محب الغيث
2010-01-23, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة طويلة أوشك قمرها الملثم بالغيوم على الغروب
وكاد صباحها أن يتنفس معلناً بدء الشروق
مكتسي بردته الحمراء قد أحاط به الصقيع
وعلى ماء بحر الهوى المهيب المغطى بالضباب
بات قلبي ليلته تلك بعد ما عزم خوض أمواجه وتحدي الصعاب
لم يثني عزمه صغر سنه وكثرة جهله بما يريد
فقرر الخوض فيه متجاهلا للعقل كل نداء
وبعد كل هذا العناء
في ليله جالت فيها أشباح الحيرة
وعلت أصوات طبول الفزع بعد إرهاب الصمت الطويل
خرجت سفينة من خلف الضباب
ففرح القلب التائه فرحاً يشوبه الخوف من المجهول
فإذا السفينة كأنها صنعت من قوالب الفزع
وكأن أشرعتها نسجت من الإيهام و الغموض
تسيّرها رياح الشك والريب
اقتربت فإذا قرصانها قلبك القاسي
وبحارته الغلاظ هم
جفاك
وصدودك
وعنادك
وتجاهلك
وكان أسيرك في هذه المرة قلبي الذي غلبت عليه الحداثة والجهل
فتعلق بسفينتك قهراً دون إختيارلإنها كانت عنده أمل النجاة
وكان قدره أن يقع ضحية أحد قراصنة القلوب
فما إن تعلق بالطوق واعتلى سفينتك
أمرت جندك فشدوا عليه الوثاق
وقيدوه بقيود العشق المؤلمة
وسلاسل الشوق المُثْقِلة
وزجّو به في قعر سفينتك ليطبق عليه ظلام الانتظار
يسومونه سوء العذاب بأسياط الغيرة المرعبة
التي تهوي على ظهره كأنها ألسنه الثعابين
فيصرخ من ألمها
فيتحدرعرقه من الجبين شاهداً على شدة البلاء
عاظاً على شفتيه
شاخصاً بصره إلى السماء متصبراً بالرجاء
ثم يطرق الرأس ينظر إلى القيود
متعزياً فإذا هي قيود هواك
فيبتسم مع شدة الألم الذي طغت عليه أنهار الحب ورذاذ الوفا
فذاب فيها مضمحلاً ليحل محله السرور
ثم يصرخ قائلاً :
لا ، لا أريدك أن تفك القيود أبداً
بل شد الوثاق
ولكن ءأمر بحارتك فليحسنوا إلى الأسير
فجنايته أنك اول من رأى
ولأنه خاض غماربحرالهوى وهو لا يزال صغير .
كتبه ابو جهاد
محب الغيث - المعرف الاجتماعي والادبي - هاجس القلم
في ليلة طويلة أوشك قمرها الملثم بالغيوم على الغروب
وكاد صباحها أن يتنفس معلناً بدء الشروق
مكتسي بردته الحمراء قد أحاط به الصقيع
وعلى ماء بحر الهوى المهيب المغطى بالضباب
بات قلبي ليلته تلك بعد ما عزم خوض أمواجه وتحدي الصعاب
لم يثني عزمه صغر سنه وكثرة جهله بما يريد
فقرر الخوض فيه متجاهلا للعقل كل نداء
وبعد كل هذا العناء
في ليله جالت فيها أشباح الحيرة
وعلت أصوات طبول الفزع بعد إرهاب الصمت الطويل
خرجت سفينة من خلف الضباب
ففرح القلب التائه فرحاً يشوبه الخوف من المجهول
فإذا السفينة كأنها صنعت من قوالب الفزع
وكأن أشرعتها نسجت من الإيهام و الغموض
تسيّرها رياح الشك والريب
اقتربت فإذا قرصانها قلبك القاسي
وبحارته الغلاظ هم
جفاك
وصدودك
وعنادك
وتجاهلك
وكان أسيرك في هذه المرة قلبي الذي غلبت عليه الحداثة والجهل
فتعلق بسفينتك قهراً دون إختيارلإنها كانت عنده أمل النجاة
وكان قدره أن يقع ضحية أحد قراصنة القلوب
فما إن تعلق بالطوق واعتلى سفينتك
أمرت جندك فشدوا عليه الوثاق
وقيدوه بقيود العشق المؤلمة
وسلاسل الشوق المُثْقِلة
وزجّو به في قعر سفينتك ليطبق عليه ظلام الانتظار
يسومونه سوء العذاب بأسياط الغيرة المرعبة
التي تهوي على ظهره كأنها ألسنه الثعابين
فيصرخ من ألمها
فيتحدرعرقه من الجبين شاهداً على شدة البلاء
عاظاً على شفتيه
شاخصاً بصره إلى السماء متصبراً بالرجاء
ثم يطرق الرأس ينظر إلى القيود
متعزياً فإذا هي قيود هواك
فيبتسم مع شدة الألم الذي طغت عليه أنهار الحب ورذاذ الوفا
فذاب فيها مضمحلاً ليحل محله السرور
ثم يصرخ قائلاً :
لا ، لا أريدك أن تفك القيود أبداً
بل شد الوثاق
ولكن ءأمر بحارتك فليحسنوا إلى الأسير
فجنايته أنك اول من رأى
ولأنه خاض غماربحرالهوى وهو لا يزال صغير .
كتبه ابو جهاد
محب الغيث - المعرف الاجتماعي والادبي - هاجس القلم