تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بني عبس " من جمرات العرب " تاريخهم ومعاركهم المشهورة


باحث أثار
2008-09-17, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



جمرات العرب
( بنو عبس جمرت الجمرات )

جمرات العرب هم بنو نمير بن عامر بن صعصعة , وبنو الحارث بن كعب بن علة بن جلد , وبنو ضبة بن أدم بن طابخة , وبنو عبس بن بغيض من غطفان , وإنما قيل لهذه القبائل جمرات لانها تجمعت في أنفسها ولم يدخلو معهم غيرها , والتجمير معناها : التجميع ومنه قيل : جمرة العقبة , لأجتماع الحصى فيها , وأبو عبيدة قال في كتاب التاج : أطفئت جمرتان من جمرات العرب ، بنو ضبة لانها صارت الى الرباب فحالفتها , وبنو الحارث لانها صارت الى مذحج فحالفتها ، وبقيت بنو نمير وبنو عبس الى الساعه لم تحالف ولم يدخل بينهما أحد .


=============
عن مرجع كتاب ( العقد الفريد )
للمؤلف / آبي عمر بن أحمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي
============



يشير بعض النسابون عن سلالات عبس وغطفان أنه هناك من هم قد سادوا أو كان لهم شي من البروز

والمقصود من أولئك إما الشخصيات الإسلامية من عبس وغطفان أو غيرها على سبيل ذلك وقد ذكر

العياد في كتابه الاتجاه الأسلامي في الشعر السعودي ص 49 حاشية أن من أولئك خالد بن هرم بن

سنان وعنترة بن شداد وحذيفة بن اليمان الصحابي الجليل. يقول ومنهم زهير بن جذيمة بن رواحة

سيد عبس حتى شملت غطفان ومنهم غرة بن حصين بن فضالة بن زهير . وقد ذكر المؤرخون امثال

الطيب وغيره أن منه

مقيس بن زهير أمير عبس وداهيتها

عمارة بن زياد العبسي وكان واسع الجود

حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل

قبيصة بن ضبيعة العبسي

نائل بن فروة

لمحدث والحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي محدث الكوفة

وقد ذكر الشاعر حميد بن فحيمان الذيابي مؤلف كتاب مدينة الاشعار مع شواهد الاخبار حيث قال

ومن الشخصيات الأسلامية من بني عبس

عنترة بن شداد

فارس العرب المشهور والشاعر المجيد من بني غالب بطن من عبس وهو عنترة بن شداد بن معاوية

بن قراد بن مخزوم بن مالك بن غالب

الحطيئة وأسمه جرول بن مالك شاعر أموي من أشهر الشعراء في عصره وهو من بني غالب

عروة بن الورد الشاعر الصعلوك من اشهر صعاليك العرب وعدائيها

جعدة بن هبيرة الصحابي رضي الله عنه من أشجع وهو بطن من غطفان

وأشجع هذا كان له من بكر وسليم وعمروا وكانوا هم عرب المدينة المنوره

وسيدهم معقل بن سنان

الصحابي رضي الله عنه

زاهر بن حرام الاشجعي الصحابي رضي الله عنه من بني اشجع من غطفان

شهد معركة بدر وكان يسكن البادية فإذا اتى الرسول صلى الله عليه وسلم لا
يأتيه إلا بطرفه

فقال صلى الله عليه وسلم إن كان لكل حاضرة بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرامن

عيم بن مسعود الصحابي رضي الله عنه

من بني قنفذ بطن من اشجع من غطفان أسلم يوم الأحزاب وكاد للمشركين مع النبي صلى الله عليه

وسلم جزء بن ضرار الصحابي رضي الله عنه

أخو الشماخ بن ضرار رضي الله عنه الشاعر الذي رثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اغتاله

أبو لؤلؤة المجوسي في قصيدة منها


يكاد العوان البكر يلقي جنينها = نثا خبر فوق المطي معلق

هرم بن سنان من بني مرة

مرة بطن من ذبيان وهو سيد قومه في الجاهلية وهو الذي تكفل بدفع ديات القتلى في حرب داحس

والغبراء التي أستمرت أربعين سنة مما أدى إلي فض النزاع بين الطرفين وقال فيه زهير بن أبي
سلمى


من يلق يوما على علاته هرماً = يلق السماحة منه والندى خلقاً


حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل رضي الله عنه من بني قطيعة بطن من بني عبس

أبو اليريس الشاعر من رازم بطن من ذبيان

وفي بني رازم قال الشاعر حصين بن الحمام


فلولا رجال من رازم بن مازن = وآل سبيع أو أسول علقم

عبيد الله بن موسى العبسي0

التعريف به:- هو ابن أبي المختار عبيد بن موسى العبسي 0 الإمام الحافظ العابد أبو محمد

العبسي 0 أول من صنف المسند على ترتيب الصحابة بالكوفة 0 ولد رحمه الله في حدود عام

(120هـ) مائة وعشرون للهجرة0 كان من حفاظ الحديث مجوداً للقرآن تلا على حمزة الزيات0 و

عيسى بن عمر الهمداني0 وعلى بن صالح بن حىّ0 وتصدر للإقراء والتحديث 0وثقه ابن معين وجماعه

وحديثه في الكتب السته 0 قال أبو حاتم : ثقة صدوق حسن الحديث 00الخ0وقال أحمد العجلي :

ثقة رأس في القرآن عالم به0 قال: ابن سعد مات في ذي القعدة سنة ثلاث عشر ومائتين 0رحمة

الله وغفر الله لنا وله ولجميع المسلمين 0راجع كتاب الذهبي / سير أعلام النبلاء المجلد التاسع

ص 553 والله أساله التوفيق 0

علي بن عبدالعزيز الشاعر من بني ثعلبة بطن من ذبيان ومواطنهم النخيل والمرير من أعالي شعيب

الحناكية

النابغة الذبياني الشاعر الجاهلي وأحد شعراء المعلقات وشاعر النعمان بن المنذر ملك الحيرة

وصاحب الأعتذاريات وقد توفى سنة 18 قبل الهجرة

سمرة بن جندب الصحابي رضي الله عنه من بني شمخ بطن من بطون فزارة وفزارة بطن من ذبيان من

غطفان الحارث بن ظالم من بني مرة من ذبيان كان من دهاة العرب

العباس بن مرداس السلمي الصحابي رضي الله عنه من بهته من سليم

الربيع بن عنقب الشاعر من بني الشعرا من فزارة

حصين بن بدر الفزاري الصحابي رضي الله عنه من بني فزارة من ذبيان من غطفان


لكل أناس حاتم يعرفونه=وحاتمنا يوم الحمالة هيثم


الهيثم بن مبشر الكريم الجواد الذي قال فيه بن يسار الشاعر
http://www.bani-rasheed.biz/18.htm (http://www.bani-rasheed.biz/18.htm)


حرب داحس والغبراء من أشهر الحروب أوسعها في العصر الجاهلي وقد أستمرت تلك الحرب قرابة الأربعين سنة بين عبس وفزارة وهم أبناء عمومة فقد أمتدت الحرب حتى شملت غطفان وغيرها وهم الآن اي عبس وفزارة إحدى بطون قبيلة بني رشيد اليوم التي أنضوي بها معظم القبائل الغطفانية . وقد كان لبني رشيد غير ذلك من ايام في الجاهلية وهي

حرب داحس والغبراء : كانت لعبس على فزارة وذبيان

يوم ذي قار : كان بين عبس وذبيان ابني بغيض وهو غير ذي قار المشهور بين بكر بن وائل والعجم

يوم الهباءة : كان لعبس على فزارة

يوم جبلة : بين عبس وذبيان

يوم السوبان : كان بين بني عبس وحنضلة من تميم

يوم يسيان : كان لبني عبس وحنظلة بن تميم

يوم النتأه : كان لعبس على بني عامر هوازن

يوم ذات الرموم : كان لبني عامر هوازن على بني عبس

يوم عراعر : كان لعبس على كلب بن وبرة

يوم أقرن : كان بين عبس وتميم

يوم الأثل والأرطى : كان بين عبس وبين جشم من هوازن

يوم الفروق : كان بين عبس وبين سعد بن زيد مناة من بني تميم

يوم السليل : كان بين عبس وبين أسد



أسباب معركة داحس والغبراء
***************
ذكر ابن الاثير ان قيس بن زهير بن جذيمة العبسي سار إلى المدينة ليتجهز لقتال عامر والاخذ بثأر أبيه فأتى أحيحة بن الحلاج يشتري منه درعاً موصوفة فقال له لا أبيعها ولولا أن تذمني بنو عامر لوهبتها منك ولكن اشترها بابن لبون ففعل ذلك واخذ الدرع وتسمى ذات الحواشي ووهبت أحيحة أيضاً ادراعاً وعاد إلى قومه وقد فزع من جهازه فاجتاز بالربيع بن زياد العبسي فدعا إلى مساعدته على الأخذ بثأر فأجابه إلى ذلك فلمل أراد فراقه نظر الربيع إلى عيبته , فقال : مافي حقيبتك فقال متاع عجيب لو أبصرته لراعك وأناخ راحلته, فأخرج الدرع من الحقيبة فأبصرها الربيع فأعجبته ولبسها فكانت في طوله فمنعها من قيس ولم يعطه إياها فترددت الرسل بينهما في ذلك , ولج قيس في طلبها ولج الربيع في منعها , فلما طالت الايام على ذلك سيُر قيس أهله إلى مكة وأقام ينتظر غرة الربيع , ثم إن الربيع سير إبله وأمواله إلى مرعى كثير الكلأ , وامر اهله فظعنوا وركب فرسه وسار إلى المنزل , فبلغ الخبر قيساً فسار في أهله وأخوته فعارض ظعائن الربيع وأخذ زمام أمه فاطمة بنت الخرشب وزمام زوجته , , فقال فاطمة أم الربيع ماتريد يا قيس؟

قال أذهب بكن إلى مكة فأبيعك بها بسبب درعي قالت: وهي في ضماني وخل عنا ففعل فلما جاءت إلى ابنها قالت له فى معنى الدرع,فحلف أنه لايرد الدرع ,فأرسلت إلى قيس أعلمته بما قال الربيعه فأغار على نعم الربيع فاستاق منها أربعمائة بعير , وسار بها إلى مكة فباعها واشترى بها خيلاً , وتبعه الربيع فلم يلحقه , فكان فيما أشترى من الخيل داحس والغبراء

وقيل : أن داحساً كان من خيل بني يربوع , وأن أباه كان أخذ فرساً لرجل من بني ضبة يقال له أنيف بن جبلة , وكان الفرس يسمى السبط وكانت أم داحس لليربوعي , فطلب اليربوعي من الظبي أن ينزى فرسه على حجره فلم يفعل , فلما كان الليل عمد اليربوعي إلى فرس الضبى. فأخذه فأنزاه على فرسه , فاستيقظ الضبى فلم يرى فرسه فنادى في قومه فأجابوه وقد تعلق باليربوعي فأخبرهم الخبر , فغضبت ضبه من ذلك فقال له لا تعجلوا دونكم نطفة فرسكم فخذوها فقال القوم قد أنصف فسقط عليهل رجل من القوم فدس يده في رحمها فأخذ مافيها فلم تزد الفرس الا لقاحاً , فنتجت مهراً فسمى داحساً بهذا السبب , فكان عند اليربوعي ابنان له, وأغار قيس على بني يربوع فنهب وسبى , ورأي الغلامين أحدهما على داحس , ولآخر على الغبراء فطلبهما فلم يلحقهما فرجع وفي السبي أم الغلامين واختان لهما وقد وقع داحس والغبراء في قلبه , وكان ذلك قبل أن يقع بينه وبين الربيع ما وقع ثم جاء وفد بني يربوع في فداء الاسرى والسبي فأطلق الجميع إلى أم الغلامين وأختيهما , وقال: إن أتاني الغلامان بالمهر والفرس والغبراء وإلا فلا , فامتنع الغلامان من ذلك , فقال شيخ من بني يربوع كان أسيراً أبياتاً فبعث فيها إلى الغلامين وهي

أن مهراً فدا الرباب وحملا * * * وسعاد الخير مهر أناس

ادفعوا داحساً بهن سراعاً * * * إنها من فعالها الاكيـاس

دونـها والذي يحج له * * * سبـايا يبعن بالأفـراس

أن قيس يرى الجواد من الخيل * * *حياة في متلف الانفاس

يشتي الطرف بالجراجرة * * * الجلة يعطي عفواً بغير مكاس

فلما انتهت الابيات إلى بني اليربوع قادوا الفرسين إلى قيس واخذوا النساء , وقيل ان قيساً انزى داحساً على فرسه له فجاءت بمهرة فسماها الغبراء , ثم إن قيساً أقام بمكة فكان أهله يفاخرونه , وكان فخوراً , فقال لهم نحو كعبتكم عنا وحرمكم وهاتوا ماشئتم , فقال له عبدالله بن جدعان: إذا لم نفاخر بالبيت المعمور وبالحرم الآمن فبم نفخارك؟ فمل قيس مفاخرتهم وعزم على الرحله عنهم لانهم قد كرهوا مفاخرته

ولعل من اعظم الأسباب والتي سميت بها المعركه على أسماء الخيول التي هي داحس والغبراء هو الرهان الذي جاء على فرسن من خيل قيس وفرسين من خيل حذيفه والرهن عشرة أذواد وقيل أن ان حذيفة قال على ما أراهنك وقال قيس على خيلك داحس والغبراء وقال قيس داحس أسرع وقال حذيفة الغبراء أسرع وقال لقيس أريد أن أعلمك ان بصري بالخيل أثقب من بصرك والأول اصح فقال له قيس نفس في الغايه وأرفع بالسبق فقال حذيفه الغايه من ابلى إلى ذات الأصاد وهو قدر مائة وعشرين غلوه والسبق مائة بعير فلما فرغوا قادوا الخيل إلى الغايه زحشدوا ولبسوا السلاح وتركوا السبق على يد عقال بن مروان وأعدوا الامناء واقام حذيفه رجلا من بني اسد في الطريق وامره أن يلقي داحساً في وادي ذات الارصاد إن مر به سابقاً وقد هم السباق وسبقها داحساً سبقاً بينا فعل ذلك الرجل ما امر به وأنتهى السباق بسبق الغبراء وقال حذيفه سبقتك ياقيس ولقد كانت هذه اول شراره لما علم قيس من الناس فعل حذيفه وغدره وقد نشبت بعد ذلك الحرب على مدى أربعون سنه وهى لها من الايام والغزوات والقصص ما لا يتسع ذكره ولقد كانت تلك الحرب من اكبر المعارك التي عرفها التاريخ
http://www.bani-rasheed.biz/17.htm (http://www.bani-rasheed.biz/17.htm)

ما قاله المؤرخون عن عبس وغطفان


قال : بنو غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر : ولد غطفان : ريث عبد العزي ، بدل رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه ، فسماه عبد الله بن غطفان ، منهم عقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبدالله بن غطفان ، أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ، وهاجر إلى مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هاجر إلى المدينة ، وكان حليفاً لبني الحبلي ، وهم بنو سالم بن غنم ، من بني عوف بن الخرزج من الأنصار ، ومنهم ضرار بن عمرو ، المتكلم ، أحد شيوخ المعتزلة ، وكانت فيه ثلاثة أعاجيب : كان معتزلاً كوفياً ، وكان عربياً شعوبياً ، وزوج ابنته من علج أسلم ، وكان يختلف إليه ، ومات وله تسعون سنة ، ومنهم : سالم بن دارة الشاعر ، ومنهم كان بإشيلية (الأندلس) ، بقرية قرشانة من الشرف ، الطفيل بن العباس بن معاوية بن المضاء بن المهلب بن معاوية بن محمد بن الكوثر بن يزيد بن زهدم بن الأدهم بن مالك بن عبد الله بن غطفان .



... مضى بنو عبد الله بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان .

وهؤلاء بنو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان :

ولد ري بن غطفان : أهون ، هم مع بني ثعلبة بن سعد ، ومازن ، وهم مع بني شمخ بن فزارة ، وأشجع ، وبغيض .

وهؤلاء بنو أشجع بن ربث بن غطفان :

منهم : معقل بن سنان بن مظاهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن أشجع ابن ريث ، له صحبة ، وهو كان على المهاجرين يوم الحرة ، قتله مسلم بن عقبة المري الغطفاني ، لعنه الله – يومئذ صبراً ، ففي ذلك يقول القائل ..

وأصبحت الأنصار تبكي سراتها

وأشجع تبكي معقل بن سنان



ومنهم : هذيل بن عبد الله بن سالم بن هلال بن الحراق بن زبينة بن عصيم بن زبينة بن هلال بن عيش بن خلاوة بن سبيع بن أشجع الشاعر ، الذي هجاء أبو ليلى وغيره من فقهاء الكوفة ، ورجيلة بن عائد بن مالك بن حبيب بن نبيع الثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن أشجع ، رئيس أشجع يوم الأحزاب ، ونعم ابن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع ، له صحبة وهو الذي شتت جموع الأحزاب – رضي الله عنه – وعقبة بن حليس بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن أشجع ، جعلت على يديه الرهان يوم داحس والغبراء ، والحارث بن جميل بن نشبه بن قراط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن أشجع ، بدري . ومنهم : نبيط بن شريط بن أنس بن مالك بن هلال ، له صحبة ، وابنه سلمة بن نبيط ، تابعي .

مضت بنو أشجع بن ريث بن غطفان .

وهؤلاء بنو بغيض بن ريث بن غطفان .

ولد بغيض بن ريث : أنمار ، وعبس ، وذبيان ، فمن بني أنمار بن يغين بن ناطمة بنت الخرشب الأنمارية ، التي ولدت الكلمة من بني عبس ، ومنهم صخر ، بناحية قرمونة (الأندلس) .



وهؤلاء بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان :

ولد عبس : قطيعة ، ووزدة ، والحارث ، وغالب ، وورقة ، منهم :

خالد بن برد ، ولاء الوليد دمشق ، وهو من بني يربوع بن مازن بن الحارث ابن قطيعة بن عبس ، ومن ولد ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عمر بن رواحة ، وروح ، وعبيد ، بنو ربيعة بن مازن ، فولد رواحة ، جذيمة ن وخلف وعمرو ، وعمير ، ولقبه عفير ن وخالد ، وحنظلة : فمن ولد جذيمة بن رواحة : زهير ابن جذيمة سيد بني عبس وجميع غطفان ، وأسيد ، وزنباع ، وحذيم ، وقيس بنو جذيمة ، فولد زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس : قيس ، صاحب حرب داحس وغبراء ، والحارث بن زهير ، قتلته كلب يوم عراعر ، وشأس بن زهير ، قتله رباح بن الأشل من غني ، ومالك بن زهير ، قتلته فزارة ، وعوف بن زهير ، قتلته أيضاً فزارة وورقاء بن زهير ، والحصين ، قتله رباح بن الأشل أيضاً ، وخداش ن وجرير ، وكثير : أمهم تماضر بنت الشريد السلمية . فمن بني قيس بن زهير : المساور بن هند بن قيس بن زهير الشاعر ، وأسود بن حبيب بن جمانة بن قيس بن زهير ، شهد مع علي بن أبي طالب جميع مشاهده ، وولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير ، أم الوليد وسليمان بن عبد الملك بن مروان (الخليفة الأموي) ، وابن عمها القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير ، الذي نسبت إليه حيار بني القعقاع ، مدينة بالشام لبني عبس ، وأخوه الحصين بن خليد ، كان سيداً بالشام ، وقرة بن حصين بن فضالة بن الحارث بن زهير ، له صحبة ، وبعثة عليه الصلاة والسلام إلى بني هلال بن عامر (هوارن) داعياً إلى الإسلام ، فقتلوه – رحمه الله – وسليط بن مالك بن زهير أحد العشرة الذين قاموا مع خالد بن سنان في إطفاء النار . وكان قبل الإسلام حرب بالبادية بين بني مالك بن زهير وبين قيس بن زهير . ومن بني نباع بن جذيمة : مروان القرظ بن رنباع بن جذيمة بن رواحة ، وابنه الحكم بن مروان ، وكان مروان يغير على أهل القرظ ، فنسب إلى ذلك . ومن بني حذيم بن جذيمة بن رواحة : شريح ابن أوفى بن يزيد بن زاهر بن جزء بن شيطان بن جذيم بن رواحة قُتل يوم النهروان ، وفيه قيل :



أقتلت همدان يوماً ورجل .

وابن عمه أبي عمارة بن جء بن شيطان ، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد .

.... ومضت عبس بن بغيض .

وهؤلاء بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن غطفان .

منهم : خزيمة بن نصر ، وغطفان وسنان ، أبنا أبي حارثة بن مرة بن نشبه بن غليط ، فمن ولد غطفان بن أبي حراثة : الشاعر المشهور أرطأة بن سهية ، وهي أمه وأبوه أسمه زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن غطفان المذكور ، ومن بني غطفان : هرم بن سنان ، الذي مدحه زهير الشاعر ، ويزيد ، وخارجة ، وفي ولد خارجة بن سنان بن أبي حارثة ، وإلي خرسان ، وكان له عقب بألبيرة بالأندلس رياسة ، ثم خملوا ، وخريم الناعم ، وهو ابن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سبيب بن البرصاء ، وهو شبيب بن يزيد بن حمزة بن عوف بن أبي حارثة ، وأمه أمامة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة ، يقال إن رسول الله صلى علله وسلم طلبها ، فقال أبوها : إن بها بياضاً ، يريد البرص ، ولم يكن بها شيء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتكن كذلك) فبرصت ، فلذلك سميت البرصاء ، وأسمها قرصافه ، أختها عمرة العوراء ، هي أم عقيل بن علفة المذكور بعد هذا . ومنهم : الفاتك بن الخريف عبيد بن نشبة بن غيظ ، وهو الذي علم الحارث بن ظالم الفتاكة .

ومن بني يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف : النابغة الذبياني الشاعر ، وهو يزيد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ ، وأخوه الحارث بن معاوية بن ضباب ، وللنابغة عقب بمصر ، ومن ولد الحارث هذا : عقيل بن علف بن الحارث بن معاوية ، الذي خطب إليه عبد الملك بن مروان بعض بناته لبعض أولاد عبد الملك ، فقال له عقيل : (إن كان ولابد فجنبين هجاءك) وخطب إليه نسمان بن حيان ، وهو أمير المدينة ، أحدى بناته ، فقال له : أبكرة من إبلي أليها ! فأمر بإخراجه على أسوأ أحواله ، وهو القائل :

إن بني ضرجوني بالدم

من يلق أبطال الرجال يكلم

شنشة أعرفها من أحزم



وتزوج أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك بن مروان ابنته الجرباء بنت عقيل وهي ثيب من ابن عمها ، فولد له أبناً مات صغيراً ، وتزوج عمرة بن عقيل سلمة ابن عبد الله بن المغيرة المخزومي (قريش) فولدت له يعقوب بن سلمة ، والد أم سلمة امرأة العباس السفاح (مؤسسة الدولة العباسية) وتزوج أم عمرو بنت عقيل يحي بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، فمات عنها ، فتزوجها أخوه خالد ابن الحكم ، ثم مات عنها ، فتزوجها أخوهما الحارث بن الحكم . وكان لعقيل بن علفة من الولد الذكور : علفة ، والعملس ، والمتعسر ، وجثامة ، وحصين بن ضمضم بن ضباب بن جابر بن يربوع ، الذي ذكره زهير في شهره .

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم


وحصين هذا ابن عم النابغة لحا ، ابنا أخوين ، والحارث بن ظالم بن جذيمة ابن يربوع بن غيظ ، الفاتك المشهور ، والشاعر ابن ميادة ، وهو الرماح بن ميادة بن برد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة بن سلمى بن ظالم ، أخي الحارث بن ظالم ، وكانت أم ثوبان ، جد الرماح ، وإخوته : العوبثان وبريض ، وناعصة ، بني سراقة – سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى الشاعر ، وعامر بن ضبارة ، وهو من بني الحارث بن مالك بن عقبة بن رياح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع ابن غيظ بن مرة بن عوف ، صاحب يوم الحرة – لعنه الله – وهو مسرف ، ورباح ابن عثمان بن عوف بن حيان بن عثمان بن معبد بن شداد بن نعمان بن رباح بن أسعد ، ولي المدينة المنورة للمنصور ، وعليه قام محمد بن عبدالله بن الحسن ، فقتل رباح ، وولي أبوه عثمان المدينة لبني أمية أيضاً . وغالب بن عوف من بني ربيعة ابن عامر بن مالك بن مرة بن عوف ، وهو الذي قطع الحلف بين بني أسد وذبيان .

ومن بني سهم بن مرة : الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مساب بن حرام بن واثلة بن سهم بن مرة ، ومن بني صرمة بن مرة : هاشم بن حرملة بن إياس بن مربط بن صرمة بن مرة سيد غطفان .

ودار بني مرة بالأندلس : البيرة ، ولهم بإشبيلية أهل بيت واحد ، وهم بنو عوف بن مرة بن ديم بن زيد بن المختار بن المخشي بن عمرو بن الجراح بن معاوية بن خصيلة بن عدي بن سعد بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان ، عقد معه الأمير محمد علي أشبيلية ، وعقد أيضاً لامرأته عليهم ، تعصباً للمضرية ، إذ عليهم رجل يماني باليمانية وكثرتها ، وكان قد افتقر حتى صار يعاني وعمل الفخار ، ومن بني دهمان بن عوف ، أخي مرة بن عوف ، أبو غطفان كاتب عثمان بن عفان – رضي الله عنه ، وروي عنه الحديث .

.... مضى بنو سعد بن ذبيان بن بغي بن ريث بن غطفان .

وهؤلاء بنو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ربث بن غطفان :

وثعلبة بن سعد عم مرة . وفزران بن ذبيان : عم ثعلبة . وعبس بن بغيض عم فزارة . وأشجع بن ريث : عم عبس . وعبد الله بن غطفان : عم أشجع وأعصر بن سعد : عم عبدالله . وعمرو بن قيس : عم أعصر .

فولد فزارة بن ذبيان : عدي ، ومازن ، وشمخ ، ومرة وهم بنو منولة نسبة إلى أمهم ، وهي من بني تغلب (وائل) فمن بني عدي بن فزارة : بغيض بن مالك ابن سعد بن عدي بن فزارة ، اجتمعت عليه قيس في الجاهلية . ومن بني بغيض مالك هذا : يزيد بن عمر بن هبيرة بن معيه بن محمد ، وليزيد بن عبد الملك ابن بني امية ) وقتل معه ابنه داود بن يزيد . ولابن هبيرة عقب بالبصرة ، والربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض بن مالك الذي طال عمره وقال :

أصبح عني الشباب مبتكراً

إن بنا عني فقد ثوى عصراً

أصبحت لا أحمل السلاح ولا

أملك رأسي البعير إن نفرا

والذئب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرياح والمطرا

وعبد الرحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن خارجة بن حرام بن سعد ابن عدي بن فزارة ، قاد الصوائف ، وله يقول القائل :

أقم بابن مسعود قناة صليبة

كما كان سفيان بن عوف يقيمها

والحصين بن جندب بن خنيس بن خرجة ، كان سيد أهل البادية ، واعتزل حرب كلب مع فزارة يوم بنات قين ، وكردم بن شعثة ، بن زهير بن خديج بن جزيم بن سعد بن عدي وهو الذي طعن دريد بن الصمة الجشمي من (هوران) يوم قتل عبدالله بن الصمة ، وأخوه كيز بن شعثة .

ومن بني خزامة بن لوران بن ثعلبة بن عدي بن فزارة : عدي بن أرطأة ، والي البصرة لعمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – وبنو جساس بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي ، أربعة أبداً لا يزيدون ، وأما بنو بدر بن عمرو ابن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة ، فهم بيت فزارة وعددهم وبنوه : حذيفة ، الذي يقال له رب معد ، وحمل ، المقتولان يوم الهباء ، ومالك ، وعوف المقتولان في أمر داحس والغبراء ، الحارث ، وربيعة ، وزبان ، وزيد ، سادوا كلهم .

فأما حمل فلم يعقب . وولد حذيفة : حصن بن حذيفة ، وشريك بن حذيفة ، وعقبة بن حذيفة ، فولد عقبة : حجر ، وغيره ، وولد ورد : حبيب ، وغيره ، وولد حصن عشرة ذكور منهم قيس بن حصن ، وعيينة بن حصن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسميه الأحمق المطاع ، وخارجة بن حصن ، وحسان بن حصن ، وجابية بن حصن ، وعقبة بن حصن ، وعمرو بن حصن . فولد عمرو بن حصن : عبد عمرو كان سيداً . وولد عيينة بن حصن : عمران وعلي ، وسعيد ، وعقبة ، وحبيب ، وزيد ، وعنبة فولد عمران بن عيينة مسعدة ، وأبان ، وضبيعة ، وعبد الله ، فولد عبد الله الجعد بن عبدالله قتله حميد بن بحدل الكلبي فيمن قتل من فزارة ، وقتل أيضاً زيد بن عيينة . وولد عنبسة بن عيينة : حرب ، وناشرة ، وحبيت ، وبشر ، وخليفة ، وعنيسة .

وولد ربيعة بن بدر : أم قرفة ، وهي التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بقتلها ، فقتلها وقتل جميع بنيها ، وكانت تحت مالك بن حذيفة بن بدر ، فولدت منه : خرشة ، وجبلة ، وحكمة ، وقرفة ، ومعاوية ، وأرطأة ، وحصين وعبيد ، وشهبراء ، وقيس ، وحصين ، وزفر ، ومرثد ، منهم أمير مصر لمروان بن محمد الأموي ، وهو المغيرة بن عبد لاله بن المغيرة بن عبد الله بن مسعدة بن حكمة المذكور بن مالك بن حذيفة ، وأبناه : عبد الله أبو مسعدة ، وكان فاضلاً ، والوليد بن عبد الرحمن بن مسعدة بن حكمة المذكور كان من جلساء عبد الملك بن مروان ملازماً له بالشام ، قتل حبيب بن عيينة بن حصن ، أبو قتادة الأنصاري – رضي الله عنه – يوم ذي قرد ، وسعيد بن أبان بن أبي عيينة بن حصن القائم بحرب فزارة مع غالب بن وبرة يوم بنات قين (وكان لفزارة على كلب .. وهو بعهد الأمويين) وكان مسالماً لم يدخل في ذلك حتى صح عنده عهد بني كلب ما يوجب قتلهم ، وقتله عبد الملك بن مروان الأموي صبراً .

ومنهم : ركضة بن علي بن عيينة بن حصن بن يعقوب بن جعفر بن أبان بن سعيد بن عيينة بن حصن بن حذيفة ، ومسعدة بن عمار بن أبان بن سعد بن عيينة بن حصن ، وجلهمة بن الحصين بن شريك بن حذيفة ن ويزيد بن إياس بن الوليد بن سعد بن عيينة بن حصن ، وأسماء بنت مارجة بن حصن بن حذيفة ، من سادات أهل الكوفة ، ومن ولده : الفقيه الفاضل وإسحاق الفزاري ، فقيه الثغر ، وهو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بنت خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، وابن عمه لحا المحدث الثقة المشهور ، ومروان ابن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن والشاعر عويف القوافي بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة قاتل عربجة بن مصاد الكلب ، والحر بن قيس ابن حصن بن حذيفة ، كان له منزلة عند عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وكان فاضلاً من القراء . ومن بني مازن بن فزارة بن ذبيان : منظور بن زياد بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة ، وابنته خولة تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – بعد محمد بن طلحة – رضي الله عنه – وابن عمه لحا : هرم بن قطبة بن سيار بن عمرو ، الذي تحاكم إليه علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل ، وخالد بن دثار بن كرز بن قطبة بن سيار ، الذي ركب إلى عبد الملك بن مروان شاكياً بما فعل حميد بن يحدل الكلبي ، ومنظور بن زياد بن سيار هذا دعته بني فزارة إلى أن يقودها يوم بنات قين إذ فعلوا ما فعلوا ببني كلب يومئذ ، فأبي وكان ناسكاً ، وحلحلة بن قيس بن سيار بن عمرو بن فزارة ، قتله عبد الملك بن مروان صبراً لقيامه بحرب فزارة مع كلب يوم بنات قين مع سعيد بن أبان بن عيينة ، وقال إذ قدمهما للقتل ، وقد قال لهما بشر ابن مروان وكان صهره معهما ، لأن أمة قيسية من بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوران بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ، ثم ولد أبا براء ملاعب الأسنة ، قال : أصبر سعيد وأصبر حلحلة ، قال أحدهما :

أصبر من عود بدفيه الجلب

قد أثر البطان فيه والحقب

وقال الآخر :

أصبر من ذي ضاغط معرك

ألقى بواني زوره للمبرك

ومنهم سعيد بن أبان ، وكان متديناً متورعاً ، لم يغز كلب بن وبرة يوم بنات قين عصبية لقيس عيلان ، لكن حتى شهد عنده أنهم لا يدينون بدين وأنهم يطئون الحيض فغزاهم حيئذ . ومن بني شمخ بن فزارة : المسيب بن نجبة بن ربيعة بن غوث بن هلال بن شمخ بن فزارة ، أحد أمراء التوابين يوم عيد الوردة ، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وإخوته مروان ، وحكيم ، ومرئد ، وجبار ، وقرفة ، وحكمة ، وزمعة ، بنو نجيبة ، وكان مرثد منهم من أصحاب خالد بن الوليد شهد معه فتح الجزيرة (ما بين العراق والشام) واليرموك ، وكان على مقدمته يوم فتح دمشق ، فقتل يومئذ ، وأبناء : كردم وصفوان ابنا مرثد ، وابن ابنه هشام بن صفوان بن مرثد ، كان سيداً ، والحكم بن مروان بن نجبة ، قتل مع عمه يوم الوردة ، وكثير بن زياد بن شأس بن ربيعة ، أخونجبة بن ربيعة ، له صحبة ، ومالك بن خمار بن حزن بن عامر بن عمرو بن جابر بن خشين ذي الرأسين بن ألي بن عصيم بن شمخ بن فزارة ، كان سيداً ، وكان أبوه أو جد عمرو بن جائز بن من كل أسير اسرته غطفان ، إذ أخذ فداءه بكرتان (من الإبل) والربيع بن عميلة بن كلدة بن هلال بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين كان هو وأبوه سيدين ، وسمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عامر بن عمرو بن جابر ، الصحابي المشهور –رضي الله عنه – وله عقب بالبصرة ، منهم كان الفزارة المنحم واسمه محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب ، وجعفر بن عبدالله بن محمد بن جعفر بن سعيد بن سمرة بن جندب (محدث) ، وبشر بن الحسين بن سليمان بن سمرة بن جندب .

لم تبرح بنو عبس ديارهم في جزيرة العرب من الجاهلية حتى الوقت الحاضر وسنتطرق لها بالقادم

يتبع

باحث أثار
2008-09-17, 09:46 PM
" ديار عبس وغطفان بين الامس واليوم "

نشرة مجلة رؤى من النادي الأدبي في حائل بالمملكة العربية السعودية بحثاً للدكتور عبد الرحمن الفريح أكد في هذا البحث القيم ارتباط بني عبس من العهد الجاهلي بمواقع غطفان المنيعة ، وكما نرى سلائل عبس وغطفان من قبيلة بني رشيد يسيطرون حتى الوقت الحاضر على معظم الديار التي ما زالت تحفظ بأسمائها القديمة .

يقول الدكتور الفريح تحت عنوان ( فدك وأمكنة أخرى) .

في أشعار النابغة واعتذارياته وصف للديار الغطفانية في فدك وما حولها من الرار والسهول ، قال النابغة :

فإن منزلي وبلاد قومي

جنوب قنا هنالك فالهضاب

وقنا في عمق بلاد غطفان وهي لنبي فزارة وذبيان خاصة ، ولا تزال تحنل اسمها القديم جوار مدينة السليمي بحائل ، وقنا في الأصل جبل لها الآن ذات نخل تحمل اسم الجبل نفسه .

أما أولى اعتذريات النابغة من النعمات فيه :

إني أبيت اللعن أنك لمتني

وتلك التي أهتم منها وأنصب

وفي هذه الاعتذارية ذكر لعدد من البلدان الغطفانية القيسية المضربة في فدك وما جاورها مثل .

القديمة أو مع قليل من التحريف ، ويثقب اسمه الآن أثقب جبل في شمال ليس بالبعيد عنها .. قال النابغة متباهياً بحصانة بلاده الغطفانية :

إما عصيت إني غير منفلت

مني اللصاب فجنباً حرة

إذ أصنع البيت في سوداء مظلمة

تقيد العير يسرى بها

ندافع الناس عنها حين نركبها

من المظالم تدعى أم صبار

وأم صبار هي الحرة : الأرض البركانية السوداء ، وهي اللابة باللسان العربي الفصيح ، وقد انتقل هذا اللفظ ( lava ) إلى الإنجليزية عن طريق الاسبانية .. قال النابغة يخاطب عامر بن الطفيل الكلابي أحد فرسان العرب المشاهير ، وزعيم بني عامر من هوران القيسية المضرية العدنانية :

لو عاينتك كمائنا بطوالة

بالحزوربة أو بلابة ضرغد

لثويت في قد هنالك موثقا

في القوم أو لثويت غير موسد

وحرة النار هي أعظم الحرار في جزيرة العرب موزعة على أسماء عدة أهمها : حرة فدك في جنوبها وجنوبها الشرقي ، وحرة ضرغد في شمالها ، وهذه الأخيرة تنقطع شمالاً بضغن عدنه حيث جنفاء المعروفة الآن باسم الشملي والمعدودة قديماً من أ÷م البقاع الفزارية الذبيانية الغطفانية ، إذ فزارة في شمال الحرة ومرة في وسطها .. والحرة من أمنع الأمكنة لعجز الغزاة عن التوغل فيها .

ومن اعتذاريات النعمان قوله :

عفاذ وحسي من فرتني فالفوارع


فجنبا أريك فالقلاع الدوافع

النابغة إذ النابغة مري ذبياني .. والعلم لا يزال يحمل اسمه القديم في جنوب منطقة حائل بقرب الحليفة إلى الجنوب الشرقي منها .. أما حس فهو أحساء في وادي الرمة قالوا : إن ماءها كان لا ينقطع في القيظ إذا رويت في الشتاء وورد ذكرها في حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان من غطفان وتُعرف الآن باسم العجاجة إلى الشمال الشرقي من حائل .

قال حمد الجاسر عنها في معجم شمال المملكة .. أما ضغن عدنة فهو حد السهل من الحرة في شمالها وشرقها ، وبه أمواه وموارد غطفان التي كانت تحل رقعة واسعة مما يعرف الآن باسم منطقة حايل في شمال المملكة .. وتتوزع الفروع الغطفانية في رمل عالج في غربه وغرب جبل أجا ، وفي الحرة وعلى ضفاف وادي الرمة الشهير وفيما بينه جنوباص وبين جبل رمان شمالاً حتى أصبح هذا الجبل في حرب الردة – علىما يذكر الطبري – من بلادها ويختص بنو جحاش من بني ذبيان قوم الشماخ بن مرزد الشاعر الذبياني بوادي الثلبوت ومدافعه ، وهو وادي الشعبة من أعم روافد وادي الرمة ، وفي أعلاه تقع البنانة ، وي جنوبه جنوب جبل رمان جش أعيار من مياه الأمرار في ضغن عدنة ، قال النابغة :

أرى البنانة أقوت بعد ساكنها

وذو سدير وأقوت منهم

وقال في الاعتذاريات :

ليهنئ بني ذبيان إن بلادهم

خلت لهم من كل مولى وتابع

وقال الحطيئة وهو عبسي غطفاني :

منعنا مدفع الثلبوت حتى

تحركنا به

تدافع عن قرىغطفان لما

حشينا أن تذل وأن تباحا

وإذا كان قد اشتهر من اعتذاريات النابغة قوله :

يا دار ميه بالعليا فالسند

أقوت وطال عليها سالف

فأن شيخ العربية ابا عمرو بن العلا المارني يقدم النابغة لجودة قصيدته الرائية المتقدم ذكرها ، وقد أطمأن النابغة إلى حصانة بلاد قومه في الحرة ، وقيل : إن الغنامة أمنوه وأضفوا عليه نوعاً من الحماية من غضب ملوك الحيرة غير أنه لم يسلم من حادثة مزعجة .. ذلك أن وادي أقر في حرة فدك كان حمى لأحد ملوك غسان فتربعته بنو ذبيان الغطفانية غصباً ففزع النابعة وقال :

وخوفتني بنو ذبيان خشيته

وهل علي بأن أخشاك من عار؟

لقد نهيت بنو ذبيان عن أقر

وعن تربعهم في كل أصفار

وقلت : يا قوم إن الليث منقبض

على براثنه لعدوه الضاري

ووادي أقر يسيل من الحرة – حرة فدك – شرقاً فيفضي إلى الحليفتين : الحليفة العليا ، والحليفة السفلى ، وأورد ابن سعيد في نشوة اسم أقر باسم قراقر إما خطأ أو نصحيفاص ، لكن محقق النشوة الدكتور نصرت عبد الرحمن صحح الاسم .

لقد أطلت في الحديث عما له صلة بفدك وليس من صلب الموضوع العرب في الساحوق ، وطواله ، والرقم ، وأيام ملحمة داحس والغبراء فيما بين الشربة وضغن عدنه .. يدفعني إلى ذلك ما أراه من شدة اتصال هذه الأماكن ووقائعها بما تقوم بصدد الحديث عنه من أخبار فدك .. ولما لمسته من خلو الدراسات التاريخية والأدبية عن حايل من البحث في مثل هذا الذي يجب أن يأتي في الطليعة من أخبار التاريخ والأدب الذي توفره معرفة الأيام وأصحابها .. كما أنني قد عشت في هذه الأمكنة أياماً ممتعة مع الصديق الكبير العالم الموسوعي الشيخ محمد بن عمر بن عثمان .

عن بلاد الجبلين – الذي سيري النور قريباً – فإنني أجد نفسي مشدوداً إلى الحدود عن هذه البقاع وما يتصل بالغطفانية من الحوادث القديمة .

قال الدكتور يوسف خليف – رحمه الله – في تحليله لمراحل تطور الشعب العربي الجاهلي : إن حرب داحس والغبراء هي احدى مراحل هذا التطور قبل حرب ذي قار التي دارت رحاها بين بني بكر بن وايل والإمبراطورية السادسة الفارسية ، وبعد حرب البسوس التي حدثت بين ابني وايل : بكر وتغلب من ربيعة ابن نزار العدنانية ، والمنسوبة إلى البسوس بنت منفذ . وقد ألمح الدكتور الشطي إلى هذا التحليل التاريخي عن مراحل المسيرة الشعبية نقلاص عن الدكتور خليفة وقدم دراسة جيدة عن زهير بن أبي سلمى وشعره ، غير أنه لم يحفل بتحد الأماكن الوارد ذكرها في ذلك الشعر القديم ولا بمحاولة التعرف عليها ، ولا يزال الحاجر الذي كان يعيش فيه زهير مع أخواله بني عبد الله بن غطفان حتى أصبح هو هو وذووه في عدادهم وحتى أصبحت الحاجر وهي الباعث الآن موثلاً خاصاً وبينه من بعده .

كما أن الشنطي لم يحفل بموضوع التعريفات العربية القديمة ، وفي ظني أن معرفة الأماكن والتفريع العربي القديم لازم لفهم الشعر وضروري لمعرفة مراميه ولعلي لا استطيع الوقوف طويلاً لأضرب الأمثلة في البلدانيات والتفريعات التي تم معرفتها وتبسيطها في بحث الشنطي لخدمة دراسته ولقدمت للقارئ بصورة أكثر وضوحاً .. والشنطي يعيش الآن على الأرض التي كانت تقطنها غطفان حايل وعاش فيها زهير مع ممدوحه هرم بن سنان صاحب مغارم وديان داحس والغبراء .. لكني لا استطيع تجاوز قول الدكتور : إن معداص هي قبيلة وأبجديات التفريع للنسب العربي يفهم أن المعدية هي جماع العدنانية باسم بشعبيها الكبيرين : ربيعة ومضر ، قال الأعشى الحنفي البكري ثم الوايلي في ذي قار :

لو أن كل معداً كان شاركنا


في يوم ذي قار ما أخطأهم الشرف


وقال الخليفة عمر : تمددوا واخشوشنوا .

وإذا كان الفهم الجيد للأجواء المحيطة بكل قصيدة جاهلية من مكان حادثة،وأشخاص وتفريعات ضرورة للبحث التاريخي ، ومن هنا فقد جاءت دراسة الدكتور أبو سديرة التاريخة عن حايل متأرجحة شديدة الاضطراب لعظيم افتقارها إلى معرفة الأماكن ، وفهم التفريعات ، وهذا الخلل المعلوماتي أصاب الأساس الذي قامت عليه تلك الدراسة ، فعبس عند الدكتور في موازاة غطفان وهي منها! وغني من بني عامر ! وقطن الجبل الواقع جنوب شرق سميراء بقرب فيد ! وسعيد بن زيد وليس سعد بن أبي وقاص ينزل بجيش القادسية في الثعلبية ! والطرماح الطائي صاحب النقائض مع الفرزدق في عصر بني أمية يجعله الدكتور شاهداً على حرب اليمامة !

والعجيب أن الدكتور أبا سديرة أعرض عن ذكر سرايا الإسلام الأولى إلى حايل بالرغم من أنه يبحث عن حايل في فترة حددها بأنها فترة صدر الإسلام ، وجل هذه السرايا إلى فدك والأماكن القريبة منها ، ولا يعذر الدكتور في هذا الأغفال إذا كان يبحث في صدر للإسلام غير الصدر الزمني المعروف أو في حايل غير المنطقة التي ينزع فيها إلى تدريس أنساب أهل الفلا ! .

كانت غطفان جمجمة من جماجم العرب ، وفروعها الرئيسية : عبس قال ابن سعد في النشوة : إن غطفان خصت من القيسية بالبلاد النجدية التي تواي وادي القرى وجهاتها ، وذبيان من غطفان لها فرعان كبيران هما : مرة وفزارة ، ولهذين الفرعين أرض فدك ويديع ، والفزارية هي خلاصة القيسية كما يقول ابن حزم الأندلسي ، وبيت فزارة بنو بدر ين عدي ، عظماء ذبيان ، ورأس غطفان ، وسادة مشاهير في المضربة العدنانية ، قال حاتم الطائي :

إن كنت كارهة لعيشتنا

فهاتي وحلي في بني بدر

وقد قتل بدر على يد الأسديين في الجبلين ، ورأس حصن بن حذيفة بن الأحليف أسداً وطئياً وغطفان في وقعة النار في غرب ضربة بالعالية ، كان يقال لأبيه حذيفة : رب مسعد ، وهو قتيل الهباءة من أيام داحس في البشرية ، أما حصر فقلته بنو عامر من هوران بالحاجر ، قال الحطيئة العبسي :

وقبر بأجبال وقبر بحاجر

وقبر القليب أسعر القلب ساعر

وقال النابغة في رثاء حصن :

يقولون حسن ثم تأبي نفوسهم

وكيف بحصن والجبال جنوب

وقال زهير في مدحه :

تراه إذا ما جئته متهللاً

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

والنابغة وزهير من أعلام غطفان في الجاهلية ومن شعراء المعلقات ، زهير تلميذا أوس بن حجر ، وفي شعرهما اتضحت ملامح مدرسة الصنعة ، أو الشعر الأوسية التي نماها كعب بن زهير والحطيئة ، وكتب عنها طه حسين ، وضيف ويوسف خليفه ، والجادر ، والشنطي ، وارتفع بها المعيني إلى زن عنترة الفحل وهو متقدم على أوس .

وإلى حد بني ذبيان من غطفان يُنسب المثل الشهير : إياك أعني وأسمعي يا جارة، ذلك أن نهشل بن مالك الفزاري الذبياني حل أحياء طيئ فأنزلته امرأة بيت حارثة بن لام فقال :

يا أخت خير البدو والحضارة



كيف ترين في فتى

أصبح يهوى حُرة معطاره


إياك أعني وأسمعي يا جارة


أما الذي هاج حرب داحس الغبراء فهو رهان ابن قيس بن زهير سيد بني عبس من غطفان من جهة وبين حذيفة بن بدر وأخيه حمل بن بدر الفزاريين من جهة أخرى ، وقد تخاطر على سباق الخيل ، وكان المضمار أربعين ليلة ، والغابة هائلة غلوة .. وبدأ السباق من عند ذات الأصاد .. وهي ذو حسي على ما يذكر البكري عن اليزيدي ، وداحس من خيل بني رباح بن يربوع بن حنظلة من نسل ذو العقال صار لقيس فمضى يفاخر به الناس على أن الحرب كانت ستنشب لا محالة ، وما السباق إلا شرارة اشعلت الفتيل إذ أن الخلاف على الزعامة والمرعى كان محتدماً .

وسقط أول قتيل في حرب داحس في الحاجر وهو مالك بن قيس العبسي .. ورد في أخبراها اسم واردات الجبل الواقع غرب سميراء ، وقطن الجبل الواقع إلى الجنوب الشرقي منها ، وعنده اصطلح الفريقان على ما يذكر ابن عبد ربه بعد أيام طول ذكر أن أشهرها : ذو حسي ، وقطن ، والمريقب ، واليعمرية ، والفرزدق ، وهذا الأخير في البحرين في أرض بني سعد من تميم ، وفيه ظهر بلاء عنترة بن شداد .

على أنه مع شدة أيام هذه الحرب وتنقلها في أرض جزيرة العرب فإن الأمر لا يبلغ مبلغ التهويل الذي ذهب إليه الدكتور البياتي حين جعل هذه الحرب أصلاً تدور في فلكه جميع وقائع جاهلية العرب .. وقد ذكرت في محاضرة لي عن (الأيام في البحرين ) إن جميع البياتي لرويات أبي عبيدة المشحونة بمثالب العرب وسوءاتهم يفتقر إلى أدنى مقومات التحقيق العلمي ، إذ خلا عمله من ذكر الأعلام والأماكن والتعريف بالمواقع وتحديدها تحديداً بلدانياً ، ولم يعن بإصلاح التصحيف المخل وهو كثير ... كما أن نزعه إلى أن يكون للعرب ملاحم شبيهة بملاحم الأمم الأخرى ليس في محله ، فليس داحس ملحمة تنضوي تحتها أغاني وقائع العرب التي حدثت معظمها في شرق الجزيرة ذكرت منها في المحاضرة يزيد على الأربعين يوماً .

أما الحاجة في أن تكون دوافع الأيام عقدية دينية فهو إغراق فلسفي لا دليل ، ولعل وقوعه تحت تأثير بحوث له عن عروة بن الورد العبسي والربيع بن زياد العبسي جعله ينشط في تضخيم أمر داحس .

ومن تتبع أخبار الحارث بن ظالم المري الذبياني بعد أن اندس في جبل أثر مقتله لخالد بن جعفر العامري وغضب المناذرة عليه ثم اختبائه في جبل إلى أن أجاره معبد بن زراره التميمي وما ترتب على ذلك من أيام جاهلية رحرحان شرق الحناكية في الطريق إلى الربذة ، وشعب جبلة في عالية نجد نجب في العالية أيضاً يتضح أن أياماً غطفانية قد حدثت لا تمت إلى حرب داحس بصلة فضلاً عن أيام العرب الأخرى .

وما يؤثر عن الحارث بن ظالم من أخبار ذات فائدة تاريخية وأدبية جدال غير أن ما قيل من أمرأ القيس الكندي اليماني سار من أجأ إلى تيماء أن أمنه الربيع بن ضبع الفزاري الذبياني .. وأن السموأل صاحب تيماء أجاره إلى أن غادر من عنده إلى الشام فإمبراطور بيزنطة ، وقتل الحارث بن ظالم السموأل مدعاة للشك ، فهذه القصة تبدو منتحلة مصنوعة .

لقد وقف ابن الكلبي مع شهرته في الطعن بالصحابة كما يقول ابن ومع أنه راوية للمثالب عيابة كما يقول الجاحظ وقف عند أمر لم يستطع عليه فبدأ في جمهرته بالمعدية لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم من عدنان ، وأشار إلى الدكتور زكار وزركلي في مقدمتهما لكتاب البلاذري ، إذ جل ما ورد فيه نقله ابن الكلبي ، وسار على تقديم معد النسابون وليس النسابة كما يقول أو إذ النسابة لفظ يطلق على المفرد وليس على الجمع ، وتحلل ابن حزم من كثير من سواءات ابن الكلبي فيما نقل عنه لكن المغيري أخر معداً واجتهد في نسبه كل مجد للمعارية ولفق أنساباً كثيرة معتمداً على مجرد تشابه الأسماء المعاصرة بأسماء قديمة .

ومن أخبار فدك في العصر الجاهلي أن لحرب الفجار بين قريش وهوارن أو بين كنانة وقيس بمعنى أصح صلة بأرضها ، ذلك أن النعمان بن المنذر طلب من بحيرة لطيمة له من الحيرة تباع بسوق عكاظ فقال البراض الكناني : أنا أجيزها أو أجبرها على كنانة ، فقال عروة الرحال الكلابي وهو من هوران من القيسية وقد استكثر أن يجيز اللطيمة خليع كناني : أنا أجيرها على أهل الشيح والقيصوم ، ويعني على العرب جميعاص فدفعها النعمان إلى عروة الرحال فسار بها ، ولما كان بأرض فدك أدركه البراض وقتله فشبت حرب الفجار بين أحياء المضرية : كنانة وقيس ، وحضر الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره أربع عشرة سنة احدى وقائعها .

وورد أن اثنين من القسية تبعا البراض حتى لقياه بخيبر فاستدرجهما إلى دار خربة وقتلهما بحيلة ، وعلى عادة اختلاق أنساب البلدان فإن خيبر منسوبة إلى خبر بن قانية إلى عبيل ، وعبيل هو أخو عاد ، كما أن فدك منسوبة على رأي ابن الكلبي فدك بن حام كشأن سميراء ، وورد في الانتماء إلى الأمم القديمة !! .

وخيبر موصوفة بالحمى لا تفارق أهلها ، ومثلها فدك ، قال العجاج السعدي :

كأنه إذا عاد فينا أو زحك

حمى قطيف الخط أو فدك

وتزعم اليهود أن التعشير ينجي من حمى خيبر ، والتعشير هو أن ينهق الرجل عشر مرات ، ومن الطرائف ما يروى عن عروة بن الورد العبسي الفطفاني هو أنه أبى التعشير وعشر من معه فمات المعشرون وسلم هو وقال :

وقالوا : أجث وانهق لا تضرك خيبر

وذلك من دين اليهود ولوع

لعمري لئت عشرت من خشية الردى

نهاق الحمير ، إنني لجزوع

فلا والت تلك النفوس ولا أنت

على روضة الأجداد وهي جميع

وكان يقال : إن من زعم أن حاتماً أسخى الناس فقد ظلم عروة بن الورد وروضة الأجداد الواردة في هذا الشعر بقرب يثقب شمال شرق فدك .. أما ما هو غير معروف مما له صلة بفدك فهو الحدثان ، والحدثان الواردة في خبر سلمى وأجا وفدك حرة قيل إن خالد بن سنان العبسي الغطفاني أطفأ ناراً شبت بها ، وقتلت العرب حتى كادوا يدينون بالمجوسية ، وقال البيهقي فيما نقل عنه ابن سعيد في النشوة : أن خالداً كان على قرب المبعث النبوي وكانت العنقاء قد عاشت في بلاد عبس حتى صارت تخطف صبيانهم فدعا الله يرفعها من الأرض فلم تعد توجد في التصوير .

ولما كان لغطفان نفوذها على فدك وخيبر تقوم على حمايتها وحماية مرتادي سوق نطاة خيبر الموسمي الذي يقام في شهر ربيع الأول من كل عام فإن علاقتها بحوادث هاتين الواحتين علاقة قوية ، وفي السنة الخامسة من الهجرة اتجهت سراة بقيادة عبد الله بن رواحة لقتل يسير بن رزام اليهودي الذي كان يؤلب غطفان لغزو المدينة ، وفي السنة السادسة قصدت سرية بقيادة علي بن أبي طالب فدك وأصاب بني سعد من غطفان بالهمج الوادي الذي يفضي إلى الرقم في العلم علم الصارد من بني مرة بن سعد بن ذبيان جنوب شرق الحليفة بحايل .

على أن القول بأن لغطفان موقفاً غير مشرف أثناء فتح خيبر وأن ذلك أدى إلى تفككها وضعفها مبالغة كبيرة ، فغطفان ظلت عزيزة مرهوبة الجانب في الإسلام وفي الذؤابة من قبائل العرب ، وبرز فيها مشاهير من الصحابة والقادة والأمراء والولاة ، وظل بيت آل بدر بيتاً من بيوت الأرستقراطية العربية وقد أصهر الخلفاء والأمراء إلى البيوت الغطفانية فتزوج الخليفة عثمان بن عفان أم مليكة بنت عيينه بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وتزوج الحسن بن علي بن أبي طالب بنت منظور بن سيار من سراة فزارة الذبيانية وهي أم ولده الحسن والحسين ، وأصهر عبد الله بن الزبير إلى منظور هذا ، وكان أسماء بن خارجة بارزاً في عهد بني أمية ، تزوج بشر بني مروان ابنته هند وهي أم ولده عبدالله ، وهو جواد كريم ، وتزوج عبد الملك بن مروان ولادة بنت خليد العبسي وهي أم ولديه الخليفتين الوليد وسليمان من أشهر خلفاء بني أمية .

وكان عقيل بن علقة المري الذبياني أعرابياً جافياً ذا زهو وخيلاء شديد الاعتداد بنفسه وبقوته لا يأنف أن يرد من لا يراه كفؤاً لمصاهرته حتى ولو كان من الأمراء ، وكان عثمان بن حيان المري والياً على المدينة لني أمية ، وابنه رباح والياً عليها لبني العباس .

وإذا كان كثير من الغطفانيين قد هجروا أراضيهم إلى الأمصار المفتوحة فالذي دعا إلى هذا ليس الضعة ولا الضعف بل دعت إليه الحياة الإسلامية الجديدة من المشاركة في الفتح خارج الجزيرة والرغبة في استيطان الأمصار المفتوحة ، فكانت غطفان تحت لواء في حرب القادسية ومذكورة في خطط الكوفة حينما تم تخطيطها ، وهي في خطة أهل العالية في البصرة وكذا في خرسان .. وتولى إمارة العراق أحد الفزاريين وهو عمر بن هبيرة الفزاري وقبله بزمن كان سمرة بن جندب الفزاري وهو صحابي أميراص على البصرة من قبل معاوية .. وتولى إمارة خراسان ذبياني آخر وهو الجنيد المري . وفي كتابي (القبائل العربية في خراسان وبلاد ما وراء النهر) الذي كان يزكيه الصديق الدكتور يحيي بن محمود بن جنيد حينما رآه مخطوطاص ويحثني على طباعته إلى أن تبناه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وكتب مقدمته وستصدره دار ابن حزم قريباً في هذا الكتاب معلومات وافية عن الجنيد أمير خراسان وبيته من آل هرم بن سنان المشهورين بالجود في الجاهلية والإسلام ، قال الشاعر هلك الجود والجنيد معاً فعلى الجود والجنيد السلام .

وانتشر في مصر من غطفان أناس كثر ، وإلى فزارة ينتسب المؤرخ النسابه القلقشندي (صاحب صبح الأعشى في صناعة الإنشا) ومنهم نصر الفزاري الإسكندري اللغوي صاحب التأليف في البلدانيات ، الذي اعتمد عليه ياقوت الحموي كثيراً في مؤلفه (معجم البلدان) .. وقارن الشيخ حمد الجاسر كتاباته بما كتب الحازمي في كتابه (الأماكن) إذ إن الحازمي أيضاً قد اعتمد عليه .

وليس ابلغ في الدلالة على بقاء غطفان قوة متماسكة في الإسلام من وقائعها الحربية كواقعة ذات قين ، فقد أصابت كلب الفضاعية فزارة في (العاء) في الطرف الجنوبي من محجر الذي يقال له الآن جبل المسمى في غرب منطقة حائل فأصلح بينهما الخليفة عبد الملك ، غير أن فزارة الذبيانية ثارت لنفسها في بنات قين عقر دار كلب في بادية السماوة مما أغضب الخليفة عبد الملك فطلب زعماء فزارة وقتلهم صبراً .

وقبل ذلك وفي عام 39هـ اقتتل جيشان من غطفان في تيماء أحدهما عراقي عليه المسيب بن نجبة الفزاري الذبياني من قبل علي والثاني شامي عليه عبدالله بن مسعدة الفزاري الذبياني من قبل معاوية ، وكانت الغلبة للمسيب وهو معه . وكان المسيب من خاصة علي وله أحاديث عنه يرويها عمار الدهني وكان ممن وجهوا الدعوة إلى الحسين للقدوم إلى العراق ثم خرج مع ثورة الثوار وزعيمها سليما بن حرد الخزاعي .. وفي تلك الثورة قُتل .. ولما سيرت الدولة الأموية في عهد يزيد بن معاوية جيشاً إلى الحجاز بعد مقتل الحسين كان قائد الجيش غطفاني من بني ذبيان هو مسلم بن عقبة المري وكان من الدافعين عن المدينة غطفاني آخر وهو : معقل بن سنان الأشجعي وفي تلك الوقعة قتل .

وكانت غطفان قوة يحسب لها حساب لما توجه إليها جيش عباسي في عام 231هـ ليحارب فزارة ثم بني عبس ، هذا مع أن ما قيل من اشتراك غطفان مع اليهود في حرب خيبر لم يتم ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم واعد غطفان لحرب في حنفاء التي هي الشملي الآن فإن حرباً بينه – عليه السلام – وبينهم حدث ، وقد اشتركت قريش مع اليهود في موقعة الخندق والأحزاب وحصل من الريش وغيرها من قبائل العرب حروباً فلام يقل أحد أن واحدة من هذه القبائل أثرت بسبب موقفها قبل إسلامها .. وحروبها ضد المسلمين ، وبرز في غطفان في الإسلام مشاهير من الشعراء مثل أرطأة بن سهية القائل :

بآل ذبيان ذودوا عن دمائكم


ولا تكونوا القوم أم

ومنهم ابن ميادة وهو شديد الاعتداد بنفسه وبقومه وبهم كان يفاخر العرب ومن شعره قوله :

نحن بنو ذبيان في رأس ربوة

إلينا تناهى عز تلك القبائل

هم أنف قيس من يقل مثلها لهم


من الناس يخلط قول حق بباطل

ويسرف ابن ميادة في الفخر بغطفان ، كما يسرف الدكتور الخطراوي في تتبع آثار ابن ميادة الشعرية ، يقول ابن ميادة وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية :

ولو أن قيسا ، قيس عيلان أقسمت

على الشمس لم تطلع عليها حجابها



ومن جيد شعره قوله متباهياً بالمضربة عامة :

فجرنا ينابيع الكلام وبحره


وأصبح فيه ذو الرواية يسبح


وما الشعر إلا شعر قيس وخندق

وقول سواهم كلفة وتملح

والنجم ابن ميادة مع الحكم الخضري المحاربي في الهجاء ، قال الحكم :

أصبحت في أقر تعلو أطاوله

تغرمني وقد أصبحت في الرقم

وأقر واد فدك والحليفة بحائل كما تقدم ، والرقم في مدخل جبل العلم من شماله وأخباره كثيرة ففي الجاهلية حدثت به وقعة بين غطفان وبني عامر انهزم فيها فارس العرب عامر بن الطفيل ، وتلا هذه الوقعة وقعة في طوالة انهزمت فيها بنو عامر أيضاً ، وطواله في جنوب غرب العلم ، وفي داخل العلم النماره التي يذكرها النابغة في شعره ، وفي أيام الزبير أرسل المختار الثقفي صاحب الكيسانة لخشبية المذهب المعروف جيشاً من العراق زاعماص نصرة ابن الزبير لكن ابن الزبير أرسل جيشاً تصدى لجيش المختار في الرقم فهزمه وقتل قائده ابن ورس الهمذاني للمختار أسجاع في ابن ورس هذا :

ومن أخبار الرقم ما أورده المدائني فيما نقل عن البلاذري أن عيينة بن خصوم حذيفة الفزاري أشار على الخليفة عمر أن ينحي عنه العجم وقال : إني لا خلف عليك هذه الحمراء ، فلما طعن عمر قال : ما فعل عيينة بن حصن قالوا : مات : لله رأي بين الحاجر والرقم ، وفي رواية لله قبر بين الحاجر والرقم لقد ضد أيا وحزما .

وعيينة من المؤلفة قلوبهم لم تقتله بنو عبس في الهباءة لأنهم استصغروه كأن عيينة فتاكاً وثاباً أسر زيد الخيل ، وحضر بزاخة مرتداً مع طلحة ، وروي أنه قال للرسول صلى الله عليه وسم اطرد هؤلاء الأنتان أو العبيد فنزل قوله تعالى : ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي .. ) (الكهف : 28) .

وفي خبر سرية علي بن أبي طالب إلى فدك حينما أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم غطفان إمداد يهود خيبر ورد ذكر الهمج وبديع ، وقد مر مر التعريف بالهمج وبديع في الحويط الآن ، وهي من مياه بني مرة بن ذبيان ذكرها نصر الإسكندري .

قال الحازمي ، ونقل الشيخ حمد عن كتاب المناسك أنها قرية لولد الرضا أخلاط من الناس وأنها كثيرة الرمان والنخل وبها عيون كثيرة .. وهذا لا يمنع ماكانت لبني مرة من ذبيان ، وأورد الهمذاني في كتاب (صفة جزيرة العرب) بيتاً من الشعر هذا نصه :

رويت خيبر لها فيديع



ديمة كأن نوءها الجوز


من قصيدة واضحة التلفيق بينة الصنع ، فقد نظر الهمذاني في معلقة الحارث من حلزة البشكري الوايلي وأورد قصيدتين على وزنها وقافيتها الأولى لحجاز فيما يزعم يعدد فيها البلدان الحجازية ، والثانية لنجي يذكر فيها بلدان نجد .

وفي عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك كانت بديع مال للمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وهو من المشهورين بالجود .. وكان ابن الخليفة يسومه ماله هذا لغبطته به فلا يبيعه أياه إلى أن غزا معه أرض الروم وأصاب الناس مجاعة ، فقال المغيرة : كنت تسومني مالي بيديع فاشتر مني نصفه فاشتراه بعشرين ألف درهم وأطعم الناس ، فلما رجع ابن الخليفة قال له أبوه : فبح الله رأيك ، أنت ابن أمير المؤمنين وأمير الجيش تصيب الناس مجاعة فلا تطعمهم ويبيعك رجل سوق ماله ويطعمهم .

وإذا كانت أخبار يديع وفدك تتصل اتصالاً وثيقاً بحوادث غطفان في صدر الإسلام فإن حوادث غطفان يمكن إجمالها بغزوة الكدر على غطفان وسليم في السنة الثانية ثم غزوة ذي أمر في السنة الثالثة ، وفي هذه الغزوة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يريد غطفان ورجع إلى المدينة ولم يلق كيداً ، وذو أمر هي التي عناها سنان المري الذبياني بقوله :

ويضر غد وعلى السديرة حاضر

وبذي أمر حريمهم لم يقسم

وسنان هو والد هرم ممدوح زهير ، وسمي هرم بن قطبة حكم غطفان الذي تنافر عنده عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامر بأن اللذان صدر عن في هذا الأيام كتاب للدكتور الزايدي .

وفي السنة الثالثة أيضاً سار زيد بن حارثة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم بسرية – أدركت عيراً لقريش في الفردة ماء لني أسد حلفاء غطفان يقع عند التقاء الثلبوت بوادي اللزمة ، وورد في كتاب الحازمي حديث عن ترمذ وكتيفة وأنهما إفطاع من الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد بني أسد وكتيفة وكتيفان ووتدة بين سميراء شمالاً والحاجر جنوباً .. وفي أكثر من مصدر نص صريح على أن الفردة تقع بين الربذة والغمر مما يؤيد أنها بالقرب من سميراء حيث التلبوت والرمة ، مع أن الشيخ حمد يرى أنها المفردة بقرب محجر غرب منطقة حايل .

وفي السنة الرابعة حدثت غزوة ذات الرقاع وقد غزا الرسول صلى الله عليه وسلم نجد وغطفان ومحارب ولم يكن بينهم حرب ، وفي السنة السادسة غزوة ذي قرن وسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر بأرض سميراء ، وسرية علي بن أبي طالب إلى فدك ثم سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر من مشاهير غطفان ، وقد قتلت وأخذت بنت لها من أحس العرب وجها فادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أسارى كانوا عند قريش .

وقبل هذا حدثت وقعة الخندق وكانت غطفان مع قريش وعليها عيينة بن حصن والحارث بن عوف المري ، وكان مسعود الأشجعي الغطفاي مع الرسول صلى الله عليه وسلم يخذل قريشاً وغطفان واليهود ، وفي السنة السابعة سار سعد بن بشير الأنصاري بسرية إلى بني مرة بن ذبيان بفدك أرتث فيها ونزل على بعض اليهود في فدك حتى استنقل ، تلتها سرية لغالب بن عبد الله ليثي من كنانة ولا أدري لما نسبه الشيخ حمد إلى كلب . . وفي السنة الثامنة – بعد صلح فدك – سار أبو قتادة الأنصاري بسرية تلتها سرية أخرى عليها بشير بن سعد الأنصاري إلى غطفان وعليها عيينة فأصابتهم في يمن وجبار من أرض الجناب وهي الجهراء الأن غرب بلاد الجبلين .

أما الصلح على فدك فكان في السنة السابعة في منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم فلتح خيبر فقد بعث إلى أهلها محيصة بن مسعود يدعوهم لإسلام فأتوه وصالحه على نصف الأرض بتربيتها صالحة عليها يوشع بن نون اليهودي فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك منهم وكانت خالصة له لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب .

وتعلق بآل العباس وعلي – رضي الله عنهما – بميراثهما فيما تركه النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته من فدك وبني النضير وخيبر فقال أبو بكر لفاطمة وعلي والعباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) وفي صحيح البخاري ورد أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي فيما أفاء به على رسوله ، تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفدك وما بقي من خيبر فقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لا نورث ما تركناه صدقة .. إنما يأكل آل محمد منه ) يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات النبي التي كانت عليها في عهده ولأعملن فيها بما عمل فيها .

وقال ابن تيمية : إن الله صان الأنبياء أن يؤرثوا دنيا لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا الدنيا وورثوها لورثتهم ، ثم إن ورثة النبي أزواجه ومنهم عائشة بنت أبي بكر وقد حرمت نصيبها بهذا الحديث .

وأشار ابن تيمية إلى أن أبا بكر وعمر أعطيا من مال الله أضعاف هذا الميراث للذين كانوا سيرثونه ، وتولى علي وصارت فدك وغيرها تحت حكمه ولم يعط لأولاد فاطمة ولا زوجات النبي ولا ولد العباس شيئاً من ميراثه .

وكثر الحديث عن فدك وامتلأت الكتب بذكر الخلاف بين علي وفاطمة من جهة وأبي بكر من جهة أخرى ، وأورد ياقوت في مادة فدك أقوالاً كثيرة عما جرى لفدك في صدر الإسلام وعصر بني أمية وعصر بني العباس غير أنه قال : وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي صلى الله عليه وسلم . ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء ، ثم اختار يقوت ما ذكره البلاذري في فتوح البلدان حيث أورد حادثة الصلح على فدك وأنها أصبحت خالصة للرسول صلى الله عليه وسلم يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل ، وأن عمر – رضي الله عنه – قوم نصف التربة وأجلى اليهود عنها في عهده بقسمة عدل ، وأن مالها ظل يخرج في ابن السبيل أيام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وان عمر بن عبد العزيز فعل ذلك وسار على نهجه في ذلك من أتى بعده ، وأن المأمون الخليفة العباسي أمر في عام 210هـ بدفعها إلى ولد فاطمة رضي الله عنها ، وأن المتوكل ردها إلى ما كانت عليه أيام أبي بكر رضي الله عنه .. وأنا ظلت في عهد بني أمية ترد إلى أولاد فاطمة وتقبض منهم ، وإن خلافاً جرى بين علي والعباس عند عمر لما رأى أن يردها إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن الكتب عن فدك كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وكان الشهرستاني صاحب الملل والنحل يرى أن الخلاف حول فدك من الخلافات التي لها صلة بالدين الإسلامي ، لأنها تتصل بإرث النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعروف نزعة الشهرستاني الملية ، وعلق أحد الكتاب على دراسة طالب جامعي مبيناً مدى إعجابه بما كتبه عن فدك في التاريخ من حيث سعة خياله ، ورصانة أسلوبه وبراعته في النقد والتحليل متمنياص لو انصرف هذا الطالب إلى موضوعات تعود بالخير على الأمة التي مزقتها الأحقاد ، وسحقتها الفتن ، وتلاعبت بها الأهواء وقال : إن فدك قد أصبحت في ذمة التاريخ وعادت قاعاص صفصفاً ، ومع ذلك تقدم من يتصدى لنبشها منها ما يزكم الأنوف ، ويملأ العيون بالقذي بعد مئات السنين .

والعلاقة بين صاحب هذا المقال وبين من وصفه بالطالب الجامعي يحكم خلاف حاد في الرأي لا يحسن الخوض فيه ، غير أن القول بأن فدك قد عادت قاع صفصفاً ليس صحيحاً ففدك مدينة عامرة بحايل ، وما يحمد للشيخ حمد أنه من عين موقع فدك وبديع وأنهما الحايط والحويط وقدم عنهما بحوثاً قيمة في كتاب في شمال غرب الجزيرة ، والمعجم الجغرافي لشمال المملكة ، وكتاب الأماد للحازمي الذي حققه ونشره حديثاً مقارناً بين ما ورد فيه وما كتبه نصر الفزاري الإسكندري ، إضافة إلى مقال نشره في احدي الصحف عن فدك وتعليق له ممتع على مقال للأستاذ محمد حسين زيدان عن غطفان وأيامها وبلادها ومنها تلك نشرة في جريدة سيارة ثم نشره في مجلته العرب ، معتمداً في كل ما كتب على عدد كبير من مصادر التاريخ والأدب واللغة والبلدانيات والبحوث والدراسات الحديثة كبحث الدكتور عبد الرحمن الأنصاري الذي نشر في مجلة الدارة .

وعن جهل الناس ابم فدك ، نقل الشيخ حمد ما أورده الفيروزأبادي في المغانم المطابه : إنه سأل أشراف المدينة من الفقهاء والأمراء وسأل السوقة عن فدك ومكانها فقالوا : إنهم لا يعرفونها مع أن هذه القرية لم تبرح أيدي الاشكال والخلفاء يتداولونها ناس عن ناس إلى أواخر الدولة العباسية ، وأشار إلى أسمها لغوياً كما ورد ابن دريد صاحب الاشتقاق وأنه من فدكت القطن تفدك أي تفشته ، وتعليل الاسم عن البلدانين ، جهلهم بمعاني المواقع قبل عهد التدوين ، فلما بدأ التدوين لم يجد المعللون أمامهم شيئاً يقولونه فلجأ كثير منهم إلى إيراد أقوال هي أقرب إلى الخرافة بقصد قولهم فدك بن حام ، وذكر الشيخ ما عرفت به تلك من الزراعة والصناعة في القديم ، وأن تمر فدك مشهور بالجودة ، وفيه قيل :

عجوة الشق نطوف بالودك

ليست من الوادي ولكن من فدك

وفي تاريخ المدينة لابن شبة في الحديث عن صدقات علي أن له بناحية فدك وادي نخل ووشل من ماء يجري وعلى بستانه ورونوق فذلك في صدقته ، وله بناحيتها أيضاً واد يقال به الأشجن وبنو فزارة تدعى فيه ملكاً ومقاماً وهو اليوم – أي في عهد ابن شبه – في أيدي ولاة الصدقة .

وكان مما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم ألف يوم موته بقطيفة فدكية ، والذي أورده الشيخ حمد عن هذا الموضوع هو ما ذكره ابن هشام في السيرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً فوقه قطيفة من صنع فدك .

قلت : يبين لنا أن ماورد في هذا البحث عن موقع بني عبس من غطفان مثل حرة النار وحرة ليلى وحرة خيبر وحرة الكورة وحرة عبس ولابة ضرغد وجبل الرأس الأبيض وجبل البصر وفدك (الحايط) وضغن عدنه وأثقب والعلم وروضة الأجداد (الروض) والرقم (الرقب) وبديع (الحويط) ووادي الرمة ووادي الروخة وغيرها – مما ورد في هذا البحث وبحوث أخرى هي من ديار بني عبس وما زالت تسيطر عليها بالوقت الحاضر أهم فروع بني رشيد العبسي الغطفاني في الحجاز ونجد بالمملكة العربية السعودية .

يتبع

باحث أثار
2008-09-17, 09:52 PM
" ديار عبس وغطفان بين الامس واليوم "

نشرة مجلة رؤى من النادي الأدبي في حائل بالمملكة العربية السعودية بحثاً للدكتور عبد الرحمن الفريح أكد في هذا البحث القيم ارتباط بني عبس من العهد الجاهلي بمواقع غطفان المنيعة ، وكما نرى سلائل عبس وغطفان من قبيلة بني رشيد يسيطرون حتى الوقت الحاضر على معظم الديار التي ما زالت تحفظ بأسمائها القديمة .

يقول الدكتور الفريح تحت عنوان ( فدك وأمكنة أخرى) .

في أشعار النابغة واعتذارياته وصف للديار الغطفانية في فدك وما حولها من الرار والسهول ، قال النابغة :

فإن منزلي وبلاد قومي

جنوب قنا هنالك فالهضاب

وقنا في عمق بلاد غطفان وهي لنبي فزارة وذبيان خاصة ، ولا تزال تحنل اسمها القديم جوار مدينة السليمي بحائل ، وقنا في الأصل جبل لها الآن ذات نخل تحمل اسم الجبل نفسه .

أما أولى اعتذريات النابغة من النعمات فيه :

إني أبيت اللعن أنك لمتني

وتلك التي أهتم منها وأنصب

وفي هذه الاعتذارية ذكر لعدد من البلدان الغطفانية القيسية المضربة في فدك وما جاورها مثل .

القديمة أو مع قليل من التحريف ، ويثقب اسمه الآن أثقب جبل في شمال ليس بالبعيد عنها .. قال النابغة متباهياً بحصانة بلاده الغطفانية :

إما عصيت إني غير منفلت

مني اللصاب فجنباً حرة

إذ أصنع البيت في سوداء مظلمة

تقيد العير يسرى بها

ندافع الناس عنها حين نركبها

من المظالم تدعى أم صبار

وأم صبار هي الحرة : الأرض البركانية السوداء ، وهي اللابة باللسان العربي الفصيح ، وقد انتقل هذا اللفظ ( lava ) إلى الإنجليزية عن طريق الاسبانية .. قال النابغة يخاطب عامر بن الطفيل الكلابي أحد فرسان العرب المشاهير ، وزعيم بني عامر من هوران القيسية المضرية العدنانية :

لو عاينتك كمائنا بطوالة

بالحزوربة أو بلابة ضرغد

لثويت في قد هنالك موثقا

في القوم أو لثويت غير موسد

وحرة النار هي أعظم الحرار في جزيرة العرب موزعة على أسماء عدة أهمها : حرة فدك في جنوبها وجنوبها الشرقي ، وحرة ضرغد في شمالها ، وهذه الأخيرة تنقطع شمالاً بضغن عدنه حيث جنفاء المعروفة الآن باسم الشملي والمعدودة قديماً من أ÷م البقاع الفزارية الذبيانية الغطفانية ، إذ فزارة في شمال الحرة ومرة في وسطها .. والحرة من أمنع الأمكنة لعجز الغزاة عن التوغل فيها .

ومن اعتذاريات النعمان قوله :

عفاذ وحسي من فرتني فالفوارع

فجنبا أريك فالقلاع الدوافع

النابغة إذ النابغة مري ذبياني .. والعلم لا يزال يحمل اسمه القديم في جنوب منطقة حائل بقرب الحليفة إلى الجنوب الشرقي منها .. أما حس فهو أحساء في وادي الرمة قالوا : إن ماءها كان لا ينقطع في القيظ إذا رويت في الشتاء وورد ذكرها في حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان من غطفان وتُعرف الآن باسم العجاجة إلى الشمال الشرقي من حائل .

قال حمد الجاسر عنها في معجم شمال المملكة .. أما ضغن عدنة فهو حد السهل من الحرة في شمالها وشرقها ، وبه أمواه وموارد غطفان التي كانت تحل رقعة واسعة مما يعرف الآن باسم منطقة حايل في شمال المملكة .. وتتوزع الفروع الغطفانية في رمل عالج في غربه وغرب جبل أجا ، وفي الحرة وعلى ضفاف وادي الرمة الشهير وفيما بينه جنوباص وبين جبل رمان شمالاً حتى أصبح هذا الجبل في حرب الردة – علىما يذكر الطبري – من بلادها ويختص بنو جحاش من بني ذبيان قوم الشماخ بن مرزد الشاعر الذبياني بوادي الثلبوت ومدافعه ، وهو وادي الشعبة من أعم روافد وادي الرمة ، وفي أعلاه تقع البنانة ، وي جنوبه جنوب جبل رمان جش أعيار من مياه الأمرار في ضغن عدنة ، قال النابغة :

أرى البنانة أقوت بعد ساكنها

وذو سدير وأقوت منهم


وقال في الاعتذاريات :

ليهنئ بني ذبيان إن بلادهم

خلت لهم من كل مولى وتابع

وقال الحطيئة وهو عبسي غطفاني :

منعنا مدفع الثلبوت حتى

تحركنا به

تدافع عن قرىغطفان لما

حشينا أن تذل وأن تباحا

وإذا كان قد اشتهر من اعتذاريات النابغة قوله :

يا دار ميه بالعليا فالسند

أقوت وطال عليها سالف

فأن شيخ العربية ابا عمرو بن العلا المارني يقدم النابغة لجودة قصيدته الرائية المتقدم ذكرها ، وقد أطمأن النابغة إلى حصانة بلاد قومه في الحرة ، وقيل : إن الغنامة أمنوه وأضفوا عليه نوعاً من الحماية من غضب ملوك الحيرة غير أنه لم يسلم من حادثة مزعجة .. ذلك أن وادي أقر في حرة فدك كان حمى لأحد ملوك غسان فتربعته بنو ذبيان الغطفانية غصباً ففزع النابعة وقال :

وخوفتني بنو ذبيان خشيته

وهل علي بأن أخشاك من عار؟

لقد نهيت بنو ذبيان عن أقر

وعن تربعهم في كل أصفار

وقلت : يا قوم إن الليث منقبض

على براثنه لعدوه الضاري

ووادي أقر يسيل من الحرة – حرة فدك – شرقاً فيفضي إلى الحليفتين : الحليفة العليا ، والحليفة السفلى ، وأورد ابن سعيد في نشوة اسم أقر باسم قراقر إما خطأ أو نصحيفاص ، لكن محقق النشوة الدكتور نصرت عبد الرحمن صحح الاسم .

لقد أطلت في الحديث عما له صلة بفدك وليس من صلب الموضوع العرب في الساحوق ، وطواله ، والرقم ، وأيام ملحمة داحس والغبراء فيما بين الشربة وضغن عدنه .. يدفعني إلى ذلك ما أراه من شدة اتصال هذه الأماكن ووقائعها بما تقوم بصدد الحديث عنه من أخبار فدك .. ولما لمسته من خلو الدراسات التاريخية والأدبية عن حايل من البحث في مثل هذا الذي يجب أن يأتي في الطليعة من أخبار التاريخ والأدب الذي توفره معرفة الأيام وأصحابها .. كما أنني قد عشت في هذه الأمكنة أياماً ممتعة مع الصديق الكبير العالم الموسوعي الشيخ محمد بن عمر بن عثمان .

عن بلاد الجبلين – الذي سيري النور قريباً – فإنني أجد نفسي مشدوداً إلى الحدود عن هذه البقاع وما يتصل بالغطفانية من الحوادث القديمة .

قال الدكتور يوسف خليف – رحمه الله – في تحليله لمراحل تطور الشعب العربي الجاهلي : إن حرب داحس والغبراء هي احدى مراحل هذا التطور قبل حرب ذي قار التي دارت رحاها بين بني بكر بن وايل والإمبراطورية السادسة الفارسية ، وبعد حرب البسوس التي حدثت بين ابني وايل : بكر وتغلب من ربيعة ابن نزار العدنانية ، والمنسوبة إلى البسوس بنت منفذ . وقد ألمح الدكتور الشطي إلى هذا التحليل التاريخي عن مراحل المسيرة الشعبية نقلاص عن الدكتور خليفة وقدم دراسة جيدة عن زهير بن أبي سلمى وشعره ، غير أنه لم يحفل بتحد الأماكن الوارد ذكرها في ذلك الشعر القديم ولا بمحاولة التعرف عليها ، ولا يزال الحاجر الذي كان يعيش فيه زهير مع أخواله بني عبد الله بن غطفان حتى أصبح هو هو وذووه في عدادهم وحتى أصبحت الحاجر وهي الباعث الآن موثلاً خاصاً وبينه من بعده .

كما أن الشنطي لم يحفل بموضوع التعريفات العربية القديمة ، وفي ظني أن معرفة الأماكن والتفريع العربي القديم لازم لفهم الشعر وضروري لمعرفة مراميه ولعلي لا استطيع الوقوف طويلاً لأضرب الأمثلة في البلدانيات والتفريعات التي تم معرفتها وتبسيطها في بحث الشنطي لخدمة دراسته ولقدمت للقارئ بصورة أكثر وضوحاً .. والشنطي يعيش الآن على الأرض التي كانت تقطنها غطفان حايل وعاش فيها زهير مع ممدوحه هرم بن سنان صاحب مغارم وديان داحس والغبراء .. لكني لا استطيع تجاوز قول الدكتور : إن معداص هي قبيلة وأبجديات التفريع للنسب العربي يفهم أن المعدية هي جماع العدنانية باسم بشعبيها الكبيرين : ربيعة ومضر ، قال الأعشى الحنفي البكري ثم الوايلي في ذي قار :

لو أن كل معداً كان شاركنا

في يوم ذي قار ما أخطأهم الشرف

وقال الخليفة عمر : تمددوا واخشوشنوا .

وإذا كان الفهم الجيد للأجواء المحيطة بكل قصيدة جاهلية من مكان حادثة،وأشخاص وتفريعات ضرورة للبحث التاريخي ، ومن هنا فقد جاءت دراسة الدكتور أبو سديرة التاريخة عن حايل متأرجحة شديدة الاضطراب لعظيم افتقارها إلى معرفة الأماكن ، وفهم التفريعات ، وهذا الخلل المعلوماتي أصاب الأساس الذي قامت عليه تلك الدراسة ، فعبس عند الدكتور في موازاة غطفان وهي منها! وغني من بني عامر ! وقطن الجبل الواقع جنوب شرق سميراء بقرب فيد ! وسعيد بن زيد وليس سعد بن أبي وقاص ينزل بجيش القادسية في الثعلبية ! والطرماح الطائي صاحب النقائض مع الفرزدق في عصر بني أمية يجعله الدكتور شاهداً على حرب اليمامة !

والعجيب أن الدكتور أبا سديرة أعرض عن ذكر سرايا الإسلام الأولى إلى حايل بالرغم من أنه يبحث عن حايل في فترة حددها بأنها فترة صدر الإسلام ، وجل هذه السرايا إلى فدك والأماكن القريبة منها ، ولا يعذر الدكتور في هذا الأغفال إذا كان يبحث في صدر للإسلام غير الصدر الزمني المعروف أو في حايل غير المنطقة التي ينزع فيها إلى تدريس أنساب أهل الفلا ! .

كانت غطفان جمجمة من جماجم العرب ، وفروعها الرئيسية : عبس قال ابن سعد في النشوة : إن غطفان خصت من القيسية بالبلاد النجدية التي تواي وادي القرى وجهاتها ، وذبيان من غطفان لها فرعان كبيران هما : مرة وفزارة ، ولهذين الفرعين أرض فدك ويديع ، والفزارية هي خلاصة القيسية كما يقول ابن حزم الأندلسي ، وبيت فزارة بنو بدر ين عدي ، عظماء ذبيان ، ورأس غطفان ، وسادة مشاهير في المضربة العدنانية ، قال حاتم الطائي :

إن كنت كارهة لعيشتنا

فهاتي وحلي في بني بدر

وقد قتل بدر على يد الأسديين في الجبلين ، ورأس حصن بن حذيفة بن الأحليف أسداً وطئياً وغطفان في وقعة النار في غرب ضربة بالعالية ، كان يقال لأبيه حذيفة : رب مسعد ، وهو قتيل الهباءة من أيام داحس في البشرية ، أما حصر فقلته بنو عامر من هوران بالحاجر ، قال الحطيئة العبسي :

وقبر بأجبال وقبر بحاجر

وقبر القليب أعر القلب ساعر

وقال النابغة في رثاء حصن :

يقولون حسن ثم تأبي نفوسهم

وكيف بحصن والجبال جنوب

وقال زهير في مدحه :

تراه إذا ما جئته متهللاً

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

والنابغة وزهير من أعلام غطفان في الجاهلية ومن شعراء المعلقات ، زهير تلميذا أوس بن حجر ، وفي شعرهما اتضحت ملامح مدرسة الصنعة ، أو الشعر الأوسية التي نماها كعب بن زهير والحطيئة ، وكتب عنها طه حسين ، وضيف ويوسف خليفه ، والجادر ، والشنطي ، وارتفع بها المعيني إلى زن عنترة الفحل وهو متقدم على أوس .

وإلى حد بني ذبيان من غطفان يُنسب المثل الشهير : إياك أعني وأسمعي يا جارة، ذلك أن نهشل بن مالك الفزاري الذبياني حل أحياء طيئ فأنزلته امرأة بيت حارثة بن لام فقال :

يا أخت خير البدو والحضارة

كيف ترين في فتى

أصبح يهوى حُرة معطاره

إياك أعني وأسمعي يا جارة

أما الذي هاج حرب داحس الغبراء فهو رهان ابن قيس بن زهير سيد بني عبس من غطفان من جهة وبين حذيفة بن بدر وأخيه حمل بن بدر الفزاريين من جهة أخرى ، وقد تخاطر على سباق الخيل ، وكان المضمار أربعين ليلة ، والغابة هائلة غلوة .. وبدأ السباق من عند ذات الأصاد .. وهي ذو حسي على ما يذكر البكري عن اليزيدي ، وداحس من خيل بني رباح بن يربوع بن حنظلة من نسل ذو العقال صار لقيس فمضى يفاخر به الناس على أن الحرب كانت ستنشب لا محالة ، وما السباق إلا شرارة اشعلت الفتيل إذ أن الخلاف على الزعامة والمرعى كان محتدماً .

وسقط أول قتيل في حرب داحس في الحاجر وهو مالك بن قيس العبسي .. ورد في أخبراها اسم واردات الجبل الواقع غرب سميراء ، وقطن الجبل الواقع إلى الجنوب الشرقي منها ، وعنده اصطلح الفريقان على ما يذكر ابن عبد ربه بعد أيام طول ذكر أن أشهرها : ذو حسي ، وقطن ، والمريقب ، واليعمرية ، والفرزدق ، وهذا الأخير في البحرين في أرض بني سعد من تميم ، وفيه ظهر بلاء عنترة بن شداد .

على أنه مع شدة أيام هذه الحرب وتنقلها في أرض جزيرة العرب فإن الأمر لا يبلغ مبلغ التهويل الذي ذهب إليه الدكتور البياتي حين جعل هذه الحرب أصلاً تدور في فلكه جميع وقائع جاهلية العرب .. وقد ذكرت في محاضرة لي عن (الأيام في البحرين ) إن جميع البياتي لرويات أبي عبيدة المشحونة بمثالب العرب وسوءاتهم يفتقر إلى أدنى مقومات التحقيق العلمي ، إذ خلا عمله من ذكر الأعلام والأماكن والتعريف بالمواقع وتحديدها تحديداً بلدانياً ، ولم يعن بإصلاح التصحيف المخل وهو كثير ... كما أن نزعه إلى أن يكون للعرب ملاحم شبيهة بملاحم الأمم الأخرى ليس في محله ، فليس داحس ملحمة تنضوي تحتها أغاني وقائع العرب التي حدثت معظمها في شرق الجزيرة ذكرت منها في المحاضرة يزيد على الأربعين يوماً .

أما الحاجة في أن تكون دوافع الأيام عقدية دينية فهو إغراق فلسفي لا دليل ، ولعل وقوعه تحت تأثير بحوث له عن عروة بن الورد العبسي والربيع بن زياد العبسي جعله ينشط في تضخيم أمر داحس .

ومن تتبع أخبار الحارث بن ظالم المري الذبياني بعد أن اندس في جبل أثر مقتله لخالد بن جعفر العامري وغضب المناذرة عليه ثم اختبائه في جبل إلى أن أجاره معبد بن زراره التميمي وما ترتب على ذلك من أيام جاهلية رحرحان شرق الحناكية في الطريق إلى الربذة ، وشعب جبلة في عالية نجد نجب في العالية أيضاً يتضح أن أياماً غطفانية قد حدثت لا تمت إلى حرب داحس بصلة فضلاً عن أيام العرب الأخرى .

وما يؤثر عن الحارث بن ظالم من أخبار ذات فائدة تاريخية وأدبية جدال غير أن ما قيل من أمرأ القيس الكندي اليماني سار من أجأ إلى تيماء أن أمنه الربيع بن ضبع الفزاري الذبياني .. وأن السموأل صاحب تيماء أجاره إلى أن غادر من عنده إلى الشام فإمبراطور بيزنطة ، وقتل الحارث بن ظالم السموأل مدعاة للشك ، فهذه القصة تبدو منتحلة مصنوعة .

لقد وقف ابن الكلبي مع شهرته في الطعن بالصحابة كما يقول ابن ومع أنه راوية للمثالب عيابة كما يقول الجاحظ وقف عند أمر لم يستطع عليه فبدأ في جمهرته بالمعدية لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم من عدنان ، وأشار إلى الدكتور زكار وزركلي في مقدمتهما لكتاب البلاذري ، إذ جل ما ورد فيه نقله ابن الكلبي ، وسار على تقديم معد النسابون وليس النسابة كما يقول أو إذ النسابة لفظ يطلق على المفرد وليس على الجمع ، وتحلل ابن حزم من كثير من سواءات ابن الكلبي فيما نقل عنه لكن المغيري أخر معداً واجتهد في نسبه كل مجد للمعارية ولفق أنساباً كثيرة معتمداً على مجرد تشابه الأسماء المعاصرة بأسماء قديمة .

ومن أخبار فدك في العصر الجاهلي أن لحرب الفجار بين قريش وهوارن أو بين كنانة وقيس بمعنى أصح صلة بأرضها ، ذلك أن النعمان بن المنذر طلب من بحيرة لطيمة له من الحيرة تباع بسوق عكاظ فقال البراض الكناني : أنا أجيزها أو أجبرها على كنانة ، فقال عروة الرحال الكلابي وهو من هوران من القيسية وقد استكثر أن يجيز اللطيمة خليع كناني : أنا أجيرها على أهل الشيح والقيصوم ، ويعني على العرب جميعاص فدفعها النعمان إلى عروة الرحال فسار بها ، ولما كان بأرض فدك أدركه البراض وقتله فشبت حرب الفجار بين أحياء المضرية : كنانة وقيس ، وحضر الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره أربع عشرة سنة احدى وقائعها .

وورد أن اثنين من القسية تبعا البراض حتى لقياه بخيبر فاستدرجهما إلى دار خربة وقتلهما بحيلة ، وعلى عادة اختلاق أنساب البلدان فإن خيبر منسوبة إلى خبر بن قانية إلى عبيل ، وعبيل هو أخو عاد ، كما أن فدك منسوبة على رأي ابن الكلبي فدك بن حام كشأن سميراء ، وورد في الانتماء إلى الأمم القديمة !! .

وخيبر موصوفة بالحمى لا تفارق أهلها ، ومثلها فدك ، قال العجاج السعدي :

كأنه إذا عاد فينا أو زحك

حمى قطيف الخط أو فدك

وتزعم اليهود أن التعشير ينجي من حمى خيبر ، والتعشير هو أن ينهق الرجل عشر مرات ، ومن الطرائف ما يروى عن عروة بن الورد العبسي الفطفاني هو أنه أبى التعشير وعشر من معه فمات المعشرون وسلم هو وقال :

وقالوا : أجث وانهق لا تضرك خيبر

وذلك من دين اليهود ولوع

لعمري لئت عشرت من خشية الردى

نهاق الحمير ، إنني لجزوع

فلا والت تلك النفوس ولا أنت

على روضة الأجداد وهي جميع

وكان يقال : إن من زعم أن حاتماً أسخى الناس فقد ظلم عروة بن الورد وروضة الأجداد الواردة في هذا الشعر بقرب يثقب شمال شرق فدك .. أما ما هو غير معروف مما له صلة بفدك فهو الحدثان ، والحدثان الواردة في خبر سلمى وأجا وفدك حرة قيل إن خالد بن سنان العبسي الغطفاني أطفأ ناراً شبت بها ، وقتلت العرب حتى كادوا يدينون بالمجوسية ، وقال البيهقي فيما نقل عنه ابن سعيد في النشوة : أن خالداً كان على قرب المبعث النبوي وكانت العنقاء قد عاشت في بلاد عبس حتى صارت تخطف صبيانهم فدعا الله يرفعها من الأرض فلم تعد توجد في التصوير .

ولما كان لغطفان نفوذها على فدك وخيبر تقوم على حمايتها وحماية مرتادي سوق نطاة خيبر الموسمي الذي يقام في شهر ربيع الأول من كل عام فإن علاقتها بحوادث هاتين الواحتين علاقة قوية ، وفي السنة الخامسة من الهجرة اتجهت سراة بقيادة عبد الله بن رواحة لقتل يسير بن رزام اليهودي الذي كان يؤلب غطفان لغزو المدينة ، وفي السنة السادسة قصدت سرية بقيادة علي بن أبي طالب فدك وأصاب بني سعد من غطفان بالهمج الوادي الذي يفضي إلى الرقم في العلم علم الصارد من بني مرة بن سعد بن ذبيان جنوب شرق الحليفة بحايل .

على أن القول بأن لغطفان موقفاً غير مشرف أثناء فتح خيبر وأن ذلك أدى إلى تفككها وضعفها مبالغة كبيرة ، فغطفان ظلت عزيزة مرهوبة الجانب في الإسلام وفي الذؤابة من قبائل العرب ، وبرز فيها مشاهير من الصحابة والقادة والأمراء والولاة ، وظل بيت آل بدر بيتاً من بيوت الأرستقراطية العربية وقد أصهر الخلفاء والأمراء إلى البيوت الغطفانية فتزوج الخليفة عثمان بن عفان أم مليكة بنت عيينه بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وتزوج الحسن بن علي بن أبي طالب بنت منظور بن سيار من سراة فزارة الذبيانية وهي أم ولده الحسن والحسين ، وأصهر عبد الله بن الزبير إلى منظور هذا ، وكان أسماء بن خارجة بارزاً في عهد بني أمية ، تزوج بشر بني مروان ابنته هند وهي أم ولده عبدالله ، وهو جواد كريم ، وتزوج عبد الملك بن مروان ولادة بنت خليد العبسي وهي أم ولديه الخليفتين الوليد وسليمان من أشهر خلفاء بني أمية .

وكان عقيل بن علقة المري الذبياني أعرابياً جافياً ذا زهو وخيلاء شديد الاعتداد بنفسه وبقوته لا يأنف أن يرد من لا يراه كفؤاً لمصاهرته حتى ولو كان من الأمراء ، وكان عثمان بن حيان المري والياً على المدينة لني أمية ، وابنه رباح والياً عليها لبني العباس .

وإذا كان كثير من الغطفانيين قد هجروا أراضيهم إلى الأمصار المفتوحة فالذي دعا إلى هذا ليس الضعة ولا الضعف بل دعت إليه الحياة الإسلامية الجديدة من المشاركة في الفتح خارج الجزيرة والرغبة في استيطان الأمصار المفتوحة ، فكانت غطفان تحت لواء في حرب القادسية ومذكورة في خطط الكوفة حينما تم تخطيطها ، وهي في خطة أهل العالية في البصرة وكذا في خرسان .. وتولى إمارة العراق أحد الفزاريين وهو عمر بن هبيرة الفزاري وقبله بزمن كان سمرة بن جندب الفزاري وهو صحابي أميراص على البصرة من قبل معاوية .. وتولى إمارة خراسان ذبياني آخر وهو الجنيد المري . وفي كتابي (القبائل العربية في خراسان وبلاد ما وراء النهر) الذي كان يزكيه الصديق الدكتور يحيي بن محمود بن جنيد حينما رآه مخطوطاص ويحثني على طباعته إلى أن تبناه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وكتب مقدمته وستصدره دار ابن حزم قريباً في هذا الكتاب معلومات وافية عن الجنيد أمير خراسان وبيته من آل هرم بن سنان المشهورين بالجود في الجاهلية والإسلام ، قال الشاعر هلك الجود والجنيد معاً فعلى الجود والجنيد السلام .

وانتشر في مصر من غطفان أناس كثر ، وإلى فزارة ينتسب المؤرخ النسابه القلقشندي (صاحب صبح الأعشى في صناعة الإنشا) ومنهم نصر الفزاري الإسكندري اللغوي صاحب التأليف في البلدانيات ، الذي اعتمد عليه ياقوت الحموي كثيراً في مؤلفه (معجم البلدان) .. وقارن الشيخ حمد الجاسر كتاباته بما كتب الحازمي في كتابه (الأماكن) إذ إن الحازمي أيضاً قد اعتمد عليه .

وليس ابلغ في الدلالة على بقاء غطفان قوة متماسكة في الإسلام من وقائعها الحربية كواقعة ذات قين ، فقد أصابت كلب الفضاعية فزارة في (العاء) في الطرف الجنوبي من محجر الذي يقال له الآن جبل المسمى في غرب منطقة حائل فأصلح بينهما الخليفة عبد الملك ، غير أن فزارة الذبيانية ثارت لنفسها في بنات قين عقر دار كلب في بادية السماوة مما أغضب الخليفة عبد الملك فطلب زعماء فزارة وقتلهم صبراً .

وقبل ذلك وفي عام 39هـ اقتتل جيشان من غطفان في تيماء أحدهما عراقي عليه المسيب بن نجبة الفزاري الذبياني من قبل علي والثاني شامي عليه عبدالله بن مسعدة الفزاري الذبياني من قبل معاوية ، وكانت الغلبة للمسيب وهو معه . وكان المسيب من خاصة علي وله أحاديث عنه يرويها عمار الدهني وكان ممن وجهوا الدعوة إلى الحسين للقدوم إلى العراق ثم خرج مع ثورة الثوار وزعيمها سليما بن حرد الخزاعي .. وفي تلك الثورة قُتل .. ولما سيرت الدولة الأموية في عهد يزيد بن معاوية جيشاً إلى الحجاز بعد مقتل الحسين كان قائد الجيش غطفاني من بني ذبيان هو مسلم بن عقبة المري وكان من الدافعين عن المدينة غطفاني آخر وهو : معقل بن سنان الأشجعي وفي تلك الوقعة قتل .

وكانت غطفان قوة يحسب لها حساب لما توجه إليها جيش عباسي في عام 231هـ ليحارب فزارة ثم بني عبس ، هذا مع أن ما قيل من اشتراك غطفان مع اليهود في حرب خيبر لم يتم ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم واعد غطفان لحرب في حنفاء التي هي الشملي الآن فإن حرباً بينه – عليه السلام – وبينهم حدث ، وقد اشتركت قريش مع اليهود في موقعة الخندق والأحزاب وحصل من الريش وغيرها من قبائل العرب حروباً فلام يقل أحد أن واحدة من هذه القبائل أثرت بسبب موقفها قبل إسلامها .. وحروبها ضد المسلمين ، وبرز في غطفان في الإسلام مشاهير من الشعراء مثل أرطأة بن سهية القائل :

بآل ذبيان ذودوا عن دمائكم

ولا تكونوا القوم أم

ومنهم ابن ميادة وهو شديد الاعتداد بنفسه وبقومه وبهم كان يفاخر العرب ومن شعره قوله :

نحن بنو ذبيان في رأس ربوة

إلينا تناهى عز تلك القبائل

هم أنف قيس من يقل مثلها لهم

من الناس يخلط قول حق بباطل

ويسرف ابن ميادة في الفخر بغطفان ، كما يسرف الدكتور الخطراوي في تتبع آثار ابن ميادة الشعرية ، يقول ابن ميادة وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية :

ولو أن قيسا ، قيس عيلان أقسمت

على الشمس لم تطلع عليها حجابها

ومن جيد شعره قوله متباهياً بالمضربة عامة :

فجرنا ينابيع الكلام وبحره


وأصبح فيه ذو الرواية يسبح


وما الشعر إلا شعر قيس وخندق


وقول سواهم كلفة وتملح

والنجم ابن ميادة مع الحكم الخضري المحاربي في الهجاء ، قال الحكم :

أصبحت في أقر تعلو أطاوله

تغرمني وقد أصبحت في الرقم

وأقر واد فدك والحليفة بحائل كما تقدم ، والرقم في مدخل جبل العلم من شماله وأخباره كثيرة ففي الجاهلية حدثت به وقعة بين غطفان وبني عامر انهزم فيها فارس العرب عامر بن الطفيل ، وتلا هذه الوقعة وقعة في طوالة انهزمت فيها بنو عامر أيضاً ، وطواله في جنوب غرب العلم ، وفي داخل العلم النماره التي يذكرها النابغة في شعره ، وفي أيام الزبير أرسل المختار الثقفي صاحب الكيسانة لخشبية المذهب المعروف جيشاً من العراق زاعماص نصرة ابن الزبير لكن ابن الزبير أرسل جيشاً تصدى لجيش المختار في الرقم فهزمه وقتل قائده ابن ورس الهمذاني للمختار أسجاع في ابن ورس هذا :

ومن أخبار الرقم ما أورده المدائني فيما نقل عن البلاذري أن عيينة بن خصوم حذيفة الفزاري أشار على الخليفة عمر أن ينحي عنه العجم وقال : إني لا خلف عليك هذه الحمراء ، فلما طعن عمر قال : ما فعل عيينة بن حصن قالوا : مات : لله رأي بين الحاجر والرقم ، وفي رواية لله قبر بين الحاجر والرقم لقد ضد أيا وحزما .

وعيينة من المؤلفة قلوبهم لم تقتله بنو عبس في الهباءة لأنهم استصغروه كأن عيينة فتاكاً وثاباً أسر زيد الخيل ، وحضر بزاخة مرتداً مع طلحة ، وروي أنه قال للرسول صلى الله عليه وسم اطرد هؤلاء الأنتان أو العبيد فنزل قوله تعالى : ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي .. ) (الكهف : 28) .

وفي خبر سرية علي بن أبي طالب إلى فدك حينما أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم غطفان إمداد يهود خيبر ورد ذكر الهمج وبديع ، وقد مر مر التعريف بالهمج وبديع في الحويط الآن ، وهي من مياه بني مرة بن ذبيان ذكرها نصر الإسكندري .

قال الحازمي ، ونقل الشيخ حمد عن كتاب المناسك أنها قرية لولد الرضا أخلاط من الناس وأنها كثيرة الرمان والنخل وبها عيون كثيرة .. وهذا لا يمنع ماكانت لبني مرة من ذبيان ، وأورد الهمذاني في كتاب (صفة جزيرة العرب) بيتاً من الشعر هذا نصه :

رويت خيبر لها فيديع

ديمة كأن نوءها الجوز

من قصيدة واضحة التلفيق بينة الصنع ، فقد نظر الهمذاني في معلقة الحارث من حلزة البشكري الوايلي وأورد قصيدتين على وزنها وقافيتها الأولى لحجاز فيما يزعم يعدد فيها البلدان الحجازية ، والثانية لنجي يذكر فيها بلدان نجد .

وفي عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك كانت بديع مال للمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة وهو من المشهورين بالجود .. وكان ابن الخليفة يسومه ماله هذا لغبطته به فلا يبيعه أياه إلى أن غزا معه أرض الروم وأصاب الناس مجاعة ، فقال المغيرة : كنت تسومني مالي بيديع فاشتر مني نصفه فاشتراه بعشرين ألف درهم وأطعم الناس ، فلما رجع ابن الخليفة قال له أبوه : فبح الله رأيك ، أنت ابن أمير المؤمنين وأمير الجيش تصيب الناس مجاعة فلا تطعمهم ويبيعك رجل سوق ماله ويطعمهم .

وإذا كانت أخبار يديع وفدك تتصل اتصالاً وثيقاً بحوادث غطفان في صدر الإسلام فإن حوادث غطفان يمكن إجمالها بغزوة الكدر على غطفان وسليم في السنة الثانية ثم غزوة ذي أمر في السنة الثالثة ، وفي هذه الغزوة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يريد غطفان ورجع إلى المدينة ولم يلق كيداً ، وذو أمر هي التي عناها سنان المري الذبياني بقوله :

ويضر غد وعلى السديرة حاضر

وبذي أمر حريمهم لم يقسم

وسنان هو والد هرم ممدوح زهير ، وسمي هرم بن قطبة حكم غطفان الذي تنافر عنده عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامر بأن اللذان صدر عن في هذا الأيام كتاب للدكتور الزايدي .

وفي السنة الثالثة أيضاً سار زيد بن حارثة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم بسرية – أدركت عيراً لقريش في الفردة ماء لني أسد حلفاء غطفان يقع عند التقاء الثلبوت بوادي اللزمة ، وورد في كتاب الحازمي حديث عن ترمذ وكتيفة وأنهما إفطاع من الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد بني أسد وكتيفة وكتيفان ووتدة بين سميراء شمالاً والحاجر جنوباً .. وفي أكثر من مصدر نص صريح على أن الفردة تقع بين الربذة والغمر مما يؤيد أنها بالقرب من سميراء حيث التلبوت والرمة ، مع أن الشيخ حمد يرى أنها المفردة بقرب محجر غرب منطقة حايل .

وفي السنة الرابعة حدثت غزوة ذات الرقاع وقد غزا الرسول صلى الله عليه وسلم نجد وغطفان ومحارب ولم يكن بينهم حرب ، وفي السنة السادسة غزوة ذي قرن وسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر بأرض سميراء ، وسرية علي بن أبي طالب إلى فدك ثم سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر من مشاهير غطفان ، وقد قتلت وأخذت بنت لها من أحس العرب وجها فادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أسارى كانوا عند قريش .

وقبل هذا حدثت وقعة الخندق وكانت غطفان مع قريش وعليها عيينة بن حصن والحارث بن عوف المري ، وكان مسعود الأشجعي الغطفاي مع الرسول صلى الله عليه وسلم يخذل قريشاً وغطفان واليهود ، وفي السنة السابعة سار سعد بن بشير الأنصاري بسرية إلى بني مرة بن ذبيان بفدك أرتث فيها ونزل على بعض اليهود في فدك حتى استنقل ، تلتها سرية لغالب بن عبد الله ليثي من كنانة ولا أدري لما نسبه الشيخ حمد إلى كلب . . وفي السنة الثامنة – بعد صلح فدك – سار أبو قتادة الأنصاري بسرية تلتها سرية أخرى عليها بشير بن سعد الأنصاري إلى غطفان وعليها عيينة فأصابتهم في يمن وجبار من أرض الجناب وهي الجهراء الأن غرب بلاد الجبلين .

أما الصلح على فدك فكان في السنة السابعة في منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم فلتح خيبر فقد بعث إلى أهلها محيصة بن مسعود يدعوهم لإسلام فأتوه وصالحه على نصف الأرض بتربيتها صالحة عليها يوشع بن نون اليهودي فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك منهم وكانت خالصة له لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب .

وتعلق بآل العباس وعلي – رضي الله عنهما – بميراثهما فيما تركه النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته من فدك وبني النضير وخيبر فقال أبو بكر لفاطمة وعلي والعباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) وفي صحيح البخاري ورد أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي فيما أفاء به على رسوله ، تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفدك وما بقي من خيبر فقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لا نورث ما تركناه صدقة .. إنما يأكل آل محمد منه ) يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات النبي التي كانت عليها في عهده ولأعملن فيها بما عمل فيها .

وقال ابن تيمية : إن الله صان الأنبياء أن يؤرثوا دنيا لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا الدنيا وورثوها لورثتهم ، ثم إن ورثة النبي أزواجه ومنهم عائشة بنت أبي بكر وقد حرمت نصيبها بهذا الحديث .

وأشار ابن تيمية إلى أن أبا بكر وعمر أعطيا من مال الله أضعاف هذا الميراث للذين كانوا سيرثونه ، وتولى علي وصارت فدك وغيرها تحت حكمه ولم يعط لأولاد فاطمة ولا زوجات النبي ولا ولد العباس شيئاً من ميراثه .

وكثر الحديث عن فدك وامتلأت الكتب بذكر الخلاف بين علي وفاطمة من جهة وأبي بكر من جهة أخرى ، وأورد ياقوت في مادة فدك أقوالاً كثيرة عما جرى لفدك في صدر الإسلام وعصر بني أمية وعصر بني العباس غير أنه قال : وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي صلى الله عليه وسلم . ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء ، ثم اختار يقوت ما ذكره البلاذري في فتوح البلدان حيث أورد حادثة الصلح على فدك وأنها أصبحت خالصة للرسول صلى الله عليه وسلم يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل ، وأن عمر – رضي الله عنه – قوم نصف التربة وأجلى اليهود عنها في عهده بقسمة عدل ، وأن مالها ظل يخرج في ابن السبيل أيام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وان عمر بن عبد العزيز فعل ذلك وسار على نهجه في ذلك من أتى بعده ، وأن المأمون الخليفة العباسي أمر في عام 210هـ بدفعها إلى ولد فاطمة رضي الله عنها ، وأن المتوكل ردها إلى ما كانت عليه أيام أبي بكر رضي الله عنه .. وأنا ظلت في عهد بني أمية ترد إلى أولاد فاطمة وتقبض منهم ، وإن خلافاً جرى بين علي والعباس عند عمر لما رأى أن يردها إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن الكتب عن فدك كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وكان الشهرستاني صاحب الملل والنحل يرى أن الخلاف حول فدك من الخلافات التي لها صلة بالدين الإسلامي ، لأنها تتصل بإرث النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعروف نزعة الشهرستاني الملية ، وعلق أحد الكتاب على دراسة طالب جامعي مبيناً مدى إعجابه بما كتبه عن فدك في التاريخ من حيث سعة خياله ، ورصانة أسلوبه وبراعته في النقد والتحليل متمنياص لو انصرف هذا الطالب إلى موضوعات تعود بالخير على الأمة التي مزقتها الأحقاد ، وسحقتها الفتن ، وتلاعبت بها الأهواء وقال : إن فدك قد أصبحت في ذمة التاريخ وعادت قاعاص صفصفاً ، ومع ذلك تقدم من يتصدى لنبشها منها ما يزكم الأنوف ، ويملأ العيون بالقذي بعد مئات السنين .

والعلاقة بين صاحب هذا المقال وبين من وصفه بالطالب الجامعي يحكم خلاف حاد في الرأي لا يحسن الخوض فيه ، غير أن القول بأن فدك قد عادت قاع صفصفاً ليس صحيحاً ففدك مدينة عامرة بحايل ، وما يحمد للشيخ حمد أنه من عين موقع فدك وبديع وأنهما الحايط والحويط وقدم عنهما بحوثاً قيمة في كتاب في شمال غرب الجزيرة ، والمعجم الجغرافي لشمال المملكة ، وكتاب الأماد للحازمي الذي حققه ونشره حديثاً مقارناً بين ما ورد فيه وما كتبه نصر الفزاري الإسكندري ، إضافة إلى مقال نشره في احدي الصحف عن فدك وتعليق له ممتع على مقال للأستاذ محمد حسين زيدان عن غطفان وأيامها وبلادها ومنها تلك نشرة في جريدة سيارة ثم نشره في مجلته العرب ، معتمداً في كل ما كتب على عدد كبير من مصادر التاريخ والأدب واللغة والبلدانيات والبحوث والدراسات الحديثة كبحث الدكتور عبد الرحمن الأنصاري الذي نشر في مجلة الدارة .

وعن جهل الناس ابم فدك ، نقل الشيخ حمد ما أورده الفيروزأبادي في المغانم المطابه : إنه سأل أشراف المدينة من الفقهاء والأمراء وسأل السوقة عن فدك ومكانها فقالوا : إنهم لا يعرفونها مع أن هذه القرية لم تبرح أيدي الاشكال والخلفاء يتداولونها ناس عن ناس إلى أواخر الدولة العباسية ، وأشار إلى أسمها لغوياً كما ورد ابن دريد صاحب الاشتقاق وأنه من فدكت القطن تفدك أي تفشته ، وتعليل الاسم عن البلدانين ، جهلهم بمعاني المواقع قبل عهد التدوين ، فلما بدأ التدوين لم يجد المعللون أمامهم شيئاً يقولونه فلجأ كثير منهم إلى إيراد أقوال هي أقرب إلى الخرافة بقصد قولهم فدك بن حام ، وذكر الشيخ ما عرفت به تلك من الزراعة والصناعة في القديم ، وأن تمر فدك مشهور بالجودة ، وفيه قيل :

عجوة الشق نطوف بالودك

ليست من الوادي ولكن من فدك

وفي تاريخ المدينة لابن شبة في الحديث عن صدقات علي أن له بناحية فدك وادي نخل ووشل من ماء يجري وعلى بستانه ورونوق فذلك في صدقته ، وله بناحيتها أيضاً واد يقال به الأشجن وبنو فزارة تدعى فيه ملكاً ومقاماً وهو اليوم – أي في عهد ابن شبه – في أيدي ولاة الصدقة .

وكان مما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم ألف يوم موته بقطيفة فدكية ، والذي أورده الشيخ حمد عن هذا الموضوع هو ما ذكره ابن هشام في السيرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً فوقه قطيفة من صنع فدك .

قلت : يبين لنا أن ماورد في هذا البحث عن موقع بني عبس من غطفان مثل حرة النار وحرة ليلى وحرة خيبر وحرة الكورة وحرة عبس ولابة ضرغد وجبل الرأس الأبيض وجبل البصر وفدك (الحايط) وضغن عدنه وأثقب والعلم وروضة الأجداد (الروض) والرقم (الرقب) وبديع (الحويط) ووادي الرمة ووادي الروخة وغيرها – مما ورد في هذا البحث وبحوث أخرى هي من ديار بني عبس وما زالت تسيطر عليها بالوقت الحاضر أهم فروع بني رشيد العبسي الغطفاني في الحجاز ونجد بالمملكة العربية السعودية .


للامانه : منقول


تحياتي
ابوسامي

رحال الغربية
2008-09-17, 10:45 PM
حيا الله أبوسامى وأشكرك على نقل المعلومات الصحيحة من التاريخ وجزاك الله خيرا

دندشه
2008-09-17, 11:39 PM
عافاك الله ابو سامي

دندشه

ابونواف التميمي
2008-09-18, 04:09 AM
الله يعطيك العافية اخوي ابوسامي ويكثر من امثالك

تسلم يمينك على النقل الرائع والهادف

تحيتي لك

العنبري
2008-09-18, 07:02 PM
ماشاء الله

معلومات جميلة وجمع رااائع :0007:

بارك الله فيك ياابوسامي على اتحافنا بهذه المعلومات المفيدة

اتمنى لك التوفيق

تقبل مني كل الشكر والتقدير

عبدالهادي المفرج التميمي
2008-09-19, 12:30 PM
هذا بحث كااااااااااامل عن تاريخ بني عبس
ولكن الم يكن لأثارهم في تلك الحقبة التاريخية أي اثر ؟
مكثووور الخير على نقلك هذا الموضوع
مشكوووووووووور




سلام

المشراق
2008-09-19, 11:51 PM
مهما كتبنا يا ابو سامي لن نوفيك حقك من العبارات والكلمات لقد نقلت موضوع وبحث اثرانا بمعلومات لو بحثنا عنها لم نجدها وقد زدتنا معرفة بتاريخ قوم عاشوا في هذه البلاد الف الف شكر

باحث أثار
2008-09-20, 07:45 AM
اخي الغالي [you]
شكرا لك على تشريفك واطرائك الجميل بارك الله فيك


تحياتي
ابوسامي

عبدالعزيز الصاهلي الحارثي
2008-09-21, 02:40 AM
بارك الله فيك اخي ابو سامي
عندي سؤال
من بقي من قبائل جمرة العرب الأربعه على مسماها السابق حتى الآن
شاكراً لك موضوع المهم والشيق

BSSAM888
2009-07-27, 09:46 AM
تقرير جميل يعطيك العافية

القناص2008