تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وفي المحن منح


أحمد الحربي
2010-01-03, 12:30 AM
امتحن الله بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بمحن عديدة في هذا العام المنسلخة أيامه ولياليه فمن زلزال العيص وما جاورها وما يحصل من مناوشات مع الأفاكين الضلال الفئة الحوثية في حدودها الجنوبية وأخيرا ما حل بأهل جدة من دمار اثر تلك السيول الطامة والأمطار الغزيرة والتي داهمتها على حين
غرة في يوم التروية الثامن من ذي الحجة وهذه كلها نوازل ومصائب تبعث في النفس الأسى والحزن 00ولكن عندما نتأمل في هذه المحن فإننا نلحظ ما فيها من منح وقد بين الله تعالى انه قد يكره الإنسان شيئا ويكون فيه خير كثير قال الله ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ومن هذه المنح ما يلي :
• إن الله تعالى يبتلي من أحب من عباده ولذا يقول عليه الصلاة والسلام ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل )
• في المحن تمحيص للمؤمنين وتكفير للذنوب والآثام ففي الصحيحين عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه حتى الشوكة يشاكها )
• تعويد النفس على الصبر واحتساب الأجر من الله تعالى قال تعالى :
( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) قال علقمة وجماعة من المفسرين هي المصائب تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم 0
وقال تعالى ( ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
• المراجعات وتصحيح المسار والمحاسبة للذات فالله قد أعطى فرصة لمن نجت نفسه من الهلاك بالمراجعة والتأمل في حاله مع الله تعالى فيعجل بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى وشكره أن نجاه من الهلكة فيكون دافعا للاصطلاح مع الله والإقبال عليه
• محاسبة الآخرين على تقصيرهم وتفريطهم في حق المسلمين وهذه لمن ولاه الله أمر المسلمين وقد ترجم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هذا المبدأ حيث اصدر أمره لتقصي الحقائق في فاجعة جده ومحاسبة المسئولين المقصرين ومتابعة ما صرف من المليارات على البنية التحتية
• قد يمن الله على عباده بالخيرات عندما تحل المحن والنوازل وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وتخفيف النازلة عليهم فالأمطار التي قد تكون دمارا على قوم تكون رحمة لآخرين تروي البلاد والعباد وتنبت بها الأشجار والزروع والسيل الذي يكون وبالا على بعض الأرض ودمارا يكون فيه من الفوائد لأرض أخرى تنتفع بما يحمله من أسمدة وفوائد ومن الخيرات ما يحصل من تكافل بين الناس وتعاون وبذل للأموال والصدقات وتدفق الخيرات وقد رأينا كيف أن خادم الحرمين حفظه لما زار جازان أمر بإنشاء عشرة آلآف وحده سكنيه مجهزة تجهيزا حضاريا بمساجدها ومدارسها ومراكزها الصحية .
• في المحن تبرز المواقف الشجاعة والتعاون بين الناس والمسابقة في المساعدة والمؤازرة وطلب الأجر من الله وما يبذله أهل جده من إعمال تطوعيه خير برهان على ذلك وهو مبدأ إسلامي عظيم قال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وقال : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) وهكذا تصبح المحن منحا نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين وان يجنبنا الكوارث والمصائب انه ولي ذلك والقادر عليه .

موسى بن منصور عطية 15/12/2009

الزنبقي
2010-01-03, 04:53 AM
امين
http://dc01.arabsh.com/i/00060/vhwdhs9nh30q.gif