تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كتب وخطب من موقع الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله


aboanas
2006-11-30, 06:40 PM
أخبار خيرية ابن عثيمين
· معلومات عن مؤلفات فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله · نبذة مختصرة عن نشاط مؤسسة الشيخ في مجال مساعدة الفقراء · تنبية هام حول طباعة و بيع مؤلفات الشيخ غير معتمدة وغير موثقة · القيمة الاجمالية لجميع مؤلفات فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الصادرة حتى الأن · تحذير وتنبيه هامين للأوساط العلمية وجميع القراء الكرام · تقرير موجز عن خيرية ابن عثيمين لرجب 1427 · الآن بمؤسسة الشيخ - برنامج فتاوى نور على الدرب النصية · صدر حديثا كتاب شرح رياض الصالحين - المجلد السادس والأخير





English - الانجليزية

Explaining the fundamentals of faith
شرح أصول الإمان


- Explanation of Aayat al-Kursi
تفسير آية الكرسي




Fasting The Great Act Of Worship
الصيام


- Essential Rights
أمور دعت إليها الفطرة وأكدتها الشريعة




الفرنسية - Français

La Profession de Foi des Gens de la Sunna et du Consensus
عقيدة أهل السنة والجماعة


- A LA LUMIERE DU CORAN ET DE LA SUNNA AUTHENTIQUE
أصول الإيمان




Le viatique du Prédicateur musulman
زاد الداعية إلى الله


- Les divergences d'opinions entre les savants
الخلاف بين العلماء أسبابة وموقفنا منه




Uitleg van de pilaren van Imaan
ا


- o 60 INTERROGATIONS SUR LES MENSTRUES
60 سؤالاً في أخكام الحيض والنفاس




التاميلية -


شرح أصول الإيمان


-
أحكام الصيام





الزواج


-

البنغالية -


رسالة في الحجاب


-
حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة





صفة الحج والعمرة


-

المليبارية -


الدماء الطبيعية


-
نبذة في الصيام والتراويح وزكاة الفطر




الأردية


دور المرأة في اصلاح المجتمع


-
صفة الحج والعمرة




الهندية -


صفة الحج والعمرة


-

الفارسية



عقيده ي اهل سنت و جماعت



-




حقوق النشر والطبع © 1425هـ - 2004م مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Copyright © 1425 H. - 2004 AD Shaikh binothaimeen Charity . All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة إلا لمن أراد نسخه أو طبعه أو إستضافته لنشره مجاناً
[email protected]

الصلبوخي
2006-12-01, 08:29 AM
جزاك الله خير اخي الكريم ابوانس

الله لا يحرمك الأجر

تجدها على هذا الرابط

http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-i.shtml

كل الشكروالتقدير

محمد القحطاني
2006-12-01, 09:01 AM
بارك الله فيك الكريم

ولا حرمك الله اجر هذا العمل

لك كل شكر وتقدير

الطيار
2006-12-01, 10:14 AM
بارك الله بكم على الجهد في النشر والدعوه


الطيــــــــــــــار

هاوي بر
2006-12-01, 03:03 PM
مشكور والله يعطيك العافيه

على هذا الموضوع

الله لا يحرمك الاجر

aboanas
2006-12-01, 07:41 PM
اشكرك اخي الصلبوخي على الرد وملاحظتك باضافة الرابط الخاص بالموقع

زين الحلايا
2006-12-02, 11:59 AM
اثابك الله

aboanas
2006-12-03, 02:14 AM
التصنيف الرئيسي للمكتبة


01- شرح - أصول التفسير
أحكام القرآن الكريم
أصول في التفسير - الجزء الاول
أصول في التفسير - الجزء الثاني
من أحكام القرآن الكريم
مقدمة التفسير
القواعد الحسان في تفسير القرآن


02- شرح - التفسير
01-الفاتحة
02- البقرة
03- آل عمران
04-النساء
05-المائدة
06-الأنعام
18-الكهف
24-النور
27 - النمل
28- الـقـصص
29-العنكبوت
30-الروم
31 -لقمان
32- السجدة
33-الأحزاب
34-سبأ
35 - فاطر
36-يس
37-الصافات
38-ص
39-الزمر
40-غافر
41-فصلت
42- الشورى
51-الذاريات
52-الطور
53-النجم
54-القمر
55-الرحمن
56-الواقعة
57-الحديد
جزء عم


03- شرح - العقيدة
الميمية
التدمرية
الحموية
السفارية
الواسطية الجزء الأول
الواسطية الجزء الثاني
النونية
القواعد المثلى الجزء الأول
القواعد المثلى الجزء الثاني
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم
توحيد الأنبياء والمرسلين
عقيدة اهل السنة
كتاب التوحيد


04- شرح - مصطلح الحديث
البيقونية
نخبة الفكر الجزء الأول
نخبة الفكر الجزء الثاني


05- شرح - صحيح الإمام البخاري
01-بدء الوحي والإيمان والعلم
02-الوضوء والغسل والتيمم والحيض
03-الصلاة ومواقيتها
04-الآذان
05-الجمعة و العيدين والوتر والاستسقاء والكسوف
06سجود القرآن إلى سجود السهو
07-الزكاة
08-الحج
09-النكاح
10-فضائل القرآن
11-الطلاق
12-الأطعمة والأشربة والذبائح
13-المرضي والطب
14-اللباس
15-الإستئذان
16-الرقاق
17-الإيمان والنذور
18- الفرائض والحدود والمحاربين من اهل الكفر
19-استتابة المرتدين والمعاندين والتعبير
20-الفتن و الأحكا م
21-التمني والإعتصام بالكتاب والسنة
22-كتاب التوحيد
التعليق على كتاب الدعوات
الجنائز


06- شرح - صحيح الإمام مسلم
01-التعليق على كتاب الإيمان
02-الطها رة
03-الصلاة
04-المساجد ومواضع الصلاة
05-صلاة المسافرين وقصرها
06-الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف
07-الزكاة
08-الصيام
09-الحج
10-النكاح والرضاع والطلاق
11-الجهاد والسير والإمارة
البيوع


07- شرح - نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار
الدماء والحدود
الصلاة
الـنـفـقا ت
الإستسقاء والجنائز


08- شرح - بلوغ المرام من أدلة الأحكام
01-الطهارة الجزء الأول
02-الطهارة الجزء الثاني
03-الصلاة
04-الجنا ئز
05-الزكاة الجزء الأول
06-الزكا ة الجزء الثاني
07-الصيام الجزء الأول
08-الصيام الجزء الثاني
09-الحج
10-البيوع
11-النكاح
12-الطلاق
13-الديات ودعوى الدم
14-الحدود
15-الجهاد
16-الأطعمة والأشربة والذبائح الأضاحي الصيد العقيقة
17-الإيمان والنذور والقضاء
18-الجامع في الأدب والزهد والورع
19-الرضاع والنفقات
20-الشرح المختصر بعد صلاة العصر


09- شرح - رياض الصالحين
الشرح المختصر بعد صلاة العصر


10- شرح - عمدة الأحكام
التعليق على كتاب الصلاة
الحج
الطهارة


11- شرح - أصول الفقه
المنظومة في أصول الفقه
نظم الورقات
مختصر التحرير
الأصول من علم الأصول
القواعد والأصول
قواعد الأصول ومعاقد الفصول
قواعد ابن رجب


12- شرح - زاد المستقنع
01-الطهارة
02-الصلاة
03-الجنائز
04-الزكاة
05-الصيام
06-الجها د
07-البيوع
08-الوصايا
09-الفرائض
10-العتق
11-النكاح الجزء الأول
12-النكاح الجزء الثاني
13-الطلاق الجزء الأول
14-الطلاق الجزء الثاني
15-الجنايات
16-الحدود
17-شرح كتاب الأطعمة
18-الإيمان والقضاء
19-الحج الجزء الأول
20-الحج الجزء الثاني
21-شرح باب صفة الصلاة
22-كتاب الحج
23-الوقف الجزء الأول
24-الوقف والوصايا


13- شرح - الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل
مختصر فقه العبا دات
البيوع
البرهانية الجزء الثاني
البرهانية الجزء الأول
الحج
الصلاة والجنائز
الصيام
الزكاة
الطهارة


14- اللغة العربية
متن الآجرومية الجزء الأول
الآجرومية الجزء الثاني
البلاغة الجزء الأول
البلاغة الجزء الثاني
الدرة اليتيمية
الفية ابن مالك


15- الأدب
مقدمة المجموع
السياسة الشرعية
حلية طالب العلم
رسالة الإمام الشوكاني رفع الأساطين ـ 1417هـ


16- دروس الحرمين
دروس المسجد الحرام 1407 هـ
دروس المسجد الحرام 1408هـ
دروس المسجد الحرام 1409هـ
دروس المسجد الحرام 1410هـ
دروس المسجد الحرام 1411هـ
دروس المسجد الحرام 1412هـ
دروس المسجد الحرام 1413هـ
دروس المسجد الحرام 1414هـ
دروس المسجد الحرام 1415هـ
دروس المسجد الحرام 1416هـ
دروس المسجد الحرام 1417هـ
دروس المسجد الحرام 1418هـ
دروس المسجد الحرام 1419هـ
دروس المسجد الحرام 1420هـ
دروس المسجد الحرام 1421هـ
دروس المسجد النبوي


17- الفتاوى و اللقاءات
لقاءات الرياض الجزء الثاني
الأربعين النووية
الفتاوى الثلاثية الجزء الأول
الفتاوى الثلاثية الجزء الثاني
جلسات الحج - 1408هـ
جلسات رمضانية - 1410هـ
جلسات رمضانية - 1411هـ
جلسات رمضانية - 1412هـ
جلسات رمضانية - 1413هـ
جلسات رمضانية - 1414هـ
جلسات رمضانية - 1415هـ
جلسات رمضانية - 1416هـ
سلسلة لقاء البا ب المفتوح
سلسلة اللقاء الشهري
سؤال من حاج - 1407هـ
فتاوى الحرم المكي - 1407 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1408 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1409 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1410 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1411 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1412 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1413 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1414 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1415 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1418 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1418 هـ - فترة الإجازة
فتاوى الحرم المكي - 1420 هـ
فتاوى الحرم المكي - 1421 هـ


18- نور على الدرب
فتاوي نور على الدرب


19- عا م
الفتن
أحكام الصيام
المسح على الخفين
المنهاج في أحكام الزواج
الحج لحظة بلحظة
الحيل في المعا ملات
فضل الصيام والقيام





يوجد حاليا 8497 مادة/مواد و 239 التصنيفات في قاعدة البيانات



حقوق النشر والطبع © 1423هـ - 2002م مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
جميع الحقوق محفوظة إلا لمن أراد نسخه أو طبعه أو إستضافته لنشره مجاناً
Copyright © 1423 H. - 2002 AD binothaimeen.com . All rights reserved
[email protected]


الرابط الإعلاني (بانر) لموقع الشيخ لأصحاب المواقع

راعي زاهبه
2006-12-03, 06:15 AM
جزاك الله خير

لكن لمن اراد الاطلاع على الكتب كيف الوصول لها

شكرا لك اخوي

aboanas
2006-12-03, 06:27 PM
مرحبا بك اخي من اراد الاطلاع على الكتب على الرابط الاتيhttp://www.binothaimeen.com/eBook.shtml

aboanas
2006-12-03, 07:49 PM
خطب الجمعة في جامع الشيخ أبن عثيمين في مدينة عنيزة

هناك أخطاء مطبعية في تفريغ خطب الجمعة و جاري العمل على تصحيحها


المجموعة الأولى (نصية و صوتية)

--
المجموعة الثانية (نصية و صوتية)


المجموعة الثالثة (نصية و صوتية)

--
المجموعة الرابعة (نصية و صوتية)


المجموعة الخامسة (نصية و صوتية)

--
المجموعة السادسة (نصية و صوتية)


المجموعة السابعة (نصية و صوتية)

--
المجموعة الثامنة (نصية و صوتية)


المجموعة التاسعة (نصية و صوتية) تجدها على الرابط-----http://www.binothaimeen.com/Khotab.shtml




حقوق النشر والطبع © 1423هـ - 2002م مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
جميع الحقوق محفوظة إلا لمن أراد نسخه أو طبعه أو إستضافته لنشره مجاناً
Copyright © 1423 H. - 2002 AD binothaimeen.com . All rights reserved
[email protected]


الرابط الإعلاني (بانر) لموقع الشيخ لأصحاب المواقع

ابو عبدالمجيد
2006-12-03, 10:57 PM
جهد مميز بارك الله فيك ولا حرمك الله الاجر

ابو عبدالمجيد
2006-12-03, 10:59 PM
جهد مميز بارك الله فيك ولا حرمك الله الاجر

الغربي
2006-12-04, 12:14 AM
جزاك الله خير

.................................................. ..

aboanas
2006-12-07, 02:44 PM
جزاك الله خيرا يااخي واعظم لك المثوبة والاجر

aboanas
2006-12-19, 12:38 AM
فهرس الكتاب
· خطبة الكتاب
· الفصل الأول : فى تعريف الأضحية وحكمها
· الفصل الثانى : فى وقت الأضحية
· الفصل الثالث : فى جنس ما يضحى به وعمن يجزىء ؟
· الفصل الرابع : فى شروط ما يضحى به , وبيان العيوب المانعة من الإجزاء
· الفصل الخامس : فى العيوب المكروهة فى الأضحية
· الفصل السادس : فيما تتعين به الأضحية وأحكامه
· الفصل السابع : فيما يؤكل منها وما يفرق
· الفصل الثامن : فيما يجتنبه من أراد الأضحية
· الفصل التاسع : فى الذكاة وشروطها
· الفصل العاشر : فى آداب الذكاة ومكروهاتها

تجدها على الرابط---\\

http://www.ibnothaimeen.com/all/books/cat_index_306.shtml

aboanas
2006-12-19, 12:52 AM
نبذة عن حياة الشيخ

نبذة مختصرة عن
العلامة محمد بن صالح العثيمين
1347هـ - 1421هـ




نسبه ومولده:

هو صاحب الفضيلة الشيخ العالم المحقق, الفقيه المفسّر, الورع الزاهد، محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين من الوهبة من بني تميم.

ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ في عنيزة – إحدى مدن القصيم – في المملكة العربية السعودية.

نشأته العلمية:

ألحقه والده – رحمه الله تعالى – ليتعلم القرآن الكريم عند جدّه من جهة أمه المعلِّم عبد الرحمن بن سليمان الدامغ – رحمه الله -, ثمَّ تعلَّم الكتابة, وشيئًا من الحساب, والنصوص الأدبية في مدرسة الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الدامغ – حفظه الله -, وذلك قبل أن يلتحق بمدرسة المعلِّم علي بن عبد الله الشحيتان – رحمه الله – حيث حفظ القرآن الكريم عنده عن ظهر قلب ولمّا يتجاوز الحادية عشرة من عمره بعد.

وبتوجيه من والده – رحمه الله – أقبل على طلب العلم الشرعي، وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – يدرِّس العلوم الشرعية والعربية في الجامع الكبير بعنيزة, وقد رتَّب من طلبته الكبار؛ ومنهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع – رحمه الله – لتدريس المبتدئين من الطلبة, فانضم الشيخ إلى حلقته حتى أدرك من العلم في التوحيد, والفقه, والنحو ما أدرك.

ثم جلس في حلقة شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, فدرس عليه في التفسير, والحديث, والسيرة النبوية, والتوحيد, والفقه, والأصول, والفرائض, والنحو, وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم.

ويُعدّ فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – هو شيخه الأول؛ إذ أخذ عنه العلم؛ معرفةً وطريقةً أكثر مما أخذ عن غيره, وتأثر بمنهجه وتأصيله, وطريقة تدريسه، واتِّباعه للدليل.

وعندما كان الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان – رحمه الله – قاضيًا في عنيزة قرأ عليه في علم الفرائض, كما قرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي – رحمه الله – في النحو والبلاغة أثناء وجوده مدرّسًا في تلك المدينة.

ولما فتح المعهد العلمي في الرياض أشار عليه بعضُ إخوانه أن يلتحق به, فاستأذن شيخَه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – فأذن له, والتحق بالمعهد عامي 1372 – 1373هـ.

ولقد انتفع – خلال السنتين اللّتين انتظم فيهما في معهد الرياض العلمي – بالعلماء الذين كانوا يدرِّسون فيه حينذاك ومنهم: العلامة المفسِّر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ الفقيه عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد, والشيخ المحدِّث عبد الرزاق الأفريقي – رحمهم الله تعالى -.

وفي أثناء ذلك اتصل بسماحة الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز – رحمه الله -, فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية, وانتفع به في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها, ويُعدُّ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – هو شيخه الثاني في التحصيل والتأثُّر به.

ثم عاد إلى عنيزة عام 1374هـ وصار يَدرُسُ على شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي, ويتابع دراسته انتسابًا في كلية الشريعة, التي أصبحت جزءًا من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة, حتى نال الشهادة العالية.

تدريسه:

توسَّم فيه شيخه النّجابة وسرعة التحصيل العلمي فشجّعه على التدريس وهو ما زال طالبًا في حلقته, فبدأ التدريس عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة.

ولمّا تخرَّج من المعهد العلمي في الرياض عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.

وفي سنة 1376هـ توفي شيخه العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله تعالى – فتولّى بعده إمامة الجامع الكبير في عنيزة, وإمامة العيدين فيها, والتدريس في مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع؛ وهي التي أسسها شيخه – رحمه الله – عام 1359هـ.

ولما كثر الطلبة, وصارت المكتبة لا تكفيهم؛ بدأ فضيلة الشيخ - رحمه الله – يدرِّس في المسجد الجامع نفسه, واجتمع إليه الطلاب وتوافدوا من المملكة وغيرها حتى كانوا يبلغون المئات في بعض الدروس, وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل جاد, لا لمجرد الاستماع, وبقي على ذلك, إمامًا وخطيبًا ومدرسًا, حتى وفاته – رحمه الله تعالى -.

بقي الشيخ مدرِّسًا في المعهد العلمي من عام 1374هـ إلى عام 1398هـ عندما انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وظل أستاذًا فيها حتى وفاته- رحمه الله تعالى -.

وكان يدرِّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والإجازات الصيفية منذ عام 1402هـ , حتى وفاته – رحمه الله تعالى-.

وللشيخ – رحمه الله – أسلوب تعليمي فريد في جودته ونجاحه, فهو يناقش طلابه ويتقبل أسئلتهم, ويُلقي الدروس والمحاضرات بهمَّة عالية ونفسٍ مطمئنة واثقة, مبتهجًا بنشره للعلم وتقريبه إلى الناس.

آثاره العلمية:

ظهرت جهود العظيمة – رحمه الله تعالى – خلال أكثر من خمسين عامًا من العطاء والبذل في نشر العلم والتدريس والوعظ والإرشاد والتوجيه وإلقاء المحاضرات والدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى -.

ولقد اهتم بالتأليف وتحرير الفتاوى والأجوبة التي تميَّزت بالتأصيل العلمي الرصين, وصدرت له العشرات من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات والمقالات, كما صدر له آلاف الساعات الصوتية التي سجلت محاضراته وخطبه ولقاءاته وبرامجه الإذاعية ودروسه العلمية في تفسير القرآن الكريم والشروحات المتميزة للحديث الشريف والسيرة النبوية والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.

وإنفاذًا للقواعد والضوابط والتوجيهات التي قررها فضيلته – رحمه الله تعالى – لنشر مؤلفاته, ورسائله, ودروسه, ومحاضراته, وخطبه, وفتاواه ولقاءاته, تقوم مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية – بعون الله وتوفيقه - بواجب وشرف المسؤولية لإخراج كافة آثاره العلمية والعناية بها.

وبناءً على توجيهاته – رحمه الله تعالى – أنشئ له موقع خاص على شبكة المعلومات الدولية من أجل تعميم الفائدة المرجوة – بعون الله تعالى – وتقديم جميع آثاره العلمية من المؤلفات والتسجيلات الصوتية.

أعماله وجهوده الأخرى:

إلى جانب تلك الجهود المثمرة في مجالات التدريس والتأليف والإمامة والخطابة والإفتاء والدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى – كان لفضيلة الشيخ أعمال كثيرة موفقة منها ما يلي:

* عضوًا في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من عام 1407هـ إلى وفاته.

* عضوًا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العامين الدراسيين 1398 – 1400هـ.

* عضوًا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها.

* وفي آخر فترة تدريسه بالمعهد العلمي شارك في عضوية لجنة الخطط والمناهج للمعاهد العلمية, وألّف عددًا من الكتب المقررة بها.

* عضوًا في لجنة التوعية في موسم الحج من عام 1392هـ إلى وفاته – رحمه الله تعالى – حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر, ويفتي في المسائل والأحكام الشرعية.

* ترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة من تأسيسها عام 1405هـ إلى وفاته.

* ألقى محاضرات عديدة داخل المملكة العربية السعودية على فئات متنوعة من الناس, كما ألقى محاضرات عبر الهاتف على تجمعات ومراكز إسلامية في جهات مختلفة من العالم.

* من علماء المملكة الكبار الذين يجيبون على أسئلة المستفسرين حول أحكام الدين وأصوله عقيدة وشريعة، وذلك عبر البرامج الإذاعية من المملكة العربية السعودية وأشهرها برنامج "نور على الدرب".

* نذر نفسه للإجابة على أسئلة السائلين مهاتفه ومكاتبة ومشافهة.

* رتَّب لقاءات علمية مجدولة, أسبوعية وشهرية وسنوية.

* شارك في العديد من المؤتمرات التي عقدت في المملكة العربية السعودية.

* ولأنه يهتم بالسلوك التربوي والجانب الوعظي اعتنى بتوجيه الطلاب وإرشادهم إلى سلوك المنهج الجاد في طلب العلم وتحصيله, وعمل على استقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة, والاهتمام بأمورهم.

* وللشيخ – رحمه الله – أعمال عديدة في ميادين الخير وأبواب البرّ ومجالات الإحسان إلى الناس, والسعي في حوائجهم, وإسداء النصيحة لهم بصدق وإخلاص.

مكانته العلمية:

يُعَدُّ فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى – من الراسخين في العلم الذين وهبهم الله – بمنّه وكرمه – تأصيلاً ومَلَكة عظيمة في معرفة الدليل واتباعه واستنباط الأحكام والفوائد من الكتاب والسنّة, وسبر أغوار اللغة العربية معانِيَ وإعرابًا وبلاغة.

ولما تحلَّى به من صفات العلماء الجليلة وأخلاقهم الحميدة والجمع بين العلم والعمل أحبَّه الناس محبة عظيمة, وقدّره الجميع كل التقدير, ورزقه الله القبول لديهم واطمأنوا لاختياراته الفقهية, وأقبلوا على دروسه وفتاواه وآثاره العلمية, ينهلون من معين علمه ويستفيدون من نصحه ومواعظه.

وقد مُنح جائزة الملك فيصل – رحمه الله – العالمية لخدمة الإسلام عام 1414هـ, وجاء في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يلي:

أولاً: تحلِّيه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع, ورحابة الصدر، وقول الحق, والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم.

ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.

ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.

رابعًا: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كثيرة.

خامسًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتقديمه مثلاً حيًّا لمنهج السلف الصالح؛ فكرًا وسلوكًا.

عقِبُه:

له خمسة من البنين, وثلاث من البنات, وبنوه هم: عبد الله, وعبد الرحمن, وإبراهيم, وعبد العزيز, وعبد الرحيم.

وفاتـــــه:

تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.

وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية.

رحم الله شيخنا رحمة الأبرار, وأسكنه فسيح جناته, ومَنَّ عليه بمغفرته ورضوانه, وجزاه عما قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا.



اللجنة العلمية



في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

قناص الحبارى
2006-12-19, 06:36 AM
رحم الله فضيله الشيخ رحمة واسعه واسكنه جناته وجمعنا به ووالدينا وأهلينا

اللهم آمـــــــــــــــــــــــــــــــين

aboanas
2006-12-22, 09:41 PM
جزاك الله خيرا يااخي واعظم لك المثوبة والاجر كما اشكرك على المرور وقراءة الموضوع -----لك تحياتي ----

aboanas
2006-12-23, 02:14 AM
--------------------------------------------------------------------------------

ما حكم الإقامة في بلاد الكفار؟


المفتي: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الإجابة:

الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم، وأخلاقه، وسلوكه، وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحرافَ كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فُسّاقاً، وبعضهم رجع مرتدّاً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان والعياذ بالله، حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهُوِيّ في تلك المهالك.

فالإقامة في بلاد الكفر لابد فيها من شرطين أساسيين:
الشرط الأول: أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ وأن يكون مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعداً عن موالاتهم ومحبتهم، فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان قال الله تعالى: { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} الآية، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين.فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن من أحب قوماً فهو منهم، وأن المرء مع من أحب".
ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطراً على المسلم لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب قوماً فهو منهم".
الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يُمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة، ولا يمُنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين، فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ، قال في المغني ص457 جـ8 في الكلام على أقسام الناس في الهجرة: "أحدها: من تجب عليه وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه، ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار فهذا تجب عليه الهجرة لقوله تعالى: { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً}، وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب، ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه، والهجرة من ضرورة الواجب وتتمته، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. أ.هـ".

وبعد تمام هذين الشرطين الأساسيين تنقسم الإقامة في دار الكفر إلى أقسام:

القسم الأول: أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه فهذا نوع من الجهاد فهي فرض كفاية على من قدر عليها، بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها أو من الاستجابة إليها، لأن الدعوة إلى الإسلام من واجبات الدين وهي طريقة المرسلين وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه في كل زمان ومكان فقال صلى الله عليه وسلم: " بلغوا عني ولو آية".

القسم الثاني: أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة، وبطلان التعبد، وانحلال الأخلاق، وفوضوية السلوك ليحذر الناس من الاغترار بهم ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم، وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه، لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام، كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء. لكن لابد من شرط أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه، فإن لم يتحقق مراده بأن منع من نشر ما هم عليه والتحذير منه فلا فائدة من إقامته، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم مثل أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام وأئمة الإسلام وجب الكف لقوله تعالى: { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون}.
ويشبه هذا أن يقيم في بلاد الكفر ليكون عيناً للمسلمين، ليعرف ما يدبرونه للمسلمين من المكايد فيحذرهم المسلمون، كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان إلى المشركين في غزوة الخندق ليعرف خبرهم.

القسم الثالث: أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع دولة الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله. فالملحق الثقافي مثلاً يقيم ليرعى شؤون الطلبة ويراقبهم ويحملهم على التزام دين الإسلام وأخلاقه وآدابه، فيحصل بإقامته مصلحة كبيرة ويندرئ بها شر كبير.

القسم الرابع: أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.

القسم الخامس: أن يقيم للدراسة وهي من جنس ما قبلها إقامة لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم وأخلاقه، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل، ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيما هو عليه من الانحراف والضلال. والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاء يحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم، ومن أجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله فيشترط فيه بالإضافة إلى الشرطين الأساسيين شروط:
الشرط الأول: أن يكون الطالب على مستوى كبير من النضوج العقلي الذي يميز به بين النافع والضار وينظر به إلى المستقبل البعيد فأما بعث الأحداث "الصغار السن" وذوي العقول الصغيرة فهو خطر عظيم على دينهم، وخلقهم، وسلوكهم، ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها وينفثون فيها من السموم التي نهلوها من أولئك الكفار كما شهد ويشهد به الواقع، فإن كثيراً من أولئك المبعوثين رجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا منحرفين في ديانتهم، وأخلاقهم، وسلوكهم، وحصل عليهم وعلى مجتمعهم من الضرر في هذه الأمور ما هو معلوم مشاهد، وما مثل بعث هؤلاء إلا كمثل تقديم النعاج للكلاب الضارية.
الشرط الثاني: أن يكون عند الطالب من علم الشريعة ما يتمكن به من التمييز بين الحق والباطل، ومقارعة الباطل بالحق لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل فيظنه حقاً أو يلتبس عليه أو يعجز عن دفعه فيبقى حيران أو يتبع الباطل. وفي الدعاء المأثور: "اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علي فأضل".
الشرط الثالث: أن يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر والفسوق، فضعيف الدين لا يسلم مع الإقامة هناك إلا أن يشاء الله وذلك لقوة المهاجم وضعف المقاوم. فأسباب الكفر والفسوق هناك قوية وكثيرة متنوعة فإذا صادفت محلاً ضعيف المقاومة عملت عملها.
الشرط الرابع: أن تدعو الحاجة إلى العلم الذي أقام من أجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم، فإن كان من فضول العلم الذي لا مصلحة فيه للمسلمين أو كان في البلاد الإسلامية من المدارس نظيرة لم يجز أن يقيم في بلاد الكفر من أجله لما في الإقامة من الخطر على الدين والأخلاق، وإضاعة الأموال الكثيرة بدون فائدة.

القسم السادس: أن يقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة، وموالاة، وتكثير لسواد الكفار، ويتربى أهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم، وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله". وهذا الحديث وإن كان ضعيفَ السند لكن له وجهة من النظر فإن المساكنة تدعو إلى المشاكلة، وعن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا يا رسول الله ولم؟ قال: "لا تراءى نارهما" (رواه أبو داود والترمذي) وأكثر الرواة رووه مرسلاً عن قيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي سمعت محمداً -يعني البخاري- يقول الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. أ.هـ. وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تعلن فيها شعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بإذاًيه ويرضى به، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله وأولاده ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده في دينهم وأخلاقهم.

هذا ما توصلنا إليه في حكم الإقامة في بلاد الكفر نسأل الله أن يكون موافقاً للحق والصواب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب الولاء والبراء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

aboanas
2006-12-25, 12:45 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فإنه يسرني أن أحضر لأعبر عما في نفسي في هذا الموضوع الخطير، وهو دور المرأة في إصلاح المجتمع.

فأقول مستعيناً بالله عز وجل، طالباً منه التوفيق للصواب والسداد. إن دور المرأة في إصلاح المجتمع دور له أهميته الكبرى، وذلك لأن إصلاح المجتمع يكون على نوعين:


النوع الأول: الإصلاح الظاهر:

وهو الذي يكون في الأسواق، وفي المساجد، وفي غيرها من الأمور الظاهرة، وهذا يغلب فيه جانب الرجال لأنهم هم أهل البروز والظهور.


النوع الثاني: إصلاح المجتمع فيما وراء الجدر:

وهو الذي يكون في البيوت، وغالب مهمته موكول إلى النساء لأن المرأة هي ربة البيت، كما قال الله سبحانه وتعالى موجهاً الخطاب والأمر إلى نساء النبي في قوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب:33].


أهمية دور المرأة في إصلاح المجتمع:

نظن بعد ذلك أنه لا ضير علينا إن قلنا: إن إصلاح نصف المجتمع أو أكثر يكون منوطاً بالمرأة.

السبب الأول:

أن النساء كالرجال عدداً، إن لم يكن أكثر، أعني أن ذرية آدم أكثرهم من النساء، كما دلت على ذلك السنة النبوية، ولكنها تختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى زمن، فقد تكون النساء في بلد ما أكثر من الرجال، وقد يكون العكس في بلد آخر، كما أن النساء قد يكن أكثر من الرجال في زمن، والعكس في زمن آخر.

وعلى كل حال فإن للمرأة دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع.

السبب الثاني:

أن نشأة الأجيال أول ما تنشأ إنما تكون في أحضان النساء، وبه يتبين أهمية ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع.


مقومات إصلاح المرأة في المجتمع:

لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع، لا بد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح.. وإليكم جانباً من هذه المقومات:

المقوم الأول: صلاح المرأة:

أن تكون المرأة نفسها صالحة، لتكون أسوة حسنة وقدوة طيبة لبنات جنسها، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟ لتعلم كل إمرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم، وما أعنيه هو العلم الشرعي الذي تتلقاه، إما من بطون الكتب - إن أمكنها ذلك - وإما من أفواه العلماء، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو النساء.

وفي عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة، فإن هذه الأشرطة - ولله الحمد - لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح، إذا استعملت في ذلك.

إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم، لأنه لا صلاح إلا بالعلم.

المقوم الثاني: البيان والفصاحة:

أي أن يمن الله عليها - أي على المرأة - بالبيان والفصاحة، بحيث يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما في ضميرها تعبيراً صادقاً، يكشف ما في قلبها وما في نفسها من المعاني، التي قد تكون عند كثير من الناس، ولكن يعجز أن يعبر عنها، أو قد يعبر عنها بعبارات غير واضحة وغير بليغة، وحينئذٍ لا يحصل المقصود الذي في نفس المتكلم من إصلاح الخلق.

وبناءً على ذلك نسأل: ما الذي يوصل إلى هذا؟ أي يوصل إلى البيان والفصاحة والتعبير عما في النفس بعبارة صادقة كاشفة عما في الضمير؟

نقول: الطريق إلى ذلك هو أن يكون عند المرأة شيء من العلوم العربية: نحوها، وصرفها، وبلاغتها، وحينئذٍ لا بد أن يكون للمرأة دروس في ذلك ولو قليلة، بحيث تعبر عما في نفسها تعبيراً صحيحاً تستطيع به أن توصل المعنى إلى أفئدة النساء اللاتي تخاطبهنّ.

المقوم الثالث: الحكمة:

أي أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب، وحكمة في وضع الشيء في موضعه، كما قال أهل العلم، وهي من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد، أن يؤتيه الله الحكمة. قال الله عز وجل: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [البقرة:269]. وما أكثر ما يفوت المقصود ويحصل الخلل، إذا لم تكن هناك حكمة، فمن الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به، فإذا كان جاهلاً عومل المعاملة التي تناسب حاله، وإذا كان عالماً، ولكن عنده شيء من التفريط والإهمال والغفلة عومل بما تقتضيه حاله، وإذا كان عالماً ولكن عنده شيء من الاستكبار وردّ الحق عومل بما تقتضيه حاله.

فالناس - إذن - على درجات ثلاث: جاهل، وعالم متكاسل، وعالم معاند، ولا يمكن أن نسوي كل واحد بالآخر، بل لا بد أن ننزل كل إنسان منزلته، ولهذا لما أرسل النبي معاذاً إلى اليمن قال له: { إنك تأتي قوماً أهل كتاب } وإنما قال له النبي ذلك ليعرف معاذ حالهم كي يستعد لهم بما تقتضيه هذه الحال ويخاطبهم بما تقتضيه هذه الحال أيضاً.


أمثلة على استعمال الحكمة في دعوته :

ويدل على استعمال الحكمة في الدعوة إلى الله وقائع وقعت ممن هو أحكم الخلق في الدعوة إلى الله، ألا وهو النبي ، ولنضرب لذلك أمثلة:

المثال الأول: الأعرابي الذي بال في المسجد:

أخرج البخاري ومسلم وغيرهما: من حديث أنس بن مالك أن أعرابياً دخل المسجد ثم جعل يبول، فأخذت الصحابة الغيرة، فنهوه وصاحوا به، ولكن النبي الذي أوتي الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل، قال: { لا تزرموه } أي لا تقطعوا عليه بوله، فلما قضى الأعرابي بوله أمر النبي صلى الله وعليه وسلم أن يصب عليه ( أي على البول ) ذنوباً من ماء ( أي دلوا من ماء )، ثم دعا الأعرابي وقال له: { إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى ( أو من القذر ) وإنما هي للصلاة وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل.. } أو كما قال .

وقد روى الإمام أحمد رحمه الله أن هذا الأعرابي قال: ( اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ).

ونأخذ من هذه القصة العبر التالية:

العبرة الأولى:

أن الصحابة رضي الله عنهم أخذتهم الغيرة وصاحوا بهذا الأعرابي، فيؤخذ من ذلك أنه لا يجوز الإقرار على المنكر، بل الواجب المبادرة بالإنكار على فاعل المنكر، ولكن إذا كانت المبادرة تؤدي إلى أمر أكبر ضرراً فإن الواجب التأني حتى تزول هذه المفسدة الكبرى، ولهذا نهاهم النبي ، بل زجرهم عن أن ينهوا الأعرابي ويصيحوا به.

العبرة الثانية:

أن النبي أقر بالمنكر لدفع ما هو أنكر منه، فالمنكر الذي أقره هو استمرار هذا الأعرابي في التبول، والمنكر الذي دفعه بهذا الإقرار هو أن هذا الأعرابي لو قام لا يخلو من أمرين:

1- إما أن يقوم مكشوف العورة لئلا تتلوث ثيابه بالبول، و حينئذٍ يتلوث منه المسجد بقدر أكبر، ويبدو الرجل للناس وهو كاشف عورته وهاتان مفسدتان.

2- وأما إذا لم يقم على هذا الوجه، فإنه سوف يستر عورته، ولكن تتلوث ثيابه بما يصيبها من البول.

فمن أجل هاتين المفسدتين أقره النبي على استكمال البول، على أنه أيضاً قد حصلت هذه المفسدة بالبول في المسجد من أول الأمر، فإذا قام فإن هذه المفسدة التي حصلت لن تختفي، فنأخذ من هذه النقطة عبرة، وهي أن المنكر إذا كان لا يؤول إلا لشيء أنكر منه، فإن الواجب الإمساك دفعاً لكبرى المفسدتين بصغراهما.

ولهذا أصل في كتاب الله، فقد قال الله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ الله فَيَسُبُّوا الله عَدْوَاً بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام:108].

كلنا يعلم أن سب آلهة المشركين من الأمور المحبوبة لله عز وجل، ولكن لما كان سب هذه الآلهة يؤدي إلى سب من ليس أهلاً للسب، وهو الرب عز وجل، فقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سب آلهتهم في الآية السابقة.

العبرة الثالثة:

أن النبي بادر بإزالة المفسدة لأن التأخير له آفات، إذ كان من الممكن أن يؤخر النبي تطهير هذه البقعة من المسجد حتى يحتاج الناس إلى الصلاة فيها، فتطهر من أجل ذلك، ولكن من الأولى أن يبادر الإنسان إلى إزالة المفسدة حتى لا يعتريه فيما بعد عجز أو نسيان، وهذه نقطة هامة جداً، وهي أن يبادر بإزالته المفسدة خوفاً من العجز عن إزالتها في المستقبل، أو نسيانه - فمثلاً: لو أصابت الثوب نجاسة وهو ثوب يصلي فيه أو لا يصلي فيه.. فالأولى أن يبادر بغسل هذه النجاسة، وألا يؤخره لأنه ربما ينسى في المستقبل، أو يعجز عن إزالتها إما لفقد الماء، أو لغير ذلك.

ولهذا لما جيء إلى النبي بصبي أقعده في حجره فبال الصبي في حجر النبي فأمر صلى الله عليه مسلم بماء فأتبع البول مباشرة، ولم يؤخر غسل ثوبه إلى وقت الصلاة لما ذكرنا آنفاً.

العبرة الرابعة:

أن النبي أخبر الأعرابي بشأن هذه المساجد وأنها إنما بنيت للصلاة وقراءة القرآن وذكر الله، أو كما قال : لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر.

إذن فشأن المساجد: أن تعظم وأن تنظف وأن تطهر وألا يعمل فيها إلا ما يرضي الله تعالى، من الصلاة وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل ونحو ذلك.

العبرة الخامسة:

أن الإنسان إذا دعا غيره بالحكمة واللطف واللين حصل من المطلوب ما هو أكبر مما لو أراد معالجة الشيء بالعنف، وقد اقتنع هذا الأعرابي اقتناعاً تاماً بما عَلَّمَه النبي حتى إنه قال هذه الكلمة المشهورة ( اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ).

فنجد هنا أن النبي استعمل مع هذا الرجل جانب اللين والرفق لأنه جاهل بلا شك، إذ لا يمكن لعالم بحرمة المسجد، ووجوب تعظيمه أن يقوم أمام الناس ليبول في جانب منه.

المثال الثاني: الصحابي الذي جامع زوجته في نهار رمضان:

أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكتُ. قال { ما أهلكك؟ } قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم ! وهذا جرم عظيم أن يتعمد الإنسان جماع زوجته وهو صائم في رمضان، ولكن لننظر كيف عامله النبي .. هل زجره؟ هل تكلم عليه؟ هل وبّخه؟ لا. لأن الرجل جاء تائباً نادماً، وليس معرضاً مستهتراً غير مبالٍ بما جرى منه... فسأله النبي : { هل يجد رقبة ليعتقها كفارة عما وقع منه؟ } فقال: لا. فسأله: { هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين؟ } فقال: لا، فسأله: { هل يستطيع أن يطعم ستين مسكيناً؟ } فقال: لا. ثم جلس الرجل فأُتي النبي بتمرة، فقال: { خذ هذا فتصدق به } يعني كفارة. فقال: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! ما بين لامتيها أهل بيت أفقر مني ! فضحك النبي حتى بدت نواجده، ثم قال: { أطعمه أهلك }.

فنجد في هذه القصة عبراً منها، أنه لم يعنف الرجل ولم يزجره ولم يوبخه لأنه جاء تائباً نادماً، وهناك فرق بين رجل معاند ورجل مسالم جاء يستنجد بنا ويطلب منا أن نخلصه مما وقع فيه، لذلك عامله النبي بهذه المعاملة حيث رده إلى أهله ومعه الغنيمة التي حملها من رسول الله ، وهي هذا التمر الذي كان مفروضاً عليه أن يطعمه ستين مسكيناً، لو لم يكن فقيراً.

المثال الثالث: الرجل الذي عطس في الصلاة:

نأخذ هذا المثال من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه، حين دخل مع النبي وهو يصلي فعطس رجل من القوم، فقال: الحمد لله. فقال له معاوية: يرحمك الله. فرماه الناس بأبصارهم، يعني استنكاراً لقوله.. فقال: واثكل أمّاه، فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت، فلما انصرف النبي من الصلاة دعاه وقال له: { إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التكبير، وقراءة القرآن } أو كما قال .

قال معاوية: بأبي هو وأمي ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه والله ما كهرني ولا تهرني.

المثال الرابع: الرجل الذي لبس خاتماً من ذهب:

نأخذ هذا المثال من قصة الرجل الذي كان عليه خاتم من ذهب، وكان النبي قد بيّن أن الذهب حرام على ذكور هذه الأمة. فقال النبي : { يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده }. ثم نزع النبي الخاتم بنفسه، ورمى به فلما انصرف النبي قيل للرجل: خذ خاتمك وانتفع به، فقال: والله لا آخذ خاتماً طرحه النبي .

نرى في معاملة النبي لهذا الرجل شيئاً من الشدة، إذ الظاهر أن هذا الرجل كان قد بلغه الخبر بأن الذهب حرام على ذكور هذه الأمة فلهذا عامله النبي هذه المعاملة التي هي أشد من معاملة من ذكرنا سابقاً.

إذن لا بد أن يكون الداعية منزلاً لكل إنسان منزلته بحسب ما تقتضيه الحال: فهناك جاهل لا يدري، وهناك عالم ولكن عنده فتور وكسل، وهناك عالم ولكنه معاند ومستكبر، فيجب أن ينزل كل واحد من هؤلاء المنزلة اللائقة به.


المقوم الرابع: حسن التربية:

أي أن تكون المرأة حسنة التربية لأولادها، لأن أولادها هم رجال المستقبل ونساء المستقبل، وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم، فإذا كانت الأم على جانب من الأخلاق وحسن المعاملة، وظهروا على يديها وتربوا عليها، فإنهم سوف يكون لهم أثر كبير في إصلاح المجتمع.

لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتني بأولادها، وأن تهتم بتربيتهم، وأن تستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها بأبيهم أو بولي أمرهم، إذا لم يكن لهم أب من إخوة أو أعمام أو بني أخوة أو غير ذلك.

ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع، وتقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغيّر، لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ما تم الإصلاح، إذ إن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح، ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح منه حتى تستقيم الأمور.

ثم إن التسليم للواقع أمر غير وارد في الشريعة الإسلامية، ولهذا لما بعث النبي في أمته مشركة يعبد أفرادها الأصنام، ويقطعون الأرحام، ويظلمون ويبغون على الناس بغير حق، لم يستسلم ، بل لم يأذن الله له أن يستسلم للأمر الواقع، بل قال سبحانه وتعالى له: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ [الحجر:94].

فأمره سبحانه أن يصدع بالحق، وأن يعرض عن المشركين ويتناسى شركهم وعدوانهم حتى يتم له الأمر وهذا هو الذي حصل، نعم قد يقول قائل: إن من الحكمة أن نغير، لكن ليس بالسرعة التي نريدها، لأن المجتمع على خلاف ما نريد من الإصلاح. فحينئذٍ لا بد أن ينتقل الإنسان بالناس لإصلاحهم من الأهم إلى ما دونه، أي يبدأ بإصلاح الأهم والأكثر إلحاحاً ثم ينتقل بالناس شيئاً فشيئاً حتى يتم له مقصوده.


المقوم الخامس: النشاط في الدعوة:

أي أن يكون للمرأة دور في تثقيف بنات جنسها، وذلك من خلال المجتمع سواء أكان في المدرسة أو الجامعة أو في مرحلة ما بعد الجامعة كالدراسات العليا. كذلك أيضاً من خلال المجتمع فيما بين النساء من الزيارات التي تحصل فيها من الكلمات المفيدة ما يحصل.

ولقد بلغنا - ولله الحمد - أن لبعض النساء دوراً كبيراً في هذه المسألة، وأنهن قد رتّبْنَ جلسات لبنات جنسهن في العلوم الشرعية، والعلوم العربية، وهذا لا شك أمر طيب تحمد المرأة عليه، وثوابه باقٍ لها بعد موتها لقول النبي : { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له }.

فإذا كانت المرأة ذات نشاط في مجتمعها في نشر الدعوة: من خلال الزيارات، أو من خلال المجتمعات في المدارس أو غيرها، كان لها أثر كبير، ودور واسع في إصلاح المجتمع.

هذا هو ما حضرني الآن بالنسبة لدور المرأة في إصلاح المجتمع، وذكر مقومات هذا الإصلاح.

هذا والله سبحانه أسأل أن يجعلنا هداة مهتدين، وصالحين مصلحين، وأن يهبنا منه رحمته إنه هو الوهاب.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
منقووووووووووووول للفائدة والعلم