ونحترمه ونود أن نقضي له حاجة وذلك ناتج عن جذور العلاقة السابقة، ولهذا تبقى العلاقة بين المدرس والتلميذ مستمرة قلبياً وفكرياً لعدة سنوات لوجود جسر المحبة والألفة. راجع " من أساليب الرَّسُول في التربية دراسة تحليلية" لنجيب خالد العامر صـ (96) وما بعدها.

أحمد الحربي
2010-02-09, 11:57 PM
غفر الله لي و لكم على التدارس بذكر الله الحمدالله لذة الحياة و طمأنينة النفوس في ذكره جلت مشيئته و قدرته سبحانه و تعالى نحن ما جلسنا لدنيا و لا جلسنا لنطلب عرضا من هذه الحياة الزائلة نحن كل ما نطلب هو رضاء الله تعالى علينا و أن نخلص العمل لوجه الله تعالى لاننا عن هذه الحياة راحلون ولا يبقى إلا العمل و بالعمل يكرم المرء أو يهان

مستشار لا يشار
2010-02-10, 12:41 AM
مشكور على الموضوع
وبيض الله وجهك
والله يكثر من أمثالك

أحمد الحربي
2010-02-11, 01:21 AM
الله يهدينا و يهدي المسلمين اللهم آمين

لا إله إلا الله

عنوان مجلس ذكر البراري

القادم

عن


ظهر الفساد في البر والبحر



http://www.kaheel7.com/userimages/3236981012233.JPG
يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. لنتأمل هذه الآية وما تحويه من حقائق لم يصل إليها العلماء إلا في هذه الأيام:
- أولاً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) والعلماء يقولون: بالفعل إن هناك فساداً خطيراً على وشك الظهور، طبعاً: الغلاف الجوي لم يفسد نهائياً ولكن هنالك إنذارات تنذر بفساد هذه الأرض، حتى إن العلماء يستخدمون كلمة (Spoil) وهي تعني الفساد أو أفسد بهذا المعنى.
- ثانياً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) قالوا كما رأينا يشمل هذا التلوث البر والبحر (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) القرآن أكد على أن الفساد لا يمكن أن يحدث إلا بما اقترفته يد الإنسان، هذا الإنسان هو المسؤول عن التلوث وهذا ما تأكد منه العلماء وأطلقوا بشأنه التحذيرات.
- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) إذاً هنا نوع من أنواع العذاب، فالله تبارك وتعالى يذيق هؤلاء الناس بسبب أعمالهم وإفسادهم في الأرض بعض أنواع العذاب كنوع من البلاء.
- (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) المقصود بها أن هنالك إمكانية للرجوع إلى الوضع الطبيعي المتوازن للأرض، وهذا ما يقوله العلماء اليوم.
مزيد من صورة وآية (http://www.kaheel7.com/modules.php?name=Mygroups&file=articles&topicid=35&gid=1)
موقع عبدالدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القران و السنة

أحمد الحربي
2010-02-11, 05:32 PM
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا

فتى حرب
2010-02-12, 02:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01265974871.gif






شؤم المعاصي لا يتوقف عند فاعلها فيؤثر في قلبه وبدنه ودينه ورزقه وفقط، وإنما يتعدى هذا الشؤم ليصيب من حوله فيغير من أخلاق زوجته وأولاده بل وحتى في خلق دابته كما قال بعض السلف: "إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي".



بل وأعظم من ذلك أن يمتد هذا الشؤم ليحدث في الأرض أنواعا من الفساد في الهواء والمياه والزروع والثمار والمساكن قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
قال ابن زيد: الذنوب. وقال مجاهد: "إذا ولى الظالم سعي بالظلم والفساد فيحبس الله بذلك القطر، فيهلك الحرث والنسل. والله لا يحب الفساد.. ثم قال: أما والله ما هو بحركم هذا وإنما كل قرية على ماء".
قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم بني آدم.
وقال مجاهد: إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة، وأمسك المطر تقول: هذا بشؤم معصية بني آدم.


وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أنواعا من العقوبات تصيب الناس عقوبة لهم عند اقترافهم لأنواع من القبائح والمعاصي كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه: "يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم". وهو حديث صحيح.


وفي آخر الزمان وبين يدي الساعة عندما تكثر الفتن والقتل، ويزداد الظلم، ويُخون الأمين ويؤتمن الخائن، وترفع الأمانة من جذر قلوب الرجال عند ذلك تكثر الزلازل وتتغير الأرض كما جاء في حديث جندب بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، و يتقارب الزمان، و تظهر الفتن، ويكثر الهرج". وهو القتل.
وفي حديث سلمة بن نفيل السكوني بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل".


وقد ذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة. فقالت: إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمر، وضربوا المعازف غار الله عز وجل في سمائه؛ فقال للأرض تزلزلي بهم.. فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم. قال: يا أم المؤمنين أعذابا لهم؟ قالت: بل موعظة ورحمة للمؤمنين، ونكالا وعذابا وسخطا على الكافرين.

وذكر ابن أبي الدنيا أيضا حديثا مرسلا فيه: "أن الأرض تزلزت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها ثم قال: اسكني فإنه لم يأن لك بعد، ثم التفت إلى أصحابه فقال: إن ربكم ليستعتبكم فأعتبوه" ولكنه مرسل ضعيف كما قال ابن حجر رحمه الله.

ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه.. والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا.


وذكر الإمام أحمد عن صفية قالت: زلزلت المدينة على عهد عمر فقال: يا أيها الناس ماهذا؟ ما أسرع ما أحدثتم!! لئن عادت لا تجدوني فيها.
وقال كعب: "إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي؛ فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها".


وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار: "أما بعد.. فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد، وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا، فمن كان عنده شيء فليتصدق به؛ فإن الله عز وجل قال: "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى". وقولوا كما قال آدم: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. وقولوا كما قال نوح: {وإلا تغفر لى وترحمني أكن من الخاسرين}. وقولوا كما قال يونس: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.


فالبركة في الأرض مرتبطة بالطاعة لرب الأرض فمتى أحسن الناس القيام بحق العبودية كافأهم الله بالإحسان عليهم في سعة أرزاقهم وبركة أعمارهم وزروعهم وثمارهم حتى ييسر لهم سبل تحصيل الأرزاق ليفرغهم لعبادته.. وقد دل على ذلك قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96)


ولقد ذكر الإمام أحمد: أنه "وجد في خزائن بني أمية حنطة (قمح)، الحبة بقدر نواة التمر، وهي في صرة مكتوب عليها، هذا كان ينبت في زمن العدل".
ففي زمان العدل يبارك الله للناس في أرزاقهم.

وقال ابن القيم: وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء أنهم كانوا يعهدون الثمار أكبر من هذا وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها، وإنما حدثت عن قرب، كما جاء في صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان عن الحبيب صلى الله عليه وسلم عند خروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام قال: حتى إذا أراد الله أن يطهر الأرض من الظلمة والفجرة والخونة، يخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيه فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا ويقتل المسيحُ اليهود والنصارى ويقيم الدين الذي بعث الله به رسوله... وتخرج الأرض بركتها وتعود كما كانت حتى إن العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها، ويكون العنقود من العنب وقر بعير، وإن اللقحة لتكفي الفئام من الناس.

وهذا لأن الأرض لما طهرت من المعاصي ظهرت آثار البركة من الله والتي محقتها الذنوب والكفر وصدق الله: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).


فإذا أراد العباد أن يوسع الله عليهم معايشهم وييسر عليهم أرزاقهم فما عليهم إلا أن يعودوا إليه ويتوبوا مما أحدثوه من المخالفات؛ فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.

فتى حرب
2010-02-12, 07:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


"يالله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
لا يختلف إثنان إننا الآن في زمن
تنطبق عليه الآية الشريفة


(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )


زمن فيه تعالت أصوات الشيطان وتنوعت وتعددت اساليبه


زمن إزدادت الدنيا فتنة وزاد الشيطان قوة
زمن لا ترى إلا فساد في التعامل مع الله ومع الناس
مشاكل ,إغراءآت , حوادث ,وجنايات؛ سرقات وجرائم
ألف طريق وألف طريقة


كلها تجمعهاكلمة فساد


لكن بالمقابل هناك الحصن الحصين وهو الطريق إلى الله والإعتصام به



فلا مجال لأن نقول كما قال أحدهم:


ابليس والدنيا ونفسي والهوى * كيف الخلاص وكلهم أعدائي
تقوية العقيدة في النفس والتحصن ضد الشيطان والحذر من أهواء هذه الدنيا لا شك هو الخلاص



الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق


ماذا يفيد في النجاة من الإنزلاق في هاوية الدنيا أو الإنجذاب لأمواج الفتنة ؟
كيف نتحصن عن ومن هذا الفساد



لا تبخلوا علينا بنبض أقلامكم

فتى حرب
2010-02-13, 12:29 AM
الفساد والإفساد

عندما أتحدث عن الفساد عامة ، فإنني أتطرق إلى عالم بأكمله، فلا يوجد على وجه هذه المعمورة منطقة لا يوجد بها هذا الداء . فهو موجود في حياتنا في كافة مجالات التعامل الشخصية والاجتماعية والإدارية .
منذ بدء الخليقة ونحن نحارب الفساد ، فها هو أبونا آدم عليه السلام قد سمح للشيطان أن يفسد عليه عيشته الرضية في الجنة ، وبها بدأت قصة كفاح طويل بين بني آدم وبني الشيطان .
لننظر لواقعنا الأليم ، هل توجد في مؤسساتنا ( إلا ما رحم الله ) جهة لم يستشرِ فيها الفساد ؟ هل يوجد بيت لم تتغلغل به خيوط الشيطان من فتن داخلية وخارجية ؟ فهذا واقع ولا بد من رؤيته بكل وضوح، والاعتراف به بكل صدق.
أما الإفساد فهذا موضوع آخر وأخطر من الأول ، فالإفساد هو وجود النية للتخريب المقصود للآخر ، وهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع ، وهم المفسدون .
وهنا الحديث يطول ويتشعب، وأعني وبكل صراحة قنوات التلفزة العربية التي بعضها تبث من قبل بعض أبناء وطننا لإفساد أبناء الوطن العربي وعمولتهم ، عندما أتأمل هذه القنوات أشعر وكأنهم يتسابقون على من يقدم الأقبح ، والأفظع ، والأجرأ .
ونحن لا نحرك ساكنا نتشرب الفساد مثل إسفنج البحر بدون تعليق . . . من المسؤول عن إفساد مجتمعاتنا الإسلامية والعربية؟
فها هنا يوجد فارق شاسع بين أن تبث أفلاما خليعة وبرامج سفيهة ، ومسلسلات فاسقة عبر قنوات أصحابها مسلمون متعلمون ، معروفون اجتماعيا ، لهم مواقعهم في المجتمع الدولي ، ويتحملون مسؤولية فساد مجتمعات إسلامية بأكملها وأجيال ناشئة وصاعدة حول العالم ، بل أجيال سابقة لم تكن ترى وتسمع وتعي بأن يوجد في هذا العالم فساد أكبر من استيعابهم للأمور ، فهي مفسدة للدين والدنيا ، وبين قنوات يهودية أمريكية مبدأها وعيشتها وواقعها هو الفساد بكل ألوانه وأطيافه .
تخيل عزيزي القارئ أن رجلا في أعلى جبال تهامة ، لا يعرف من الدنيا إلا جبله وربه وعمله . . في الخلاء يتعرض لمشاهدة ما تبثه هذه القنوات من أفلام ومسلسلات وبرامج تهيج شهوات لم تكن لديه ولم يعرف بوجودها ، تخيلي عزيزتي القارئة الزوجة والأم والأخت أو الابنة أن تتعلم مبادئ حياتها من المشاهد الساخنة والمبادئ المبتذلة والعادات الفاجرة ومشاهداتها البذيئة لهذه القنوات ، التي تعتبر في مجتمعاتنا الآن شرا لا بد من وجوده، تخيل أن بكبسة زر تنتقل من رقص وخلاعة إلى قناة دين تابعة لنفس المالك ؟ فهذا دليل على الازدواجية وتمرير رسائل إفسادية للمسلمين بان تقدر أن تكون فاسدا ومفسدا ومتدينا في وقت واحد. صدق الرسول الكريم حين قال: إن الإسلام بدأ غريبا ، وسينتهي غريبا .
وللأسف يوجد انفصام بين قناعاتنا وأفعالنا، فقناعتنا هي بالدار الآخرة، لكن أفعالنا أكثرها للدنيا ولم يكن عند أسلافنا هذا الانفصام ، فقناعاتهم كانت للآخرة وعملهم كان لها، ويرون أن ذلك عين العقل والحكمة ، قال مالك بن دينار: لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، وكانت الآخرة خزفا يبقى لوجب على العاقل أن يختار الخزف الباقي على الذهب الفاني ، كيف إذا كانت الدنيا هي الخزف الفاني والآخرة هي الذهب الباقي ، بهذه النظرة الصحيحة إلى الدنيا والآخرة صلح حال أسلافنا فصلحت لهم الدنيا وانقادت لهم الأمم .

فتى حرب
2010-02-13, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد لا اله غيره غافر الذنب وقابل التوب هو الأول بلا ابتداء والأخر بلا انتهاء



والصلاة والسلام على سيد ولد أدم محمد صلى الله عليه وسلم



أيها الغارقون في الذنوب وبحور والمعاصي أما أنا الأوان للوقوف مع النفس والعقل لحظة تأمل



يا أيها المذنبون كفا كم ذنوب


لأنّها تحدث في الأرض أنواعا من الفساد في المياه والهواء والزّرع والثّمار والمساكن
قال تعالى : ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون [ سورة الرّوم : 41 ] .


قال مجاهد : إذا ولي الظّالم سعى بالظّلم والفساد فيحبس اللّه بذلك القطر فيهلك الحرث والنّسل واللّه لا يحبّ الفساد ثمّ قرأ : ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون [ سورة الرّوم : 41 ] .


ثمّ قال : أما واللّه ما هو بحركم هذا ولكن كلّ قرية على ماء جار فهو بحر


وقال عكرمة : ظهر الفساد في البرّ والبحر أما إنّي لا أقول لكم : بحركم هذا ولكن كلّ قرية على ماء .


وقال قتادة : أمّا البرّ فأهل العمود وأمّا البحر فأهل القرى والرّيف قلت : وقد سمّى اللّه تعالى الماء العذب بحرا فقال : وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج [ سورة فاطر : 12 ] .


وليس في العالم بحر حلو واقف وإنّما هي الأنهار الجارية والبحر المالح هو السّاكن فسمّى القرى الّتي عليها المياه الجارية باسم تلك المياه .


وقال ابن زيد :ظهر الفساد في البرّ والبحر قال : الذّنوب .


قلت : أراد أنّ الذّنوب سبب الفساد الّذي ظهر وإن أراد أنّ الفساد الّذي ظهر هو الذّنوب نفسها فتكون اللّام في قوله : ليذيقهم بعض الّذي عملوا لام العاقبة والتّعليل وعلى الأوّل فالمراد بالفساد : النّقص والشّرّ والآلام الّتي يحدثها اللّه في الأرض عند معاصي العباد فكلّما أحدثوا ذنبا أحدث اللّه لهم عقوبة كما قال بعض السّلف : كلّما أحدثتم ذنبا أحدث اللّه لكم من سلطانه عقوبة .


والظّاهر - واللّه أعلم
أنّ الفساد المراد به الذّنوب وموجباتها ويدلّ عليه قوله تعالى : ليذيقهم بعض الّذي عملوا فهذا حالنا وإنّما أذاقنا الشّيء اليسير من أعمالنا ولو أذاقنا كلّ أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابّة.
المعاصي سبب الخسف والزّلازل
ومن تأثير معاصي اللّه في الأرض ما يحلّ بها من الخسف والزّلازل ويمحق بركتها وقد مرّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - على ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم إلّا وهم باكون ومن شرب مياههم ومن الاستسقاء من آبارهم حتّى أمر أن لا يعلف العجين الّذي عجن بمياههم للنّواضح لتأثير شؤم المعصية في الماء وكذلك شؤم تأثير الذّنوب في نقص الثّمار وما ترى به من الآفات .


وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال : وجدت في خزائن بعض بني أميّة حنطة الحبّة بقدر نواة التّمرة وهي في صرّة مكتوب عليها : كان هذا ينبت في زمن من العدل وكثير من هذه الآفات أحدثها اللّه سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذّنوب .


وأخبرني جماعة من شيوخ الصّحراء أنّهم كانوا يعهدون الثّمار أكبر ممّا هي الآن وكثير من هذه الآفات الّتي تصيبها لم يكونوا يعرفونها وإنّما حدثت من قرب .
تأثير الذّنوب في الصّور
وأمّا تأثير الذّنوب في الصّور والخلق فقد روى التّرمذيّ في جامعه عنه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنّه قال : خلق اللّه آدم وطوله في السّماء ستّون ذراعا ولم يزل الخلق ينقص حتّى الآن .


فإذا أراد اللّه أن يطهّر الأرض من الظّلمة والخونة والفجرة يخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا ويقتل المسيح اليهود والنّصارى
ويقيم الدّين الّذي بعث اللّه به رسوله وتخرج الأرض بركاتها وتعود كما كانت حتّى إنّ العصابة من النّاس ليأكلون الرّمّانة ويستظلّون بقحفها ويكون العنقود من العنب وقر بعير ولبن اللّقحة الواحدة لتكفي الفئام من النّاس وهذه لأنّ الأرض لمّا طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من اللّه تعالى الّتي محقتها الذّنوب والكفر ولا ريب أنّ العقوبات الّتي أنزلها اللّه في الأرض بقيت آثارها سارية في الأرض تطلب ما يشاكلها من الذّنوب الّتي هي آثار تلك الجرائم الّتي عذّبت بها الأمم فهذه الآثار في الأرض من آثار تلك العقوبات كما أنّ هذه المعاصي من آثار تلك الجرائم فتناسبت كلمة اللّه وحكمه الكونيّ أوّلا وآخرا وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الجناية والأخفّ للأخفّ وهكذا يحكم سبحانه بين خلقه في دارالبرزخ ودار الجزاء .


وتأمّل مقارنة الشّيطان ومحلّه وداره فإنّه لمّا قارن العبد واستولى عليه نزعت البركة من عمره وعمله وقوله ورزقه ولمّا أثّرت طاعته في الأرض ما أثّرت ونزعت البركة من كلّ محلّ ظهرت فيه طاعته وكذلك مسكنه لمّا كان الجحيم لم يكن هناك شيء من الرّوح والرّحمة والبركة .


أحبكم في الله

أحمد الحربي
2010-02-14, 03:40 PM
أحبك الله الذي أحببتني من أجله

الحمدالله الإنسان الصالح تغمره سعادة كبيرة و راحة عظيمة بعكس الإنسان الذي يرتكب المعاصي فتجده غافلا لاهيا يلهث وراء الملذات و الشهوات و لا يجد لذة و طعم للحياة فالمسكين يبحث عن طعم للحياة في غير طريقه الحمدالله اللذة و طعم الحياة في طاعة ملك الملوك و علام الغيوب إقروا إن شئتم هذه الآيات

قال الله تعالى :{من يعمل من الصالحات من ذَكَرٍ أو أنثى و هو مؤمنٌ فلنحيينَّه حياةً طيبة }

هذه الآية الكريمة دليل على أنه يُشْتَرطُ لقبول الأعمال الصالحة عند الله الإيمان ،

فلا يَقْبَلُ الله عمل كافر حتى و لو كان ذلك العمل لمصلحة المسلمين ، فقد جاء رجلٌ مشرك

إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله أقاتل أو أُسلم ؟ قال : أسلم ثم قاتل ،

وذلك لأنه لو قاتل قبل أن يُسلم لم ينفعه شيئًا مخاطرته بنفسه ، الجهاد الذي فيه

أعظم مخاطرة بالنفس لم يكن له فيه ثواب لو لم يقدم إسلامه ، فلذلك كلُّ الأعمال

لا تُقْبل إلا بعد معرفة الله و رسوله ، بعد الإيمان بالله و رسوله ، لأن الإيمان

بالله و رسوله اعظم عند الله من كل عمل يعمله الإنسان ، مهما أكثر من الحسنات

مع الناس إن لم يعتقد الإيمان ليس له ثواب و لو أحسن إلى أهله و أقاربه

ووصل رحمَه ووزّع العطايا و عمل الخير مع الغرباء أيضًا و صار له ذكر كبير

عند الناس بالكرم و العطاء الزائد و قضاء حاجة الناس ، فإن كل ذلك لا ينفعه إذا

لم يكن يؤمن بالله و رسول و اليوم الآخر .

فمعرفة الله و معرفة رسوله هي أساس الدين ، لأن من عرف الله و رسوله

ومات على ذلك متجنبًا الكفر لا بد أن يدخل الجنة إما بعد عذاب على ذنوبه

و إما من دون أن يعذب .

معرفة الله عبارة عن اعتقاد أن الله موجود لا يشبه الموجودات ،

لا يُشَبّه بشىء لا بالإنسان و لا بالملائكة و لا بالنور و لا بغير ذلك لأنه خالق كل شىء ،

و يعتقد أنه ليس له مكان لأنه موجود بلا مكان ، و كذلك لا يعتقد التطور و التغير لله تعالى ،

هو يغير العالم من حال إلى حال بعلمه و مشيئته و قدرته ، و أنّه تعالى

أزلي أبدي موصوف بكل صفات الكمال التي تليق به منزه عن كل صفات

النقصان ، قال الله تعالى : { ولله المثل الأعلى } ، أي الوصف الذي لا

يشبه وصف غيره .

و أما معرفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو أن يعتقد الإنسان أن سيدنا

محمداً صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى ليُبَشّرَ من آمن به بالجنة في

الآخرة و يُنْذر من كذّبه بعذاب الآخرة ، و أنه صادق أمين يجب اتباعه بما

أمر ، فقد وصفه الله تبارك و تعالى بقوله :

{ و ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى }

فتى حرب
2010-02-15, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى آمراً نبيه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:195]. وقال سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:254]. وقال سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:267]. وقال سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التغابن:16].


الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم

احبتى فى اللة موضوع هذا الاسبوع بعد اذن اخى احمد عن:


الصدقةما هي الصدقة أحبتي ؟
حكم الصدقة
أنواع الصدقات
فضائل وفوائد الصدقة
آداب الصدقة


لا تحقرن من المعروف شيئا

فاحصد الأجور

وأدفع عن نفسك البلاء

لنتصدق

ونحث غيرنا على الصدقة

شعارنا هذا الاسبوع

مع خالص مودتى
لى عودة الى الموضوع

أحمد الحربي
2010-02-15, 12:25 AM
صدقة السر تطفي غضب الرب
الصدقة منجاة
الصدقة شفاء و سكينة و خير و كفاية و تطهير
الله يعطيك العافية أخوي فتى حرب

فتى حرب
2010-02-16, 12:07 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ، الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها، فقال: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ .. [البقرة:262]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم


ما هي الصدقة أحبتي ؟
الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر وتطلق على الفرض والنفل
إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة.
معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد .
الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، وقد حث الشرع على الصدقة وجعل لها آداباً وشروطا
قال تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:262]
وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد:11]
فكيف لا نتصدق إذا كان ما نتصدقه قرض نقرضه للغني والوفي والمحسن
كيف لا وربما توعدنا أنه سينميها ويربيها لنا حتى تصير أضعافا مضاعفة
فيالها من بشارة !!


حكم الصدقة :
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { على كل مسلم صدقة قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قال : قيل له : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت ؟ إن لم يفعل قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة ..
وفي الصحيحين { عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال : قلت : فإن لم أفعل قال : تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك ..
ففي هذا الحديث أنه أوجب الصدقة على كل مسلم وجعلها خمس مراتب على البدل :
الأولى الصدقة بماله فإن لم يجد اكتسب المال فنفع وتصدق . وفيه دليل وجوب الكسب ; فإن لم يستطع فيعين المحتاج ببدنه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يفعل فيكف عن الشر . فالأوليان تقع بمال إما بموجود أو بمكسوب والأخريان تقع ببدن إما بيد وإما بلسان.
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى .. ففي هذا الحديث أنه جعل الصدقة الكلمات الأربع . والأمر والنهي وركعتا الضحى كافيتان .


ومن أنواع الصدقات :
* الكلمة الطيبة
* عون الرجل أخاه على الشيء
* الشربة من الماء يسقيها
* إماطة الأذى عن الطريق
* الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها
* كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة
* المنفق على الخيل في سبيل الله
* ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده
* تسليمه على من لقيه
* التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر
* إتيان شهوته بالحلال
* التبسم في وجه أخيه المسلم
* إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق
* ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه
* إفراغه من دلوه في دلو أخيه
* الضيافة فوق ثلاثة أيام
* إعانة ذي الحاجة الملهوف
* الإمساك عن الشر
* قول: أستغفر الله
* هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه،
* ما أعطيته امرأتك
* الزرع الذي يأكل منه الطير أو الإنسان أو الدابة
* ما سرق منه فهو صدقة
* وما أكله السبع فهو صدقة
* إنظار المعسر بكل يومٍ له صدقة
* الصباح وما يحلم في المساء

فتى حرب
2010-02-16, 12:17 AM
فضائل وفوائد الصدقة

أولاً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى .. صحيح الترغيب.

ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار .. صحيح الترغيب. عَنْ كَعبِ بْنِ عُجرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " يَا كَعْبُ بْنِ عجرةَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَلاَ دَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلى بِهِ ، يَا كَعْبُ بن عَجرةَ النَّاسُ غَادِيَانِ ، فَغَادٍ في فَكَاكِ نَفْسِهِ فَمُعْتِقُهَا ، وَغَادٍ فَمُوثِقُهَا ، يَا كَعْبُ بن عجرةَ ، الصَّلاةُ قُرْبَانٌ ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِيءُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يَذْهَبُ الْجَلِيدُ عَلى الصَّفَا " . أخرجه ابن حبان في صحيحه

ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة...

رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس ... قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .. في الصحيحين .

خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة ... يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) صحيح الترغيب

سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم .. رواه أحمد

سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ .. آل عمران:92

تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً .. في الصحيحين

عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال .. في صحيح مسلم


الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ.. [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: {بقي كلها غير كتفها .. في صحيح مسلم

الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم..ٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.. البقرة5

الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان .. قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم .. في الصحيحين

الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ .. قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ .. قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ .. قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة .. رواه مسلم

الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ .. الحشر:9


السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. .. الحديث.

السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار ..، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ.. [التوبة:111]

التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان .. رواه مسلم


العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة .. رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع

فتى حرب
2010-02-16, 12:20 AM
وللصدقة آداب تتمثل في :
* أن تكون من مالٍ طيب لا رديء ولا خبيث
* أن تخرج طيبةً بها نفس المتصدق يبتغي بها مرضات الله
* ألا يمن بها ولا يؤذي

فتى حرب
2010-02-16, 12:24 AM
فتاوي عن الصدقة
سأل الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى
هل الصدقة على غير المسلم بها أجر إذا كان في أشد الحاجة إليها نرجو إفادة بذلك؟
الجواب
الشيخ: الصدقة على غير المسلم جائزة وفيها أجر إذا كان محتاجاً لها لكن لا تحل له الصدقة الواجبة أي الزكاة إلا أن يكون من المؤلفة قلوبهم ويشترط في الصدقة عليه ألا يكون ممن يقاتل المسلمين فإن كان ممن يقاتل المسلمين ويخرجهم من ديارهم فإنه لا يتصدق عليه لأن الصدقة عليه تتضمن أو تستلزم إعانته على المسلمين يقول الله تعالى (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
.................................................. .................................................. ...
السؤال: فضيلة الشيخ هل إعطاء الصدقات للمتسولين يعتبر زكاة ؟
الجواب
الشيخ: المتسولين الذين يمرون بالناس ويسألونهم المال لا تخلو أحوالهم من أمرين الأمر الأول إذ يغلب على الظن صدقهم وأنهم في حاجة فهؤلاء يعطون من الزكاة ومن صدقة التطوع ولا حرج على الإنسان في إعطائهم ولكن لا ينبغي أن يتخذوا المساجد مكاناً للسؤال بل تكون أماكن سؤالهم عند أبواب المساجد من خارجها والأمر الثاني أن يغلب على الظن أنهم غير صادقين فيما ادعوه من الفقر والحاجة بل يغلب على الظن أنهم كاذبون وأنهم يسألون الناس أموالهم تكثراً فهؤلاء لا ينبغي أن يعطوا لا من الزكاة ولا من الصدقة الواجبة لأن في ذلك تشجيعاً لهم على السؤال المحرم والإنسان يحرم عليه أن يسأل الناس أموالهم تكثراً بل سؤال الناس أموالهم تكثراً من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر ولقد سمعنا كثيراً عن بعض هؤلاء المتسولين أنهم إذا ماتوا وجدت عندهم أموالٌ كثيرة حتى من الذهب ومن الفضة من النقود وهذا يدل على أن بعضهم يسأل الناس تكثراً لا لدفع حاجةٍ أو ضرورة.

.................................................. .................................................. .....
هل يجوز التصدق بمال فيه شبهه ؟
تكره الصدقة بما فيه شبهة , ويستحب أن يختار أحل ماله وأبعده من الحرام والشبهة ; لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى يكون مثل الجبل .. رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ روايته والفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو , ويقال : بكسر الفاء وإسكان اللام وهو ولد الفرس في صغره .وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيها الناس إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا , وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , قال عز وجل : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم .. وقال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم .. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب , ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.. رواه مسلم .

فتى حرب
2010-02-16, 12:28 AM
لنعمل على الصدقه


عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة.

* وضع صندوق على باب المنزل ويكون مخصص للصدقات بحيث يساهم فيه الأطفال من

مصروفهم اليومي وبذلك يتعود الأطفال منذ صغرهم على الصدقه كذلك يساهم فيه كل من في

ومن ياتى من الضيوف والأقارب والأصدقاء
* إرسال ظرف يحتوي على رسالة تحمل كل معاني الحب والتقدير للمرسل إليه وتذكره بحق الله في ماله بأسلوب طيب وقريب للنفس.

* المساهمة في تعليم القرآن ، ودعم جمعيات التحفيظ
* المساهمة في الدعوة وتعليم الناس أمور دينهم بجهدي أو بمالي
* توزيع الكتب والنشرات للمسلمين وغير المسلمين
* المشاركة في الإنترنت والصحف بكتابة موضوعات هادفة
* المساهمة في حفر الآبار
* المساهمة في بناء المساجد
* المساهمة في بناء المدارس والمراكز الإسلامية

سحب
2010-02-16, 04:54 AM
قصة عن فضل الصدقة
جاء في ( سير أعلام النبلاء ، 8 / 407 ) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلم ينتفع ، فقال له ابن المبارك : ( اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى .
والله اعلم

كمال البدور
2010-02-16, 10:59 PM
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21265387287.png
اكتفي بهذة الاية الكريمه والتي تحمل كل المعاني

فتى حرب
2010-02-19, 09:20 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
أخي الحبيب: لقد حفل القرآن في كثير من آياته بذكر التقوى والأمر بها وبيان ثمراتها و الطريق الموصل إليها.
ولعظم شأن التقوى في الإسلام كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يفتتح خطبه ببعض الآيات التي فيها الأمر بالتقوى. وسار الخطباء والوعاظ على هذه السبيل، إذ قلما تخلو خطبة أو موعظة من الوصية بالتقوى و الحث على التحلي بها.
وهذا يدل - بلا شك - على أهمية التقوى في حياة المسلم.

خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

موضوعنا هذا الاسبوع عن (التقوى)

لى عود الى الموضوع ان شاء اللة
لا تبخلوا علينا بمشاركاتكم

أحمد الحربي
2010-02-19, 09:33 PM
جزاك الله خير
تقوى الله في السر و العلن
تقوى الله حياة القلوب
تقوى الله شفاء الصدور
تقوى الله طهارة و تمحيص

فتى حرب
2010-02-20, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نكمل معاً موضوعنا عن التقوى





معنى التقوى و مراتبها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

اختلفت التعبيرات في تعريف التقوى و لكنها كلها تدور حول مفهوم واحد و هو أن يأخذ العبد وقايته من سخط الله عز و جل و عذابه و ذلك بامتثال المأمور و اجتناب المحظور

- قال الحافظ ابن رجب : و أصل التقوى أن يجعل العبد بينه و بين ما يخافه و يحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد ربه أن يجعل بينه و بين ما يخشاه من ربه من غضبه و سخطه و عقابه وقاية تقيه من ذلك و هو فعل طاعته و اجتناب معاصيه

- قال ابن القيم : التقوى حقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً و احتساباً أمراً و نهياً فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالآمر و تصديقاً بوعده و يترك ما نهى الله إيماناً بالناهي و خوفاً من وعيده

- كما قال طلق ابن حبيب : إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى قالوا و ما التقوى ؟
قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله و أن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله
و هذا من أحسن ما قيل في حد التقوى فإن كل عمل لابد له من مبدأ و غاية فلا يكون العمل طاعة و قربه حتى يكون مبدؤه محض الإيمان و غايته ثواب الله و ابتغاء مرضاته و هو الاحتساب

- و قال ابن مسعود : أن يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و أن يشكر فلا يكفر
قال ابن رجب : و شكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات و معنى ذكره فلا ينسى ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته و سكناته و كلماته

- كما قال أبو هريرة و سئل عن التقوى فقال : هل أخذت طريقاً ذا شوك قال : نعم
قال كيف صنعت ؟ قال : إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه
و أخذ هذا ابن المعتمر و قال :
خَلِ الذنوب صغيرهـا ..........و كـبيـرها فـهـو التـقـي
و اصنع كماشٍ فـوق ..........أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحـقـرن صغــيـرة ً .........إن الجـبـال مـن الحــصى

- ذكر معروف الكرخي : كيف يكون متقياً من لا يدري ما يتقي ؟ ثم قال ك إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا , إذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة و لم تغض بصرك

- و قال الإمام أحمد رحمه الله : التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى

- و قيل : هي الخوف من الجليل و الرضا بالتنزيل و الاستعداد ليوم الرحيل

- و قيل : هي أن لا يراك الله حيث نهاك و لا يفتقدك حيث أمرك

لا تحقرن من الذنوب صغيراً ........إن الصغير غداً يعود كبيراً
إن الصغير و لو تقادم عهده ........عند الإله مسطراً تسطيراً
فازجر هواك عن البطالة لا تكن ........صعب القياد و شمِّرن تشميرا



اخوانى فى اللة .....بعد أن عرفنا ما هي التقوى ..ما هو الطريق أو الوسيلة التي سوف نصل بها للتقوى .......من يعرف ؟؟؟؟؟


إن شاء الله سأذكر لكم المرة القادمة " كيف تتقي الله عز و جل "

متحري الخير
2010-02-20, 08:01 PM
جزاكم الله خير ومتابعين معاكم

فتى حرب
2010-02-20, 09:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله
استكمالاً لموضوع التقوى أذكر لكم هذه المرة الطريق الموصل للتقوى (كيف تتقي الله عز و جل)

قال الغزالي رحمه الله : إنما الفضيلة في أمر هذه النفس أن تقوم عليها بقوة العزم فتمنعها عن كل معصية و تصونها عن كل فضول فإذا فعلت ذلك كنت قد اتقيت الله

هناك خمسة أمور تبين لنا الطريق الموصل للتقوى :



قال ابن القيم رحمه الله : المحبة شجرة في القلب عروقها الذل للمحبوب و ساقها معرفته و أغصانها خشيته و ورقها الحياء منه و ثمرتها طاعته و مادتها التي تسقيها ذكره فمتى خلا الحب عن شيء من ذلك كان ناقصاً
الأسباب الجالبة لمحبة الله :
1- قراءة القرآن بتدبر و التفهم لمعانيه و ما أريد به .
2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
3- دوام ذكره على كل حال : باللسان و القلب
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى.
5- مطالعة القلب لأسمائه و صفاته و مشاهدتها و التقلب في رياض معانيها فمن عرف الله بأسمائه و صفاته و أفعاله : أحبه لا محالة .
6- مشاهدة بره و إحسانه و آلاءه ، و نعمه الظاهرة و الباطنة .
7- و هو من أعجبها : انكسار القلب بين يدي الله تعالى ، و ليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء و العبارات .
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته و تلاوة كلامه .
9- مجالسة المحبين و الصادقين ، و التقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب و بين الله عز و جل من الشهوات و الشبهات
فالاشتغال بهذه الأسباب تشغل القلب بطاعة الله عز و جل و تبعده عن المعصية فإن المحب لا يعصي محبوبه
تعصي الإله و أنت تزعم حبه..................هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبـك صـادقاً لأطـعـته................. إن المـحـب لمن يحـب مـطـيعُ
فإذا دخل العبد هذا القصر المنيف ( محبة الله عز و جل ) فإنه تحبب إليه الطاعات و يجد فيها سعادته فمحبة الله عز و جل من أعظم الأسباب الموصلة للتقوى
فالمحب يسر بخدمة محبوبه و طاعته و لا تطاوعه نفسه على معصيته كما قال بعض السلف : إني لا أحسن أعصي ربي أي أن جوارحه لا تأتي معه في المعصية




أن يدرب العبد نفسه على المراقبة و أن يستشعر إطلاع الله عز و جل عليه فيستحي عند ذلك من المعصية و يجتهد في الطاعة قال الله تعالى " و هو معكم أينما كنتم و الله بما تعملون بصير "
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " استحيوا من الله حق الحياء , من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس و ما وعى و ليحفظ البطن و ما حوى و ليذكر الموت و البلا و من أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل فقد استحيا من الله حق الحياء "
- و قال سفيان بن عيينة : الحياء أخف التقوى و لا يخاف العبد حتى يستحي و هل دخل أهل التقوى في التقوى إلا بالحياء
- و قال بعض العارفين : خف من الله على قدر قدرته عليك و استحي من الله على قدر قربة منك
- و قال بعضهم : اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك
- و قال الحارث المحاسبي : المراقبة علم القلب بقرب الرب
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل................... خلوت و لكن قل علىّ رقيب
و لا تحسـبن الله يغـفـل ساعة................... و لا أن ما يخفى عليه يغيب


فليس في الدنيا و الآخرة شر و داء إلا و سببه الذنوب و المعاصي
قال ابن القيم رحمه الله :
فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار النعيم و السرور إلى دار الآلام و الأحزان
و ما الذي أخرج إبليس من ملكوت السموات و طرده و لعنه
و ما الذي أغرق أهل الأرض حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال
و ما الذي أهلك عاد و ثمود و غيرهم
......... فلا شك أن سبيل المعاصي فيه من التعرض للعذاب العاجل و الآجل و ضيق الصدر و الرزق و بغض الخلق و محق البركة فهي كطعام لذيذ مسموم يتمتع به لحظات و تبقى آلامه في الحياة و بعد الممات



قال الله تعالى " فأما من طغى و آثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى "
و قال تعالى " و لمن خاف مقام ربه جنتان " قيل هو العبد يهوي المعصية فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا و مقامه بين يديه في الآخرة فيتركها لله



قال العلامة ابن مفلح المقدسي رحمه الله : اعلم لأن الشيطان يقف للمؤمن في سبع عقبات :
عقبة الكفر ......فإن سلم منها ففي عقبة البدعة .........فإن سلم منها ففي عقبة فعل الكبائر .....ثم في عقبة فعل الصغائر........... فإن سلم ففي عقبة فعل المباحات فيشغله بها عن الطاعات ......فإن غلبه شغله بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة ......فإن سلم من ذلك وقف له في العقبة السابعة و لا يسلم منها المؤمن إذ لو سلم منها أحد لسلم منها رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي تسليط الأعداء الفجرة بأنواع الأذى

فمعرفة هذه العقبات التي يقف عندها الشيطان و معرفة مداخله إلى قلب بني آدم يُعين على الحذر منه
قال ابن الجوزي : إنما الشيطان يدخل على الناس بقدر ما يمكنه, و يزيد تمكنه منهم و يقل على مقدار يقظتهم و غفلتهم و جهلهم و علمهم

* * مما يستعان به من طاعة الرحمن حتى يحفظ العبد نفسه من وساوس الشيطان :
1- الاستعاذة بالله قال الله تعالى " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم "
2- قراءة المعوذات فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم " لم يُتعوذ الناس بمثلهن "
3- قراءة آية الكرسي عند النوم
4- قراءة سورة البقرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان "
5- خاتمة سورة البقرة " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "
6- " لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير " من قرأها في يوم مائة مرة كانت له حرزاً من الشيطان حتى يمسي
7- كثرة ذكر الله عز و جل فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر الله عز و جل
8- الوضوء و الصلاة , قال ابن القيم رحمه الله : و هذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل عليه
9- إمساك فضول النظر و الكلام و الطعام و مخالطة الناس فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم



احبتى فى اللة ...في المرة القادمة إن شاء الله نتكلم عن ثمرات التقوى

.................................................. .......................................

اليهيبي
2010-02-21, 12:35 AM
تقوى الله في السر والعلن


قال الحكم بن عمرو الغفاري : أقسم بالله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقاً على عبد فاتقى الله يجعل الله من بينهما مخرجا .

وقيل : عن حكيم بن حزام باع دار الندوة معاوية بمائة ألف ، فقال له ابن الزبير : بعت مكرمة قريش ؟ فقال : ذهبت المكارم يا ابن أخي إلا التقوى ، إني اشتريت بها داراً في الجنة أشهدكم أني قد جعلتها لله .

قال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة أحب لإلي من الدنيا وما فيها لأنه تعالى يقول : [قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ] {المائدة:27} .

إن الحسن بن علي خطب فقال : إن أكيس الكيس التقي ، وإن أحمق الحمق الفجور .

عن بكر المزني قال : لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب : اتقوها بالتقوى قيل له : صف لنا التقوى فقال : العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله ، وترك معاصي الله على نور من الله مخافة عذاب الله .

قال الذهبي : أبدع وأوجز فلا تقوى إلا بعمل ولا عمل إلا بتروٍ من العلم والإتباع ، ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله ، لا يقال فلان ترك للمعاصي بنور الفقه ، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها ، ويكون الترك خوفاً من الله لا ليمدح بتركها فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز .

عن ميمون بن مهران قال : لا يكون الرجل تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشرك لشريكه ، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه .

قال رجل لميمون بن مهران : يا أبا أيوب لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . قال : اقبل على شأنك ، ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم .

عن يزيد بن كميت سمع رجلاً يقول لأبي حنيفة : اتق الله ، فانتفض واصفر وأطرق وقال : جزاك الله خيراً ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا .

عن ابن عيينة قال : قال رجل لمالك بن مغول : اتق الله ، فوضع خده على الأرض .

عن الفضيل : لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه.

قال سعيد بن الحداد : سمعت سحنون يقول : كنت إذا سألت ابن القاسم عن المسائل ، يقول لي : يا سحنون ، أنت فارغ ، إني لأحس في رأسي دوياً كدوي الرحال – يعني من قام الليل – قال : وكان قلما يعرض لنا إلا وهو يقول : اتقوا الله ، فإن قليل هذا الأمر مع تقوى الله كثير ، وكثيره مع غير تقوى الله قليل .

وقال جشم بن عيسى : سمعت عمي معروف بن الغيرازان يقول : سمعت بكر بن خنيس يقول : كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي ؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف . قال : ثم يقول معروف : إذا كنت لا تحسن تتقي ، أكلن الربا ، ولقيت المرأة فلم تغض عنها ، ووضعت سيفك على عاتقك ، إلى أن قال : ومجلسي هذا ينبغي لنا أن تتقيه ، فتنه للمتبوع ، وذلة للتابع .

وعن الشافعي قال : من لم تُعزه التقوى ، فلا عز له .

وعن الشافعي : أنفع الذخائر التقوى ، وأضره العدوان .

وعن أبي سليمان الداراني : الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك .

عن أبي عبيد : دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد ، فقدمت فإذا هو قد مات ، فشكوت ذلك على عبد الرحمن بن مهدي فقال : مهما سُبقت به ، فلا تُسبقن بتقوى الله .

قال يحيى بن معين :

المالُ يذهب حِله وحرامُه *** يوماً وتبقى في غدٍ آثامه

ليس التقي بمتقٍ لإلهه *** حتى يطيبَ شرابُه طعامُه

ويطيب ما يحوي وتكسب كفُه *** ويكون في حُسْنِ الحديث كلامُه

نطق النبي لنا به عن ربه *** فعلى النبي صلاتهُ وسلامُه



د. سعد الغامدي

فتى حرب
2010-02-21, 10:10 PM
ثمرات التقوى


بشر الله عز وجل عباده المتقين في كتابه ببشارات عديدة، وجعل للتقوى ثمرات وفوائد جليلة فمن ذلك:


الأولى: البشرى بما يسر في الدنيا والآخرة: لقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [يونس: 63،64].

الثانية: البشرى بالعون والنصرة: لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128].

الثالثة: التوفيق للعلم: لقوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة: 282].

الرابعة:الهداية للصواب والتمييز بين الحق والباطل: لقوله تعالى: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً [الأنفال: 29].

الخامسة: البشرى بتكفير الذنوب وتعظيم أجر المتقين: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:5].

السادسة: البشرى بالمغفرة: لقوله تعالى: وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً [النساء: 129].

السابعة: اليسر والسهولة في كل أمر: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4].

الثامنة: الخروج من الغم والمحنة: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].

التاسعة: الرزق الواسع دون عناء أو مشقة: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2].

العاشرة: النجاة من العذاب والعقوبة: لقوله تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا [مريم:72].

الحادبة عشرة: التزكية بالكرامة: لقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

الثانية عشرة: البشارة بالمحبة: لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة:4].

الثالثة عشرة: حصول الفلاح: لقوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [البقرة:189].

الرابعة عشر: نيل الجزاء وعدم إضاعة العمل: لقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].

الخامسة عشرة: القبول وعدم الرد: لقوله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

السادسة عشرة: الفوز بالجنة: لقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الذاريات:15].

السابعة عشرة: الأمن والمنزلة الرفيعة: لقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ [الدخان:51].

الثامنة عشرة: عز الفوقية على الخلق: لقوله تعالى: وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [البقرة:212].

التاسعة عشرة: تنوع الجزاء وتعدد اللذات: لقوله تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً [النبأ 31-34].

العشرون: القرب من الله تعالى يوم القيامة مع التمتع باللقاء والرؤية: لقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر:55،54].

الحادية والعشرون: سلامة الصدر: لقوله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].

الثانية والعشرون: إصلاح العمل مع المغفرة: لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [الأحزاب:71،70].

الثالثة العشرون: البصيرة وسرعة الانتباه: لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201].

الرابعة والعشرون: عظم الأجر: لقوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران:172].

الخامسة العشرون: الفوز: لقوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:52].

السادسة والعشرون: التفكر والتدبر: لقوله تعالى: إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ [يونس:6].

السابعة والعشرون: النجاة من النار: لقوله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى [الليل:17].

الثامنة والعشرون: الفوز بالخيرية: لقوله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].

التاسعة والعشرون: حسن العاقبة: لقوله تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49].

الثلاثون: الفوز بولاية الله: لقوله تعالى: وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثـية:19].


نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين وأن يهدينا إلى طريق التقوى إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العامين


.................................................. ...

حمود الميموني
2010-02-21, 11:11 PM
شكرا لك ما قصرت الله يعطيك العافيه

سحب
2010-02-22, 08:02 PM
بارك الله فيك
ماخليت شي بحث متكامل عن التقوى متابعين معك
ثقل الله به ميزانك يوم القيامة

أحمد الحربي
2010-02-22, 10:21 PM
الحمدالله الإخلاص لله تعالى و النية الطيبة سبب في مواصلة العمل الخيري و كذلك عبادتنا لله عزوجل و الحياة الحمدالله لو تأملنا فيها لوجدناها كلها خير و أجر و مثوبة و رفعة للمسلم كالمريض الذي يرقد على سرير المرض بالبيت أو المستشفى على صبره و تحمله الألم الناتج عن المرض يكسب الأجور العظيمة التي تكسبه جنات عدن تجري من تحتها الأنهار و كذلك الأخ الذي يعاني من أخوان يضايقونه و يظلمونه إذا صبر و تحمل أذاهم فله الأجر و المثوبة العظيمة من الله عزوجل و كذلك جميع من يعيش في هم و نكد و ضيق و حزن و لا عنده رزق يسد حاجته لنقول لهم أصبروا و لكم الأجر العظيم من الله عزوجل و الجزاء الأوفر الحمدالله هذه الدنيا دار إمتحان بالصبر و التحمل و مجادلة بالتي هي أحسن نستنتج مما ذكر بحديث شريف عن الرسول محمد صلوات الله و سلامه عليه
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه)

فتى حرب
2010-02-22, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1- معنى النية. 2-أهمية النية وموطنها. 3- أهمية حديث إنما الأعمال بالنيات. 4- الأجر والوزر والنية. 5- مواطن نحتاج فيها إلى النية وتجديدها. 6- عواصم من انحراف النية.

احبتى فى اللة لنتدارس اليوم عن (النية)
لما لها من اهمية كيف لا ومحلها القلب
واملى فى اللة عزوجل ان نعطى الموضوع حقة
(ولى عودة ان شاء اللة لاحقا)

فتى حرب
2010-02-23, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
النية أمرها عظيم ، وهي روح الأعمال ، وبها صلاح الأعمال ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) رواه البخاري (1) ومسلم (1907) .
والنية تحِّول المباحات إلى طاعات وقربات ، فلهذا ينبغي العناية والاهتمام بها ، وجعلها لله تعالى ، خالصة من شوائب الرياء والسمعة .
واعلم أن النية نوعان :
1- نية مفروضة ، ولا تصح العبادة إلا بها ، كالنية في الوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحج ، وهذه النية لا يكاد يغفل عنها أحد ، فإذا توضأ الإنسان ليصلي أو ليمس المصحف أو ليكون طاهرا ، فقد أتى بالنية . فقصد الصلاة ، أو قصد رفع الحدث ، هذا هو النية في الوضوء .
وإذا قام المرء للصلاة ، وهو يعلم أنها صلاة الظهر مثلا ، فقصدَ أن يصليها وأقبل عليها ، فقد أتى بالنية ، ولا يجب – بل ولا يشرع – أن يقول بلسانه نويت أن أصلي صلاة الظهر حاضرة ... إلخ ، كما يفعله بعض الناس ، فإن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل النية محلها القلب .
وهكذا إذا عزم الإنسان من الليل على أنه سيصوم غدا ، فقد نوى الصوم ، بل تناوله طعام السحور ، يدل على قصده الصوم وإرادته له .
فالنية بهذا المعنى يصعب أن ينساها الإنسان .
2- والنوع الثاني : نية مستحبة ، لتحصيل الأجر والثواب ، وهذه التي يغفل عنها بعض الناس ، وهي استحضار النية في المباحات ، لتكون طاعاتٍ وقربات ، كأن يأكل ويشرب وينام بنية التقوي على الطاعة ، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ ) رواه البخاري (56).
وقال معاذ رضي الله عنه : (أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي) رواه البخاري (4088).
فكان رضي الله عنه يحتسب الأجر في النوم ، كما يحتسبه في قيام الليل ، لأنه أراد بالنوم التقوّي على العبادة والطاعة .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : " ومعناه أنه يطلب الثواب في الراحة كما يطلبه في التعب ؛ لأن الراحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصلت الثواب " انتهى .
والذي يعين على استحضار هذه النية : التأني والتدبر وعدم العجلة ، فيفكر الإنسان فيما يأتي ويذر ، ويحاسب نفسه قبل العمل ، فينظر هل هو حلال أو حرام ، ثم ينظر في نيته : ماذا أراد بذلك ؟ فكلما حاسب نفسه ، وعودها النظر قبل العمل ، كلما كان ذلك أدعى لتذكره أمر النية ، حتى يصير ذلك ملكةً له ، وعادة يعتادها ، فلا يخرج ولا يدخل ، ولا يأكل ولا يشرب ، ولا يعطي ولا يمنع ، إلا وله نية في ذلك ، وبهذا تتحول عامة أوقاته إلى أوقات عبادة وقربة .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لذلك .
والله أعلم .

فتى حرب
2010-02-23, 08:43 PM
والنية موطنها القلب، لذا كان القلب هو موضوع نظر الجبار سبحانه للحديث: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))(أخرجه مسلم ).

فتى حرب
2010-02-23, 09:02 PM
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .

الشرح
لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، حتى إن بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ، بالإضافة إلى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .

والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجاً " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .

وللنية فائدتان : أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ، ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .

وفي صدر هذا الحديث ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .

ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) .

وبذلك يتبين أنه يجب على الإنسان العاقل أن يجعل همّه الآخرةَ في الأمور كلها ، ويتعهّد قلبه ويحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .

ومن عظيم أمر النيّة أنه قد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنيّة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .

و لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليوضح الصورة أكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، وأصل الهجرة : الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه الإمام أحمد في مسنده و أبوداود و النسائي في السنن ، وقد يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛ حيث يظنّ أن هناك تعارضاً بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا هجرة بعد الفتح ) كما في " الصحيحين " ، والجواب عن ذلك : أن المراد بالهجرة في الحديث الأخير معنىً مخصوص ؛ وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد أصبحت دار الإسلام ، فلا هجرة منها .

على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة : هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ، أما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وأما هجر العمل : فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ، والمقصود من هجر العامل : هجران أهل البدع والمعاصي ، وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ، فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً .

ومما يُلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصّ المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله : ( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه ، وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .

فتى حرب
2010-02-23, 09:19 PM
الأجر والوزر يثبتان بالهم والعزم لا بمجرد الفكر
أن مجرد التفكير في المعصية لا إثم فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. رواه مسلم.
والمقصود بالتفكير هنا: ما مر على فكر الإنسان من غير استقرار، ولا عزم، ولا نية فعل المعصية، وهذا معنى "لم يوطن نفسه على المعصية"، قال النووي في شرح مسلم : فأما الهمُّ الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها، ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم. انتهى
أما إذا فكر فيها، وعزم على فعلها أو نوى فعلها، فإنه يأثم على عزمه ونيته، لا على نفس المعصية، لأن الله تعالى، لا يعاقب الإنسان إلا على ما حصل منه فقط، والعزم والنية قد حصلا، أما نفس المعصية فلم تحصل، وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو نيته، فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالاً، ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو نيته، فوزرهما سواء. قال: الترمذي هذا حديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجه وأحمد.
فقد دل هذا الحديث على أن الأجر والوزر يثبتان بالهم والعزم، أما بمجرد الفكر فلا يثبت هذا ولا ذاك، لكننا ننبه إلى أن الاسترسال مع الأفكار السيئة يؤدي في الغالب إلى العزم عليها المؤدي بدوره إلى فعلها، وأقل ما في الأمر أنه يؤدي إلى ضياع الوقت فيما لا يفيد.
وأما الحكمة (على الإطلاق) فالمقصود بها أن الحديث المذكور أعلاه، مقيد بما ذكرناه سابقاً، من المؤاخذة بالفكر عند التمادي فيه، والعزم عليه،

سحب
2010-02-23, 11:05 PM
أحكام تغيير النية في الصلاة بعد الشروع فيها
هل يجوز تغيير نية الصلاة بعد الشروع فيها ؟.


الحمد لله
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : عن تغيير النية في الصلاة ؟
فأجاب :
" تغيير النية إما أن يكون من معيَّن لمعيَّن ، أو من مطلق لمعيَّن : فهذا لا يصح ، وإذا كان من معيَّن لمطلق : فلا بأس .
مثال ذلك :
من معيَّن لمعيَّن : أراد أن ينتقل من سنة الضحى إلى راتبة الفجر التي يريد أن يقضيها ، كبَّر بنية أن يصلي ركعتي الضحى ، ثم ذكر أنه لم يصل راتبة الفجر فحولها إلى راتبة الفجر : فهنا لا يصح ؛ لأن راتبة الفجر ركعتان ينويهما من أول الصلاة .
كذلك أيضاً رجل دخل في صلاة العصر ، وفي أثناء الصلاة ذكر أنه لم يصل الظهر فنواها الظهر : هذا أيضاً لا يصح ؛ لأن المعين لابد أن تكون نيته من أول الأمر .
وأما من مطلق لمعيَّن : فمثل أن يكون شخص يصلي صلاة مطلقة - نوافل - ثم ذكر أنه لم يصل الفجر ، أو لم يصل سنة الفجر فحوَّل هذه النية إلى صلاة الفجر أو إلى سنة الفجر : فهذا أيضاً لا يصح .
أما الانتقال من معيَّن لمطلق : فمثل أن يبدأ الصلاة على أنها راتبة الفجر ، وفي أثناء الصلاة تبين أنه قد صلاها : فهنا يتحول من النية الأولى إلى نية الصلاة فقط .
ومثال آخر : إنسان شرع في صلاة فريضة وحده ثم حضر جماعة ، فأراد أن يحول الفريضة إلى نافلة ليقتصر فيها على الركعتين (ثم يصلي الفريضة مع الجماعة) فهذا جائز ؛ لأنه حوَّل من معين إلى مطلق .
هذه القاعدة :
من معين لمعين : لا يصح . ومن مطلق لمعين : لا يصح . من معين لمطلق : يصح " انتهى
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 347 ) .
وسئل الشيخ – أيضاً - :
هل يجوز تغيير النية من معيَّن إلى معيَّن ؟
فأجاب :
" لا يجوز تغيير النية من معيَّن إلى معيَّن ، أو من مطلق إلى معيَّن ، وإنما يجوز تغيير النية من معيَّن إلى مطلق .
مثال الأول : من معيَّن إلى معيَّن ، تغير النية من صلاة الظهر إلى صلاة العصر ، ففي هذه الحالة تبطل صلاة الظهر ؛ لأنه تحول عنها ، ولا تنعقد صلاة العصر ؛ لأنه لم ينوها من أولها وحينئذ يلزمه قضاء الصلاتين .
ومثال الثاني : من مطلق إلى معيَّن : أن يشرع في صلاة نفل مطلق ثم يحول النية إلى نفل معين فيحولها إلى الراتبة ، يعنى أن رجلاً دخل في الصلاة بنية مطلقة ، ثم أراد أن يحولها إلى راتبة الظهر - مثلاً - فلا تجزئه عن الراتبة ، لأنه لم ينوها من أولها .
ومثال الثالث : من معيَّن إلى مطلق أن ينوي راتبة المغرب ثم بدا له أن يجعلها سنَّة مطلقة فهذا صحيح لا تبطل به الصلاة ؛ وذلك لأن نية الصلاة المعينة متضمنة لنية مطلق الصلاة ، فإذا ألغى التعيين بقي مطلق الصلاة لكن لا يجزئه ذلك عن الراتبة لأنه تحول عنها " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 348 ) .
والله أعلم .


ولا تنسوا اخوتي واخواتيتجديد النية في استخدام الانترنت :
1- الدعوة إلى الله
2- حضور مجالس الذكر
3- نشر الإسلام
4- الأخوة في الله
5- طلب العلم النافع

فارس الغربيه
2010-02-24, 10:15 AM
جزاكم الله خير موضوع جدا جميل ومتعوب عليه والأجمل من ذلك فكرة الموضوع
مشكورييين

رعد الصحاري
2010-02-26, 01:21 AM
جزاكم الله خير جميعا على الإفاده في الطرح

جعلها الله في موآزين حسنآتكم

أحمد الحربي
2010-02-26, 03:39 PM
الحق و الصواب لماذا يسبب خلافات بين الأخوان ؟ و هل الخلاف بسبب قول الحق و الصواب ؟ يعني نسكت إذا رأينا شي غير صحيح لدرء الخلاف أم ماذا ؟

إن شاء الله تعالى مع صفحات مجلس ذكر البراري

السبيل للحلول و الإستشارات الهادفة القيمة

فأنتظرونا

الموضوع مطروح للنقاش بكل هادفية و إريحية

أحمد الحربي
2010-02-26, 03:59 PM
إذا كانت سنة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- تُمثل لنا كمسلمين المصدر الثاني من مصادر التشريع، والتطبيق العملي لأحكام القرآن وتشريعاته فإنها ما زالت إلى الآن المعين الذي لا ينضب للقدوة العملية للدعاة في كيفية تحركهم بدعوتهم بين الناس- كل الناس- مسلمين وغير مسلمين، مؤثرين فيهم بفعلهم قبل قولهم.. وإذا كان المصطفى- صلى الله عليه وسلم- هو القدوة لنا ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب) فإنه يتعين علينا أن نُحسن التعامل مع السيرةِ ونُحسن قراءتها ودراستها ومدارستها، لنعرف كيف نستخرج منها العبر والعظات ولنعرف كيفية تعامل المصطفى- صلى الله عليه وسلم- مع الأحداث، والأساليب المختلفة التي اتبعها لعلاج المشكلات التي اعترضت الدعوة، وسنتناول هنا أسلوبه صلى الله عليه وسلم في حل الخلاف.

فقضية الخلاف وأسسه وآليات حله تمثل للدعاة قضية هامة وحيوية.. وينبغي أن تكون في دائرة اهتمام جميع العاملين في الحقل الإسلامي، قد تكون هذه القضية شائكة في بعضِ الأحيان، لكنها تحتاج لوقفة للدراسة والتأمل لتجنب الآثار السلبية التي قد تنجم عن عدم سلامة آليات حل ذلك الخلاف.. فينبغي أن يظل الخلاف طبيعيًّا ما دمنا نتفق على الأسس والثوابت الشرعية اللازمة لإدارةِ الخلاف بصورةٍ صحيحةٍ.

ومن هنا يبرز السؤال الأهم: ما الأسس الشرعية لحل الخلاف داخل الصف الإسلامي؟ وأعني بالصفِّ الإسلامي العمل الإسلامي بجميع عناصره.. إنه الصف الذي يعمل لوجه الله وابتغاء مرضاته ويسعى لهدف سامٍ هو تحكيم الإسلام في الأرض ونشره، الصف الذي فيه مجموعة من خيرةِ المجتمع عقائديًّا وأخلاقيًّا وعلميًّا وفكريًّا، في حاجةٍ ماسةٍ لمستوى رفيع في حل خلافاته سواء بين الأفراد وبعضها أو بين الأفراد والقيادة أو حتى بين القيادات وبعضها.

إنَّ هذه القضية تعد من أهم وأخطر قضايا العمل الإسلامي وتحتاج منا للدراسة المتأنية، لنضع الأسس والثوابت والآليات، حتى تكلل الجهود بالنجاح وتؤتي أفضل النتائج.. وحتى توحد الصفوف والجهود.

فلنتدارس سيرة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ونأخذ منها العبر والعظات لتكون لنا نبراسًا يُضيء الطريق.

سنتحدث هنا عن ثلاثةِ مواقف للنبي- صلى الله عليه وسلم- لنرى كيفية تعامله لحلها ووضعه للأسس الصحيحة التي يُحل عليها الخلاف.. ويبقى على الدعاةِ الاستفادة من هذه الأسس وتجذيرها وتأصيلها في النفوس ونشرها، ومن ثمَّ يبقى علينا أن نضع الآلياتِ المناسبة للزمان والمكان ليسمح باحتواء الخلاف وعدم تصعيده.. فالحديث سيكون عن الأسس والثوابت التي اتبعها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في إدارته للخلاف لنتعلم منها ونقتدي بها.

الموقف الأول
موقف بعض الأنصار من غنائم حنين ووجدهم في أنفسهم من توزيعِ النبي- صلى الله عليه وسلم- وعطاؤه الجزيل لقريش وبعض قبائل العرب وعدم إعطائهم منها، حتى قالوا: إنَّ هذا لهو العجب يُعطي قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم.

"لما أعطى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما أعطى من تلك العطايا في قريشٍ وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصارِ منها شيء وجد هذا الحي من الأنصارِ في أنفسهم حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقد لقي والله رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قومه فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إنَّ هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليكَ في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت؛ قسَّمت في قومك وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصارِ منها شيء. قال: "فأين أنت من ذلك يا سعد؟" قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي قال فاجمع لي قومك في هذه الحظيرةِ، قال فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، فجاء رجالٌ من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردَّهم، فلمَّا اجتمعوا له أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار فأتاهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فحمد الله أثنى عليه بما هو أهله ثم قال: "يا معشرَ الأنصارِ ما قاله بلغني عنكم وجدة وجدتموها عليَّ في أنفسكم.. ألم آتكم ضلال فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألَّف الله بين قلوبكم" قالوا بلى لله ورسوله المن والفضل ثم قال: "ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟" قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله لله ولرسوله المن والفضل قال- صلى الله عليه وسلم- أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم أتيتنا مكذبًا فصدقناك ومخذولاً فنصرناك وطريدًا فأويناك وعائلاً فآسيناك.. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعةٍ من الدنيا تألفتُ بها قومًا ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاةِ والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا لسلكتُ شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار"، قال: فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسمًا وحظًا ثم انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتفرقوا" السيرة النبوية ج5/ص 176/ 177 بتصرف يسير.

لقد اتبع المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في حل هذه القضية منهجًا غاية في الرقي والسمو والشفافية، ولا بد لنا من وقفات مع هذا المنهج الفريد لنتعلم كيف يُحل الخلاف مهما كان حجمه، فالموقف جد خطير أن يجد بعض الصحابة في أنفسهم من فعل للرسول- صلى الله عليه وسلم- وهم الذين آمنوا به وصدقوه وناصروه. ولكنها الطبيعة البشرية التي تعامل معها الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- بأحسن ما يكون. وسنذكر هنا بعض الأسس المستفادة من هذا الموقف لنتبعها عند حل خلافاتنا.

أولاً: الاستماع الدقيق للرأي الآخر وعدم تسفيهه أو الحكم عليه قبل سماعه:
فلقد استمع الرسول- صلى الله عليه وسلم- من سيدنا سعد بن عبادة القضية كاملة ثم اتخذ قراره بجمع الصحابة ليناقشهم فيما قالوا. فلا ينبغي على القائد أن يتخذ قراراتٍ من مصدر معلومات دون التأكد من صاحب القضية. إنها قضية التبين والتحقق. بالرغم من أن سيدنا سعد بن عبادة- رضي الله عنه- يُعد من أطراف القضية ومن أصحابها، ولكنه الدرس النبوي الكريم لوضع الأسس السليمة لحماية المجتمع. فهذا فعل النبي- صلى الله عليه وسلم- فأين نحن منه- صلى الله عليه وسلم-. فهو يتخذ هذه الخطوات ليعلمنا ويُرشدنا ويرسم لنا خطوط النجاة. فلا بد من تقبل الرأي الآخر والتعامل معه باهتمام وعدم إهماله وذلك كبداية للحل.

ثانيًا: سعة صدر القيادة:
فلم يغضب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولم يصفهم بأي صفة تُنقص من أيمانهم أو حتى تشكك فيه ووضح بنفسه ما يمكن أن يجول بخاطر أي منهم "أما لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصُدقتم" فأية سعة صدر وأية عظمة هذه. إنها عظمة محمد- صلى الله عليه وسلم-. فلم نسمع أنها عدم ثقة في القيادة وقراراتها. إن الاختلاف في رأي أو قرار ما لا يعني عدم الثقة في القيادة مهما كان هذا الرأي، ما دام في دائرته الشرعية ولم يخرج عنها.

ثالثًا: التزام أدب الخطاب والرقي فيه:
حيث بدأ المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بعرض ملخص للقضية من وجهة نظر الأنصار "يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم..." ثم ذكرهم بفضل الله عليهم "ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله؟!" ثم بدأ الحوار "ألا تجيبوني يا معشر الأنصار.." فما دام الحوار بهذا الرقي فلا بد أن يكون الرد مناسبًا له "لله ورسوله المن والفضل" فالرسول- صلى الله عليه وسلم- بدأ بتذكيرهم بفضلهم وذلك لنزع ما قد يكون في صدورهم من بذور الخلاف. ثم يأتي دور إبراز الحقيقة وتجليتها لهم. فيكون الرد الطبيعي والمنطقي لهذه المقدمات "رضينا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- قسمًا وحظًا".

إن التزام أدب الحوار في حل المشكلة سيقصر من وقت حلها وسيسرع في الحل الفوري لها. فلا مجالَ للصراخِ والصوت المرتفع. إنها نتاج العقيدة الراسخة في ذوات النفوس.

رابعًا: التذكير بالمسلمات كبداية للحل:
فعندما ذكرهم المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بفضل الله عليهم ثم بفضله- صلى الله عليه وسلم- عليهم، وبعد ذلك جهودهم في نصرة الله ورسوله، أظهر لهم الحقيقة، فكانت كل هذه الخطوات متدرجة للنفس لتقبل الحل وتنحي المجادلة العقيمة.. فلنبدأ أولى خطوات الحل بالمسلمات ونقاط الاتفاق ثم نقاط الاختلاف، حتى نجد أرضيةً مشتركةً للتفاهم على الحل.

خامسًا: التذكير بالفضل وعدم نسيانه:
فلنأثر قلوب إخواننا ببعض محاسنهم ومناقبهم في بداية الحل، حتى نهيئ النفوس لتقبل الحل ورسوخه في ذات الوقت. فإذا بدأنا بالسلبيات سواء عامة أو شخصية، لتوسعت دائرة الخلاف وتباعدت الرؤى.

سادسًا: سرعة الحل:
فلقد حدد الرسول- صلى الله عليه وسلم- موعدًا في الحال للاجتماع بهم ومناقشة الأمر معهم، وهذا ما ينبغي عمله تجاه أي مشكلة في بدايتها وعدم تمييعها أو الاستهانة بها. إنَّ التهاون في سرعة حل الخلاف في بدايته سيتسبب في خلل قد يكون أكبر من الخلاف ذاته. أما سرعة اتخاذ خطوات الحل فستئد أية فرصة لتصعيد الخلاف.

سابعًا: الإيجابية والمصارحة من كل الأطراف:
فلا بد هنا من وقفة مع إيجابية سيدنا سعد بن عبادة عندما ذهب إلى المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في إيجابية رائعة لنقل الصورة بغرض الحل. فلا بد من إيجابية الجندي والقائد لسرعة الحل. كما في موقفه عندما سأله الرسول- صلى الله عليه وسلم- "فأين أنت من ذلك يا سعد" قال: "يا رسول الله ما أنا إلا من قومي" أية روعة وعظمة يُسطرها التاريخ بأحرفٍ من نور، فمن يجامل إذا لم يجامل الرسول المصطفى- صلى الله عليه وسلم-؟ ولكن المسألة هنا ليست مجاملةً، إنها إيجابية وتحديد موقف ومصارحة ومكاشفة من الجندي لقائده. فلم يتردد الجندي بالبوح بما في أغوار نفسه، ولم يتردد القائد أو يجد في نفسه من سماع رأي الجندي واعتباره وعدم إهماله، أو الضغط عليه لتغيره. ففي سرعة تبليغ سيدنا سعد للنبي- صلى الله عليه وسلم- بالوضع لدرس للجندي حيال المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقه لحماية الصف ووحدته وضرورة تقديره للموقف وسرعة إبلاغه لقائده وفي ذات الوقت عليه إيضاح رأيه دون أي وجل أو تردد.

الموقف الثاني
هو ما حدث في صلح الحديبية فلقد كان معظم الصحابة- رضوان الله عليهم- بين رافض وغير موافق على هذا الصلح وضاقت صدورهم بشروط قريش المجحفة لهم. ولنرى كيفية تعامل المصطفى- صلى الله عليه وسلم- مع هذا الحدث...

أولاً: استقراء الأحداث وبعد النظر:
فكل الشروط كانت ظالمة للمسلمين وغير منصفة لهم. ولكن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يرى بفراسته وبُعد نظره أمورًا أخرى تلوح في الأفق ويمكن استغلالها والاستفادة منها لنشر الدين. وهنا نزل قوله تعالى ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ فلقد سماه الله فتحًا وفي هذا تأييد لموقف النبي- صلى الله عليه وسلم- ولفراسته.

وهنا يبرز درس هام، فعند الاختلاف في موقف، يحق للقيادة الاستئثار برأي ما إذا كانت ترى مصلحة أكبر أو ترى أبعادًا لا يراها الجنود. فحينئذ لا بد من رأي واحد يجتمع عليه الصف.

ثانيًا: احتواء الموقف:
فعندما اعترض سيدنا عمر- رضي الله عنه- وقال: يا رسول الله ألست رسول الله؟ قال: بلى. قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نُعطي الدنية في ديننا؟ قال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره ولن يضيعني.

فحرص الرسول- صلى الله عليه وسلم- على احتواء الموقف وعدم تصعيده، جعله يجيب عن كل أسئلة سيدنا عمر برحابة صدر، ثم رده للثوابت والحقائق التي لا خلاف عليها، وذلك حفاظًا على وحدة الصف وعدم تشعب المواقف. فواجب القيادة السماع برحابة صدر وواجب الجندي إبداء الرأي بوضوح تام والاستفهام عما يُستشكل عليه فهمه. ثم عليه بعد ذلك الالتزام بما تقرره القيادة.

كما يتضح ذلك عندما رفض سيدنا على- كرم الله وجهه- أن يمحو كلمة "رسول الله" فقام الرسول- صلى الله عليه وسلم- بمحوها بيده الشريفة، لأنه لا وقت للنقاش واحتواء الموقف هو الأولى.

ثالثًا: قبول المشورة:
فعندما أشارت السيدة أم سلمة- رضي الله عنها- بالحل أخذ به، فقالت "أخرج يا رسول الله وابدأهم بما تريد فإذا رأوك فعلت اتبعوك". فقدم عليه الصلاة والسلام إلى هديه فنحره ودعا الحلاق فحلق رأسه فلما رآه المسلمون تواثبوا على الهدي فنحروه وحلقوا، فالرسول- صلى الله عليه وسلم- استمع للمشورة وأخذ بها دون أدنى غضاضة في نفسه وكان في هذه المشورة الخير والفلاح. وهنا تجدر الإشارة لعظم دور المرأة فلا ينبغي أن نستصغر دورها فقد يكون عاملاً حيويًّا في درء الفتنة. فلقد رفعت السيدة أم سلمة حرجًا عظيمًا عن المسلمين بمشورتها الصائبة الحكيمة وأخرجتهم من دائرة عدم الامتثال لأمر الرسول بسداد رأيها، وساعدت بذلك بإيجابية في حل الخلاف.

رابعًا: إيجابية الجندي:
فعندما ذهب سيدنا عمر إلى سيدنا أبى بكر وقال له: أو ليس برسول الله؟ قال: بلى. قـال: أولسنا بـالمسـلمين؟ قال: بلى؟ قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نُعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر: الزم غرزه (أي أمره) فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله.

فهنا واجب الجندي المخلص، أن يسمع لأخيه ويحتويه ويُخرج الشحنة التي بداخله ثم يرده إلى الأصول التي لا خلاف عليها. فالجندي هو حائط الصد والدفاع الأول الذي يحمي الصف. فبيده أن يحمي الصف من خلافات كثيرة وكبيرة ومن مشاكل عديدة في مهدها. وذلك إذا أخلص لله واتقاه ورد أخاه الى الصواب ردًّا جميلاً وكان عونًا لأخيه على الشيطان، لا أن يكون عونًا للشيطان على أخيه والصف في ذات الوقت.


الموقف الثالث
هو موقف الرسول- صلى الله عليه وسلم- في قضية سيدنا حاطب بن أبي بلتعة عند فتح مكة. فلو صُنف هذا الموقف باصطلاحات العصر الحديث لكان الخيانة العظمى وإفشاء أسرار عسكرية. وهاتان التهمتان هما أقصى ما يمكن أن يُحاكم عليه إنسان في العصر الحديث وعليهما أقسى عقوبة. فلنرى كيف تعامل معها المصطفى الأمين- صلى الله عليه وسلم- ونستخلص منها بعض العبر:

أولاً: التحري الدقيق وعدم الأخذ بالشبهات:
وهذا ما أراده النبي- صلى الله عليه وسلم- حين أرسل بعض الصحابة لإحضار الخطاب من المرأة. فلقد أعلمه ربه بالحقيقة والجميع على يقين من ذلك ولكنه الدرس الذي أرادنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن نتعلمه، فلا بد من التحري الدقيق وعدم الأخذ بالشبهات وأن تكون البينة على من ادعى، فإذا كان ذلك من الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم- فإنه ممن دونه أولى وأوجب. إنه درس في الأخذ بالأسباب وبذل الجهد والمشقة لمعرفة الحقيقة وإقرار العدل في أي خلاف، فعلى كل قائد مهما كان موقعه أن يُجهد نفسه في التحري الدقيق للحقيقة.

ثانيًا: إبداء الرأي والدفاع عن النفس:
لقد سمع المصطفى- صلى الله عليه وسلم- من حاطب دفاعه كله وأعطاه الفرصة الكاملة لذلك. وما كان- صلى الله عليه وسلم- في حاجة لذلك ولكنه القدوة- صلى الله عليه وسلم- يرسم لنا الطريق. فلنستمع جيدًا من صاحب المشكلة وليقل كل ما يريد ليدافع عن نفسه ويبرر ما قام به من عمل- من وجهة نظره- دون الحجر عليه. وهذا في الواقع واجب على القيادة، أن تطلب الاستيضاح ثم تنظر فيه وتحكم عليه بعد ذلك.

ثالثًا: أخذ العذر مأخذ الجد:
فإذا اعتذر فرد عن خطأ ما وأبدى عذرًا تقبله القيادة فليُفتح له باب الرجعة ولا نوصد في وجهه الأبواب. فخطأ حاطب جسيم ومع ذلك قبل الرسول- صلى الله عليه وسلم- اعتذاره ورده للصف ردًّا جميلاً ورفض أن يعتبره من المنافقين.

رابعًا: عدم نسيان الفضل والسبق:
فإذا أخطأ إنسان فلا بد أن يقدر الخطأ بقدره، وإذا كانت هناك أدنى فرصة لإعادته للصف وعدم إبعاده أو ابتعاده، فيكون ذلك أولى خصوصًا إذا كان له فضل وسبق. لا نريد أن نقلب ظهر المجن لمن يُخطئ وأن ننسى كل ما قدم وذلك ما دام الخطأ لم يتكرر ولم يُصر عليه. ولا بد من اعتبار لحظات الضعف البشري وعدم تجاهلها. فليس الأفراد بملائكة أخيار ولا أنبياء معصومين. ويظل للخطأ دائرته التي لا ينبغي تجاوزها.

وقد نزل في هذا الموقف قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ...﴾ (الممتحنة 1) ولقد اعتبر بعض العلماء هذه الآية منقبة عظيمة لحاطب- رضي الله عنه- لأن في ذلك شهادة له بالإيمان.

ويقول صاحب الظلال في تفسير هذه الآية: "وأول ما يقف الإنسان أمامه هو فعلة حاطب، وهو المسلم المهاجر، وهو أحد الذين أطلعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على سر الحملة... وفيها يكشف عن مخبئات النفس البشرية العجيبة، وتعرض هذه النفس للحظات الضعف البشري مهما بلغ من كمالها وقوتها، وألا عاصم إلا الله من هذه اللحظات فهو الذي يعين عليها.." ثم يقف الإنسان مرة أخرى أمام عظمة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو لا يعجل حتى يسأل: "ما حملك على ما صنعت" في سعة صدر وعطف في لحظة الضعف الطارئة في نفس صاحبه، وإدراك ملهم بأن الرجل قد صدق ومن ثم يكف عن صاحبه: "صدق لا تقولوا إلا خيرًا".. ليعينه وينهضه من عثرته فلا يطارده بها ولا يدع أحدًا يطارده. بينما نجد الإيمان الحاسم الجازم في شدة عمر "إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني لأضرب عنقه" فعمر- رضي الله عنه- إنما ينظر إلى العثرة ذاتها فيثور لها حسه الحاسم وإيمانه الجازم. أما رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فينظر إليها من خلال إدراكه الواسع الشامل للنفس البشرية على حقيقتها، ومن كل جوانبها، مع العطف الكريم الملهم الذي تنشئه المعرفة الكلية. في موقف المربي الكريم العطوف المتأني الناظر إلى جميع الملابسات والظروف. ثم يقف أمام كلمات حاطب، وهو في لحظة ضعف، ولكن تصوره لقدر الله وللأسباب الأرضية هو التصور الإيماني الصحيح... ذلك حين يقول: "أردت أن تكون لي عند القوم يد... يدفع الله بها عن أهلي ومالي".. فالله هو الذي يدفع، وهذه اليد لا تدفع بنفسها، إنما يدفع الله بها. ويؤكد هذا التصور في بقية حديثه وهو يقول :"وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع.. الله.. به من أهله وماله". فهو الله حاضر في تصوره، وهو الذي يدفع لا العشيرة. إنما العشيرة أداة يدفع الله بها" "الظلال".

فهذه بعض المواقف من السيرة النبوية المطهرة لعلنا نتأسى ونقتدي بها في حياتنا، ونتبع منهج النبي- صلى الله عليه وسلم- في معالجته لبعض الخلافات التي نعدها الآن- من منظورنا- جسيمة وربما مستعصية على الحل. فإذا بالمصطفى- صلى الله عليه وسلم- يتعامل معها بشفافية وروح المربي الملهم، ويرسخ فينا بعض الجوانب التي يجب علينا اتباعها في مختلف جوانب حياتنا.
بقلم: وليد شلبي*

أبونايف العمري
2010-02-26, 04:38 PM
موضوع ممتاز ورائع وجزاكم الله خير الجزا وغفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم اجمعين

فتى حرب
2010-02-27, 10:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد:
هذا دعاء مأثور عن عمر -رضي الله عنه-، ذكره البهوتي في كتابه شرح منتهى الإرادات
(3/497)، وعزاه إلى عمر رضي الله عنه، و ذكره ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [البقرة:213]، قال: وفي الدعاء المأثور: "اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما " ابن كثير (1/ 444)، وهذا الدعاء من الأدعية الجامعة النافعة ، ومعناه أن العبد يسأل ربه تبارك وتعالى أن يوفقه لمعرفة الحق والصواب في كل ما حصل فيه الاختلاف بين الناس من مسائل العلم، وفي كل ما يستجد من أمور للعبد في حياته ويسأل الله أن يرزقه اتباع الحق والثبات عليه، كما أنه يسأل ربه أن يوفقه لرؤية الباطل باطلاً وضلالاً ويرزقه اجتنابه
كما قيل:
عـــرفت الشــرَّ لا *** للشر لكن لتـوقيه
ومن لم يعرف الشر *** من الناس يقع فيه

وقد أمر الله عباده أن يسألوه الهداية إلى الصراط المستقيم في كل صلاة "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" [الفاتحة:6]، وكان النبي - صلي الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يصلي يقول: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل. فاطر السماوات والأرض. عالم الغيب والشهادة. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" أخرجه مسلم (770)، وفي حديث أبي ذر –رضي الله عنه: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ..." أخرجه مسلم (2577). هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


..............

فتى حرب
2010-03-01, 10:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلام عليكم و رحمة الله وبركاتة

كيف حالكم أعضاء المنتدى .. ان شاء الله تكونوا جميعا بخير

حلقنتا اليوم عن الغيبة والنميمة وعلاجهما

موضوع مطروح للنقاش والاستفادة فلا تبخلوا علينا بمشاركتكم

أحمد الحربي
2010-03-02, 12:37 AM
ذميمة و هي مداخل البلايا و الفتن و الأزمات و تفشيها بين المسلمين نسأل الله تعالى السلامة منها و من خلقها الذميم و أن يصلح مرتكبيها و أن يردهم لدائرة الحق و الصواب و يهديهم و يهدينا لما فيه رضاء الرحمن و البعد عن النيران

جزاك الله تعالى خير أخوي و حبيبي في الله فتى حرب
ربي يكتب أجرك و أجر كل مسلم و مسلمه في سبيل توضيح المسائل الدينية

فتى حرب
2010-03-02, 09:45 PM
تعريف الغيبه و النميمة
...السلام عليكم...
اعلم ان هاتين الخصلتين من اقبح القبائح و اكثرها انتشارا في الناس، حتي ما يسلم منها الا القليل منهم؛ فلعموم الحاجة الى التحذير منها بدأت بهما......
فأما الغيبة :فهى ذكرك الأنسان بم فيه مما يكره، سواء كان في بدنه او دينه او دنياه او نفسه او خلقه او ماله او ولده او والده او زوجه او خادمه او مملوكه او عمامته او ثوبه او مشيته و حركته و بشاشته و خلاعته و عبوسه و طلاقته....او غير ذالك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظك او كتابك، او رمزت او اشرت اليه بعينك او يدك او رأسك او نحو ذالك...
اما البدن فكقولك : اعمى اعرج اعمش اقرع قصير طويل اسود اصفر....
اما الدين فكقولك : فاسق سارق خائن متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارا بوالده، لا يضع الزكاة موضعها، لايتجنب الغيبة....
اما الدنيا : ففقليل الادب، يتهاون بالناس، لايرى لاحد عليه حقا، كثير الكلام، كثير الاكل او النوم، ينام فى غير وقته....
اما والده فكقوله : ابوه فاسق هندي او نبطي او زنجي اسكاف بزاز نخاس نجار حداد حائك....
اما الثوب : فواسع الكم طويل الذيل، وسخ و نحو ذالك...
واما الخلق مثل : سيئ الخلق متكبر مراء عجول. جبار عاجز ضعيف القلب متهور عبوس خليع و نحوه...



اما النميمه : فهى نقل كلام الناس بعضهم الى بعض على جهة الفساد.
حكمهما : محرمتان بأجماع المسلمين، و هذاه بعض الدلائل التي تظهر على تحريمهما من الكتاب و السنه..
قال سبحانه و تعالى : (ولا يغتب بعضكم بعضا)...
وايضا قوله الرحمان : (ويل لكل همزة لمزة)...
وقال الله تعالى : (هماز مشاء بنميم)...
و عن ابن عباس-رضى الله عنهما- ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبرين فقال ك " انهما يعذبان وما يعذبان فى كبير" قال و في رواية البخاري " بلى انه كبير، اما احدهما فكان يمشى بالنميمة و اما الاخر فكان لا يتستر من بوله "
و قال - صلى الله عليه و سلم - : " لا يدخل الجنة نمام "
و ان شاء الله يقيكم الله و يقيني من شرها...

ابو عبدالمجيد
2010-03-02, 09:49 PM
بيض الله وجهك أخي الفاضل " أحمد الحربي " وبيض الله وجهك أخي الفاضل


" فتى حرب " وأسأل الباري عز وجل أن يكون أجر مجلس الذكر هذا في ميزان


حسناتكما يوم القيامة اللهم آمين

فتى حرب
2010-03-02, 10:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كلنا نعرف خطر الغيبة والنميمة وشديد عذابها ولكننا لا نجاهد أنفسنا جهادا يكون شفيعا لنا عند رب العالمين كثير منا اذا نهوا عن الغيبة والنميمة يردون عليك بقولهم:
"نقعد ساكتين؟؟؟؟؟؟!
سبحان الله وكأن الأحاديث لاتحلو الا في عباد الله والانتقاص منهم أو حسدهم أو تشويه
http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01267556735.jpg
ما أبشعها من صورة وما أبشع ما نفعله وما نقوله كل يوم في مجالسنا واجتماعاتنا.....

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_11267556735.jpg

http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_21267556735.jpg
بعد كل هذا لنتعاهد أن لاننطق الا بما يرضي الله سبحانه وتعالي فنحن نتحدث كثيرا وننسى....



ولنتذكر قوله تعالى : ((وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد))

اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا بتوبة نصوح تجب ما قبلها ويغفر لنا ذنوبنا وزللناواسرافنا في أمرنا وأن لايطلق ألسنتنا الا بما يرضيه عنا انه ولي ذلك

والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

فتى حرب
2010-03-02, 10:44 PM
فماذا نفعل عند عرضنا علي رب العزة والجلال ويقال لنا ((هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون))





ولنتذكرعندما يقال لنا





((اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا))




http://www.albrari.com/vb/uploaded/29751_01267557844.jpg




رأى النبي صلى الله عليه وسلم أناس في النار لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم. فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم







اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا بتوبة نصوح تجب ما قبلها ويغفر لنا ذنوبنا وزللناواسرافنا في أمرنا وأن لايطلق ألسنتنا الا بما يرضيه عنا انه ولي ذلك





والحذر من هذه الكبيرة من كبائر الذنوب فلنحذر من أن نحبط اعمالنا بأيدينا في وقت لاينفع فيه الندم ولات حين مناص

فتى حرب
2010-03-06, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

المنافقون والمنافقات .. خطرهم وصفاتهم في كتاب الله


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فهذه بضع الوقفات في موضوع النفاق لما له من أهمية في هذا الزمان الذي تكاثر في المتكلمين بالإسلام وهم بعيدون عنه ..
لعلها وقفات تنبهنا عن النفاق والمنافقين وتعطي بعض الملاحظات التي يجب أن نهتم بها حتى لا نخدع بهم ...
نقاط مهمة :
1. تعريف المنافق في الشرع هو الذي يظهر غير ما يبطن . فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الإيمان فهو المنافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإسلام قال تعالى : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )
وإن كان الذي يخفيه غير الكفر بالله وكتابه ورسوله وإنما هو شيء من المعصية لله فهو الذي فيه شعبة أو أكثر من شعب النفاق .
2. أين يوجد المنافق : عندما تنتصر الدعوة ويستأصل الكفر ويذهب سلطان الكافرين عند ذلك يمكن أن يظهر النفاق .. وفي السيرة ظهرت حركة النفاق في المدينة بعد غزوة بدر ..
3. هل المنافق أسوأ من الكافر : والمنافق أضر وأسوأ من الكافر لأنه ساواه في الكفر وزاد عليه بالخداع والتضليل فيكون ضرره شديدا والحذر منه قليلا بخلاف الكافر .

ملاحظات قبل الشروع في العلامات والصفات
أن الصفات التالية وإن كانت صفات منافقين فلا يمنع ذلك أن يقع في بعضها المسلم وقوع المسلم في بعض الصفات خطأ لا شك فيه ولكن لا يدل ذلك على أنه منافق
من وقع في شيء من هذه الصفات فعليه التخلص منها قبل أن تنمو وتتزايد وتنتشر فيه
يجب الحذر من المدخل الشيطاني الذي يشعر صاحب الذنب والخلق المنحرف أنه منافق ويجب أن يترك الصالحين فتزداد مصائبه.
المجموعة الأولى من صفاتهم ..
1. مرض القلب .. { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}
2. الطمع الشهواني .. {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض }
3. الزيغ بالشبه .. {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}
4. الظن السيئ بالله {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا}
5. الاستهزاء بآيات الله
6. الجلوس الى المستهزئين بآيات الله { وقد نزل عليكم أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }
7. التستر ببعض الأعمال المشروعة للإضرار بالمؤمنين {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون}
8. (من النقطة السابقة واللاحقة) التفريق بين المؤمنين والدس والوقيعة وإشعال نار الفتنه واستغلال الخلافات وتوسيع شقتها
9. الإفساد في الأرض
10. وادعاء الإصلاح.. {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ..
11. السفه
12. ورمي المؤمنين بالسفه .. {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا انهم هم السفهاء }
13. اللدد في الخصومة مع إتيانه في بعض الأحيان بالقول الجميل { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام }
14. عدم الأوبة للحق وتأخذه الحميه والغضب بالباطل وبالإثم {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد }
15. موالاة الكافرين
16. التربص بالمؤمنين {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا ...... الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}
17. الاتفاق مع أهل الكتاب ضد المؤمنين
18. و التولي في القتال {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون* لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }
19. الطبع على القلوب فلا يفقهون { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم}
20. فتنة النفس والتربص والاغترار بالأماني { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم * ...... ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور }
21. مخادعة الله
22. الكسل في العبادات
23. الرياء
24. قلة الذكر
25. التذبذب بين المؤمنين والكافرين {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا * مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ‎}
26. مخادعة المؤمنين أيضاً {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}
27. التحاكم إلى الطاغوت
28. الصدود عما أنزل الله و عدم الرضا بالتحاكم اليه {ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا }
29. الإفساد بين المؤمنين {لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين }
30. الحلف الكاذب
31. والخوف والجبن والهلع
32. وكره المسلمين والخروج عن دائرتهم {ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون} {يحسبون كل صيحة عليهم ..
33. ظهور الرعب عليهم عند ذكر القتال في آيات الله {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم}
34. الكذب
35. إخلاف الوعد
36. خيانة الأمانة .. للحديث ( آيه المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ) .. وفي رواية (وإذا خاصم فجر)
37. يعيبون العمل الصالح
38. يرضون ويسخطون لحظوظ أنفسهم {ومنهم من يلمزك في الصدقات فان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا إذا هم يسخطون }
39. يسخرون من العمل القليل من المؤمنين -ولا يرضيهم شيء {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}
40. الرضا بأسافل المواضع {وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين * رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون}
41. الأمر بالمنكر
42. والنهي عن المعروف
43. البخل
44. نسيان الله {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون}
45. الغدر وعدم الوفاء بالعهود مع الله { ومنهم من عاهد الله لان آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}
46. الفرح بالتخلف عن الجهاد وكره ذلك
47. التواصي بالتخلف عن الجهاد{فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون }
48. التخذيل والتثبيط
49. الإرجاف {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا }
50. لا ترى نصرة الله لهم {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا}
51. قطع الأرحام { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}
52. طاعة الكفار والمنافقين والفاسقين في بعض الأمر {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم}
53. لا تكره ما يرضي الله {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}
54. ظهور الأضغان منهم
55. التعرف عليهم في لحن القول {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم}
56. البطء عن المؤمنين { وان منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على اذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما}
57. لا ينفعهم القرآن بل يزيدهم رجسا الى رجسهم {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم رجس فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون}
58. العودة الى ما نهوا عنه
59. التناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول {ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول } الآية
60. الاستئذان عن الجهاد بحجة الفتنة { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا }
61. اتخاذ الأعذار عند التخلف {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم .. } الآية
62. الاستخفاء من الناس {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله اذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا}
63. يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا (قصة الإفك) {إن الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون }
64. الفرح بما يصيب المؤمنين من ضراء والاستياء بما يمكن الله لهم {إن تصبك حسنة تسؤهم وان تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون }
65. زيادة في الجسم في بعض الأحيان {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} {فلا تعجبك أموالهم ولا أجسامهم ..} الآيات

من طرق جهادهم :
قال تعالى : (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)
وقال تعالى : ( هم العدو فاحذرهم )

طرق وقائية :
1- التعرف على صفاتهم وطرق كيدهم من القرآن الكريم
2- التعريف بالنفاق وطرقه وأساليبه وصفات أصحابه وفضح مخططاتهم وأساليبهم .
3- ترك موالاة من بدت عليه مظاهر النفاق وصدرت عنه أعمال المنافقين وأقوالهم .. والله تعالى يقول ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله )
4- مقاطعة المنافقين واجتناب مجالسهم التي يخوضون فيها فيما لا يرضي الله عز وجل وقد قال تعالى : (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميع * وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )
5- وضعهم موضع الشك وعدم الثقة بأقوالهم وإشاعاتهم وأراجيفهم .. فهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يفسدون ويثبطون ويرمون المسلمين بالإفك والفاحشة ويستعينون بالحلف والحديث الحسن في ظاهره ..
فالأصل فيهم الإساءة والإفساد حتى يثبت خلاف ذلك وقد قال الله فيمن يسمع لهم ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين )
6- الحيلولة بينهم وبين المراكز الخطرة والهامة وإخراجهم من صفوف المسلمين عند العزم على القيام بأعمال خطيرة وخاصة عند الجهاد. فالمنافقون لا يستأمنون على ثغور المسلمين لأن في هزيمة المسلمين تحقيق لمأربهم .. ويكثرون الأراجيف ..
7- صيانة الصف المسلم من التنازع والتدابر والتقاطع وذلك حتى لا يجد المنافقون أرضا خصبة يلقون فيها الفتن ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
8- الحرص على رباط الاخوة اليمانية بين المؤمنين ورفعه وتقديمه على كل علاقة أخرى مهما كانت لأن المنافقين ينطلقون من منطلقات عصبية نتنة في فتنهم وهذا يجب أن يرد بالاستمساك بالاخوة الإيمانية التي تربطهم بالله تعالى وتفضيلها على كل رابطة دنيوية سواء كانت قرابة أو صداقة أو تجارة أو غير ذلك .
9- حسن الظن بالمؤمنين وعدم الالتفات إلى ما ينسبه المنافقون إليهم من التهم والفواحش فهذا من أحسن الوقايات أمام نقد المنافقين وإشاعة الفواحش بينهم (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خسرا وقالوا هذا إفك مبين )
10- الاحتياط والحذر من أهل النفاق عند العزم على اتخاذ إجراءات مهمة وذلك بالكتمان والسرية وتعمية الأخبار على المنافقين والجهلة حتى لا ينقلوا إلى هؤلاء المنافقين وحتى لا ينقلها المنافقون إلى أوليائهم من الكفار . وكان رسول الله إذا أراد غزوة ورى بغيرها .

اليهيبي
2010-03-07, 12:03 AM
الغيبة

قال تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا) الحجرات:12.

وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدد مفهومها لأصحابه على طريقته في التعليم بالسؤال والجواب، فقال لهم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".

وما يكرهه الإنسان يتناول خلقه وخلقه ونسبه وكل ما يخصه. وعن عائشة قالت: قلت للنبي حسبك من صفية (زوج النبي) كذا وكذا -تعني أنها قصيرة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".

إن الغيبة هي شهوة الهدم للآخرين، هي شهوة النهش في أعراض الناس وكراماتهم وحرماتهم وهم غائبون. إنها دليل على الخسة والجبن، لأنها طعن من الخلف، وهي مظهر من مظاهر السلبية، فإن الاغتياب جهد من لا جهد له. وهي معول من معاول الهدم، لأن هواة الغيبة، قلما يسلم من ألسنتهم أحد بغير طعن ولا تجريح.

فلا عجب إذا صورها القرآن في صورة منفرة تتقزز منها النفوس، وتنبو عنها الأذواق: (ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) الحجرات:12. والإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان، فكيف إذا كان لحم أخيه؟ وكيف إذا كان ميتا؟‍!

وقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا التصوير القرآني في الأذهان، ويثبته في القلوب كلما لاحت فرصة لهذا التأكيد والتثبيت.

قال ابن مسعود: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل (أي غاب عن المجلس) فوقع فيه رجل من بعده. فقال النبي لهذا الرجل: "تخلل" فقال: ومم أتخلل؟ ما أكلت لحما. قال: "إنك أكلت لحم أخيك".

وعن جابر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فهبت ريح منتنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".


حدود الرخصة في الغيبة

كل هذه النصوص تدلنا على قداسة الحرمة الشخصية للفرد في الإسلام.

ولكن هناك صور استثناها علماء الإسلام من الغيبة المحرمة، وهي استثناء يجب الاقتصار فيه على قدر الضرورة.

ومن ذلك المظلوم الذي يشكو ظالمه، ويتظلم منه فيذكره بما يسوؤه مما هو فيه حقا، فقد رخص له في التظلم والشكوى قال الله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما) سورة النساء:148.

وقد يسأل سائل عن شخص معين، ليشاركه في تجارة أو يزوجه ابنته أو يوليه من قبله عملا ما، وهنا تعارض واجب النصيحة في الدين وواجب صيانة عرض الغائب، ولكن الواجب الأول أهم وأقدس فقدم على غيره. وقد أخبرت فاطمة بنت قيس النبي صلى الله عليه وسلم عن اثنين تقدما لخطبتها فقال لها عن أحدهما: "إنه صعلوك لا مال له" وقال عن الآخر: "إنه لا يضع عصاه عن عاتقه" -يعني أنه كثير الضرب للنساء-.

ومن ذلك الاستفتاء.

والاستعانة على تغيير المنكر.

ومن ذلك أن يكون للشخص اسم أو لقب أو وصف يكرهه ولكنه لم يشتهر إلا به كالأعرج والأعمش وابن فلانة.

ومن ذلك تجريح الشهود ورواة الأحاديث والأخبار.

والضابط العام في إباحة هذه الصور أمران : 1- الحاجة 2- والنية.

فما لم تكن هناك حاجة ماسة إلى ذكر غائب بما يكره، فليس له أن يقتحم هذا الحمى المحرم، وإذا كانت الحاجة تزول بالتلميح فلا ينبغي أن يلجأ إلى التصريح، أو التعميم فلا يذهب إلى التخصيص. فالمستفتي مثلا إذا أمكن أن يقول: ما قولك في رجل يصنع كذا وكذا. فلا ينبغي أن يقول: ما قولك في فلان ابن فلان. وكل هذا بشرط ألا يذكر شيئا غير ما فيه وإلا كان بهتانا حراما.

والنية وراء هذا كله فيصل حاسم، والإنسان أدرى بحقيقة بواعثه من غيره، النية هي التي تفصل بين التظلم والتشفي، بين الاستفتاء والتشنيع، بين الغيبة والنقد، بين النصيحة والتشهير. والمؤمن -كما قيل- أشد حسابا لنفسه من سلطان غاشم، ومن شريك شحيح.

ومن المقرر في الإسلام أن السامع شريك المغتاب، وأن عليه أن ينصر أخاه في غيبته ويرد عنه. وفي الحديث " من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ". " من رد عن عرض أخيه في الدنيا رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ".

فمن لم تكن له هذه المهمة، ولم يستطع رد هذه الألسنة المفترسة عن عرض أخيه، فأقل ما يجب عليه أن يعتزل هذا المجلس ويعرض عن القوم حتى يخوضوا في حديث غيره وإلا فما أجدره بقول الله (إنكم إذا مثلهم) سورة النساء:140.

أحمد الحربي
2010-03-07, 12:07 AM
جزاكم الله خير
الله أسأل أن يكتب أجورنا و أجوركم

فتى حرب
2010-03-08, 08:02 PM
من هو اليتيم ؟

من هو اليتيم ؟ هل هو الذي فقد أباه فقط ؟ وماذا عن اللقيط ومجهول النسب ، ألا يدخل هذان في مسمى اليتيم ؟.
لماذا كرر القرآن لفظ اليتيم ومشتقاتها أكثر من عشرين مرة ؟ .
كيف قدم الإسلام اليتامى ومجهولي النسب إلى المجتمع ؟ هل قدمهم على أنهم ضحايا القدر وبقايا المجتمع ، أم على أنهم فئة من صميم أبنائه ؟ .
من الذي جلب الإهمال والإذلال لليتيم ، هل هو اليتم نفسه أم ظلم المجتمع له ؟ .
كيف طرح القرآن مسألة اليتم ، وكيف تقاطعت في آياته أوامر الشريعة ودلالات اللغة وإرادة المكلف ، على تأسيس كفالة رحيمة وعلاقة صادقة بين اليتيم والمجتمع ؟ .
ما هو موقف القرآن الصريح ممن يدعُّ اليتيم ويمنعه من حقوقه الشرعية ؟ .



هذا موضوعنا ولى عودة

فتى حرب
2010-03-08, 11:19 PM
هذه الأسئلة الملحة نجاوب عليها خلال الكلمة التالية :
كثيرا ما نسمع عن الآباء الذين فلذ أكبادهم فقد أطفالهم ، وفطر نفوسهم موت أولادهم . يتناقل الناس أخبارهم في المجالس والتجمعات ، ويقدمون لهم التعزيات . ولكن قلما نسمع عن أطفال فجعوا بفقد آبائهم وذاقوا ألم اليتم في ساعات مبكرة من حياتهم .
عن هؤلاء اليتامى ومن هم في مثل ظروفهم ، يتغافل كثير من الناس ، شغلتهم أموالهم وبنوهم ، في الوقت الذي أمر به القرآن الكريم بإكرامهم وتخفيف معاناتهم وتعريف الناس بمصيبتهم ، وبالظروف العابسة التي أحاطت بهم وأطفأت الابتسامة من على هذه الوجوه الصغيرة .
نحن في هذه الكلمة عن اليتيم لا نقصد من فقد أباه فقط ، ولا نقتصر على المعنى الشائع لدى عامة الناس وحسب ، ولكن نتعداه إلى كل لقيط وكل من فقد العلم بنسبه ، لأن اليتم لديهما آكد ، والمصيبة عليهما أشد . وهذا ما يؤكده العرف الاجتماعي واللغوي ، ويدعمه النظر الفقهي الذي يرى إن إلحاق اللقيط ومجهول النسب باليتيم ، من باب الأولى لأن الحرمان عند كليهما ظاهر لا يخفى . كما في الفتوى التي أكدت أن مجهولي النسب ، هم في حكم اليتيم لفقدهم والديهم .
ويؤيد هذا المذهب من الفتوى ، قوله تعالى في الآية الكريمة : { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } الأحزاب- 5 . ووجه دلالتها على أن اللقطاء مجهولي النسب هم أحوج من غيرهم إلى الرعاية ، نكتشفه في ثلاثة مواضع :
الأول : عند حديث القرآن عن اليتامى قال تعالى : { وإن تخالطوهم فإخوانكم } البقرة- 220. لأن الأخوة الإيمانية مما تصلح به المخالطة ، بل هي غاية ما تتطلبه المعاملة . وفي الحديث : [ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ] البخاري .
وعندما تحدث عن مجهولي النسب قال تعالى : {فإخوانكم في الدين ومواليكم } . تأكيدا لحقهم الشرعي ، وتذكيرا بأن الاعتناء بهم هو من صميم الدين ، وليس فقط واجبا أو التزاما اجتماعيا .
الثاني : اشتملت الآية على معنى خفي يقربك - لو أدركته – مما ينبغي أن تكون عليه العلاقة الصادقة بين المجتمع من جهة ، وهؤلاء الأيتام القاعدين في سفح الهرم الاجتماعي من جهة أخرى . وهذا المعنى الخفي هو : أن الأخوة والولاية الدينيتين تسدان مسد الأبوة إذا فقدت . وهو عين ما دفع بالألوسي رحمه الله تعالى إلى القول في تفسير الآية { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } يقول [ فيه إشارة إلى أن للدين نوعا من الأبوة ] كما في تفسيره روح المعاني . لقد أبدل القرآن الكريم مجهولي النسب - عوضا عن هذا الحرمان - ، نسبا عقيديا جديدا ، ورحما دينية هي وحدها القادرة على جبر هذا الكسر المضاعف في نفوسهم . ولهذا اعتُبر مكذبا بالدين من يدعُّ اليتيم . فتأمل .
الثالث : قوله عز وجل : { فإن لم تعلموا آباءهم } أبلغ في المعنى من القول مثلا : فإن فقدوا آباءهم . لأن الفقد عدم . وحينئذ يكون الخطاب منصرفا إلى اليتامى بوفاة الآباء فقط لأن فقد الآباء متحقق عندهم بالموت .
أما عدم العلم بالشيء فلا ينفي وجوده ، فالأب قد يكون موجودا ولكنه غير معروف ولهذا قال تعالى { فإن لم تعلموا } وهذا آلم في النفس لدى مجهول الأبوين الذي لا يعلم عنهما شيئا، مما يحتاج معه إلى مزيد عناية واهتمام . وفي نفس السياق، تأتي إنْ الشرطية التي تفيد احتمال الوقوع ، لتفتح الباب واسعا أمام الاحتمالات الواردة التي قد تقف وراء عدم العلم بهؤلاء الآباء . ( كالاحتمالات التي أشير إلى بعضها في محور من هم )
هناك سؤال نعتبر الجواب عليه هو المدخل الوحيد لكيفية التعاطي مع هذه الفئة ، وهو الذي يرسم بوضوح نقطة البداية في التعامل مع اليتامى . هذا السؤال هو: كيف قدم الإسلام هذه الفئة إلى المجتمع ؟ . سؤال عميق تتقاطع في الجواب عليه أوامر الشرع وألفاظ اللغة وإرادة المجتمع المكلف . وحتى تتضح معالم هذا الجواب وما يحمله من المفاهيم المؤسسة للعلاقة الصادقة بين اليتيم والمجتمع ، نقدمه مفصلا من خلال عدة وجوه :
الوجه الأول : مع اللفظ ومعناه .
يبدأ القرآن الكريم كعادته دائما بتسمية الشيء باسمه ليبني على هذا الشيء مقتضاه . فعندما أطلق القرآن وصف اليتم بصيغة الإفراد والتثنية والجمع ، وكرر لفظ اليتيم ومشتقاتها أكثر من عشرين مرة في الكتاب العزيز ، كان المقصود من ذلك بيان أن صفة اليتم ليس فيها عيب ولا تهمة ، وأن فقد الآباء والأقرباء ليس سخرية من القدر أوجبت احتقارا من البشر . فاليتيم شخص كامل في شخصيته ، تام في إنسانيته . وبالتالي فلا مكان للشعور بالدونية أو الإحساس بالنقص لدى اليتيم .
كان وراء إطلاق هذا الوصف ، إفهام الناس أن اليتيم شخص وحيد منقطع مهمل ... على ما تؤديه هذه الكلمة من معان في اللغة ، كلها من لوازم اليتم ، وكلها تنطبق على اليتيم . وكان القصد منها طبعا لفت الانتباه إليه لسد حاجته وإصلاح شأنه .
الوجه الثاني : كيف قدم الإسلام اليتيم إلى المجتمع ؟ .
في أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية قدم الإسلام هذه الفئة إلى المجتمع .لم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر أو بقايا المجتمع كما هو شائع في مجتمعات أخرى ،بل كانوا موضوعا لآية قرآنية كريمة رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية والدنيوية . يقول تعالى : { وإن تخالطوهم فإخوانكم } البقرة- 220. وهذا في اليتامى . ويقول تعالى في موضع آخر : { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم } الأحزاب- 5 وهذا في مجهول النسب ممن فقد والديه . ففقد العلم بالنسب يثبت للشخص بدلالة الآية الكريمة أخوة دينية وولاية خاصة تجلب له – عند تطبيق مقتضياتها – مصالح جمة وخدمات لا تحصى .
أخوة دينية . من منا يقول لليتيم : أخي ، ويقول لليتيمة أختي ؟ . ولئن كانت هذه التسمية هي الحقيقة ، إلا أن فيها كذلك أدبا قرآنيا جما في الخطاب ، وتطييبا لقلوب هؤلاء المخاطبين المنكسرة نفوسهم .
إنهم إخواننا في الدين . ومن هنا ينبغي أن تبدأ علاقتنا بهم وسط مجتمع مسلم أدبه الإسلام ووصفه القرآن بأنه لا يدع اليتيم ولا يقهره ولا يأكل ماله ... ولما كان من معاني اليتم في اللغة الانفراد والهم والغفلة والضعف والحاجة ... كانت الدعوة إلى مخالطتهم والمبادرة بذلك من أفضل أساليب التطبيع الاجتماعي والدمج من داخل المؤسسة الاجتماعية ، بدءا بالمصافحة باليد كأبسط مظهر للمخالطة ، وانتهاء بالتزويج كأقصى مظهر لها ، مرورا بمنافع أخرى كالمؤاكلة والمشاربة والمساكنة وحسن المعاشرة ... فالكل داخل في مطلق المخالطة ، والجميع متحد في كسر الغربة النفسية التي قد يشعرون بها هؤلاء وهم داخل المجتمع . يقول الألوسي في تفسيره على الآية السابقة : [ المقصود : الحث على المخالطة المشروطة بالإصلاح مطلقا ، أي : إن تخالطوهم في الطعام والشراب والمسكن والمصاهرة ، تؤدوا اللائق بكم لأنهم إخوانكم ، أي : في الدين ] .
الوجه الثالث : إلام يحتاج اليتيم بداية ؟.
لو طرحت هذا السؤال على كل من عرف ظروف هؤلاء الأيتام وواكب معاناتهم ، لكان جوابه : إن أول ما يتطلعون إليه هو : المأوى . وهذا عين ما ذكره القرآن في التفاتة رحيمة بهذه الفئة . قال تعالى مخاطبا قدوة الأيتام r: { ألم يجدك يتيما فآوى ؟ } الضحى- 6. هذا أفضل ما عولجت به ظاهرة اليتم في شتى المجتمعات : توفير المأوى والملاذ الآمن لكل يتيم ، وبسرعة كبيرة على مايفيده العطف بالفاء . فكأن الآية خطاب إلى الأمة بالنيابة مؤداه : أيتها الأمة أمني لكل يتيم مأوى .
في الآية أيضا معنى لطيف لا يخفى على المتأمل وهو : لما امتن الله تعالى على نبيه r بإيوائه ، دل هذا على أن هذه نعمة تستحق الذكر . والذي ينظر في من آوى محمدا r يجد أنه جده عبد المطلب ومن بعده عمه أبوطالب ، مما يُفهِم أن من تمام نعمة الإيواء أن يوضع اليتيم في كنف أسرة وضمن عائلة ، إما قريبة وهذا هو الأصل ، يشهد لذلك الآية الكريمة :{ يتيما ذا مقربة }. وإلا فبعيدة .
وإن كنت أيها القارئ اللبيب ممن يعولون في فهم القرآن على معنى الألفاظ وعلاقاتها المنطقية فيما بينها ، فإليك هذه المعلومة اللغوية تأكيدا لما سبق . إذا كان اليتم هو : انقطاع الصبي عن أبيه ، فإن الإيواء هو : ضم الشيء إلى آخر . ولك أن تتخيل مدى التكامل في الآية التي نزلت دستورا للمجتمع . قطع هنا باليتم ، ووصل هناك بالإيواء ، يعني : لا مشكلة أبدا .
وإليك من كلام النبي r حول ذات الموضوع هذه النكتة . يقول r : [مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلا لِلَّه ،ِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ] أحمد .
يتيم وشعر وحسنات . ما هو الرابط المعنوي بينها يا ترى ؟. إنه النمو ! . فاليتيم ينمو والشعر ينمو والحسنات تنمو وتزيد . وكما يخشى على الحسنات من السيئات ، وعلى نمو الشعر من الأوساخ والآفات ، كذلك يجب أن يخشى على اليتيم من الإهمال والضياع . فرجل أشعث أغبر قبيح المنظر ، مقراف للذنوب سيئ الخلق ، حاله هذه من حال المجتمع الذي لا يهتم باليتيم . إن كلمات الحديث نفسها تقطر خوفا وجزعا على مصير اليتيم .
قل لي بربك : أين تجد مثل هذه الصورة الحية في غير كلام النبي r الحريص على الأيتام والغيور على حقوقهم ؟ . من غيره r أوتي جوامع الكلم وأسرار العبارة يخاطبنا ، حتى نستولد نحن المعاني من ألفاظها حية نابضة ، تزعج عقولنا فتلهب نفوسنا إلى تطبيق الأمر الشرعي ؟. ومن غير المسلم وفقه الله تعالى إلى أن يطوي كل هذه المعاني العظيمة ، بمسحة واحدة من يده ؟! .
الوجه الرابع : كيف تفوز بجوار النبي r ؟.
لقد كانت نظرة الإسلام إلى مجتمع اليتامى نظرة إيجابية واقعية فاعلة ، لعب فيها عنصر الإيمان وحافز الثواب دورا أساسيا . فهم في المجتمع المسلم ليسوا عالة على المجتمع ولا عبئا على أفراده ، وإنما هم من المنظور الشرعي حسنات مزروعة تنتظر من يحصدها ليفوز بجوار النبي rورفقتهيوم القيامة . يقول النبي r : [ أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ ـ السفعة : أثر تغير لون البشرة من المشقة ـ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْمَأَ يَزِيدُ ـ الراوي ـ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَة .ِ امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ـ توفي زوجها فأصبحت أيما لا زوج لها ـ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى بَانُوا ـ كبروا وتفرقوا ـ أَوْ مَاتُوا ] أبو داود.
حافز الأجر هذا هو الذي جعل الأم الصابرة تتعلق بأطفالها بعد وفاة زوجها في صورة مشرقة من عطف الأمومة على الطفولة . فهجرت الزينة والتبرج ، ونزعت الراحة من نهارها والنوم من ليلها تحوطهم بأنفاسها وتغذيهم بدمها قبل حليبها حتى ذهبت نضارتها لم يهزمها الموت بل اعتبرته جزءا من استمرار الحياة ، فالآن يبدأ دورها .
لم تكتف هذه الأم الطيبة بدور الأمومة ، وقرنت إليه كفالة الأيتام أيضا ، فمنحت ليتاماها بصمودها هذا أمتن عروة يستمسكون بها تغنيهم عن البحث خارجا عمن يأويهم ، ثم شكر النبي rلها ومدحها فجاءت جائزتها مجزية وثوابها مضاعفا . مشهد بليغ يصوره هذا الحديث الشريف ، في رسالة واضحة إلى المجتمع مضمونها :
1- أن الأم أولى باليتامى من أنفسهم .
2- أن الأمومة هي الملاذ الثاني لليتيم بعد الأبوة . فليس بعدها إلا الضياع أو يد محسن . ( أمومة بديلة)
3- إن كان هذا ممكنا في أم مع أولادها لأنهم قطعة منها ، فهو ممكن أيضا مع كل امرأة صالحة تريد القيام بهذه المهمة الشريفة مع أطفال ليسوا منها . مع أجر أكبر وثواب مضاعف حتما .
الوجه الخامس : هل نؤمن بالقرآن ؟ .
مكمن الداء أن البعض منا إذا تناول هذه المعضلة الاجتماعية ، فإنه يتناولها من ناحية نظرية ، وإن تحدث عنها فمن زاوية وعظية ، ولما يستوعب خطورة هذا الشأن . فالقرآن الكريم اعتبر من يدعُّ اليتيم مكذّبا بالإسلام . يقول تعالى : { أرأيت الذي يكذّب بالدين . فذلك الذي يدعُّ اليتيم } الماعون- 1/2 . تُسمى هذه السورة أيضا بسورة التكذيب . وفي بدايتها استفهام فيه تشنيع وفضح وتعجيب من هذا المذكور ، وبيان أنه يقف في دائرة بعيدة عن حقيقة الدين كما يفهم من اسم الإشارة للبعيد : فذلك .
وفي الآيتين السابقتين اتهام مباشر لا التواء فيه ، فكذلك ينبغي أن نعامل كل مقصر في هذا المجال . وقد سعت السورة للدلالة على خطورة دعِّ اليتيم ، أنْ ربطته بالعقيدة . وارجع – وفقك الله – إلى سورة البلد لتجد كيف سبق إطعام اليتيم فيها ، الكينونة مع الذين آمنوا . قال تعالى : { فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة ؟ . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيما ذا مقربة . أو مسكينا ذا متربة . ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالمرحمة } البلد – 11/17.
ومعنى يدع اليتيم : يدفعه بعنف عن استيفاء حقوقه . وليس الدَّعُّ إلا كلمة عجيبة اشتملت – بالإضافة إلى التشديد الكائن في مادة الكلمة – على كل معاني الإقصاء والإهمال والشدة والعنف وسائر مظاهر الظلم التي تلحق باليتيم . ومثلها كلمة القهر في سورة الضحى ، بل هي أعجب لما انطوت عليه من ممارسات الضغط النفسي والبدني التي تفترض شخصا فاعلا وآخر مفعولا به ، وهي حبلى بكل المعاني التي تورث الإهانة ونقص الكرامة والشعور بالضعف والنقص ... يدل على هذا أصل الكلمة اللغوي وهو : الأخذ من فوق كما في لسان العرب لابن منظور .
وقد ذكر القرآن الكريم أن الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون نارا في بطونهم. ووجه المناسبة أن الذي يأكل مال اليتيم ظلما ، فإنه يعرض اليتيم بذلك لنار الجوع والفقر ، ولفح الحاجة والمرض ... فما يأكله هو نار ، لأن الحصاد من جنس الزرع .
الوجه السادس : من المسؤول عن دعِّ اليتيم وقهره ؟

نريد في هذا السياق أن نصحح مفهوما خاطئا عن اليتم ، وهو ارتباطه في الأذهان بالظلم والقهر والحرمان النفسي ... فلا نكاد نسمع عن يتيم إلا وتقفز أمامنا صورة طفل ذليل تتقاذفه الأبواب والطرقات . والواقع أن هذه صورة صحيحة ، ولكن ما ليس بصحيح هو عزو سبب ذلك إلى اليتم والحال أنه ليس شرا في ذاته وليس هو المسئول عن هذا الواقع ، وإنما المسئول هو المجتمع ثم المجتمع . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي ِّ r قَالَ : [ خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْه .ِ وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ ] ابن ماجة .
إن مظاهر الظلم والقهر والإهمال وكل الاضطرابات النفسية التي تحتل نفوس معظم الأيتام ، لا علاقة لها باليتم أو بفقد النسب ، بل هي من صناعة المجتمع الذي يهمل يتاماه . ولهذا لم يخاطب القرآن الكريم اليتيم لأنه لا دور له في ما حصل له ، بل اليتم قدر من الله تعالى لحكمة يريدها . وإنما انصرف بخطابه إلى المجتمع مباشرة يحمله وزر التفريط في فئة من أبنائه كما في الآيتين السالفتين ، لأن ضمير الخطاب فيهما عائد على الجماعة المسلمة ، كل من موقعه . ونظير ذلك قوله تعالى : { وأن تقوموا لليتامى بالقسط} النساء – 127. وقوله تعالى : {كلا بل لا تكرمون اليتيم } الفجر- 17. وقوله تعالى : {وأما اليتيم فلا تقهر } الضحى- 9... إلخ . واضعا بذلك أسس المعاملات التي تحمي اليتيم من كل أشكال الظلم الاجتماعي والقهر النفسي .
ولفت الشرع الانتباه إلى ظاهرة اليتم أن جعلها الله تعالى محلا لعدة أعمال صالحة . وسببا من أسباب المغفرة ودخول الجنة بإذن الله تعالى . قال r: [ مَنْ قَبَضَ يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ لَه ] الترمذي . ولن نكون مبالغين إذا قلنا : إنه مصدر (دواء) نافع في علاج مرض نفسي يشكو منه كثير من الناس وهو: قسوة القلب . ولو صح من الناس العزم على الشفاء من هذا الداء بهذه الوسيلة ، لما بقي على الأرض من يتيم . [عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّه rِ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ لَه:ُ إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيم ] أحمد .
نتمنى أن نكون قد توصلنا بهذه الكلمات إلى المسح على هذه الرؤوس الصغيرة التي تشابهت ظروفها كزهور متعانقة في مغرس واحد تنتظر الماء والغذاء . كما نرجو أن تكون رسالة إلى المجتمع واضحة لأنه المسؤول الأول عن يتاماه . لقد خلق الله تعالى الأيتام للحياة ، فكيف يحل لنا وأدهم بالإذلال والإهمال ؟ . وإذا كان سبحانه قد جعل هذه الأغصان الخضراء للثمر ، فكيف نقطعها نحن ونجعلها للحطب ؟‍‍ .
إنه لايصح شرعا ولا طبعا ولا وضعا أن يحرم هؤلاء مرتين . مرة من حنان الأمومة وعطف الأبوة ، وأخرى من رحمة المجتمع ورعايته . نقول هذا ونحن نعلم أن في مجتمعاتنا المسلمة نفوسا رحيمة وقلوبا عطوفة تتلهف لخدمة اليتيم بأن تمسح شعرة على رأسه أو دمعة على خده . ولئن كان التقصير فرديا في هذا الباب ، إلا أنه لن يكون عاما بحال من الأحوال . فالخير باق في الناس إلى يوم القيامة .
ختاما نقول : مهما قلنا أو فعلنا ، فلن ندرك أبدا كيف هو شعور من يكتشف في لحظة أنه بدون أب أو أم ؟ . ولن نعيش أبدا إحساس من أدرك في غفلة من المجتمع ، أنه مجهول الوالدين ؟. ولن نحصي مطلقا كم من الأطفال كتب عليهم ألا يروا آباءهم ؟ . ولكننا قد ننجح إذا صحت منا النية واشتدت الإرادة ، في أن نكون ممن يمسحون دموع هؤلاء الصغار ، ويبلسم جروح الكبار منهم ؟ .

سحب
2010-03-08, 11:22 PM
بارك الله وثقل بما تكتب ميزان اعمالك

فتى حرب
2010-03-09, 03:16 AM
عاقبة آكل مال اليتيم

ذا كان هذا هو قدر اليتيم عند الله وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء القرآن يحذر وينذر بصورة

تحذير رهيب وإنذار شديد لمن يتطاول ويتجرأ على أكل مال اليتامى ظلماً بغير حق، فلقد قال الله جل وعلا:

إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء:10] الله أكبر! أي

رعبٍ هذا؟! أي إنذار شديد هذا؟! والله إنه إنذار يخلع القلوب الحية، وينذر من كان له قلب أو ألقى السمع

وهو شهيد إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ لْيَتَامَى ظُلْماً [النساء:10] فكم من أموالٍ لليتامى قد أكلت ظلماً، بل ومن

الذي سلم إلا من سلمه الله جل وعلا، ووالله إن شربة ماء من أموال اليتامى بغير حق إنما هي نار تغلي

في البطون، وإن لقمة خبز من أموال اليتامى بغير حق إنما هي نار تتأجج في البطون إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ

الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء]

فتى حرب
2010-03-09, 10:29 PM
قصه وقصيده فيها العبره

والتذكير بحق اليتيم

للقصيدة .... قصة ...

حقيقية .. و من واقعنا المؤلم

يقول الشاعر : عبد الكريم العياش

حيث إن الفتاة اليتيمة ...كانت تدرس مع إحدى أخواتي ...
وكانت تحكي لها كل مأساتها ... بعد أن توفي والدها ... وتولى عمّها تربيتها
و لم يكن يعاملها مثل بناته ....وكذلك قام بتزويجها لشايب ... قد يكون اكبر من ابيها.
فطلبت الفتاة من أختي ... أن أكتب على لسانها قصيدة
لوقائع حصلت معها فعلياً...

وقد لبيت رغبتها في هذه القصيدة :



آه واويلاه مـــن عمن ظــــــــلوم ........ بعد مـــا ابويه رقد تحت الــــــــتراب

القمر لو غاب ماتفيد النجــــــوم ........ وعسى بيتن عقب عمــره خـــــــراب

كيف أبهجع وأهتني في حــل نوم .....وأمسح ادموعن مثل طش السحـــــاب

بعد ماحكمي على اسرتنا عمـــوم ......... صرت أنا بعـــيونهم مثل الذبــــــاب

أرتدي للمدرسه بردى الهــــــــــــدوم ......وبنت عمي ترتدي أغلى الثيـــــاب

إن طلبته حاجتن فيـــــها لـــــــزوم .........صد عني دون يعطينــــي جــــواب

طال همي وأغتيابي واللـــجـــــوم ......... آه يادنيا التعاســـــــه والعـــــــذاب

ومرحباً يا قبر في كفــــــــن رحـوم ....... وعسى يجـــزاه ربي بالثــــــــواب

ليت من قبره ولو ساعه يقــــــــوم ........ يشهد اللي صابني بعز الشبـــــاب

فوق ماعندي من أحزان وهمــــوم ........ زوجوني شايبن قـــذر الثيــــــــاب

الدقيقه كنها تسعـــــــــــــــين يــــوم .........ليتني ارقد معه تحــــــــت التراب

فتى حرب
2010-03-09, 10:56 PM
مكانة اليتيم في القرآن والسنة ملف كامل


لقد أولى القرآن الكريم عناية فائقة بأمر اليتيم وشأن اليتيم، اهتم القرآن بتربية اليتيم وبأمره من الناحية النفسية ومن الناحية المادية على السواء مراعاة لظروف اليتيم النفسية بعد فقد أبيه، فقد يحس بشيء من الذل أو القهر أو الانكسار، وراعى القرآن هذه الحالة النفسية مراعاة دقيقة؛ لأن الذي يشرع هو الذي خلق {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك:14].

مكانة اليتيم في القرآن

ستعجبون -أيها الاخوه والاخوات - إذا علمتم أن اهتمام القرآن بأمر اليتيم كان منذ الفترة الأولى لتنزل الوحي على قلب الحبيب المصطفى الذي نشأ يتيماً، فكان يتمه تشريفاً لكل يتيم..

منذ الفترة الأولى اهتم القرآن بأمر اليتيم، بل امتن الله جل وعلا بذلك على حبيبه المصطفى الذي ولد يتيماً ونشأ يتيماً، فكان يتمه كما ذكرت تشريفاً وتكريماً لكل مسلم يتيم، قال الله تعالى ممتناً على حبيبه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }[الضحى:6-8] أي: لقد كنت يتيماً يا محمد -بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم- فآواك الله وأيدك وأحاطك بعنايته ورعايته وحفظه وفضله، وكنت فقيراً فأغنى الله نفسك بالقناعة والرضا، ثم أفاض عليك بعد ذلك بالمال الوفير الحلال الطيب، وكنت شارداً تائهاً تبحث عن الحق في شعاب مكة وربوعها، في بيئة جاحدة، وبين نفوس شاردة، وفي هاجرة قاتلة محرقة، فهداك الله جل وعلا للحق، وطمأن قلبك، وشرح صدرك، ورفع ذكرك، ووضع وزرك، ومنَّ الله جل وعلا عليك بكل هذه الأفضال والنعم، ومن ثمَّ جاء هذا التوجيه الرباني الكريم:
{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:9-11].

بل تعجبون إذا علمتم أن الله جل وعلا قد أمر بالإحسان إلى اليتيم، ولم يكن هذا الأمر خاصاً بأمة الحبيب فحسب، بل لقد أمر الله بذلك الأمم من قبل أمة النبي صلى الله عليه وسلم، بل لقد أخذ الله هذا الأمر ميثاقاً جامعاً من بين المواثيق الجامعة التي أخذها على بني إسرائيل، فقال جل وتعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ } [البقرة:83].

ومن هذا المنطلق الكريم بالاهتمام بأمر اليتيم، أمر الله جل وعلا ولي اليتيم والوصي على ماله بالمحافظة على هذا المال محافظة تامةً كاملة. وأمر الله ولي اليتيم بعدم تبديد أمواله، أو تبديلها بالخبيث من الأموال، أو المتاجرة بها فيما حرم الله جل وعلا، وأمر الله جل وعلا ولي اليتيم أيضاً بألا يسرف بالإنفاق من أموال اليتامى، وبألا يسرع في تبديدها قبل أن يكبر أصحابها اليتامى ليأخذوا حقهم. وأمر الله ولي اليتيم أيضاً بأنه إذا ما أحس النضج والرشد عند هؤلاء اليتامى، ورأى أنهم أصبحوا قادرين على تصريف شئونهم، وتدبير أحوالهم، والمحافظة على أموالهم، أمره الله أن يسارع برد لهذه الأموال كاملة وافرة غير منقوصة. وإن كان هذا الولي غنياً فليستعفف عن الأكل من أموال اليتامى، وإن كان فقيراً فله أن يأكل من هذه الأموال مع اليتامى بالمعروف من غير سرفٍ ولا تبذير، وفي أضيق نطاق، وأقل الحدود. ثم أمر الله وصي اليتيم بعد ذلك إذا ما كبر اليتامى أن يدفع إليهم أموالهم، وأن يُشهد على ذلك تبرئة للذمة، ودرأً للشبهة. وإليكم هذه الآيات الكريمة التي تؤكد هذه المعاني التي ذكرتها آنفاً، يقول الله جل وعلا: { وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } [الإسراء:34].

وقال الله عز وجل في سورة النساء: { وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ } [النساء:2] أمر للوجوب؛ إذ لم تأت قرينة تصرف هذه الأوامر من الوجوب إلى الندب { وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } [النساء:2] أي: إثماً وذنباً عظيماً، وقال عز وجل في سورة النساء أيضاً: { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } [النساء:6]

قالت الشافعية والمالكية: إن الأمر بالإشهاد للوجوب أيضاً إلا أن الحنفية قالوا: إنه للندب وليس للوجوب، ولكن ظاهر الآيات يدل على أن الأمر بالإشهاد عند دفع المال للوجوب كذلك { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } [النساء:6].

ويا لها والله من خاتمة جليلة تفزع القلوب الحية! ألا وهي قوله تعالى:

{ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } [النساء:6] فهو الحسيب والرقيب والشهيد على أحوالكم وأقوالكم وأعمالكم، هو الذي يعلم منكم السر وأخفى، وهو الذي سيحاسبكم على ما قدمتم وما أخرتم في يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وصدق الله إذ يقول: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47]. وتأتي هذه الآية الجليلة -أيها الاخوه والاخوات - التي تقرن أمر الإحسان إلى اليتيم بأمر عبادة الله وحده لا شريك له، ويا لها من مكانةٍ عظيمة لليتامى! قال الله جل وعلا: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ } [النساء:36] إنه تكريم وتشريف أن يقرن الأمر بالإحسان إلى اليتامى بالأمر بعبادة الله جل وعلا وحده لا شريك له. ومع أن كل هذه الآيات تشمل أمر اليتيم واليتيمة -أي: الذكر والأنثى- إلا أن ربنا جل وتعالى قد خص اليتيمة بآيتين للتأكيد على حقها، ولزيادة التوضيح والبيان؛ فقال ربنا جل وعلا في سورة النساء:
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ }[النساء:3] وقال عز وجل:
{ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ } [النساء:127].

ورد في صحيح مسلم أن عروة بن الزبير سأل خالته عائشة رضي الله عنها عن الآية الأولى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى } [النساء:3] قالت: [يا بن أخي: هي اليتيمة في حجر وليها، فيرغب وليها في جمالها ومالها، ويريد أن ينتقص صداقها، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا إليهن في صداقهن، وأُمروا بنكاح سواهن مثنى وثلاث ورباع ] أي: أن الله جل وعلا يأمر ولي اليتيمة إن رغب في الزواج منها فقد أوجب الله عليه أن يكمل لها الصداق، وأن لا ينتقص حقاً من حقوقها، قال عروة : [قالت عائشة : إلا أن الناس قد استفتوا رسول الله بعد ذلك فأنزل الله جل وعلا: { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ } [النساء:127]] هذه هي مكانة اليتيم واليتيمة -أيها الاخوه ةالاخوات - في القرآن، والآيات كثيرة جداً لا أستطيع أن أقف معها كلها، وأكتفي بهذا القدر لأعرج على مكانة اليتيم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

يتبع

فتى حرب
2010-03-09, 10:58 PM
مكانة اليتيم في السنه النبويه ..

لقد كرم النبي صلى الله عليه وسلم الذي نشأ يتيماً اليتامى على الأرض من المسلمين تكريماً عجيباً، ووالله لو لم يأت في السنة إلا هذا الحديث الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة لكفى، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) أسمعت يا عبد الله؟ يقول حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار النبي بالسبابة والوسطى) الله أكبر! أي فضلٍ وأي شرف، ولفظ رواية مسلم : قال صلى الله عليه وسلم: (كافل اليتيم له أو لغيره -أي إذا كان اليتيم من قرابته أو كان اليتيم أجنبياً عنه لا يعرفه- معي في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى) أي فضل وأي شرف لمن يكفل اليتيم أن يكون مرافقاً في الجنة للنبي صلى الله عليه وسلم.

نقل الحافظ ابن حجر في الفتح مقولة عن ابن بطال إذ يقول: حق على كل من سمع بهذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فهي أفضل منزلة في الآخرة. من منا لا يريد أن يرافق الحبيب في الجنة؟ بل لقد ورد في الحديث الذي رواه أبو يعلى وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الأدب معلقاً على هذا الحديث الذي استشهد به: وإسناده لا بأس به من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا أول من يفتح باب الجنة، فأرى امرأة تبادرني -أي تسرع خلفي لتدخل معي إلى الجنة- فأقول لها: مالكِ؟ من أنتِ؟ فتقول المرأة: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) امرأة جلست تربي أيتامها بعد موت زوجها تسارع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدخل معه الجنة، قال الحافظ ابن حجر : وقد يشتمل هذا الحديث على الأمرين، أي: على أمر السرعة والمنـزلة معاً، تسرع لتكون مع رسول الله ولتكون في منـزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، يقول لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (مالكِ؟ من أنتِ؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) جلست على أيتام لها لتربيهم تربية طيبة بالحلال الطيب، بعيداً عن أجواء المعصية العفنة عياذاً بالله جل وعلا. بل وفي الحديث الذي رواه النسائي بسندٍ جيد من حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اللهم إني أحرج -والحرج هو: الإثم الشديد والذنب العظيم- اللهم إني أحرج على حق الضعيفين اليتيم والمرأة).

وأختم بهذا الحديث الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين -والأرملة هي التي مات زوجها وترك لها أولاده- كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل). أسمعت يا عبد الله إلى هذا الفيض وإلى هذه النعم؟! (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل) أي فضلٍ هذا؟! والله الذي لا إله غيره إن من تخلى عن هذا الفضل لمحروم في الدنيا والآخرة. الساعي على من مات عنها زوجها وترك لها أفراخها الصغار أجره عند العزيز الغفار كأجر المجاهد في سبيل الله الذي حمل نفسه وروحه على أسنة السيوف والرماح وطلب الشهادة من الله جل وعلا، أو كالذي يتعب نفسه ويصوم النهار ويقوم الليل لله العزيز الغفار جل وعلا.

فتى حرب
2010-03-12, 10:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع متنوع ارجوا ان يعجبكم



سنن النوم
1- النوم على وضوء: قـال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه : (( إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث )) [ متفق عليه:6311-6882] .





2- قراءة سورة الإخلاص ، والمعوذتين قبل النوم: عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما: (( قل هو الله أحد )) و (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات. [ رواه البخاري: 5017]





3- التكبير والتسبيح عند المنام : عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: (( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم )) [متفق عليه: 6318 – 6915]




4- الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم : عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته )) [ رواه البخاري: 1154].




5- الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد : (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور )) [ رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : 6312 ] .






سنن الوضوء والصلاة





6- المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة: عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تمضمض ، واستنشق من كف واحدة )) [ رواه مسلم: 555 ] .




7-الوضوء قبل الغُسل : عن عائشة رضي الله عنها ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان إذا اغتسل من الجنابة ، بدأ فغسل يديه ، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يُدخل أصابعه في الماء ، فيخلل بها أصول الشعر ، ثم يَصُب على رأسه ثلاث غُرف بيديه ، ثم يُفيض الماء على جلده كله )) [ رواه البخاري :248 ].




8-التشهد بعد الوضوء: عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أنَّ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله إلاَّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء )) [ رواه مسلم: 553 ] .




9-الاقتصاد في الماء: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ، ويتوضأ بالـمُد )) [ متفق عليه: 201- 737 ].




10- صلاة ركعتين بعد الوضوء: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه ، غُفر له ما تقدم من ذنبه )) [ متفق عليه من حديث حُمران مولى عثمان رضي الله عنهما:159- 539 ] .




11-الترديد مع المؤذن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، أنه سمـع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقــول: (( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة ، صلى الله عليه بها عشرًا ... الحديث)) [ رواه مسلم: 849 ].




ثم يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ) رواه البخاري. من قال ذلك حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .




12- الإكثار من السواك: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( لولا أنْ أشق على أمتي ، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) [ متفق عليه:887 - 589 ] ..





كما أن من السنة، السواك عند الاستيقاظ من النوم ، وعند الوضوء ، وعند تغير رائحة الفم ، وعند قراءة القرآن ، وعند دخول المنزل.





13- التبكير إلى المسجد : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ... ولو يعلمون ما في التهجير ( التبكير ) لاستبقوا إليه ... الحديث )) [ متفق عليه: 615-981 ] .




14-الذهاب إلى المسجد ماشيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات )) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط )) [ رواه مسلم: 587 ].




15- إتيان الصلاة بسكينة ووقار: عن أبي هـريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ، وأتوها تمشون ، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا )) [ متفق عليه: 908 - 1359 ] .




16- الدعاء عند دخول المسجد ، و الخروج منه : عن أبي حُميد الساعدي ، أو عن أبي أُسيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك )) [ رواه مسلم: 1652 ].




17- الصلاة إلى سترة : عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليُصَلِّ ، ولا يبال مَنْ مر وراء ذلك)) [ رواه مسلم: 1111 ].





· السترة هي: ما يجعله المصلي أمامه حين الصلاة ، مثل: الجدار ، أو العمود ، أو غيره. ومؤخرة الرحل: ارتفاع ثُلثي ذراع تقريبا.






18- الإقعاء بين السجدتين: عن أبي الزبير أنه سمع طاووسا يقول: قلنا لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في الإقعاء على القدمين ، فقال : (( هي السنة ))، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل ، فقال ابن عباس: (( بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم )) [ رواه مسلم: 1198 ] .





· الإقعاء هو: نصب القدمين والجلوس على العقبين ، ويكون ذلك حين الجلوس بين السجدتين.





19- التورك في التشهد الثاني: عن أبي حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا جلس في الركعة الآخرة ، قدم رجله اليسرى ، ونصب الأخرى ، وقعد على مقعدته )) [ رواه البخاري: 828 ] .




20- الإكثار من الدعاء قبل التسليم: عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كنا إذا كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ،إلى أن قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو )) [ رواه البخاري: 835 ] .




21- أداء السنن الرواتب : عن أم حبيبة رضي الله عنها ، أنها سمعـت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة )) [ رواه مسلم: 1696 ].





· السنن الرواتب: عددها اثنتا عشرة ركعة، في اليوم والليلة : أربع ركعات قبل الظهر ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل الفجر.





22- صلاة الضحى : عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (( يصبح على كل سلامى ( أي: مفصل) من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) [ رواه مسلم: 1671 ] .





· وأفضل وقتها حين ارتفاع النهار، واشتداد حرارة الشمس ، ويخرج وقتها بقيام قائم الظهيرة، وأقلها ركعتان ، ولا حدَّ لأكثرها.





23- قيام الليل : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، فقال: (( أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة ، الصلاة في جوف الليل )) [ رواه مسلم: 2756 ] .




24- صلاة الوتر: عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا )) [متفق عليه:998 - 1755].




25- الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما: سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه : أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في نعليه؟ قال: (( نعم )) [ رواه البخاري: 386 ] .




26- الصـلاة في مسجد قباء: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي قباء راكبًا وماشيًا )) زاد ابن نمير: حدثنا عبيدالله،عن نافع: (( فيصلي فيه ركعتين )) [متفق عليه: 1194 – 3390 ]




27- أداء صلاة النافلة في البيت : عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا )) [ رواه مسلم: 1822 ] .




28- صلاة الاستخارة: عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن )) [ رواه البخاري: 1162 ].





· وصفتها كما ورد في الحديث السابق: أن يصلي المرء ركعتين ، ثم يقول : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري ، فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ، و معاشي ، وعاقبة أمري ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به )) .





29- الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس:عن جابر بن سمرة رضي الله عنه : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا ) [ رواه مسلم: 1526] .




30- الاغتسال يوم الجمعة : عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل )) [ متفق عليه: 877 -1951 ] .




31- التبكير إلى صلاة الجمعة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم الجمعة ، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول ، ومثل المُهَجِّر ( أي:المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشاً ، ثم دجاجة، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ، ويستمعون الذكر )) [ متفق عليه: 929 - 1964 ] ..




32- تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال: (( فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم ، وهو قائم يصلي ، يسأل الله تعالى شيئًا ، إلا أعطاه إياه )) وأشار بيده يقللها. [ متفق عليه: 935 - 1969 ].




33- الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والعودة من طريق آخر: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان يوم عيد خالف الطريق )) [ رواه البخاري: 986 ].




34- الصلاة على الجنازة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان )) قيل: وما القيراطان؟ قال: (( مثل الجبلين العظيمين )) [ رواه مسلم: 2189 ] .




35- زيارة المقابر: عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ....الحديث)) [ رواه مسلم: 2260 ].





· ملحوظة: النساء محرم عليهن زيارة المقابر كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وجمع من العلماء.







سنن الصيام





36- السحور: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تسحروا ؛ فإن في السحور بركة )) [ متفق عليه: 1923 - 2549 ].




37- تعجيل الفطر ، وذلك إذا تحقق غروب الشمس : عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) [ متفق عليه: 1957 - 2554 ].




38- قيام رمضان : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه )) [ متفق عليه: 37-1779 ]




39- الاعتكاف في رمضان ، وخاصة في العشر الأواخر منه:عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الآواخر من رمضان )) [ رواه البخاري: 2025 ] .




40- صوم ستة أيام من شوال: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من صام رمضان ، ثم أتبعه ستًا من شوال ،كان كصيام الدهر )) [ رواه مسلم: 2758 ]




41- صوم ثلاثة أيام من كل شهر: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (( أوصاني خليلي بثلاث ، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، ونوم على وتر )) [ متفق عليه: 1178-1672 ].




42- صوم يوم عرفة: عن أبي قتادة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلة، والسنة التي بعده )) [ رواه مسلم: 3746 ] .




43- صوم يوم عاشوراء: عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صيام يوم عاشوراء ، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )) [ رواه مسلم: 3746 ] .






سنن السفر





44- اختيار أمير في السفر: عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم )) [ رواه أبو داود: 2608 ] .




45- التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كنا إذا صعدنا كبرنا ، وإذا نزلنا سبحنا )) [ رواه البخاري: 2994 ] .





· يكون التكبير عند صعود المرتفعات ، والتسبيح عند النزول وانحدار الطريق.





46- الدعاء حين نزول منزل : عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء ، حتى يرتحل من منزله ذلك )) [ رواه مسلم: 6878 ] .




47- البدء بالمسجد إذا قدم من السفر: عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه )) [ متفق عليه: 443-1659 ] .






سنن اللباس و الطعام





48- الدعاء عند لبس ثوب جديد: عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه : إما قميصا ، أو عمامة، ثم يقول: (( اللهم لك الحمد ، أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له )) [ رواه أبو داود: 4020 ].




49- لبس النعل باليمين : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى ، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا )) [ متفق عليه:5855 - 5495 ].




50- التسمية عند الأكل: عن عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي: (( يا غلام سم الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك )) [ متفق عليه: 5376 - 5269 ] .




51- حمد الله بعد الأكل والشرب: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها )) [ رواه مسلم: 6932 ] .




52- الجلوس عند الشرب : عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنه نهى أن يشرب الرجل قائمًا )) [ رواه مسلم: 5275 ] .




53- المضمضة من اللبن: عن ابن عباس رضي الله عنه ،أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرب لبنًا فمضمض، وقال: (( إن له دسمًا )) [ متفق عليه:798- 5609 ].




54- عدم عيب الطعام: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (( ما عاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعامًا قط ، كان إذا اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه )) [ متفق عليه:5409 - 5380 ]




55- الأكل بثلاثة أصابع : عن كعب بن مال ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل بثلاث أصابع ، ويلعق يده قبل أن يمسحها )) [ رواه مسلم: 5297 ]




56- الشرب والاستشفاء من ماء زمزم: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ماء زمزم: (( إنها مباركة ، إنها طعام طُعم )) [ رواه مسلم: 6359 ] زاد الطيالسي: (( وشفاء سُقم ))




57- الأكل يوم عيد الفطر قبل الذهاب للمصلى: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات )) وفي رواية: (( ويأكلهن وترًا )) [ رواه البخاري: 953 ]






الذكر والدعاء





58- الإكثار من قراءة القرآن : عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( اقرؤوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه )) [ رواه مسلم: 1874 ].




59- تحسين الصوت بقراءة القرآن: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبي حسن الصوت ، يتغنى بالقرآن يجهر به )) [ متفق عليه:5024 - 1847 ].




60- ذكر الله على كل حال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر الله على كل أحيانه )) [ رواه مسلم: 826 ] .




61- التسبيح : عن جويرية رضي الله عنها ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج من عندها بُكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أنْ أضحى ، وهي جالسة ، فقال: (( ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها ؟ )) قالت: نعم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد قُلتُ بعدك أربَعَ كلماتٍ ، ثلاث مراتٍ ، لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذ اليوم لَوَزَنتهُن: سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه، ورضا نفسهِ ، وزِنةَ عرشهِ ، ومِدادَ كلماته )) [رواه مسلم: 2726]




62- تشميت العاطس: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا عطس أحدُكُم فليقل: الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله ، فليقل: يهديكم اللهُ ويُصْلِحُ بالكم )) [ رواه البخاري: 6224 ]




63- الدعاء للمريض: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على رجل يعوده ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا بأس طهور ، إن شاء الله )) [ رواه البخاري: 5662]




64- وضع اليد على موضع الألم ، مع الدعاء: عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ، أنه شكا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعًا، يجده في جسده مُنذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: باسم الله ، ثلاثًا ، وقل سبع مرات: أعوذُ بالله وقدرتهِ من شَر ما أجد وأُحَاذر )) [ رواه مسلم: 5737 ]




65- الدعاء عند سماع صياح الديك ، والتعوذ عند سماع نهيق الحمار: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت مَلَكًا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانًا )) [ متفق عليه:3303 - 6920 ] .




66-الدعـاء عند نزول المطر: عن عـائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا رأى المطر قال: (( اللهم صيبًا نافعًا )) [ رواه البخاري: 1032 ] .

فتى حرب
2010-03-13, 09:57 PM
كثير من الناس يظن أن الفقير هو الذي لا يملك مالاً أو سيارة أو هو الذي راتبه قليل أو هو الذي تكالبت عليه الديون.
ويظن هؤلاء أن الغني هو صاحب الأموال الكثيرة والذي عنده عمارات ومزارع وسيارات.. هكذا يظن الكثيرون ولكن هذا الظن أبطله هذا الدين، ويتبين لك هذا من خلال هذه الوقفات:
1- قال : ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغني غني النفس ) أخرجه البخاري [ 5965 ].
فانظر في هذا الحديث لكي يتبين لك أن الغنى الحقيقي ليس في امتلاك الأموال والأراضي ولكنه الغنى الروحي والقلبي الذي هو " امتلاء القلب بمحبة الله تعالى ".
2- هل تأملت في حياة النبي فهو لم يكن بصاحب المال والذهب والمجوهرات، بل إنه كانت تمر عليه الأيام والشهور ولا يوجد في بيته إلا التمر والماء، ومع ذلك فهو أغنى الناس بالله، وهو الذي قد استغنى بحب الله وذكره وعبادته عن كل شيء.
إذن لماذا لا يكون هدفنا هو الاستغناء بالله وبطاعته وعبادته؟.
إن الواحد منا قد يقضي ساعات يومه في العمل الوظيفي أو التجارة لأجل الحصول على الرزق، وهذا مطلوب.. ولكن لماذا لا نجعل بعض أوقاتنا لكي نغذي قلوبنا بزاد الإيمان وحلاوة القرآن.
إننا كما نحتاج إلى المال والمتاع الدنيوي فنحن بحاجة أيضاً إلى الإيمان والتقوى لكي نغذي قلوبنا وأرواحنا حتى يحصل لها الغنى الحقيقي.
3- لا بد أن نعلم أن الناس يحتاجون إلى الأغنياء وذلك من ناحيتين:
أ- يحتاجون إلى الأغنياء الذين يملكون الأموال؛ وذلك من خلال مساعدتهم والوقوف معهم وتفريج كرباتهم.
ب- والناس كذلك يحتاجــون إلــى أغنيـاء الإيمان الذين يملكــون الإيمان والتقوى والعلم والخير؛ وذلك بمجالستهم وتقوية إيمانهم وإرشاد الجاهل وتعليم الفاضل.
ووالله إن أغنياء الإيمان الذين عمروا قلوبهم بمحبة الله وذكره وعبادته إنهم هم سرّ حياة القلوب ورؤيتهم جلاء الهموم، وكلامهم نور القلوب، فكم من غافل أحيوه بعد فضل الله.

فتى حرب
2010-03-14, 09:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السحر
ماهو وانواعة
العلامات التى تظهر على المسحور وقت التلاوة
أعراض السحر
علاج السحر

الرقية الخاصة بعلاج المسحور

هذا موضوعنا ولى عودة

فتى حرب
2010-03-14, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السحر حقيقة ثابتةوقد اعترفت بها كل الأديان السماوية وقد مارس السحرالأقدمون من مصريين وهنود وبابليين وغيرهم كما أشارت اليه الكتب السماوية مما يؤكد وجود السحر وجودا فعليا وكانت علوم السحر شائعة فى أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفى مصر من الأقباط وغيرهم قبل بعث موسى عليه السلام ولهذا كانت معجزته من جنس مايدعونه ويفتخرون به وفى عهدسليمان عليه السلام نبذ اليهود التوراة وأقبلوا على كتب السحرة من أهل بابل وزعموا أنها علم سليمان وأنه كان ساحرا فكذبهم الله سبحانه وتعالى فى الآية 102 من سورة البقرة


ومن السحر مايقوم على علوم الطبيعة والكيمياء والعقاقير ونحوها ومنه مايقوم على التلاوات والعزائم والأبخرة

ومنه مايقوم على علوم الطلاسم والأوفاق والأعداد والحروف وهو أخطر أنواع السحر وله أنواع كثيرة


أعراض المس لوجود شيطان السحر في غالبية أنواع السحر


تغير مفاجئ في طباع المسحور من الحب إلى الكراهية ومن الصحة إلى المرض ومن العبادة إلى المعصية ومن الفرح والسرور إلى الحزن والضيق ومن الحلم إلى الغضب


المسحور يكون في الغالب سريع الغضب والانفعال


تزداد الحالة أو يتنقل المرض عند القراءة أو بعدها


يتصرف المسحور تصرفات لاإرادية، وغالباً ما يندم على ما فعل


النساء تشعر حال السحر بألام فى الأرحام


يشعر المسحور دائمابآلام في أسفل الظهر


يؤثر السحر المشروب او المأكول على رائحة البدن فيكون لها رائحة كريهة

فتى حرب
2010-03-14, 09:57 PM
العلامات التى تظهر على المسحور وقت التلاوة
البكاء عند سماعه تلاوة القرآن وخاصة آيات السحر
الاستسلام اللا إرادى للنوم
يشعر المسحور وكأن شيئا يتحرك بداخله
غالبا لا يظهر الجني بسرعة كما هو عليه الحال في المس.
قد تظهر تشنجات ولاسيما في الأطراف وعلى العينين.
غثيان وشعور بالقىء وآلام شديدة بالبطن.

فتى حرب
2010-03-14, 09:58 PM
أعراض السحر

إذا كان السحر المأكول أو المشروب جديداً فإنه غالباً ما يشتكي المسحور من آلام في البطن
الشعور بألم دائم في المعدة مع غثيان وتقيؤ مستمر في بداية الحالة
غثيان يزداد وقت التلاوة
كثرة الغازات في البطن .
يشعر بأصوات في البطن وقت التلاوة
يشعر بألم وتقطيع في بطنه وقت الرقية
عدم الرغبة في الأكل أو الأكل بشراهة
آلاما شديدة فترة الدورة عند النساء
قد يرى أمام عينيه شعراً أو حبالاً معقدة أو ملفوفة ولو كان مغمض العينين ، هذا غالبا مايكون في السحر المأكول والمشروب
المسحور بهذا النوع من السحر ينزعج عندما يلمسه أحد خصوصا في المواضع التي يكثر فيه السحر في جسده .
ومن علامات السحر المأكول والمشروب الشعور بالضيق عند التنفس ، ويسمع له أحيانا فحيح عند الشهيق والزفير وهو أشبه ما يكون بالشخص المصاب بالربو
ومن علامات السحر المأكول والمشروب سواد الوجـه خصوصاً وقت الرقية فإذا ما استفرغ السحر عاد لونه لطبيعته
يشتكى المسحور دائما من آلام أسفل الظهر عند منطقة الحزام
في حالة السحر المأكول أو المشروب ، عند انتفاخ اليد أو الرجل أو ظهور البقع الزرقاء ووجود الألم فيها ، فيه إشارة على هيجان السحر في ذلك العضو
من علامات السحر المأكول الخمول والثقل في البدن خصوصاً على الأكتاف والخفة بعد الإستفراغ
الموضع الذي يشعر به المسحور بألم غالبا ما يكون مكان عقد السحر في الجسد

فتى حرب
2010-03-14, 10:09 PM
علاج السحر

قال قتاده قلت لسعيد بن المسيب رجل به طب أى سحر أيحل عنه أو ينشرقال لا بأس به انما يريدون الأصلاح فأما ما ينفع قلم ينه عنه
والنشرة ضرب من الرقيه يعالج بها من كان به شئ من السحر أو الجن وسميت كذلك لأنه ينشر بها عنه
قال بن القيم النشرة هى حل السحر عن المسحور وهو نوعان
حل السحر بمثله وهذا غير جائز
حل السحر بالرقى والادعية والتعوذات فهذا جائز
وطريقة العلاج تترتب على عدة أشياء أولها العمل على معرفة مكان السحر واخراجه واتلافه فيبطل السحر
والتحصن بالرقى والادعية وقال القيم استخراج السحر هو افضل علاج

فتى حرب
2010-03-14, 10:11 PM
الرقية الخاصة بعلاج المسحور

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
( 3 مرات ).
نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ( 3 مرات ).
حسبنا الله لا اله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم( 7 مرات ).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم )
(الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ )
( الَمَ * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتّقِين * الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ وَممّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * والّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَىَ هُدًى مّن رّبّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )( البقرة 255- 258)
(آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )
(وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) (البقرة :102)
( وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوَاْ آمَنّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ * رَبّ مُوسَىَ وَهَارُونَ ) (الأعراف: 117 –122)
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) (يونس: 79- 81)
( قَالُواْ يَمُوسَىَ إِمّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمّآ أَن نّكُونَ أَوّلَ مَنْ أَلْقَىَ * قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيّهُمْ يُخَيّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنّهَا تَسْعَىَ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَىَ* قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنّكَ أَنتَ الأعْلَىَ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوَاْ إِنّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ ) (طه 65-69)
( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطّائِفَتِيْنِ أَنّهَا لَكُمْ وَتَوَدّونَ أَنّ غَيْرَ ذَاتِ الشّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقّ الحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقّ الْحَقّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )(الأنفال: 7 – 8)
( وَقَدِمْنَآ إِلَىَ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مّنثُوراً ) (الفرقان: 23)
( قُلْ إِنّ رَبّي يَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلاّمُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَآءَ الْحَقّ وَمَا يُبْدِىءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)(سبأ:48-49)
( وَقُلْ جَآءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً )(الأسراء:81)
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ)(الأنبياء :18)
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(التوبة:14-15)
( يَأَيّهَا النّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مّوْعِظَةٌ مّن رّبّكُمْ وَشِفَآءٌ لّمَا فِي الصّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ )(يونس: 57)
( وَأَوْحَىَ رَبّكَ إِلَىَ النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ * ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ)(النحل: 68-69)
( وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً)(الإسراء :82)
( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )(الشعراء: 80)
( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ)(فصلت: 44)
( قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ )
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ )
اللهم رب الناس أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.
بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد أو سحر ساحر الله يشفيك، بسم الله أرقيك .

فتى حرب
2010-03-14, 10:34 PM
إن أنواع السحر لا حصر لها لأنها مقيدة بأوامر السحر ولكن هذه بعض الأسحار الأكثر شيوعا
سحــر التفريــق
الربـط - أنواع الربط
سحر الجوارح "المرض"
سحر الخوف
سحر الفشـل واليأس والفقـر
سحر الجنــون
سحر تعطيــل الزواج " الوقف"
سحر المحبة " التـولة"
سحر التهيـج

سحــر التفريــق

هذا النوع من السحر هو الأكثر شيوعا بين الناس وهو الغالب استخدامه من قبل السحرة على مر الأزمان ، يقول الله تعالى : فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ، جاء في كتاب التعريفات أنه يوجد في الإنسان قوة تسمى القوة المتخيلة ، وهذه القوة هي التي تتصرف في الصورة المحسوسه والمعاني الجزئية المنتزعة منها ، وتصرفها فيها بالتركيب تارة والتفصيل أخرى وهذه القوة إذا استعملها العقل المفكر سميت مفكرة كما أنها إذا استعملها الوهم في المحسوسات مطلقا سميت متخيلة أ.هـ. وإن السحرة والشياطين قاتهلم الله تتسلط على هذه القوة المتخيلة في الإنسان وتستخدمها في العطف والصرف والتخيل . فكم من زوج فرق بينه وبين زوجته وكم من أخ فرق بينه وبين أخيه وأخته وكم من ولد فرق بينه وبين والديه.

بعض أعراض ووسائل التفريق بين الزوجين:
انقلاب الاحوال فجأة من حب الى بغض .
غرس بذور الفرقة ؛ كسوء الظن وسوء الفهم .
إثارة العداوة والبغضاء بدل المحبة والوفاق.
إثارة العناد وحب الانتقام بدل العفو والصفح.
قلب معاني الأقوال والأفعال.
تجسيم وتعظيم أسباب الفرقة والخلاف.
التشكيك في نظرات وأفعال وتصرفات المسحور نفسه.
التشكيك في نظرات وتصرفات وأقوال وأفعال أحب الناس له.
يرى العدو صديقا والصديق عدوا .
يعمل بغير إدراك إلى ضد مصلحته .
عدم القدرة على التكيف مع من صرف عنه بالسحر .
استراق السمع: وهو أن يصدر الشيطان ( خادم السحر ) أو الرصد أصواتاً من لا يسمعها غير المسحور من أجل استفزاز المسحور .
استجلاء البصر : هو التخيل بالصورة ، مثل التخيل بالصوت فيتشبه ويتمثل الشيطان خادم السحر في الأحلام أو في اليقظة ( عن طريق التخيل ) أو بين اليقظة والمنام بصورة من يريد إيقاع الفرقة والبغضاء بينه وبين المسحور ، يقول تعالى في سورة الأعراف : فلما ألقوا سحروا أعين الناس يقول تعالى في سورة طه :فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى

ومن تأثير هذا النوع من السحر على المسحور أنه إذا نظر المسحور إلى زوجته مثلاً ، يراها بصورة منفرة كأن يرى وجهها وجه قردة أو كلبة أو أنه يراها وكأنها تنظر إليه نظر المتحدي المتغطرس ، وكذلك إذا خرج المسحور مع زوجته إلى السوق يخيل إليه أنها تنظر وتعاكس الرجال ؛ والعكس لو كانت المسحورة الزوجة، ومهما أخذ الزوج أو الزوجة في الدفاع عن النفس والبرهنة على الحب والوفاء والإخلاص ، فإن الفكرة المسيطرة تظل سائدة مما ينتهي في بعض الأحيان إلى انفصام عرى الزوجية بالطلاق أو الفراق ، وقد يكون السحر متعديا فيكون التخيل على عيون زوجة المسحور أو العكس .
وقد يحدث النفور بين الزوجين بدون أي سبب ولا يعرف الطرفان سبباً لهذا النفور مع العلم أن عقلهما وقلبهما يريدان عكس ذلك ولكن لا يستطيع الزوجان المصارحة فيما بينهما وتجد أن الزوجين يشعران بالنفور عندما يكونا قريبين ويحصل العكس إن تفرقا وابتعدا ، بل ويندم المسحور على سوء تصرفه مع زوجه ، وإذا ما رجعا واقتربا عاد النفور .
وأحب أن أنبه هنا إلى أنه ليس كل خلاف يقع بين الزوجين بسبب السحر ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ قَالَ الاعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ . رواه مسلم
تقرأ آيات التأليف الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن على من يعاني من سحر التفريق والربط .


الربـــــط

هو أخذ الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها وبالتالي يُعَد من أشد أنواع الإيذاء للرجل والمرأة ، وتحدث حالة التمنع وعدم الإستمتاع والربط في الغالب بسبب من الأسباب التالية:
الزواج القهري : عدم القبول والموافقة من قبل أحد الزوجين .
العجز أو الضعف الجنسي وهذا النوع يعالجه الأطباء ، والذي قد يكون العجز الجنسي بسبب الإصابة بمرض السكري أو خلل في فرز بعض الهرمونات (التيستوستيرون ) وهو ما يسمى بالهرمون الذكري ، أو بسبب خلل في الأعصاب المغذية للعضو الذكري.
العجز بسبب استخدام الأدوية التي لها تأثير سلبي على الانتصـــاب مثل مدرات البول وبعض الأدوية التي تستخدم في حالات ارتفاع ضغط الدم والتي تستخدم ضد الاكتئاب والصرع وضد الروماتيزم .
القلق والوهم والخوف من عدم القدرة على الجماع وهذا النوع يعالجه الأطباء أيضا .
الربط بسبب السحر ، ويستخدم كوسيلة للتفريق بين الزوجين .
الربط بسبب المس الشيطاني وفي الغالب يكون بسبب العشق.
يقول منصور عبد الحكيم : إن بعض الحالات التي رأيناها كان الرجل يؤخذ عن زوجته بسبب جني يكون مع زوجته ويحبها ويقوم هذا الجني بعملية الربط للزوج حتى لا يجامع زوجته ، وفي هذه الحالة يجب علاج الزوجة حتى يقضى على الجني الذي يقوم بربط الزوج ، وعند علاج الربط يجب علاج الزوجين معا حتى يأتي العلاج ثمرته.


أنواع الربط

ربط المنع : وهو أن تحاول المرأة منع زوجها من إتيانها عند المعاشرة.
ربط التبلد: هو أن يتمركز الجني الموكل بالسحر في مركز الإحساس في مخ المرأة فإذا أراد زوجها أن يأتيها أفقدها الجني الإحساس فلا تشعر بلذة ولا تستجيب لزوجها.
ربط النزيف: ربط النزيف هو إذا أراد الرجل أن يأتي زوجته سبب لهانزيفا شديدا (استحاضة ) فلا يتمكن الرجل من إتيانها ، وقد تخرج رائحة كريهة جدا من فرج المرأة ، أو يحصل للمرأة آلام شديدة عند الجماع .
ربط الانسداد: وهو إذا أراد الرجل أن يأتي زوجته وجد سدا منيعا أمامهمن اللحم لا يستطيع أن يخترقه ، فلا تنجح عملية اللقاء الجنسي .
ربط التغوير: وهو أن يتزوج الرجل بنتا بكرا ، فإذا أراد أن يأتيها يخيل إليه أنها كالثيب تماما حتى يشك في أمرها وفي هذه الحالة يكون السحر متعديا على الزوج، وعندما تعالج المرأة ويبطل السحر يجد الرجل غشاء البكارة بكيفية يعلمها الله .
ربط العجز : وهو عدم مقدرة الرجل إتيان زوجته ، ويشعر المصاب بفتور وتنميل وقت الجماع في أجزاء جسمه خاصة في الذراعين والقدمين ، ويشعر بآلام في أسفل الظهر والفخذين ولو أنه استطاع الجماع لم يجد اللذة .
الربط بالتناوب: يكون السحر مشتركا بين الزوج والزوجة ، فإذا كانالزوج سليم من الناحية الجنسية تكون الزوجة غير سليمة.
ومن الربط ما يمنع الرجل عن جميع النساء ومنه ما يربط الرجل عن إحدى زوجاته.


سحر الجوارح "المرض"

السحر بجميع أنواعه مرض ولكن عندما تكون أوامر السحر إصابة الإنسان بمرض معين أو امراض متنقله أو امراض متعددة يقال أنه مصاب بسحر الجواح أو سحر المرض ، جاء في بعض طرق حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه ابن سعد في الطبقات من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرض وأخذ عن النساء والطعام والشراب.. الحديث ، وفي حديث سحر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فعن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أنها أعتقت جارية لها عن دبر منها ( أي تكون حرة بعد موت سيدتها )، ثم إن عائشة مرضت بعد ذلك ما شاء الله ، فدخل عليها سندي ، فقال إنك مطبوبة، فقالت من طبني ؟ ، فقال امرأة من نعتها كذا وكذا ، وقال في حجرها صبي قد بال ، فقالت عائشة : ادعوا لي فلانة ، لجارية لها تخدمها ، فوجدوها في بيت جيران لها في حجرها صبي قد بال ، فقالت حتى أغسل بول هذا الصبي فغسلته ، ثم جاءت ، فقالت لها عائشة : أسحرتيني ؟ فقالت نعم ، فقالت لم ؟ قالت أحببت العتق . هذه الرواية في موطأ مالك ( رواية أبي مصعب الزهري ) وسنده صحيح ، وفي رواية عند احمد في المسند اشتكت عائشة فطال شكواها ، فقدم إنسان المدينة يتطبب ، فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال: والله إنكم تنعتون نعت امرأة مَطْبُوبة قال: هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها ، وفي رواية أخرى أخرجها عبدالرزاق في مصنفه عن عمرة قالت : مرضت عائشة فطال مرضها فذهب بنو أخيها إلى رجل ، فذكروا مرضها، فقال إنكم لتخبروني خبر امراة مطبوبة ، فذهبوا ينظرون فإذا جارية لها سَحَرَتها ، وكانت قد دبرتها ، فسألتها فقالت ما أردت مني؟ فقالت أردتُ أن تموتي حتى أعتق.
ويقول القرطبي في تفسيره لآية 102 من سورة البقرة ولا ينكر أن السحر له تأثير في القلوب، بالحب والبُغْض وبإلقاء الشرور حتى يفرّق الساحر بين المرء وزوجه، ويحول بين المرء وقلبه، وذلك بإدخال الآلام وعظيم الأسقام ، وكل ذلك مدرك بالمشاهدة وإنكاره معاندة أ.هـ.
يقول جمال عبد الباري : وقد يأخذ السحر شكل مرض من الأمراض ، إلا أن أمراض السحر تختلف عن الأمراض العضوية في أنها متنقلة في الجسم ، ومن الحالات التي رأيتها حالة مهندس كيميائي . عند إجراء الفحوصات الطبية عليه يتضح أنه مصاب بالضغط والسكر وحصى في الكلى ، وفي اليوم التالي يجري فحوصات طبية فيجد نفسه سليما تماما والتقارير التي معه تقول هذا أ.هـ.
يقول بشار بن بردة:


وقالوا به داءٌ أصاب فؤادهُ


من الجن أو سحر بأيدي المواردِ







سحر الخوف

إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف من كل شيء ، يجعله يستوحش المكان الذي هو فيه ، ويخوفه من الموت ، ويخوفه من أبيه ومن مدير عمله ، أو يخوفه من الوحدة فتجده يحتاج لمن يكون بجواره دائما ، ويوسوس له الشيطان حتى يجعله يظن أنه مراقب من كل الناس ، ومن رجال الشرطة ، فتجده دائما في هلع وفزع وخوف وقد يخوفه الشيطان من أقرب وأحب الناس إليه ، وتجده يفزع عند سماع أي صوت مفاجئ مثل جرس الباب والتلفون ، يخاف من المجهول أن يهجم عليه في أي وقت .
فمثل هذا يقرأ عليه مع آيات الرقية آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن.


سحر الفشـل واليأس والفقـر

يكون الإنسان المسحور في فشل متواصل ، فإن كان طالبا يكون كثير الرسوب وليس له القدرة على التركيز والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة ، وإن كان موظفا فتجده لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت اليسير ثم يبحث عن غيرها، وتجده فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في علاقته مع الناس ، يائسا من المستقبل يائسا من الحياة ، مبذراً لماله بل المال لا يستقر في يده ، ينفقه على أشياء تافهه ويعطيه لمـن لا يستحق له .


سحر الجنــون

يقول الشيخ عبد الخالق العطار إذا تمركز واستقر شيطان السحر بمخ الإنسان فإن الله قد يمكنه من التعرف على خلايا المخ ووظائفها واستخدامها ، فإن كان الإنسان لا يفيق أبدا بل دائم الشرود والذهول والنسيان والعصيان ، فهو اقتران جزئي دائم، أما في الاقتران الكلى الدائم تظهر الروح متقمصة وممثلة شخصية الهبل والخبل والجنون .. وقد يكون خادم السحر المقترن بالمسحور من طبعه الخبل وضعف الذاكره ، ومن مكونات شخصيته أنه مجنون، وإن كان تسلط الشيطان على عقل المسحور متقطعا ؛ بأن يفيق ويعقل ويفهم ويتعامل الإنسان بشكل طبيعي أحيانا ويغيب أحيانا فهذا اقتران طارىء. أ.هـ.
يقول الشافعي :

جنونك مجنون ولست بواجدٍ طبيباً يداوي من جنونٍ جنونَ



سحر تعطيــل الزواج "الوقف"

في هذه الحالة يقوم خادم السحر بعمل أي شيء من شأنه عرقلة الزواج ، حيث أنه يقوم بالتشكل وعمل الأقنعة القبيحة على وجه الخاطب حتى تراه المخطوبة في أقبح صورة أو أن يجعل الخاطب يرى من المخطوبة ما يكره من شكل أو تصرف أو يوسوس لهما بعدم التكافؤ بينها ، أو يوسوس للفتاة بطريقة أو بأخرى بأنها ليست بكرا فتخاف من الفضيحة وترفض الزواج ، أو يزهد المرأة أو الرجل عن الزواج دون سبب وقد يرفض أهل الخاطب أو المخطوبة دون سبب منطقي ، وليس بالضرورة أن يكون خادم السحر مربوطاً في جسد المسحور ، بل قد يكون تأثيره من الخارج بالتخيل والوسوسـة . يقرأ على المسحور آيات من حيل بينه وبين الزواج الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن.


سحر المحبة " التـولة "

أخرج أبي داود وأحمد من حديث عبدالله ابن مسعود أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ " ، والسبب في عمل هذا النوع من السحر أنه ربما تجد المرأة من زوجها شيئا من الصدود ، فتشتكي إلى إحدى أخواتها أو صديقاتها أو أمها فتشير عليها أن تذهب إلى الساحر الفلاني ليعمل لها عملا يجعل زوجها خاتما بأصبعها ، ولا تعلم هذه المرأة أنها تخسر آخرتها من أجل دنياها بذهابها إلى الساحر.

يقول الله تعالى : وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ويقولبَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ ، ولا تعلم هذه المرأة أن الساحر سوف يرسل على زوجها من الشياطين الكفرة يتلبسونه ويصدونه عن الصلاة والذكر والذهاب إلى المساجد وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ مّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىَ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاّ خَآئِفِينَ لّهُمْ فِي الدّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الاَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ[البقرة:114]، وقد تؤذيه شياطين السحر في عقله وبدنه بأمراض شتى ، يصيبونه بالصداع والسهر والضيق في الصدر، وقد يمكر الله بها بتسلط شياطين السحر عليها، وربما انعكس سحرها عليها بسبب خطأ في عمل السحر فتخسر دنياها وأخرتها إلا أن يتداركها الله برحمة من عنده.

ولو أن هذه المرأة تحببت إلى زوجها بالطيب من الكلام وبحسن الخلق لكسبت محبته ومودته ولفازت بالأجر والمثوبة من عند الله ولانقاد لها زوجها محبا مطيعا ، يقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، ويقول الكميت :


وقاد إليها الحب فانقاد صَعبه


بحب من السحر الحلال التحببِ





أعراض سحر المحبة :
يذكر صاحب كتاب الصارم البتار أن من أعراض سحر المحبة ما يلي :
لشغف والمحبة الزائدتان.
الرغبة الشديدة في كثرة الجماع.
عدم الصبر عنها.
التلهف الشديد لرؤيتها.
طاعته لها طاعة عمياء.أ.هـ.
هذه الفقرة من كتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار 138
والذي أظنه والله أعلم أنه قد تكون مثل هذه المحبة محبة فطرية وليست بسبب السحر والشياطين ، فلا يشك من يقرأ هذه السطور أنه مسحور بسحر المحبة . يقول قيس بن الملوح :


قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم


العشـق أعظم مما بالمجانين


العشق لا يستفيق الدهر صاحبه


وإنما يصرع المجنون في الحين





ويقول أيضاً :

يقولون مسحور يهيم بذكرها



ووالله ما بي من جنون ولا سحر






سحر التهيـج

ما أظن أن أحد يعمل هذا النوع من السحر وفي قلبه ذرة من إيمان ، حيث أنه يجمع بين السحر وطلب الفاحشة والعياذ بالله وتهيج قلب المسحور وصرفه عن ذكر الله سبحانه وتعالى .
يذكر ابن قيم الجوزية في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين في الباب الثامن والعشرون " فيمن آثر عاجل العقوبة والآلام على لذة الوصال الحرام " قصة لهذا النوع من السحر فيقول : قال جابر بن نوح : كنت بالمدينة جالسا عند رجل في حاجة فمر بنا شيخ حسن الوجه حسن الثياب ، فقام إليه ذلك الرجل فسلم عليه وقال: يا أبا محمد اسأل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر ، فقال الشيخ :

وكان يميني في الوغى ومسـاعدي فأصبحتُ قد خانت يميني ذراعها


وقد صرت حيرانا من الثكل باهتا أخـا كلف ضاقت على رباعها

فقال له الرجل أبشر فإن الصبر مُعول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك ، فقلت له من هذا الشيخ ؟ فقال رجل منا من الأنصار فقلت وما قصته ؟ قال : أصيب بابنه وكان به بارا قد كفاه جميع ما يعينه ، ومنيته عجب ، قلت : وما كانت ؟ قال : أحبته امرأة فأرسلت إليه تشكوا حبه وتسأله الزيارة وكان لها زوج ، فألحت عليه ، فأفشى ذلك إلى صديق له ، فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك ، فأمسك وأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى ، فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر فجعلت لها الرغائب ( العطاء الجزل ) في تهيجه ، فعملت لها في ذلك ، فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذكرها بقلبه وهاج منه أمر لم يكن يعرفه واختلط ( فسد عقله) ، فقام مسرعا فصلى واستعاذ والأمر يشتد ، فقال يا أبه أدركني بقيد ، فقال : يا بني ما قصتك ؟ فحدثه بالقصة ، فقام وقيده وأدخله بيتا فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور ، ثم هدأ فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره أ.هـ.

يشتكي بعض من به مس من التهيج والعطف الشديد على الغير من الشباب والشابات ويعاني منه البعض منهم العناء الشديد ، فتجده دائمْ القلق فارغ الفؤاد يغدوا ويروح وبه من الوَلَهُ ما يكاد أن يُقَطِعَ نياط قلبه ، منشغل الفكر بمن يعشق ويهوى ، شَغله الوجد والإشتياق ، يرى طيف من يحب ماثلا في مخيلته ، ويظن أنه يلحظه ويتحدث إليه.

يمثلها بالوهم فكري لناظري



وأكثر ما يُضْني النفوس افتكارها




يزداد عليه القلق والاضطراب حتى يصل به الهيام الى البكاء المرير . وليس بالضرورة أن يكون هذا الإنسان مسحوراً ، ولكن الشياطين تؤذي بعض الشباب والشابات الممسوسين بهذا الأسلوب من أجل الفتنة والوقوع في الرذيلة ، وحتى تسيطر عليهم وتسلبهم الإرادة ما داموا منشغلين بفكرهم عن قراءة القرآن وعن كل أمر يقربهم الى الله سبحانه وتعالى . يقول أحد العشاق :


أيا معشر العشاق بالله خبروا


إذا حل عشقٌ بالفتى كيف يصنع





والتهيج الذي تعمله السحرة غالبا ما يصل بالإنسان الى أقصى درجات الاستثارة الجنسية ، ويمكن ان نقول أنه على اربعة اشكال بالنسبة للرجال وبالمثل بالنسبة للنساء .
1) تهيج على شخص معين .
2) تهيج على جميع النساء .
3) تهيج على جميع الرجال .
4) تهيج على النساء والرجال ( شذوذ جنسى ) .
وإن علاج هذا البلاء ليس بالأمر الهين ، وتختلف الحالات من شخص إلى آخر لكني أجمل العلاج في النقاط التاليه :
الفرار من الفتننة : إن الحب بدايته اختيارية ، وأكثر بداياته من النظرة ، فهو نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ، فإن النظر والتفكر والتعرض للمحبة أمرٌ اختياري تتولد عنه أمور اضطرارية يحاسب عليها العبد. عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه الترمذي .
تولع بالعشق حتى عَشِقْ
فلما اسـتقل به لم يطقْ
رأى لُجة ظنها موجـة
فلمــا تمكن منها غرقْ
تمنى الإقالة من ذنبــه
فلم يستطعها ولم يَسْتَطِقْ

تقوى الله والخوف من عقابه ورجاء ما عنده من الأجر والثواب . يقول الله سبحانه وتعالى : وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً سورة الطلاق، ويقول: فَأَمّا مَن طَغَىَ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * فَإِنّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ * وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ * فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ سورة النازعات ، ومن ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه ، يقول الشاعر :


إذا هممنا صدنا وازع التقى


فولى على أعقابه الهم خاسئا





محبة الله : يقول سبحانه وتعالى :وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ [البقرة:165] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ . رواه البخاري ، وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ . رواه الترمذي
اسأل الله الثبات : عن شَهْر بْن حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لأُمِّ سَلَمَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ فَتَلا مُعَاذٌ ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ) رواه الترمذي.
لا تعتزل الناس : فإن الاعتزال مدعاة للوسوسة وتسلط الشيطان يقول صلى الله عليه وسلم : « إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد». رواه احمد في مسنده
-اشغل نفسك بالمباحات : أشغل نفسك بكل ما هو مباح حتى لا يتعبك التفكير وتَسلى عن من تحب.
-قَبح من تحب في نفسك : وإذا ما جال طيفه بفكرك استعذ بالله من الشيطان وتذكر مساوئه وقبائح أفعاله وتذكر نتن ريح إبطيه وما يخرج من جوفه .
-لا تتعرض لمن تحب ، ولا تواعده ولو شق عليك ذلك .
-لا تقرأ قصص الحب والغرام ولا شعر الغزل .
-ابتعد عن مشاهدة المناظر المثيرة والصور الخالعة في الكتب والمجلات والتلفاز.
-لا تستمع للغناء فإنه بريد الزنى .
-عالج نفسك بالرقية الشرعية عند من تثق بعلمة وأمانته .
تُقرأ آيات منع التهيج وآيات السكينة والصبر والإنشراح الواردة في باب تذكرة الإخوان مع آيات الرقية على من أبتلي بسحر التهيج أو تعلق قلبه بمحبة إنسان في غير ذات الله

فتى حرب
2010-03-14, 10:46 PM
حديثنا القادم عن المس والعين
واذا اى احد من الاعضاء لدية
مداخلة عن موضوع السحر
او المس والعين فليتفضل

الظـامي
2010-03-14, 11:30 PM
ماشاء الله تبارك الله اخي فتى حرب

نفع الله بما طرحت ولاحرمك أجره

موضوع قيم جداً بارك الله فيك

مودتي

فتى حرب
2010-03-15, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أسباب المس الشيطانى

أنواع المس الشيطانى


أعراض مس الجن للأنسان


الوقاية من المس الشيطانى

فتى حرب
2010-03-15, 09:35 PM
أسباب المس الشيطانى

قال شيخ الأسلام بن تيمية رحمه الله وصرعهم أى الجن للأنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للأنس مع الأنس وقد يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الأنس أو يظنوا أنهم يتعمدوا آذاهم ما ببول على بعضهم أو بصب ماء حار أو بقتل بعضهم ون كان الأنسى لا يعرف ذلك وفى الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحق وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الأنس ومما سبق نعرف أن أسباب مس الجن للأنس هى :
1 : العشق بأن يعشق الجنى إنسية أو تعشق الجنية إنسى
2 : ظلم الأنسى للجنى وعدوانه عليه بصب ماء ساخن عليه أو الوقوع عليه من مكان عال أو البكاء والصراخ والغناء فى دورات المياه ( الحمامات ) أو أذى بعض الجن المتشكل على صور الكلاب والقطط والحيات ونحوها
وقد يكون إستهزاء بعض الناس بالجن فى حديث عابر من أسباب مسهم لمن يفعل ذلك
3 : ظلم الجنى للأنسى كأن يمسه دون سبب ولا يتسنى له ذلك إلا فى حالة من هذه الحالات الأربع وهى :
1 : الغضب الشديد

2 : الخوف الشديد
3 : الا نكباب على الشهوات
4 : الغفلة الشديدة

فتى حرب
2010-03-15, 09:38 PM
أنواع المس الشيطانى

قد يظهر المس الشيطانى على المصاب به فى شكل نوبات قصيرة من الدوار وفقدان الشعور وإضطراب تعابير الوجه وقد تمر سريعا جدا دون أن يلاحظها أحد ممن حول المصاب
وقد يتشنج عضو من اعضاء الجسم كالذراع أو الأرجل ولا يفقد المصاب شعوره إلا أنه يفقد قدرته على التحكم فى العضو الذى يبدو عليه العرض
وقد يتشنج الجسم كله ويتخشب ويكون المصاب فى حالة لا شعورية أو يمشى دون إدراك ويتكلم كلاما غير منسق ويجيب إجابات مضطربة تستمر ألى دقائق أو تطول الى ساعات
ونجمل ذلك فنقول : المس الشيطانى أربعة أنواع وهم
1 : مس كلى ( إقتران كامل ) يمس الجن الجسد كله
2 : مس جزئى (يمس عضوا واحدا من الجسم كالذراع أو الرجل أو اللسان أو العين )
3 : مس دائم ( يستمر الجنى فى جسد الأنسى لمدة طويلة )
4 : مس طائف ( لا يستغرق إلا لحظات قليلة ) وقد قال القرآن الكريم
( إن اللذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )

فتى حرب
2010-03-15, 09:48 PM
أعراض مس الجن للأنسان

يستطيع الشيطان أن يمس الأ نسان بحيث يجعله يتخبط والتخبط هو التخبط فى الحركة فلا يستطيع
الأنسان التحكم في سره ، فيسيركانه ترنح من دوار او دوخة ، ويحس كان الأرض تميد به ، أو يفقد القدرة على تقدير الخطوة المتزنة لقدميه ، أو حساب المسافة الصحيحة لها والتخبط في الحديث فلا يعي ما يقول ، ولا يستطيع ان يربط بين ما قال وما يقوله وما يجب أن يقوله بعد ذلك ، والتخبط في الفكر ، والتخبط في العمل .. . والتخبط ما هوإلا فقد ان الإدراك الصحيح من الإنسان لأي شىء يهم به أو يفكرفيه ، وبديهى أن هذه هي علامات الجنون . ويسبب مس الشيطان للإنسان أمراضا قد تتفق أعراضها مع امراض اخرى ، وقد تتميز فتختلف عن أعراض الأمراض الاخرى كلها ، وبذلك إذا عولجت على انها امراض مؤكدة أعراضها فلا يستجيب ذلك المرض لأي علاج ، وأما إذا ما إختلفت فإ نها كذلك لا يجدي معها العلاج ونظرأ للتشابه بين اعراض الامراض العضوية وأعراض المس الشيطاني ، فانه ولابد من التفرقة بينهما للوصول إلى حقيقة المرض ونوعه ، ومعرفة علاجه المناسب له .
وللمس الشيطانى أعراض فى المنام وأخرى فى اليقظة فاما الأعراض التي في المنام فهي
ا - الأرق والقلق دون سبب عضوى
2 - الكوايبس الدئمة ، والأحلام المفزعة بجميع صورها واشكالها
3 - أن يرى في منامه اناسابصفات غريبة كأن يلاحظ عليهم طولا مفرط او قصرا بينا أو يرى أنا سا سودا
4 - أن يرى في منامه كانه سيسقط من مكان عال
5 - أن يقوم ويمشى وهو نائم دون أن يشعر ، أو يضحك ويبكى ويصرخ في منامه او تصدر منه أصوات غريبة كان يزوم أويتأوه وهو نائم ، اويقرض علي أنيابه
. 6 - أن يري نفسه في مقبرة اومزبلة أو طريق موحش ، او أنه يسير فى دم او في ماء اوفي نجاسات
. 7 - رؤية الحيوانات في المنام : كالقط والكلب والجمل ، والثعلب والأسد ، والحية والعقرب ، والفار ، والعناكب ، والقرود والأفيال والنمور والسحالى باستمرار وتكرار
8 - ان يري في منامه كنائس وأجراسا وقساوسة . ملحوظة : إذا رأي إنسان أحد هذه الأعراض في منامه مرات قليلة جدا فليس بالضرورة انه مصاب بمس شيطانى بل تكون علامة واضحة علي إصابته بالمس إذا رأي أحدها أوبعضها اومعظمها في منامه باستمراروتكرارواضح
وأما الأعراض التى فى اليقظة فهى
1 - صداع دائم او شبه دائم ،متنقل فى الرأس أو ثابت فى مكان منها ولا يجدى معه الدواء
2 - زيادة عدد دقات القلب دون مجهود يذكر
3 - التخبط في الأقوال والأفعال والحركة
4 -التشنج والصرع من حين لأخر
5 - ففدان المريض التحكم في عضو من أعضاء جسمه أو ألم فى عضومن
أعضائه مع عجزالطب عن تشخيصه وعلاجه (كالصمم ،العمى،الخرس الشلل ، النزيف
6 - تنميل في القدمين واليدين يحس المريض كأن نملا يمشى على جسمه
7 - الشرودالذهني والخمول والكسل والبلادة والنسيان المستمر ، والوسوسة الدائمة والشك في كل شىء وعدم القدره على التركيز
8 - كراهية المنزل أو الزوجة أو الأبناء او النفس أو الأقارب
9 - الصدود عن ذكر الله والصلاة والشعور بضيق عند سماع القرأن والأ ذان مع أرتياح فى سماع الأغانى وإن كان يصلى فإنه يأتيه الشك فى الصلاة وعدم إدراك كم صلى أو شعوره بدوخة وزغللة تأتيه أثناء الصلاة او يشعر بالم في الصلاه أو بكاء او صراخ لا إرادي او ضحك .
10 - تناول الخموروالمسكرات والتدخين بشراهة
11 - الغضب الشديد والأ تيان بأشياء وأفعال وحركات غير معتادة من قبل
12 - الضيق والأكتئاب والحزن الدائم والأختناق
13 - حب القذارة وإطالة الشعر والأظافر والجلوس لمدة طريلة في الحمامات والخرابات واماكن النجاسات والقاذورات
14- الانفراد والعزلة عن الناس .
15 - رؤية أشياء غريبة فى اليقظة كأن يرى أشباحا أو ثعابين أو غيرها من الحيوانات أو يرى أشخاصا أويسمع أصوات اجراس ،أوصفيرأونحوذلك
16-الرغبة في زيارة اضرحة وقبورالأولياء،والشغف بسماع شرائط الغناء الصوفى

فتى حرب
2010-03-15, 09:51 PM
الوقاية من المس الشيطانى
·أولا: المحافظة علي الصلاة والالتزام بأمور الشرع
· ثانيا: المحافظة علي الأذكار القرآنية والنبوية ففيهما الوقاية والتحصين ضد الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) فالشيطان وجنوده أقرب ممن هو بعيد عن ذكر الله تبارك وتعالي بالنص الشريف (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )
وفي الصحيحين عن أي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم "يعقد الشيطان علي قافية رأس أحدكم إذا هونام ثلاث عقد يضرب علي كل عقدة مكانها عليك بنوم طويل فارقد فأن استيقظ فذكر الله تعالي انحلت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فأن صلي انحلت عقدة فاصبح نشيطا طيب النفس والاأصبح خبيث النفس كسلان
واخرج الترمذي عن الحارث الأشعري ان النبي صلي الله عليه وسلم قال إن الله أمر يحيي بن زكريا بخمس كلمات فذكر الحديث بطوله وفيه : وأمركم ان تذكروا الله فأن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى أتى إلي حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان الإبذكر الله
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن في صفة بالمدينة فقام علينا فقال إني رأيت البارحة عجبا فذكر الحديث بطوله وفيه"ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فطير الشياطين عنه
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم من قال يعني إذا خرج من بيته- بسم الله توكلت علي الله لاحول ولاقوة الإبالله يقال له: كفيت وهديت ووقيت وتنحي عنه الشيطان فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي و وقي ؟ ثالثا: الاستعاذة قبل دخول الخلاء (دورة المياه- الحمام- المرحاض)
وذلك لأن أماكن النجاسات كالحمامات والمقابر تأوي إليها الشياطين وكان من هديه صلي الله عليه وسلم أنه كان قبل أن يدخل الخلاء يقول :" اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ووفي رواية بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث والخبث : ذكور الجن والخبائث : إناثهم
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتي أحدكم الخلاء فليقل :أعوذ بالله من الخبث والخبائث
·رابعا : عدم الكلام أو الصراخ أو الغناء في دورات المياه الحمامات
ففي المسند عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لايخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفان عورتهما يتحدثان فإن الله
يمقت علي ذلك
تسكنها الجن والشياطين والصراخ والغناء في مثل هذه الأماكن يؤذي ساكنيها من الجن فتنتقم ممن يفعل ذلك . قال الإمام النووي رحمه الله : الذكر والكلام مكروه حال قضاء الحاجة سواء كان في الصحراء أو البينان وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام الإ كلام الضرورة حتي قال بعض أصحابنا : إذا عطس لايحمد الله تعالي ولا يشمت عاطسا ولايرد السلام ولا يجب المؤذن ويكون مقصرا لا يستحق جوابا والكلام بهذا كله مكروه كراهية تنزيه ولا يحرم فإن عطس فحمد الله تعالي بقلبه ولا يحرك لسانه فلا بأس
·خامسا : البسملة
وهي أن تقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بالذات عند دخول الأماكن المهجورة والمظلمة والصحاري وعند القفز من الأماكن المرتفعة وقبل إلقاء الماء الساخن في دورات المياه لأن هذا الماء قد يؤدي الجن فتنتقم من الإنس وكذا عند إلقاء حجر أو شيء ثقيل علي الأرض
·سادسا : عدم التبول في الجحور أو الشقوق
وذلك لأن الجن تسكن فيها ففي حديث قتادة عن عبد الله بن سرجس قال: نهي رسول الله صلي الله علية وسلم أن يبال في الجحر قالوا لقادة مايكره من البول في الجحر ؟ فقال: إنها مساكن الجن
·سابعا : لا تؤذ كلبا أو قطة ثعبانا أو حية في المنزل دون إنذار
لأن الجن تتشكل علي صور هذه الحيوانات كما تقدم

·ثامنا: تعوذ عند الجماع بما كان يتعوذ به النبي صلي الله علية وسلم
ففي الصحيح عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال: لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فأنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبدأ
قال ابن حجرقبل: أي لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد إن الذي بجامع ولايسمي يلتف الشيطان علي إحليله فيجامع معه وهذا أقرب الأجوبة أ.هـ
وقال الشوكاني قبل إن المراد بقوله لم يضره الشيطان أي : لم يصرعه
·تاسعا تعويذ الصبيان
قال أبو رافع : رأيت النبي صلي الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة وعن ابن عباس أن رسول الله صلي الله علية وسلم كان يعود الحسن والحسين قائلا أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة ويقول إن أباكما يعني إبراهيم عليه السلام كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق
·عاشرا منع الصبيان من اللعب والخروج بعد غروب الشمس مباشرة
لما في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم إذا كان جنح الليل أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم
قال الحافظ ابن حجر قال ابن الجوزي إنما خيف علي الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا والذكر يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به فلذلك خيف علي الصبيان في ذلك الوقت والحكمة في انتشارهم أي الشياطين حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار لأن الظلام أجمع للقوي الشيطانية من غيره وكذلك كل سواد ولهذا قال في حديث أبي ذر فما يقطع الصلاة قال الكلب الأسود شيطان انتهي كلامه رحمه الله

فتى حرب
2010-03-16, 07:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعريف الحسد
الحسد: هو تمني زوال نعمة الغير (نعمة المحسود) وإن لم يصر للحاسد مثلها ويعرف الحسد باسم العين أي الإصابة بالعين ويقال : رجل عائن أو معيان أو عيون أى شديد الإصابة بالعين

فتى حرب
2010-03-16, 07:57 PM
أسباب الحسد

ا لتعزز

وهو أن يثقل عليه أن يترفع عليه غيره . فإذا أصاب بعض أمثاله ولاية . أو علما،أو مالأ، خاف أن يتكبر عليه ، وهو لا يطيق تكبره ، ولا تسمح نفسه باحتمال صلفه وتفافخره عليه . وليس من غرضه أن يتكبر، بل غرضه أن يدفع كبره وحتى إذا قد رضي بمساواته مثلا، ولكن لا يرضى بالترفع عليه .
الكبر

وهو أن يكون في طبعه أن يتكبر عليه ، ويستصغره ويستخدمه ، ويتوقع منه الانقياد له ، والمتابعة في أغراضه ، فإذا نال نعمة خاف أن لا يحتمل تكبره ، ويترفع عن متابعته ، أو ربما يتشوف إلى مساواته ، أو إلى أن يرتفع عليه ، فيعود متكبرا عليه بعد أن كان متكبرا . ومن التكبر والتعزز كان حسد أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم سما إذ قالوا كيف يتقدم علينا غلام يتيم وكيف نطأطئ رؤوسنا فقالوا قولهم الذي ذكر في قوله تعالى : ملأ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على ر جل من القريتين عظيم أي كان لا يثقل علينا أن نتواضع له ، ونتبعه إذ كان عظيما . وقال تعالى يصف قول قريش : أهؤلاء من الله عليهم من بيننا
العجب

كما أخبر الله تعالى عن الأمم السالفة، إذ قالوا ، ذكر ذلك في قوله تعالى : قالوا ما أنتم إلا بشرمثلنا* وقالوا: نجد ذلك في قوله تعالى : فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون فتعجبوا من أن يفوز برتبة الرسالة، والوحي ، والقرب من الله تعالى ، بشر مثلهم فحسدوهم ، وأحبوا زوال النبوة عنهم ، جزعا أن يفضل عليهم من هو مثلهم في الخلقة . لا عن قصد تكبر، وطلب رياسة وتقدم ، أو سبب اخر من سائر الأسباب . وقالوا متعجبين - ذكر ذلك في قوله تعالى : أبعث الله بشررسولا وقالوا لولا أنزل علينا الملائكة وقال تعالىأو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم.
الخوف

من فوت المقاصد وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد ، فإن كل واحد يحسد صاحبه في كل نعمة تكون عونا له في الانفراد بمقصوده . ومن هذا الجنس تحاسد الضرات في التزاحم على مقاصد الزوجية . وتحاسد الإخوة على نيل المنزلة في قلب الأبوين ، للتوصل به إلى مقاصد الكرامة والمال . وكذلك تحاسد التلميذين بالنسبة للأستاذ الواحد على نيل المرتبة من قلب الأستاذ . وتحاسد ندماء الحاكم وخواصه في نيل المنزلة من قلبه ، للتوصل به إلى المال وا لجاه. وكذلك تحاسد الواعظين على أهل بلدة واحدة، إذا كان غرضهما نيل المال بالقبول عندهم . وكذلك تحاسد العالمين المتزاحمين على طائفة من المتفقهة محصورين ، إذ يطلب كل واحد منزلة في قلوبهم للتوصل بهم إلى أغراض له .
حب الرياسة وطلب الجاه لنفسه
من غير توصل به إلى مقصود. وذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون ، واذا غلب عليه حب الثناء، واستفزه الفرح بما يمدح به من أنه واحد دهره وفريد عصره في فنه ، وأنه لا نظير له ، فإنه لو سمع بنظير له في أقصى العالم لساءه ذلك ، وأحب موته ، أو زوال النعمة عنه ، التي بها يشاركه في المنزلة ،من شجاعةأو علم ، أو عبادة، أو صناعة ، أو جمال ، أو ثروة أوغير ذلك مما يتفرد هو به ، ويفرح بسبب تفرده . وليس السبب في هذا عداوة ، ولا تعززا ، ولا تكبرا على المحسود ، ولا خوفا من فوات مقصود؟ سوى محض الرياسة بدعوى الانفراد . وهذا وراء ما بين آحاد العلماء من طلب الجاه والمنزلة في قلوب الناس ، للتوصل إلى مقاصد سوى الرياسة وقد كان علماء اليهود ينكرون معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يؤمنون به ، خيفة من أن تبطل رياستهم واستتباعهم مهما نسخ علمهم .
خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى
، فإنك تجد من لا يششغل برياسة، وتكبر، ولا طلب مال ، إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله تعالى، فيما أنعم الله به عليه ، يشق ذلك عليه ، وإذا وصف له اضطراب أمور الناس ، وإدبارهم ، وفوات مقاصدهم ، وتنغص عيشهم ، فرح به . فهو أبدا يحب الإدبار لغيره ، ويبخل بنعمة الله على عباده ، كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزانته. ويقال : البخيل من يبخل بمال نفسه ، والشحيح هو الذي يبخل بمال غيره ، فهذا يبخل بنعمة الله تعالى على عباده الذين ليس بينه وبينهم عداوة ولا رابطة . وهذا ليس له سبب ظاهر إلا خبث في النفس ، ورذالة في الطبع . ومعالجة مثل هذا شديدةلأن الحسد الثابت بسائر الأسباب أسبابه عارضة يتصور زوالها فيطمع في إزالتها، وهذا أخبث في الجبلة، لا عن سبب عارض فتعسر إزالته ، إذ يستحيل في العادة إزالته . فهذه هي أسباب الحسد، وقد يجتمع بعض هذه الأسباب أو أكثرها أو جميعها في شخص واحد فيعظم فيه الحسد بذلك ، ويقوى قوة لا يقدر معها على الإخفاء والمجاملة، بل ينهتك حجاب المجاملة، وتظهر العداوة بالمكاشفة . وأكثر المحاسدات تجتمع فيها جملة من هذه الأسباب وقلما يتجرد سبب واحد منها .

فتى حرب
2010-03-16, 07:59 PM
دليل الحسد من القرآن والسنة
ولايمكن أن ننكر الحسد فقد ذكره الله تبارك وتعالي في خمسه مواضع من القرآن الكريم كما صحت الأحاديث فيه عن المعصوم صلي الله علية وسلم ومنها
قال رسول الله صلي الله علية وسلم " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين "
وعن سهل بن حنيف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخوار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعه وهو يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولاجلد مخياة !! فلبط سهل فأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله هل لك ما يرفع رأسه وما يفيق قال:" هل تتهمون فيه أحد؟" قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعه فدعا رسول الله صلي الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال:" عدام يقتل أحدكم أخاه هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت(ثم قال له " أغتسل له" فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله ثم يكفي القدح وراءه ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس
وروى البزار عن جابر بن عبد الله أن رسول اله صلي الله عليه وسلم قال:"أكثر من يموت من آمتي بعد كتاب وقضائه وقدره بالأنفس "قال البزار يعني بالعين وقالت أسماء بنت عميس للنبي صلي اله عليه وسلم يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفاسترقي لهم؟ قال:" نعم فلو كان في يسبق القدر لسبقته العين"
العلم الحديث يثبت الحسد
لقد تكلم العلماء في عصرنا عن أشعة غير مرئية تخرج من عين الحاسد فتصيب من يحسدهوآخر ما أمكن للعلم أن يصل إليه في هذا الشأن ما أعلنته الجامعات ومعاهد العلم من أن العين تخرج منها أشعة تستطيع التأثير عن بعد في الماديات
وعقلاء الأمم علي اختلاف مذلهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولاتنكره فقالت طائفة إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعثت من عينه قوه سمية تتصل بالمعين(المحسود) فيتضرر
وقد ذكرنا في موضع سابق كيف أصيب الشيخ أحمد القطان بالحسد حتى فقد صوته تماما فتأمل

فتى حرب
2010-03-16, 08:01 PM
حسد الجن للأنس

صح عن أم سلمة أن النبي صلي الله عليه وسلم رأى بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: " استرقوا لها فإن بها النظرة"
قال الحسين بن مسعود الفاء (البغوي) : وقوله: سفعة أي نظرة يعني من الجن يقول بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسته الرماح
قال ابن القيم: العين عينان : عين إنسية وعين جنية
قلت: ويؤيده حديث أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن أدم"
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله علية وسلم يتعوذ من اعين الجن وأعين الإنس ولولا ظان الجن تصيب الإنسان بالعين لما تعود النبي
صلي الله علية وسلم منها… والجن تنظر إلي عورة وجسم الإنسان إذا دخل الحمام (المرحاض- الكنيف) أو عندما يبدل ثيابه فتصيبه بالعين كما جاء في الحديث

فتى حرب
2010-03-16, 08:02 PM
الوقاية من حسد الجن
في حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم " ستر مابين أعين الجن وعورات بني أدم إذا وضعوا ثيابهم أن يقولوا: بسم لله "
وفي رواية عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "ستر ما بين الجن وعورات بني آدم دخل الكنيفأن يقول : بسم الله "
الوقاية من الحسد عموما
وذلك بمايلي
1-التحصن والتعوذ بالتحصينات والأدعية القرآنية والنبوية الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه:
عن سعيد بن حكيم رضي الله عنه قال : كان النبي صلي الله علية وسلم إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال:" اللهم بارك فيه ولا تضره" وقد قدمنا قول النبي صلي الله علية وسلم لعامر بن ربيعة:" هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت؟" وفي رواية" إذا رأى أحدكم مايعجبة في نفسه أو ماله فليبرك عليه
نقول للنساء: ستر المحاسن بارتداء اللياس الشرعي الذي يستر الجسد يدفع نظرات الذئاب الآدمية وسمومها .

فتى حرب
2010-03-16, 08:03 PM
علاج المحسود
1-يرقي المحسود نفسه صباحا ومساءا لمدة ثلاثة أيام بالتعوذات القرآنية التالية:
الفاتحة- أية الكرسي- أخر سورة البقرة- الإخلاص- المعوذتين بالإضافة التحصينات النبوية المذكورة اغتسال المحسود بماء غسل الحاسد وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد علي وجه التعيين .
وقد قدمنا حديث سهل حنيف رضي الله عنه وكيف النبي صلي الله علية وسلم أمر الحاسد بالاغتسال فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وأطراف رجليه وداخله إزاره ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل علي رأسه وظهره من خلفه ثم يكفا القدح وراءه
وأحسن شئ في تفسير الاغتسال ما وصفه الزهري قال: يؤتي بقدح من ماء ثم يصب الحاسد بيده اليسرى علي كفه اليمني ثم يكفه اليمني علي كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها علي مرفق يده اليمني ثم بيده اليمني علي مرفق يده اليسرى ثم يغسل قدمه اليمني ثم يدخل يده اليمني فيغسل قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليمني فيغسل الركبتين ثم يأخذ داخله إزاره فيصب علي رأسه صبة واحدة ولا يضع القدح حتى يفرغ وان يصب من خلفه صبة واحدة يجرى علي جسده ولا يوضع القدح في الأرض أثناء الاغتسال ويغسل أطرافه وركبتيه وداخلة إزاره في القدح

فتى حرب
2010-03-16, 08:04 PM
رقية عجيبة في علاج الحسد
ومن الرقي التي ترد العين ماذكر عن أبي عبد الله الساجي وكان مجاب الدعوة وله آيات وكرامات بينما كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو علي ناقة فارهة وكان في الرفقة رجل عائن فما نظر إلي شئ الإأتلفه وأسقطه!! فقيل لأبي عبد الله : أحفظ ناقتك من العائن فقالك ليس له إلي ناقتي سبيل فأخبر العائن بقوله فتحين غيبة أبي عبد الله فجاء إلي رجله فنظر إلي الناقة فاضطربت وسقطت أبو عبد اله فقيل له: إن هذا العائن قد عان ناقتك وهي كما تراها تضطرب فقال: دلوني عليه فدل عليه فوقف عليه وقال بسم الله حبس حابس وحجر يابس وشهاب قابس رددت عين العائن عليه وعلي أحب الناس إليه في كلوتيه رشيق وفي ماله بليق (فارجع البصر هل تري من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لابأس بها

فتى حرب
2010-03-16, 08:06 PM
ثلاثة أمور تتعلق بعلاج المحسود
أولا: مشروعية رقية المحسود
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله صلي الله علية وسلم – أو أمر-أن يسترقي من العين
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلي الله علية وسلم قال لأسماء بنت عميس: "مالي أري أجسام بني أخي ضارعة؟- أى نحيفة- تصيبهم الحاجة؟! " قالت:لا ولكن العين تسرع إليهم قال:"ارقيهم
لايجوز شرعا تعليق التمانم والاحجبة للوقاية من الحسد
اعتاد الكثيرون والكثيرات من الجهلة تعليق خرزة زرقاء أو حدوة حصان أو فردة حذاء أو أجراس أو قرون وعظام الحيوانات …. إلخ
ويتم تعليق هذه الأشياء علي الآدميين او المنازل أو السيارات والممتلكات للوقاية من الحسد
(العين) وهذا لا يجوز شرعا لأنها من التمانم المنهي عنها ففي الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه انه كان رسول الله في بعض أسفاره فأرسل لرسوله أن لاييقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت فقد كان أهل الجاهلية يعلقون أوتارا علي الدواب اعتقادا منهم أنها تدفع العين عن الدابة
ثالثا : لا يجوز التبخر بالشب والأعشاب والأوراق للوقاية أو العلاج من الحسد :
في الفتوي رقم (4393) بتاريخ 25/2/1402 هـ سئل الشيخ ابن باز: هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب او الأوراق وذلك لمن أصيب بالعين؟فأجاب: لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم علي الشفاء وأنما يعالج ذلك بالرقي الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة

فتى حرب
2010-03-19, 01:50 AM
"تحصينات الإنسان من السحر والحسد والجان "
أولا: التحصينات القرآنية :
وهي الآيات والسور التي في حديث الرقبة وغير ذلك من الآيات التي ذكرت في أحاديث أخرى وإليك تفصيلها
(1)الفاتحة :
(بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين))
(2)أربع آيات من أول البقرة :
(ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون)
(3)والآيات :
(وإلهكم إله واحد لإإله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) (724)
(4)آية الكرسي وآيتان بعدها:
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلي الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)
(5)خواتيم البقرة :
(لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين )
(6)سورتا البقرة وآل عمران :
وفي فضلهما :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلي الله علية وسلم يقول:" لا تجعلوا بيوتكم قبورا فأن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان"
وعن أبي أمامه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم يقول:" اقرءوا القرآن فأنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران فأنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان- أو كأنهما غيابتان – أو كأنهما فرقان من طير صواف بحاجات عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فأن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"
قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلة": السحرة
(7)ومن سورة آل عمران :
( شهد الله انه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام)
(8)ومن سورة الأعراف :
(إن ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين .أدعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين)
(9)آخر سورة المؤمنون :
( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالي الله الملك الحق لا إله إلآ هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)
(10)العشر آيات الآولي من سورة الصافات
( والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلي ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب)
(11)أول سورة غافر:
(حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير )
(12)من سورة الرحمن :
( يا معشر الجن والأنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)
(13)آخر سورة الحشر :
( لو أنزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهمين العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسني يسبح له مافي السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )
(14)ثلاث من أول سورة الجن :
(قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلي الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وانه تعالي جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا)
(15)الإخلاص والمعوذتان :
( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) ( ثلاث مرات)
(قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد) (ثلاث مرات)
(قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس) (قرأ ثلاث مرات)

فتى حرب
2010-03-19, 01:52 AM
ثانيا : التحصينات النبوية:
·أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
·أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
·بسم الله توكلت علي الله لاحول ولاقوة إلإ بالله
·أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (ثلاث مرات)
·أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
·أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شرفتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار الطارق يطرق بخير يارحمن
·أعوذ بكلمات الله التامات من غضبة وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يضرون
·اللهم أني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف ألما ثم والمغرم اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك سبحانك وبحمدك
·أعوذ بوجه الله العظيم الذي لاشيء أعظم منه وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولافاجر وبأسماء الله الحسني كلها ما علمت منها ومالم اعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر كل ذي شر لا أطبق شره ومن شر كل ذي شر أنت خذ بناصيته إن ربي علي صراط مستقيم
·اللهم أنت ربي لا إله أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن ولاحول ولاقوة إلا بالله أعلم أن الله علي كل شئ قدير وان الله قد أحاط بكل شئ علما أحصي كل شئ عدا اللهم أني أعوذ بك من شر نفسي وشر شيطان وشركه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم
·تحصنت بالله الذي لاإله إلا هو إلهي وإله كل شئ واعتصمت بربي ورب كل شيء وتوكلت علي الحي الذي لا يموت واستدفعت الشر بلا حول ولاقوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الرب من العباد حسبي الخالق من المخلوق حسبي الرازق من المرزوق حسبي الله هو حسبي حسبي الذي بيده ملكوت كل شئ هو يجير ولإيجار عليه حسبي الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
·بسم الله أصبحنا (أو أمسينا) (*) بالله الذى ليس منه شىء ممتنع وبعزة الله التي لاترام ولاتضام وبسلطان الله المنبع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ومن شر شياطين الأنس والجن ومن شر كل معلن أو مسر ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر إبليس وجنوده ومن شر كل دابه أنت آخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفي شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي
·لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير (مائة مرة يوميا)
·لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد بيده الخير يحيى ويميت وهو علي كل شئ قدير (عشر مرات بعد صلاة المغرب وعشر مرات بعد صلاة الصبح)
·أمنت بالله العلي العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى (ثلاث مرات في الصباح ومثلها في المساء)
·لأصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله ولاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير رب أسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده رب أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر يقال في الصباح وفي المساء
·أصبحنا علي فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلي دين نبينا محمد صلي الله علية وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (ثلاث مرات في الصباح ومثلها في المساء )
·اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور (يقال في الصباح ثلاث مرات)
·اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور (يقال في المساء ثلاث مرات)
·اللهم مأصبح بى من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر (ثلاث مرات في الصباح ومثلها في المساء)
·اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت لا إله إلا أنت وان محمدا عبدك ورسولك (أ{بع مرات في الصباح ومثلها في المساء)
·اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترب علي نفسى سوءا أو أجره إلي مسلم
·بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولافي السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات في الصباح ومثلها في المساء )
·رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله علية وسلم نبيا ورسولا (ثلاث مرات في الصباح ومثلها في المساء )
·يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك (ثلاث مرات9
·ياحى يا قيوم برحمتك أستغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني إلي نفسي طرفه عين (ثلاث مرات)
·حسبي الله لاإله إلا هوعليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات)
·اللهم أنا نعو1 بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه (ثلاث مرات)
·سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته (ثلاث مرات)
·اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم أني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي أهلي ومالي اللهم استر عوراتي أمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلقي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي
·اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (ثلاث مرات)
·اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوه لك بنعمتك علي وأبوه بذنبى فاغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
·اللهم أنت ربى لاإله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم
·أعوذ بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفوا أحد

فتى حرب
2010-04-07, 10:37 PM
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
تحية طيبة وبعد
اليوم موضوعنا عن
حسن الظن باللة
وحسن الظن بالناس

فتى حرب
2010-04-07, 10:40 PM
ح ـــــسن الظن بالله شيئ لم اتوقعهـ ..!!}

--------------------------------------------------------------------------------

بســــــــــم الله الرحمن الرحيمـ ,,



اتمنـــــــى احبائي ان تقرؤا الموضوع بتمعن فهو شديد الجمآآل ..


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .


تخريج الحديث
رواه البخاري و مسلم .
منزلة الحديث


هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات .



حسن الظن بالله
بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال الأول :
{وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع }
وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .






وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }(آل عمران 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين : {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء }( الفتح 6) .


والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه .



فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب , ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح .



ما معنى حُسن الظن بالله ؟
معنى حُسن الظن بالله عَزَّ و جَلَّ هو إعتماد الإنسان المؤمن على ربِّه في أموره كلها ، و يقينه الكامل و ثقته التامة بوعد الله و وعيده ، و إطمئنانه بما عند الله ، و عدم الإتكال المُطلق على تدبير نفسه و ما يقوم به من أعمال
هذا و إن حُسن الظن بالله المصحوب بالعمل الصالح هو السبب القوي و الركن الوثيق الذي يجب على الإنسان أن يتوجَّه إليه و يجعله وسيلةً للحصول على خير الدنيا و الآخرة .


أشاره!!!


قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له. كما قال الحسن البصري: ( إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل )





أخيراً **
هناك مقوله أكثر من رائعه قالها الشيخ صالح المغامسي :من حٌسن الظن بالله أن تعلم
بأن الله لا يضيع من لجأ إليــــــه


حسن الظن بالله : فضله وآثاره
فضيلة الشيخ/ صالح بن عواد المغامسيـ ..

فتى حرب
2010-04-07, 10:56 PM
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.

إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".

وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.

من الأسباب المعينة على حُسن الظن:

هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:

1) الدعاء:

فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.

2) إنزال النفس منزلة الغير:

فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].

3) حمل الكلام على أحسن المحامل:

هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".

وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

4) التماس الأعذار للآخرين:

فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.

وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.

إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

5) تجنب الحكم على النيات:

وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.

6) استحضار آفات سوء الظن:

فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].

وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].

إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.

رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين.

ابو حمد
2010-04-07, 11:01 PM
احسنت وبارك الله فيك موضوع رائع ومفيد..
ابو حمد،،

كمال البدور
2010-04-13, 08:57 AM
بارك الله فيك اخي على طرح هذا الموضوع
وقد اجملت ووفيت في كلامك .
ويكفي ان طاعة الوالدين مرتبطه بطاعة الله عز وجل .
وتقبل مروري

فتى حرب
2010-04-18, 09:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قيام الليل


الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

قيام الليل في القرآن

قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !!

يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ

قيام الليل في السنة

أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

وقال : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].

وقال : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].

قيام النبي صلى الله عليه وسلم

أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ } [متفق عليه].
وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:

وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

وعن حذيفة قال: { صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].
وعن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].
قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده ).

قيام الليل في حياة السلف

قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).

وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.

وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!

وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!

طبقات السلف في قيام الليل

قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : { أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه } [متفق عليه].
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: { إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }.

الأسباب الميسِّرة لقيام الليل

ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل:فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.

وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.

قيام رمضان

قيام رمضان هو صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر.قال الحافظ ابن رجب: ( واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب ).
وقال الشيخ ابن عثيمين: ( وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها، لقول النبي : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه] وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخره، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها ).

وتشرع صلاة التراويح جماعة في المساجد، وكان النبي أول من سنّ الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خشية أن تُفرض على أمته، فلما لحق رسول الله بجوار ربه، واستقرت الشريعة؛ زالت الخشية، وبقيت مشروعية صلاتها جماعة قائمة.
وعلى المسلمين الاهتمام بهذه الصلاة وأداؤها كاملة، والصبر على ذلك لله عز وجل.
قال الشيخ ابن عثيمين: ( ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله ).
ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن. ولكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً ولا مبدية زينة.
والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال، وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: { كان النبي إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم. قالت: نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال } [رواه البخاري].

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فتى حرب
2010-06-11, 10:20 PM
عدنا لكم
بوضوع يتعلق عن الانترنت

وقفات مع.. الحب عبر الانترنت



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه من بعده، وبعد:


إن قضية الحب على الانترنت من المحاور الهامة التي تهم كل مستخدم على الانترنت وهي قضية يكثر الحديث عنها وعن كنهها وما يصلح وما لا يصلح، ونريد قبل الدخول إلى الموضوع أن نوضح مسلمات الموضوع.


مقدمة


قال الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) (النور:30-31) .

وإن لم يكن ذلك ما هي النتيجة يقول تعالى: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية63) .


فالأساس في تشكيل فكر المسلم وتكوين وجدانه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مؤكداً في الحديث (إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوه) أي ليس به غفلة ولا يحبُ سفاسف الأمور. والفتاة التي ليس لها ما يسمى بالعلاقات العاطفية في ضوء الكتاب والسنة هي أرقى وأجمل وأعظم فتاة؛ذلك لأنها غضت بصرها وصانت فرجها والتزمت عفتها؛ فهي من الذين يحبهم الله ورسوله.


مدخل


إنما نتحدث عن ثقافات معاصرة بُنِيتْ على أساس إعلامي فاسد، يقلب المسميات عن حقائقها، فالظلم حق و الإجرام والفجور فتوة، والتبذل والتفسخ حرية، والرذيلة فناً، والربا فائدة، وأم الخبائث مشروباً روحياً، والانحلال حضارة، ألا ساء ما يفترون، ومن وسائل نشر تلك الثقافات الإنترنت، وفيه حدّث ولا حرج، و ما نحن بصدد الحديث عنه هو الحب عبر هذه الشبكة التي يغشيها الخداع و الأوهام



ما المقصود بالحب


لو خضنا في تعاريفه لوجدنا اختلافاً كثيراً وذلك حسب اختلاف وجهات النظر إليه هل الحب وهم نصنعه لتستمر الحياة كما نحلم أم هو فطرة بداخل كل دابة؟! ولو كانَ كذلك لماذا نسيّره حسب الأهواء و نجد له ضوابط؟!


فإن عرفنا ما هو الحب، يمكننا آنذاك الحديث عن جدوى الحب عن طريق الانترنت من عدمه، وما نهاية هذا الحب وبماذا تتصل حباله هل هي متينة أم واهية كخيط العنكبوت ومتى نبحث عن هذا الحب؟ وكيف؟


إن الإسلام حرم كل ما يثير الشهوة والغريزة، وأمر بالمحافظة عليها وادّخارها لوقتها، ولمن يستحقها ويقدرها ويحافظ عليها، بدلاً من إتاحتها للغادي والرائح؛ ليتلاعبوا فيها فيدمروا هذه المشاعر وتلك العواطف النبيلة..


ولذلك رسم الإسلام حدودًا آمنة للشخصية الإسلامية ذكرًا كان أو أنثى، ومع هذا لم يصادر العواطف أو يمنع المشاعر؛ وإنما هذبها بآداب ربانية تجعل هذه المشاعر والعواطف عنصرًا من عناصر البناء الإيماني للمسلم بدلاً من أن تكون عنصر هدم لحياة الإنسان حيث جعل الله الخالق العليم سبلاً آمنة لإرواء الغرائز، وإشباعها في حلال فشرع الزواج وأمر بتيسيره، ومهد لذلك بالخطبة صيانة ورعاية وحماية لعواطف ومشاعر الذكر والأنثى. فهل نستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير؟!


فالحبُّ على الإنترنت يبدأ بمجرد إعجابٍ شخصي مجهول ومن ثمّ: (الحب العذري- أعرفها كي أتزوجها- أريد التعرف عليه/عليها أكثر- إنها صداقة بريئة- نتعاون في العمل...) مداخل يتخذها الشباب والفتيات مع إدراكهما بكل تأكيد صعوبة أو استحالة الارتباط الحلال بينهما لموانع ظاهرة معلومة، وقد يكون الأمر أعظم فتزداد العلاقة وتقترب المسافات ويقع المحضور ولنفترض فرضا أنهما وفقا للزواج ولهما سوابق كيف تكون الحياة وكلٌ يقول للآخر أنت لا تعرف الحق ولا تعمل به؟!

فإذا كان هناك ذئاب بشرية لا ترحم و لا تعرف الوفاء فإنّ هناك أغنام بشرية تعرّض نفسها للذئاب وحينها نقول ( ألقاه في اليمّ ثمّ قال له إياك ثمّ إياكَ أن تبتلّ بالماءِ)



ثمّ ماذا


ولو منحنا أنفسنا لحظة تفكير ونظرةً بعيدة إلى مابعد الحب، فالعاقل من نظر في العواقب نظرة المراقب، فمن مخلفات الحب الخاوي الطبيعية حرقة قلبٍ، سهر ليلٍ, وجع رأس، وربما جنونٌ وعواقبُ أخرى وخيمة..



عاتبتُ نفسيَ لمّا رأيتُ جسمي نحيلا *** فقال قلبي لطرفي قد كنتَ أنتَ الرسولا

وقال طرفي لقلبي بلْ كنتَ أنتَ الدليلا *** فقلتُ كفّا جميعاً تركتماني قتيلا

وإذا كانت هذه الأمور مهْلَكة للإنسان فكيف نلقي بأنفسنا فيها والله تعالى يقول ( وَلَاْ تُلْقُوْ بِأَيْدِيْكُمْ إِلَىْ اْلْتَهْلُكَةْ )

وضحايا الحب كُثُرْ ومن الحق والعدل والعقل أن نعتبر بغيرنا فالعاقل من اتعظ بغيره.



تساؤلات


لماذا يلجأ البعض إلى تبادل العواطف مع من لا يعرفهم عبر الشبكة؟! وربما لا يعرف أهو من جنسه أم يتقمص ذلك لأغراض شخصية فبعض الناس ينخدع في الصوت أهو صوت إمرأة أم لا (كالخداع في المكالمات الهاتفية)

والخداع في الكتابة أسهل عبر الإنترنت. كونه أداة مجهولة للطرف الآخر.. فالجميع فيها يلعبون ألعاب خطرة إلا ما ندر.


وقد يلجأ البعض إلى تبادل العواطف عبر الشبكة لعدة أسباب في مقدمتها عدم القدرة على القيام بمثل هذه العلاقات في عالم الواقع إما على خلفية الخجل أو عدم توافر الإمكانية الاجتماعية أو من باب الفضول واستكشاف هذا العالم الجديد.

ويبقى أن الحب عبر الإنترنت يظل ناقصا ومفتقدا لأهم جوانبه إلا وهو التحقق في عالم الواقع. والحب مرهون بالصدق ومحصور في إطار الشرع.



لكن أحياناً يكون الخيال أجمل من الواقع.. نعم يكون كذلك لكن عندَ من لا قيمة له في الواقع فيستبدل الذي هو أدنى.

ويصعبُ علينا أحياناً معرفة أشخاص نراهم ونقابلهم في الواقع ولا تتضح لنا حقائقهم. هذا في حق من نراه ونقابله فما هو الحق فيمن لا نراه ولا نقابله.

فنتخبط ذات اليمين وذات الشمال ونخرج صفراً وربما - !




فصل

بَقِيَ لنا أن نعرف ما هو الواجب بقدر ما نعرف ما هو المحظور فنتعامل مع الأمور بما تستحق وعلينا أن نعرف أنّ الإنترنت إنما هو وسيلة لمعرفة كل ماهو جديد لا وسيلة هدمٍ لكل ما هو حميد.

وأن نعرف أن الشبكة سلاح ذو حدين إما وسيلة نجاح وإما إلى التهلكة وإنما يقرر ذلك من كان له عقلٌ سليم وقلبٌ حكيم.

برق تمير
2010-06-11, 11:08 PM
جزاك الله خير يافتى حرب...

والله يعطيك العاااااااااااافية

اليهيبي
2010-06-12, 02:56 AM
الله يعطيك العافيه

يافتا الوست

وياليت نجتهد لكي يستمر هذا الموضوع المفيد



شكرالك