ابو عبدالمجيد
2009-11-07, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب مني أحد طلبة العلم الأفاضل كتابة موجز عن سيرة الوالدة رحمها الله
رحمة واسعة ووالدي وجميع موتى المسلمين . اللهم آمين
وتحقيقا لرغبته وطلبه لأنه يعز علي كثيرا أقول مستعينا بالله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة مختصرة عن سيرة الوالدة " هيا بنت يوسف بن عبدالعزيز التويجري "
" 1353هـ الى 1422هـ "
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته اللهم آمين
أولا : مقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
تربت الوالدة رحمها الله في كنف والديها رحمهما الله
قال تعالى "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "
وقال تعالى "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "
وقال تعالى "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل قيل: (يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك)
- والدها يوسف بن عبدالعزيز التويجري رحمه الله
- والدتها لطيفه بنت عبدالله البعادي التويجري رحمها الله
في منزلهما بحرمة القديمة بباب المغيريب على طرف مجرى
السيل " وضيمة الجماعة " وكانت هي العضيد بعد الله لوالدها في
العمل بالمزرعة " السليمية " من حصاد وسقيا وخلافه
وكانت تذكر لي غفر الله لها مواقف كثيرة من حياتها تقول عن
بعضها أنها لا يمكن أن تنساها وأنها باقية في ذاكرتها .
رغم مرور عشرات السنين عليها
ثانيا : عبادتها
كانت الوالدة رحمها الله تعالى حريصة كل الحرص على طاعة الله عز وجل
وبالرغم أنها أمية " لا تقرأ ولا تكتب " الا أن ذلك لم يمنعها من تعلم كتاب الله عز
وجل وحفظ شيء من القرآن الكريم . وكانت حياتها بين صلاة وعبادة وعمل
لا وقت لديها للخمول والكسل .
تقوم رحمها الله مع أو قبل آذان الأول وتتهجد آخر الليل ونعرف مكان صلاتها
في " طاية المصلى " بسطح المنزل بحرمة القديمة بجوار جامع حرمة القديمة .
حيث يوجد به ثياب صلاتها ومصحفها .
مع المحافظة بطبيعة الحال على باقي الصلوات في أوقاتها والحرص على
متابعتنا في ذلك وحرصها المنقطع النظير على تربيتنا تربية صالحة رحمها الله .
وأيضا كثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والدعاء والصيام .
وحرصها رحمها الله على تتبع حاجات الفقراء والمساكين وحثنا على الصدقة لهم
وحبها للذهاب الى مكة المكرمة سواء للحج أو العمرة .
وحرصها على أداء المناسك بنفسها رغم المشقة وخاصـــــــــــــة مع كبر السن
ومرضها لدرجة الشفقة عليها ولكن دون جدوى تصر على أداء العبادة كاملة
غير منقوصة رغم وجود ما يبرر لها هذا النقص .
وأيضا كانت حريصة كل الحرص على حفظ اللسان وعدم الكلام في فلان وعلان
وعدم التنقص من أي أحد كان كبيرا أوصغير أميرا أو وضيعا .
وتقول كلمتها المشهورة وأيضا المعروفة " ما أحد يبي يحاسب عن أحد " عليك
بخاصة نفسك ومن تعول والأمر بالمعروف والتهي عن المنكر على قدر
استطاعتك .
اما زهدها فحدث ولا حرج
ثالثا : زهدها وحسن خلقها
بلى مبالغة الوالدة رحمها الله تعالى زاهدة في هذه الحياة ولا تعنيها بشيء
لا من بعيد ولا قريب مباشرة ما يصل اليها تنفقه بلا تردد أو تأخر في أوجه
الخير المختلفة ولا يهمها أن يكون قليلا أو كثيرا .
لا يوجد لديها سواء ثوبان أخضران ولا تعرف الذهب ولا تلبسه منقطعة عن هذه
الدنيا تطلب الآخرة وما عند الله خير وأبقى .
مشغولة في نفسها وبيتها وعملها وطاعة ربها . لا تعرف السوق ولا طريقة
ولا تخرج من البيت الا نادرا جدا .
لدرجة أن أحد جاراتها تقول لها " يا أم محمد " لا تزورينا من غير شر نحن نزورك
أنت لا تزورين الا لأمرين أما لمرض أو عزاء .
همها الأول والأخير أن ترضي الجميع بعد رضى الله عز وجل تتحمل الأعباء
والمشاق والمصاعب بخلق عال رفيع وبساطة متناهية .
تضغط على نفسها ولا تدع مجالا للشيطان أن يدخل بين أبنائها وتحث الجميع
على المحبة والأخوة والتصافي مهما حدث من منغصات وكدر هذه الحياة
وترى أن الدنيا أقل بكثير من أن تكون سببا في الخلاف والفرقة بين الأباعد
فضلا عن الأخوان والأقارب .
وكان تعاملها مع الوالد رحمه الله ومعنا كأبناء ومع الجيران تعاملا
بخلق حسن رفيع ولباقة عالية ومحبة صادقة مع الجميع .
رابعا : صبرها واحتسابها
والدتي الغالية رحمها الله رحمة واسعة عانت كثيرا في هذه الحياة منذ الصغر
حيث فقدت عينها اليسرى وهي تعمل كما ذكرنا سابقا مع والدها رحمه الله
بالمزرعة " السليمية " بخطفة " خوصة " نخل بعد مشيئة الله تعالى .
وصبرت وأحتسبت ذلك نحسبها والله حسيبها ولا نزكي على الله أحدا .
قال صلى الله عليه وسلم :
{ يقول تعالى : إذا أخذت من عبدى حبيبتيه فصبر فله الجنة } ( حبيبتيه = عينية ) .
ثم فقدت أخويها أحمد وعبدالله في سن مبكر رحمهما الله تعالى .
تزوجت في سن مبكرة وهي لم تتجاوز سن السابعة عشرة من عمرها ومع
ذلك كانت تقوم بأعمال المنزل وأكثر وكأنها في الثلاثينات من العمر .
كانت تقريبا تقضي يومها كما ذكرنا سابقا ومن أنواع العمل في المنزل حلب
الأغنام والبقر وخض اللبن وترويبة واستخراج الزبدة والسمن منه .
وعمل القرصان والجريش والمرقوق والتاوة والصبيب وخلافة .
وتعرضت رحمها الله رحمة واسعة للحرق في حياتها ثلاث مرات نسأل الله
أن تكون لها كفارة ونجاة من حر نار جهنم اللهم آمين .
وفقدت والديها رحمهما الله رحمة واسعة وأعمامها
- ابراهيم بن عبدالعزيز التويجري
- حمد بن عبدالعزيز التويجري
- عبدالكريم بن عبدالعزيز التويجري
وأيضا فقدت جدي ناصر بن عبدالله العميم رحمه الله ثم أخي و أبنها
عبدالمحسن بن حمد العميم رحمه الله .
قال صلى الله عليه وسلم :
{ إذا مات ولد العبد يقول الله للملائكة : قبضتم ولد عبدى ؟ فيقولون نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤادة ؟ فيقولون نعم فيقول : ماذا قال عبدى ؟ فيقولون : حمدك و استرجع , فيقول الله ابنوا لعبدى بيتاً فى الجنه و سموه بيت الحمد }
ثم فقدت أختها نورة بنت يوسف التويجري رحمها الله ثم فقدت أخيها عثمان بن
يوسف التويجري رحمه الله . وعمها محمد بن عبدالعزيز
التويجري رحمه الله .
ثم صدمت بالجلطة التي أصابت أختها ورفيقة دربها تحت سقف واحد في بيت والدهما
وأيضا في بيت الزوجية عشرات السنين
أختها " خالتي " : منيرة بنت يوسف التويجري رحمها الله تعالى رحمة واسعة
ثم فقدت ابنت أختها والتي هي بمثابة أبنتها شيخة بنت ناصر العميم رحمها الله
وكانت مثالا حيا مع كل هذه المصائب العظيمة للمؤمنة الصابرة
المحتسبة الراضية بقضاء الله وقدره ولا تزيد فيها عن قول " انا لله وانا اليه
راجعون " " اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها "
خامسا : مرضها ووفاتها
كعادتها رحمها الله رحمة واسعة لا تشتكي ولا تتضجر ولا تبين لأي احد
ما اصابها طالبة الأجر والمثوبة على ذلك من الباري عز وجل .
يسري المرض في جسدها النحيل وترفض الذهاب الى المستشفى وعندما
أعياها المرض والتعب قبلت الذهاب على مضض .
تم الكشف عليها وتبين وجود السرطان وقد تمكن بأمر الله منها فتقبلت
الخبر كعادتها صابرة محتسبة راضية بما قدره الله عليها .
عانت منه كثيرا وانهك جسمها النحيل بطبعة راجعنا بها عدة مستشفيات
متخصصة ولكن بلا جدوى بأمر الله تعالى .
لها باءذن الله منزلة عند الله عز وجل لم تنالها بما قدمت من عمل في هذه
الدنيا الفانية بعد رحمة الله تعالى .
فأراد الله أن يبلغها هذه المنزلة بما أصابها نحسبها كذلك والله حسيبها ولا
نزكي على الله أحدا .
أيام حزينة وساعات عصيبة مع الرضاء الكامل بما كتبه الباري وقدره .
تم نقلها من شيء كما يقال في الخاطر فقط الى مستشفى الملك فيصل
التخصصي بالرياض وهناك بعد يوم واحد فقط من نقلها .
أسلمت الروح الى بارئها باءذن الله طاهرة نقية ناصعة البياض تذكر أختي
الكبيرة " حصة بنت حمد العميـــــــــــــم " والتي كانت برفقتها في الغرفة .
أنها خرجت منها الروح بأمر الله وهي تنظر اليها تقسم بالله أنها مبتسمة
بيضاء نقية وكأنها لا زالت على قيد الحياة . وللحديث بقية لا استطيع الاكمال
الآن فقد تحركت المشاعر لا اراديا فاللهم ارحمها واغفرلها وتجاوز عنها
وجميع موتى المسلمين اللهم آمين
الاخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب مني أحد طلبة العلم الأفاضل كتابة موجز عن سيرة الوالدة رحمها الله
رحمة واسعة ووالدي وجميع موتى المسلمين . اللهم آمين
وتحقيقا لرغبته وطلبه لأنه يعز علي كثيرا أقول مستعينا بالله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة مختصرة عن سيرة الوالدة " هيا بنت يوسف بن عبدالعزيز التويجري "
" 1353هـ الى 1422هـ "
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته اللهم آمين
أولا : مقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
تربت الوالدة رحمها الله في كنف والديها رحمهما الله
قال تعالى "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "
وقال تعالى "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "
وقال تعالى "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل قيل: (يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك)
- والدها يوسف بن عبدالعزيز التويجري رحمه الله
- والدتها لطيفه بنت عبدالله البعادي التويجري رحمها الله
في منزلهما بحرمة القديمة بباب المغيريب على طرف مجرى
السيل " وضيمة الجماعة " وكانت هي العضيد بعد الله لوالدها في
العمل بالمزرعة " السليمية " من حصاد وسقيا وخلافه
وكانت تذكر لي غفر الله لها مواقف كثيرة من حياتها تقول عن
بعضها أنها لا يمكن أن تنساها وأنها باقية في ذاكرتها .
رغم مرور عشرات السنين عليها
ثانيا : عبادتها
كانت الوالدة رحمها الله تعالى حريصة كل الحرص على طاعة الله عز وجل
وبالرغم أنها أمية " لا تقرأ ولا تكتب " الا أن ذلك لم يمنعها من تعلم كتاب الله عز
وجل وحفظ شيء من القرآن الكريم . وكانت حياتها بين صلاة وعبادة وعمل
لا وقت لديها للخمول والكسل .
تقوم رحمها الله مع أو قبل آذان الأول وتتهجد آخر الليل ونعرف مكان صلاتها
في " طاية المصلى " بسطح المنزل بحرمة القديمة بجوار جامع حرمة القديمة .
حيث يوجد به ثياب صلاتها ومصحفها .
مع المحافظة بطبيعة الحال على باقي الصلوات في أوقاتها والحرص على
متابعتنا في ذلك وحرصها المنقطع النظير على تربيتنا تربية صالحة رحمها الله .
وأيضا كثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والدعاء والصيام .
وحرصها رحمها الله على تتبع حاجات الفقراء والمساكين وحثنا على الصدقة لهم
وحبها للذهاب الى مكة المكرمة سواء للحج أو العمرة .
وحرصها على أداء المناسك بنفسها رغم المشقة وخاصـــــــــــــة مع كبر السن
ومرضها لدرجة الشفقة عليها ولكن دون جدوى تصر على أداء العبادة كاملة
غير منقوصة رغم وجود ما يبرر لها هذا النقص .
وأيضا كانت حريصة كل الحرص على حفظ اللسان وعدم الكلام في فلان وعلان
وعدم التنقص من أي أحد كان كبيرا أوصغير أميرا أو وضيعا .
وتقول كلمتها المشهورة وأيضا المعروفة " ما أحد يبي يحاسب عن أحد " عليك
بخاصة نفسك ومن تعول والأمر بالمعروف والتهي عن المنكر على قدر
استطاعتك .
اما زهدها فحدث ولا حرج
ثالثا : زهدها وحسن خلقها
بلى مبالغة الوالدة رحمها الله تعالى زاهدة في هذه الحياة ولا تعنيها بشيء
لا من بعيد ولا قريب مباشرة ما يصل اليها تنفقه بلا تردد أو تأخر في أوجه
الخير المختلفة ولا يهمها أن يكون قليلا أو كثيرا .
لا يوجد لديها سواء ثوبان أخضران ولا تعرف الذهب ولا تلبسه منقطعة عن هذه
الدنيا تطلب الآخرة وما عند الله خير وأبقى .
مشغولة في نفسها وبيتها وعملها وطاعة ربها . لا تعرف السوق ولا طريقة
ولا تخرج من البيت الا نادرا جدا .
لدرجة أن أحد جاراتها تقول لها " يا أم محمد " لا تزورينا من غير شر نحن نزورك
أنت لا تزورين الا لأمرين أما لمرض أو عزاء .
همها الأول والأخير أن ترضي الجميع بعد رضى الله عز وجل تتحمل الأعباء
والمشاق والمصاعب بخلق عال رفيع وبساطة متناهية .
تضغط على نفسها ولا تدع مجالا للشيطان أن يدخل بين أبنائها وتحث الجميع
على المحبة والأخوة والتصافي مهما حدث من منغصات وكدر هذه الحياة
وترى أن الدنيا أقل بكثير من أن تكون سببا في الخلاف والفرقة بين الأباعد
فضلا عن الأخوان والأقارب .
وكان تعاملها مع الوالد رحمه الله ومعنا كأبناء ومع الجيران تعاملا
بخلق حسن رفيع ولباقة عالية ومحبة صادقة مع الجميع .
رابعا : صبرها واحتسابها
والدتي الغالية رحمها الله رحمة واسعة عانت كثيرا في هذه الحياة منذ الصغر
حيث فقدت عينها اليسرى وهي تعمل كما ذكرنا سابقا مع والدها رحمه الله
بالمزرعة " السليمية " بخطفة " خوصة " نخل بعد مشيئة الله تعالى .
وصبرت وأحتسبت ذلك نحسبها والله حسيبها ولا نزكي على الله أحدا .
قال صلى الله عليه وسلم :
{ يقول تعالى : إذا أخذت من عبدى حبيبتيه فصبر فله الجنة } ( حبيبتيه = عينية ) .
ثم فقدت أخويها أحمد وعبدالله في سن مبكر رحمهما الله تعالى .
تزوجت في سن مبكرة وهي لم تتجاوز سن السابعة عشرة من عمرها ومع
ذلك كانت تقوم بأعمال المنزل وأكثر وكأنها في الثلاثينات من العمر .
كانت تقريبا تقضي يومها كما ذكرنا سابقا ومن أنواع العمل في المنزل حلب
الأغنام والبقر وخض اللبن وترويبة واستخراج الزبدة والسمن منه .
وعمل القرصان والجريش والمرقوق والتاوة والصبيب وخلافة .
وتعرضت رحمها الله رحمة واسعة للحرق في حياتها ثلاث مرات نسأل الله
أن تكون لها كفارة ونجاة من حر نار جهنم اللهم آمين .
وفقدت والديها رحمهما الله رحمة واسعة وأعمامها
- ابراهيم بن عبدالعزيز التويجري
- حمد بن عبدالعزيز التويجري
- عبدالكريم بن عبدالعزيز التويجري
وأيضا فقدت جدي ناصر بن عبدالله العميم رحمه الله ثم أخي و أبنها
عبدالمحسن بن حمد العميم رحمه الله .
قال صلى الله عليه وسلم :
{ إذا مات ولد العبد يقول الله للملائكة : قبضتم ولد عبدى ؟ فيقولون نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤادة ؟ فيقولون نعم فيقول : ماذا قال عبدى ؟ فيقولون : حمدك و استرجع , فيقول الله ابنوا لعبدى بيتاً فى الجنه و سموه بيت الحمد }
ثم فقدت أختها نورة بنت يوسف التويجري رحمها الله ثم فقدت أخيها عثمان بن
يوسف التويجري رحمه الله . وعمها محمد بن عبدالعزيز
التويجري رحمه الله .
ثم صدمت بالجلطة التي أصابت أختها ورفيقة دربها تحت سقف واحد في بيت والدهما
وأيضا في بيت الزوجية عشرات السنين
أختها " خالتي " : منيرة بنت يوسف التويجري رحمها الله تعالى رحمة واسعة
ثم فقدت ابنت أختها والتي هي بمثابة أبنتها شيخة بنت ناصر العميم رحمها الله
وكانت مثالا حيا مع كل هذه المصائب العظيمة للمؤمنة الصابرة
المحتسبة الراضية بقضاء الله وقدره ولا تزيد فيها عن قول " انا لله وانا اليه
راجعون " " اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها "
خامسا : مرضها ووفاتها
كعادتها رحمها الله رحمة واسعة لا تشتكي ولا تتضجر ولا تبين لأي احد
ما اصابها طالبة الأجر والمثوبة على ذلك من الباري عز وجل .
يسري المرض في جسدها النحيل وترفض الذهاب الى المستشفى وعندما
أعياها المرض والتعب قبلت الذهاب على مضض .
تم الكشف عليها وتبين وجود السرطان وقد تمكن بأمر الله منها فتقبلت
الخبر كعادتها صابرة محتسبة راضية بما قدره الله عليها .
عانت منه كثيرا وانهك جسمها النحيل بطبعة راجعنا بها عدة مستشفيات
متخصصة ولكن بلا جدوى بأمر الله تعالى .
لها باءذن الله منزلة عند الله عز وجل لم تنالها بما قدمت من عمل في هذه
الدنيا الفانية بعد رحمة الله تعالى .
فأراد الله أن يبلغها هذه المنزلة بما أصابها نحسبها كذلك والله حسيبها ولا
نزكي على الله أحدا .
أيام حزينة وساعات عصيبة مع الرضاء الكامل بما كتبه الباري وقدره .
تم نقلها من شيء كما يقال في الخاطر فقط الى مستشفى الملك فيصل
التخصصي بالرياض وهناك بعد يوم واحد فقط من نقلها .
أسلمت الروح الى بارئها باءذن الله طاهرة نقية ناصعة البياض تذكر أختي
الكبيرة " حصة بنت حمد العميـــــــــــــم " والتي كانت برفقتها في الغرفة .
أنها خرجت منها الروح بأمر الله وهي تنظر اليها تقسم بالله أنها مبتسمة
بيضاء نقية وكأنها لا زالت على قيد الحياة . وللحديث بقية لا استطيع الاكمال
الآن فقد تحركت المشاعر لا اراديا فاللهم ارحمها واغفرلها وتجاوز عنها
وجميع موتى المسلمين اللهم آمين